الفصل الثاني

2
محمود بتركيز لا ثواني كده بس استوعب
ونظر ل امجد مكملا هي الدكتوره قالت تتغدوا

امجد أظن كده بس اكيد متقصدش وكانت عايزه تقول نتغدا

نور بضحك لا قولت تتغدوا وكنت قصدها

امجد لا يا دكتوره مفيش الكلام ده حضرتك معزومه على الغدا معانا

كادت ان ترد ولكن سبقها محمود قائلا لا مش كده شكلها بخيله ومش حابه نتغدا معانا عشان متتدبسش وتعزمنا ع الغدا مره تانيه أو اخدت على حياة الاجانب ونسيت كلام ولاد البلد الجدعان

نور بضحك لا مش كده برضوا بس حقيقي مش باكل بره البيت

امجد ليه المطعم هنا نضيف جدا واكله تحفه ومعروف كمان

نور مش موضوع اكله حلو او وحش بس متعودتش اكل بره البيت

محمود معلش بس احنا مصممين انك تتعدي معانا وكمان يبقي لينا عزومه عندك علي الغدا انا عزمت نفسي وعزمت امجد وانا مش غريب واهو يبقي عيش وملح

نور الموضوع مش زي تخيلاتكم
الحكايه وما فيها أن والدتي ديما تستناني على الغدا وانا اتغدا معاها ولو اكلت انا معاكم هي هتستناني

محمود بابتسامه خلاص عرفيها ونتغدا سوا والمره الجايه نتغدا معاها

نور بضحك المره الجايه لا ميغركش المره الجايه شغل مش تعارف زي النهارده
وعلفكره اسفه جدا اني حددت المعاد فى مطعم بس غصب عني لأن عيادتي هنا لسه ناقصها شوية حاجات بس باذن الله المره الجايه تكون جاهزه ونتقابل فيها

امجد بذهول واوا لا بجد هتعملي عياده هنا

نور بهدوء ايوه انا قررت ارجع اعيش ف مصر ومش بس كده لا كمان هاناقش الدكتوره بتاعتي للمره التانيه بس علي حالات مصريه

امجد طب وبالنسبه للمؤتمرات وجلسات التوعيه والتنميه البشريه

نور باذن الله خلال الاسبوعين الجايه هاشتغل عليهم اكون انتهيت من تظبيط عيادتي واستقريت وفضيت للشغل
وقبل اي كلام اتصل علي ماما ابلغها انى هاتغدا معاكم عشان متستنااش تكونوا انتوا طلبتوا الغدا

أنهت نور حديثها وحملت هاتفها واتجهت الي خارج المقهي لتحدث والدتها بعيدا عن صوت همهمات الناس والموسيقي وكان حديثهم كالاتي
نور الامل :الو ماما معلش يا حبيبتي هتغدى بره فاتغدى انت و احتمال اتاخر شويه
لترد ولادتها من الجهه الاخرى من الهاتف ازاي يا نور تتغدى وتسيبيني ده انت عمرك ما عملتيها

نور باعتذار واضح في صوتي وملامح وجهها لمن يراه اسفه يا ماما والله غصب عني يا حبيبتي ظروف
ردت الام بتفهم خلاص يا حبيبتي ولا يهمك اهم حاجه متتاخريش قوي وابقى طمنيني عليك
نور بحب اوكي مامي خذي بالك من نفسك يا روحي و هابقى ارن عليك عشان اطمئن انك اتغديت باي
اغلقت نور الامل هاتفها و ظلت تنظر الى اللاشيء وهي تحاول ان تكتشف لماذا ظهر الحزن عندما وجدته لا يذكر ملامحها كيف له الا يدرك انها هي صديقه دربه ورفيقه طفولته هل حقا قد نسيها ام انه يدعي النسيان ام انها قد اصبحت حقا بالنسبه لهذه العائله منسيه
لاتعلم ولايهمها أن تعلم
لا يهم اي شيء سوى شيء واحد و هو ذلك الشيء الذي كان سببا في عودتها
ابتسمت نور الامل في داخلها وقالت بصوت منخفض لنقل اننى عدت لانتقم وافى بذلك الوعد الذي قطعته على نفسي منذ الصغر
افاقت نور الامل من شرودها واتجهت الى داخل المقهي لتجد الطعام قد وضع على المائده ابتسمت وقالت لهم بسعاده ايه ده ايه الجمال ده ده انتم طالبين الاكل اللي انا بعشقه لا بجد لو ما لحقتوش نفسكم هكون انا خلصت الاكل
وجلست تتناول الطعام بأريحية تامه وسعاده غامره ربما لانها سعيد وذكرا ضاعت منها منذ سنوات اه وربما لانها اقتربت خطوه من تحقيق هدفها
انتهى الجميع من تناول العشاء وجعل سوا يتحدثون في العمل وبدا محمود يحكي قصته مع تلك الفتاه التي تطارده في جميع احلامها بل والاصعب انه يشعر وكانها واقعه و ليست محض احلام وخرافات لا يعلم لماذا اختارته من بين افرد عائلته ولكنه يشعر أنها بحاجه اليه
قالت له نور الامل بسعاده جميل جدا يا استاذ محمود انك تكون مهتم بالناس اللي حواليك حتى لو كان مجرد وهم و عموما المهدئات والمنومات اللي بتاخدها مش هتفيدك بحاجه بالعكس هتاذيك جدا وهتعمل اضطرابات نفسيه وخلل من وجهه نظري اكبر غلط انك تاخذ مهدئات او منومات وخصوصا انك بتاخدها صناعي انا هاكتب لك علي نوع اعشاب مهدئ بتتغلي وتتشرب زي النعناع واليانسون هات هديك شويه وحاول كل شر باكتب طل القهوه او الحاجه اللي فيها كافيين وخليك دائما في الحاجات الطبيعيه دي هات هدي اعصابك شويه وبعد كده الجلسه الجايه باذن الله نبدا في نظام التنويم المغناطيسي وقتها بس هنعرف اذا كان وهم فعلا او حقيقي لان احيانا الانسان بيكون في حاجه مؤثره على على تفكيره ومع الوقت بيبدا ينسج منها قصه او حكايه وبعد كده يبدا اظهارها ل نفسه علي انها واقع كنوع من الهروب من الحقيقه وكمان في مليون احتمال احتمال يعني مثلا ممكن يكون احد فعلا موجود وبيحاول ان يعمل نوع من الطلاقي عشان يوصل لك حكايا معينه او حتى ممكن يكون حد بيعمل لك تنويم مغناطيسي او حبوب هلوسه او غيرها او غيرها في مليون حاجه وحاجه ممكن تكون تفسير لك المهم دلوقتي انك تبطل فكره المهدئات والمنومات لانك حتى لو نمت هي بالطرد لك في احلامك ولو فضلت صاحي هتفضل تفكر لحد ما تصدع فالحل الوحيد انك تسترخي وتصيب الطبيعه تاخذ مجراها انا هتنور الامل حديثه ورفعت يدها لا تنظر الى ساعتها ستجد انها قد مره من وقتها ثلاث ساعات وقد تاخرت كثيرا على والدتها ف تعتذر منهم وتقول اسفه جدا تاخرت ولازم اروح ويجلس الجايه باذن الله يكون في حاجات ثانيه نعملها خطب جديده انا اخذتها ويكون كمان في العياده بتاعتي واخرجت من حقيبتها ورقه وقلم وكتبت عليها عده انواع من الاعشاب وطلبت منه ان يتناولها كيفيه تهدئه وقامت هي لتنصرف بعد أن ودعتهم
ليقوم بينهم حديث من نوع اخر
يبدا امجد حديثه بابتسامه ها اي رايك يا حوده
اللي يرد على محمود بثقه لا كلامها منطقي جدا وتحسها عندها قبول كده اول ما تتكلم معها تحس انك عارفها من سنين وده نوع من الشخصيات اللي نادره جدا الناس اللي تلاقيه عندهم سمات انك ترتاح في وجودهم حقيقي ارتحت لها جدا وارتحت الكلام وحسيت اني عرفتها من سنين

يبتسم امجد قائلا مش قلت لك انا جايب لك احسن دكتوره لندن و بيتهيالي انها فخر لمصر كلها

فانظر محمود بابتسامه ويقول لاحقيقي فتحت جدا وحاسس ان علاجي هيكون على يدك

اللي بتسب امجد ويقول قلت لك 100 مره يا صاحبي علاج في الحب والجواز مش عند الدكاتره

لينظر له محمود بغضب ويقول قلت لك مليون مره وبدل المليون مليار انا ما ينفعش احب ولا ينفع اتجوز ..
ما ينفعش ادمر واحده معي ..
عشان اكون بيت واسره ويبقى في اولاد لازم تكون مستعد نفسيا وانا لا مستعد ولا اي حاجه ولو تجوزت هتاذيها معي وانا ما يرضنيش اذي بنات الناس
ولحد هنا وخلص الكلام يا صاحبي عن اذنك انا مروح
ويقف محمود يدفع حساب المقهى ويذهب سريعا و كان عقربا قد لدغه
ويجلس امجد نظرا اليه بذهول يتمنى لو بيده اي حيله ينقذوا بها من حاله ذلك
اما عن نور فكانت قد وصلت الى منزلها وتصفوا سيارتها لتصعد الى امها الحنون التي اشتقت لها بتفتح باب شقتها
لتجد امها جالسه بانتظارها فتقول الامه بحنان كنت فين يا بنتي كل ده
فتجيب الابنه بطفوله ام سوري يا مامي غصب عني كان في شغل كثير جدا وانشغلت مع الحاله ونسيت الوقت

فتنظر لها الام بتمعن وتقول ويا ترى بقى الحاله دي كان نوعها ايه
لترد الابنه بابتسامه مش عارفه يا ماما بس غالبا شيزوفرينيا ده لسه تشخيص مبدئي لا اول جلسه ليه يا معاه

فتنظر امها بابتسامه بنتي طول عمرها شاطره ومش اول حاله ليها تشخصها صح من اول جلسه
فتبتسم نور وتقول تسلمي لي يا ماما بجد قولي لي بقى اتعشيت ولا لسه
فتنظر الام لها ببتسامه وتقول ما اقدرش اتعشى وارتاح طول ما بنتي مش في البيت

فترد نور بانزعاج سوري يا ماما بس انت كده بتهزري ما ينفعش يعني ايه لحد حالا ما تعشتيش انت ناسيه انك عندك انيميا
انا هدخل اجيب لك العشاء فورا و هتتعشى فاهمه يا ماما
فتنظر لها الام بتعجب وامتعاض قائله انت بتهزري على فكره انا اللي مامتك مش انت اللي مامتي
فتقترب منها نور بحب وتحتضنها من ظهرها وتقول مامي على فكره انت محتاجه ليه عاملك باسلوب انك بنوته صغيره لانك ازاي متتعشيش وانت عندك انيميا ثم تعالي هنا مش انت بتقولي انا بنتك واختك وحبيبتك وصاحبتك وامك والنبي عوض ربنا لك دلوقتي جايه تقولي لي انا اللي امك انا اخش اجيب لك عشاء تكوني جهزت نفسك يا ست هانم ب و تبتسم و تذهب لتعد لوالدتها العشاء
وينقضي يومهم فنام الجميع
في صباح يوم جديد وتحديدا في شركه الكومي اكبر شركات الاستيراد والتصدير في لندن يتحدث احد موظفين شركه المختصين بجمع البيانات والمعلومات عارفه تعبت مصريه الجنسيه تدعي ياقوته القلوب حسين الكومي
وعن كونها واحده من افضل الاطباء في مجال علم النفس وخصوصا انها تستخدم اسلوب التنويم المغناطيسي وتؤمن بان الماضي حتى وان كان من سيا فهو اساس المستقبل وهو المصدر الرئيسي المشكلات النفسيه ايا كانت وطالما ان هناك خبايا في الماضي فلابد من انها تؤثر على المستقبل
واكثر واكثر ما يجعلهم مسؤولين هو ذلك الاسم ايعقل هل هي حقا بنت صاحب الشركه ولكن لماذا هي الوحيده من بين اخواتها التي لا يتم ذكرها في تلك العائله هل حقا هي ابنتهم ام انه فقط تشابه في الاسماء
ولكن هل حقا سيقبل يوسف الكومي بشخص يحمل نفس اسمه
انشغال موظفوا الشركه بالحديث وناسيه كلهم منهم عمله حتى صدمه بصوت ياتيهم من الخلف قائلا الله الله سايبين شغلكم انا قلت لدادي من الاول ما ينفعش حد فيكو يشتغل هنا المصريين ما لهمش مكان في لندن ما يعرفوش يعني ايه الشغل ولا مسئوليه ولا ان الوقت من ذهب كل واحد يروح على شغل فوراً
التفت الجميع ليروا تلك الفتاه القصيره بعد الشيء ذات الملامح البريئه التي يعتليها الغضب وذلك الشعر الاشقر القصير والعيون الزرقاء اجل انها هي تلك الفتاه المتغطرسه ابنته صاحب الشركه التي ترى نفسها على الجميع وتدعي مليكه فينظر جميع لها بتوتر ويعلو حديثه صوت ذلك الاعتذار فيعتذر الجميع قائلين اسفين يا مليكه هانم
فتصرخ هي في وجههم من غير اي اعذار كل واحد على شغله فورا
نتجه الجميع الى عمليه خائفين من نتيجه حديث هذه الفتاه فبلا شك ستذهب الى والدها لتخبره ولا ينتظر كل منهم ما سيصيبه من غضبه جراء ذلك
فلينتظر كلا منهم ذلك البركان الذي سينفجر في اي وقت بشكل لا تحمد عقباه
وليصبهم ما لم يتوقعه احد

اما عن طبيبتنا الرقيقه
فقد استيقظت الام من نومها لتجد ابنتها نائمه على السرير وقد تاخرت عن موعدها فاتجهت الي نوافذ غرفه ابنتها سريعا ورفعت استار تلك النوافذ لتدخل اشعه الشمس الى
ابنتها النائمه في السرير تتململ بنعاس قائله يوه بقي يا ماما اقفلي الشباك بسرعه عايزه اكمل نوم انا تعبانه

فترد الام قومي يا ست هانما تاخرتى الساعه بقت عشره ونص عندك شغل ولا انت ناسيه

فتقوم نور الامل وتقفز من على سريرها سريعا وتقول ايه ده يا ماما سبتيني كل ده نائمه انا لسه هاروح اخد شاور بسرعه
فتنظر لها الام ابنتها مبتسمه وتقول ليه ما لسه بدري مش كنتي كسلانه يا ست هانم
فترد نور الامل مامي مش وقت هزار انا متاخره وتتجه الى الحمام مسرعتا لتستحم وتغسل واجهه وبعد ذلك تخرج لتجد والدتها واقفه بانتظارها بعد ان اعدت الافطار

فتقول لها نور بسرعه ما فيش وقت يا ماما انا لازم امشي بسرعه

فتردد الام ليه ان شاء الله لسه بدري لسه الساعه ما جتش ثمانيه يا ست هانم
فتبتسم والفتاه وتقول يوم عن يوم بتثبت لي انك ام مصريه يا ماما حرام عليك تخضيني كل ده وانا اللي كنت مصدقه و ما رضيتش ابص على الساعه
فترد الام ابتسامه وتقول يلا بس عشان تفطري فتجلس الفتاه وامها على مائده الافطار ويتبادلون اطراف الحديث

في مكان اخر ولنقل تحديدا في فيلا الكومي يجلس رجل في مكتبه وبيده صوره قديما بها فتاه شابه في منتصف العشرينات ذات عيون رماديه محجبه واجهه خمري وملامحنا هادئه متوسطه الطول زات جسد متناسق ينظر اليها عيون دامعه ويقول في ذات نفسه وحشتيني قوي يا حياه يا ترى ياقوت عامله ايه وحشتني قوي ويا ترى ملامحها عامله ازاي تشبهلك ولا تشبهني لا لا اكيد شبهك ما ينفعش تبقى شبهك عشان انت عارفه ان طول عمري ما اتمنى انها تشبهك لانك في ملامحك وطبعك رقيقه وكنت اتمنى يكون لي بنت شبهك

(*حب الماضي سيبقي للابد بعواطفه الجياشه رغم كل شئ لن يزول الا بزوال ما يحب وهو القلب والقلب لا يزول الا بالموت*)

ويقطع شروده ذاك صوت طرق علي مكتبه فيضع صوره بداخل ذلك الدفتر القديم و يغلقوا عليها درج مكتبه وينشغل في الرد على من يطرق الباب

اما عن امجد فكان بعيادته ومنشغلا بحالاته كالعاده وبين عمله ذاك قطعه رنين الهاتف كان ذالك صديقه محمود ذلك الشخص الذي يهون عليه مرارت يومه وكابه ما يمر عليه من احداث وحكايات يسمعها من مرضاه
وينتهي الحديث وبينهما
وتمر الايام علي ابطالنا دواليك ولا يتغير شئ من روايتهم اليوم إلا بعض الأمور البسيطه فقد تحسنة حالات ومحمود وبالنسبه لنور الامل فقد انتهت من اعداد عيادتها واصبحت جاهزه الاستقبال الزوار اما عن امجد فقد تحسن عمله وخبرته اصبحت اكبر بعد ان تعامل مع نور الامل واصبحت هي تفيده في عمله ولا تبخل عليه باي شيء من خبرتها
ومرت عده جلسات مع محمود وكان امجد يتعمد الحضور في تلك الجلسات حتى يستفيد من خبره الدكتوره نور الامل فتاه تسقط العلاقه بينهم واصبحوا اصدقاء واصبح كل منهم لا يمضي يومه الا وقد طمئني علي صديقي الاخرين وفي يوم من الايام بينما تجلس نور الامل في مكتبها اذا بها تجدوا محمود يدخل عليها مقتحما غرفه بتوقيع الكشف ويطلبوا اليها ان يتحدث وهي كانت قد اخبارك الفتاه التي تعمل بالاستقبال بانها يتوجب عليها ادخال محمود او امجد اي منهما في مجرد مجيء فهم ليس مجرد حاله ان لديها وانما اصدقاء لم تثق نور الامل بدخوله وكانها كانت انتظار فطلبت اليه ان يجلس على احدى الارائك حتى تنهي حديثها مع الحاله الموجوده فاخرجت ورقه وكتبت عليها بعض الادويه المهدئه وطلبت منها ان تبتد عن اي شيء يثير غضبها او يسعدها وودعتها على لقاء الاخر حسبه موعدها
بعد ان انهت عملها التفتت اليه قائله ماذا حدث بدأ يروي ما حدث ويخبرها عن ذلك الطيف الغريب الذي عاد الى مخيلته فنظرت اليه بهدوء وقالت له الظاهر ان انا لازم ناخذ الخطوه جديده كنت مستنيه عليها بس يا ترى انت مستعد الموضوع ده

فينظر هو لها هدوء ويقول اهم حاجه ان ارتاح من اللي انا فيه
فتنظر هي له بهدوء وتقول ساعات الحاجه اللي احنا فاكرها تريحنا بتكون هي مصدر تعبنا فلازم تفكر مليون مره قبل ما ناخذ الخطوه دي
ينزل لها محمود بثقه ويقول انا لازم اخذ الخطوه دي ايام كان الثمن لازم اعرف مين دي و عايزه مني ايه وليه بتطردني
فتجلس هي امامه وتقول طيب انا دلوقتي عامل حاجه اسمها تنويم مغناطيسي مطلوب منك انك تبص لي التركيز تصفي ذهنك وتهدي خالص
وتبدا هي تلك الطريقه التي تقنع جيدا في تحويل الشخص من عالم الوعي الى عالم اللاوعي حيث لا يوجد سوا تلك الذكريات وتبدا وهي بالحديث معهم فيعود بها الى ذكريات ولى عهدها منذ سنوات طويله
حيث كان ينظر الى ذلك الرواق من القصر ويلعب مع تلك الفتاه الجميله ذات الملامح البريئه فات وحدثهم
الطفولي وذلك الحب الطاهر البريء الذي قتلوه قبل ان ينموا ليس هذا وحسب بل شوهوا كل ملامح البراءه
كان يتحدث اليها وهى تنظر وبدموع وتتذكر تلك الذكريات معه
كيف لها ان تنسى حب حياتها
ذالك الحب الصادق
حتى وان كان لها ذلك والاب القاسي الذي القي بنته وزوجته ولم يقف له أحد بل ولم يهتز له جفن ولم يعرف الحب الى قلبه طريقا
وتلك المراه التي قال انها حبه وعشقه الابدي ....
تلك طفله التي تمناها طول حياتي وفي النهايه القابها كيف له ان يكون ابدا كيف لقلبي ان يكون نابضا بالحب وكيف لها ان ترحمه تعفو عنه او تعفو عنه كيف لها ان تنسى كل هذه الامور حتى وانسيها محمود فقد عادت عدد فقط لكي تنتقم وتعاقب كل من اخطا في حقها ولا يغمض عليها جفنه حتى تنفذ مبتغاها اجل مبتغاها كل ما فعلته لم يكن الا بدايه....
بدايه لانتقام قوي لن يستطيع احد ابدا ان يتصدى له فلينتظروها
اجل فلتنتظرها ايهاالاب القاسي لتعاقبك من اقرب ابنائك لقلبك وابن اخيك الغالي
وهنا ارتفع صوت افكارها لتقول اسفه يا حبيبي بس مضطره اني اعمل فيك كده لازم اعاقبه ومتاكده انك لما تعرف هتسمحني
كادت نور الامل أن تجعله يفيق حتي سمعته يقول مهما حصل استحاله انساكى

(*ستبقين عشقي وساسلك في حبك فوق دروب العشق دروبا *)
واستحاله اخذك بذنبهم مهما حصل انا عارف انك بريئه
نظرت له بدموع وذهب لتغسل وجهها ثم عادت وجعلته يفيق
لتبقي هي صامته ولا تعرف ماذا عليها أن تخبره
وعندما يفيق يسألها ماذا حدث ولما يبدوا عليها البكاء فتحاول هي التفكير فى قصة ما الخبره بها فيقطع خبرتها رنين هاتفها لتتنفس هي الصعداء
وبمجرد أن ينتهي من حديثه يلتفت إليها قائلا
عندي ليكي مفاجاه

تنظر هي له بتركيز دون أن تنطق ببنت شفه
فيقول هو بفخر عمي كان بيكلمني وبيعزمنا ع الغداء
فتنظر هي له بجنود وتقول عمك مين
فيبتسم محمود بثقه ويقول حسين الكومي
فتهتز هي وتبتلع ريقها بصعوبه وتقول وهو يعرفني منين
فينظر هو لها بضحكات لم يستطع أن يوقفها ويقول أنا سبق قولتلك أنه ابويا وبحكيله عن كل حاجه فأكيد بالتبعيه حكتله عنك وهو كان حابب يتعرف عليكي وكان بيعزمني ع الغدا ولما عرف اني معاكي قالي اعزمك
فابتسمت هي وقالت بتوتر بس ماما يعني المفروض....
فقاطعها هو قائلا من غير بس عرفيها انك معزومه عندي وخلاص
فتهمس هي في نفسها ماهو دي المشكله ماما لو عرفت هتبوظ خطتي وانا مستحيل أقبل بيها
امسكت نور هاتفها لتحادث والدتهاو تخبرها بانها ستكون مع احد الاصدقاء تتناول غذائها معه
ثم اتجهت له لكي تخبره بانها مستعد
وخرجت تطلب من الممرضه ان تعتذر من جميع الحالات وتقوم بتحديد موعد آخر لهم
فاتجه بها محمود لذلك القصر الضخم ودخلت اليه
تسير بشرود تتذكر طفولتها و تنظر الى ذلك الاتجاه الذي به رواق قديم كانت تعيش به هي والدتها
لتظهر بعينيها دموع قد اخفتها لسنوات ولكن حنينها لذلك القصر لم يقل شووقها لحديثها مع والدها لم ينقص حتى وان كان لا يعرف معنى للأبوه

(*ذكريات قلبي فيك كحلم جميل ولكن الآخرون حولوا حلمي الوردي لكابوس مؤلم استيقظ عليه في كل يوم *)

مسحت عينيها وبدات اخفاء تلك الدموع التي عاجلتها بالنزول ونظرت الى محمود بابتسامه وتوتر فامسك هو يدها ليجعلها تهداء فتنفست الصعداء ودخلت معه الى ذلك القصر الضخم فترى والدها واخواتها وزوجة ابيها يقفون بانتظارها على وجههم الابتسامه
فتبتسم هي الاخرى وتترك باقي الأمر لابن عمها فتولى هو مهمة تعريفهم بها
فنظر لعمه قائلا اعرفك الدكتوره نور الامل زهران اشهر دكتوره في مجال علم النفس في لندن
خبيره في علم النفس ومجال التنويم المغناطيسي
فينظر لها عمه بابتسامه
ويتجه محمود بنظريه لها قائلا اعرفك عمي البشمهندس حسين الكومي
صاحب مجموعه شركات الكومى شركات الاستيراد والتصدير اشهر رجل اعمال على مستوى العالم و ابويا اللي رباني قدوتى ومثلى الاعلى

فنظرا كل منهما للاخر وتبادلو التحيه
ودار بينهما حوار طويل حتى وضع احد الخدم اطباق الحلوى امامه ويبدو انه قد اخطا في الاطباق فوضع امامها طبق كان من المفترض ان يوضع أمام والدها

فمد يده ليلتقط قطعة حلو واعطاها قطعه ومحمود قطعه
فأمسكت بها وقربتها من فمها فشمت رائحة البندق التى بداخلها فتوقفت ولم تاكلها ووضعتها أمامها بينما لم ينتبه الاب لانها تحوي بندق وتناولها وهو يتحدث إليهم ولم يمضي عشر دقائق حتي بدأ بالسعال و العطس وضيق التنفس وظهر على جسده ووجه اثر الطفح الجلدي
فقامت نور الامل وقفت بعيدا عنه
بينما اقترب كل افراد عائلته منه فزعين قلقين
ظلت هي تنظر اليه بشرود حتى خرجت من شرودها ذاك وبدأت تتغلب علي حيرتها وقد حسمت أمرها بانها ستساعده وتنسي ما حدث بينهم لتعاقبهم كام تشاء فيما بعد
فاخرجت ابره من حقيبتهاواتجهت إليه وحقنته بها
فبدأ عليه الهدوء والارتياح فابتسمت هي بسعاده لاتعرف لماذا أحست بها ولم تكن مصطنعه رغم ما بينهم من نزاع

(*رغم كل ما حصل تبقي انت يا ابي نقطت ضعفي اكرهك كذبا واعاديك تمثيلا ولكن لو رأيت خطرا يحاصرك انسي كل شئ فالمهم سلامتك *)

ثم قالت لهم ها اخبارك مش احسن شويه
فابتسم حسين وقال لا الحمد لله احسن كثير
فاقتربت زوجته من الأطباق بفضول وحملت قطعة حلوا وتذوقتها فإذا بها تصرخ ف الخدم بغضب مين إلى حط البندق ف الحلويات انتوا مش عارفين أن الباشا عنده حساسيه شديده
افرضوا الدكتوره معرفتش تتصرف
نظرت هي لها بابتسامه وقالت انا عارفه النتيجه من قبل ما اديك الابره دي مفعولها سريع جدا
فنظر لها محمود ثم قال انت عرفت منين وايه اللي انت اديته له ده
ابتسمت وقالت اعراض الحساسيه واضحه لاي حد درس طب أو حتي قرأ عنه

محمود طب والابره ازاى كانت معاكي

نور بتنهيده انا عندي الحساسيه دي بدرجه كبيره ومش برتاح غير بالابره دي

محمود طب والحساسيه دي ايه سببها

نور بهدوء عادى بيكون الجسم فيه مشكله تجاه نوع معين من الاكلات او الاسريه أو حتي المواد الفعاله ف الدواء

فيصلهم صوت فتاه صغيره تقول كنت فكرته وراثه
فيلتفت الجميع وإذا بها فتات ذات عيون رصاصيه وشعر يتلون باللون الاحمر قصير وذات ثوب احمر ضيق قصير
فيقول محمود بحب توچي وحشاني
فتركض الفتاة إليه بسرعه وتحتضنه بتلقائية وتقبل جبينه قائله وحشتني يا أبيه ثم قولى مين القمر
متقولش خطبت من ورانا وبصراحه انت قادر وتعملها والثانيه قمر خالص

فتبتسم نور الامل قائله قمر ايه انا اسمى نور
فتبتسم الفتاة وتنظر لمحمود قائله ما قلتليش من القمر تكونش خطيبتك
ف ينظر له عمه قائلا لو عايز تتجوزها انا موافق من حالا
فتردد هي بابتسامه وانا كمان موافقه
فتنظر الفتاه الصغيره وتقول يا دادا تعالى بسرعه زغرتي

وتحاول تقليده فيبدا الجميع في الضحك
وبعد تناول الغداء اصطحبابها محمود الى تلك الحديقه المقابله لذلك الرواق القديم لكي تراه تلك الحديقه التي اعدها عمه بنفسه
3
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي