اليتيمة والوحش

Basmaelgammal84`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-09-26ضع على الرف
  • 141.3K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

المقدمة
وسط حديقة قصر الإقطاعيين حيث تقام حفلة عيد ميلاد عمار العاشر كانت الفوضى تعم المكان والاطفال يلعبون بصخب ويمرحون بسعادة وقد وضعت الكثير من الألعاب المائية نظرًا لحرارة الجو بالإضافة الى الموائد التي وضع فوقها مختلف انواع الشطائر والعصائر المنعشة والكثير من الحلوى ناهيك عن الكعك الخاص بعيد الميلاد

قررت والدة عمار ان تهدئ من روع الاطفال قليلًا لعل الضجيج يقل، فاقتربت من الجميع وهي تقول بصوتٍ مرتفع حتى يستطيع الجميع الانتباه اليها وسماعها:
-حسنًا من منكم يعرف قصة الجميلة والوحش؟.

نهضت فتاة رقيقة تتحدث بطريقة شاعرية عن الشاب المغرور الذي ألقت الساحرة عليه التعويذة ليصير بعدها وحش وأتت بيلا بعدها وقعت في حبه وأنقذته منها، ثم تحدثت عن الاواني التي تتحدث والاغاني في المساء،  مما دفع والدة عمار تبتسم وهي تقول بشرود:
-لا اقصد هذه الرواية، بل واحدة اخرى حدثت في عالمنا هذا حيث كان القصر هنا يسكنه وحش يخيف كل من يقترب منه، ولكن هنا لم تكن الجميلة هي من احبها رغم انها كانت جميلة للغاية ولكنها كانت يتيمة، انا اليوم سأخبركم بقصة اليتيمة والوحش.

الفصل الاول

لحظاتٍ من الترقب وقفت جميلة خلالها امام مكتب عميد كلية الطب بجامعة عين شمس الذي كان منكب على كتابة شيءٍ ما ويبدو عليه الانغماس الشديد تنتظر خلالهما من معرفة مصيرها،
تشعر انها ستتعرض لمجلس تأديب وربما سترسب في مادة المعيد الذي تشاجرت معه قبلًا وهذا في حد ذاته كارثةٌ كبيرة،

ستحطم خلالها التفوق بامتياز الذي كانت تحصل عليه لمدة خمس اعوام على التوالي،  تحاشت النظر الى عين المعيد اكرم الذي كان يطالعها بمزيج من العتاب والشماتة،

أخذت  تتذكر قصة الحب التي بدأت بينهم منذ عامٍ تقريبًا، كانت ومازالت هي فاتنة الجامعة التي يتسارع الرجال من اجلها فهي اسم على مسمى فتاة جميلة بشكل لا يقاوم وهو كان معيدًا جديدًا في الجامعة ولم يستطع المقاومة امام جمالها سرعان ما اسرع بمحاصرتها بكلمات الاعجاب ونظرات الاهتمام ولكنها لم تكن لتأبه به،

هي لا تبحث عن قصة حب بل تحلم بمن يستطيع تحقيق احلامها وبدأ هو في فعل ذلك،  نهل عليها بالهدايا الباهظة وعندما وافقت على حبه اصبحت مسؤولة منه مسؤوليةٍ كاملة بداية من ايجار شقتها وحتى ملابسها واكسسوارتها التي كانت من ماركات عالمية باهظة الثمن، لتتفاجأ بعد مرور العام انه ذهب لخطبة ابنة عميد الجامعة وعندما سألته لماذا فعل ذلك اخبرها بكل بساطة لأنها فقيرة ويتيمة.

شعرت حينها ان عالمها الوردي الذي كانت تعيش به قد تحطم وذهب هباءً منثورًا، هي تعلم انها فقيرة كل ما تملكه هي ام تأويها لا عائلة ولا سند ولكن لم يكن ذلك خطئها كما لم يكن جمالها الخلاب بيدها ثم منذ متى وكان الفقر امر يجب ان تخفيه او تنكره؟!.

اخذت نفسًا عميقًا وهي تتذكر بمرارة اللحظة التي قررت من خلالها انها يجب ان تنتقم منه لتلاعبه بها دون رحمة وبدون ان تعطي نفسها فرصة اخرى للتفكير، كانت بالفعل قد وصلت الى مدير الجامعة تخبره ان المعيد اكرم قام بمطالبتها بممارسة الجنس في مقابل ان يقوم بإعطائها تقدير الامتياز وان رفضته فسوف يجعلها ترسب في المادة وفي لمح البصر تصاعد الامر وصارت الاتهامات متبادلة في المقابل قام هو الآخر باتهامها انها تريد ان تجبره على زواجها منه ووسط هذه المعمعة كانت كلماتها هي امام كلماته هو ووالده فاحش الثراء وعميد الجامعة العريق.

اخرجها من شرودها حمحمة المعيد بعد ان انتهى من الكتابة لتتابعه جميلة وهو يخرج ختم الجامعة يغمره بالحبر قبل ان يختم به الورقة بصوت عالي جعل قلبها ينقبض قبل ان يعطيها اياها،

اتسعت عسليتيها ثم شهقت بصدمةٍ شديدة فلقد كان قرار بفصلها من الجامعة تمامًا شعرت ان الارض تميد اسفلها فتنفست بصعوبةٍ قبل ان ترفع رأسها بشموخ وهي تأخذ نفسًا عميقًا ثم غادرت المكان في هدوء وكأن شيئًا لم يحدث.

ما ان ابتعدت حتى جلست على احد المقاعد تحاول ان تستجمع شتات نفسها دون جدوى لقد دُمرت حياتها بالكامل ما الذي ستقوله لوالدتها الان وهي التي قامت بصرف كل ما تملك وعملت في خدمة البيوت من اجل تحصيل الاموال من اجلها؟ وكيف ستعود خالية الوفاض هكذا تجر اذيال الهزيمة؟!.

لاحظت تقدم من يدعون الصداقة منها فقامت مسرعةً وهي تضع نظارتها ذات الماركة فوق عينيها تخفي انكسارها قبل ان تتوجه للخارج دون ان تلقي نظرة وداعٍ على المكان الذي ظلت به لست سنواتٍ وهي تقرر ان تبقى في القاهرة حتى انتهاء الشهر الدراسي وبعدها ستعود لمنزلها وكأنه لم يحدث شيء.

ما ان اصبحت خارج اسوار الجامعة ادركت انها الان ستضطر ان تركب المواصلات بعد ان اخذت وقت انقطعت عنها فلقد كان اكرم يقوم بإيصالها الى اي مكان تبغاه،

حسنًا هي ليست في مزاج جيد لتركب حافلة فأشارت الى اول سيارة اجرة وقفت امامها وما ان فتحت الباب حتى ترجل شخصٌ ضخم الجثة ليصطدم بها يوقعها ارضًا عندها لاحظ بارتباك ما قد فعله فتلعثم وهو يمد يده لها بمساعدةٍ قائلًا:
-هل انتِ بخير يا انسة؟.

تجاهلت يده وهي تعتدل ثم نظرت له توشك ان تنفجر في وجهه لكنها تراجعت عن فعل ذلك فلا طاقة لها حقًا في الشجار معه او مع اي شخص كان، ربما ستنفجر باكيةً وهي التي لم تبكي منذ عقود ثم صعدت السيارة في صمت وهي تنظر له بطرف عينيها عندما لمحت عيناه التي تركز بها وهنا شعرت ان وجهها تسري فيه النيران من الخجل وبدأت نبضات قلبها تتزايد فأشاحت نظرها بسرعةٍ وهي تخبر السائق بعنوان شقتها السكنية.

فتحت باب شقتها وهي تدخل بهدوءٍ تفكر في الاحساس الذي انتابها لماذا ارتبكت من نظراته الى هذا الحد؟ وهي التي لم تهتم بمثلها من قبل، انتبهت الى حركة في المنزل والمصابيح مضاءة فانتفضت بفزعٍ ثم اسرعت بهدوء تخرج من حقيبتها وسيلة دفاع عن نفسها لتجد رذاذ الفلفل اخيرًا فأخرجته وتحركت على اطراف اصابعها حتى وصلت الى مصدر الصوت.

وهنا اخذت نفسًا عميقًا قبل ان تخرجه براحةٍ فلم تكن احد الا  صاحبة العقار وقد اعطت لنفسها الحق بصنع كوبٍ من القهوة التي لو تعلم مدى غلو سعرها لعاملته مثل المجوهرات،  فقالت ببعض الحزم ناظرة لها بتساؤل:
-ما الذي تفعلينه هنا؟.

اجفلت السيدة وهي تبتسم ابتسامة صفراء مقيتة اظهرت اسنانها الشبه صفراء قبل ان تقول بأسلوب لزج:
-لقد اخفتيني يا فتاة حسنًا فقط انتِ متأخرة شهرين على دفع الايجار.

عضت جميلة شفتها المكتنزة ببعض الضيق وهي تتذكر ان هذا المسكن الفاخر قد قام اكرم بتأجيره لها وهو الذي كان يدفع ثمن الايجار فأخذت نفسًا عميقًا وهي تحاول ان تقول بهدوء بعدما اخرجته بتروي:
-حسنًا سأتدبر المال بطريقة ما وسيكون لديكِ غدًا.

تحولت ملامح العجوز من التملق الى اخرى مخيفة وهي تقول بصوت خشن نوعًا ما:
-امامكِ حتى الليلة كي تقومي بإخلاء المنزل فسوف يحضر مستأجر جديد خلال لحظات.

لم تستوعب جميلة ما قيل لها ولكن مع اصرار العجوز صدقت الامر ودخلت الى غرفتها تجمع أشياءها، بعد ساعة سمعت صوت رنين جرس الباب يليه فتحه،

سمعت صوت القادم عندها شعرت بصدمة شديدة فلقد كانت تحفظ هذا الصوت عن ظهر قلب،  ألقت البلوزة التي كانت تطبقها للتو داخل الحقيبة وهي تغلقها بإحكام قبل ان تخرج مسرعةً وحينها تأكدت من حدسها فلم يكن احد سوى اكرم

ما ان رأت جميلة اكرم حتى اخفت ابتسامتها وقد ظنت انه اعترف بخطئه اخيرًا وانه جاء كي يصالحها ويعتذر منها لكن؛ الامر كان عكس توقعاتها تمامًا،  ما ان نظر لها اكرم حتى قال بصوت متجهم مخيف:
- انتِ لماذا ما زلتِ هنا لقد اخبرت صاحبة المنزل انه عند قدومي لا اريد رؤيتكِ.

تراجعت خطوة للخلف حين فهمت انه هو المستأجر الجديد وأتى كي يكمل انتقامه منها فكما طردها من الجامعة سيطردها من المنزل، رفعت رأسها في خيلاء تحسد عليه ثم عادت الى الغرفة واخذت حقيبتها خرجت من الغرفة مرةً اخرى بعدها رحلت دون ان تنبس ببنت شفاه.

وصلت الى المصعد الذي كان يصعد حتى وصل الى الطابق الذي تقف به، عندما وصل اليها خرج منه اخر شخص توقعت ظهوره فلم يكن سوى الشخص الضخم الذي اصطدمت به امام الجامعة، ما ان رآها حتى ابتسم لها بعذوبة فمن الواضح انه هو الاخر يتذكرها لكنها تجاهلته تمامًا بينما اخذت تجري العديد من المكالمات على وجه السرعة.

رغم هبوط المصعد الى الاسفل الا انه ظل واقفًا ينظر في اثرها،  فقد استهوته فكرة انه رآها مرتين في نفس اليوم ولكنه نفض رأسه يستجمع افكاره اخيرًا ثم اتجه الى احد الشقق يرن جرسها عندها فتح له الباب وظهر خلفه اكرم الذي استقبله بحفاوة.

بعد مرور ساعة كانت جميلة في محطة القطار تقوم بحجز تذكرة سفر الى بلدتها، وما ان حصلت عليها حتى نظرت حولها ببعض الرهبة فالساعة قد تجاوزت الثانية عشر مساءً والقطار لن يأتي قبل الساعة الخامسة فجرًا،  سارت في خطوات متباطئة تجلس على مقعد بجوار أمن المحطة فآخر ما تتمناه لإنهاء يومها هو ان يتم خطفها او قتلها او حتى حدوث مكروهٍ لها،

تذكرت بحسرة كيف ان كل من ظنت انهن صديقاتها قد تخلين عنها بكل بساطة فقط لان اكرم هددهن بالرسوب ان تعاملن معها،  انسابت على وجنتها دمعة حزينة تواسي حالها تحاول ان تستوعب كيف لم تتمكن من رؤية هذه القساوة التي تحاصر قلبه عندما ظلت معه لمدة عام كامل!.

ربما الامر برمته خطئها فهي من اختارت المال فوق اي اعتبارات اخرى،  وها هي تجنى ثمرة طمعها ولكن ما ذنب المسكينة والدتها عندما تراها تدخل الى المنزل في منتصف العام الدراسي، ربما ستموت والدتها من الحسرة،  ووسط دموعها وتساؤلاتها لم تنتبه جميلة الى الخطوات المتسللة اتجاهها الا عندما حاوطها ثلاث شبابٍ لا يبدو اي منهم انه في حالته الطبيعية، كانوا كمن قد تعاطوا مخدرات.

انكمشت جميلة بخوف على نفسها تحتضن حقيبتها بكل قوتها وكأنها تستمد منها القوة والأمن  تحتمي بها،  بينما وقف احدهم امامها يرجع خصلات شعرها البنية الناعمة للخلف ثم لفها حول اصبعه بهدوء وهو يقول بانبهار:
-شعركِ مثل الحرير انه جميلٌ للغاية.

ارتعشت شفاهها لا يمكنها ان تتفوه بكلمة بينما دموعها تنساب بهدوء لا يتناسب مع دقات قلبها السريعة مثل ضربات المطرقة على رأس مسمار بائس،  بينما قال الشاب الثاني بنظرة شهوانية مخيفة:
-دعكَ من شعرها انظر الى مفاتنها وجسدها الذي يشبه الممثلات الفاتنات.

نظرت الى مكتب امن المحطة لكنه بدا فارغ تمامًا فقالت بصوتٍ حاولت ان تبدو به قوية لكنها فشلت وقد صدر ضعيف:
-ان لم تبتعدوا عن طريقي سأتصل بالشرطة في الحال.

هنا تدخل الثالث وهو يضحك بسخرية شديدة بينما صوته كان كالمخمور:
-فلتفعلي ذلك وسنقول لهم انكِ قريبتنا وهربتِ من المنزل فأتينا كي نعيدك، بسيطة.

نظرت له باشمئزاز رغم الموقف الذي لا تحسد عليه وهي تقول بضيق:
-هل تظنون أنني هربت ايها الحمقى؟.

ورغم صدها لهم الا انهم لم يتوقفوا عن التحرش بها حتى ان احدهم تجرأ ومد يديه يمسك معصمها يحاول ان يسحبها خلفه بالقوة، وهنا دفعته بكل قوتها تصرخ به بأعلى صوتٍ لها الذي تردد صداه في المكان الفارغ، فقدت الامل في ان يتم انقاذها من قبل احدهم وعلمت انه هلاكها سيشهده هذا المكان.

امسكت حقيبة يدها تحاول اخراج رذاذ الفلفل ولكن احدهم امسكها عنوة وألقاها ارضًا دون ان يكترث انها مازالت تتمسك بها مما جعلها تسقط ارضًا هي الاخرى.

تأوهت ألمًا عندما شعرت بحركة خاطفة حولها وقد ظهر شخصٌ ضخم من العدم يحول بينها وبين الشبان الثلاث قبل ان يبدأ بكيل اللكمات والضربات وكعادة الذئاب ينفخون صدورهم عندما تكون فريستهم حمل رقيق مثل جميلة،  ويفرون ذيولهم بين ارجلهم ما ان تظهر الاسود

نهضت جميلة تنفض ملابسها  ثم حاولت ان تتوقف عن البكاء تمسح دموعها عندها لاحظت ان الواقف امامها لم يكن الا الرجل الذي قابلها اليوم مرتين مصادفة،  حمحمت بحرج ثم قالت اخيرًا بشكر صادق:
-انا مدينةً لك بالشكر لقد انقذت حياتي.

لم يسألها ما الذي تفعله هنا في وقت مثل هذا،  لم يحاول التطفل حتى بأن يسألها ان كانت بخير فربما حينها ستنفجر باكيةً مرةً اخرى وكم يكره الفتيات كثيرة البكاء،

لكنه فقط تركها وجلس على المقعد الذي كانت تجلس به للتو فتبعته بهدوء تتنفس براحةٍ فلقد انقذها بصمته،  لم يخبرها انه يعلم بالفعل من هي وما فعلته بصديقه اكرم.

لقد عاد من الولايات المتحدة الامريكية للتو بعد ان قام بالدراسة في جامعة هارفرد،  الكثيرون يظنون انه محظوظ لكن هو فقط من يشعر أنه كان في منفى تام،  وكان اول صدماته هو وقوع صديقه اكرم في مشاكل بسبب صديقته السابقة والتي لم تكن الا هذه الفتاة.

في هذه اللحظة كان تفكير جميلة منصب بالكامل في محاولة تذكر متى رأت هذه العيون من قبل، ان ملامحه ليست مألوفة لها لكن هذه العيون رأتها من قبل وربما لهذا لم تتشاجر معه عندما صدمها من قبل

نظر لها بابتسامةٍ وهو يمد يده يصافحها بهدوء:
-بالمناسبة انا ادم.

حمحمت بحرج قبل ان تقول بخفوت هي الاخرى:
-انا شاكرةٌ للغاية انك انقذت حياتي ولكن هذا لا يعني ان نصبح اصدقاء.

رفع حاجبه ينظر لها بالقليل من الاستهزاء قبل ان يشيح بنظره عنها ببعض الضيق الواضح،  لقد فهم الامر هو لا يبدو انه ثري لهذا هي لا تكترث له.

لم يكن مخطئ على اي حال فهي بالفعل ربطت تواجده في محطة قطار بحالته المادية،  هي لا تملك البذخ الكافي لتقع في الحب وها هي فقدت سلاح التعليم وفصلت من الجامعة التي كانت تعتبر انها ستصبح بلا مستقبل ولكن مازال لديها سلاح جمالها الفتاك وهذا احيانًا يكون بلا قيمة كما فعل معها اكرم.

كانت جائعةٌ ومتعبة، فهي منهكة منذ الصباح فوجدت نفسها بلا وعي تغفو نائمة ساقطة على كتفه،  تفاجئ آدم من هذه الحركة حتى انه تخشب جسده للحظات قبل ان يتركها وما هي الا لحظات حتى غفى هو الاخر وقد اراح رأسه فوق رأسها بهدوء وارهاق.

وما حدث في الصباح كان صدمة لا يمكن توقعها حيث ان...

*************

داخل الشقة التي كان اكرم قد استأجرها لجميلة فترة من الزمن ثم طردها منها شر طردة وقف ينظر حوله باشتياق، لن ينكر انه كان لها عاشقا استطاعت ان تأثر قلبه وتفتنه بجمالها الخلاب وروحها المشرقة، ان ابتسمت رفرف لها قلبه وان حزنت غامت الدنيا امامه ولكن لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن كثيرا، عندما اراد ان يتقدم لخطبتها اكتشف والده حينها انها فقيرة فقر شديد، ان كان الامر بيده لقام بتخبئة الامر عن الجميع لكن وصول الامر الى والده جعل من المستحيل ان يتزوجها فلقد اجبره والده على خطبة ابنة عميد الجامعة وترك خلفه جميلة بقلب مكسور وما الذي كان بيده ان يفعله فلقد اقسم والده بأن يحرمه من الميراث ان فكر مجرد تفكير بها 

اراد ان يتفق معها انه بعد فترة عندما تهدأ الامور سيتزوجها في السر ولكنها رفضت تماما ولم تكتفي بذلك بل حاولت الانتقام منه بأن قامت بتلويث سمعته واتهامه في شرفه وانه حاول التحرش بها، كانت غرة لم تعلم حينها مع من كانت تعبث فكان انتقامه منها لا حدود له حيث قام بتحريض العميد وفصلها من الجامعة، اتصل بالجميع يهددهم ان قاموا بمساعدتها سيفصلهم هم ايضا، وجاءت الامور لصالحه عندما زاره صديقه ادم والذي كان يعيش في نفس بلدتها وقرر ان يجعله يد جديدة في تحويل حياتها لجحيم فهو اكثر من يعلم كيف ان هناك فتاة استغلته من قبل وسرقت منه مبلغا كبيرا من المال قبل ان تتركه من اجل اخر

ولكن ها هو الان يشتاق الى جميلة يتمنى عودتها يمني نفسه ان يكون زوجها يوما ما، رجل مثله يستحق ان يمتلك هذه الانوثة المتفجرة والجمال الخلاب.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي