الفصل الثاني

آدم قرر الذهاب ل كي يتقدم الي خطبت رانيا في منزلها ب شكل رسمي، واخيرا لقد مضي وقتا طويلا وهو ينتظر ذلك الأمر ليلا نهارا و رانيا ايضا، وكان يتمناه ويحلم به ليلا ونهارا وكان يراه هدفا يريد تحقيقه في يوما من الايام وايضا رانيا لانه تحبه أيضا مثل ما هو يحبها، ويعشقها وأكثر.

ف هو شخصا يتمناه اي رجل ل ابنته وتتمناه أي سيدة ل ابنتها، ما عدا تلك السيدة والدة رانيا لم تريده قط ولم تعطي له ولا لوالدته في زيارتهم اليهم ريق حلو ابدا وتراه أنه غير مناسب ل ابنتها مع أن منها به غير صحيح تماما، و كلاهما يحبان بعضهم البعض ويريدون أن يكملوا أيامهم سويا، وينجبون أطفالا ويعيشون حياه طبيعيه مثلهم مثل كثيرا من الناس ولكن هل س يصبح لهم نصيبا في تلك الحياه ل كي يكملون طريقهم سويا ؟ هل س يتركونهم يعيشون؟ هل س يحافظ آدم علي علاقته ب رانيا؟ وهل س تحافظ رانيا علي حياتها مع آدم؟ ام سوف تترك الغرباء يتحكمون بها.

ف حينما ذهب آدم ذهب هو ووالدته السيدة هدي في البدايه ل كي يتعرفون العائلتان علي بعضهم البعض، ويطرح فكرة الزواج من ابنتها رانيا، وكان ذلك الأمر مجرد بدايه فقد.
ولكن السيدة هدي والدة رانيا كانت تتحدث معهم بشكل غير لائق، و مستفز مثلا لم ترحب بهم ب شكل جيد وكانت تريد إنهاء المقابله في اسرع وقت يمكنهت به فعل ذلك.

حتي أنه حينما تعجب آدم منها سأل داليا ماذا بها والدتك يا داليا؟ لماذا هي متعجله من أمرها؟ انا أشعر ب انها لا تريدني في منزلها، هل انا معي حق ! يا ريت اتمني أن تخبريني ب الحقيقه واذهب دون ما احرج نفسي واحرج والدتي معي فا انها ليس لها ذنبا.

أخبرته أن لا يقلق من شأنها ف هي فقط تخجل ولا تعرف كيف تكون لطيفه مع الأشخاص الآخرين، لأنها لا تخرج من المنزل ابدا منذ وفاه والدي المرحوم، وهي لم تخرج قط وقررت أن لا تري الطريق منذ وفاته.
وانها تتعامل هكذا وهذا طبعها تقريبا مع كل الناس وانا ايضا، ولكنها يا آدم ب داخلها طيبه وتحب الجميع ولكنها لم تحسن التعبير فقط صدقني، سامحها يا آدم ل اجلي انا فقط ارجوك، ولا تشعر ب الحرج ف انا احبك ولا اريد سواك، حتي وإن كانت والدتي لم ترغب في ذلك فا يكفي أنني ارغب بك واحبك، انا اعشق يا آدم الم تشعر بي.

في الواقع لم تقل له رانيا الحقيقه نعم هي تحبه ولكن لم تخبره ب حقيقه شعور والدتها تجاهه، لان والدتها لم تحبهم قط ولم تريد أن يتزوج من ابنتها.
وذلك لأنها تريد أن تتزوج رانيا من ابن خالتها الذي يعمل ب دوله الكويت، منذ عدة سنوات مضت.
وسوف يعود إلى بلدته اخر تلك السنه، وهي تريد ل ابنتها رجلا غنيا ومقتدرا ماليا وتتمني ذلك، وايضا ل أجل أن تتقرب من أختها، ف هي أختها وتفضلها علي الجميع وهذا طبيعيا ولكن الشئ الغير طبيعي هو أن تفرض علي ابنتها الزواج من شخص لا تريده بل هو ي تريد آدم وتحبه.

ولكن،
رانيا رفضت ذلك الأمر ف هي أيضا تحب آدم جدا، ولا تريد أحدا سواه، وهذا ايضا من حقها ف هي حقها أن تختار شريك حياتها الذي سوف تكمل معه باقي عمرها.
واختارته هو من بين شباب كثيرون من حولها قد تقدمون الي خطبتها، ومن بينهم عمر ابن خالتها والذي يحبها منذ أن كانوا اطفال صغار، يلعبون سويا ولكن رانيا كانت لا تحبه ابدا وكانت دائما تشكي من معاملته السيئه لها، أنه كان متسلط ويريد السيطرة عليها ولا يريدها أن تلعب مع أحدا غيره، وهذا منذ صغرها فما بالك الان بعد أن أصبحوا كبارا بالغين كيف سوف يتعامل معها؟
ولم تريد الزواج منه عندما كبروا لأنها تري ب أنه كان يعاملها ب قسوة، ف لقد تسبب لها في عقده منذ أن كانوا صغارا يلعبون سويا، لم تنسي له ذلك حتي بعد مرور السنين الكثيره عليه، وحينما فاتحتها والدتها في فكرة الزواج من عمر، رفضت ذلك الأمر فورا وذلك ل سببين.
اولا أنه كان لا يعاملها ب لطف، ولك تذكر له سوي الشئ السلبي.
وثانيا لأنها تحب آدم جدا وفيما بينهم قصه حب طويله منذ أن كانا يدرسون في الثانويه العامه.

لأنها ومثل ما تحدثت من قبل تحب، وبينهم قصه حب طويله منذ أكثر من خمس سنوات، ف من في مكانها يرفض آدم بعد كل هذا الذي فعله لأجلها.
والدتها ترفض رأيي رانيا وتعتبره تحدي لها ول قراراتها وإرادتها، وتري أن ابن اختها افضل شخص ل كي تتزوج منه رانيا.
و تراه مناسبا لها مجامله ل اختها ولا يهمها، ب ماذا تشعر ابنتها الوحيدة رانيا وتعتبر أن أحاسيسها ومشاعرها ليس لها قيمه أمام أموال عمر الذي سوف يأتي بها من الخارج.
ولكن رانيا لم تريده وقالت لها ذلك الأمر مباشرا مرات عديده، وحينما اتي آدم ل خطبتها عاندتها والدتها ، وتريد أن لا تتم تلك الزيجه ب اي طريقه يمكنها بها ، أن لا تتم!
وشعر آدم ووالدته ب ذلك الشئ ولكن ليس بصراحه ولكن بطريقه غير مباشره، لأنه كان واضحا جدا عليها انها غير مرحبه بهم ابدا علي الاطلاق.

ولكن حديث رانيا له طمنه بعض الشيء وجعله يصدقها لانه يريد ذلك، يريد أن يصدقها لانه يحبها والسبب أيضا هو اقتناعه بها وأنه يريد أن يبقي معها الي الابد، ولا يريد أن يبتعد عنها، ابدا ل اي سبب ايا كان يريدها معه وبجانبه طوال حياته هذه من اختارها.

لا يعرف آدم ماذا يخفي له المستقبل القريب نتيجه علاقته ب رانيا، ف سيده مثل والدتها من يتوقع أن يعيش حياه سويه مع ابنتها؟
ولكنه المسكين لا يعرف ما الذي ينتظره بعد ذلك، ف هو سوف يعاني من العنف الأسري معها، نعم مثل ما قلت سوف يتعرض للعنف الأسري من قبل زوجته، وليس العكس ف مثل ما نعرف أن السيدات دائما مظلومات ومعرضين للعنف من قبل ازواجهم!
ولكن في حكايه آدم الأمر مختلف تماما، الا مر عكس المتوقع، وعكس ما يحدث و نحن متعودين عليه أن السيدة دائما مظلومه، وفي الحقيقه ان هناك بعض الرجال مظلومين أيضا وعلي يد نسائهم.

وحينما علمت سوزان الصديقه المقربه ل رانيا،
ب أن آدم قد جاء و وفي بوعده وتقدم ل خطبه رانيا ولقد وفي ب وعده معها مثل ما يفعل معها دائما.

استشاطت غضبا ف هي شديده الغيرة من رانيا، وب الأخص في علاقتها ب حبيبها آدم.
لأنها لم تجد الحب في حياتها وليس السبب ب انها ليست جميله شكلا مثلا، أو أنها غير مرغوب بها!
ولكن السبب هو آدم نعم آدم نفس ذات الشخص الذي تحبه صديقتها المقربة رانيا.
نعم آدم ف هي تعشقه في صمت وكان سبب تقربها من رانيا، هو ل سبب اخر غير الصداقه.
وهو أنها تريد أن تعرف جميع اخبار آدم من خلال علاقتها ب رانيا، وآدم يعرف هذا الشيء جيدا وأخبر رانيا ا به ذات مرة ولكنها لم تصدقه، لأنها تحب سوزان جدا وتراها صديقه مقربه لأن سوزان بالفعل تجعلها تشعر بذلك الشئ هي تتقن فعله حقا فهي تتلون مثل الثعبان، و تجعل رانيا تري منها ما تريد رؤيته ومع الأسف تصدقها رانيا و تحبها ولا تصدق عليها شيء آخر، و آدم قال بينه و بين نفسه سوف اتركها الان تصاحب من تريد، وحينما متزوج وتنجب أطفالا لن يكون لديها وقتا ل أحد ولن يصبح لها اصدقاء مقربون سوايا انا و اولادنا أن شاء الله.
ولكي تقطع الشك ب اليقين وقتها حينما أخبرها آدم ب حقيقه صديقتها سوزان.
قررت أن تجتمعت ب الاثنان، آدم وسوزان لكي توجههم ب بعضهم البعض.
لأن آدم كان أخبرها ذات مره أن سوزان قبل أن تتقرب إليها، حاولت ذات مرة أن تتقرب منه هو شخصيا، ولكنه أخبرها ب انها ليست سوي زميله له في الجامعه، لأن قلبه ينبض ب عشق رانيا وكان لا يري غيرها من الفتيات.
وحينما علمت سوزان ب علاقتي بك يا رانيا، تقربت منك انت وهذا ما تعجبت منه وقتها، ولقد سألت نفسي يا تري لما فعلت هكذا!
وما هو السبب في تقربها منك في هذا الوقت تحديدا!
الم تريه شيئا غير طبيعي أيضا مثل ما أراه انا، ام انك لن تصدقين أيضا.
وفي وقتها لم تنكر سوزان ذلك الأمر ولكنها ردت عليها، ب اجابه
دبلوماسيه وقتها جعلت رانيا تيقن ب انها انسانه جيده، وانها ب الفعل الصديقه المقربة إليها، و التي تستطيع أن تثق بها ولا تستطيع الابتعاد عنها ابدا.

ف قالت له سوزان حسنا حدث ذلك فعلا يا رانيا، ولكن يا رانيا حبي لك ك صديقه غلب عن اعجابي بك يا آدم ، نعم أنا كنت معجبه بك في وقت من الأوقات ولكن ذلك الاعجاب قد تنتهي ونسيته تماما ولقد مسحته من ذاكرتي أيضا.
وانا لم أكن أعلم ب علاقتكم سويا وقتها واحساسي بك يا آدم لم يدم كثيرا ب داخلي، ف لقد قتلته ب صداقتي ل رانيا التي اغنتني عنك وعن اشخاص كثيرين في حياتي .
وهذا الشعور يكفيني ف الصداقه افضل ب كثير جدا، من العلاقات الأخري ولقد علمت ذلك الأمر يا رانيا من خلال صداقتنا التي لم يفرقها ايا شئ اي كان .

وقتها أيقنت رانيا ب أن سوزان ب الفعل صديقه مقربه، وتستطيع أن تثق بها في كل أمور حياتها وبالفعل هي صديقه مقربه اليها.
و
نسيت تمام أن آدم حذرها منها، أو يمكننا القول ب انها تناست ل كي تستمر علاقتها ب كلا منهما.
ف سوزان صديقه.
وآدم حبيب ومن ثما زوجا.
ونسيت أن الاثنان لا يمكن أن يجتمعان ابدا، ف لابد من خسارة واحدا منهم، وهذا نظام الكون يستحيل أن يجتمعان يوما ما ف بالتأكيد سوف يغار الاول من الثاني أو العكس، و النتيجه سوف تكون خساره واحدا منهم أو خساره الاثنان معا.

وحينما علمت سوزان أن آدم قد جاء ل خطبه رانيا، وقد أوفي ب عهده لها حينما وعدها ب الحب والامان طيله حياته، ولم يخلف ذلك الوعد معها فمع العكس صدق وعده وجاء الي منزلها طالبا يديها.
اصيب ب صدمه نفسيه ب داخلها، ف هي تعيش تلك الصدمه تقريبا ب شكل يومي، منذ أن قررت هي وب نفسها التقرب من رانيا وجعلها صديقه لها، وكل هذا ب غرض أن تعرف جميع اخبار آدم ! حتي واذا كان ذلك الشئ علي حساب أعصابها و نفسها، وعلي حساب أيضا كرامتها وكبريايها.

لم تظهر ايا شئ من حقيقه مشاعرها تلك ل رانيا التي نظمها صديقه، ولكنها أظهرت لها ب أنها سعيدة جدا وفرحانه لها وقالت لها عبر الهاتف المحمول بصوت ترسم عليه الفرحه مبروك يا رانيا انا أتمني لك حياه سعيدة، ومن داخلها تقول اتمني أن لا تتم هذه الزيجه ابد.
ردت عليها رانيا الله يبارك فيكي يا سوزان، واخيرا سوف تصبح معه الي الابد، فأنا سعيدة جدا وفرحانه كل الدنيا لا تساعد فرحتي.

لأنها واخيرا س تجتمع ب حبيبها بعد طول انتظار، ولكن سوزان وبداخلها غل وحقد يكاد يكونان يأكلاها من الداخل.
ف عشقها ل آدم جعل منها انسانه سيئه، ولا تتمني ل اي احد الفرح طالما هي لم تشعر به وخاصه رانيا
لا اعلم هل رانيا ضحيه ام مذنبه؟
ف الحب والعواطف والمشاعر كلها احاسيس لا يمكننا التحكم بها، بل نسعى بها رغما عنا وتقريبا هي من تتحكم بنا.
ف سبحان من يضع حب الأشخاص في قلوبنا، من دون سبب ! ولكن هذا ليس سببا في اذيه الآخرين عقابا لهم علي عدم الشعور بنا.

ورانيا المسكينه
، نعم مسكينه ف هي توافق أن يتم استغلالها وتقول إن تلك تكون صداقه، ولكن هي لا تستطيع فهم سوزان فهي مع الاسف تظنها صديقه لها
ب الفعل مسكينه ف لقد صدقت حديث سوزان لها، حينما أخبرتها ب انها تشعر ب السعاده ل أجلها، ولكن الحقيقه نعلمها جميعا.
اذا اثنان في حياه رانيا لم يريدون علاقه رانيا وآدم، والاثنان مؤثرون جدا في حياه رانيا، ف الأولي والدتها والثانيه صديقتها المقربة
يا تري ما نتيجه تأثريهم علي رانيا؟
وهل سوف تستسلم لهم!
ام س تحافظ علي علاقتها ب آدم الي اخر لحظه.

نذهب الي السيدة باسمه والتي تعمل في مهنه المحاماه، وتعيش حياه تعتبر سويه ب جانب عائلتها الصغيره، ولكنها وبداخلها حزينه ولا تشارك حزنها ل أحد من أفراد عائلتها.
حزينه هي ل سبب لم يعلمه أحد ابدا، ف هي حياتها من قبل أن تتزوج ب السيد نصر الدين، كانت صعبه جدا ومليئه ب المصاعب والأزمات.
بسبب عائلتها تاره وعلاقتها ب الآخرين تاره أخري !
كانوا اصدقائها يتنمرون عليها دائما لأن عيونها بها نسبه حول بسيطه، وهذا الشيء ليس لها ذنب به.
كانت طبيعيه وعيونها مثل عيون أي شخص، ولكنها تعرضت ل ازمه نفسيه شديدة حينما تركها حبيبها، وفضل عليها فتاه أخري.
لم تستطيع التحمل وقتها وكان حول عيونها نتيجه ل تلك الصدمه.
هي لم تتحمل وقتها لأن حبيبها السابق كانت تثق فيه، وتعتبره هو الشخص الوحيد الذي يحتويها ويحنو عليها، لأنها كانت تعاني أشد المعاناه من عائلتها ، بسبب تفضيلهم ل أخيها دائما عليها كل هذا عانت منه شر معاناه.
ولم تنتهي معاناتها مع الاسف الشديد، لان صديقتها المقربة الوحيدة قد توفت وهنا العالم لم يسير بعدها في حياه السيدة باسمه يعتبر قد توقفت، لم تستطيع نسيان صديقتها هذه ابدا، مع أن هذه الواقعة مر عليها سنين طويله، منذ أن كانوا يدرسون في الجامعه .
ولكن سبب عدم نسيانها ل هذه الواقعة هو طريقه وفاه صديقتها.
تلك المسكينه التي قتلت ب دم بارد علي يد طالب زميلها، كان يعشقها ولكن هي لم توافق علي الارتباط به ل أسبابها الخاصه.
ولكن السيدة باسمه لم تنسي ابدا لانه هذه الواقعه السيئه حدثت أمام أعينها، وهذا ايضا اثر عليها وجعلها تصاب ب حول مفاجئ في عينيها.
ولقد شخصت حالتها ب أنه شئ خطير في المخ وهذه اثاره المترتبه، وعن باسمه ف هي حزينه دوما ب سبب فقدانها ل صديقتها، وبسبب تنمر الناس عليها ولكنها لم تستسلم ل كل هذا الالم والعذاب.
ف لقد اجتازت تلك الفترة ب تصميمها علي النجاح والتفوق، ولقد وضعت كل حزنها وغضبها ورفضها ل هذا الأمر، ب انها تفوقت في دراستها الجامعية واتمتها علي اكمل وجهه وتعرفت علي السيد نصر وتزوجوا حينما انتهوا من الدراسه، وفيما بعد انشأت باسمه مكتبها الخاص ب المحاماه وزوجها مثلها ولكنه ابتدي قبلا منها.
واستمرت حياتهم سويا وانجبا نادين ويحيي، ومر علي زواجهم تسعه عشر عاما، وما زال هذا الثنائي رائعين سويا ويحبون بعضهم جدا.
ولكن لم يسلم الأمر من المفاجآت.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي