الفصل 4 اشتباه

دلف حمزة من باب القصر صباحًا بعد أن أنهى جولة الركض المعتادة فى الصباح الباكر وصعد الدرج ليُدهش عندما رأى فيروز تسير هناك نحو غرفته رغم أنها كانت تنام بها أمس لكنها تذهب إليها مُجددًا، طرقت الباب بلطف فسار نحوها بهدوء وتحدثت بقوة

-عايزة حاجة

أستدارت له بفزع لتراه يقف أمامها مُرتديًا تي شيرت أسود وبنطلون أسود وجسده مبلل من العرق وكثرة الركض فأزدردت لعابها بأرتباك ثم قالت

-الناس اللى تحت مش عاوزين يخرجونى هو انا محبوسة هنا

نظر إلى ساعة يده بدهشة من طلبها للخروج فى هذا الوقت الباكر وكانت الساعة السادسة والنصف صباحًا ثم رفع حمزة نظره إليها وسأل بإستغراب

-عايزة تخرجى دلوقت

تحدثت بضيق شديد من رفض الحراس على خروجها من المنزل

-اه أنا حرة مش عبدة عنك على فكرة

عض شفتيه من ردودها الغليظة عليه ثم قال

-طب مفيش خروج طول ما لسانك طويل كدة

صرخت فيروز به بانفعال شديد وهى ترغب بالذهاب إلى المستشفى لكى تطمئن على والدتها هاتفة

-أنا هخرج غصب عنك أنت والعصابة اللى موقفها تحت

مسك حمزة يدها بقوة وجذبها إليه لترتطم بصدره ثم قال بلهجة مُخيفة غليظة

-طب جربى تعمليها وبدل ما تتحبسي فى قصر تتحبسى فى سجن النسا ولا أنتِ ناسية أنك ظهرت وأنا بتعرض للأغتيال وممكن تكونى واحدة منهم دا أنا مكنش أكيد

أتسعت عيني فيروز خجلًا بعد أن جذبها إليه ورائحة عرقه الرجولي تخترق أنفها، سمعت حديثه و أزدردت لعابها بخوف من حديثه ثم أبتعدت عنه وهى تتحاشي النظر له وتحدثت بنبرة خافتة

-أنا لو اعرف أن هيجرالى كل دا من تحت رأسك كنت سبتهم يموتوك

كرر حمزة كلمتها الأخيرة بدهشة قائلًا

-يموتوك

لفت فيروز رأسها إليه ثم قالت بثقة

-مش كلمة إغتيال دى يعنى محاولة قتل مش محتاجة ذكاء بس دا سبب كافى يخلينى أمشي من هنا معنى أن فى ناس بتحول تقتلك أنك مش أفضل شخص بل أكيد شرير

أجابها حمزة ببرود شديد وهو لا يبالى برأيها فيه قائلًا

-لنفترض أنى الشرير فى الحدوتة دى لكن خروج.. مفيش

فتح باب غرفته ودلف لتدخل خلفه بدون خوف فخوفها وقلقها على والدتها جعلها تأتى إليه وستفعل أى شيء لأجل والدتها وتعجب حمزة من جرائتها فى أقتحام غرفته ثم قال

-عايز أيه

تحدثت بضيق شديد وهى تكز على أسنانها

-أنا عايزة اخرج

نزع تي شيرته ببرود شديد وهو يقول

-مفيش خروج

أستدارت سريعًا بعد أن خلع ملابسه لتعطيه ظهرها وصرخت مُنفعلة من فعلتها قائلة

-أيه البجاحة دى مش تستنى لما أخرج

أقترب حمزة منها ووقف خلفها ثم قال بهمس فى أذنيها

-انا مقولتش لحضرتك تدخلى اوضة نومى

فزعت من همسه فى أذنه وفرت هاربة من الغرفة بينما أستدار حمزة ليدخل إلى غرفة الملابس ويبدل ملابسه سريعًا لكى يذهب إلى الشركة

وقفت فيروز فى غرفتها بخجل شديد من فعلته ثم فتحت الهاتف ليصلها رسالتين أحدهما من نيرة والأخرى من حسن يطمئنها على صحة والدتها ام نيرة فطلبت منها أن تُخبرها بما فعلته لكى تطمئن على خطتها، وضعت الهاتف فى جيبها ثم بدلت ملابسها بصعوبة من جرح ظهرها وتركت شعرها مُبعثر بفوضوية ثم خرجت من الغرفة وترجلت الدرج لتراه جالسًا على السفرة فسارت نحوه وجلست على المقعد المجاور له وكانت مقابل زهرة التى تتناول فى صمت وتعلم بأن أخاها يكره الحديث على السفرة لكن هذه الفتاة لم تعرف شيء عنه فتحدثت بحدة قائلة

-أنا عايزة أخرج

رفعت زهرة نظرها للأمام على فيروز ثم على أخاها وكادت أن تتحدث لكن منعها حمزة وهو ينظر إلى فيروز وسأل

-هتروحى فين

تعجبت من سؤاله ثم قالت ببرود شديد مُجيبة عليه

-وأنت مالك أن شاء الله تكنش ولى امر

أتسعت عيني زهرة بذهول من جراءة هذه الفتاة وتحديها لأبن الحداد الذي يخشاه الجميع على عكس حمزة الذي أستشاط غضبًا من فيروز وعنادها الدائم له وردودها التى تثُير غضبه ثم قال

-ما قولتلك يا بنت الناس مفيش خروج قبل ما أعرف مين اللى كان عاوز يقتلنى وليكى دخل فى الموضوع ولا لا

سمعه زين الواقف فى الخلف وتعجب من صديقه فهو يعلم بأن والده الفاعل وهذه الفتاة لا تعلم شيء بل بسبب ظهورها يكاد هادى الحداد أن يقتلها لإفسادها خطته الخبيثة، أغلقت فيروز يديها بأحكام شديد ثم وقفت من أمامه غاضبة لتضرب قدمه بقدميها وذهبت، تألم من ضربها ودهش من أفعالها وهى تعامله وكأنها على صلة به وترفعه الألقاب دومًا فحتى أخته لا تعامله هكذا

خرجت فيروز من باب القصر لترى السيارة واقفة أمام الباب بأنتظاره فنظرت للقصر بغيظ ثم ألتفت للسيارة ونظرت بخبث ومكر سذاج يليق ببرائتها

صعد زين بمقعد السائق وظل ينتظر حمزة حتى خرج من القصر وفتح الباب الخلفي للسيارة وصعد وهو يتحدث فى الهاتف ليفزع عندما رأها تختبيء بالأرض خلف مقعد السائق وأتسعت عينى فيروز عندما صعد وكشف حيلتها ليبتسم حمزة بمكر وهو يغلق الهاتف وقال

-أمشي يا زين بس براحة عشان القطة اللى مستخبية هنا متتخبطش

تحاشت النظر له بإحراج طفولي بينما فزع زين من جملته وهو يقول

-فى قطة فى العربية .. حالًا هنزلها

فتح حزام الأمان وهو على وشك النزول ليضع حمزة يده على كتف زين ويقول بينما يتطلع بوجه فيروز

-متتعبش نفسك خلينا نأخدها معانا أصلها قطة هبلة باين

تحرك زين بالسيارة لتخجل فيروز وهى تصعد من الأرض وتجلس بجواره فحدق زين بها فى المرأة وقد فهم ما يحدث لكنه ظل صامتًا حتى وصلوا للشركة ترجل زين أولا ليقول حمزة

-أنا هسيبك تشوفي صحابك اللى كنتِ جاية ليهم المرة اللى فاتت لكن خلال ساعة لو مكنتيش فى مكتبى هتلقي البوليس بيدور عليكى بتهتم محاولة إغتيال حمزة الحداد ولو متعرفيش مين حمزة الحداد أي كارت فكة وأدخلى على واكتبي حمزة الحداد

أتسعت عينيها على مصراعيها من حديثه وألتف حمزة لكى يخرج لتستوقفه فيروز بخوف شديد عندما مسكت يده فنظر إلى يدها التى تشبثت به لتترك يده سريعًا وقالت

-ساعتين خليهم ساعتين وهكون عندك من غير بوليس

حدق بها بصمت ثم هز رأسه بالموافقة وترجل من السيارة لتترجل فيروز سريعًا ثم دخلت خلفه على بُعد خطوات وهو لا يبالى بحضورها، لم تصعد المصعد معه بل قررت أخذت الدرج أفضل لها من مشاركته المصعد



فى مكان أخر على مطعم قرب النيل كانت تجلس زهرة مع عادل ثم أخرجت علبة بنية اللون ووضعتها على الطاولة وكان يحيطها شريط أبيض اللون ثم قالت ببسمة هادئة

-كل سنة وأنت طيب يا حبيبى

تبسم عادل وهو يأخذ الهدية منها وقال

-وأنتِ طيبة يا زهرتى دايمًا محدش فاكرنى غيرك

أخذت زهرة يده فى يدها بحُب ثم قالت

-عشان أنت حبيبى أنا وبس ولو حد غيرى كان أفتكرت كنت هغير أنا كدة مرتاحة جدًا لأنى أستثنائية عندك

تبسم عادل بعفوية وهو يحدق بملامح وجهها الجميل ثم قال بهمس

-أنتِ أستثنائية من غير حاجة يا زهرتى وهتبقى أستثائية أكتر لما تخلصي إمتحانات وتتخرجى عشان أخطبك رسمي من أخوكى المتحجر دا

تحمست زهرة بسعادة وهى تجيب عليه

-يااا وأخيرًا هنتخطب، دا أنا كنت حاسة أنى نشفت جنبك من كتر ما انتِ مُصر أن الخطوبة تكون هدية التخرج

غمز لها بعينه ثم قال بحب

-عشان تبقي هدية أستثنائية للتخرج ولا لا

قهقهت ضاحكة عليه وهى تفتح قائمة الطعام وتقول

-أستئنائية بس خلينا فى أستثنائيات الحاضر وقولى هنأكل أيه

قهقه عادل ضاحكًا على هذه الفتاة التى تحب الطعام بجنون ثم فتح قائمة الطعام

على أحد أدراج الشركة لسلم الطواريء ولا يوجد أحد كانت تجلس فيروز مع حسن وتحدثه عن حمزة بينما هو غاضبًا وقال

-أنا خايف عليكى يا فيروز لأن حمزة الحداد مش سهل ومش بالساهل أنك تمضيه على الورق دا ولا تأخدى ثقته وعشان متقوليش أنى بأفورة أو بخوفك روحى أسألى أى موظف فى الشركة غيرى حمزة الحداد لو شك فيكى مش هتشوفى ضوء الشمس بعينك تانى ومحدش هيعرف لك طريق

تنهدت فيروز بتعب تنهيدة مُعبأة بالهزائم والإنتكاسات ثم قالت

-تفتكر ينفع أرجع

صمت حسن ولم يُجيب لتتابع فيروز الحديث بإستسلام للواقع قائلة

-مبقاش ينفع الرجوع ولا الندم يا حسن أنا خلاص دخلت عش العقارب برجلى وماما خلاص عملت العملية ولو فكرت أهرب أو أعترض مجرد أعتراض مش هشوف نور الشمس بعينى تانى زى ما انت قولت

تنهد حسن بضيق شديد على حال صديقته وهى لم ترجع له فى ما فعلته ثم قال

-أنا معاكى وفى ضهرك حتى لو هنروح وراء الشمس خلينا نروح سوا

تبسمت إليه بإستسلام ويأس ثم قالت

-خلى بالك من ورد يا حسن وماما

أومأ لها بنعم لتغادر معه للخارج...



فى مكتب حمزة كان جالسًا على مقعد ويوقع بعد الأوراق ثم فتح باب المكتب ودلف عامر غاضبًا من هذا الرجل وهو يقول بصياح

-أنت رفضت ليه المشروع اللى انا وافقت عليه

أجابه حمزة ببرود قاتل وهو يهز مقعد يمين ويسار

-أنا حر فى شركتى

أشتاط عامر غضبًا منه ثم ضرب سطح المكتب بيديه الأثنين ثم قال

-بس كدة أنت بتكسب عداوتى أكتر من كدة يا حمزة المشروع دا أنا شغال عليه بقالى شهور وتيجى أنت بكل بساطة ترفضه

أغلق حمزة الملف الموجود فى يده بغضب ثم رفع نظره إلى عامر وقال بتهديد دون أن ترمش له عينه

-أنا بعشق العداوة وقولتلك أنا حر أقبل اللى عايزه وأرفض اللى عايزه

كز عامر على أسنانه ثم ألتف لكى يغادر وعندما خرج رأى عادل ابنه قادم، تطلع عامر بوجه والده الغاضب وتشتعل النار فى عينيه ليتوقف أمامه وقال بقلق

-فى ايه يا بابا

صاح عامر بضيق شديد قائلًا

-عقل صاحبك وابن عمك يا عادل هو مش قد عداوتى والمشروع دا لو متوفقش عليه أنا هندمه عمره كله

غادر عامر غاضبًا ليُدهش عادل من درجة غضب والده ثم دخل إلى مكتب حمزة وقال

-فى أيه يا حمزة أنت رفضت مشروع بابا

أجابه حمزة وهو ينفث دخان سيجارته ببرود قائلًا

-بابا دى فى البيت هنا مفيش بابا وهنا انا رئيسك مش حمزة

تعجب عادل من حدة حمزة وغضبه رغم بروده الساكن ليشتاط غضبًا وقال

-وماله يا حمزة بيه

أستدار عادل لكى يغادر ورأى زين يدخل المكتب فتجاهله وغادر بينما رفع حمزة نظره إلى زين وقال

-عملت أيه

تبسم زين بلطف وقال

-جبت لك كل المعلومات اللى قدرت أجمعها عن فيروز...



كانت فيروز تقف بدورة مياه فى الشركة وتنظر على جرح ظهرها بتعب وهى تشعر بأن ذراعها الأيسر توقف عن الحركة ثم أخرجت علبة من الدواء وتناولت القليل منه فأتاها صوت نيرة تقول

-عملتى أيه

أستدارت فيروز لها بقلق ثم قالت

-لسه معملتش حاجة على طول عصبي وبتخانق

نظرت نيرة للمرآة وهى تمسح الزائد من أحمر الشفايف وقالت

-أنا نبهتك أن حمزة من سهل يثق فيكى

تبسمت فيروز بقلق شديد وأصطنعت الكذب قائلة

-بس أنا بحاول

تبسمت نيرة وهى تستدير لها ثم وقفت تنظر إلى فيروز وقالت

-برافو عليكى وعايزاكى تفضلى تحاولى لحد ما توصلى وتوفى بوعدك زى ما أنا وفيت بوعدى ودفعت فلوس العملية لمامتك

أومأت فيروز بضعف إليها وهى تشعر بالقليل من الإذلال ثم غادرت نيرة لتخرج فيروز من المرحاض بعد دقائق لتُصدم عندما وجدت حمزة يقف بأنتظارها أمام دورة المياه، تطلع حمزة بها وهى تخرج وتمسك كتفها بذراعها بتعب من جرح ظهرها ووجهها شاحب من حديث نيرة فحدقت به بصمت وعقلها يفكر كثيرًا كيف تكسب ثقة هذا الرجل المُخيف دون أن يعلم أو يكشف حقيقتها حتى لا تذهب للسجن كما يهددها حمزة وكما أخبرها حسن عن شراسته

تحدث حمزة بنبرة غايظة وهو يقول

-أتأخرتى عن الساعتين 17 ثانية

نظرت خلفها للدورة المياه ثم قالت بضيق

-كنت هنا مكنتش بهرب

سار للأمام فى صمت وتابعه زين لتسير خلفه وهى تفكر فى حديث نيرة وتشعر بأشمئزاز مما تفعله وهى تحولت من فتاة بريئة إلى فتاة مُحتالة وتحتال على الغير لأجل المال فماذا تركت فيروز للأشرار الأوغاد صعدت للسيارة بجواره فنظر رجل الامن عليها بدهشة من وجود فتاة مع رئيسه الغليظ الذي يكره النساء وحتى السكرتير الخاص بمكتبه رجل وليس بفتاة وأنطلق زين بالسيارة والصمت سيد الموقف وكلاهما صامتًا فنظر زين إليها بقلق من أن يتحدث أمام هذه الفتاة الغريبة عن العمل لكنه تحدث بجراءة قائلًا

-هتروح الحفل لوحدك

أجابه حمزة وهو ينظر فى الجهاز اللوحى الموجود فى يده يباشر عمله حتى داخل السيارة ليقول

-عادى يا زين أعمل اللى بتعمله كل مرة هات بنت بالإيجار

أومأ زين له بنعم لتنظر فيروز إليه بدهشة من تأجيره بالبشر فهو ليس بلص يسرق اموال الغير فقط بل يتاجر بالنساء لأنه يكرههن فنظرت للنافذة بأشمئزاز من هذا الرجل الذى سقطت فى الوحل معه بينما تحدث زين مع فتاة فى الهاتف وأتسعت عيني فيروز بذهول من الرقم الذي عرضه عليها من أجل ساعتين تذهب مع هذا المغرور لأحد الحفلات فتأففت بضيق وهى تفتح النافذة ليرفع حمزة رأسه ونظره عن الجهاز اللوحى وقال

-ممكن تقفلى الشباك

ألتفت فيروز له بضيق شديد تقول

-حتى شوية الهواء هتتحكم فيهم

نظر حمزة لها بغرور ثم تحدث بضيق ولهجة باردة كقلبه المُجمد وقال

-إذا كان عاجبك

أغلقت النافذة وهى تتأفف بضيق شديد لتتطاير خصلات شعرها بلطف من أففتها وزمجرت بأختناق من وجودها جواره وتشعر فيروز بأن حتى أنفاسها مُراقبة



فى مكان أخر داخل غرفة الرعاية بالمستشفى كانت ورد جالسة بجوار والدتها تمسح يدها بمنشفة صغيرة مبللة وعندما أنتهت أبتعدت عن والدتها الغائبة عن الوعى وحاولت الأتصال بفيروز لكن لا جواب ونفس الصوت يتردد فى الهاتف بأنه مغلق لتشعر بالقليل من القلق عن أختها التى اختفت فجأة بحجة العمل لكنها قطعت كل وسائل الأتصال مع أختها الصغيرة فحسمت ورد أمرها وحملت حقيبتها وغادرت الغرفة عازمة على أمرها وقد حسمت موقفها بالذهاب إلى عمل حسن فبألتأكيد هذا الرجل يعرف أين اختها وإلى أين ذهبت فهى تعرف جيدًا بأن فيروز لن تخفى شيء عن صديقها وبئر أسرارها الوحيد وأستقلت أول سيارة أجرة...



كان حمزة واقفًا أمام المرأة فى محل الملابس مُرتدي بدلة ذات اللون الزيتونى وقميص أبيض يفحصها بنظره فى المرأة وقد أستعد لموعد الحفل وفيروز تجلس على الأريكة بملل من مرافقتها له تبسمت الموظفة وهى تمسح على السترة بحماس قائلة

-كأنها مصممة مخصوص لحضرتك

ضحكت فيروز بسخرية من هذه الموظفة التى تغازله على غباءها فإذا بقت معه ساعة واحدة ستفر هاربة بعيدًا عنه ولن تتحمل لكنها تغازل مظهره الوسيم فقط وتجهل غروره وتعجرفه المُستفز لكن حمزة سمع صوت ضحكتها الخافتة فأستدار إليها بضيق من ضحكتها رغم أنها تنظر للجهة الأخرى بعيدًا عنه ولم تتطلع به بإعجاب كبقية الفتيات وحتى موظفات هذا المكان فور دخوله يبدأن بوضع العطور والنظر فى المرآة لأجل مُغازلته لكن فيروز كانت تبادله البرود وعدم الأهتمام فقال بنبرة جادة

-أيه مش عاجباكى

نظرت فيروز له لتراه ينظر إليها ويسأل عن رأيها فنظرت حولها بدهشة من سؤاله لها وكأنه يهتم برأيها به ثم قالت

-أنا

تحدث بغرور شديد وهو يضع يده اليسرى فى جيبه قائلًا

-فى غيرك

وقفت وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها تتفحص هيئته ثم نظرت إلى الموظفة المسحورة بوسامته لتقول فيروز بخبث شديد

-وحشة

أستدار حمزة إلى المرآة يتطلع بها ثم قال ببرود

-هجرب التانية

جلبت الموظفة بدلة ببنطلون أسود وقميص أبيض فوقهم سترة ذات اللون النبيتى ودلف حمزة إلى غرفة تبديل الملابس فتبسمت فيروز وهى تعود للجلوس على الأريكة وتضع قدم على الأخرى فرمقت الموظفة بتعجب من هيامها بوسامة هذا الرجل وبعد دقائق خرج حمزة من الغرفة بهذه البدلة التى زادته وسامة عن السابقة لتستشيط غضبًا فهى أخبرته عن السابقة مُعتقدة بأن هذه الملابس ستكون أسوء لكنها زادت من وسامته لتبهر الموظفة به وسارت نحوه لتقول بسعادة

-فعلا دى أحلى بكتير

نظرت فيروز للجهة الأخرى بأختناق فهى أرادت أن تنقم منه قليلًا على أفعاله معه وغروره الذي يُثير غضبها، دلف زين وهو يضع الهاتف فى جيبه وهو يقول بضيق

-البنت أعتذرت

ألتف حمزة له بغضب فقد أقترب الموعد وحدق بزين ووجه البارد تحول لغضب ولهيب النيران يتطاير من عينيه ثم قال

-أتصرف يا زين

غادرت الموظفة الغرفة بعد أن أشار زين لها بالمغادرة وظل ثلاثتهم ليقول زين بهدوء

-باقى ساعة ونص هجيب بنت منين وهتجهز امتى روح النهادرة لوحدك يا حمزة

صاح حمزة بغضب سافر وهو يقول

-أتصرف يا زين أنا مش هروح لوحدى

نظر زين للجهة الأخرى بحيرة وكيف سيفعلها ليقع نظره على فيروز وهى تجلس على الاريكة وتضع قدم على الاخرى وتنظر فى هاتفها ولا تهتم لحديثهما وما يفعله فتبسم زين بقلق من الفكرة التى خطرت على باله وهو لا يعلم إذا كان حمزة سيقبل بها أم لا لكنه نظر إلى حمزة وقال بجدية

-لاقيتها

قالها وأشار على فيروز بعينيه فنظر حمزة عليها ثم قال

-دى

أقترب زين منه خطوة ثم همس فى أذنه وقال

-مفيش وقت على ما أدور على غيرها وتيجى وتجهز هيكون ميعاد الحفل انما دى هنا مش وقت انت ترفض المهم هى تقبل بس

عاد حمزة غاضبًا إلى غرفة تبديل الملابس ليجلس زين قرب فيروز ثم قال بحرج

-ممكن كلمة

رفعت نظرها عن الهاتف ونظرت له بصمت ليخبرها بطلبه فرفضت بعناد قائلة

-مستحيل أروح مكان مع البنى أدم دا وأضطر أعامله بلطف وأدعى انى حبيبته حبه برص

خرج حمزة كما هو ببدلته الجديد بعد أن سمع حديثها ورفضها فقال بلهجة غليظة مُتذمر

-حوشي يا بت أنا اللى هموت وأقعد مع مجرمة زيك ولا أنتِ ناسية أنتِ هنا ليه وبمزاجك أو غصب عنك هتروحى واضح كلامى ولو مش عاجبك أمشي وهجيبك بالبوليس

تأففت بضيق شديد من حديثه وأجبره لها لتقف من مكانها بأنفعال وقبل أن تتحدث أخذها من يدها وخرج للخارج وهى تحاول إفلات يدها من يده لكنها لا تقوى بجسدها الضعيف على هذا الرجل القوى، أعطاها لموظفات المكان وطلب منهم أن يصنعون منها شخص أخر ثم دلف مُجددًا للغرفة...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي