خيال_فتي

مهندس الحروف`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-10-24ضع على الرف
  • 141.3K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

2

الفقاعة الثانية
بعد أن تم شفائي ،طلبت من أهلي السفر إلي طنطا ،تلك البلد هي التي كانت تبدل حالي من إلهم وتحوله إلي راحة بال وسعادة ورضا ،ولأنهم يعلمون ما بي بعد شفائي ولكي يكتمل شفائي النفسي فوافقوا علي الفور
كنت ذاهبا لاستقلال أحد العرذات الكبيرة من مكانها التي تقف فيه كالمعتاد ،حينها استوقفتني موقف ما قد حدث هناك وكأن الله أراد ان يعلمني شئء ويرسل إلي تحذيرا وعلامة
سائق عربة تعطلت عربته لمدة ٣ أيام ولما جاء إلي مكان العربيات ليإخد دوره وليقضي ورديته كما يقول الكثيرون بعد أن قام بتصليح عربته ،فلقد حدثت مشاجرة بينه وبين سائق أخر ،حيث أن السائق الأخر يدعي أن ذلك الوقت هو وقت ورديته هو ،وعلي السائق الأول أن ينزل الركاب من عربته للسائق الثاني
مشاجرة بين سائقين وكل ذللك من أجل المال
المال الذي اعمي القلوب
أنا دي ورديتي وإنت عايز تاخد حمولة العربية ، حرام عليك هو أنا علشان العربية كانت عطلانة
كان ذلك كلام السائق الأول ،فرد عليه الثاني قائلا : مليش فيه أنا بكلمك بالتراضي بعد كده هتزعل مني
قول لأبو سمية ولو قالي أنزلهم هعمل كده
كان ذلك رد السائق الأول لكلام الثاني
ذهب الثاني بالفعل لأبو سمية ،وما سمعه منه زاد من غضبه أكثر
الراجل فعلا بقاله ٣ أيام مجاش وبعدين الأصول أنه يمشي قبلك ،وإنت إللي تتأخر... شوفوا مع بعضكم بالحب كده..
كان ذلك رد أبو سمية عندما ذهب له الثاني
ذهب الثاني إلي السائق الأول قائلا : متزعلش مني في أي حركة هتحصل
قرد الأول قائلا : مش هتقدر تعمل حاجه
فرد الثاني :والله أنا وإنت واثقين أني أقدر بس ماشي
الأول معقبا : يا عم روح
كان ذلك أخر كلام دار بين ال سائقين
تم امتلاء العربية بالكامل للسائق الأول وسرعان ما ذهب ت العربة في طريقها إلي طنطا
كان السائق كعادة جميع ال سائقين يقود وهو يستمع إلي الموسيقي ولكن...
في وسط الطريق وكان السائق الأول في طريقه إلي طنطا ،فوجد إن السائق الاخر يريد أن يوقفه ،فقام الأول بتجنبه وحاول كلما اقترب الثاني منه أن يهدىء من روعه ولكن هيهات أيها السائق ،فلقد اعمت النقود قلبه وبصيرته
اثناء حديث ال سائقين معا وعدم انتباهما للطريق ،قام الأنام بالصدام حادث كبير ،فلقد قلبت العربتان ولكن لحسن حظ ال سائقين إنه كان لا يوجد ركاب كثر في العربتان ،فقد كان أغلبهم أو بمعني أدق معظم ينزل في وسط الطريق
مات ال سائقين وأصيب من اصيب
كل ذلك بسبب النقود ،أهي بذلك القدر الذي أختلق من موضوع عادي كارثة؟؟...
كان ذلك سؤال جال برأسي بعد سماعي لتلك القصة الغريبة وعن خوف مني قمت بتغيير وجهتي
لقد قمت بالذهاب إلي حارة النداغين
الفقاعة الثالثة
حقيقة لا اعلم من اين ابدأ قصتى ولكنه كان يوم مثل باقي الايام تنظر فيه
الشمس الى الارض بوجهها المشع ,ترسل بأشعتها فتملىء الارض دفىء ونسيما.
هنا فى حارة النداغين والنداغين نسبة لأحمد باشا النداغ ويقال ان عائل النداغين كانت
عائلية ملكية منذ قديم الزمان وهو اخر نسل لتلك العائلة.
احمد باشا كان يميل الي البساطة فكانت تلك الحارة بالنسبة له افضل من القصور ,فقد
كانت تلك وصية جده الكبير (محمد باشا النداغ) له وكان أحمد النداغ يملك منزلا فى ا
الحارة وكأنه احد اهل تلك الحارة وكان أهل الحارة يعاملونه كواحد منهم يشاركهم
افراحهم واحزانهم .
فى ظل المعيشة التى احبها احمد باشا كان معجبا بحسنية(بنت الحارة) ’فقد كان فى كل
يوم يحب ان يستمع الى رنة خلخالها وصوتها المدوى بالغناء وهى تغرد وتقول:
((بص الحبيب فى الفجرية ....بص ولاقاها حسنية
  حسنية احلى بنات الحتة....فقاله قلبه اهى دهيه  
  وقاله عقله اسنى شويه...دى ما تناسبش البشوية
وازاى تعلى العين عالحاجب ...فقاله قلبه دى حسنية
  بص الحبيب فى الفجرية))
وكان احمد باشا يغرد بالغناء فكان اهل الحارة يلتفون حوله:
((حسنية بنت يا حسنية ...طفي لى نار قلبى القايدة
  حسنية بنت يا حسنية...رايدك وانت ليه مش رايدة؟
  وفيها ايه على الصباحية..قلبى يطير من الفجرية
  قولتله رايح فين وسايبني...يقولى بسمع حسنية
  حسنية بنت يا حسنية))
على الرغم من ذلك وحسنية لم تشعر بأحمد باشا ,فقد كانت تعتقده من الاغنياء اللذين يفعلون ذلك من اجل متعتهم فقط .
فى يوم من الايام كان حسونة وهو احد عمال المخبز الذي كانت تمتلكه حسنية من ميراث والدتها ولأن حسنية كان جمالها يملىء الحارة وما من احد يراها الا ويفتن بجمالها كاد حسونة ان يرتكب جرما ,فقد سولت له نفسه ان ينتظر حتى اخر اليوم بحجة انه لم ينتهى من عمله بعد وبعد خروج جميع العمال يقوم بالختلاء بحسنية .
تم المراد وفعلا انتظر حتى اخر اليوم حتى خرج جميع العمال من المخبز ولم يتبقى غير حسنية التى كانت تاتى كل يوم لترى كم المكسب اليوم من البيع ,وما لبث وان دخلت حسنية غرفة المكتب الخاص بها حتى استغل حسونة الموقف ودخل عليها بحجة انه اراد ان يحدثها فى موضوع عن العمل ولكن صدر منه حركات فهمت منها حسنية مراده القبيح وارادها بالقوة ولكنها ضجت بالصراخ ولم يستطيع اى احد من اهل الحارة فعل شىء لأن حسونة اغلق الباب باحكام ولكن احمد باشا سمعها تضج بالضراخ ,فى بداية الامر لم يهتم ولكن عندما سمعها تصرخ وتقول:(الحقنى يا أحمد) جرى وكأن شىء هاما فى حياته سيفقده ,وبقوة قام بكسر الباب ولقن حسونة درسا لن ينساه وهذا ما جعل حسونة يفر هاربا , شاهد اهل الحارة ما حدث ثم نظرة احمد باشا الى حسنية نظرة وكانه الطفل الذي يريد ان يبوح لامه بكلام ثم ذهب .
ذلك ما جعل حسنية تراه من ناحية اخرى ,نراه الرجل الشهم الذي انقذها من يد الوحش حسونة
مر يوم فالتالى فالثالث وفى كل يوم تتولد مشاعر مودة بين أحمد باشا وحسنية والتى كان يحسده عليها اهل الحارة ,وفى يوم من الايام اراد حسونة الانتقام من احمد باشا بعد ما سمع بالخبر واراد ان يهدم علاقة احمد باشا وحسنية الى الابد ففكر فى فكرة شيطانية ,فلقد ارسل رجل من اهل الحارة تابعا له لمراقبة احمد باشا وحسنية ومعرفة متى واين يتقابلون ,وفى مرة من المرات وكالعادة حسنية ذاهبة لمقابلة احمد باشا فإذا بها تطيل الغياب واحمد باشا يزداد قلقا
,,المسكينان,,المسكينة التى اثناء ذهابها لمقابلة من تحب تم إختطافها وتم حدوث ما لم يكن فى الحسبان ,فلقد نال حسونة مراده اخيرا ,فلقد قام بالأختلاء بها والاعتداء عليها بالاجبار وبعد ما فعل حسونة ما اراد ترك حسنية وفر هاربا خاج البلاد قائلا لها :(ابقى بقة سلميلى على س احم ففد ههههه)
رجعت المسكينة الى منزلها باكية لا تعرف ماذا تفعل او ماذا ستقول لاحمد باشا
مرت الايام وفى كل يوم يظهر عليها اثار التعب والحمل ولكنها ظنت ان مباشرتها للعمل قد ينسيها تلك الفاجعة ولكن هيهات فلقد تكون الجنين فى رحمها
تعجب العمال من طول الفترة التى غابت فيها حسنية وزاد شكهم وحيرتهم اكثر عندما لم يجدوا حسونة فى المخبز
وصل الخبى الى احمد باشا بظهور حسنية والتى طال غيابها فقرر احمد باشا الذهاب اليها لمعرفة سبب طول غيابها
ذهب احمد باشا الى حسنية وتقابلت العيون وعندما سألها عن سبب غيابها تداعت بالمرض وما هى إلا لحظات وضجت حسنية بالصراخ قائلة:( الحقنى يا احمد مش قادرة اتنفس)
ذهب احمد باشا واحضر الطبيب ولما قام الطبيب بالكشق غلى حسنية وقعت الطامة التى قسمت ظهر البعير,فلقد تلقى احمد باشا من الطبيب كلمات وقعت عليه كالصاعقة فلقد قال الطبيبب :(ايوة يا عم مفيش حد قدك دلوقتى جالك ولد وبقيت اب)
انتظر احمد باشا حتى خرج الطبيب ثم قال لحسنية وهو ينظر اليها نظرة تعجب فيها نوع من القسوة:(ازاي ومين وامتى انطقى قبل ما اطلع روحك فى ايدى بس الحق مش عليكى الحق غليه انا انا اللى كل يوم بسأل عليكى يقولولى مجتش,تعبانة,مشغولة واتارى فى حاجة )فردت :(يا احمد انت فاهم غلط ده انا)فقاطعها قائلا:(ات ايه عشمتينى بحبك وخليتى بيه ليه ليه انا عملتلك ايه )
اخذ احمد باشا الطفل بعد ما قام بخنق حسنية ورباه معه بعدما تزوج من فاطمة وهى واحدة من اهل الحارة وبعدما انتشر موت حسنية بحجة انها ماتت وهى تنجب الطفل ولكن الغريب فى الامر ان اهل الحارة عندما ارادوا ان يدفنوا حسنية لم يجدوا جثتها وهذا ما جعل احمد باشا قلقا ولكنه تناسى مع الايام بعد ما ربى سالم وهو الاسم الذى كان احمد باشا وحسنية متفقين عليه لاول مولود لهما عندما يتزوجان قبل ما يحدث ما حدث
كان احمد باشا يعتبر سالم احد من ابتائه هو وفاطمة على الرغم من معرفة فاطمة انه ليس ابنها وكان اهل الحارة ينادونه سالم احمد النداغ ,قد انجبت فاطمة محمد وشكرية اللذين صاروا اخوة لسالم
فى يوم عاصف كان الهواء فيه شديدا,تتمايل فيه الاشجار وتسقط فيه اللافتات وفى وقت ما كان سالم مستغرقا فى نومه فاستيقظ على صوت يناديه بالقرب من نافذة غرفته يقول له :(سالم افتح لى يا سالم)وكأنه اقرب لصوت شخص يستغيث ولأن سالم ورث عن احمد باشا الشهامة فقام بفتح النافذة وتعجب مما رأى ,فلقد وجد امرأة عجوز تتكأعلى عصا تنظر اليه مدمعة العينان وتقول:(عشت وشفت ابن حسنية شاب راجل مال وهدوم )فقل سالم:(ابن حسنية مين انا امى اسمها فاطمة انت مين يا حجة؟) فردت :(طيب تسمح تدخلنى ؟) فرد:(حاضر)
دخلت المرأة العجوز وقصت على سالم قصتها مع احمد باشا وما حدث لها وتفسير ابن حسنية
لم يصدق سالم فى بداية الامر وكان هناك اسئلة كثيرة تدور فى رأسه ولا يجد لها إجابة وعندما اراد معرفة اجابتها من المرأة العجوز لم يجدها فلقد ذهبت
زادت حيرة سالم وظل يفكر فى كلام المرأة العجوز وما قصته له ومرت الايام وكان فى كل يوم تزيد حيرته اكثر وذلك ما راه احمد باشا فسأله عن السبب فنظر سالم له نظرة حيرة فيها نوع من الغضب قائلا:(خلاص يا احمد باشا كل شىء انكشف وبان)فرد احمد باشا عليع قائلا:(تصد ايه يا ولد وليه مبتقوليش يا بابا زى كل مرة ؟)فرد سالم :(فيه ان امرأة عجوز جت وقالتى كل شىء امى مش فاطمة ؟واخواتى مش أخواتى ؟وانت يا أبا مش ابويا ؟)ثم ذهب عنه واثناء ذهابه كان احمد باشا يتبعه قائلا له:(مكنتش عايزك تعرف يا ابنى انك)فقاطعه سالم فى غضب :(انى ايه ابن خطيئة صح؟)فرد احمد باشا :(ايوة بس انت ذنبك ايه وعلشان كده خدتك ربيتك واعتبرتك واحد من ولادى )فرد :(قصدك بعد لما خنقت امى وحنية يا احمد باشا ما ماتتش )ذهل احمد باشا من كلام سالم واشتد ذهوله عندما ظهرت المرأة العجوز امامه قائلة :(ايوة يا احمد حسنية ما ماتتش حسنية اللى مرضتش تقولك ان حسونة خطفها واعتدى عليها بالجبار حسنية اللى علشان بتحبك وحتى بعد لما حاولت انك تخنقها ولعلمك فاطمة هى اللى انقذتنى)وفجأة ظهرت فاطمة ولكن بعد لحظات خرت حسنية جثة هامدة
مرت 8 ايام وبعدها مات احمد باشا بحسرته على حسنية ودخل سالم المصحة النفسية..........
حب اوغيرة اعمت القلب عن معرفة الحقيقة ,الحقيقة التى ولابد من معرفتها فى يوم من الايام وهذا ما عشناه فى حارة النداغين
الفقاعة الرابعة
ما أتذكره هو يوم ٥مايو عام ١٩٨٢ حينها كنت ما زلت طفلا صغيرا أجري وألعب كباقي الأطفال اللذين كانوا وقتها في مثل سني
كان تعجبي حينها من رجل كبير في السن ،لم أقل عجوزا ولكنه بلغ من العمر عتيا
كنت أشاهد من نظراته لي وهو جالس علي أحد مقاعد الاستراحة ما كان في كل يوم يجعلني أتوقف عن اللعب وأظل أنظر إليه قليلا لأجده ينظر إلي كما أنظر إليه وكأنه يزيد توجيه رسالة لي ثم بنصرف
تللك النظرات أثارت في نفسي حيرة و تساؤلات شتي..
ما خطب هذا الرجل؟.. هل يعرفني ؟.. أو وجد في شبيها لأحد يعرفه؟
تساؤلات كثيره وغموض ينتابني ،في كل مرة أجده يفعل ما يفعله ،ففكرت في نفسي فلربما كان يريد مني شىء لا يستطيع أحد غيري فعله
منهساقني الفضول لمعرفة ما كان يدور في مخيلتي من ايحاءات صادرة من ذلك الرجل ،وعندما قمت بالاتجاه ناحيته ،فر مهرولا وكأنه خائ
ف مني
عدت إلي بيتي وعقلي لا يفكر إلا فيما حدث ،وبعد تفكير طويل توصلت إلي أنه ربما أراد مني أن أتبعه إلي مكان ما
فاليوم التاني وفي نفس المكان تقريبا وايضا في نفس الوقت ،فعلت ما فعلته سابقا ولكن... في هذه المرة حاولت متابعته وتساءلت في نفسي إلي أين سيقودني ذلك الرجل الغريب ؟
و انتابتني حالة من الخوف ممتزجة بأخري من الفضول و الرغبة في معرفة ما السر وراء ذلك الرجل..
ولأن الفضول كاد أن يقتلني ،لم أشعر قط بمدي الخوف الذي كان يرتابني ولكني سرت خلفه وكأنني مستسلم مطيع لسيره،حتي توقفنا عند منزل مهجور
انتابتني حينها نوع من القشعريرة أدت بي إلي خوف قد ظهر علي وجهي ،حينها تفوه قائلا : لا تخف فكل شيء ستعلمه في وقته المناسب
كانت تلك أول كلمات ينطق بها منذ لقائي الأول به،وعندما دققت أثناء تفحصي للمكان وجدت لافتة بجانب سور المنزل مكتوب عليها هنا منزل الصعاليك
بعدما قرأت تلك اللافتة ،ونظر لي بدهشة وكأنه قرأ ما في عيناي وما كنت أريد التحدث به ،ولكن من خوفي لم يصدر مني أي كلام أو حتي رد فعل ،ولكنه بادر بالقول : ألم أقل لك ستعلم كل شئ في وقته المناسب ؟
هذا المنزل كان يسكن به عائلة تدعي بالصعاليك
منذ قديم الاذل و الصعاليك هؤلاء عائلة أو قبيلة واحدة.. جاءت من شرق أسيا ،فهم جماعة من التجار اللذين جاءوا لكسب رزقهم في تلك البلد، فهم لهم عادات ،منها أنهم إذا أنتهوا من الثفقات في البلدة.. ذهبوا إلي غيرها ولكن بعد أن يتركوا علامة تخلد ذكرهم للأبد في تلك البلدة
تلك العائلة مكونة من أب وأم وولدان
تلك العائلة قد بدأت تاريخ حياتها من البداية ،حتي صاروا إلي ما صاروا إليه ،ومن المعروف أن لكل إسم كبير حاقدون متربصون لهلاك ذلك الاسم
لقد حاول الكثير من متربصيهم أن يقضوا علي تلك العائلة ولكنهم يفشلون حتي.....
جاءت طائفة تدعي بالقصائصة
تلك الطائفة وكما كان بسميها الناس شياطين الارض ،ولم تطأ لهم قدم في بلد من البلاد إلا وقد اثاروا فيها الخراب والاذي
كانوا يسعون في الارض فسادا بدون أسباب تذكر
هم ليسوا بقتلة أو سافكين للدماء ولكن كانوا فقط متبعين لطرق وأساليب تعذيب تجعل من شمشون شخصا هزيلا خاضعا لرغباتهم
قد جاروا علي حقوق الكثيرين من الناس حتي وصلوا إلي ذلك المنزل ،وعجبا لما حدث في ذلك المنزل
حينها كان ليلا ،حينما شنوا هجوما علي ذلك المنزل بكل ما لديهم من أسلحة للتهديد وأساليب ومعدات للتعذيب استطاعوا بها طرد الصعاليك من منزلهم لما فعلوه حينها،
لقد قاموا بهدم المنزل وبناء لوكاندة بدلا منه ،وفي ذلك الوقت وأثناء هدمهم للمنزل كان هناك رجل قد سقط عليه لحد اعمدة المنزل فأصيب في قدمه اليسري فمكث مع هؤلاء القصائصة
لقد صار وكأنه واحد منهم ،ولم يكن الصعاليك أي رد فعل ولكن فقط تركوا الأمور جانبا
فقد كانوا يملكون مخزنا بالقرب من المنزل استقروا فيه..
لم يعجب الصعاليك حالهم هذا،فقرروا استرداد ما سلب منهم
لقد قاموا بتجهيز عدتهم و التخطيط واعدوا العدة التي يظنون أنهم سيستردون بها منزلهم أو لنقل اللوكاندة الأن
لقد حددوا ميعاد لبدء خطتهم وبالفعل..
بدأت حرب وهجمات كثيرة باءت بقتلي كثر ومصابين شتي
كانت كالحرب التي لا غالب فيها
كانت كمن يتشاجر من أجل شئ نفيس وغالي ،ولكن لا أحد يمتلكه..
فني جميع الصعاليك ومعهم القصائصة ما عدا شخص واحد....
قاتل الصعاليك من أجل استرداد ارثهم وشرفهم ومجدهم الذي هدم في لحظات
قاتلوا ولم يجدوا بنفع ولكن ماتوا كيد واحدة ضد الشياطين
فمن يترك حقه كالأعمي الذي لا وجهة له.
بعد معركة قاسية وطويلة بين الطائفتين، لم يجني منهما أي نفع ،بل أزداد الأمر سوءا حيث تم القصاص علي العائلتين ومن تبقي منهما ثلاثة فقط
طفلان أحدهما من الصعاليك والأخرة من القصائصة و ثالثهم الرجل ذا القدم المكسور
كان هو الأخر من القصائصة ،ولكن رغم ذلك لم يكن من ذلك الرجل القعيد إلا أنه قام بتربية الطفلان سويا وكأنهما أخوة ،بعدما قام بتربيتهم وإصلاح ما أمكن اصلاحه من دمار في اللوكاندة
تربي الطفلان معا في اللوكاندة ،يلعبان معا حتي صارا شبه لا يستطيعان الاستغناء عن بعضهما البعض..
كان صاحبنا يراقبهما من حين لأخر ناظرا إليهما في حنان وعطف وباكيا...
كان الطفلان في بعض الأحيان يتعجبان من بكائه وعندما كانوا يريدون الاستفهام عن سبب بكائه ير قائلا :لا شئ إنها فقط دموع فرحتي بكما وبأخوتكما
وما كان للطفلان أن يفهما معني لحديثه ولكن ما حدث هو ما جعل صاحبنا يصاب بالهلع بعدما ظن أن كل شئ انتهي ،بعدما كان مطمئنا أن ما فعله أبواهما لن يتكرر علي أيديهما وأن الخطر قد زال ،ولكنه كان مخطأ فلقد تربع من جديد بل صار أخطر مما كان سابقا...
كان الشابان هارنولد وهركل هكذا كما كان يناديها صاحبنا ذا القدم المكسور
كان الشابان بعد بلوغهما ولم يتناسيا بكاء صاحبنا فأرادا الاستفهام ولكن ليس عن بكاؤه ولكن عن عائلتهما وأصلهما
يا للقدر الذي وضع صاحبنا في ذلك الموقف
ذلك ما كان يبكيه سابقا خوفا من أن يحدث ذلك الموقف.،فهو مسئول عن شابان مختلفي العائلة ،بل ومتعادي العائلة ،وما من صاحبنا إلا وقد اصابته حالة جغلته يفكر في في غد قبل مجيئه
مازال الشابان يصران وهو يزداد توتر وربما أفصح لهما عما يخفيه في ذلة لسان..
ذلة لسان قد توقعه هو الشابان في مأزق قد لا يكون له مرسي..
كأن صاحبنا في كل مرة يحاول انساب أي حجة أو تأليف أي قصص من خياله حتي لا يوقع ألأخوان أو بمعني أخر الشابان ببعضهما
حتي اتي اليوم معتقدا فيه صاحبنا أنه سيمر كباقي الأيام
اليوم الذي ولأول مرة يغضب فيه ألأخوان أو لنقل الشابان من بعضهما أو لنقل بمعني آخر يصدم فيه الشابان بحقيقة الأخر
اليوم الذي كان يهاتف فيه صاحبنا زعيمه الذي فر أو لنقل نجي من المعركة
زعيم القصائصة الذي الذي يعتبر أبا لهركل
عدوا لاخاه أو لنقل الشاب الثاني هارنولد،فلقد وقعت الطاااامة
فإذا بهما يسمعان مهاتفته لزعيمه وهو يبوح له بالحقيقة
كانت مكالمة قد طال غيابها،حقيقتهما معا كما نميا وترعرعا معا كما كانا ولا زالا معا حتي تلك المهاتفة
يالمصيبة ،لقد علم صاحبنا بما حدث
أصابه الجنون ولكن ذلك اليوم كان لآبد أن يأتي
ذلك هو اليوم المنتظر
اليوم الذي لطالما تمني عدم حدوثه
لعب أو لنقل دار الشيطان برأسهما بعدما صارا أعداء ،صارا وكأنهما يتمنيان أو قد قرروا بالفعل الانتقام من الأخر ،بعدما قام كلت منهما بتجهيز خنجره وسنه بالسم ثم خرجا وفي نيتهما الانتقام متدين أيديهما ليقتلا بعضهما وفجأة......
وبعمل أغمض الشابان أعينهما وهما يغرزان خنجرهما في الأخر ،إذا بهما يفتحان أعينهما ليريا ما قد جنياه، ليريا سوء تفكيرهما
هل كان ذلك لطببعة ما ورثاه عن ابائهما؟؟.
إذا بصاحبنا في المنتصف ما بينهما ويتلقي هو الطعنتان المسمومتان من الشابان
تسمر رهيب حل بالشاب إن ،بكاء شديد عن خوف ور فعل غير طببعية،صاحبنا العجوز الأن صريعا وعلي يد من ولداه أو لنقل الطفلان الاذان قام بتربيتهما
نتيجة لسوء تفكير ،يتمسكون بصاحبنا قائلين :ااااه يا أبانا أنت أبانا وليس أحد غيرك.. لمن تتركنا؟
رد العجوز وهو علي اهتصاب ااموت:لا عليكما فقد أنتهي الأمر..
مات المربي،مات بعدما اراد أن ينزع الغل والكره والعداء من قلبيهما
لم يكن يريد استعادة ما كان سابقا من ابائهما
وها أنا ذا يا بني ما زلت حيا ولكن أخي عنه شيئا.. أهو في تعداد الموتي أم هو ما زال حيا مثلي؟؟
وتتوالي الأحداث لتصير المنطقة التي كانت فيها لوكاندة الصعاليك عمارا لتصبح حارة النداغين
لقد قرأت أيضا وما علمته عن جدي الذي كنا يقول البعض ساحر زمانه ،. خاطف قلوب النساء
كانت له صولات وجولات عديدة منها تلك المكالمة التي ربما لفتت ذهني والتي دونها جدي لتصبح من صولاته
هي مكالمة غامضة في غموضها أحداث ولهفة ولكن ما حدث كان أعظم....
..
الفقاعة الخامسة
أهذا وهم أم حقبقة؟ أم أن تلك الفتاة تخبرني لتعلم ما مدي حبي لها ؟أم أنها تمر بظروف تمنعها تلك المرة من مهاتفتي ؟
أسئلة كثيرة باتت تدور في رأسي منذ أن القيت أو مكالمة من رقم لا اعلم مصدره
فتاة تحادثني بأنها معجبة بشخصي وبصوتي
حقيقة لم أستطع قول أي شئ بعد ذلك الكلام، فلقد كنت في حالة من الذهول... أهذا حقيقي أن يكون لي معجبين ولكني لم أصبح مشهورا بعد
ذلك الكلام صدر مني بعدما أنتهيت مع الحديث معها في أول مكالمة
لقد صار الأمر يتكرر ويتطور شيئا فشيئا ،نعم لقد أصبحت محور أهتمام لديها ،فلا يمر يوما إلا وتلقيت منها هاتفا ونظل نتحدث
حقيقة قد أعجبني ذلك الامر،فلقد اعتدت علي ذلك...
كنت في كل مكالمة تدور بيننا ، اشعر بأنني أعرف تلك الفتاة وأتسائل في نفسي :هل من الصدفة أن شخصا أنا اعرفه ؟؟ولكن لماذا أنا بالخصوص ؟؟
لم أفكر في ذلك السؤال كثيرا ،فقد كان شعوري تجاه تلك الفتاة يزيد ويزيد ولا أدري أحبا هو؟ أم تسلية؟أم أنني أعتدت علي ذلك فقط؟؟
كان حينها 10 سبتمبر ،كان يوم أربعاء ،وقد أعتدت أن أجد هاتفي يضج بالرنين... مكالمة أو رسالة ،ولكن لم يحدث ذلك..
لقد صوت حينها كالمجنون اللذي كان يمتلك شئ وفجأة... وبدون أية أسباب فقد ذلك الشيء الذي أعتاد عليه كل يوم..
لقد صرت كالولهان الذي ينتظر وينتظر ولكن لا يجد شئ يحدث ،ناظر إلي هاتفي لعله يضج بالرنين أو برسالة تريحني وتريح القلب الولهان الذي ينتظر
لأنني شخص متعلم فأعلم جيدا أنه لآبد لي أن أحاول معرفة ماذا حل بتلك الفتاة ؟ ما السبب دفعها لعدم لعدم مهاتفتي ؟ فقمت بإجراء مبدء الاحتمالات لعلها تكون سبيلا لي كي أصل إلي حل..
بالفعل بدأت أتذكر مواقف كانت تحكيها لي وبدأت أنسخ خيوطا لعلها تقودني إلي حل ،فمثلا...
في أول مكالمة دارت بيننا ،لقد روت لي أنها كانت صغيرة حينها ،كانت تعيش مع أبويها مسرورة حتي حدث شئ ما أدي إلي مشاحنات بين الابوين وال الأمر في النهاية إلي انفصالهما
لم تكن المسكينة مدركة لما يحدث ،فقد كانت صغيرة السن والعقل حينها
أخذ الاب الأبناء وعاشوا مع بعضهم ولكن الفتاة المسكينة لم تنسي والدتها ،بل زاد الشوق لها ،فلقد أرادت الابنة الذهاب لوالدتها والتقرب منها كما كانت منذ الصغر
بعد فترة طويلة جدا من الغياب عنها أرادت الرجوع ،لكن هيهات فلقد اصابها القدر بسهم جارح..... لقد ماتت الام
أدي ذلك إلي حالة نفسية تولدت لدي الفتاة المسكينة والتي قررت بسببها عدم الزواج من أي شخص لأنها ظلت معتقدة بأن والدها هو السبب في وفاة أمها الأم ولكن الإنسان بفطرته التي خلقها الله فيه والتي لآبد وأن تظهر
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي