الفصل الثاني

الفصل الثاني

كانا آدم وديفيد يركضون عبر الغابة في طريق عودتهم للقطيع حيث تنتظرهم تلك الفتاة التي أحضرها الرجال .... كان آدم يركض وبداخله ينمو ذلك الأمل بأن تلك اللعنة شارفت على الانتهاء ليستمع لصوت سنو بينما هي تردد بلطف ورقة

سنو: لا تقلق آدم كل شيء سوف يكون على ما يرام

بعد 20 دقيقه من الركض يصلان إلى المنزل الخاص بالقطيع ثم يدلفا إلى إحدى الغرف حيث قاما بالتحول لهيئتهم البشرية مرة أخرى وارتداء ثيابهم ليخطو آدم بخطوات سريعة تجاه المكتب حيث توجد تلك الفتاة وبداخله تتخبط العديد من المشاعر كالخوف والقلق مما سوف يحدث في الأيام المقبلة ليدلف إلى المكتب بينما خلفه ديفيد ليتقدم عدة خطوات ثم يقف أمام تلك الفتاة الجالسة على ذلك المقعد ليتفحصها بعينيه يجدها فتاة ذو أعين خضراء اللون وشعر بني مموج وبشرة قمحية مائلة للبياض ذات ملامح طفولية بريئة .... لتنهض تلك الفتاة التي تدعي ماري من مقعدها تقف أمام آدم وقد تشكلت على ملامحها الطفولية تلك علامات الغضب لتتحدث بينما تنظر لآدم بذلك الوجه

ماري: من أنت وما الذي أفعله أنا هنا وأيضا لماذا قام رجالك بإحضاري إلى هنا بتلك الطريقة ؟!!

كانت تتحدث بينما ديفيد يتفحصها بعناية ويستنشق تلك الرائحة الحلوة التي غزت أنفه منذ أن دلف لتلك الغرفة بينما قلبه أخذت نبضاته في التسارع ليستمع إلى صوت مايكل وهو يردد بسعادة " رفيقة ... لقد وجدت رفيقتي وجدتها " ليتواصل معه ديفيد عبر الرابط بأعين جاحظة بصدمة " هل تمزح معي مايكل ... هل تلك الفتاة هي رفيقتنا حقا " ليرد عليه مايكل بسعادة " أجل ... إنها هي هيا لنذهب إليها ونتحدث معها " ديفيد بجدية " ليس الآن مايكل ليتحدث معها آدم أولا ويخبرها بما نريد " نهى التواصل مع مايكل لينظر إلى آدم الذي بدأ الحديث مع ماري ....
آدم هو ينظر لماري ببرود وجدية قد اعتاد عليها الجميع منه فهو معروف بهذا

آدم: اهدأي واجلسي دعينا نتحدث

ظلت ماري واقفه تنظر له بتحدي وغضب ليزفر الهواء بحنق ثم يجلس على المقعد المقابل لمقعدها الذي كانت تجلس عليه لينظر إليها بصمت لتستسلم ثم تجلس بحنق غضب ليبدأ بالحديث

آدم: ماري ... أنا أعلم هويتك الحقيقية التي تخفينها عن الجميع
لترد عليه ماري وقد تمكن منها التوتر الذي بدا واضحا على ملامحها وصوتها فهي لم تكن تتوقع أن هناك أحد يعلم شيء عن هويتها

ماري: ما الذي تعنيه بحديثك هذا أنا لا أفهم شيء

كان آدم ينظر إليها وهناك شبه ابتسامه جانبيه قد ارتسمت على شفتيه ليتحدث مرة أخرى مخبرا إياها

آدم: ماري .... الساحرة الوحيدة المتبقية من سلالة تلك الساحرة التي قامت بإلقاء تلك اللعنة ... تقومين بإخفاء هويتك خوفا من أن يقوم أحد بإجبارك على استغلال تلك الهبة القوية التي لديك لذلك قمت بتغيير هويتك واسمك وكل شيء خاص بك يدل على انتمائك لتلك السلالة

كانت تستمع إليه بأعين متسعة لا تصدق أن هناك شخص ما يعلم عنها هذا الكم من المعلومات التي قامت بإخفائها بعناية وحرص لتتأكد أن الرجل الذي أمامها ليس سهل البتة وبالطبع مادام يملك تلك المعلومات فهو بحاجة إليها كي تقوم بأمر ما .... لتبتسم بجانبية و تظهر منها شخصية مختلفة غير تلك البريئة الطفولية التي كان يعرفها بها الآخرون لكنها كانت تخفي ورائها نلك الشخصية الجادة والشرسة لمثل تلك المواقف التي تشابه الموقف الذي تمر به الان لتبدأ بالحديث

ماري: أخبرني ... ما الذي تريده مني ؟!

آدم بجدية وهو ينظر إليها: هل تعلمين من أنا ؟ .... أو أين أنت الآن ؟

كانت ماري بالفعل لا تعلم شيء لتعقد حاجبيها وهي تنظر إليه مستفهمة ليفهم آدم تلك النظرات التي توجهها له ليخبرها

آدم: أنا آدم ألفا قطيع القمر الدموي ... وأنت الآن بمنزل القطيع
ماري بأعين جاحظة من الصدمة وبنبرة غير مصدقة ما تفوه به الآن فهذا شيء لا تريد حدوثه البتة أن تتواجد مع آدم وفي قطيعه أيضا

ماري: يا إلهي أنت هو آدم ابن الألفا جورج ... أنت هو الألفا المصاب بتلك اللعنة

ليرد عليها آدم بجدية وهو عاقد حاجبية فهذا اللقب لا يحب أن يسمعه كثيرا فو ظل ملازمه منذ أن تحول أول مرة

آدم: أجل ... أنا هو

ماري وهي تنهض من مقعدها ثم تتخذ خطوات حذرة للخلف بينما تردد في خوف

ماري: أنت تعلم جيدا ألفا أنني ليس لي شأن بما حدث في الماضي ... فتلك الساحرة التي من سلفي قامت بإلقاء اللعنة منذ زمن بعيد قبل حتى أن يولد أبواي ... والآن هناك معاهدة سلام بين السحرة والمستذئبين أليس كذلك ؟

كان ديفيد يقرأ علامات الخوف والتوتر البادية على وجهها ليهيج ذئبه مايكل بداخله وهو يرى كيف هي خائفة ليردد مايكل " ديفيد ... رفيقتي خائفة دعنا نطمئنها أنا أرجوك ... دعنا نكون بجوارها كي نخفف توترها وخوفها " كان ديفيد يشعر بما يشعر به مايكل أيضا ليتقدم بخطوات هادئة تجاه ماري ليقف بجوارها وهو يخبرها بابتسامة دافئة بينما ينظر إليها بأعين يظهر بهما الحنان واللطف

ديفيد: لا تقلقي ماري نحن لا نريد أذيتك ... نحن بحاجة لمساعدتك

نظرت ماري إلى ديفيد لتجده يبتسم إليها بلطف بينما عينيه جذبتها بلونهما العسلي هذا ولا تعلم كيف لكن ما إن نظرت إليه شعرت بطمأنينة ودفئ أنساها الشعور بالخوف ... ليعقد آدم حاجبيه مستغربا هذا الوضع لتتواصل سنو مع مايكل متسائلة

سنو: مايكل ... ما الذي يحدث هنا ؟

ليخبرها مايكل بسعادة بالغة: رفيقتي ... ماري هي رفيقتي

وبدون شعور منه و قد فقد السيطرة على نفسه استنكر آدم هذا مندهشا لكن بصراخ داخلي يصل فقط لمايكل وسنو

آدم: ماذا رفيقة ماذا مايكل ... كيف هذا

صمت آدم بعد أن تحدث إليه مايكل بألا يتحدث أكثر الآن ... ليصمت آدم بينما ينظر لماري التي تحدثت وهي تزفر الهواء بعد أن أدركت أنها لن تستطيع الخروج من هنا إلا بعد مساعدتها لهم وأيضا هي ل تعلم لماذا حديث ذلك الرجل جعلها تشعر بالأمان والدفيء

ماري: ما الذي تحتاجون مساعدتي فيه سيد ....

ليرد عليها ديفيد وذات الابتسامة مرسومة على وجهه

ديفيد: ديفيد ... البيتا ديفيد .... وكيف تساعديني هذا ما سوف يخبرك به ألفا آدم ... لكن اهدأي أولا

عادت ماري لتجلس على ذلك المقعد مرة أخرى تنظر لآدم تنتظر منه أن يتحدث بينما داخلها تشعر بالقلق مما سوف يطلبه منها آدم لتجده عاود الجلوس على مقعده بينما ديفيد يقف بجواره ليبدأ آدم بالحديث

آدم: أنت تعلمين جيدا ماهية اللعنة التي أطلقتها تلك الساحرة ... ولكن ما لا يعلمه أحد و متواجد فقط في إحدى الكتب الخاصة بالساحرات التي من سلالتك أنه يمكننا إبطال تلك اللعنة للأبد لكن يجب أن تكون الساحرة التي سوف تفعل ذلك من سلالة الساحرة التي ألقت التعويذة

كانت ماري تعلم تلك المعلومات جيدا ... تعلم قيمة نفسها جيدا بالنسبة لذلك العالم المختلف عن عالم البشر فسلالتها كانت تتميز بأنها تمتلك أقوى السحرة على مر القرون ... فساحرات سلالتها يمتزن بقوة موهبتهن وأيضا بأنهم يمتلكون إلهام قوي لإلقاء التعويذات واللعنات أيضا ... والجميع يعلم جيدا أن تلك التعويذات واللعنات لا يستطيع أحد كسرها سوى ساحرة من تلك السلالة ولأن سلالتها كانت في حالة حرب مع المستذئبين وغيرهم من المخلوقات الأخرى في هذا العالم قبل معاهدة السلام تلك قد قاموا بإلقاء الكثير من تلك اللعنات على أعدائهم ... و لأنها الساحرة الوحيدة المتبقية من تلك السلالة كانت خائفة للغاية مما سوف يحدث لها عندما يعلمون هويتها لذلك عملت على إخفاء نفسها جيدا ... لتنظر ماري إلى آدم ثم ديفيد لتزفر الهواء بقوة لتخبرهم

ماري: سوف أساعدكم ولكن ما لا تعلموه أنه يجب أن تكون الفتاة المتواجد بجسدها الذئب الخاص بك متواجدة أثناء القيام بكسر اللعنة ... وأيضا أنا لا أملك ذلك الكتاب الذي يحتوي على طريقة كسر التعويذة للأبد
ليرد آدم عليها: لا تقلقي لقد حصلت بالفعل على هذا الكتاب ... لكن المشكلة الحقيقية أنني لا أعلم من تكون تلك الفتاة أو أين هي ... لا أعلم أي شيء عنها

كان آدم يتحدث بحزن وأسى فهو لو علم مكانها سوف يحصل على ذئبه ويحصل أيضا على رفيقته ... هو بالطبع يحب سنو وقد تأقلم على هذا الوضع لكن هناك جزء منه يشعر دائما بالنقص بسبب عدم وجود ذئبه معه ليستمع لصوت سنو تردد بحزن " أنا أعلم ما تشعر به آدم لأنني أيضا أشعر بذلك "

لاحظ ديفيد وماري الحزن الذي أصاب آدم ليقوم ديفيد بالتربيت على كتف آدم بلطف لينظر إليه آدم ليجده يبتسم له بينما يخبره

ديفيد: سوف نجدها ... أعدك بذلك

لا تعلم ماري لما أصبحت تشعر بأن آدم رجل جيد ولن يؤذيها لتتخذ قرارها بأنها سوف تساعده مهما حدث لتبتسم بينما تخبره

ماري مبتسمه: لا تقلق ألفا ... أنا سوف أجد حلا كي أساعدك على إيجادها

مرت عدة دقائق ليستمعوا لطرقات على الباب يليها دخول أحد الرجال المحاربين المخصصين لحراسة القطيع ليخبر آدم

الرجل: ألفا ... أخبرنا المراقبون أن ألفا قطيع الذئاب البيضاء في طريقه إلينا

انتهى الرجل من الحديث ليخرج ليتحدث آدم إلى ماري بلطف

آدم: ماري ... أنت سوف تبقين هنا حتى ننتهي من هذا الأمر ... سوف تصحبك السيدة سارة مدبرة المنزل لأحدى الغرف المتواجدة هنا وسوف نتحدث سوية مرة أخرى لنرى ما الذي يمكننا فعله

أنهى حديثه معها ليتحدث مع سارة عبر الرابط لتأتي وتصحب ماري ... كانت سارة رئيسة العاملين بمنزل القطيع ... كانت أوميجا في ال 43 من عمرها

بعد أن رحلت ماري مع سارة بقى آدم وديفيد بمفردهما ليتحدث ديفيد

ديفيد: ما الذي جلب ستيفان إلينا ؟!!

ليرد عليه آدم بضيق: لا أعلم كما إنني لا أعلم كيف سوف أتحمل حضوره الكريه هذا وأنا متأكد أنه سوف يبدأ التحدث عن لعنتي تلك ويتساءل ما الذي سوف أفعله لأنتهي منها

ليتحدث ديفيد:أجل فالجميع يعلم أنه يغار منك ويحقد عليك ... لكن لا تهتم له

نهض آدم من مقعده ليقف أمام النافذة حيث ينظر مرة أخرى للحديقة التي يلهو بها الجراء بينما يتحدث لديفيد

آدم: قم بزيادة الرجال الذين يحرسون القطيع والحدود حتى رحيل ستيفان وأيضا حذر الجميع بألا ينساقوا وراء استفزاز رجاله لهم فهم مثله

ديفيد وهو يخطوا للخارج كي يقوم بتنفيذ أوامر آدم
ديفيد: حسنا ألفا ... لا تقلق لن يحدث شيء
لكن قبل أن يخطو للخارج أوقفه آدم وهو يخبره بجدية

آدم:ديفيد ... لدينا حديث طويل عن ماري سوف نقوم به بعد رحيل ستيفان

أنهى حديثه ليرحل ديفيد وهو يبتسم له ليبقى هو أمام النافذة ينظر لأفراد القطيع الذين يقومون ببعض الأعمال في الحديقة بينما الجراء الصغيرة تلهو حولهم ... كان ينظر لهؤلاء الجراء و هو يمني نفسه بأنه يوما ما سوف يصبح أبا ولديه العديد من الجراء أيضا ... ليستمع لصوت سنو و هي تخبره " سوف يحدث و أنا من سوف تكون والدتهم آدم ... بينما والدهم سوف يكون هذا الذئب المجهول الذي لا نعلم عنه شيء " ليتحدث آدم بصوت منخفض هامس " أتمنى ذلك سنو ... أتمنى ذلك حقا "



في منزل جسيكا كان بيتر مع زوجته ألينا في غرفتهما يتحدثان وهما ينتابهما القلق والذعر ليتحدث بيتر
بيتر: يبدو أن جسيكا يحدث معها شيئا ألينا ... كما لو أن ما بداخلها يقاوم ويريد الخروج للعالم

لترد عليه ألينا بتوتر: أجل ... هذا صحيح بيتر ولكن ما الذي سوف نفعله إن حدث ما نخشاه

بيتر وهو ينهض ليجول الغرفة مجيئا وذهابا بقلق وخوف مما قد يحدث في المستقبل

بيتر:لا أعلم ألينا ... هذا سوف يكون خطير جدا

كان يتحدثان ولا يعلما أن هناك من يستمع إليهما ليجدا جسيكا تفتح الباب بينما تدخل الغرفة تنظر إليهم بأعين دامعه لتتحدث ببكاء

جسيكا ببكاء: أنتم تعلمون كل شيء ... تعلمون بما يحدث لي ... أخبروني بما يحدث لقد قاربت على الجنون ... أخبروني أرجوكم

كانت تتحدث بانهيار ولم تشعر بتغير لون عينها اليسرى للون الذهبي اللامع ليصاب كلا من بيتر وألينا بالصدمة ولتزداد صدمتهما أكثر وهما يستمعا لهذا الصوت الذكوري الصادر من ابنتهما يخبرهما " هيا اخبراها بالحقيقة كاملة التي تخفونها عنها ... أخبراها بحقيقتكما و من تكونا ... أخبراها عن هويتها الحقيقية " كانت جسيكا لا تصدق ما يحدث و أيضا لا تفهم ولا تعي شيء فهي لا تعلم ما الذي يحدث وأيضا لا تعلم ما يتحدث عنه هذا الصوت الذي اختفى بعد أن تحدث هكذا بينما تركها مصدومة لا تعلم شيء لتجد نفسها تبكي وهي تتحدث

جسيكا بانهيار: أبي أخبرني ما الذي يحدث هنا أرجوك أخبرني

أنهت حديثها لتسقط أرضا وقد أغشي عليها
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي