الفصل الرابع

الفصل الرابع




كانا آدم وستيفان لا يستطيعا التحرك كأنهما قد شلت حركتهما لكن وبالرغم من ذلك استطاعا النظر لتلك الواقفة تحرك شفتيها بكلمات غير مسموعة بينما يدها اليمنى ممدودة للأمام حيث كفها قد اتخذ وضعية توحي بحركة محددة للساحرات.. أجل إنها ماري ... حيث أنها منذ قليل كانت في غرفتها التي أصطحبتها سارة إليها ومن حسن حظها أنها كانت تطل على الحديقة ... لتستمع لصوات العراك الذي نشب بين سنو وكوبر لتخطو بخطوات سريعة تجاه الشرفة لترى ما يحدث ولم تشعر بنفسها إلا وهي تركض لخارج الغرفة وتهبط الدرج تتجه حيث الحديقة لتقوم بإلقاء تعويذة أجبرت الذئبين للتحول إلى هيئتهما البشرية وها هي الآن تقف تعمل على منع حركتهما ....

كان ديفيد يقف مشدوها مما حدث ينظر لماري وقد توهجت خصلات شعرها البنية لتزداد بريقا وجمالا وعينيها الخضراوان أصبحا أكثر خضرة ... لينظر إلى آدم ليجد عينيه قاتمة بسبب الغضب مما جعل قلقه يزداد على ماري بسبب غضب آدم إن استمرت فيما تفعله أكثر ليتجه نحوها بخطوات سريعة ثم يطوقها من الخلف ....

ديفيد بهدوء: ماري.. توقفي عما تفعلينه الآن..

كأنه لا يتحدث شيء فماري مستمرة بشل حركة آدم وستيفان والأثنان غاضبان للغاية مما تفعله هي وهنا ظهر مايكل في ذهن ديفيد يحدثه

مايكل: ديفيد.. يجب أن تتوقف ماري قبل أن ينالها غضب آدم.. يجب أن نجعلها تتوقف

كلمات مايكل شجعت ديفيد أكثر ليستدير كي يواجه ماري التي كانت يدها ثابته على وضعها ليرفع ديفيد يده ليلتقط كفها بين كفيه ويضغط عليه مما جعل يدها تهبط للأسفل وعينيها التي آدم وستيفان تنظر إليه بصمت لدقيقتين كأنها كانت في عالم آخر و ها هي عادت لأرض الواقع لتقوم بهز رأسها و قد عادت خصلاتها و عينيها لطبيعتها مرة أخرى ... وفي هذه الأثناء استطاعا آدم و ستيفان الحركة مرة أخرى و هنا قد نهض ستيفان ومعه آدم ليجدا المحاربون قد أحضروا لهما الثياب كي يرتدوها وما إن فعلوا حتى ركض ستيفان تجاه ماري بغضب ناويا على قتلها إلا أنه قد وجد ديفيد يقف أمامه يحول بينه بين ماري التي كانت تقف بثبات وبرود تحسد عليه ...

ستيفان بغضب: بيتا ديفيد ... تنحى جانبا سوف أقتل تلك الساحرة

ديفيد ببرود: لن أتنحى ولن أسمح لك بذلك

ستيفان بغضب: أنت ماذا تقول ... هل تقوم بحماية تلك الساحرة؟!! ولماذا أيضا هناك ساحرة بقطيعكم؟!!!

كان آدم يقف بصمت يراقب ما يحدث إلى أن قام ستيفان بإلقاء هذا التساؤل بوجه ديفيد مما جعله يتجه بخطوات ثابته تجاههم وهو ينظر حوله ليجد أن الجميع ينظر في صمت بانتظار الإجابة على هذا السؤال ليصد صوته بعد أن وقف بجوار ديفيد

آدم ببرود: ماري تكون رفيقة ديفيد ... وتمكث معنا هنا في منزل القطيع منذ أمس حيث وجدها ديفيد جريحة في الغابة نتيجة لمطاردة إحدى الحيوانات الضارية لها مما جعله يجلبها إلى هنا ...

كانت ماري تستمع لما يقوله بفاه كاد أن يصل للأرض من شدة اتساعه وهي ترى أيضا عينان ديفيد وهي تنظر إليها بسعادة وحب عندما ذكر آدم انها رفيقته لتخرج الكلمات من فمها دون وعي منها ...

ماري بصدمة: من رفيقة من؟!! هل أنا رفيقة ديفيد؟!!!

ستيفان بحاجب مرفوع للأعلى: يبدو أنها لم تعلم بعد أنك رفيقها ديفيد

ديفيد بابتسامة: لقد كانت ترتاح بغرفتها ولم يسعني اخبارها بعد

تحرك آدم عدة خطوات ليقف بجوار ماري ليميل على أذنها بهمس منخفض

آدم: سوف تفهمين كل شيء فيما بعد ... لكن الآن لا تتفوهي بحرف

أنهى آدم حديثه ليشعر بشيء يرتطم بقدمه لينظر إلى الأسفل يجده الجرو الصغير الذي كان سببا فيما حدث منذ قليل ... لقد كان جروا لأنثى ذئب فرائها باللون البني وهو يعرفها جيدا أنها الصغيرة جيني لينحني يحملها بلطف وهو يبتسم لها ويضعها بين ذراعيه ليقوم بمداعبة فرائها بحب ورقه .... فجيني في الثانية من عمرها ويتبقى عام كامل على التحول لهيئتها البشرية وهي معروفة في القطيع بأكمله بأنها كتلة من النشاط والحركة والجميع يحبها هنا ويتعامل معها بلطف نظرا لأنها يتيمة حيث توفيت والدتها أثناء عملية ولادتها وعند حدوث ذلك لم يستطع والدها تحمل الأمر بعد موت رفيقته فترك القطيع ورحل حتى أنه ترك ابنته ولا يعلم أحد عنه شيء لذلك جيني هي ابنة جميع من بالقطيع وهي أيضا تقضي معظم الوقت مع آدم وسارة مدبرة منزل القطيع ....

آدم بابتسامه وهو يداعب فراء جيني بلطف وحنان

آدم: جيني.. أيتها الصغيرة ألا تتعلمي الهدوء ولو قليلا

كانت جيني تنظر لآدم بأعين ناعسة وقد صدر منها تثاؤب صغير وهي تدفن وجهها بصدر آدم مما جعله يطلق ضحكة خافتة وهذا ما فعله الجميع أيضا ومن ضمنهم ستيفان الذي أتخذ خطوات حذرة تجاه آدم ليقوم بتمسيد فراء جيني بحذر لكن ما إن لمست أنامله فرائها حتى فزعت مما جعله يتراجع خطوتان للخلف

ستيفان : أنا أعتذر .. لم أكن أقصد أن أقسو عليك جيني

آدم بابتسامه باردة : حسنا ستيفان لم يحدث شيء

ثم وجه الحديث لسارة التي كانت تقف على مقربة منه

سارة .. لقد حان موعد نوم جيني اصطحابيها الليلة لغرفتي كي تنام

ما إن سمعت جيني بأنها سوف تنام تلك الليلة في غرفة آدم حتى أخذت تتحرك بسعادة بين كفي آدم وقامت بلعق وجهه عدة مرات كتعبير عن شكرها له ليقهقه آدم على فعلتها تلك ..

كانت سنو أثناء ذلك تفكر بشيء ما حيث عندما ظهر كوبر ذئب ستيفان شعرت وكأن هناك شيء يقيدها أو يمنعها من مهاجمته لكنها قاومت هذا الشعور بسهولة و قامت بالهجوم عليه لكن لماذا شعرت هكذا؟!!! وأيضا كوبر يشبهها كثيرا في الشكل والهيئة لتجحظ عينيها عندما توصلت لنتيجة ما لتتحدث مع آدم خلال الرابط

سنو بتوتر : آدم .. يجب أن نتحدث أنا وأنت ضروري بمفردنا

آدم بقلق من توتر سنو هكذا: ماذا هناك سنو ؟!! لماذا أنت قلقة هكذا ؟!!

سنو: هناك شيء توصلت إليه و يجب أن أخبرك به لكن يجب أن نكون بمفردنا

آدم: حسنا أصبري حتى يرحل ستيفان

انهى التواصل مع سنو ليجد ستيفان يتحدث إلى ماري الواقفة بجوار ديفيد وهو ينظر إليها بريبة وشك ليتجه إليهما بينما هو يستمع إلى ما يتحدثون بشأنه

ستيفان: من أي سلالة ساحرات أنت ماري ؟!!

ماري و قد استطاعت أن تسيطر على توترها

ماري: لا أعلم .. لقد نشأت في دار للأيتام ولا أعرف عن والداي شيئا

ستيفان و هو عاقد حاجبيه: إذا كنت هكذا فعلا كيف تعرفت على موهبتك وقدرتك السحرية؟!

ماري ببرود : هل هذا تحقيق ألفا ستيفان أم ماذا ؟!

ستيفان بجدية: لا إنها مجرد دردشة بسيطة للتعرف إليك

كان ديفيد يقف بصمت وهو يستمع لهذا الحوار لكنه عندما شعر بعدم راحة ماري في هذا الحوار قرر إنهاؤه

ديفيد بجدية: ألفا ستيفان ..إن ماري لازالت متعبة وهي أيضا يجب أن ترتاح .. لذلك عن إذنك سوف أصطحبها لغرفتها

ستيفان: بالطبع بيتا ديفيد وأيضا حمدا لله على سلامتك ماري

ماري بابتسامة باردة: شكرا لك....

أنهت حديثها لترحل مع ديفيد تجاه منزل القطيع ليظل آدم مع ستيفان الذي ينظر في إثرهما بشرود وتركيز ليتفاجأ آدم بحديث ستيفان

ستيفان بجدية: إنك تعمل على كسر اللعنة آدم .. أليس كذلك ؟!!

لم يصدم آدم من معرفة ستيفان بالأمر فهو يعلم جيدا أن ستيفان ليس سهلا ومع معرفته بوجود ماري في منزل القطيع سوف يستنتج انها هنا لكسر اللعنة لذلك فضل الصمت وعدم الرد عليه ...

ستيفان ببرود وسخرية : هذا جيد ... و سوف يكون رائعا أن تتعرف على ذئبك وأيضا رفيقتك أخيرا حتى عندما اتقاتل معك أتقاتل مع ذئب ذكر وليس أنثى ذئب أتساهل معها حتى لا أؤذيها

هنا وقد طفح الكيل بسنو التي كانت تهم بالسيطرة على جسد آدم مرة أخرى والهجوم على هذا المستفز لتجد آدم ينهها بشدة من خلال الرابط الذي بينهما وأيضا يخبرها بأن تهدأ وأيضا لا تنساق بانفعال وراء كلمات ستيفان ... لتسيطر على نفسها بالفعل لكن غضبها لازال متأججا

آدم بابتسامة مستفزة: تلك الأنثى الذئب لها اسم ستيفان .. تدعى سنو ولا تنسا أنها ألفا أي انها بنفس رتبتك وأنك منذ قليل كنت مستلقي على الأرض بين مخالبها لا تستطيع فعل شيء (ليكمل بنبرة ساخرة مستهزئة) ألفا ... والآن لندع المحاربين يرشدونك إلى الملحق الخاص بالضيوف ....

أنهى حديثه ورحل بخطوات تجاه منزل القطيع ليتواصل مع ديفيد ويخبره بأن يهبط للأسفل ويحرص بوضع حراسة مشددة على الملحق الخاص بالضيوف مع عدم السماح لستيفان أو رجاله بالخروج منه أو التجول في أراضي القطيع ...كان أنهى هذا الحديث من خلال الرابط وهو قد دلف لغرفته بالفعل ليجد جيني قد توسطت فراشه بحجمها الصغير اللطيف وقد تكورت حول نفسها ثم ذهبت في سبات عميق لتكون كتلة من اللطافة ... ليسمع صوت سنو وهي تحدثه

سنو بلطف: شكرا لك آدم ..

آدم مستغربا: لماذا تقومين بشكري سنو ؟!!

سنو: لأنك قمت بالدفاع عني أمام ستيفان

آدم مبتسما: حتى لو لم تكوني الذئب الخاص بي سنو فأنت رفيقتي في الدرب وأنت هي الذئب الذي نشأت معه لذلك لن أسمح بأن يصيبك مكروه أو يقوم أحد بالسخرية منك مهما كان ...

سنو بمكر: لا تنسى أيضا إنني الذئب الخاص برفيقتك عزيزي

آدم مبتسما: أجل .. هذا صحيح .. والان أخبريني بما كنت تريدين التحدث به

أخذت سنو تخبره بشكوكها ليظل صامتا لفترة وهو يحاول استيعاب ما تفوهت به سنو لكن لا يستطيع فإن كان هذا صحيحا سوف يتسبب في الكثير من المشاكل ...

سنو بجدية: لماذا أنت صامت هكذا آدم ... أعلم أن كان هذا صحيحا سوف تحدث الكثير من المشكلات والمصاعب

آدم وهو عاقد حاجبيه: لا تقلقي .. سوف نواجه كل شيء سوية سنو ...

سنو بلطف: أعلم هذا آدم .. أعلم هذا

لينتهي الحوار بينهما لينهض آدم ويذهب للمرحاض ثم يقف تحت المياه الباردة علها تهدأ ثوران النيران المشتعلة داخله ... لتمر عدة دقائق ويخرج بينما هو يقوم بتجفيف خصلاته لينتهي من ذلك ثم يستلقي على الفراش بينما حمل جيني بلطف ثم احتضنها لصدره لتهمهم براحه ليبتسم على لطفها ثم يغمض عينيه عله ينام و يجد بعض الراحة ...



في غرفة ماري بعد أن اصطحبها ديفيد إليها كانت تقف أمام ديفيد الذي ينظر إليها مبتسما يعلم جيدا مدى صدمتها وما يدور بداخلها من تساؤلات ... وأيضا كيف أنها لا تستطيع التحدث بسبب الارتباك والتوتر الذي يعتريها ليبدأ هو الحديث ...

ديفيد بلطف: أجل ماري ... انت هي رفيقتي علمت ذلك منذ رأيتك لأول وهلة ... لا بل منذ أن استنشقت تلك الرائحة الحلوة وأنا قد علمت أنك رفيقتي ... ذئبي مايكل كان يقيم الاحتفالات بينما هو يخبرني بأنك رفيقتي ...

ماري بتوتر: لكن .. لكن كيف وأنا ساحرة وأنت مستذئب ...كيف ستكون العلاقة بيننا أعني أنت بالفعل أحببتني لأنني رفيقتك .. لكن أنا .. أنا

ديفيد و هو يضع أنامله على فمها بلطف ورقة

ديفيد: إهدائي ثملا تقلقي سوف أجعلك تبادليني هذا الحب والعشق .. فقط أعطيني فرصة ولا تغلقين أبواب قلبك

كان يتحدث بينما قد تحولت إحدى عينيه للون الذهبي مما يدل على حضور مايكل وهو ما لاحظته ماري مما يؤكد أن مايكل أيضا يطلب منها هذا ليضرب إحدى الأسئلة عقلها لتتفوه بالحديث فورا ...

ماري بتساؤل: هناك شيء أريد أن أسألك إياه ديفيد .... ألن يكون مايكل وحيدا حيث أنني لست مستذئبة مثلك ...

ديفيد بابتسامه: ألا تعلمين حقا ؟!!

ماري مستغربة: أعلم ماذا ؟!!

ديفيد: أنك مستذئبة ماري ... نصف ساحرة ونصف مستذئبة لكن نصفك السحري أقوى بكثير من نصفك المستذئب لذلك هذا الجزء منك لا يظهر للعيان بسبب عدم قدرته على السيطرة على جسدك فأنت لا تعلمين شيء عن ماهيتك أو من تكون ماري .. لذلك لا تتسرعي وسوف نبحث عن طريقة كي تظهر ذئبتك للعيان

ماري وقد جحظت عينيها مما تسمع فهي لم تشعر بهذا الجانب منها طوال حياتها هي حتى لم تكن تعلم هذا كل ما كانت تعلمه عن حياتها انها ساحرة من سلالة ساحرات القمر المضيء

ماري :أي إنني أملك ذئبا بداخلي

ليتحدث مايكل من خلال جسد ديفيد: بل ذئبة جميلة عزيزتي ماري ... لقد أخذت جمالها منك...

ماري بابتسامه: ما هو اسمها وهل هي حقا جميلة ؟!!!

مايكل: اسمها أماليا وهي رائعة الجمال

ماري بسعادة: سوف أجد طريقة كي أتواصل معها
مايكل: هذا سوف يكون رائعا

ديفيد بجدية بعد اختفاء مايكل: ماري ... علينا أولا كسر لعنة آدم ... فهو يعاني صدقيني

ماري وهي تجلس على المقعد المتواجد في غرفتها

ماري: صدقني أنا أيضا أريد إيجادها وسوف أفعل



كان آدم مستغرقا في النوم حالما راوده هذا الحلم الغريب ... حيث رأى فتاة بشعر أشقر فاتح لدرجة البياض تركض في الغابة حافية القدمين بينما هي ترتدي فستانا من الشيفون يتطاير خلفها مع خصلاتها وهي تركض لتتحول تلك الفتاة إلى ذئب أسود ضخم بأعين ذهبيه ليجد نفسه يقف أمام هذا الذئب الذي بدأ التحدث بعدة كلمات أصابته بالصدمة

الذئب بجدية: لقد أقترب اجتماعنا ... أبحث عني ولا تمل لقد أقترب الموعد تجهز لذلك

أنتهي الصوت ليختفي الذئب ومعه اختفائه استيقظ آدم وهو ينظر حوله بينما العرق الغزير يتصبب منه ليجد سنو تتحدث

سنو: إنه هو آدم ... إنه هو ذئبك ورفيقك

آدم: هل رأيت ذلك الحلم أيضا

سنو: أجل لقد شاركتك رؤية هذا الحلم

آدم: أعتقد إننا سوف نرى ذئبي قريبا سنو وأيضا هذا يعني بأنك سوف ترين فتاتك قريبا

سنو بابتسامة: اجل أشعر بهذا آدم ... أشعر به

آدم: هذا يعني أن الأيام الصعبة قادمة أيضا .. لكننا سوف نواجها سوية.. اعدك بذلك
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي