جبل السباع 2.

ناجي عفرتو`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-07-11ضع على الرف
  • 23.1K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

الفصل الاول

الروح لشبيهتها تهفُ، والقلب لكماله يصبُ، فالعشق زاد العاشقين، والحب نبع من حنين.. فإن صادفت من تثور لأجله نبضاتك، اعلم أنه اليقين. يقين بأن للعشق شرارة أولى تشعل قلوب غافلين، وأن له عشاق مُصطفين يوهبونه أرواحهم قرابين.
 
اقتحم "يامن" غرفة "چوليا" ليجدها تجلس بمنتصف فراشها ضامة ساقيها نحو صدرها، ومحاوطة إياهما بذراعيها بقوة وهي تحرك جسدها للأمام وللخلف بنحيب متواصل و"ميان" تحاول تهدئتها بكل السُبل متجاهلة آلام يدها التي بدأت تقطر دمًا وتلوث ضمادها الأبيض. ما إن رمقته "چوليا" حتى ارتجف جسدها بقوة أكبر، وتقهقرت بفراشها ملتصقة بظهر التخت وهي تهتف به ببكاء :
-خلاص يا عمو، والله ماهعمل كده تاني.
تجاهل "يامن" كل هذا وهمَّ بالقبض على ذراعها، لتستوقفه "ميان" بجسدها حينما وقفت حائط صد بينهما وهي تهتف به مستنكرة :
-هتعمل في البنت إيه تاني؟.. هو مفيش غير الضرب عندك  وسيلة للتربية ولا إيه؟ ... عارفة إن  البنت غلطت، بس مش معنى كده إننا نموتها.
غضب "يامن" لم يهدأ ولم ينفطر بعد، فمازال جبل صلد يصعب تصدعه، ونيران بركانه التي ينفثها مع كل زفير يزفره تشعل غابات وتحرقها، كل ما يحدث الآن تجاوز حدود التصديق والمنطق. بقسمات وجه ساخطة قبض "يامن" على ذراع "ميان" بقوة وهو ينحيها جانبًا صارخًا بها بغضب مستنكر :
- انتِ مين أصلًا؟
... و بأي حق  بتتدخلي في حياتنا؟
-بني أدمة يا سيدي، وبتدخل عشان خاطر البنت اللي هتموت من الرعب بسببك دي.
  هذا ما هتفت به "ميان" بنبرة محتدة بعض الشيء قبل أن يصرخ بها "يامن"  غاضبًا :
-مش أحسن ما تموت في الحبس بين مجرمات، وعاهرات.
ما إن تسللت إلى مسامع "چوليا" تلك الكلمات حتى  ركضت نحو عمها تُلقي جسدها بين ذراعيه، متشبثة بعنقه بقوة وهي تبكي بنحيب أقوى متوسلة :
-بلاش سجن يا عمو... اضربني انت ..  إن شاء  الله تموتني حتي، بس بلاش السجن والنبي... عشان خاطر ربنا ياعمو... يا عمو....
إرتجافة جسدها  بين ذراعيه  كانت خنجرًا مسنون غرس نصله بقلبه، فصغيرته التي كانت تستقوي بوجوده، باتت ضعيفة هشة، ورغم هذا اشبعها هو قسوة وعنفا ، ولم يرأف بحالتها تلك، ليجد ذراعيه تحاوطها بقوة، وأمان وهو يمسد على خصلاتها برفق هامسًا بحنو أطفأ نيران غضبه :
-اهدي يا حبيبتي، محدش هيقدر يعملك حاجة، ولا يقربلك طول ما أنا موجود..
 
تضاعف بكائها، إلا أنه لم يكن بكاء فزع، وهلع، بل كان بكاء أسف وندم، وشددت من عناقها له كمن تدفن روحها بين حصون حمايته، وهي تردد بحشرجة :
-أنا أسفة.. والله أسفة، ماكنتش أقصد أعمل كده، ولا عرفت أسيطر على الموقف... سامحني... بالله عليك تسامحني يا عمو "يامن".
-زفر "يامن" زفرة حارة أرفق بها ما تبقى من نيران غضبه، ليبعدها عنه قليلًا حتى أصبحت مواجهة له، وأزال عبراتها الغازية لوجنتيها بسيطرة تامة، مرددًا :
-إنتِ اللي تسامحيني يا "چولي"، كان المفروض أكون أهدى من كده بكتير، وأحاول أحل الموضوع بعقل وأسيطر عليه ، بس والله أنا خوفت عليكِ، وخوفت على سمعتك وسط الناس... الناس مابترحمش يا بنتي ، وهيعتبروكِ صيدة سهلة ليهم، ويستحلوك كمان ، وده اللي عمري ما هسمح بيه إنه يحصل أبدًا.
طوفت "چوليا" معالم وجه عمها الصادقة بأعين زائغة، لتتنهد بشهقات متقطعة وهي تردد بخوف :
-أنا خايفة قوي يا عمو.
جذبها "يامن" إلى صدره برفق مربتًا على كتفها وهو يردد بدعم وعتاب :
-تخافي وعمك وأبوكي موجودين على وش الدنيا؟.. ده يوم ما يحصل يبقى عدمنا أحسن.... أنا هحل كل حاجة، بس لوقتها انتِ لازم تختفي من هنا لحد ما المحامي يطمنا.
كانت "ميان" تراقب ما يحدث بأعين باكية، وقلب يضج بالحنين إلى أمان أب لم تحياه أو تستشعره يوم، لتزيل أثار ذلك البكاء بأناملها وهي تنسحب مغادرة الغرفة دون إصدار أي ردة فعل، لتجد من يلتفت نحوها بأعين نادمة، مرددًا :
-أسف.
 
استدارت نحوه وهي ترمقه بشجن محركة رأسها بنفي، هامسة بهدوء :
-مالوش داعي.. بعد إذنك، لازم أمشي دلوقتي.. اتأخرت على ماما.
 
توهجت فكرة بعقل "يامن"، ليبتعد قليلًا عن "چوليا" بعدما ربت على كتفها بحنو، واستدار بكامل  جسده نحو "ميان" حتى أصبح مواجهًا لها، وهو يردد بتودد :
-ممكن أطلب منك طلب.
 
أومأت "ميان" له برأسها بتأكيد وهي تردد بتشجيع :
-أه طبعًا.. اتفضل.
 
-ممكن "چوليا" تيجي تقعد معاكِ في البيت كام يوم بس لحد ما أظبط الدنيا.. الصراحة مفيش حد أستأمنه عليها غيرك.
  تفوه "يامن" بتلك الكلمات قبل أن تهتف "ميان" بسعادة غامرة :
-أه طبعًا.. تقدر تقعد معانا إن شاء الله العمر كله...دي ماما هتفرح بيها قوي.
تنهد "يامن" براحة وهو يهتف :
-تمام.
   واستدار نحو "چوليا" مستطردًا :
-هتروحى تقعدي  مع "ميان"  كام يوم، وأنا بعد كده هبعتلك شوية هدوم معاها... لازم تتحركي دلوقتي، وأنا هفهم بابا كل حاجة بعدين.
 
حركت "چوليا" رأسها عدة مرات متتالية بموافقة، وهي تلتقط يد عمها لتدمغ أعلاها قبلة ممتنة للمرة الأولى بحياتها،  مرددة بعرفان :
  -شكرًا على كل حاجة يا عمو.
مشاعر مختلطة يحياها "يامن" بتلك اللحظة، فقبلتها تلك ألقت كامل مسئوليتها على عاتقه، فلا خذلان، ولا تقصير الآن، ليدمغ هو الآخر قبلة داعمة بجبينها مرددًا بابتسامة حانية:
-كل حاجة هترجع أحسن من الأول إن شاء الله... أنا بوعدك بكده.
والتفت بأنظاره نحو "ميان" وهو يردد مستجديًا :
-خودي بالك منها، ولو احتاجتوا أي حاجة في أي وقت اتصلي بيا هكون عندك... وشكرًا على كل حاجة.
أماءت "ميان" له برأسها وهي تتشبث بيد "چوليا" قبل أن تغادرا الغرفة، بل البيت بأكمله، لتبدأ المواجهة الحتمية بينه وبين كل ما هو قادم.
******
بأحد حمامات السباحة بالنادي الرياضي، كان "يامن" وأصدقائه أنهوا سباقهم للتو، ليلقوا بأجسادهم المبللة أعلى بعض الأرائك الخشبية المحاوطة للمسبح، مستكملين مزحاتهم، ونكاتهم الفكاهية، ليهتف أحدهم من بين ضحكاته المتقطعة :
-كنت واحشنا قوي يا "مُن"، بقالنا شهر  كامل ما اتجمعناش كلنا كده.
 
التقط "يامن" منشفته القطنية الكبيرة الحجم وبدأ يجفف بها مياه جسده وهو يردد مستنكرًا :
-ده على أساس انكم كنتم في مصر.
 
أجابه آخر وهو يجلس أعلى تلك الأرجوحة الخشبية وبدأ بتحريكها :
-ما إحنا قولنالك تعالى معانا يا "مُن"، وإنت اللي رفضت.
أجابه "يامن" متهكمًا :
-رفضت مين يا ابني!... ماما هي اللي رفضت، قال إيه إزاي أسافر بره مصر  لوحدي.
بينما كان أحدهم قد التقط هاتفه، ليتابع  من خلاله حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، ليصرخ بصدمة مفزعة :
-إيه ده؟!
التفت الجميع نحوه، ليهتف أحدهم بصدمة قوية :
-فيه إيه يا ابني؟!
رفع  الشاب الصغير  أنظاره نحو "يامن" وحالة الذهول تفترس قسماته بشراسة، مرددًا بخفوت :
-أختك.
  زوى  "يامن" ما بين حاجبيه باستنكار هاتفًا :
-مالها؟!
وجه الشاب هاتفه صوب "يامن" والصمت هو دستوره الشرعي، ليرمق "يامن" ذلك المقطع بصدمة بدأت تصيب كامل جسده بالشلل للحظات قليلة أعقبها نهوض قوي، وركوض أقوى تجاه والديه وعلامات الغضب لم تنجح بعد في لفظ حممها.
بينما كانت "سومية" ترتشف قهوتها وهي تردد بتعجب مستنكر :
-مالك يا "ياسو"؟!.. من ساعة ما رجعت من التواليت وأنت مش على بعضك.
أيدت تفاحة آدم شكوكها تلك بحركتها السريعة المتتالية حينما ازدرد "ياسر" ريقه بتوتر قبل أن يهتف بنبرة يشوبها بعض الحدة :
-يعني إيه مش على بعضي؟!... شيفاني قاعد كل حته في جنب.
كادت أن تهتف معترضة على استهزائه هذا، إلا أن هيئة صغيرهم الغامضة، وهرولته نحوهم بغضب جعلها تقطب جبينها بدهشة هاتفة :
-ماله "يامن"؟!...جاي يجري كده ليه؟
 
التفت "ياسر" هو الآخر نحو صغيره وهو يضيق مابين حاجبيه باستنكار تأجج حينما التقط "يامن" هاتفه دون أن يفصح بحرف واحد، أو يلقي عليهم تحية صغيرة على الأقل، ليهتف به "ياسر":
-مالك؟!.. حد ضايقك في حاجة؟
كان "يامن" قد وجد آخر تلك المقاطع قبل أن ينجح "يامن دويدار" في حذفها، ليوجهه إلى والديه صارخًا بغضب جامح :
-شايفين الهانم بنتكم بتعمل إيه؟
صدمة قوية ألجمت ألسنتهم، إلا أنها لم تتمكن من إلجام أجسادهم التي هبت مصدومة وهما يلتقطان الهاتف، للتأكد من صحة ما خُيل لهم.
*********
بشقة "مُهاب"، كانت "أفيا"  تهدهد الصغير وهي تحمله بين ذراعيها عله يهدأ من روعه، أو يدخل في سبات عميق لبعض الوقت، لتنهي عملها في القضاء على قاذورات هذا المكان، فقد اقتحم هذا الصغير قلبها حقًا، وليس لأي سبب سوى ضعفه، وقلة حيلته التي تشبهها كثيرًا، لتهمهم متنهدة :
-ماذا اقترفت من خطأ ليرزقك الله بمثل هؤلاء الأهل؛ أب فاسد، وأم معدومة القلب؟
فبأي ذنب تُعاقب صغيري؟!
وبدأت تدندن بكلمات أحد الأغنيات الأجنبية الهادئة حتى غفا "چاد" بين ذراعيها باستسلام قوي، رغم مقاومته الشرسة لهذا النوم، فخطت "أفيا" بخفة نحو تخت الصغير  دانية منه وهي تضع "چاد" به برفق، وحذر شديدين، وتدثره جيدًا، لتستقيم بوقفتها متنهدةً براحة سرعان ما تلاشت حينما تذكرت ما يقع على عاتقها من مهام جسام. طوفت المكان بامتعاض تلاه استسلام بقلة حيلة، لتبدأ بعملية إبادة، وتنظيف كاملة للمكان.
ساعتين كاملتين أشغال شاقة قضتها "أفيا"، أنهت بعدهما تنظيف المكان بأكمله،  لتتجه نحو "چاد" تتفقده، وهي تغمغم براحة كبيرة رغم إنهاكها، واستجداء جسدها لبعض الراحة :
-جيد أنك ما زلت غافيًا صغيري، فأنا حقًا أحتاج إلى الاغتسال بصورة عاجلة... لن أُطيل عليك.
وهرولت نحو المرحاض وهي ترفع تلابيب قميصها نحو أنفها الذي تجعد تلقائيًا بامتعاض قوي محدثة نفسها :
-رائحة مقززة.. يجب  أن أبدلها حالًا، لكن من أين لي بغيرها؟.. هل يجوز استعارة بعض من ثياب السيدة؟
لتُجيب على ذاتها بتلقائية وهي تعود  إلى الغرفة، وقد تذكرت بعض الثياب الأنثوية النظيفة التي طوتها ووضعها أعلى المنضدة الصغيرة، لتلتقط منها ما يناسبها وتعود بها  ثانية إلى المرحاض.
*********
بشقة "ياسر"، كان "يامن" قد نجح أخيرًا هو وبعض أصدقائه في حذف تلك المقاطع من المواقع، إلا أن من احتفظ بها  قد احتفظ وحسم الأمر، كما أنه تواصل مع محاميه الذي أكد له صحة قرار النائب العام بما يخص امر هذا التطبيق، وأن هناك بعض الإجراءات التي مازالت قيد التنفيذ ، ليزفر زفرة حارة وهو يستدعي العاملة التي أتته على الفور مطأطأة الرأس باحترام وبعض الخوف، ليردد بإرهاق قوي :
-قهوة دوبل لو سمحتي.
جاوبته العاملة بإيماءة خفيفة من رأسها وتقهقرت مغادرة إلى المطبخ، ليتسلل إلى مسامعه ذلك الضجيج القادم من خلف باب الشقة الذي انفتح لتوه وولج منه "ياسر" ونيران الغضب تلتهم أحشائه، تتبعه "سومية" التي مازالت بدوامة الصدمة ولم تبرحها بعد، كذلك "يامن" الذي  تمكن منه الحزن والخوف لأجل شقيقته، وما ينتويه والده حيالها.
لم يتعجب "ياسر" من وجود شقيقه، بل صرخ به غاضبًا :
-هي فين؟.
نهض "يامن" من مجلسه بجدية هادئة إلى حد كبير وهو يواجه شقيقه مرددًا :
-أنا عملت كل اللي كان ممكن تعمله وزيادة، البنت غلطت بس لازم نقف جنبها لحد ما تعدي الأزمة دي، وبعد كده نقعد معاها نفهمها غلطها.
لوح "ياسر"  بيده في الهواء وهو يركض نحو غرفة ابنته هاتفًا بسخرية غاضبة:
-وأنا داخل أفهمها غلطها أهو.
بينما ألقت "سومية" جسدها على أقرب مقعد، وانهمرت عبراتها بصمت مقهور، ليقترب منها "يامن" مرددًا بحنو أخوي :
-"سومية"... البنت محتاجانا كلنا جانبها الفترة دي، بالأخص إنتِ... يعني لازم تجمدي وتصلبي حيلك، إحنا داخلين على أيام ربنا وحده بس اللي يعرف هنعدي منها إزاي.
أخيرًا حررت "سومية" أحرفها الذاهلة، وأطلقتهم بهذيان صادم :
-دي "چوليا"؟!... دي بنتي يا "يامن"؟!... بنتي اللي كانت بتعرض جسمها قدام الناس زي...
 
أطبقت "سومية" شفاهها بقوة، كما أجفانها، لتبتلع تلك الغصة المريرة بحلقها، مستطردة:
-إحنا قصرنا معاها في إيه؟... أنا قصرت معاها في إيه؟... كنت على طول جنبها، معنديش حاجة أعملها في حياتي غيرهم... ليه توجعني قوي كده؟... ليه نفسها تهون عليها بالشكل ده؟... إيه الذنب اللي ربنا بيعاقبني عليه يا "يامن"... قولي بالله عليك.
حرك "يامن" رأسه بنفي مردفًا بأسي :
-معملتيش حاجة يا "سومية"، ولا قصرتي في حاجة، بس هي عيلة صغيرة  الشهرة جننتها، خليتها عايزة تعمل أي حاجة عشان توصل لها، بنتنا بذرة كويسة، يمكن أهملناها شوية فمالت، بس بشوية اهتمام  هترجع وتبقى أحسن من الأول كمان.
ليدوي صراخ "ياسر" خلفهم وهو يخطو مهرولًا نحوه :
-البنت فين يا "يامن"؟... "چوليا" فين؟
استدار نحوه "يامن" بكامل جسده مرددًا بثبات قوي:
-اهدى يا "ياسر".. البنت مش هنا.
-أومال فين؟.. بنتي راحت فين؟
  هتف بها "ياسر" بضجيج غضبه، ليجاوبه "يامن" بثبات أقوي:
-مش هقولك البنت فين غير لما تهدى يا "ياسر".
انقض "ياسر" عليه قابضًا على تلابيبه بأعين تطايرت نيران الغضب منها، وأسنان مصكوكة تحرر أحرفها بعنف :
-أهدى إيه؟... دي بنتي، ولازم تتعاقب على الفضيحة اللي عملتها دي، وبعدين انت اللي بتطلب مني أهدى!.. طب إزاي وانت بتبقى مجنون عشان ابنك الميت في سريره ده.
هزة قوية زلزلت خلايا "يامن" كما زلزلت روحه، لتهب "سومية" من مقعدها صارخة بصدمة:
-إنت بتقول يا "ياسر"؟!
-بقول اللي  مقدرتش أقوله طول السنين دي.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي