عائشة عشقي انا

Elsawy123123`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-10-21ضع على الرف
  • 50.7K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

البدايه

انا "حسن" انا الطفل الحالم المشاكس حالي كحال الأطفال في مثل عمري، كنت مثل أي طفل عندما كنت في المدرسة الابتدائية، هربت من المدرسة لمشاهدة المصارعة على وصلة الدش، قبل دخول أجهزة الاستقبال إلي كل منزل كيومنا هذا.
كنت ألعب مع أصدقائي في الشارع في نهاية الليل، كان والداي يعاقبانني علي شغبي وسهري في الشوارع بعد أن يبحثوا عني في كل مكان، وبعد عودتي بعد منتصف الليل، كنت أتلقي ضربا مبرحا وياليته كان يأتي بالإيجاب، كنت أكرر النمط كل ليله، كنت مثلك ومثليك لا أهتم بالضرب والصفع، المهم عندي أن ألعب وألهو مع أصدقائي، أما الدراسة واهتماماتها كانا أخر ما يشغل عقلي أيضا مثلكم.
في أحد الايام زارنا خال والدتي ويدعي "محمد" كنت أقول له عمي، طرد من منزله هو وزوجته بسبب عدم دفعهم للإيجار، كان عاملا بسيطا ولم يتحمل نفقات الإيجار وقتها، أضطر والدي ان يستضيفه هو وزوجته في بيتنا الصغير المتواضع، كنا فقراء نحن أيضا.
لكن والدي لم يستطع طرده هو أيضا في منتصف الليل، قررا معا هو ووالدتي أن يستضفهما حتي يجدا منزلا صغيرا يحتويهم، ذات ليله ووالدي متأخرا في عمله كعادته، ووالدتي التي كانت تعمل ممرضه في مشفي "القصر الفرنساوي"، تأخرا في العمل ككل ليله، اعتدنا الأمر أنا و اخوتي.
لكن كما هيه العادة أيضا، فصلت الكهرباء في الحي كله، هذا أيضا كان امرا شائعا حينها في ذاك الوقت، أشعل لنا عمي "محمد" لمبة الجاز وهيه(عبوه من الزجاج بها قرطاس زجاجي رقيق عالي، توسطهم شريط يتم أشعلاه ويمده سائل الجاز حتي يبقي مشتعلا)
كانت مشهوره في وقتنا آنذاك ويستخدمها الفقراء في منازلهم عادة، تجمعنا حول"لمبه الجاز" نستمد الدفء من نيرانها الضئيلة، مد عمي "محمد" وجهه أعلي اللمبة، أشعل سيجارته وهو يحرك يده بمداعبه، يرسم لنا أشكالا مضحكه علي الجدران آثر ضوء اللمبة التي تشبه الشمعة لكن أكبر.
ضحكنا معا وتسلينا قليلا، لكن طال الصمت فيما بيننا، قال عمي "محمد" لتمضيه الوقت الممل:
_ما رأيكم ان أقص عليكم قصه ما، لكنها حقيقيه، انها قصه ذاك المنزل الذي نجلس فيه حاليا، ما رأيكم يا رفاق.
تحمسنا كثيرا بمبالغة لأنها كانت المرة الاولي التي نشعر فيها أنا و أخوتي بجو العائلة الممتع، طبعا لأن والداي يعملان بكدح شديد ليل نهار، ولا يتسنى لنا الجلوس معهم حتي في شهر رمضان الكريم لم نفطر معا كباقي العائلات، أما والدي غائب، أو امي، لا نتحد في اجتماع واحد إلا قليلا جدا، وأذكر جيدا تلك الاجتماعات الأسرية النادرة كانت دوما تنتهي بشكل واحد، وهو شجار والداي مع بعضهم، ينتهي الاجتماع بشكل مأسوي، لهذا لم نحبذ أنا و أخواتي أن نجتمع مع والدينا، كنا مرتاحين نوعا ما بهذا الفراق.
بدأ عمي "محمد" يسرد لنا القصة وهو يرانا متحمسين جميعا، متلهفين لسماع قصه مثيرة، بدأ حديثة قائلا:
_ قبل بناء منزلكم هذا، كان يوجد منزلا وسط أرض زراعيه بسيطة، وكان هناك منزلا فقيرا مبني من الطين و الروث، كان لا يزال هناك الكثير من الزراعة من حولنا. المهم أننا قلنا أن مكان منزلنا كان منزلًا من الطين على أرض زراعية. المهم أن صاحب الأرض والمنزل كان له بنت عزباء كانت أحلى بنت في المنطقة.
لطالما حبسها في المنزل بسبب حلاوتها، لكن ذات يوم دخل علي ابنته ورأى ابن العمدة معها، فقد الرجل عقله تماما، مسألة الشرف و الأخلاق في ذاك العصر بالذات، لم يكن له سوي معني واحد، أما الحياه، أو الموت، صاح الرجل بهوس وهو يصرخ، شرفي عاري، قتل ابنته وابن العمدة، لكنه خاف، ثم دفن جثة ابنته وابن العمدة تحت منزله.
المهم أن الرجل اعترف بعد فترة قال أهل البلدة عنه أنه جن كليا، أصبح يركض في الشوارع بجنون، وهو يصرخ أنه قاتل وشيطان ابنته لا يرحمه، المهم أن الرجل مات وبقيت الأرض ملكاً للحكومة، لأنه ليس له أقارب أو أي شخص يرثه،
بعد سنوات أشتري فلاحاً آخر الأرض.
بني عليها هذا المنزل، بناه من طابق واحد، لكن يقال بأنه لم يحتمل العيش في هذا الطابق، لهذا بني طابقان أخران وأصبح منزلا من ثلاث طوابق، بعد مرور سنين، حوله ورثه الفلاح إلي شقق صغيره وقاموا بتأجيرها، سكنت الشقق جميعا، عدا شقه الطابق الأول ومنذ ذلك اليوم الشقة على الأرضي لم يسكن فيها أحد منذ أكثر من أسبوع، لكن لا أحد يتحدث، ولا أحد يقول ما خطب تلك الشقة؟ أو ماذا يحدث فيها؟ يجعل كل السكان يهربون منها بالرغم من ثمن إيجارها الزهيد جدا.
أنهى العم "محمد" كلامه وكنا جميعًا مرعوبون، كنا أطفالا فنسينا الأمر ولم نسأل عنه والدتي حتي، لكن ذات يوم كنت ألعب مع أصدقائي في باحة المنزل، عدي عم "حمادة" بائع الآيس كريم، كان أفضل من يصنعه في حيينا، الجميع يحبه ويشترى الآيس كريم منه.
ركض رفاقي شاهدوه كانوا سعداء للغاية، لم يتبقى سوي أنا و"مصطفى" في باحة المنزل، رأيته ينظر لي بتساؤل، حزنت وقلت له:
_ أنا لا أملك مال، اذهب واشتري انت سأنتظرك هنا، أذهب هيا قبل ان يرحل.
ضحك ساخرا هو أيضا أردف قائلا بحزن، ورأسه في الأرض قال:
_ولا أنا ايضا يا فالح، هيا ألقي إلى الكرة لنلعب حتى يعودوا.
أنا كنت منزعج وغاضب بسبب فقرنا وقله المال معنا، كنت كأي طفل يريد ان يشتري كل ما تراه عيناه وتشتهيه نفسه، بسبب غيظي ضربت الكرة بغلل وقوة ، لكنني ضربت الأرض بقدمي بالخطأ.
كانت ساقي عارية، ضربت الارض بدلا من الكورة بكل غباء، تسببت في أن ظافر قدمي أنتزع من مكانه بقوة، صرخت بأعلى صوتي من شده الألم، والدم يتدفق مني كثيرًا.
صرخت وأنا اقفز من الالم، صديقي صرخ أيضا فزعا من رؤيه الدماء الغزيرة، ركض نحوي جلس "مصطفى" باكيًا، ربت علي كتفي يؤازرني كي أكف عن الصراخ.
لكننا سمعنا صوت والدته، قالت لي من الطابق الثاني الذي نقيم فيه أنا ومصطفي:
ما خطبك يا حسن لماذا تبكي؟
أجاب "مصطفى" وهو يرتعش متوترا بسبب أصابتي:
_يا أمي لقد ضرب الارض بالخطأ وأصيبت قدمه بشده، أمي من فضلك أعطني منديل فقدمه تنزف بشده، حتي المدخل أصبح كبركه من الدماء.
رمقته بنظره غاضبه ظننت أنه يمزح لكنه أرتعش فجأة كانه تعرض لصعق كهربائي،
لكن لم ترد والده"مصطفي"، هذا ما آثار صدمتي، وغضبي في نفس الوقت، أنا و"مصطفي" نظرنا لبعضنا بأستغراب وتساؤل، لكنني قلت له بتهكم:
-أصعد لوالدتك وهات منها المنديل ايضا اشكرها علي اهتمامها المبالغ فيه، واخبرها بانني اقول لها وقتما تدهسك سيارة، لن اركض لنجدتك البته.
أنتظرت منه أن يضحك ان يلكمني في كتفي، أن يحاول الدفاع عن والدته، لأن كل من في الحي عندنا يعرف بأن والده"مصطفي" إمراة تعشق المشاكل ويقال عنها أنها ناقصه عقل أو لديها خلل ما، لهذا صديقي يدافع عنها أمام الجميع دوما، لكنه فقط هز رأسه كالأنسان الآلي، توجه نحو الدرج، صعد أول درجه، لكنه التفت لي وهو لايزال يرتعش، شعرت بان صديقي به خطبا ما؟
هذا ليس"مصطفي" الذي أعرفه أكثر من اخي، سندت علي الجدار ووقفت علي قدمي، تحملت الالم وسألته بحده:
_ما خطبك يا صاح؟ لا ارتاح لقلقك هذا، حتي انا لا اعير إصابتي كل هذا الخوف والقلق، ما خطبك؟ تحدث معي.
صديقي، زاغت عيناه حوله بعب، قال بخوف:
_ حسن والدتي ليست هنا إطلاقا، مع من تحدثنا يا حسن؟
شعرت بالخوف بشده، كاد قلبي ان يتوقف لبرهه، فقلت له لأبعد الخوف عني وعنه:
_ماذا تقول يا رجا؟ لقد عادت، من المؤكد أنها عادت.
قال بحده وهو غاضب من شده الخوف:
_عادت! كيف عادت يا حسن؟ من اين ستصعد الي شقتنا؟ ستتسلق الجدران يا حسن!
صرخت فيه:
_لماذا ترعبنا يا مصطفي بهذا الشكل؟ يمكن أن تكون والدة السيد التي تحدثت معنا، اصعد إليها لتراها.
صعد "مصطفى" لكنه تأخر كثيرا، ناديته لكنه لم يرد ناديت علي جارتنا وهيه مالكه المنزل وتدعي"أم السيد"و لكن لم يجبني أي أحد، بدأ الشك يساورني حقيقا، بدأت أشعر ببرد غريب يسري بجسدي، نعم كنا بفصل الشتاء لكن الجو كان معتدلا حينها، لما فجأة بدأت ابرد هكذا؟
قررت أن اتحرك فيبدو أن لا أحد من رفاقنا سياتي قريبا، أيضا ساقي بدأت تؤلمني بشده، سندت بيدي علي الجدار، تحاملت علي نفسي، قمت بالسير ببطء حتي وصلت إلي الدرج، بدأت بالصعود بتمهل بسبب تألمي قدمي المصابة.
لكن فجأة انقطعت الكهرباء مجددا، لدي منزلنا عيب هندسي كبير، درج المنزل لا يوجد أي منافذ للهواء أو الضوء يتخلله، بمعني انه يصبح كالقبو المظلم متي أنقطع التيار الكهربي، بدأ الخوف الشديد يتسلل لجسدي كاملا، شعرت بزيادة البرودة حتي أن أطرافي بدأت ترتعش بعنف.
أردت بشدة ان اعود أدراجي و أنزل للمدخل لانتظر عوده"مصطفي" أو عوده رفاقي، لكن فجأة، رأيت امامي علي الدرج إمرأة، نعم رأيتها في عز الظلام الذي يخيم علي الدرج، كانت فتاه في ربيع عمرها، ترتدي فستان ابيض خفيف، شعرها منسدل علي نصف وجهها، رأيت ملامحها بسبب عيناها التي كانت مضاءة كعيون القطط ليلا.
من هول الفزع والرعب، سقطت علي ظهري علي الدرج، لم أعرف أن أصرخ حتي، وصلت للأرض سقوطا، صدمت رأسي بعنف في إحدي الدرجات الصلبة، فقدت وعيي، لا اعرف ألي متي كنت مستلقيا بلا حول لي ولا قوه؟ لكنني فتحت عيناي علي صوت رفاقي وهم يتفقدونني بخوف.
سمعت "يحيط الذي كان يكبرني بعامين يقول لي وهو يسند راسي بحذر:
-هل انت بخير حسن؟ ما الذي أصابك يا صاح لماذا تنزف قدمك بهذا الشكل الغريب؟ وكيف سقطت علي الدرج؟
لم أعي نفسي سوي وأنا منهار بكاءا، قلت لهم وأنا لازلت أبكي بهيستريا:
-لقد أصيب قدمي وسمعنا الخالة أم مصطفي تنادينا، لكن مصطفي أبنها قال لي بأن امه ليست بالمنزل، طلبت منه أن يصعد ليري جارتنا أم السيد علها هيه من تحدث إلينا، لكن مصطفي لم ينزل مره أخري، قررت الصعود لأتفقده، لكني التيار الكهربائي أنقطع مجددا وأنا أصعد الدرج، لكن يا رفاق لقد رأيتها، رايتها تقف علي الدرج كانت مخيفه، مرعبه بشكل لا يوصف، أنا ارتجف رعبا من مجرد تذكرها.
سأل "محمد" أحد الرفاق بفضول:
_من يا حسن؟ من هيه تلك التي وقفت لك علي الدرج وأخافتك بهذا الشكل؟
قلت له وأنا أبكي:
_انها سحر يا محمد، أنها الفتاه التي قتلها والدها في منزلنا، أنها مدفونه هنا تحت هذه الشقة.
ضحك الرفاق جميعا بسخرية لاذعة، لم يصدقني إيا منهم، حتي ان الكبار منهم غضبوا مني وصاحوا بوجهي لأكف عن إرعاب الأطفال رفاقي، قلت لهم وأنا أبكي بقهر:
_أن لم تكونوا مصدقين لما قلته حقا، اسألوا مصطفي؟ إين هو بالمناسبة؟ إين مصطفي يارفاق؟
تركتهم يضحكون، يسخرون مني كيفما شاءوا، تحاملت علي نفسي، أستعنت بالجدار كرفيق لي بعدما سخر مني رفاقي، صعدت للدرج، لكنهم خلفي أسمعهم، لكني تجاهلتهم جميعا، أكملت صعودي إلي طابقنا، ناديت علي رفيقي" مصطفي" نادي باقي الرفاق بعدما أيقنوا باننا لا نمزح معهم.
بحثنا عنه في المنزل كله لكن لا آثر له، تعبت كثيرا من كثرة ما بحثت عنه، لكن فجأة سمعنا صوت "مصطفى" صوته قادم من شقته سمعنا صوته يبكي، نظرنا لبعضنا بخوف ونحن نسمعه من خلف باب الشقة يصرخ ويقول وهو يصرخ:
_ افتحوا لي أرجوكم، فلينقذني أحدكم، ستقتلني.
لكن باب شقتهم مغلق، كنت خائفًا أنا وأصدقائي، ركضنا في الشارع وكنا نصرخ بجنون، خرج الجيران معنا، اتصلوا بوالدته التي جاءت راكضة، لم أخبرها بكل ما حدث، فتحت باب شقتها، وجدنا "مصطفى" ممددًا على الأرض وعيناه تلمعان وكان الجو حارًا جدًا، وهو نفسه حرارته مرتفعة بشكل مخيف، غريب، حاولنا أن نسأله ماذا حدث؟ كيف دخل شقتهم وهيه مغلقة من الخارج؟
لكن "مصطفى" لا يتكلم، لم يستطع أن يتكلم، أولا يريد يتكلم، المهم هو أن"مصطفى" أبتعد عني، خاصمني، غضب مني ولم أفهم لماذا؟ لكنه تجاهلني لمدة أسبوعين، لكن بمجرد أن التقيته صدفه يصعد الدرج، ثبته علي الجدار بعنف ،قلت له وانا غاضب بشده:
_إذا لم تخبرني بما حدث في ذلك اليوم، فسوف أضربك.
قال برعب وخوف، كان يخافني:
_ هيه قالت لي أن أبتعد عنك وإلا ستنتقم مني، انا خائف جدا منها كل يوم في أستيقظ من عز سباتي، أجدها بجواري على الفراش تحملق في، تبدو مخيفة جدا يا حسن.
ركلني وهرب بعيدًا ، كنت مرعوبًا أكثر من كلماته ، لكنني كنت طفلًا صغيرًا لا أفقه كثيرا في تلك الامور، حاولت أن أنسى، أتجاهل ما سمعته وأكبر عقلي وأنمو، لكن ذات يوم وجدت أختي الصغيرة تضحك وتقول:
_ كفى، هيا تعالي هيا.
خرجت من غرفتي ونظرت إليها. وجدتها تتحدث مع نفسها. سألتها:
_ما أخبارك؟ مع من تتحدثي يا سالي؟
قالت لي ببراءة:
أتحدث مع دميتي حسن فهيه تختبئ مني ولا تريد الخروج لنكمل لعب معا.
حدقت في شقيقتي الصغيرة، من إين لها بهذا الكلام المخيف؟ لم يكن من طباعها أن تكون طفله خياليه تتوهم الأصدقاء كمعظم الأطفال في سنها، أخبرتها برعب:
_دميتك! أي دميه تلك سالي! اين هذه الدمية الأن عزيزتي؟
أشارت علي الثلاجة الكبيرة ثم تركتني وذهبت الثلاجة وقالت لي:
_ هناك دميتي تختبئ هناك، نزلت خلف الثلاجة وأرادت مني أن أتجول باحثة عنها وألعب الغميضة معها، لكنني رأيتها وهيه تتسلق باب الثلاجة وتختبئ مني هناك، لكنني مللت هذه اللعبة السخيفة والأن اريد دميتي لنلعب لعبه أخري.
حدقت فى أختي وأنا ارتجف، جسدي ينتفض حرفيا من الخوف، اقتربت من الثلاجة بخوف، وقفت على مقعد عالي تستخدمه والدتي أحيانا في المطبخ وهيه تجلي الصحون عندما تكون مرهقه من الدوام، نظرت بعيني خلف ثلاجتنا ، كانت كبيرة حوالي سته عشر قدم فقط، لكنني وجدت الدميه جالسة على الأرض خلف الثلاجة ورأسها مرفوع تنظر لي مباشرة.
سقطت علي ظهري من الخوف، ركضت إلى والدتي، جاءت أمي راكضة ، كنت أهم بأخبارها بكل ما حدث، لكني وجدت الدميه جالسة في الثلاجة من الأعلى، ضحكت أختي وقالت لأمي:
_ها هي دميتي المشاكسة، ماما أحضريها لي من فضلك.
أنا تجمدت مكاني من الفزع، تأكدت من وجود شيطان في منزلنا، هذه الليلة ذهبت إلى دوره المياه، كنت بين النوم والاستيقاظ، سرت بتثاؤب إلى حمامنا، سرت في ردهه تؤدي إلي دوره المياه، كان علي أن أمر أمام
باب الشقة، كنت أسير وأنا أفرك عيني وفجأة وجدت عند باب الشقة إمرأة، ترتدي نفس الفستان الأبيض، لكنها كانت تغرق في الدماء، كان جسدها كله غبارًا ، كان هناك أثر للغبار علي ذراعها، وشعرها الذي سقط على وجهها.
رأيتها تذرع الردهة ذهابا، إيابا كالضائعة الشاردة التي لا هدف لها في الحياه، تجمدت مكاني من هول الفزع،، عدت بقدمي للخلف بكل حذر بالرغم من ارتجاف جسدي بعنف وتوتري الذي لا يوصف، أيضا حتى لا تشعر بي، لكنني ركضت، ركضت وألقيت بنفسي علي فراش أمي وأبي.
كانت هذه آخر مرة رأيتها فيها لأننا كنا تركنا المنزل كله بعدها بيومان فقط، ظننت أن انتهى الأمر على هذا النحو وأنني لن أرى الشياطين مرة أخرى، لكنني كنت مخطئًا في هذا، فتجربتي في منزلنا القديم كانت بداية حياة ثانية مع هذا العالم.
العالم الذي فيه كل الأسرار والأشرار، حجبه الاله الرحيم عنا لأسباب وجيهه جدا جدا، في منزلنا الجديد لم يحدث لي أي شيء غريب أو غامض، ولكن في المدرسة كان هناك الكثير.
وهذا ما سأتحدث عنه، انتقلت إلى مدرسة خاصة، وهي مدرسة علمت لاحقًا أنها فيلا قديمة مهملة، أخذها أحد المستثمرين وجددها وجعلها مدرسة تسمى مدرسة "ذو القرنين".
اسم غريب لكن صاحب المدرسة أصر على اسمها المهم. كنت في مدرستي الإعدادية الصف الأول، أعقب النظام المدرسي مناوبات صباحية للابتدائي ورياض الأطفال من 7:12
وفترة الظهيرة الإعدادية من
1: 5 والفترة المسائية للمدرسة الثانوية الصناعية من
6:11 كانت فترات غريبة لكنها كانت مناسبة للناس لأنها مدرسة خاصة وسعرها زهيد جدا.
شكرت الناس على مستوى التعليم فيها، المهم أنني عدت أيام طويلة وأنا في هذه المدرسة، لم يكن هناك شيء غريب بشأن ذلك بالنسبة لي في البداية ، ولكن بعد يوم واحد من انتهاء الدوام الدراسي.
كانت فتره المدرسة الثانوية، كنت أقف مع أصدقائي عند باب المدرسة، وكعادة أي شاب في سني، كنت أقف أمام الفتيات الكبيرات أثناء مغادرتهن المدرسة.
لكن لسوء حظي التعيس غازلت فتاة جميلة صادف أن يكون شقيقها معها في المدرسة، لكنه كان في الدوام المسائي
رآني أتحرش بأخته، أقترب مني وكما هو متوقع ضربني بعنف شديد أمام الجميع ليثبت رجولته وشخصيته القوية امام البنات الاخريات، يتباهى بمعني أوضح، لكن علي حسابي أنا للأسف.
جلست في المنزل لمدة يومين من الكسوف، لكن الشيطان لعب في ذهني، والصراحة أصدقائي عندما حضروا لمنزلي ليقنعوني بضرورة العودة إلى المدرسة، خطرت لي فكرة، وقلت لهم:
_ بعد انتهاء يومنا لن نرحل، سننصب كمين لهذا الوغد المتغطرس وسنضربه جميعًا.
رفاقي حمسوني بشده، تقمصوا دور الرجال، أوهموني بأنهم يقفون في ظهري، الشيء المهم هو اليوم التالي بعد انتهاء وقتنا.
حان وقتهم، اختبأنا في المكتبة، بالطبع يتأكد الأساتذة من خروجنا جميعًا قبل دخولهم فترة المساء،
المهم أن الأستاذ دخل المكتبة. تفرقنا أنا وأصدقائي حتى لا نظهر ونتوقف
كنت غبيًا جدًا، فركضت إلى مكتب مدير المكتبة، وأغلقت الباب ونظرت بعيني إلى مكان يكون من مفيد ومخفي كي أختبئ فيه، لكنني لم أجد أي شيء آخر غير المكتب وكان مكشوفًا من تحت.
دون قصد ، ضغطت يدي عليه. فجأة سمعت صوت باب ثقيل ينفتح، أستدارت حول نفسي لاري ما هذا الصوت وما الشىء الذي فتح، لكنني صدم بشدة وهلع!!!
يليه الجزء الثاني
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي