الفصل الثالث

جلست جميلة على مقعدٍ وثير تتمسك بيد والدتها التي خرجت من غرفة العمليات للتو، تضم يدها اليها بقوةٍ بينما الدموع تتلألأ في عسليتيها وهي تبتسم على هلاوس والدتها التي تقولهم بسبب المخدر،
مدت يديها ترجع خصلاتها القطنية للخلف بهدوء، لم تكن والدتها مسنةً الى هذا الحد فقط في الخامسة والستين من عمرها ولكن؛ بسبب ما عانته في حياتها من فقر واهوال جعل عمرها يبدو الضعف.
اعتدلت قليلًا عندما سمعت طرقاتٍ خفيفةٌ على الباب سرعان ما ابتسمت عندما اكتشفت انه ادم هذا الشاب الغريب الذي اقتحم حياتها على حين غرةٍ لا تعرف هل سيكون سبب سعادتها ام شقائها ولكنه حتى الان ملاكها الحارس وهذا يكفي.
ابتسم لها ادم بهدوءٍ وهو يقول بصوتٍ هامس:
-جميلة حان وقت الذهاب الى المنزل.
نظرت للغرفة حولها للحظة فالغرفة اكثر ادمية لوالدتها من منزلهم المتواضع، فقالت بنفس الهمس:
-ألن تبقى والدتي تحت الرعاية لمدة اربعة وعشرون ساعة؟!.
اومأ ادم برأسه يوافقها، وهو يقول بطريقة عملية:
-بالطبع والدتكِ ستبقى هنا لكن انتِ من سيرحل حتى يمكنكِ ان تعدي امورك للقادم.
نظرت له بعدم فهمٍ مما دفعه للسعال حتى ينظف حلقه قبل ان يقول بتأكيد:
-لا اظن ان والدتكِ ستخرج من هذه المشفى لمنزلكم ولكن في القصر تم اعداد غرفةً بالفعل لكِ ولوالدتكِ حتى تتمكنين من رعايتها بينما تعملين في القصر.
ارتبكت جميلة للحظات بالرغم من انها قامت بوعده انها ستعمل في القصر الا انها لا يمكنها الطهو او التنظيف او العناية بطفلِ صغير او حتى شخصٍ كبير فحياتها كلها كانت مكرسة للدراسة حتى تتمكن من دخول كلية الطب كل شيءٍ تطلبه كان متاح، لكنها اجابته بثقةٍ وهي تنهض:
-حسنًا بما انك مصممٌ على العمل في قصر الاقطاعيين فلا مانع لدي ولكن يجب ان تعلم انني كارثةٌ متحركة.
لم يستطع منع نفسه من الابتسام وهو يفكر انها قضت حياتها بالتأكيد في العناية ببشرتها وجسدها حتى اظافر يدها حتى تصبح فاتنة الى هذا الحد، أفسح لها الطريق حتى تسير امامه فقامت بتقبيل جبين والدتها بحب كبير وهي تودعها بصورةٍ مؤقتةٌ ثم سارت للأمام مما جعله يقوم باللحاق بها فهو لديه الكثير من الاسئلة والتي يجب ان يعلم اجابتها منها،
لحظات وكان يدير محرك السيارة التي حضروا بها، كان الصمت مطبق للغاية فهي لم تنطق بحرفٍ منذ ان انطلقوا فقرر ان يفتح مجالًا للحديث ثم بعدها سيعلم كيف تعلم هي بالوحش بينما هو لا فكرة لديه عنه، سعل بخفةٍ ثم قال ناظرًا لها:
-ما رأيكِ ان نذهب لتناول العشاء قبل العودة الى المنزل.
شعر بالقلق لثوانٍ عندما لم يسمع اجابتها، ادرك بعدها انها قد سقطت بالفعل في نومٍ عميق، ابتسم وهو يحرك رأسه بيأس من تصرفاتها كيف تنام في سيارة شخص غريب لمجرد انه ساعدها.
اكتمل القمر في السماء ينير الطريق الترابي الذي يفصل البلدة عن المدينة ولم يعد شخصٌ في الطريق الا الكلاب الضالة التي تطارد ذئبًا ما قد تجرا على دخول البلدة، زفر ادم بقوةٍ وهو يزيد من اضاءة كشافات السيارة يدقق بعينيه عله يرى البلدة وهو يتساءل كيف يمكن لأشخاصٍ في القرن الواحد والعشرون ان يحيوا في ظروف بيئية مثل هذه!.
ابتهل ادم عندما لمح قصر الاقطاعيين الذي تمت انارته بالكامل بينما القرية بها بضعة مصابيح متفرقة يتراقص ضوئها الاصفر فزاد سرعته يتجه صوبها، وعندما وجد تشابه كل المنازل اضطر ان يقوم بإيقاظ جميلة بهدوء.
فتحت جميلة عينيها بفزعٍ تنكمش على نفسها وكأنها رأت شبحًا فحاول ان يقوم بمطمئنتها وهو يقول بهدوءٍ واضعًا يديه امامه:
-لا بأس انا ادم لا تخافي.
لكنها بدت انها لم تسمعه وهي مازالت تنظر حولها بهلع حتى ادركت ما يحدث فشهقت بقوةٍ وكأن انفاسها لشخص تم اسعافه وانقاذه بعد ان فقدت النفس لدقائق، وضعت يدها على قلبها تربت عليه علها تهدّا من نبضاته التي تقرع كالطبول عندما سألها ادم:
-هل انتِ بخير؟ كنت فقط اريدكِ ان تدليني الى منزلك فالمناول هنا متشابهة.
اومأت برأسها انها تفهم ما يعنيه وهي تشير الى اخر الطريق:
-في هذا الممر اتجه شمالًا.
نظر لها للحظةٍ ثم اتجه الى هناك، واخيرًا ا قف السيارة امام المنزل وهو يقول بهدوء:
-احضري اشياءكِ المهمة واتركي الباقي سأرسل احدهم في احضاره بالغد.
حركت رأسها توافقه الكلام ثم ترجلت من السيارة وهي تتجه نحو منزلها، لم تمض ثوانٍ حتى سمع آدم صراخها بالداخل وبدون تفكير ترجل من السيارة يركض ناحية المنزل، اخذ نفسه براحةٍ عندما ادرك انها فقط تقوم بتحية فتاةٍ ما فتراجع وهو يقول بضيق يخاطبها:
-ما هذه الحركات الطفولية بحق السماء يا جميلة؟.
ابتسمت له جميلة وهي تمسك بيد الفتاة تقربها منه للتعارف:
-حسنا ادم هذه هنا صديقتي المقربة، هنا هذا ادم، لا فكرة لدي من هو ولكن اظن انه ربُّ عملي الجديد.
على الرغم من عمل هنا في منزل الاقطاعيين لكنها لم يكن لديها فكرة عن هذا الشخص، لديها الالاف من الاسئلة تحتاج الى اجوبة فورية ولكن لا الوقت ولا الحالة النفسية التي بها جميلة تسمح بها فسألتها بهدوء:
-هل خالتي على ما يرام؟.
اومأت جميلة رأسها بأنه نعم ثم قالت باقتضاب:
-لا وقت للشرح ولكنني الان سأذهب للعيش في منزل الاقطاعيين، انتِ تعملين هناك أليس كذلك؟ لنتحدث غدًا هناك.
اوقفهم ادم وهي يقول بلهجة جادةٍ للغاية:
-حسنًا قبل ان نخرج من هنا هناك سؤالٌ مهم يجب ان اعرف اجابته.
زفرت هنا بضيق غير مفهوم وهي تقول بينما تجز على اسنانها:
-من الواضح انك لست من البلدة، ان تبقى في مكانٍ واحدٍ مع فتاةٍ عزباء سيعرض سمعتها للقيل والقال، لم يكن من المفترض ان تدخل المنزل والان تريد الجلوس والتحدث؟!.
اقترب منها للغاية بينما عيونه تبدو وكأنها ستقدح نارًا وقد ظهرت عروق رقبته بغيظ، فتراجعت هي دون سببٍ معروف ولكنها للحظة شعرت انها ارنبٌ على وشك الافتراس وهو يقول:
-اولًا انا اعرف العادات والتقاليد جيدًا ولهذا لم ادخل الا عندما صرختم فظننت ان هناك خطبًا ما، ثانيًا لم اطلب منكن التسامر فقط سؤال واجبنني عليه هل فهمتن؟.
اقترب جميلة تقف في بينهم علها تمنعه من قتلها فلقد خافت هي الاخرى منه دون ان تعلم لماذا واحتضن صديقتيها وهن يقلن بصوتٍ منخفض:
-نعم فهمنا.
تراجع للخلف يحاول ان يهدئ من روعه وهو يشعر ان الدماء تغلي داخل عروقه وحرارته قد ارتفعت بعض الشيء، وما ان انتظمت انفاسه حتى سألهم بجديةٍ شديدة:
-اذا ما الذي تعرفونه عن الوحش وما هي علاقتك به يا جميلة؟.
فتحت الفتيات افواههن بعدم فهم حتى كاد ان يصل فكهن الى الارض، ظنًا في البداية انها مزحة ولكن نظراته اثبتوا جديته فانفجرت جميلة ضاحكةً تتبعها هنا دون ان تتمكن أيًا منهن على التوقف.
شعر ادم بالإحراج واحتراق شديد في اذنه، مما جعله يسعل ينظف حلقه وهو يقول بصوتٍ متلعثم:
-حسنًا انتِ في المشفى جميلة قلتِ ان هناك وحشٌ فأردت ان افهم ما تقصدينه.
كتمت جميلة ضحكتها بصعوبة بينما اخذت هنا مجرى الحديث:
-حسنًا هناك اسطورةٌ تدور حول منزل الاقطاعيين وهو ان جدكم الاكبر كان يعامل المزارعين بطريقةٍ غير ادمية ويجبرهم على العمل لديهم مقابل القليل من الطعام ومن يتعب او يمرض يتم قتله بدل علاجه، ومن ضمن الذين تم قتلهم رجلٌ كانت زوجته ساحرة تمارس السحر الاسود وقامت بتحويله الى وحش.
مط شفاهه بعدم تصديق وهو يقول بإحباطٍ واضح:
-عمليًا هذا كلامٌ صعب التحقيق فلا يوجد سحرٌ بإمكانه فعل ذلك، كما اظن انها طريقة المزارعين لتشويه سمعة جدي، حتى وان كان حدث هذا لن يظل طوال الوقت على قيد الحياة.
كان يتحدث بثقةٍ وقد خيب الامر ظنه قليلًا ان كانت الاسطورة بهذا القدم اذًا لما اخاه ايهم الذي لم يتعدى الثلاثون على هذه الحالة؟، وان كان يعرف جيدًا من هي جميلة اذًا لما هي لا فكرة لديها عمن يكون؟! ام ان حتى هي كانت تعرفه عندما كان مازال طبيعي.
حمحمت جميلة وهي تقول بجدية:
-انا اصدق بوجود الوحش، فالجميع يسمع صوت عوائِه ليلًا يأتي من ناحية القصر خاصة من الجناح الغربي، بعضنا يظن انه مجرد ذئبٌ شارد، بينما البعض الاخر وانا منهم اظن انه حيوانٌ مفترس تقومون بتربيته داخل القصر وحسب.
ان لم يكن رأى الامر بأمِّ عينيه ربما كان هذا سيكون رأيه هو الاخر فحرك رأسه ينفض افكاره ثم قال بعملية:
-حسنًا انا متعب واريد النوم لنرحل الان وغدًا سنرى ما الذي ستقومين بفعله في القصر.
كتمت هنا ضحكةً ساخرةً وهي تقول بصوتٍ هامس سمعته جميلة:
-كان الله في عونكم حقًا ان ظننتم انها تصلح لأي شيء.
ضربتها جميلة بخفة وهي تشاركها الضحك قبل ان تتجه معه الى الخارج، كانت جميلة جيدةً للغاية في قراءة لغة الجسد وتعلم متى يكون لدى المرء ما يخفيه ام لا وتعلم متى يكذب ومتى يقول الحقيقة، وتعلم ان ادم يخفي شيئًا ما وهام للغاية ايضًا.
لم تكن هذه المرة الاولى لجميلة داخل هذا القصر فلقد اعتادت ان تأتي هنا مع والدتها عندما كانت طفلةً صغيرة، ابتسمت بخفة بالطبع لا تتذكر الدرج المحفور وقد حفر بداخله رسومات طعمت بالنحاس، ولم تتذكر التماثيل اليونانية التي ملئت الحديقة ولكنها تتذكر جيدًا النافورة التي اعتادت اللعب بها في اوقات الصيف الحارة والشجرة التي تقبع في الجانب الغربي والتي اعتادت ان تتسلقها وهي صغيرة للحصول على فاكهتها المميزة والتي لا تتذكر نوعها حقًا.
شعورٌ بالحنين اجتاحها وهي تنظر بطرف عينيها للخارج، كانت اكثر لحظاتها امانًا تعلم ان بطش والدها لم يكن محتمل الحدوث هنا، اخرجها من شرودها صوت ادم يخبرها انهم وصلوا اخيرًا فابتسمت وهي ترى نفسها امام باب القصر الرئيسية فابتلعت ريقها بصعوبةٍ تعلم ان الخدم ممنوعٌ لهم الدخول من هنا ولكن ادم حثها على الاسراع.
كانت في استقبالهم رئيسة الخدم والتي صارت اكبر سنًا وانحنى ظهرها قليلًا وارتدت نظارة سميكة الا انها مازالت على صرامتها ورونقها المعتاد، وقفت تستعد لطلب ادم الذي قال بهدوء:
-الانسة جميلة ستمكث هنا مع والدتها، قومي بتحضير غرفة لها ومن الغد هي تحت امركِ.
بللت جميلة شفاهها، ثم فشلت في رسم ابتسامة على مبسمها فاكتفت بالنظر لها بصمتٍ بينما قالت الانسة (عفت) بهدوء:
-اتبعيني من فضلك.
عدلت جميلة الحقيبة التي على ظهرها تتمسك بها بقوةٍ وهي تنظر الى غرف القصر التي تم تغير تصميمها على مدار السنوات، لم تعد تمتاز بالطابع المظلم حيث الاساس الضخم الذي يدل على فخامة وذوق خاص، بل صار اكثر عصرية ولمسة بسيطة رغم رفاهيته.
وصلن اخيرًا الى ممرٍ به اربع ابواب ساروا حتى الباب الاخير فقامت الانسة عفت بفتح الباب بهدوءٍ وهي تقول بأدب:
-من الان ستكون هذه هي غرفتكِ، سأقوم بإيقاظكِ في تمام الساعة الخامسة صباحًا ارجو ان تكوني مستعدة.
علت نظرات الاستنكار وجه جميلة فهذا يعني فقط ان تنام اقل من خمس ساعات لكنها اجبرت نفسها على الابتسام وهي تقول بهدوءٍ واحترام:
-سأكون على اتم استعدادٍ ان شاء الله.
وقبل ان تغادر السيدة عفت ترددت للحظة قبل ان تلتفت الى جميلة مرةً اخرى وهي تربت على كتفها:
-سمعت ان حليمة والدتكِ قد اجرت عمليةً جراحيةً اليوم هل هي بخير؟.
هنا ابتسمت جميلة بهدوءٍ من قلبها وهي تطمئنها عليها، وخصوصًا عندما قدمت السيدة عفت خدماتها قبل ان تنصرف.
تطلعت جميلة الى الغرفة بإعجاب كبير فلقد كانت غرفة للضيوف اكثر منها غرفة للخدم حيث انها لم تكن ضيقة بها سريرين وخزينة ملابس من ثلاث رفوف،
اتجهت اليها وهي تقوم بفتحها تضع بداخلها حقيبتها بعد ان اخرجت منها ملابس بيتيةٍ مريحةٍ من سروالٍ قصير وبلوزة بدون اكمام، تنهدت قبل ان تتجه الى مرآة الزينة حيث تفاجئت بمستحضرات العناية بالبشرة والعناية الشخصية الكاملة مما جعلها تبتسم بسعادةٍ كبيرة.
جلست جميلة على المقعد الصغير تنظر الى وجهها في المرآة وهي تفكر ان غرفتها هنا افضل بكثير من الشقة التي كان يؤجرها اكرم لها، ربما كان نصيبها ان تنفصل عن اكرم حتى تقابل شخصًا مثل ادم فهو يملك كل المواصفات التي تتمناها اي امرأة وسيم، فاحش الثراء والاهم من ذلك طبيبٌ ويملك مشفاه الخاصة وان تزوجته ربما تكون مديرتها يومًا ما.
نهضت تتجه الى الفراش الذي كان مزيجًا من اللونين الوردي والفيروزي يتناسق مع ورق الحائط الابيض وبه خطوط وردية مع فيروزي وزهور صغيرة مثلها لتبتسم براحةٍ وهي تنام على الفراش المريح تغمض عينيها بتعب.
صعد ادم الى غرفته يشعر بإنهاكٍ شديد فهو لم ينم منذ اكثر من ثلاث ايام، هو معتاد على حالات الارق هذه منذ ان كان طفلًا يظل مستيقظ فترةً طويلةً خائفًا من شيء ما ثم ينهك جسده فيسقط مغشيًا عليه ينام بعدها بالساعات.
اخذ ادم حمامًا سريعًا ثم اتجه الى الفراش وهو يحيط خصره بالمنشفة وما ان جلس على الفراش حتى سقط في السبات الذي اعتاد عليه، ووسط حالة من الوعي والنوم بدأ الكابوس الذي راوده طوال حياته يتشكل امامه مرةً اخرى حيث كان عيد ميلاد أخاه أيهم السادس عشر بينما هو كان ذو عشر اعوام، مقتطفات فقط استحضرت امامه مفاتيح سيارة من احدث طراز تخص أيهم ولكن هو من اخذها وهذا اثار حفيظة شقيقه ليتحول امام ناظره الى وحش كاسر ويحاول الهجوم عليه لولا تدخل والده والذي لم يبدو انه مصدوم مثل الجميع، ولكن هذه المرة الحلم تغير فهناك صوت زمجرةٌ قريبةً منه للغاية وصوت انفاس عالية.
فتح ادم عينيه وهو بين النوم واليقظة ليعتدل مسرعًا بينما الوحش ينحني امامه يحدق به بتمعن، مرت ثوانٍ حتى استوعب انه الوحش فاعتدل بسرعة، يحاول ان يهدأ من نبضات قلبه المرتفعة، قبل ان يقول بعصبية:
-ما الذي تفعله هنا ظننت انه ممنوع لك الخروج من الجناح الغربي.
اجابه الوحش بصوت أجش خشن وبارد:
-انا من يرفض الخروج، اخبرني هل احضرتها؟.
فرك ادم وجهه يحاول ان يفيق قليلًا وهو يقول بصوت غلبه النعاس:
-نعم احضرتها، ولكنك لم تخبرني كيف تعرفها؟.
حك الوحش فروته بحيرة قبل ان يجيب ادم ببساطة:
-لا يوجد لدي ادنى فكرةٍ من هي ولكن اعجبتني تصرفاتها.
انهى كلماته ورحل كما أتى بخفة يحسد عليها بينما شعر ادم بإحباط كان يظن ان السر سيكون اكبر من ذلك ولكنه حرك رأسه بلا مبالاة قبل ان يغض في النوم مرة اخرى.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي