البارت الثالث

رزان بحماس:
_يلا نروح، أنا متحمسة أوي نشوفها وهي جاهزة.

راحوا الشقة وكانت رزان منبهرة بكل ركن فيها، كانت بتختار الحاجة لكن مراحتش شافتها وهي محطوط فيها اللي اختارته ولا مرة، فكانت دي مفاجأة بالنسبالها.

رزان بإنبهار:
_متخيلتش أنها تكون بالجمال ده بجد.

أدهم:
_ولا انا يا رزان اتخيلت إنها هتكون حلوة أوي كدا.

وصلوا لأوضة النوم ورزان انبهرت بيها أكتر من باقي الشقة.

رزان بإعجاب:
_دي تحفه جدا يا أدهم.

بس أدهم مكنش بيرد عليها، نظرت لأدهم واتفاجأت أنه بينظر ليها بشكل غريب وبدأ يقرب منها وهي كانت بترجع خطوات ورا.
بس أدهم كان بيقرب منها أكتر وأكتر، وهي كانت بترجع لورا لغاية لما خبطت في الحيطة وكل واحد بقا حاسس بأنفاس التاني.

رزان كانت متوترة وقلبها بيدق جامد:
_أدهم! بتعمل ايه؟

أدهم:
_انا مش قادر أصبر يا رزان.

وقرب منها أكتر وباسها، رزان بعدته عنها بقوة وهي مصدومة من تصرفه.

رزان بصدمة:
_أدهم أنت بتعمل ايه! فاضل بس شهرين و نتجوز مينفعش اللي انت بتعمله ده حرام!

بس أدهم قرب منها تاني وهو بيهمس ليها أد إيه هو بيحبها وهيحافظ عليها والمرة دي هي ضعفت واستسلمت ليه، شالها وأخدها علي السرير و وقع بينهم المحظور.

صباح اليوم الي بعده
رزان صحيت قبل أدهم و لبست هدومها و صحت أدهم.

أدهم بفرحة:
_صباح النور يا حبيبتي.

رزان بحزن شديد:
_أدهم انا ضميري بيأنبني بسبب الي حصل بينا امبارح، أدهم احنا لازم نتجوز انهاردة.

أدهم مسك ايدها وباسها:
_يا حبيبتي مش هينفع عشان حجز القاعة بعد شهرين وبعدين انا عندي صفقة مهمة جدا لازم اسافر بكرا وأخلصها وبعدها هاجي قبل الفرح، فاكرة لما قولتلك لازم نجهز الشقة في شهر؟ قولتلك كدا عشان لازم اسافر أخلص الصفقة بعد لما الشقة تجهز.

رزان بتوتر:
_بس انا خايفة يا أدهم! خايفة تكون أخدت مني الي عايزه وتسبني.

أدهم باس راسها:
_لا طبعا يا حبيبتي مستحيل اعمل كدا وبعدين دي مش غلطتك وحدك، احنا الاتنين ضعفنا.

رزان نظرت لأدهم وهي بتعيط:
_يعني مش هتسيبني يا أدهم ؟

أدهم مسح دموعها وحضنها:
_أوعدك اني هسافر عشان أخلص الصفقة دي بعدها هرجع ونتجوز، مش انت واثقة فيا؟

رزان:
_أيوة واثقه فيك طبعا، انت كل حياتي يا أدهم.

أدهم بإبتسامة:
_طب خلاص كدا يبقا استنيني وانا هخلص الصفقة دي وأجيلك.

رزان بحزن:
_طيب هي الصفقة دي مهمة يا أدهم؟ انا محتاجاك جنبي لغاية الفرح، محتاجة إنك تطمني.

أدهم بلطف:
_لو مش مهمة مكنتش هروح يا رزان وأسيبك وحدك بس الصفقة دي هتضمنلنا مستقبلنا وتكبر شغلي.

رزان:
_طب خلاص طالما هتفيدك أوي كدا، وانا هستناك ترجع بس انت هتسافر امتي؟

أدهم وهو ينظر في ساعته:
_بكرا ان شاء الله الساعة ٦ المغرب.

رزان بحزن:
_بكرا يا أدهم!

أدهم وهو يحاول تهدئة رزان:
_متقلقيش هنتكلم علطول علي الموبايل.

رزان ابتسمت وقامت من علي السرير:
_انا هروح بيتي وبكرا هجيلك في المطار عشان أودعك.

أدهم:
_تمام يا حبيبتي.

خرجت رزان من بيته وهي متضايقة من الي حصل بينهم ومن استسلامها وضعفها

رزان بعياط في الشارع:
_يارب انا عارفة اني غلطانة بس سامحني، انا مش عارفة انا عملت كدا ازاي.

بعدها روحت بيتها بس معرفتش تنام من عذاب الضمير لغاية اليوم الي بعده.
حاولت تشغل نفسها بأي حاجة لغاية لما جه وقت معاد سفر أدهم وراحت المطار تستناه و مرضيتش تروح شقتها هي وأدهم عشان ميحصلش نفس الي حصل المرة الي فاتت.

أدهم:
_ليه تعبتي نفسك يا حبيبتي.

رزان:
_لازم طبعا أودعك! خلي بالك من نفسك.

أدهم بإبتسامة:
_وانتي كمان.

قرب منها أدهم عشان يحضنها بس هي رجعت ل ورا.

رزان:
_لا اله الا الله
أدهم:
_محمد رسول الله

رزان ودعته وروحت بيتها.
مر أسبوع ورزان عازلة نفسها في البيت مش بتعمل أي حاجة غير انها بتدعي وتصلي وتعيط لربنا عشان يسامحها.

رزان بعياط وانهيار:
_يارب انا عارفة إن ذنبي كبير بس أرجوك سامحني، انا ضعفت يارب سامحني.

و في اليوم الثامن اتفاجأت أن الباب بيخبط.
استغربت جدا لأن مش من العادة ان حد يخبط عليها، كان الوحيد الي بيخبط عليها هو أدهم.
قامت بسرعة وهي مبسوطة لأنها افتكرت ان أدهم رجع، فتحت الباب وكان راجل غريب.

رزان بإستغراب:
_حضرتك مين؟؟

سكت للحظات بعدها اتكلم:
_انا أبوكي

نظرت له رزان بصدمة وهي حاسة انها بتحلم

رزان في نفسها:
_لا أكيد دا مش ابويا أكيد بيكدب! مستحيل أبويا يجي يكلمني بعد كل السنين دي، دا حتي اتخلي عني قبل لما أتولد!

بعدها حست ان الدنيا بتدور حواليها وأغمي عليها

*بعد نص ساعة *

فتحت رزان عينيها بصعوبة:
_انا .. انا فين

الأب بقلق:
_الحمدلله انك فوقتي، قلقتيني عليكي وحاولت أصحيكي بالبرفن والميه بس مصحيتيش واضطريت أكلم دكتور يجي يشوفك.

رزان افتكرت الي حصلها قبل لما يغمي عليها وقامت بسرعة من علي السرير

الأب بلطف:
_ الدكتور قال لازم تستريحي شوية.

رزان بعصبية وزعيق:
_انت بجد مش معقول!! لو سمحت اطلع برا انا مش عايزاك في بيتي.

الأب بكسره:
_اسمعيني بس الأول عايز أقول إيه يا بنتي.

رزان بضحك:
_أسمعك! انت أكيد بتهزر!! انت عارف اد ايه عانيت في حياتي بسببك!! عارف انا كان بيتقال عليا ايه في كل مكان اروحه؟! طيب عارف اني قضيت حياتي كلها من غير أصحاب ومن غير م حد يتكلم معايا بسببك.

بعدها انتقلت من الضحك للعياط والإنهيار:
_جاي تدخل في حياتي بعد لما كل حاجة في حياتي اتصلحت؟! انت جاي تخربها تاني صح؟

الأب بكسرة:
_انا عارف اني ظلمتك انت وأمك، انا حتي لما اكتشفت ان مراتي بتلاحقكم ومأجرة ناس تعرفها أخباركم أول بأول وكمان يقولوا لكل الي حواليكم ان أمك زوجة تانية وانها خطفتني منها مأخدتش موقف صارم واكتفيت بالسكوت عشان مكنتش اقدر اطلقها و ارجع فقير زي الأول.

رزان ضحكت جامد زي المجانين:
_يعني كمان انت كنت السبب في كل الأخبار الي الناس بيعرفوها فأي مكان نروحه؟ انا قولت برضو ان الموضوع فيه حاجة غريبة وبعدين انت جاي هنا تبررلي انك اتخليت عننا عشان الفلوس؟ جاي تقولي مكنتش اقدر ارجع فقير زي الاول؟!

الأب نظر في الأرض وسكت للحظات كأنه مش عارف يقول ايه بعدها إتكلم بيأس:
_انا آسف يا بنتي كل دا بسببي.

رزان:
_لا خلاص سامحتك لما قولتلي آسف.

الاب ظهرت عليه علامات الفرح وقام من مكانه وهو مبسوط:
_انا بجد مش مصدق انك سامحتيني، أوعدك مش هتندمي انك سامحتيني.

بس رزان ضحكت جامد اكتر من الأول:
_دا انت ساذج اوي، فاكر يعني لما تقولي آسف كل حاجة هتتحل وهسامحك؟! هتقدر تصلح ال ٢٣ سنه الي فاتو من حياتي ؟! لو تقدر ترجع الزمن فأنا موافقة اني أقبل اعتذارك غير كدا تنسي خااالص اني أسامحك وبعدين انا مش فاهمة انت ازاي بالبجاحة دي! سايبنا انا وأمي في الفقر دا و كمان الناس بتقطم فينا بكلامها دا غير انك حتي رفضت تشوفني لما اتولدت وسجلتني بإسمك بالعافية أصلا ودلوقتي مستني اني اسامحك ؟!

الأب بكسره وحزن شديد:
_انا مستعد أعوضك عن الي حصلك في حياتك.

رزان بسخرية:
_تعوضني؟! تعوضني عن ايه ولا ايه؟! عن حنان الأب الي عمري م حسيت بيه ولا كمان عن حنان الأم الي اتحرمت منه بسبب ان أمي طول اليوم بتجري ورا لقمة عيشها عشان نقدر نعيش، ولا تعوضني عن كلام الناس الي كسرني طول السنين دي بس اطمن انا خلاص حياتي بقت أحسن ومش هسمح لأي حد انه يدمرها ويرجعني لنقطة الصفر.

الأب:
_عارف اني مش هقدر أعوضك عن كل دا بس علي الأقل هتعيشي سنينك الجاية في سعادة.

رزان بحدة:
_لو عايز سعادتي فعلا زي م بتقول وانا أصلا أشك في كلامك دا، يبقا تمشي وتسيبني ودا مش هيكون صعب عليك، اعمل زي م عملت من ٢٣ سنة واتخلي عني.

الأب معرفش يرد واكتفي بالنظر في الأرض.

رزان بسخرية:
_صحيح يا تري الهانم مراتك الأولي عارفة انك جاي تشوف بنتك المنبوذة؟! أكيد أخدت اذنها قبل لما تيجي، خايف طبعا تحرمك من المصروف لو عرفت انك رحت تشوف بنتك من غير م تاخد إذنها.

الأب بحزن:
_أفنان ماتت من ٣ سنين.

رزان بسخرية:
_أه قول كدا بقي، حاسس بالوحدة فقولت اروح أشوف بنتي بتعمل ايه!

وقامت من مكانها:
_عن اذنك أنا هروح المطبخ أعمل غدا لنفسي بس ياريت لما تخرج من البيت تاخد الباب في ايدك.

وكانت هتخرج من الأوضة بس الأب صدمها لما اتكلم.

الأب:
_انا عندي كانسر في المرحلة الأخيرة.

رزان اتصدمت من كلامه ودخلت الأوضة تاني ووقفت قدامه:
_دي حيلة عشان تصعب عليا واسامحك صح؟

الأب بجدية:
_للأسف مش حيلة، انا فعلا في أخر أيامي.

رزان كانت حاسة انها عايزه تعيط، عايزة تطبطب عليه وتطمنه بس مكنش ينفع، مينفعش تسامحه بالسهولة دي بعد كل الي عمله.

رزان بقسوة:
_حتي ولو، مش هسامحك برضو.

أبوها كانت خلاص الدمعة هتفلت من عينه:
_يا بنتي متبقيش قاسية كدا أنا أبوكي، كنت فاكر انك طيبة زي أمك.

رزان بحدة:
_متجبش سيرة ماما علي لسانك! ماما الي سبتها وحدها في الدنيا دي و عاشت في عذاب لغاية لما ماتت.

الأب بتوسل:
_اديني بس فرصة اني أصلح كل حاجة، اديني فرصة إننا نكون أب وبنته.

رزان بحدة:
_لو سمحت ياريت تمشي من بيتي ومتجيش تاني.

وخرجت من الأوضة وراحت المطبخ
أما الأب ففقد الأمل إنها تسامحه وخرج من الشقة وهو مكسور.

رزان في نفسها:
_يحول حياتي جحيم في الأخر فاكر اني هسامحه في ساعة واحدة! مش عارفة الناس بتجيب العشم دا كله منين.

بعدها حاولت تتصل ب أدهم بس كان موبايله مقفول

رزان بحزن:
_فينك يا أدهم بقالي أسبوع مش عارفة عنك حاجة.

بعدها رجعت ابتسمت:
_أكيد مشغول في الصفقة وبيتعب عشاني وعشانه، عشان مستقبلنا.

اليوم الي بعده
صحيت من النوم وهي متضايقة كعادتها من وقت لما أدهم سافر.
قعدت طول اليوم في شقتها وكانت بتحاول تضيع الوقت بأي طريقة لغاية لما خلص اليوم

رزان في نفسها بسخرية:
_أهو بابا الي جه يترجاني امبارح أختفي ومشفتهوش تاني.
بعدها كملت بحزن:
_لما قالي انه مريض سرطان في المرحلة الأخيرة كنت بفكر أديله فرصة عشان يموت وهو مرتاح، رغم كل الي عمله بس هو في الأول والأخر أبويا.
كملت كلامها بأسي وحزن:
_بس خلاص أثبت انه ميستحقش الفرصة دي لما فقد الأمل بالسرعة دي.

رزان قعدت يومين وحدها في الشقة كالعادة و مفيش أي حاجة بتعملها، بتنظر بس علي الموبايل منتظرة اتصال من أدهم.
لغاية لما اتفاجأت ان الباب بيخبط، جريت بسرعة علي الباب وهي فاكراه أدهم بس اتفاجأت انه أبوها.

الأب:
_أيوة دخلوا الحاجات دي جوا

كان فيه رجالة معاه شايلين كراتين كتير جدًا.

رزان بصدمة:
_ايه دا !!

الرجالة دخلو الحاجة مشيوا.

رزان بإستغراب:
_ايه الكراتين دي؟! و جيت ليه تاني؟

الأب بسعادة:
_دول الحاجات الي كنت بجيبهوملك في كل عيد ميلاد ليكي، كنت محتفظ بيهم في مكان محدش يعرفه غيري عشان لما اقابلك أديهوملك، دول هما الدليل انك كنت علي بالي دايما.
بعدها كمل بحزن:
_صدقيني يا بنتي انا كنت مقرر إني هزورك بشكل مستمر حتي لما عرفت إن أمك أخدتك لمحافظة تانية.

وراح ناحية الصناديق وفتح أول واحد:
_العروسة دي جبتهالك لما كملتي سنة والفستان دا لما كملتي سنتين والعربية دي لما كملتي تلت سنين.

وبدأ يفرجها علي كل الهدايا الي جبهالها في كل سنة، رزان طيبة أوي وسذاجتها غالبة علي أي غضب جواها ودا خلاها تحس انها لانت شوية من ناحية أبوها.

الأب لما فرجها علي كل الهدايا قعد علي الأرض وانفجر في العياط:
_انا آسف يا بنتي سامحيني انا عارف مهما عملت مش هتسامحيني بس انا فعلا ندمان، سامحيني وانا أوعدك أكون معاكي لغاية لما ربنا ياخدني بس المهم تسامحيني.

رزان قعدت جنبه علي الأرض وهي بتعيط:
_مسامحاك يا بابا انا أسفة اني كلمتك بالأسلوب دا لما جيت المرة الي فاتت، انا فعلا مفتقدة ان يكون ليا سند في حياتي ونفسي أحس ان عندي أب زي باقي الناس.

الأب حضنها وهو منهار واستمروا علي الوضع دا خمس دقايق، بعدها الأب مسح دموعه وقام من علي الأرض.

الأب بسعادة شديدة:
_انا مبسوط جدا لدرجة متقدريش تتخيليها، تعالي معايا نروح نقعد في فندق وأول لما الصبح يطلع نروح لقبر أمك نزورها وأتكلم معاها واعبرلها عن ندمي، هي هتكون سامعاني أكيد حتي لو خلاص ماتت وهي غضبانة مني بس علي الأقل أكون ريحت ضميري شوية.

رزان هي كمان مسحت دموعها:
_صعب تسامحك يا بابا حتي لو كانت عايشة بس نروح ونزورها وقولها الي كنت عايز تقوله ليها وهي عايشة.

لبست الطرحة وخرجت مع أبوها وراحوا لفندق مشهور في القاهرة وحجزوا فيه غرفتين، دخلت رزان غرفتها في الفندق وهي منبهرة بكل حاجة فيها، السرير والتلفزيون والأنترية.
و دخلت الحمام كان فيه جاكوزي و كان شكله فخم.

رزان بفرحة:
_معقول كل دا ليا لوحدي!

فضلت تقفز في الأوضة زي المجنونة وبعدها دخلت الحمام تستكتشف الشامبوهات والصابون الموجودين فيه.

رزان بتعجب:
_اووه دول اكيد تمنهم غالي جدًا.

بعدها سابتهم وراحت تجرب الجاكوزي

رزان بضحك:
_ايه دا فيه حاجة بتزغزني!

رزان ضحكت جامد بسعادة:
_هي دي الحياة الي كنت استحقها من الأول والي كانت ماما كمان تستحقها، من النهاردة حياتي هتتغير، متشوقة اعرف ردة فعل أدهم لما يعرف الي حصل

رزان قعدت طول الليل سهرانة بتستكشف في الغر وفرحانة بيها لغاية لما أبوها خبط عليها الساعه ٩ الصبح.

الأب:
_يلا يا حبيبتي عشان نروح نزور قبر أمك.

رزان:
_دقيقتين يا بابا وهكون جاهزة.

لبست عباية ولفت الطرحة وراحوا المقابر.

الأب أول لما شاف قبر أم رزان عيط جامد:
_معقول مش عاملة قبر ليها يا بنتي! ايه الخشبة دي الي مكتوب عليها اسمها؟ فين الحجر الكبير الي بيتكتب عليه الاسم وليه قبرها كدا مفيش عليه ورد!

رزان بعياط:
_ماما كتبت في وصيتها ان قبرها يكون فيه خشب بدل الحجر لان مكنتش عيزاني اصرف من الفلوس الي كانت سيباها ليا، ماما كانت طيبة أوي يا بابا ومتستحقش الي انت عملته فيها.

الأب بعياط:
_صدقيني يا بنتي انا لو الزمن رجع بيا عمري م كنت هعمل كدا، كنت هقف قدام أفنان وهتمسك بأمك ومكنتش هسيبها وحدها، سامحيني يا بنتي.

رزان بعياط:
_مسامحاك يا بابا والله المهم ماما ترضي عنك شوية، كلمها يا بابا واعتذر منها وهي أكيد شايفاك.

الأب بعياط:
_تفتكري ممكن ترضي عني؟! تفتكري لو كانت عايشة اصلا كانت هتسمع مني أي كلمة؟

رزان:
_علي الأقل حاول يا بابا.

ابوها بندم وعياط وهو بينظر للقبر:
_يا فاطمة انتي كنت حب حياتي وانت الي اختارتك بإرادتي، اختارتك لاني بحبك بس الفلوس خلتني أعمي ولما جه وقت الاختيار اختارت الفلوس، صدقيني انا ندمان.

فلاش باك
كان حمزة (أبو رزان) متخانق مع أفنان كالعادة بسبب انها بتقل منه وبتمسح بكرامته الأرض بس هو كان مجبر يستحملها لانه ميقدرش يرجع لحياة الفقر تاني.

كانت بيتمشي علي النيل وهو متضايق وفجأة خبط في بنت جميلة جدا كانت ماسكة تورتة، التورتة وقعت منها علي الأرض وهي نزلت تاخدها من علي الارض أما هو فلما خبط فيها مشي ومهتمش بس كان بينظر لها من بعيد لإن جمالها كان يخطف القلب والعين.

كانت البنت بتاخد التورتة من علي الأرض وهي بتعيط لان خلاص التورتة باظت وأصبحت غير صالحة للأكل، قرب منها وأعطاها منديل.

فاطمة:
_شكرا

حمزة بلطف:
_انا آسف انا كنت سرحان ومشوفتكيش قدامي، بس أقدر ادفعلك تمنها.

ومسك محفظته طلع منها فلوس كتير:
_اتفضلي

فاطمة:
_لا مفيش داعي الي حصل حصل.

حمزة:
_بس حضرتك زعلتي أوي عليها ودي غلطتي ف ياريت تقبلي مني تمنها.

فاطمة:
_مش مشكلة هما بس هيخصموا تمنها من مرتبي.

ومشيت وسابته

حمزة مشي وراها لغاية لما دخلت حلواني وسمع صوت صاحب الحلواني وهو بيزعق فيها، أول لما شافها وهي بتتهزق وبتنظر في الأرض مستحملش الي بيحصل ودخل الحلواني ورماله فلوس التورتة علي الأرض بعدها أخدها من دراعها و طلعو برا الحلواني.

فاطمة ضربته بالقلم وفلتت دراعها من ايده:
ايه الي عملته دا! انا خسرت شغلي بسببك، عارف انا تعبت اد ايه لغاية لما لقيت وظيفة اتقبل فيها؟!

حمزة:
_المفروض كنتي قبلتي انك تاخدي مني فلوس التورتة وبعدين عايزاني اشوفه بيهزقك بسببي وأسكت؟

فاطمة:
_الذنب مكنش ذنبك وحدك انا كمان كنت سرحانة ومكنتش هاخد فلوس مليش حق فيها.

كلماتها نزلت زي السيف علي حمزة الي اصلا متجوز واحدة عشان فلوسها.
ومن هنا بدأت قصة حمزة و فاطمة الي عجبه فيها جمالها وكبريائها وعزه نفسها

بعد ٣ شهور من تقربهم لبعض وكمان ساعدها انها تشوف شغل كويس في شركة كويسة عرض عليها الجواز في مكان رومانسي وهي مكنتش مصدقة نفسها ووافقت علطول.

اليوم الي بعده راحت شركة حمزة لأول مرة عشان تفاجأه بس هي الي اتفاجأت لأن مراته افنان كانت عنده في المكتب وصوتها مسمع الشركة كلها، كانت بتزعقله وتهزقه وتحاسبه علي الفلوس الي صرفها ووقتها عرفت انها كانت مخدوعة في حمزة و انه شخص معندهوش كبرياء وكداب في نفس الوقت

خرجت من الشركة وهي منهارة وراحت الشركة الي شغلها فيها واستقالت من الشغل بعدها أجرت شقة تانية غير شقتها عشان ميقدرش يلاقيها حتي لو حاول يدور عليها
وفعلا قعدت شهر من غير لما تشوفه وهو كان كل يوم يدور عليها

كانت حاسة بتعب وإرهاق وكمان بترجع كتير فراحت لدكتورة والدكتورة صدمتها بإنها حامل
بعد تفكير طويل وانهيار قررت انها هتقول لحمزة لأنها مش هتقدر تستحمل نظرة المجتمع ليها وهي عندها طفل من غير جواز خصوصا ان الدكتورة قالتلها ان دا احتمال يكون اخر طفل ليها لان عندها مشكلةفي الرحم فبالتالي لا يمكن تتخلي عن الطفل الوحيد الي تقدر تجيبه للدنيا وتجهضه.

واجهته وعرفته انها عرفت انه متجوز وانه بيكدب عليها وهو مأنكرش، ولما قالتله انها حامل هو فرح جدا وعرض عليها الجواز

فرح لانه عارف ان مفيش حل قدامها غير انها تقبل انها تكون زوجة تانية عشان يكون لابنها اب يتكتب بإسمه وبكدا يكون اتجوز حب حياته، بس فرحته مكتملتش لانه اضطر يطلقها لما أفنان عرفت انه متجوز عليها و خيرته يا إما يطلقها أو يطلق فاطمة وطبعا هو اختار الفلوس وطلق فاطمة.
باك
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي