الفصل الثاني

"لم يكن اختياري"
الحلقة الثانية
للكاتبة ندى محسن|White Rose

بالفعل ذهب وليد واسماء للملاهي وكالعادة يرتدي الكاب الأسود والماسك ليزداد مظهره اناقة ولا تتوقف هي عن النظر اليه والتقاط الصور معه وكلما يتسائل عقلها عن سبب تصرفاته واهتمامه تتجاهل تلك الأفكار وتستمر باللعب لتشعر بالسعادة لا تعلم ما الذي يخبأه القدر لها...
انتهى اليوم وذهبت للمنزل كالعادة كان اخاها مازال بالعمل وريهام تنظر لها نظرات لم تريحها ابدآ
-ماذا بكي الم تريني من قبل لماذا تنظرين لي بتلك الطريقة
نظرت ريهام لها بضيق واخرجت الصورة لتأخذها اسماء بإنفعال
-ماذا بكي ما الذي تفعليه انتي هل جننتي ام ماذا هاا!! كيف لكي ان تعبثي بأشيائي الخاصة!
انفعلت ريهام
-هل انا المخطئة لأني اخاف عليكي متى قابلتي هذا المدعو وليد متى ذهبتي وما الذي حدث واين كنتي حتى الأن
دلفت اسماء لغرفتها لتتبعها ريهام
-اسماء الى اين تذهبين ما الذي تخفيه
صرخت اسماء بها
-ريهاام ليس لكي شأن اخرجي الأن لا اريد الحديث
دفعتها وقامت بإغلاق الباب لتتفاجأ ريهام من رد فعل اسماء اجل اسماء تكون اختها الصغيرة لكن منذ فترة وافعالها اصبحت غريبة..
بينما اسماء كانت تقف امام المرأة تتحدث اليها
-هل من الممكن ان يتزوج وليد فتاة عادية مثلي! هل من الممكن ان اكون زوجته بيوم ما.. لا اصدق ان هذا ممكن لكنه ليس مستحيل...

بقلم/ندى محسن

ضحك وليد وهو ينظر لصديقه
-لا انت تمزح مؤكد انا احب؟ مستحيل انا لا احب يا عزيزي
نظر له صديقه والمدعو (سامي)
-لا اعلم لكنك للمرة الأولى تفعل هذا لا اتذكر انك ذهبت للملاهي او استمتعت بوقتك هكذا من قبل!
ابتسم وليد بسخرية ونظر له
-هل انت مجنون تلك الفتاة مختلفة ومن اجل ان تكون معي علي ان اجعلها تقع بي اكثر من هذا تظنني غبي تضحك علي بطريقتها وحجابها في حين انها تسمح لي بمقابلتها والسير معها وامساك يدها
ابتسم سامي وهو ينظر له
-لا اعلم ما الذي يمكنني قوله لك انت كارثة
ضحك وليد وهو يشرب كأس من الشامبانيا ويتخيل ما سيحدث فيما بعد مع تلك المغفلة كما نعتها..
اتى اليوم التالي واخبرها انه يريد ان يراها لكنها رفضت بضيق بسبب ريهام وتركيزها معها حتى انها لم تستطع الحديث معه لوقت طويل ليغلق وهو ينظر للهاتف بغضب
-ماذا تظنين نفسكي هاا هل ترفضين مقابلتي انا! حسنآ سأريكي كيف يكون التجاهل فيما بعد يا اسماء..
تحدث مع سامي واخبره انه سيذهب ليمضي عقد جديد ويباشر عمله وهو يحاول ان يخرجها من عقله لوقت مؤقت..

كانت اسماء تشعر بالضيق من كل ما يحدث وانها هي من رفضت مقابلته لكنها لا تريد لريهام ان تعلم بكل ما يحدث فليس لديها ثقة بها وان اخبرت سامر لن يكون هذا جيد فبأي حال هو لا يحب الأشخاص مثل وليد..
اتى سامر بالليل ليقابله اسلام
-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالك يا اخي
ابتسم سامر واومأ له
-وعليكم السلام ورحمةالله وبركاته يا اسلام انا بخير ماذا عنك؟
ابتسم اسلام ونظرت له
-حمدآ لله بأحسن حال..هل تحدثت مع اسماء؟
علم سامر ما قصده لا يعلم ما الذي يقوله فهو يراه شاب مثالي لا يستطيع رفضه فهو وسيم ولديه اخلاق مثالية وملتزم وليس متشدد
-بصراحة.. لا اعلم ماذا اقل لك.. لم تأتي فرصة مناسبة كي اخبرها لكنني سأفعل فعندما ءأتي بهذا الوقت تكون هي نائمة اعذرني ليوم اجازتي اخر هذا الأسبوع..
ابتسم اسلام واومأ له شعر بالأرتياح لقد كان قلق بشأن رفضها له لكنه اطمئن بالحديث مع سامر
صعد سامر وهو يقرر انه سيتحدث مع اسماء مجددآ لعلها تقتنع فقط بإعطاءه فرصة واحدة وما ان صعد حتى رأى ريهام تجلس شاردة لم تنتبه حتى لدخوله تعجب وسألها
-ماذا بكي انتي؟ هل يوجد شيئ ما؟
انتبهت اخيرآ له ووقف وهي تبتسم
-حمدآ لله على سلامتك.. لا يوجد شيئ يا اخي هل احضر لك الطعام؟
هز رأسه بنفي
-لا فالترتاحي ان احتجت شيئ سأفعله اين اسماء!
اشارت له على غرفتها
-بالداخل هل اناديها لك؟
هز رأسه بنفي
-لا سأدخل لها انا
دق الباب عليها لتأذن بالدخول وهي تتذكرها ريهام لتتفاجأ بسامر امامها وتقم بوضع الهاتف من يدها وهي تتمنى ان لا يتحدث وليد فهي تنتظر منه ان يرد على رسائلها وبالفعل كان وليد يقرأها في هذا الوقت
-ماذا تفعلين
ابتسمت بتردد
-لا شيئ لا افعل شيئ..
جلس امامها ونظر لها
-تعلمين اني اتمنى الخير لكي وانا ليس لي غيركم انتي و اختكي اليس كذلك؟
اومأت له وكل ما يشغل بالها وعقلها الهاتف وعندما اوشك وليد على الحديث والطلب ان تعطي فرصة لأسلام قد ارسل وليد عدة رسائل بعد ان قرر ان يحاول معاها من جديد لعلها تخضع له بسرعة مثلما توقع هو
امسك سامر الهاتف وهو لا يقصد شيئ لتقم بسحبه بسرعة وقوة
-لااااا...
تعجب كثيرآ من رد فعلها ولاحظت هي ما قامت به لقد كان رد فعلها مبالغ به للغاية لتحاول تصحيح ما حدث
-ا اقصد انا اتحدث مع صديقتي وهذا شيئ خاص..
سحب سامر الهاتف من يدها بعد ان شك بها كثيرآ ليقرأ الأشعار ورسالة الواتساب المسجلة بأسم (شخصي المفضل)  قرأ الرسالة بصوت عالِ
-اشتقت لكي كثيرآ لا اصدق اننا لم نلتقي اليوم لقد كان الوقت ممتع معكي لتفتحي الكاميرا ونتحدث قليلآ لعل اشتياقي يقل واستطيع النوم يا ملاكي فلدي عمل مهم غدآ كيف استطيع التركيز وانتي بعيدة هكذا!!!
ابتلعت اسماء ما بحلقها بصعوبة وهي على وشك البكاء
-سامر.. انها صديقتي ليس هناك شيئ
وقبل ان تتحدث قد صفعها سامر صارخآ
-من يكوووون هذا اياكي ان تكذبي
تساقطت دموعها وهي تضع يدها على وجنتها بصدمة ودلفت ريهام للغرفة
-سامر ما الأمر
كان سامر يمسك بزراع اسماء بقوة وغضب
-من يكون هذا انطقي
ابتعدت اسماء لتقف خلف ريهام بخوف وسامر يقف بغضب وهو على وشك الهجوم عليها
-مين يكون يا اسماء تحدثي من يكون هذا الشخص ومن ايه تعرفين لا تستغفليني صورته وطريقته اي صديقه تلك هاااااه؟!
ارتجف صوتها وهي تنظر له
-انا لم اخطأ بشيئ انا لم افعل شيئ كنت اتحدث مع صديقتي فقط لم افعل شيئ اخر
حاول سامر ان يتمالك اعصابه
-ادخلي الرقم السري هيا
هزت رأسها بنفي وهي تبكي ليومأ لها
-حسنآ.. حسنآ
انهى حديثه ليقم بإغلاقه والأقتراب منها
-لن تخرجي من البيت ولن تأخذيه سأربيكي من جديد يا اسماء هل سمعتي
دفعها وخرج بينما ريهام نظرت لأسماء وهي تلومها بعيناها
-من يكون هذا يا اسماء وكيف تعرفتي عليه ومتى؟
جلست اسماء وهي تضع يدها على وجهها وتبكي بقوة
-لا اعلم ما الذي يمكنني فعله سأخبركي بكل شيئ لكن عديني لن تقولي شيئ لسامر
نظرت ريهام لها بضيق وحزن
-هل تخبأيين شيئ اخر لقد كاد سامر يجن..

وعلى الناحية الأخرى كان وليد ينظر للهاتف ويبتسم بسخرية
-لا اصدق ما تقوم به تلك الفتاة من مراوغة ولكن هذا ليس بمصلحتكي ابدآ انت لا تفرقي عن اي فتاة سيئة وانا اعلم جيدآ كيف ساتصرف معكي...

اسماء اخبرت ريهام بكل ما حدث وانها تلتقي به منذ ايام وتشعر معه بالسعادة وحديثه يدل على اعجابه بها ورؤيته انها فتاة مختلفة عن الباقية نظرت ريهام لها
-لا اعلم شخص مثله يحضر الكثير من الحفلات ويجلس مع الراقصات كيف بمجرد رؤيتكي سيتغير سلوكه ويفضلكي؟
نظرت اسماء لها بعدم رضا
-ما الأمر يا ريهام ولما لا!
اغمضت ريهام عيناها بضيق
-لم اقصد شيئ ولكني لست مرتاحة وعلى كل حال يتم نشر الكثير من الأشاعات عنه!
-انتي قولتيها اشاعات مجرد هراء انا لا اصدق به فأرجوكي لا تتحدثي عنه بسوء
نظرت ريهام لها وعلمت ان اسماء لن تقتنع وانها واقعة به ولن تسمح بأي حديث عنه
-حسنآ يا اسماء لكني اخبرك عليك التراجع فسامر لن يتهاون بأمر كهذا خصوصآ لو علم هويته..
اومأت اسماء لها وهي تعلم ان تعاملها مع سامر لن يكون هين ابدآ...

اما عن سامر فهو كان يجلس بغرفته يشعر بالحزن والغضب من كل ما يحدث غاضب من تصرفاتها وخيانتها لثقته وحزين بسبب صفعه لها ينظر لصورة والديه المتوفيان ويعتذر لهم ويقرر انه سيحاول التعامل معها بعقل لعلها تتراجع عن تلك التصرفات...
قاطع شروده دق باب غرفته ليأذن بالدخول وتدخل ريهام
-هل انت بخير؟
اومأ لها وهي اقتربت وضعت يدها على كتفه
-كل شيئ سيمر لا داعي لأن تحزن ارجوك كن بخير هي لا تعلم كيف تتصرف علينا ان نقم بالحديث معها وبهدوأ...الضرب والقوة لن يعالجوا اي شيئ صدقني
نظر سامر لها وهو يحاول ان يعرف من يكون ذلك التي تتحدث معه
-من يكون ذلك الشخص يا ريهام اخبريني إن كنتي تعلمين شيئ...

للكاتبة ندى محسن|White Rose

مرت ثلاث ايام ووليد لا يقبل الهزيمة ويحاول الوصول اليها بشتى الطرق فلقد اصبح الأمر تحدي بالنسبة له لكن سامر قد جلس بالبيت ومنع خروجها لم يتحدث معها منذ ذلك اليوم وهي تستمر بالأبتعاد عنه حتى ذلك اليوم التي سمحت لها الفرصة لتسرق هاتف ريهام دون علمها وبسرعة دلفت لغرفتها قبل ان يخرج سامر من غرفته وتأتي ريهام من المطبخ قامت بطلب هاتف وليد التي حفظته عن ظهر قلب ليتعجب لكنه خمن ان تكون هي فهذا الرقم ليس مع احد غيرها فكل فتاة خدعها كان يعطيها احدى الأرقام الخاصة
-مرحبآ!
ابتسمت اسماء ودموعها على وشك السقوط لا تصدق انها اشتاقت له
-وليد كيف حالك
وقف وليد من ذلك السرير الضخم الخاص به واتسعت ابتسامته
-هذه انتي إذآ هل مازلتي تتذكريني
كانت اسماء تنظر للباب لتأخذ نفس عميق
-لم يكن بإرادتي وليد اريد اخبارك بشيئ
تعجب وليد من صوتها فيبدو متغيرآ
-ما الأمر ماذا بكي هل حدث شيئ ما لا اعرفه!
تساقطت دموع اسماء
-انا احبك.. حاولت ان اتجاهل هذا لكنني اشعر بهذا جيدآ انا احبك يا وليد..
(عودة)
تم عقد القران واصبحت اسماء زوجة اسلام امام الجميع كانت ريهام سعيدة وسامر اقترب ليقبل جبينها
-مبروك يا حبيبتي اتمنى من الله ان يهديكي السعادة ويرزقكي بالذرية الصالحة
نظرت اسماء له ولمن حولها كأنها تغيبت بأفكارها لفترة طويلة شعرت انها على وشك البكاء لتقف وفستان الزفاف لا يسعفها بالحركة وقف امامها اسلام
-الى اين هل تودين الهرب ام ماذا!
ابتسمت اسماء اليه بصعوبة وهزت رأسها بنفي
-انا فقط ذاهبة للحمام حتى اتأكد من ان المكياج كما هو
تأمل وجهها قليلآ قبل ان تتسع ابتسامته
-انتي جميلة كما انتي لا تحتاجين لأي شيئ عزيزتي..
نظرت له وابتعدت
-اعذرني..علي الذهاب للحمام...
ذهبت وهي تتخيل ان امامها وليد لتغمض عيناها برفض والم ذهبت للحمام سريعآ ومن حسن حظها لم يكن هناك اي احد لتنفجر باكية دون توقف اغلقت الباب ووضعت العلامة الحمراء الخاصة بالصيانة لتبكي واضعة يدها على قلبها بألم
-لماذا فعلت هذا بي لماذا جعلتني اصل لتلك الحالة لماذا حدث كل هذا ولماذا اشتاق لك الأن انا لماذا..
قررت ان تسيطر على اعصابها فهي ليست مجبورة على هذا الزواج هي من اختارته
عادت اليهم من جديد وهي تهدي الكثير من الأبتسامات المزيفة لتجد امامها وليد عزام ظنت انها تتخيل او يهيئ لها لكن هذا حقيقي نظرت لأسلام الذي ينظر لها بتركيز واجتمع الكثير من الأشخاص حول وليد ليلتقطوا الكثير مع الصور معه لتبتسم هي بسخرية وتهكم
-من يكون هذا!
كان ما سمعته هو سؤال اسلام لتنظر لوليد وتنظر لأسلام
-انه يغني كنت اسمعه منذ وقت... طويل
اومأ لها ولا يعجبه ما يحدث
-لا اعلم ما الذي حدث لعقل الفتيات يبدو هذا الشاب مشهور لكن هذا لا يمنع انه انسان وانه شاب فهناك من تمسك بيده والأخرى تقترب منه كما لو كان اخاها او احد محارمها اين ذهبت الأخلاق وتعاليم رسولنا الكريم في كل هذه الفوضى!!
انتبهت اسماء لحديثه لتنظر له فتجده ابتسم بهدوء لتظهر غمازتيه التي تجعلها تبعد عيناها متذكرة غمازات وليد التي كانت تعصف بقلبها لكنه تحدث
-يعجبني كثيرآ النظر بعيناكي وايضآ لا اصدق انكي اصبحتي زوجتي
نظرت له ولا تصدق ان من يقل هذا الكلام هو اسلام او الشيخ اسلام كما تنعته ليتابع هو
-لم اكن اتخيل اني سأقم بزفاف كهذا لقد كنت افضله اسلامي بشكل كامل لكني احترمت رغبتكي بأن يكون مخطلت
-لم اطلب شيئ ولم يفرق معي بكل حال
اختفت ابتسامة اسلام ليتحدث ومازال يتحدث بهدوء
-اقصد اخبرتني ريهام هذا ظنت انكي ستحبيه.. كما ظننت انا
في هذا الوقت اقترب وليد لتتوتر وهي تشعر بالقلق فلا تريده ان يتحدث امام اسلام بأي شيئ اقترب بتكبره المعتاد
-مبارك لكما
نظرت له لتلتقي عيناهم ليبتسم وليد لها
-اتيت هنا بدعوة من احدهم لم استطع رفضها صاحب تلك الدعوة ظن انكي ستحبين وجودي على حسب علمي انا هو مطربكي المفضل
لم يعجب اسلام طريقته او حديثه مع زوجته ليظهر هذا على وجهه
-اظنك اخطأت القاعة!!
نظر وليد له وابتسم بتريس
-انت لا تعرف من اكون اليس كذلك
نظر اسلام له كان يشعر انه يريد طرده لا يعلم لماذا لكن وليد لم يبقى امامهم ذهب تجاه الديچيه ليأخذ المايك وينظر تجاه اسماء وكالعادة وكما اعتاد وجدها تنظر تجاهه ليعطيه هذا المزيد من الثقة والغرور ويبدأ بالغناء
امسك اسلام بيد اسماء ليجدها قد افلتت يده بحركة عفوية لينظر لها بذهول وتدرك هي ما قامت به فتتسارع انفاسها
-اهدئي... فقط اختكي كانت تشير لكي وسامر كذلك اردت ان اجعلكي تنتبهي لهم.. هل يعجبكي غناء هذا الشاب لا اشعر ان صوته جيد
تعجبت فهي تشعر بعدم ارتياح اسلام له رغم انه لا يعرفه
اقتربت ريهام
-ماذا بكم اشرت لكي انا وسامر مرارآ وتكرارآ ولا يوجد فائدة هيا فالترقصوا على تلك الأغنية الجميلة
نظرت اسماء لها بتعجب شديد لكنها اومأت ونظرت لأسلام لتجده قد وقف لم تتخيل انها سترقص معه او انها ستسمح له بوضع يده عليها لتلقي نظرة اخيرة على وليد الذي يتابعها وابتسامته الخبيثة لم تفارق وجهه بينما اسلام امسك بيدها ليجد رد فعلها العفوي يتدخل من جديد لتسحبها بنفور فيتحدث بتعجب
-ماذا بكي اهدئي ما الأمر هل ازعجتك! لا اتذكر اني فعلت شيئ خاطئ!
ابتلعت ما بحلقها وهي على وشك البكاء
-لست معتادة على هذا لا احب.. لا احب هذا
اومأ لها بمراعاة
-حسنآ لا مشكلة لن امسك بيدكي وان كنتي لا تردين الرقص معي لا امانع فأنا لا يفرق معي سواكي
كان الكثير متعجب من وقوفهم بتلك الطريقة بينما هي القت نظرة على وليد لتجده توقف عن الغناء وهو ينتظر جزء معين من الموسيقى ليغني من جديد لقد كان يضحك شعرت انه يسخر منها وانه يخبرها انها لن تنساه وانها لن تستطيع البقاء مع غيره اجل ليس هناك اسوء من ان تبقى مع شخص وقلبك معلق بأخر لكن كبرياء الأنثى داخلها لن يبقى مكتوف الأيد لتضع يديها على كتف اسلام وتقترب منه بعد ان كانت تضع بينهم الكثير من المسافات بجوار هذا الفستان الضخم حاوط اسلام خصرها وشعرت به يحافظ على وضع جسدها حتى لا تتحرك فتعلم انه ليس من ذلك النوع وما يجعل عقلها يتشتت انه يفعل كل شيئ لأجلها فمتى احبها ومتى اصبح يراعيها وهو رغب بتركها والأبتعاد عنها وهو يرى حزنها التي كلما سألها ما سببه تتهرب منه كالعادة ولا تخبره بشيئ والأن ما ان حاوط خصرها حتى شعر بتشنج يدها على كتفه ردود افعالها عفوية للغاية وهذا ما سيصيبه بالجنون فليس الأمر متعلق بالخجل او الخوف يشعر انها لا تريده بالأصل
نظرت هي لعيناه عندما لاحظت شروده لكنها لم تتحدث تذكرت في هذه اللحظة شيئ معتاد ان يحدث بتلك اللحظة العروسين يتحدثون ويضحكون يبدوا السعادة على وجوههم لكنها لا تشعر بأي سعادة ولا تريد كل ما يحدث رغم انها هي من طلبته هل اصبحت مختلفة لتفكر بهذا الشكل بينما وليد توقف عن الغناء متحججآ لتبتسم هي للمرة الأولى بصدق وهي تلمحه يخرج منزعجآ لا تصدق انها اثارت غيرته عليها لتسمع صوت اسلام
-اكاد من فرط الجمال اذوب وما الشيئ العظيم الذي تسبب بظهور ابتسامتكي تلك
نظرت له لتجده يبتسم لتنغرس غمازتيه بشكل اقوى وعيناه البنية تتأمل عيناها البندقية فتنظر للأسفل بخجل للمرة الأولى تشعر به معه لا تعلم لماذا لكن التقاء نظراتهم بتلك الطريقة وهذا القرب جعلوها تخجل لتذهب حتى تجلس واتى الوقت حتى ترتدي الشبكة الذي جلبها اسلام تتذكر هذا اليوم جيدآ كان يطلب منها اختيار المزيد والعديد من الأشياء بينما هي اكتفت بخاتم الزواج الوحيد ليكمل هو وللمرة الأولى تتمعن النظر بها هادئة وانيقة لكنها كأساور السجن لا تفرق عنها شيئ سيأخذها لتعيش معه كخادمة وان خرجت من المنزل ستكون عند اخوتها ليس اكثر من هذا لكنها تذكرت جيدآ ان احد لم يغصبها.. وايضآ لم تختار هي...
هذا الكلام المعسول الذي يغمرها به ما هو الا بداية حياة شاقة تثق انها لن تستطيع تحملها فتثق انه سيتحكم بها بأسم الدين...

#يتبع
للكاتبة ندى محسن|White Rose
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي