الفصل الرابع
بالاضافة للقوسان المزدوجان اللذان يعانقان السماء، و اللذان يعدان أهم معالم ملعب خليفة الدولي المميزة الجاذبة لعشاق كرة القدم في العالم أجمع.
معلم من معالمه الأكثر شهرة في الأوساط الرياضية كافة، فلا يمكن لأحد أبدا أن يتخيل هذا الملعب بدون هاتين الأيقونتين المميزتين له.
أما تلك المظلة الواسعة الجديدة التي تمتد تحتهما فقد أعطت صورة عصرية لسقف الملعب، حيث تقوم بتغطية جوانبه بالكامل.
إنها تعمل جنبا إلى جنب مع نظام التبريد حفاظا على درجة حرارة مناسبة لجمهور كرة القدم من مشجعي الفرق المختلفة التي تتنافس للحصول على كأس العالم.
في إحدى تلك المقاعد الأثنتا عشر الجديدة و التي تمت إضافتها لزيادة عدد المشجعين المحتمل في المدرجات.
كان بسام يتابع بحماس تفاصيل رحلته الجديدة لحضور نهائي كأس العالم الذي لم يحدث في عالمنا بعد فكم هو أمر غريب أن تتمنى متابعة حدث لم يحدث بعد!
بل و الأغرب من ذلك أنك تستطيع تحقيق هذا في عالم خيالي واقعي في الآن ذاته أنت تبتكر ما تراه و تعيشه ياله من إختراع!
مقعد بسام الذي إختاره أتاح له رؤية الواجهة الخارجية التي تم إنشاؤها حديثا لتزيد الملعب جمالا على جماله السابق.
بينما كانت إضاءة الملعب بالتكامل مع الإنارة الرقمية تعطي بعدا جديدا أروع لمتابعة جماهيرية أفضل للمباريات التي تلعب على أرض هذا الملعب المتميز تصميميا و إنشائيا.
إنطلقت صافرة حكم المباراة معلنة بدء النهائي المنتظر لكأس العالم و التي ينتظرها عشاق كرة القدم كل أربع سنوات ليتوج في نهايتها منتخب إحدى البلدان كبطل على العالم كله!
بين هتافات المشجعين إرتفع صوت معلق المباراة قائلا:
-مباراتنا لليوم تجمع بين فريقين من أقوى فرق العالم في تلك اللعبة البرتغال و الأرجنتين.
صاح المشجعون بحماس فها قد جاء اليوم الذي تنتظره جماهير الفريقين بفارغ الصبر، فالجميع ينتظر تلك المباراة التي تجمع بين أمهر لاعبي الكرة عبر الزمان ليونيل ميسي و كريستيانو رونالدو.
هُيّأ لشريحة كبيرة من المتابعين أن الإستحواذ في الجولة الأولى من تلك المباراة كان للبرتغال حتى إنقلبت الموازين مع تسجيل ميسي لهدف من هجمة مرتدة في نهايتها.
حينها أطلق حكم المباراة صافرته معلنا نهاية الجولة الأول بإنتصار مباغت للأرجنتين على فريق البرتغال الذي كان أكثر إستحواذا، كم هي غريبة تلك الكرة!
تناقش لاعبو منتخب البرتغال في تلك الأثناء عن كيفية إسترداد المباراة و تلافي هذا الخطأ و بينما هم يتبادلون الأفكار أعلن الحكم بصافرته عن بدء الجولة الثانية.
مرت تسعون دقيقة من الصراع حيث تنقلت الساحرة المستديرة بخفة بين أقدام لاعبي الفريقين كل يحاول الإستحواذ عليها.
الأرجنتين تحاول الحفاظ على ما حققته في الجولة الأولى، و البرتغال تحاول تلافي الأمر للحصول على هدف التعادل على الأقل لإطالة الوقت.
فكلما زاد الوقت زادت فرصتهم للنيل من الفريق الذي إختطف الجولة الأولى منهم.
جماهير المباراة كانوا في غاية الحماس أثناء متابعة تلك المباراة فالنهائي بين أقدام اللاعبين المفضلين للجميع.
حين تجمع أرض الملعب هذان اللاعبان معا فاعلم أنك ستشاهد أروع مفاجئات كرة القدم!
في الدقائق الأخيرة أعلن الحكم عن ضربة جزاء لمنتخب البرتغال.
-هذه هي فرصتنا للتعويض
- نعم ينبغي ألا تضيع من بين أيدينا فسيكون أمرا مخيبا للآمال حقا.
كان هذا هو الحوار الدائر بين بسام و أحد مشجعي فريق البرتغال بجانبه فكل من في المدرجات يستطيع رؤية بسام و الحديث معه
يا لها من لعبة رائعة! لعبتنا تلك التي تمنحك الفرصة لتحقيق ما تشاء بتلك الصورة الواقعية.
إحتبست أنفاس مشجعي فريق البرتغال فها قد أتت اللحظة الحاسمة إذا أحرز فريقهم هدفا، و إستغل تلك الفرصة التي حلت عليه ليباغت خصمه فقد تحدث المعجزة.
ها هي الفرصة قد أتت لتعود المباراة إلى أرضه الملعب مرة أخرى، أما إن إضاعها تلك المرة أيضا فحينها فقط تنتهي المباراة و يصاب مشجعي الفريق بالإحباط.
-هدف هدف هدف باغت اللاعب حارس المرمى بتسديد الكرة في مكان صعب الوصول إليه، بل و كان صعب توقعه للحارس أيضا.
كان هذا أمرا متوقعا بالتأكيد فكيف يفلت فريق قوي كفريق البرتغال مثل تلك الفرصة من بين أيديهم!
علت هتافات مشجعي البرتغال فقد عادت إليهم فرصة الحصول على كأس العالم بعد أن كادت تنقشع أمام أعينهم.
بينما أصاب التوتر غالبية مشجعي فريق الأرجنتين، بينما الباقي أصيب بالإحباط فها هم قد عادوا إلى نقطة الصفر مرة أخرى.
إحراز البرتغال لهدف التعادل بعد أن كانوا في الصدارة أضاع فرحتهم التي رتب معظمهم كيف سيحتفلون بهذا الإنجاز العظيم الذي تنتظره جماهير كرة القدم في العالم كله.
إنتهت الجولات الأساسية للمباراة نهاية قلبت كل الموازين فإنقلب الإنتصار إلى تعادل و عادت الكفتان التساوي مرة أخرى.
كما لو كنا نفتتح المباراة من بدايتها مرة أخرى و لكن مع لاعبين قد إستحوذ الإرهاق على أجسادهم بعد تلك الجولة التي إنقلبت بها الموازين و التي رفض لاعبو البرتغال أن يخرج منتخبهم منها خاسرا.
مناقشات و مداولات تمت بين اللاعبين، الجهاز الفني و المدرب الخاص بكل فريق عن نقاط قوة و ضعف كل منهما لكي يستطيع إستكمال المباراة بشكل لائق.
أما الجماهير فهم يتابعون كل منهم بحماس مترقبين للنتيجة التي ستسفر عنها أحداث الشوطين الإضافيين.
كل منهم يتمنى أن يكون النصر و التوفيق حليفين لفريقه الذي يشجعه دون الآخر، فتلك هي كرة القدم و تلك هي المباريات المصيرية لابد من وجود فائز و خاسر.
أعلن حكم المباراة بدء الشوط الإضافي الأول بتمريرات في منتصف الملعب بين أقدام لاعبي البرتغال الذين بدأوا تلك الجولة الثالثة بحماس منقطع النظير.
فهم ينوون إحسان إستغلال تلك الفرصة التي حازوا عليها لأحسن صورة ممكنة للخروج من تلك المباراة فائزين.
كذلك عم الحماس نفوس لاعبي منتخب الأرجنتين أيضا، و لكن مع إختراق الدافع فهم يهدفون للإنتقام و إثبات أنهم هم الأقوى و أن البرتغاليون قد حصلوا على تلك الفرصة بمحض الصدفة لا أكثر!
إستحواذ مشترك، كفتان متساويتان لا يستطيع أحد ترجيح إحداهما عن الأخرى، و حظوظ متساوية لكلا الفريقين.
كان هذا العنوان الأدق لأحداث جولة ثالثة مليئة بالركلات المميزة و الهجمات القوية المتتعدة بين لاعبي الفريقين و لكن لم تسفر إحداهما عن هدف محقق يضمن إنتصار صاحبه في تلك الجولة أيضا.
تلك هي الجولة الحاسمة و الأخيرة في مباراتنا لليوم فمن الفريق الذي سيستطيع تحويلها لصالحه تلك المرة دعونا نتابع.
كانت تلك الكلمات التي إفتتح بها معلق المباراة أحداث الجولة النهائية من جولات تلك المباراة بعد أن إنتهاء كافة الجولات السابقة بالتعادل بين الفريقين.
تارة ما كان تعادل إيجابي كما كان الحال في الجولتين الأساسيتان للمباراة و تارة أخرى كان هذا التعادل تعادل سلبي كما إنتهى الأمر في الجولة الإضافية الثالثة.
صولات و جولات تمت بين عمالقة كرة القدم من لاعبي الفريقين كل منهم يمني نفسه إنتهائها لصالحه و صالح فريقه تلك المرة.
بالفعل هجمة مرتدة سريعة للغاية للاعبي فريق البرتغال بوغت بها لاعبي فريق الأرجنتين أسفرت عن إحراز هدف يرجح كفة فريق البرتغال لإنهاء المباراة منتصرين.
هدف أنعش المدرجات فها هي جماهير منتخب البرتغال تتعالى هتافاتهم بعد أن إزدادت حظوظ فريقهم في إنهاء المباراة لصالحهم.
فها هم يهتفون بزئير كالأسود التي إقتربت من إلتهام فريستها، ترد عليها هتافات مقابلة من جماهير الأرجنتين تحفيزا لفريقهم.
هتافات في المدرجات مالئة للحماس في قلوب لاعبي الفريقين فلا مجال للتراخي إنها الفرصة الأخيرة.
إستحواذ مطلق لفريق الأرجنتين على الكرة و دفاع مستميت للاعبي البرتغال كان هذا هو حال الدقائق الأخيرة من أحداث المباراة فقد إنقلبت الموازين بصورة لم يتوقعها أحد!
علت هتافات مشجعي فريق الأرجنتين متمنيين أن يتعادل فريقهم لكي يصل الأمر بهم إلى ركلات الترجيح على الأقل فتكون تلك هي فرصتهم الأخيرة.
بينما إحتبست أنفاس مشجعي البرتغال آملين أن تنتهي الدقائق الأخيرة بفارغ الصبر.
إنعكست الآية في الجولتين الإضافيتين عن الأساسيتان فهل تنتهي أحداث المباراة كما هي أم يحدث ما ليس بالحسبان و تنتقل المباراة إلى ركلات الترجيح و ينقلب السحر على الساحر تلك المرة أيضا!
مباراة حماسية لم تتوقف للحظة حتى أن المشجع كان يخشى أن تغفل عيناه لثانية فتحدث في الأمور أمور.
دقائق أخيرة كانت تفصلنا عن نهاية المباراة إنتهت بنتيجة سلبية لم يتغير بها أي شئ مما جعل حكم المباراة يطلق صافرته لتنتهي المباراة بدون إحتساب دقائق إضافية.
أعلن حينها حكم المباراة إنتصار فريق البرتغال و حصوله على كأس العالم لعام ألفين و إثنان و عشرون!
إرتفعت صيحات الجماهير فرحين بالإنتصار منتظرين لحظات التتويج لفريقهم بفارغ الصبر.
ممر شرفي قام به لاعبو فريق البرتغال لزملائهم من الفريق المنافس تحية لهم على تلك المباراة الرائعة.
فقد بذل كل منهم قصارى جهده و لكن تلك هي كرة القدم و تلك هي المباريات النهائية لابد من فائز واحد فقط.
مصافحة بين لاعبي الفريقين و تحية لجماهير الفريقين لكلاهما و خاصة للاعبين الأشهر على الأطلاق.
أعلنت تلك المصافحة إنتهاء تلك المباراة بصورة لائقة فالعالم كله، فلا فرق بين فائز و لا خاسر ليوم طالما أن الروح الرياضية هي السائدة لا محالة.
برغم وجود لقب فائز وخاسر درجة كبيرة من الرقي والأخلاق فلم يعد يتحدث أحد عن فائز مقابل خاسر وإنما فائز جيد وخاسر جيد.
كلا الفريقين قاما بمجهود كبير و مشرف لبلده و أوصلوا صورة رائعة عن تقبل فكرة أنها مجرد لعبة في النهاية.
رياضة نستمتع بها جميعا لا تخلو من المنافسة و لكنها منافسة شريفة، كلاهما فريقان إستحقا عن جدارة مكانتهما عند جماهير الكرة المستديرة في العالم أجمع.
-توتر و حماس غير متوقعين على الإطلاق.
كانت هي تلك الكلمات التي أجاب بها بسام على متابعيه على مواقع التواصل الإجتماعي عندما سألوه عن شعوره بتلك التجربة المثيرة.
في صباح يوم جديد من بقعة هادئة من بلادنا المحروسة أعلن بسام بدء رحلته الجديدة من مرسى علم"مالديف مصر".
مكان جميل، هادئ و طبيعة خلابة، فمرسى علم تزخر بالعديد من الأماكن السياحية المتميزة، حيث تعد من أجمل مناطق الغطس في مصر والعالم ووجهة محببة لهواة السفاري.
كانت تلك هي وجهة بسام للإسترخاء بعد تلك التجربة المثيرة للحماس في قطر، حيث تعد مرسى علم واحدة من أكثر الوجهات المميزة في مصر حيث الطقس الرائع.
الاستمتاع بالشواطئ الخلابة ورياضة الغطس، ويوجد بها بعض الأماكن المميزة جدا في هذا الأمر.
فهي تعد ذات موقع إستراتيجي على ضفاف البحر الأحمر الذي يعتبر من أقوى البحار في رياضة الغوص على مستوى العالم كله و لكن هل ستكون رحلته كما يتخيلها!
مرسى علم تعد من أكثر البلاد ذات المعالم الخلابة في مصر و لكن بعدها عن العاصمة القاهرة يجعل العديد من المواطنين يفضلون البعد عن زيارتها.
فالأمر يستغرق الأمر منك أكثر من عشر ساعات من قيادة للسيارة الأمر الذي يجعلها رحلة مرهقة لزائريها من قاطني القاهرة و الجيزة.
ولكن من خلال تلك اللعبة أستطيع الإستمتاع بطبيعتها الساحرة بدون خوض تجربة وصول مرهقة.
كانت تلك هي الأفكار التي تدور في مخيلة بسام أثناء إستلقاءه على مقعد مواجه للبحر يتأمل في مياهه، فكل بحر في هذا العالم ميزه الخالق عن غيره بميزات تختلف عن سواه.
البحر الأحمر بحر جميل يجعلك تقف أمامه مسحورا، تتسائل أهو لغز أم معجزة، فهو بحر يفصل بين الشرق و الغرب و بين قارات إفريقيا و آسيا على حد سواء.
نهض بسام من مكانه للمشي على الرمال الدافئة الذهبية كالكريستال، تتناثر على قدميه مياه البحر المالحة ذات اللون الساحر و الذي يجعلها أشبه بالمالديف التي يتمنى الجميع زيارتها.
يا الروعة هل يمكن لشخص أن يشعر بالتعاسة على الشاطئ؟ بالتأكيد هذا غير ممكن على الإطلاق، هذا لأن مياه البحر والشمس يساعدان على التخلص من الاكتئاب والتوتر ويعملان على الشعور بالاسترخاء.
إنه حقا الشعور الذي كان بسام يحتاجه بعد توتر المباراة، البحر في مجمله ساحر خلاب لمن يتأمله من الخارج فكيف سيكون الأمر حينما يكون في أعمق أعماقه يا ترى!
الحياة و خاصة المائية منها تختلف إختلافا جذريا في مرسى علم عن باقي البلدان الساحلية في العالم، شاطئ أبو دباب كان وجهته الأولى في تلك المدينة.
إستقبلته الشعاب المرجانية حيث كانت أول ما وقعت عليه عيناه، إنها تنتشر يمينا و يسارا في ذلك الممر المتجه لمكان من أروع الاماكن على مستوى العالم لممارسة رياضة الغوص.
إرتدى بسام زي الغوص و كانت المركب تنتظره حاملة على سطحها مرشدا سياحيا للقيام برحلة لزيارة تلك الحياة المائية الخلابة في هذا الشاطئ المميز.
قفز بسام و المرشد الساحي من المركب عندما وصلت إلى مسافة مناسبة للغوص، ثم صعد إلى سطح الماء مندهشا من ضخامة الكائن الذي يراه!
إنها بقرة البحر لا يوجد منها سوى اثنتان فقط في مرسى علم كلها، ها هو بسام قد حالفه الحظ لرؤية إحداها.
-إن أتريد رؤية أضخم سلاحف على الإطلاق! فإتبعني.
عاد بسام للغوص مرة أخرى متتبعا طريق المرشد حينها وقعت عيناه على اضخم سلحفة قد يراها في حياته قط.
صعدوا مرة أخرى إلى سطح الماء و لكن تلك المرة إلى سطح المركب ايضا حتى تتوجه بهم إلى شاطئ النيزك.
إن هذا الشاطئ أشبه بحمامات السباحة و لكنه من صنع الخالق.
شعر بسام حينها بعظمة الخالق و هو يتأمل ذلك الشاطئ الرائع الأشبه بالبحيرة.
- هل يمكنك أن تحدثني عن سبب تسميته بهذا الاسم؟
وجه بسام هذا السؤال للمرشد الذي أجابه برد غريب.
- بعض من سكان هذه المنطقة يعتقدون أن نيزكا قد صدم الأرض يوما ما و في تلك البقعة تحديدا مما أدى إلى تكون تلك البحيرة! سأتركك الآن قليلا تستمع بالسباحة بها إلى أن نكمل جولتنا مساءا بإذن الله.
معلم من معالمه الأكثر شهرة في الأوساط الرياضية كافة، فلا يمكن لأحد أبدا أن يتخيل هذا الملعب بدون هاتين الأيقونتين المميزتين له.
أما تلك المظلة الواسعة الجديدة التي تمتد تحتهما فقد أعطت صورة عصرية لسقف الملعب، حيث تقوم بتغطية جوانبه بالكامل.
إنها تعمل جنبا إلى جنب مع نظام التبريد حفاظا على درجة حرارة مناسبة لجمهور كرة القدم من مشجعي الفرق المختلفة التي تتنافس للحصول على كأس العالم.
في إحدى تلك المقاعد الأثنتا عشر الجديدة و التي تمت إضافتها لزيادة عدد المشجعين المحتمل في المدرجات.
كان بسام يتابع بحماس تفاصيل رحلته الجديدة لحضور نهائي كأس العالم الذي لم يحدث في عالمنا بعد فكم هو أمر غريب أن تتمنى متابعة حدث لم يحدث بعد!
بل و الأغرب من ذلك أنك تستطيع تحقيق هذا في عالم خيالي واقعي في الآن ذاته أنت تبتكر ما تراه و تعيشه ياله من إختراع!
مقعد بسام الذي إختاره أتاح له رؤية الواجهة الخارجية التي تم إنشاؤها حديثا لتزيد الملعب جمالا على جماله السابق.
بينما كانت إضاءة الملعب بالتكامل مع الإنارة الرقمية تعطي بعدا جديدا أروع لمتابعة جماهيرية أفضل للمباريات التي تلعب على أرض هذا الملعب المتميز تصميميا و إنشائيا.
إنطلقت صافرة حكم المباراة معلنة بدء النهائي المنتظر لكأس العالم و التي ينتظرها عشاق كرة القدم كل أربع سنوات ليتوج في نهايتها منتخب إحدى البلدان كبطل على العالم كله!
بين هتافات المشجعين إرتفع صوت معلق المباراة قائلا:
-مباراتنا لليوم تجمع بين فريقين من أقوى فرق العالم في تلك اللعبة البرتغال و الأرجنتين.
صاح المشجعون بحماس فها قد جاء اليوم الذي تنتظره جماهير الفريقين بفارغ الصبر، فالجميع ينتظر تلك المباراة التي تجمع بين أمهر لاعبي الكرة عبر الزمان ليونيل ميسي و كريستيانو رونالدو.
هُيّأ لشريحة كبيرة من المتابعين أن الإستحواذ في الجولة الأولى من تلك المباراة كان للبرتغال حتى إنقلبت الموازين مع تسجيل ميسي لهدف من هجمة مرتدة في نهايتها.
حينها أطلق حكم المباراة صافرته معلنا نهاية الجولة الأول بإنتصار مباغت للأرجنتين على فريق البرتغال الذي كان أكثر إستحواذا، كم هي غريبة تلك الكرة!
تناقش لاعبو منتخب البرتغال في تلك الأثناء عن كيفية إسترداد المباراة و تلافي هذا الخطأ و بينما هم يتبادلون الأفكار أعلن الحكم بصافرته عن بدء الجولة الثانية.
مرت تسعون دقيقة من الصراع حيث تنقلت الساحرة المستديرة بخفة بين أقدام لاعبي الفريقين كل يحاول الإستحواذ عليها.
الأرجنتين تحاول الحفاظ على ما حققته في الجولة الأولى، و البرتغال تحاول تلافي الأمر للحصول على هدف التعادل على الأقل لإطالة الوقت.
فكلما زاد الوقت زادت فرصتهم للنيل من الفريق الذي إختطف الجولة الأولى منهم.
جماهير المباراة كانوا في غاية الحماس أثناء متابعة تلك المباراة فالنهائي بين أقدام اللاعبين المفضلين للجميع.
حين تجمع أرض الملعب هذان اللاعبان معا فاعلم أنك ستشاهد أروع مفاجئات كرة القدم!
في الدقائق الأخيرة أعلن الحكم عن ضربة جزاء لمنتخب البرتغال.
-هذه هي فرصتنا للتعويض
- نعم ينبغي ألا تضيع من بين أيدينا فسيكون أمرا مخيبا للآمال حقا.
كان هذا هو الحوار الدائر بين بسام و أحد مشجعي فريق البرتغال بجانبه فكل من في المدرجات يستطيع رؤية بسام و الحديث معه
يا لها من لعبة رائعة! لعبتنا تلك التي تمنحك الفرصة لتحقيق ما تشاء بتلك الصورة الواقعية.
إحتبست أنفاس مشجعي فريق البرتغال فها قد أتت اللحظة الحاسمة إذا أحرز فريقهم هدفا، و إستغل تلك الفرصة التي حلت عليه ليباغت خصمه فقد تحدث المعجزة.
ها هي الفرصة قد أتت لتعود المباراة إلى أرضه الملعب مرة أخرى، أما إن إضاعها تلك المرة أيضا فحينها فقط تنتهي المباراة و يصاب مشجعي الفريق بالإحباط.
-هدف هدف هدف باغت اللاعب حارس المرمى بتسديد الكرة في مكان صعب الوصول إليه، بل و كان صعب توقعه للحارس أيضا.
كان هذا أمرا متوقعا بالتأكيد فكيف يفلت فريق قوي كفريق البرتغال مثل تلك الفرصة من بين أيديهم!
علت هتافات مشجعي البرتغال فقد عادت إليهم فرصة الحصول على كأس العالم بعد أن كادت تنقشع أمام أعينهم.
بينما أصاب التوتر غالبية مشجعي فريق الأرجنتين، بينما الباقي أصيب بالإحباط فها هم قد عادوا إلى نقطة الصفر مرة أخرى.
إحراز البرتغال لهدف التعادل بعد أن كانوا في الصدارة أضاع فرحتهم التي رتب معظمهم كيف سيحتفلون بهذا الإنجاز العظيم الذي تنتظره جماهير كرة القدم في العالم كله.
إنتهت الجولات الأساسية للمباراة نهاية قلبت كل الموازين فإنقلب الإنتصار إلى تعادل و عادت الكفتان التساوي مرة أخرى.
كما لو كنا نفتتح المباراة من بدايتها مرة أخرى و لكن مع لاعبين قد إستحوذ الإرهاق على أجسادهم بعد تلك الجولة التي إنقلبت بها الموازين و التي رفض لاعبو البرتغال أن يخرج منتخبهم منها خاسرا.
مناقشات و مداولات تمت بين اللاعبين، الجهاز الفني و المدرب الخاص بكل فريق عن نقاط قوة و ضعف كل منهما لكي يستطيع إستكمال المباراة بشكل لائق.
أما الجماهير فهم يتابعون كل منهم بحماس مترقبين للنتيجة التي ستسفر عنها أحداث الشوطين الإضافيين.
كل منهم يتمنى أن يكون النصر و التوفيق حليفين لفريقه الذي يشجعه دون الآخر، فتلك هي كرة القدم و تلك هي المباريات المصيرية لابد من وجود فائز و خاسر.
أعلن حكم المباراة بدء الشوط الإضافي الأول بتمريرات في منتصف الملعب بين أقدام لاعبي البرتغال الذين بدأوا تلك الجولة الثالثة بحماس منقطع النظير.
فهم ينوون إحسان إستغلال تلك الفرصة التي حازوا عليها لأحسن صورة ممكنة للخروج من تلك المباراة فائزين.
كذلك عم الحماس نفوس لاعبي منتخب الأرجنتين أيضا، و لكن مع إختراق الدافع فهم يهدفون للإنتقام و إثبات أنهم هم الأقوى و أن البرتغاليون قد حصلوا على تلك الفرصة بمحض الصدفة لا أكثر!
إستحواذ مشترك، كفتان متساويتان لا يستطيع أحد ترجيح إحداهما عن الأخرى، و حظوظ متساوية لكلا الفريقين.
كان هذا العنوان الأدق لأحداث جولة ثالثة مليئة بالركلات المميزة و الهجمات القوية المتتعدة بين لاعبي الفريقين و لكن لم تسفر إحداهما عن هدف محقق يضمن إنتصار صاحبه في تلك الجولة أيضا.
تلك هي الجولة الحاسمة و الأخيرة في مباراتنا لليوم فمن الفريق الذي سيستطيع تحويلها لصالحه تلك المرة دعونا نتابع.
كانت تلك الكلمات التي إفتتح بها معلق المباراة أحداث الجولة النهائية من جولات تلك المباراة بعد أن إنتهاء كافة الجولات السابقة بالتعادل بين الفريقين.
تارة ما كان تعادل إيجابي كما كان الحال في الجولتين الأساسيتان للمباراة و تارة أخرى كان هذا التعادل تعادل سلبي كما إنتهى الأمر في الجولة الإضافية الثالثة.
صولات و جولات تمت بين عمالقة كرة القدم من لاعبي الفريقين كل منهم يمني نفسه إنتهائها لصالحه و صالح فريقه تلك المرة.
بالفعل هجمة مرتدة سريعة للغاية للاعبي فريق البرتغال بوغت بها لاعبي فريق الأرجنتين أسفرت عن إحراز هدف يرجح كفة فريق البرتغال لإنهاء المباراة منتصرين.
هدف أنعش المدرجات فها هي جماهير منتخب البرتغال تتعالى هتافاتهم بعد أن إزدادت حظوظ فريقهم في إنهاء المباراة لصالحهم.
فها هم يهتفون بزئير كالأسود التي إقتربت من إلتهام فريستها، ترد عليها هتافات مقابلة من جماهير الأرجنتين تحفيزا لفريقهم.
هتافات في المدرجات مالئة للحماس في قلوب لاعبي الفريقين فلا مجال للتراخي إنها الفرصة الأخيرة.
إستحواذ مطلق لفريق الأرجنتين على الكرة و دفاع مستميت للاعبي البرتغال كان هذا هو حال الدقائق الأخيرة من أحداث المباراة فقد إنقلبت الموازين بصورة لم يتوقعها أحد!
علت هتافات مشجعي فريق الأرجنتين متمنيين أن يتعادل فريقهم لكي يصل الأمر بهم إلى ركلات الترجيح على الأقل فتكون تلك هي فرصتهم الأخيرة.
بينما إحتبست أنفاس مشجعي البرتغال آملين أن تنتهي الدقائق الأخيرة بفارغ الصبر.
إنعكست الآية في الجولتين الإضافيتين عن الأساسيتان فهل تنتهي أحداث المباراة كما هي أم يحدث ما ليس بالحسبان و تنتقل المباراة إلى ركلات الترجيح و ينقلب السحر على الساحر تلك المرة أيضا!
مباراة حماسية لم تتوقف للحظة حتى أن المشجع كان يخشى أن تغفل عيناه لثانية فتحدث في الأمور أمور.
دقائق أخيرة كانت تفصلنا عن نهاية المباراة إنتهت بنتيجة سلبية لم يتغير بها أي شئ مما جعل حكم المباراة يطلق صافرته لتنتهي المباراة بدون إحتساب دقائق إضافية.
أعلن حينها حكم المباراة إنتصار فريق البرتغال و حصوله على كأس العالم لعام ألفين و إثنان و عشرون!
إرتفعت صيحات الجماهير فرحين بالإنتصار منتظرين لحظات التتويج لفريقهم بفارغ الصبر.
ممر شرفي قام به لاعبو فريق البرتغال لزملائهم من الفريق المنافس تحية لهم على تلك المباراة الرائعة.
فقد بذل كل منهم قصارى جهده و لكن تلك هي كرة القدم و تلك هي المباريات النهائية لابد من فائز واحد فقط.
مصافحة بين لاعبي الفريقين و تحية لجماهير الفريقين لكلاهما و خاصة للاعبين الأشهر على الأطلاق.
أعلنت تلك المصافحة إنتهاء تلك المباراة بصورة لائقة فالعالم كله، فلا فرق بين فائز و لا خاسر ليوم طالما أن الروح الرياضية هي السائدة لا محالة.
برغم وجود لقب فائز وخاسر درجة كبيرة من الرقي والأخلاق فلم يعد يتحدث أحد عن فائز مقابل خاسر وإنما فائز جيد وخاسر جيد.
كلا الفريقين قاما بمجهود كبير و مشرف لبلده و أوصلوا صورة رائعة عن تقبل فكرة أنها مجرد لعبة في النهاية.
رياضة نستمتع بها جميعا لا تخلو من المنافسة و لكنها منافسة شريفة، كلاهما فريقان إستحقا عن جدارة مكانتهما عند جماهير الكرة المستديرة في العالم أجمع.
-توتر و حماس غير متوقعين على الإطلاق.
كانت هي تلك الكلمات التي أجاب بها بسام على متابعيه على مواقع التواصل الإجتماعي عندما سألوه عن شعوره بتلك التجربة المثيرة.
في صباح يوم جديد من بقعة هادئة من بلادنا المحروسة أعلن بسام بدء رحلته الجديدة من مرسى علم"مالديف مصر".
مكان جميل، هادئ و طبيعة خلابة، فمرسى علم تزخر بالعديد من الأماكن السياحية المتميزة، حيث تعد من أجمل مناطق الغطس في مصر والعالم ووجهة محببة لهواة السفاري.
كانت تلك هي وجهة بسام للإسترخاء بعد تلك التجربة المثيرة للحماس في قطر، حيث تعد مرسى علم واحدة من أكثر الوجهات المميزة في مصر حيث الطقس الرائع.
الاستمتاع بالشواطئ الخلابة ورياضة الغطس، ويوجد بها بعض الأماكن المميزة جدا في هذا الأمر.
فهي تعد ذات موقع إستراتيجي على ضفاف البحر الأحمر الذي يعتبر من أقوى البحار في رياضة الغوص على مستوى العالم كله و لكن هل ستكون رحلته كما يتخيلها!
مرسى علم تعد من أكثر البلاد ذات المعالم الخلابة في مصر و لكن بعدها عن العاصمة القاهرة يجعل العديد من المواطنين يفضلون البعد عن زيارتها.
فالأمر يستغرق الأمر منك أكثر من عشر ساعات من قيادة للسيارة الأمر الذي يجعلها رحلة مرهقة لزائريها من قاطني القاهرة و الجيزة.
ولكن من خلال تلك اللعبة أستطيع الإستمتاع بطبيعتها الساحرة بدون خوض تجربة وصول مرهقة.
كانت تلك هي الأفكار التي تدور في مخيلة بسام أثناء إستلقاءه على مقعد مواجه للبحر يتأمل في مياهه، فكل بحر في هذا العالم ميزه الخالق عن غيره بميزات تختلف عن سواه.
البحر الأحمر بحر جميل يجعلك تقف أمامه مسحورا، تتسائل أهو لغز أم معجزة، فهو بحر يفصل بين الشرق و الغرب و بين قارات إفريقيا و آسيا على حد سواء.
نهض بسام من مكانه للمشي على الرمال الدافئة الذهبية كالكريستال، تتناثر على قدميه مياه البحر المالحة ذات اللون الساحر و الذي يجعلها أشبه بالمالديف التي يتمنى الجميع زيارتها.
يا الروعة هل يمكن لشخص أن يشعر بالتعاسة على الشاطئ؟ بالتأكيد هذا غير ممكن على الإطلاق، هذا لأن مياه البحر والشمس يساعدان على التخلص من الاكتئاب والتوتر ويعملان على الشعور بالاسترخاء.
إنه حقا الشعور الذي كان بسام يحتاجه بعد توتر المباراة، البحر في مجمله ساحر خلاب لمن يتأمله من الخارج فكيف سيكون الأمر حينما يكون في أعمق أعماقه يا ترى!
الحياة و خاصة المائية منها تختلف إختلافا جذريا في مرسى علم عن باقي البلدان الساحلية في العالم، شاطئ أبو دباب كان وجهته الأولى في تلك المدينة.
إستقبلته الشعاب المرجانية حيث كانت أول ما وقعت عليه عيناه، إنها تنتشر يمينا و يسارا في ذلك الممر المتجه لمكان من أروع الاماكن على مستوى العالم لممارسة رياضة الغوص.
إرتدى بسام زي الغوص و كانت المركب تنتظره حاملة على سطحها مرشدا سياحيا للقيام برحلة لزيارة تلك الحياة المائية الخلابة في هذا الشاطئ المميز.
قفز بسام و المرشد الساحي من المركب عندما وصلت إلى مسافة مناسبة للغوص، ثم صعد إلى سطح الماء مندهشا من ضخامة الكائن الذي يراه!
إنها بقرة البحر لا يوجد منها سوى اثنتان فقط في مرسى علم كلها، ها هو بسام قد حالفه الحظ لرؤية إحداها.
-إن أتريد رؤية أضخم سلاحف على الإطلاق! فإتبعني.
عاد بسام للغوص مرة أخرى متتبعا طريق المرشد حينها وقعت عيناه على اضخم سلحفة قد يراها في حياته قط.
صعدوا مرة أخرى إلى سطح الماء و لكن تلك المرة إلى سطح المركب ايضا حتى تتوجه بهم إلى شاطئ النيزك.
إن هذا الشاطئ أشبه بحمامات السباحة و لكنه من صنع الخالق.
شعر بسام حينها بعظمة الخالق و هو يتأمل ذلك الشاطئ الرائع الأشبه بالبحيرة.
- هل يمكنك أن تحدثني عن سبب تسميته بهذا الاسم؟
وجه بسام هذا السؤال للمرشد الذي أجابه برد غريب.
- بعض من سكان هذه المنطقة يعتقدون أن نيزكا قد صدم الأرض يوما ما و في تلك البقعة تحديدا مما أدى إلى تكون تلك البحيرة! سأتركك الآن قليلا تستمع بالسباحة بها إلى أن نكمل جولتنا مساءا بإذن الله.