1

الجزء الأول...... وصية النداغ
الفَقاعة الاولي
منذ ان ذهبت مع ابى الى منزلتا فى شارع فيصل لنأخذ الايجار من المستأجر الجديد الذي قام بتأجير المنزل منذ فترة وكنا صاعدين وفجأة...حدث شىء جعلنى اصعد بمفردي ,فلقد تلقى ابى هاتفا هاما من احد الموظفين فى الشركة فقال لى :(اصعد انت وسوف الحق بك) وعلى الرغم من ان منزلنا يقع فى الطابق الثاني إلا اننى صعدت بالمصعد ومن هنا بدأت القصة ....
ضغطت على الزر رقم 2 كي اصعد الى الطابق الثاني ,فوجدت ان باب المصعد اغلق بمفرده فقلت فى نفسى (هذا امر عادي فالتكنولوجيا تتطور يوما بعد يوم ) ولكنى ذهلت عندما رأيت انه بعد ذلك صعد المصعد ولكن ليس الى الطابق الثاني ووجدت ان ازرار المصعد يضغط عليها وتنتقل من زر الى اخر دون توقف حتى توقف المصعد عند الطابق الثامن ثم اخيرا فتح الباب ...
وجدت ظلاما كثيفا وعن خوف منى قمت باغلاق الباب وضغطت على ازرار المصعد ,فلقد كان نور المصعد مغلقا وفجأة...ضاق المصعد بى ووجدت نفسى لا اجد مساحة للتنفس لولا اننى ضغطت على زر جعله يتسع مرة اخري,وبتلقائية ضغطت على الطابق الارضي كي انزل الى باب العمارة والحمد لله نزل المصعد ففتحت الباب فوجدت حمما من البركان تحت ارجلى ومن الذهول تسمرت امام الباب لفترة ثم اغلقته وضغطت رقم Gوكنت سعيدا عندما وجدت نفسى اخيرا فى العمارة ولكنى لم اجد ابى الذي كان ينتظرنى عند باب العمارة.
وبعد خمس دقائق وجدت ابى يهاتفنى فرددت عليه وكان غاضبا يقول لى :(اين انت ؟انا انتظرك منذ ساعة ) فرددت عليه :(اين انت ؟انى لا اراك )وقبل ان برد على انقطع الاتصال......... ولكنى عاودت الاتصال مرة اخري ولم يرد فظننت انه صعد يبحث عنى عند المستأجر ,فصعدت وطرقت الباب فوجدت المستأجر فعلا ولكنى لم اجد ابى عنده فقلت له :(انا ابن صاحب المنزل واريد الايجار ) فوجدته ينظر الى بتعجب وقال لى :(ايجار ماذا؟هذا منزلى اشتريته منذ 20 سنة من رجل يدعى إبراهيم حجاج وعلى ما اتذكر انه توفى منذ شهرين لأنى ذهبت الى عزائه وولداه الاثنين كانا هناك احدهما متزوج والاخر ما زال يعمل مهندس كمبيوتر ولكنى لا اعلم اين, قلت لى انك كنت تريد الايجار من انت إذا؟اانت من اقاربه اصلا ؟)فقلت له :(اننى ابنه محمد ) فرد على الرجل :(الذي اعرفه ان ابنه محمد عنده 38 سنة ويعمل مهندس كمبيوتر وليس صغيرا )فقلت له :(كيف؟)فرد على :(اتريد نقودا ؟) فقلت له:(إن كنت لا تصدقنى فأنظر الى بطاقتى الشخصية وايضا وصل الايجار ) فوجدته ينظر الى البطاقة ثم ينظر الي وصرنا على هذا الحال برهة وقال لى :(كيف قمت بتقليد البطاقة التى عليها ختم النسر ؟) فرددت بسرعة :(انا لست مزورا )وحكيت له منذ ان صعدت بالمصعد ولما انتهيت رد على قائلا :(حكايتك هذه لم ترد على بشر قط فى العالم ,فكيف صعدت بالمصعد فنقلك بالزمن 20 سنة الى الامام ؟) فقلت له :( كيف ؟السنا فى عام 2016 ؟) فأجابنى :(لا نحن فى عام 2036 ) وافهمنى الامر ولكنى لم اصدقه وخرجت مهرولا الى الباب ولكنى نسيت بطاقتى هناك وركبت مواصلة تقودنى الى بيتى فى شارع زغلول واعطيت السائق نقودا فوجدته يقول لى :(هذه النقود قديمة )فقلت له :(ماذا تريد؟) فرد على :(اريد 3 فريست ) فقلت له متعجبا :(ما هو الفريست؟) فرد على قائلا :(الست مصريا؟هذه عملة مصر الجديدة ,فقد تم تغيير الجنيهات الى فريستات) , فذهلت وجريت ولم اعطيه شىء ودخلت الشارع بسرعة ولما وصلت الى العمارة التى اسكن فيها وجدت شكلها متغير , فقد اصبحت اجمل من سابق , فصعدت على المدارج ولما وصلت الى باب المنزل ولحسن حظي كان معي المفتاح , فتحت الباب ودخلت وهنا وجدت صريخا ملىء البيت...
(لص )وجدت امى تقول :(حرام عليك يا بنى انا مثل امك ولا استطيع ان افعل لك شىء) فقلت لها :(اهدئى يا امى انا ابنك محمد ) فقالت :(محمد عنده 38 سنة , نعم انت تشبهه كثيرا عندما كان صغيرا فى سنك والان اخرج )
خرجت من البيت وبى حزن شديد فلم تعرفنى امى , فهل ما قاله المستأجر صحيح؟ انا فعلا لم اجد والدي وانتابتنى الحيرة وتسائلت ماذا سافعل ؟ ......
بعد تفكير طويل توصلت الى اننى لابد ان اعرف اين اجد نفسى عندما كبرت 20 سنة واين اعمل ,ولقد تذكرت من خلال كلامى مع المستأجر,قلقد تذكر اين اعمل , ولما وصلت الى ذلك المكان وجدتنى ذو منصب هام ووجدتنى منفتحا وذهبت الى نفسى كي احادثه فقلت :إذا سمحت )وما ان استدار الى حتى صرخ فى ذهول كيف هذا ؟ ) ولما هدىء قال لى :( هل يمكن هذا الشبه بيننا ؟) فرددت عليه :( انا لست شبيهك بل انا انت ) فقال بصوت عالي :( كيف انا انت ؟) فحكيت له كل شىء , فقال لى :(تفهمت الامر ..إذا انت انا منذ 20 سنة مضت ) فقلت :(نعم ) ثم قال :(ولكن كيف مصعد ناقل للزمن ؟) فقلت :(لا اعرف كيف ولا يهم المهم اننى وجدتك ) فقال لى :(انت لا يمكنك البقاء فى اي مكان اخر , لذا ستبقى معى الى ان نجد ذلك المصعد ونعيدك الى زمانك ) وبالليل اخذنى وذهبنا الى البيت , ولما رأتنى امى معه قالت :انه محتال , يقول انه ابنى انت ) فأخذ امى وقال لها :(لست ادري إن كان صادقا ام لا ولكنى اصدقه )ثم التفت الى وقال :(هل معك بطاقة ؟) فرددت :(نعم معى بطاقة ولكنى نسيتها عند المستأجر ) فردت امى :(انت محتال ) فقلت :(سامحك الله يا امي ) فقلت لها :(اتذكر اننى كنت محتفظا بالبطاقة القديمة فى مكتبى الخاص ) ,ظلت امي تنظر فيها ثم تتفحصني وعندما وجدت انني هو قالت امى بعدما رأتها :(انت ابنى محمد ولكن كيف؟ ) ثم اخذتنى فى احضانها وقالت :(سامحنى يا بنى , فانا لم اري مثل هذا الموقف من قبل وكأننى فى حلم ) ولما سألتها عن اختى واخى فردت :(تزوجا وبقيت انت معى ) ثم سألتها عن ابى فردت وفى عينيها حزن كبير :(توفاه الله ) ..
وفى اليوم التالى ذهبنا انا وشخصى محمد الى مكان المصعد لعلنا نجده ولكننا وجدنا مصعدا عاديا جدا وظللنا على ذلك الحال نذهب ونعود حتى كان يوم علمت فيه ان محمد يحب فتاة جميلة على خلق وكان يريد ان يعرفنى عليها حتى تعرفه عندما كان صغيرا وكنت لا احبذ ذلك ولكنه اصر وعندما ذهبنا اليها اعجبت بى وبحسن اخلاقى فلم تلوثنى الايام بعد ووجدتها تميل الى اكثر واكثر وشعرت ان هناك مشكلة ستحدث بين شخصى محمد وحبيبته بسببى فاردت ان انهى ذلك الشعور سريعا , فذهبت الى محمد وتوسلت اليه ان يأتى معى الي المصعد وذهبنا وصعدت بالمصعد الى الطابق الثاني فوجدته ذلك المصعد الناقل للزمن وكانت فرحتى شديدة ,ساعود الى اهلى والى زمانى مرة اخري ووجدت شخصى محمد يشجعنى على هذه الخطوة وفجأة ظهرت امامي صورة امى وماذا كان سيحدث بين شخصي محمد وحبيبته عندما اعجبت بى واحبتنى اكثر منه وكنت اشفق على شخصى محمد من ذلك الاحساس فقد كان يكلمنى فالسابق كاننا شخص واحد ولكن بعدما شعر بشعور حبيبته تجاهى تغير معى ,فلقد اهان كرامتى فقررت ان اترك البيت ولم اجد مكانا للنوم وعانيت كثيرا ولم يكن معى اي نقود وعشت اياما وكأننى اموت فى كل دقيقة وفى يوم وجدتنى حبيبة شخصى محمد وقالت لى :(ماذا تفعل هنا ؟ اتتسول ؟ ) فقلت لها :(لا اريد ان احادثك , كل ذلك بسببك انت ) وشرحت لها ماكان ,فشعرت وبكت ثم تركتنى وذهبت الى شخصى محمد الذي رفض ان يقابلها في بداية الامر ولكنها الحت عليه حتى قابلها وشرحت له كل شىء وظللت اتنقل من شارع الى شارع قرابة شهر وهم يبحثون عنى حتى وجدنى شخصي محمد والححت عليه ان يأخذنى الى المصعد بعد ما اتخذت قرارا لا رجعة فيه ,ان اصعد بالمصعد وقال لى شخصى محمد قبل ان اصعد :( انا اسف على ما حدث مني ) وفجأة....ظهرت امي امامي ودموعها تسيل قائلة :( سترحل ؟فعلا وجدت المصعد ؟ حسنا يا بنى لن اجبرك على شىء) وبعدما انتهت امي من الحديث احتضنتها اخر حضن وكان اكثر واحلى شيء فعلته ثم اخذها شخصى محمد بعيدا وقال لى :(ولكن قبل ان تذهب عدنا بالزيارة مرة اخري ) فقلت له :(لن انساك يا نفسي .....نفسي التي لم اجدها إلا معك والتى علمتها كل ما اردت ان اعلمها اياه ..شكرا ) ثم توجهت الى المصعد وركبته وتركت قلبى وعقلى النابضين معهما ,هناك حيث وجدت اجمل ايام حياتى ,, هناك المحبة والاخوة الحقيقية المترسخة فى القلوب لا العقول.....
عشت ليالي قاسية بعدما وزعت نفسي وأمي وركبت المصعد لاعود بالزمان ،ولكن نفسي كانت تحز ألما لفراقهما ، بعدما عشت معهما طوال تلك السنين
عدت زماني لأجد ابي ينتظرني كما كان سابقا ،ولما رأني نظر إلي نظرة غضب ثم قال لي : اين كنت طوال تلك الفترة... الم أقل لك أن تصعد لتجلب الايجار وأنا سوف ألحق بك ؟
لم يكن بمقدرتي الرد علي أي عتاب مما وجهه لي أبي ،فلقد كان ينتابني نوع من أنواع اللامبالاة
لم أتعرف عليه من قبل ،، كما كانت تنتابني حالة من الذهول
علي الرغم من أنني قد قضيت مع نفسي وأمي بعدما انتقلت بالمصعد إلا انني كنت في ذات الوقت اعتقد إنه حلنا وسينتهي ،ولكنه لم يكن كذلك......
مرتايام وأنا ما زلت علي تلك الحالة ،حتي لاحظ والداي ما أنا عليه ،فقرروا إنه لآبد لي وان اذهب مصحة نفسية لتلقي العلاج هناك
كنت مستسلما معهم ،ولم اجري معهم أي مجادلة،ولم ارفض حتي إن اذهب إلي هناك،فقد كنت في حاجة إلي الذهاب إلي هناك حتي انسي ما حدث ،ولكن هل يعقل ان انسي ما وجدته هناك وما عاصرته من فرح وألم وما قضيته من سنين حياتي ،والتي كانت ربما أكثر مما قضيته مع أهلي الحقيقييين
دخلت المصحة وهناك وجدت حالات كانت أشبه بحالتي ولكني لم أكن مثلهم ،فما حدث لي كان حقيقة عشتها ،والتي بسببها أنا هنا الان
كنت اتمني لو أنني اخرج من تلك المصحة وأذهب إلي ذلك المصعد وانتقل مرة أخرى بالزمان واتي بنفسي وأمي إلي زماني كي اثبت لهم صحة كلامي واشعرهم بمدي حالتي التي أنا فيها منذ أن تركتهما
كان ذهني مشغولا.. كيف السبيل للخروج من تلك المصحة ؟.. فقد جال إلي ذهني عدة أفكار ،والتي باءت جميعها بالفشل ،ففي كل مرة كنت أحاول الخروج لم أستطع
كانت تجري علي العديد من جلسات الكهرباء ولكني عاودت بإصرار أكثر من كل مرة..
مكثت ٣ أيام وبعدها جائتني فكرة جهنمية،والتي استطعت أخيرا بها الخروج من تلك المصحة
لقد تعمدت ايذاء أحد العاملين هناك ،حيث قمت باستبدال الملابس مع بعد ايذاءه
خرجت من المصحة وركبت سيارة إلي شارع فيصل ،حيث يوجد مكان المصعد
ذهبت إلي هناك وركبت المصعد وقمت بتكرار ما حدث لي سابقا كي انتقل إلي الزمن الذي أريده ،ولكن في تلك المرة لم انتقل مباشرة إلي الزمن المحدد ،بل كنت أمر علي أزمنة عديدة قبل وصولي إلي الزمن الذي أردته ،وكنت في كنت زمن يمر علي اجد شيء غريبا
فقد كنت اشعر وكأني ما زلت في المصحة
اجد ابي وأمي يتحدثان مع رجل غريب يرتدي ملابس غريبة
لم أكن لأراها من قبل ،وكانت تلك الملابس تتغير بمرور الأزمة.. حتي وصلت أخيرا إلي الزمن الذي حددته
لم اجد المصحة حينها أو أي شيء مما كنت أراه من قبل عبر مروري في الأزمة المختلفة قبل وصولي إلي هنا..
تأكدت من أن هذا الزمان هو ما أريده عندما قمت باستقلال عربة تقودني إلي منزلي ودفعت الأجرة للسائق بالفزيست
وصلت إلي شارع زغلول حيث كنت اسكن ووصلت إلي العمارة وصعدت علي السلالم ثم طرقت الباب لأجد أمي وهي في حالة من الذهول ممتزجة بالفرح ،كانت لا تجد كلاما للتحدث به ولكن ما كان منها إلا أن قامت بضمي وفي عيناها دموع الفرحة برجوع اللقاء مرة أخرى ،وكيف انني علمت وتوصلت للذهاب اليها مرة أخرى ؟.. وهل كان المصعد مازال موجودا ؟
تساؤلات كثيرة طرحتها علي امي وأنا أجيب عليها وسألتني عن السبب الرئيسي للعودة.. ولكني كنت أود الإجابة علي ذلك السؤال سيئا مش فشيئا
ربما تصدقني في كلامي الذي لا يصدقه أحد في زماني ،واتمني لو إنها تستجيب لرغباتي وتأتي معي لزماني هي ونفسي
كنت في حالة من الحيرة ،كيف سأدرج لها الكلام حتي تصدقه او علي الأقل تقتنع به فهو كلام لا يصدق،ولكني مجبر
ذلك هو السبيل الوحيد لاثبات عدم جنوني
مرت الايام والليالي ولكني لم أستطع السيطرة علي نفسي في الكلام فقد صرحت لها مباشرة
بعدما انتهيت وهدأت نفسي ، وجدتها تبتسم وكأنها لم تصدق أي كلمة مما قلته ،ولكن بعد برهة وجدتها تقول لي : يا بني ماذا حدث لعقلك ؟ أجننت كما يزعم الناس عنك.. أم كما قال نفسك عنك؟
فنظرت لها نظرة تعجب ثم قالت : نعم نفسك ،،ألم تكن أنت ونفسك كروح وجيد واحد تعلمون أخبار بعضكما عن طريق تلاقي الأرواح
صحيح انك في زمان أخر ستصدقني إذا قلت لك أن ما تقوله يحدث لنفسك بالضبط كما يحدث لك ؟
فقلت لها : كيف هذا ؟
فردت : كما قلت لك سابقا انكما جسد وروح واحدة
فقلت لها : معني ذلك ان نفسي ذهب لزماني عندما اتيت أنا إلي هنا؟
فاجابت : نعم اتتذكر حينما قلت بطرفة ، كيف افرقكما عن بعضكما البعض
الأن لآبد إن تعلم إنها لم تكن طرفة ،بل حقيقة ،ولكنك لم تكن لتتفهمها حينها... افهمتها الأن ؟؟
فما كان مني إلا وان صككت وجهي وقلت في نفسي : يا إلهي أأنا في حلم.. أم إنها الحقيقة؟
وكيف حقيقة وذلك الكلام لا يصدقه أحد أو ممكن ان يحدث
تركت أمي جالسة في قلق ودلفت من مكاني حتي أتأكد من كلامها ،فتوجهت إلي مكان المصحة ،وعندها لم أجد نفسي هناك ولكني وجدت رجال الشرطة وكأنهم يبحثون عن أحد ما قد هرب
فعلمت أنهم يبحثون عني ،فذهبت مهرولا خائفا مسرعا إلي المنزل ، حينها وجدت أمي و عيناها دامعتان : أذهبت وتأكدت من كلامي ؟
لم أرد علي أمي وتركتها وذهبت إلي غرفتي وفي نفسي حالة من الذهول التام ممتزجة باخري من الهلع والخوف الشديد من مقدار الكارثة التي وضعت نفسي فيها ،ولم أستطع الخروج منها
من كثرة هلعي اغشي علي من النوم...
نمت فترة لا حرج بها وعندما استيقظت ،وجدت نفسي في المصحة النفسية ،يلتف من حولي أبي وأمي وشعرت ان رآسي تؤلمني ،فقد كان مجروحا بجرح عميق ،وعندما سألتهم : ماذا حدث لي كي أجرح هكذا؟ولماذا أنا في مصحة نفسية ؟و تساؤلات كثيرة جالت في خاطري لأسلها لهم
كانت اجابتهم قاسية وباليتهم لم يجيبوا
قد كانت الإجابة هي إنه في بداية الأمر عندما كنت ذاهبا مع أبي إلي العمارة التي في شارع فيصل لجلب الإيجار وكنت صاعدا علي السلالم حيث كان المنزل في الطابق الخامس وفجأة...
حدث شيء ما جعلني أفقد توازني فلم أستطع السيطرة علي نفسي فسقطت علي رأسي واغشي علي وكان أخر شئ أراه قبل دخولي في نوع من الاغشاء أشبه بالغيبوبة هو المصعد
من هنا بدأت الرواية،،
حينها ذهب بي أبي إلي المشفي لعلاجي وجدني اثثر بكلام لا معني له،فقرر اصطحابي إلي مصحة نفسية
كنت اتهيء مواقف لا وجود لها و أتحدث مع أشخاص لا وجود لهم ،فقد اصطنعت زمانا في عقلي الباطن لا وجود له
رسمت فيه نفسي أشياء ومواقف لا وجود لها
كالمصعد الناقل للزمن وكانت محاولات خروجي من المصحة ما هي الا خروجي من غرفتي بالمصحة معتقدا خروجي من المصحة بأكملها وركوب المصعد الناقل للزمن هو رةوبي لمصعد المصحة صعودا به وكأنه ينتقل بي من زمان إلي آخر وفي كل مرة حيث كنت افعل ذلك في عدة مرات في أيام مختلفة
وبالفعل أجد أبي وأمي يتحدثان إلي الدكتور النفسي المعالج لي للوصول إلي حل لتلك المشكلة وتغيير ملابسه
ذلك شيء طبيعي من يوم لأخر واعتقادي عندما كان يتوقف المصعد بي في أحد أدوار المصحة إلي وصولي إلي الزمان الذي كنت أريده أو بمعني أدق الذي هيئه وصنعه عقلي وكنت بالفعل أجد أمي ولكن صاعدة إلي الدور الذي توقف فيه المصعد لتقابلني ،وكلامي معها كان كل ذلك علاج لي باتباع من الدكتور
وإن نفسي ذهب إلي زماني ،فأنا كنت نفسي و الزمان لم يتغير
نعم هذه هى الحقيقة القاسية التي لم أرد سماعها ولا الصدام بها
لطالما كنت اتمني بالفعل وجود مصعد ينتقل بالزمن ولكن كل ذلك كان تهيأت وخيالاتوأوهام أستوحيتها عند مرضي تهيؤا مني إنها حقيقة ملموسة في الواقع والتي جاءتني أثر سقوطي علي رأسي
اكتشفت حين شقائي واستيقاظي من اوهامي إنها جميعها خيالات وأوهام عاصرتها وكنت مصدقا لها وكأنها حقيقة متجسدة في عالمي الذي اصطنعه عقلي والذي أصبح الأن كأنه سرابا منثورا
اكتشفت بعد شفائي أن المتأمل في العالم الفسيح الذي لا نهاية له حتي يأذن الله، في بعض الأحيان هو مفيد فقد نعلم أشياء ما كان لنا أن نعلمها من قبل ،ومن ناحية أخري هو ما حدث لي من ضرر ، فقد تهيأت و تصورت أشياء لا وجود لها ولن يكون لها وجود
زمان غير الزمان يتشكل فيه الواقع بأشكال عنصرية ،قد تكون موجودة ولكن لم يتم التواصل لها وقد تكون لا وجود لها....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي