قيود العشق

Mona Tharwat`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-03-18ضع على الرف
  • 60.8K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

"قــيود العـــشق"
عندما نظر إليها وجدها تضحك بطريقه ساحره خطفت قلبه واستوطنته بغمازاتها الجذابه راقبها من بعيد كي يتأمل في جمالها الخلاب وفي بساطتها المفرطه فحاول الاقتراب منها سألاً: متي موعد المحاضره القادمه إذا سمحتي
ألتفتت إليه وهي تدير رأسها وتنثر شعرها المنسدل علي كتفيها وأشعه الشمس تغزو في عينيها البُنيه وتطلق أشعتها علي خدودها الحمراء وتنظر إلي ساعتها التي ترتديها في يديها اليسري قائله له: بعد نصف ساعه
لم يقترب منها ليحادثها عن المحاضره ولكنه أراد التدقيق بها عن قُرب فمد يديه ليصافحها قائلا: مرحباً أنا أمير طالب بالفرقة الثالثه
نظرت إليه بعيون هاربه من نظراته القاتله في عينيها ومدت يديها قائله : وانا نجلا بالفرقه الثالثه أيضاً
لم ينتبه امير علي نظراته العاشقه لها ولكنها فلتت يداها منه بصعوبه قائله له بمزح: بما شردت هل تريد أخذ يدي معك
انتبه أمير لحديثها مفلت يداها قائلا اعتذر منك لا تؤاخذيني قد شردت قليلاً
ابتسمت ورفعت حاجبيها تعبيراً عن دهشتها بما فعله قائله: لا عليك لم يحدث شئ تعتذر منه وتركته مغادره مع صديقاتُها إلي قاعة المحاضرات وبعدها بدقائق دخل أمير خلفها مباشراً وجلس بالمقعد الخلفي يتبعها بنظراته ولم يلتفت لما يشرحه الدكتور عليهم ولم ينتبه قط فأشار إليه الدكتور قائلا: أنت قم واشرح ما كنت أقوله
وقف أمير متوتراً لما يقوله الدكتور فلم ينتبه لحديثه قائلا : عفواً لم اتذكر
فضحك الجميع من حوله فقال له الدكتور تفضل بالخارج لحين الانتهاء من المحاضره
خرج أمير من القاعه وهو ينظر ناحيه نجلا ويبستم وهي تنظر إليه منحنيه الرأس تضع يديها علي فمها تكتم ضحكاتها
وبعد خروجه بفتره انتهت المحاضره وخرجت نجلا تداعبه بكلماتها المازحه قائله: أَلم تنتبه ثانيه داخل القاعه فهل مايشغلك في الداخل هو ما شغلك من قبل في الخارج
فاقترب منها ووضع يديه علي الحائط التي تستند عليه مغلقاً عليها الخروج قائلا: هل تمازحيني أَم تقللي من شأني يا ذات الغمازتين
اذادت ضربات قلبها وشعرت بالحرارة في وجهها واحمرت وجنتها من التوتر فقالت له : ابعد يداك إذا سمحت علي الذهاب
من تظن انت لتفعل معي هكذا ياااا
فقال لها : قلت لكي قبل قليل اسمي أمير
فضحكت بسخريه تكرر طريقته في الحديث قائله: أسمي أمير اعرف ذلك ولكن ابتعد عني لاذهب
رفع يديه من علي الحائط وبنظره شوق قال لها: سوف انتظرك هنا غداً
تأملت حديثه الجرئ معها واتسعت عيناها قائله : مجنون انت أليس كذلك ابتعد عن طريقي وابعدته بيديها وهي تبستم وبدأت تخطو خطوات الذهاب وهي تنظر إليه بزاويه عيناها التي ترسل له وعوداً لم يسبق له رؤيتهم من قبل
وبعد ذهابها تتبعها أمير ليعرف أين تعيش تلك الفتاه المغروره التي تتكبر علي أمير ابن قاسم باشا اغني رجل في المدينه التي لم تقف أمامه فتاه وجميعهن فتنو بوسامته وتعلقو به
ولكنه لم يبدي لهم اهتمام ولم يفكر بأحداهم ابدا حتي أنه وجد بــ نجلا كل ما يريده وبعد رؤيته لها ذاهبه الي منزلها الفقير صُدم من حالتهم البسيطه جدا وشعر بأن الحصول عليها مستحيل فــ أباه رجل غني ولم يقبل بها أبداً ولكن امير لم يفقد الأمل في ارتباطه بها
وفي اليوم التالي ذهبت نجلا الي الجامعه مثل عادتها تمشي مسافه ثم تنتظر الباص وعند خروجها من المنزل كان أمير يتفقدها بسيارته الفارهه واغلق عليها الطريق قائلا لها: اريد أن أكمل معك الحديث
فنظرت إليه وهي مبتسمه وقالت: لم يكن بيننا حديث من قبل حتي تكمله
فوقف ونزل من السياره ممسكاً يديها قائلا ً : من تكونين حتي تفعلي بي كل هذا
فنثرت يداها بضيق شديد قائله : ومن تكون انت حتي تتبعني في طريقي إذا لم تنصرف من أمامي فوراً سوف افعل شئ يغضبك كثيراً
ترك أمير يديها ودار حولها ينظر لها بشوق وقال: وماهو الشيء الذي يغضبني هل ستنصرفي ولم أعد أراكي مره اخري فهذا أسوأ شئ سيغضبني اذاً
قالت اذاً سأفعل ذلك وتركته وغادرت الي الجامعه
حاول أمير التحدث معها ولكنه فشل ف إقناعها أنه ليس شخص سئ كما تعتقد ومر وقت طويل علي تجنبها له حتي صارحها بحبه وغرامه بها فوجدها قد أُغرمت بيه أيضاً ولم تبوح من قبل و بعد قصه حب قويه جمعتهم منذ سنوات وهم في الجامعه ولكن واجهتهم الصعوبات في زواجهم اعتراضا من أهل " أمير" عليها لعدم توافق المستوي الاجتماعي والمادي معهم

فأهل "نجلا" ظروفهم الماديه أقل بكثير من أهل أمير ولكن كل ما كان يفكر بيه امير هو حبه لنجلا فقط

فكانت "نجلا" الابنه الوحيده لأبويها ورغم ظروفهم القاسيه كانت تعمل في شركه صغيره بعد تخرجها من كليه التجاره وانقطعت اخبارها عن أمير لفتره طويله بعدما حُجز علي بيتهم بسبب ديون تراكمت علي والدها بعد إصابته أثناء عمله وعدم القدره علي العمل مره اخري مما جعل ابنته "نجلا" تبحث عن عمل لتتكفل بلوازم البيت

وحاول "أمير" بعد تخرجه من الجامعه أن يقنع والده بزواجه من "نجلا" ولكنه بدا له بالرفض التام وحاول أمير اقناع نجلا بالانتظار لوقت قصير حتي يتمكن من إقناع والده بهم
فانتظرت من الوقت مايكفي ولكنها لم تعد تحتمل سوء معاملة أهل أمير لها من والده وأخيه فتركته لعدم حدوث فجوات عائليه بينهم فيما بعد
وبعد مرور ثلاث سنوات من ابتعادهم
قرر أمير يبحث عنها في كل مكان ولكن لم يعثر عليها وذات يوم ذهب "أمير" الي صديقه مشتركه بينه وبين "نجلا" من وقت الجامعه فسألها عنها فقالت له صديقتهم: أجل بالطبع اعرف اين تعيش ولكنها لا تريد اخبارك

فقال لها أمير بشغف وجنون: ارجوكي أنا احب نجلا ولا يمكنني العيش بدونها وسوف اتزوجها رغما عن أهلي فأنا لي عمل خاص بعيدا عنهم ولكن نجلا لم تعطني فرصه لاشرح لها كل هذا

هربت هبه بعيونها بعيداً وقالت له
"نجلا" صديقتي منذ الطفوله وانت تعرف ذلك ولا يمكنني خسارتها لأي سبب ما ولكني سوف أساعدك للوصول إليها دون أن تخبرها أني أخبرتك بذلك اتفقنا
تلهف أمير لسماع أي شئ عنها وقال وهو يهز رأسه : اتفقنا لا تقلقي لن أخبرها بشئ
وبالفعل أعطته "هبه" عنوان البيت الذي تمكث فيه "نجلا" وعائلتها

وذهب اليهم "امير" متشوقاً متلهفاً لرؤية "نجلا"
فاقترب نحو باب منزلهم مطرقاً بيداه طرقتين وتجمد مكانه يفرك يديه في بعضهما
حتي جاءت والدة نجلا وفتحت الباب وهي تنظر إليه تضم حاجبيها قائله له: نعم ماذا تريد ، لماذا اتيت إلي هنا ومن أخبرك عنا
فاقترب أمير متوتراً يفرك يديه قائلا لها: سنوات طويله وانا ابحث عنكم في كل مكان حتي وجدتكم
يحدق بعيناه ناحيه باب المنزل يميناً ويساراً كالطفل الصغير قائلا: اين نجلا فأنا لا أراها هل هي بخير؟

فقالت والدة نجلا بِحده: يابني انت جئت الي المنزل الخطأ فابنتي ليست سلعه للبيع والشراء وكفي كل ماحدث من عائلتك وتقليل شئننا أمام الجميع
هل قطعت كل هذه المسافه حتي تكسر قلبها مره أخري
عد من حيث جئت قبل أن تأتي نجلا كفاك وجعاً لها

استدار أمير رأسه ناحيه الطريق الموازي للبيت ومن ثَم إليها والدموع متحجرة في عينه قائلا: صدقيني يا امي أنا احبها وجئت هذه المره لاتزوجها رغما عن أبي ولا يحق لاحد أن يتحكم في حياتي الخاصه ولست شاب مدلل كالسابق أسير وراء قراراتهم فأنا الآن أصبحت ناضجاً واعلم كل ماتقولينه جيداً ولكن اقسم لكِ أني لن اتخلي عنها ابدا

-وفي تلك اللحظه التي كان "أمير" يتكلم فيها مع والدة نجلا ويقنعها بحبه الشديد لابنتها امام باب منزلهم وهو واقف يضع يداه ف جيبه وخلفه سيارته الفارهه
عادت "نجلا" من عملها وإذا بها تلتقي بأمير بعد مرور أعوام من فراقهم وتوقفت أمام منزلهم والدموع تزرف من عينيها والشوق يكاد يقتلها وتمنت لو أسرعت إليه وارتمت بين أحضانه ولكنها جمدت مكانها وافلتت الاكياس التي كانت في يديها
مذهوله لرؤيه "أمير" وكأنها أبتلعت الكلام ولم تتحدث بشئ
-فأقدم عليها أمير وتقدم ناحيتها وعيناه تتأمل شفتاها الحمراء ويبتلع ريقه قائلا لها : أشتقت لرؤيتك كثيراً كنت أموت كل ليله علي فراقك وبحثت عنك في كل مكان ولم أجدك لماذا فعلتي بي هذا يا نجلا

فنظرت إليه وعيناها تخترق عيناه من الاشتياق وهي تبكي قائله: لماذا عدت يا امير أنا لا اناسبك اتركني وشأني واذهب لحياتك

فأمسك أمير يديها وقال: انتي حياتي يا نجلا ولن اتخلي عنك ابدا لم استطيع العيش بدونك

فنادت عليهم والدتها قائله: يا بني نحن لا نرغب بحدوث مشاكل ووجودك هنا ليس صحيح اذهب واتركنا

فستدار ناحيتها قائلا : لا انا تغيرت كثيرا ولست مملوكا لأبي فأنا حر اختار حياتي بمفردي وانا اخترت نجلا اتسمحي لي أن أتكلم مع والدها؟
وتقدم ناحيه الباب ليدخل إلي ابيها
فسحبته نجلا من يديه قائله : لا انا لا اسمح لك بذلك نحن لا نناسبكم انظر حولك اين نحن واين انتم وأشارت بيديها حولها
انظر الي ذلك البيت القديم أنه بيت اقاربنا نحن نعيش فيه بعدما حجز علي بيتنا واصبحنا في الشارع بلا مأوي
فهل مازلت متمسك بي بهذا الوضع
فلتفت "أمير" حوله وهو ينظر علي ماتقوله "نجلا"
قائلا لها: هذا الوضع مؤقت حتي نتزوج وهذا البيت سيكون من الماضي دعيني اتكلم مع والدك وصدقيني والدي لن يرفض بزواجي منكِ بعد اليوم

وبالفعل دخلت والدتها استأذنت زوجها وقالت له: أمير يريد أن يتحدث معك بشأن نجلا هل تريد رؤيته؟
رفع رأسه وعقد حاجبيه قائلا :أمير هل تقصدي أمير ابن ذلك الرجل الغني الذي أتي إلي من قبل وقام بتهديدي وابتعاد ابنتنا عن ابنهم
قامت بالايماء برأسها بالايجاب قائله: نعم إنه هو
قَبل دخوله وقال : فليتفضل نحن لا نملك من المال اكثره ولكن أصحاب ضيافه وكرم
فدخل أمير الي المنزل وجلس بجوار ابيها متربعا علي الارض قائلا له: والله ما شعرت بالارتياح قبل سنوات غير هنا وفي هذا البيت وبجوارك

فضحك والد نجلا وقال له: يا بني انت تعرف الفارق بيننا وبينكم وما حدث في السابق لن اتكلم عنه مره اخري ورجوعك إلي ابنتي في الوقت الحالي ليس علينا بسهل
فوالدك رجل ذو سلطه ونفوذ ومن نحن أمام كلمته النافذه
ولكن إذا وافقت بزواجك من ابنتي فما الضامن لها الأمان وان لا يزعجها أحد
فقال أمير : أنا أمانها وأقسم لك اني لن أسمح لأحد بمضايقتها علي الاطلاق وساجعلها تاجاً علي رأسي طوال عمري أن كتب لي وصارت زوجتي
فدخلت والده نجلا مقدمه لهم كوبين الشاي الساخن ومعه طبق حلوي ووضعته بجوارهم وانصرفت الي الداخل
سائله نجلا هل مازلتي تريدينه يا ابنتي؟
فنظرت لها نجلا وقالت : يا امي أنا
فقالت الام: لا اريد غير الصدق هل مازلتي تحبينه

فقامت بالايماء برأسها بالموافقه قائله: نعم يا امي احبه ولا أرىٰ رجلا غيره بحياتي ولكني يا امي أخاف من أهله كثيرا ولا اعرف كيف ستكون حياتي معهم

ربتت علي كتفيها قائله: لا تخافي فأنا سمعت جزءاً من حديثهم وقال لأبيكي انه سوف يصبح امانك ولن يسمح لأحد منهم بالاقتراب منك ابدا

فارتسمت ابتسامه مريحه علي وجه "نجلا" من جديد بعد فقدانها الامل في أن تجمعها الحياه مع أمير مره أخري

وفي لحظه شرودها ينادي عليها ابيها فتخرج عليهم قائلا: نعم يا أبي هل أحضر لك شيئاً

فقال ابيها : لا يا ابنتي اجلسي فانتي صاحبه القرار الاخير
فجلست نجلا بجوار ابيها وتنظر إلي الأرض بكل خجل واحمر وجهها وتبتلع ريقها وتبتسم في خجل فتظهر غمازتها الساحره علي خديها

فيقترب منها ابيها ليحدثها بهدوء قائلا ً : يا ابنتي " أمير" جاء ليطلبك منىِ وتعهد لي أن يصونك ولا يسمح لأحد بأهانتك
وانا أصدقه واوافق عليه ولكن عليه أن يأتي بوالده أيضا ليثبت لنا صحه مايقوله
فترد نجلا وهي تنظر إلي امير قائله: وهل تثق فيما يقوله يا أبي

كان رد أباها لطيفا فقال وهو يبتسم : نعم أثق بكلامه واثق أيضا بانكِ ستكونين معه بأمان فما رايك انتِ؟

فتنهدت نجلا وصارت تحبس أنفاسها من القلق والسعاده ولم تتخيل أن حلمها سيتحقق وقالت لأبيها وعيناها تلمع وتنظر يميناً ويساراً من الخجل
-  كما تريد يا أبي فأنت صاحب القرار وهَمت من مجلسهم وذهبت الي الداخل مسرعه تقول لوالدتها: قلبي يا امي يكاد أن يقفز من مكانه هل هذا حقيقي هل أنا سأكون مع أمير وسنتزوج لا اصدق يا امي لا اصدق

-  فاحتضنتها والدتها وهي تبستم وتدمع عيناها من الفرحه لابنتها وقالت لها: اهدئي يا ابنتي رب الخير لا يأتي الا بالخير ستكونين معه عما قريب إن شاء الله

فقام أمير مودعاً والد نجلا قائلا: سأذهب إلي البيت وباذن الله سأحضر أبي لنقرر موعد الخطبه والزفاف

وخرج " أمير" وقلبه يُخرج زفرات الارتياح وبه سعاده لا توصف
ودخل المنزل وهو يبتسم فقابلته والدته قائله
ما كل هذا الفرح الذي يظهر علي وجهك يا أمير
فضحك امير واقترب من والدته وهو يقبلها في خديها قائلا ً: لهذا الحد يظهر علي وجهي الارتياح يا امي
والدته: اكيد هل حدث لك شي جميل اليوم
أمير وهو يهمس لها ف أذنها بصوت منخفض : نعم حدث أعظم شئ اليوم وجدت نجلا يا أمي
صُدمت والدته وحدقت بعينيها قائله له: هل ما زلت تبحث عنها يا بني بعدما رفض والدك زواجك منها هل تعرف مانتيجه ذلك هل تريد خسارتنا ونشب حرب بينك وبين أبيك

فقال لها أمير وهو يمسك يديها ويقبلها: يا أمي هل تريدين سعادتي أم تعاستي
فقالت والدته: بالطبع اريدك سعيد يا بُني ولكن أنت تعلم كيف يفكر والدك واخوتك
فحاول أمير اقناع والدته لأنها الخيط الاول في الإقناع لوالده وبالفعل ظل أمير يتحدث معها حتي قالت له: سأحاول بقدر الإمكان أن أتحدث معه ولكن لن أُصر عليه وعليك تَقبل النتيجه سواء بالرفض أو القبول

فذهبت والدته واحضرتك فنجان القهوه الخاصه بزوجها مع طبق كيك ودخلت عليه غرفة المكتب وهي تبتسم في وجهِ ابتسامه رقيقه وقالت له: اتسمح لي بالدخول يا حبيبي

فقال زوجها الذي يُدعي "قاسم باشا" : اكيد ولكني أعرفك جيداً هل هذه القهوه أرتشاءاً لموضوع ما
لأوافق عليه فاسلوبك الجيد ف الاقناع أنا اعرفه من فنجان القهوه هذا مع الكيك الشهي سُلمت يداكِ
فضحكت بصوت مرتفع
وقالت له : الا يمكنني أن اتدلل عليك يا رجُل ام سئمت من حديثي معك
فقال لها : تدللي ولكن احببت ان اخبرك أني أعرف اسلوبك جيداً. ها كم تريدين من المال هل اعجبك شيئا وتريدين شراؤه
فقالت : لا ، لا أريد مال ولا اريد الشراء
أريد فقط التحدث معك بشأن أمير
فقال "قاسم" منفزعا وقلقاً: ماذا أصاب أمير هل حدث معه شئ؟
فأشارت بيديها قائله : لا تقلق هو بخير ولكن قلبه لا ، اتتذكر البنت التي كان يحبها منذ الجامعه وتقدم لخطبتها وانت رفضت زواجهم

بينما هو جالس علي كرسي وينظر نحو النافذه ويرفع رأسه للاعلي ممسكاً بــ سيجاراً بيده ويتذكر : أجل أتذكرها ابنه ذلك الرجل الفقير ماذا عنها وما شأن أمير بها

فقالت له زوجته بنبره صوت مرتعشه "أمير" متعلق بــها ولا يريد أن يتزوج غيرها
التفت اليها باتساع عيناه قائلا ً لها: كيف ازوجها له هل انتي تسمعين ماتقولين الا ترين كيف نعيش وهم كيف يعيشون

حاولت تهدئته في الحديث واقتربت منه واقفه بجواره تحتضنه من عنقه بكتفيه قائله له: سعاده ابني فوق كل شئ فأنا لا اتحمل رؤيته بهذا الشكل وهو يتعذب كل يوم لفراقهم هو لا يريد منك سواء الذهاب معه لخطبتها وتبارك زواجهم هذا ما طلبه منه والدها فقط لا يريد شيئا اخر
فقام من مكانه أدار لها ظهره يفكر ماسيفعله لإنهاء هذا الزواج فقال لها :هل ترين بهذا الزواج تكمن سعادته

ويتبع
بقلم/ منى ثروت
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي