الفصل الثاني

علي القهوة الشعبية الخاصة بالحي كان يجلس سيد وبجانبه إسماعيل الذي جذبه بعنف بعيداً عن الشغب الذي كان يريد افتعاله ولكن لم يهدأ إسماعيل فأخذ يثب ويصرخ بجنون:
_ لو تركتني لكنت علمتهم الادب ال ***.


تحدث سيد ببرود مخيف وهو ينفث دخان الارجيلة بعدما مل من جنون صديقه الذي لم يتوقف عن التهديد والوعيد قرابة النصف ساعة:
_أصمت يا غبي، توقف عن هذا الهرج والغباء أعلم أنك تصب غضبك عليهم فقط لأنك تريد شيء تنفس به عما يعتلي صدرك من غضب.

زفر إسماعيل بضيق وهو يجذب أنبوب الأرجيلة من يد سيد ويمتص الدخان لصدرة بقوة ثم ينفث بقوة فصديقه محق هو فقط يريد أي شيء يخرج به غضبة.
همس بعجز وقلة حيلة:
_ ماذا أفعل أشعر أني على وشك الانفجار.


هز سيد رأسه بيأس وعينيه تتابع الدخان الذي يرتفع عاليا ثم يختفي كما يحدث معهم يحلمون ثم يرتفعون بسقف أحلامهم وطموحهم وفجأة تختفي هذه الأحلام.

غمغم سيد بهدوء مصطنع:
_ ما الجديد نحن نعلم بل متأكدين أننا سنعود خائبين من قبل أن نتحرك من الحي.

زفر إسماعيل ببؤس وهو ينظر للسماء بشرود متحدث بنبره تقطر مرارا:
_ اوشكنا على إكمال الثلاثين ولم نحقق شيء حتى الآن لولا الأموال التي نجمعها من الناس عنوة لكنا نشحذ قوت يومنا الآن.


تنهد سيد وهو يشرد بذاكرته بعيداً منذ سنوات حينما كانوا شبابً صغار يغلفهم الحماس تنبض قلوبهم بالآمال والأحلام، يرون الطريق أمامهم وردي لامع
والحماس يتدفق مع الدماء في اوردتهم فخطوا أولى الخطوات نحو هدفهم ولم تكتمل الخطوة الأولى إذا بأقدامهم تنزف جراء الشوك الحاد ومن هنا تحول الطريق الوردي لأخر مليء بالشوك والعثرات لم يهتموا كثيرا فخطوا على الشوك حتى ادمت اقدامهم وتعثروا وسقطوا ثم نهضوا و واصلوا السعي ولكن قابلهم باب ضخم حديدي في النهاية يمنعهم عن أهدافهم فاستسلموا بخزي فقد انهكهم الطريق ومر العمر واختفي الحماس وتبخرت الأحلام.


تنهد بتعب ثم أخذ نفس طويل وغمغم باستسلام ويأس:
_ ماذا سنفعل يا اسماعيل فمنذ أن أخذنا شهادة الدبلوم ونحن نحفر في الصخر ولم نحقق اي شيء مر العمر ومازال نقف عاجزين.
وعندما سافرنا لتلك المدينة كنا نعرف اننا سنعود خائبين الرجا فمن سيترك خرجي الجامعات وأصحاب الشهادات العالية والشباب الطموح ويقبلوا بنا.


مسح إسماعيل علي ذقنه بتعب وعينيه تشرد بحسره ولسانه يتمتم بمرار:
_ هذه الوظيفة كانت ستغير مجري حياتنا.

ابتسم سيد بيأس وهو يتنهد بصوت عالي ولم يتحدث.


_ مساء البطاطس وقلبي بك غاطس.

التفت سيد وإسماعيل على الصوت ف وجدا البائس الثالث يقف كعادته يغازل الفتيات.

_ هل يظهر القمر هكذا وسط النهار؟ ألا يخاف على قلبي المسكين.

أخذ يقهقه بقوة وهو يقترب منهم على القهوة ثم قام بجذب كرسي وجلس عليه بالعكس مستند بذراعيه على ظهره
متحدث ببسمة واسعة ومرح كأنه لا يعاني نفس الحال:
_ مساء الخير يا بائسين الحي.

نظر إسماعيل ل سيد بجنون وهو يصيح بنفاذ صبر وانفعال شديد فقط استفزه برود البائس الثالث:
_ إن لم يصمت سأقوم بالرسم على وجهه هدا الذي يتباهى به.

وضع الشاب يده تلقائياً على وجهه متحدث بنبرة تمثيلية تشبه الفتيات:
_ أأه يا مجنون تغار من وجهي الوسيم ومن كون الفتيات تركض خلفي.

أردف سيد بمرح:
_ تركض بالحذاء خلفه.

ثم انفجر في الضحك هو وإسماعيل بمرح بينما الأخر نظر له بشر.

فهو يختلف عنهما بملامحه الوسيمة الهادئة وضحكته المرتسمة دائما على وجهه وملابسه الأنيقة غير المهترئة التي يرتديها سيد وإسماعيل دائما فالحال لديه يختلف عن صديقيه فعائلته متوسطة الدخل ولكن قدره مرتبط بقدر صديقية يعانون الثلاثة من نفس الفشل والبؤس.

تحدث بمرح حتى يخفى حرجة:
_ هذا لأني مهم.

علت القهوة ضحكات الشباب الرجولية والتي كانت أسره للفتيات في الشارع. فلا يوجد اختلاف على وسامتهم ورجولتهم الطاغية رغم ضيق الحال إلا أنهم لديهم هيبة وحضور يطغو على الجميع مما يجذب الفتيات بشده لهم.

تحدث إسماعيل ببسمة هادئة نادراً ما تظهر على ملامحه الباردة وهو يرمق صديقهم الثالث:
_ تعلم يا مصطفي فائدتك إنك الوحيد الذي يستطيع اضحاكنا وسط الهم.

فرد مصطفى ظهره بغرور ونفخ صدره بزهو مصطنع ثم وضع كفه على صدره متمتم بتواضع زائف :
_ فليحفظني الله للمساكين والبائسين مثلكما.

رفع سيد حاجبة الأيسر بسخرية وهو يغمغم بمرح زائف:
_ انتبه للتواضع الذي يتساقط منك.

حمحم مصطفي بمرح وهو يرد بجدية مصطنعة:
_ لدي الكثير لا تقلق يا صاح.


ضحك إسماعيل بشدة فنظر له سيد بتعجب وهو يغمغم باستغراب:
_ ما هذا الدم الثقيل الذي أجلس معه!

انفجر الشباب أكثر في الضحك فضك سيد بيأس، فلا يوحد أمامهم غير الضحك فالضحك أم البكاء لذا اختاروا الضحك يخفون به عجزهم وانكسارهم.

فهؤلاء هم الثلاثة البائسين في حي الهارشين لم ينجح لهم مشروع أو يستمرون في وظيفة حتى أصبحوا يعتمدون على عضلاتهم يجمعون المال من الناس مقابل الحماية.



بعد وقت

كان يتحدث سيد بيأس مع صديقية يقترح هذا الاقتراح الذي أخذوا في تأخيره لسنوات عديدة:
_ أري انه لم يعد هناك غير السفر لخارج البلاد.

نظر مصطفى لفتاة تسير أمامهم تكاد تلتزق في حائط القهوة في دعوة صريحة فجة.
ترتدي ملابس ضيقة وتضع الكثير من مساحيق التجميل، فتحدث بصوت عالي:
_ أحب البلدي بشدة يا سيد لا أستطعم المستورد هذا، البلدي يؤكل يا رجل.

نظر مصطفى بغيظ ل إسماعيل حينما ضربه على رقبته من الخلف بحده
بينما سيد رمق الفتاة بنظرات نارية فهرولت بخوف.


تحدث مصطفي بتذمر وهو يرمق إسماعيل بحنق:
_لماذا يغبي فعلت ذلك.

رمقه اسماعيل بملل ولم يرد

فزفر مصطفى بضيق مصطنع وهو يتمتم بتأثر:
_ إنها تلتزق بنا وهي تسير حتى اغازلها تريدني أن أكسر بخاطرها ولا اغازلها، كم أنت متحجر القلب.

انهي حديثه بضيق مصطنع

فنظر سيد ل إسماعيل يدعي الغضب وهو يصيح باتهام:
_ ماذا يا إسماعيل، أتريده أن يكسر بخاطرها كم أنت قاسي ومتحجر القلب، خسئت.


أومأ مصطفي بتأثر وهو يغمغم بخفوت:
_ نعم نعم أخبره.

نظر لهما إسماعيل برفع حاجب ثم نهض بكل برود يتمتم بيأس وهو يتحرك:
_ سوف أرحل بدلاً من أن تسلم يدي على وجهيكما وسط الحي وتسقط هيبتكما.

نظر مصطفي ل أثره.. ثم نظر ل سيد الذي وضع لفافة التبغ في فمه يشعلها بقداحته:
_عنيف هذا الشاب.

هز سيد رأسه بلا مبالاة وتحدث ببرود وهو ينفث دخان سيجارته بملل:
_ لا تهتم له، المهم ماذا تطبخون اليوم علي الغداء؟

صاح مصطفي بمرح وهو يرتشف من كوب الشاي بتلذذ:
_ سنقضي اليوم بخبز وماء فقط.

نفث سيد دخان سيجارته ببرود وهو يردد بنفس البرود:
_ أخبر الحجة أن تخبئي لي الصدر المرة الماضية تركت لي الورك وأنا لا أحب الورك.

أخرج الدخان ببرود

فنظر له مصطفى برفع حاجب وهو يردد بغيظ مصطنع:
_ خبز وماء يا وغد سوف نقضي اليوم بالخبز والماء فقط.

رمقه سيد بتسلية وهو يردد ببرود مصطنع ويضع قدم فوق الأخرى:

_ إذن لماذا كانت تقف شقيقتك أمام محل الدواجن هل كانت تشتري إثنين كيلو موز؟

ابتسم مصطفي بإحراج وهو يكتم ضحكاته مغمغم بجدية مصطنعة:
_غدا السبت وخطيبها قادم تجهز له الطعام من اليوم.

رمقه سيد برفع حاجب هو يعلم أن صديقة يمازحه
فقهقه مصطفي متحدث بغرور وتعالي مصطنع:

_ لا بأس لا بأس طوال عمرنا ونحن نعطف عليك تعال المغرب وسوف نعطيك الأجنحة.

انحني سيد حتى يخلع حذائه
فنهضت مصطفي سريعا وهو يقهقه بمرح
وهرول بعيداً.

ابتسم سيد بخفه
فهو يعيش وحيداً بعد موت والديه وهو صغير وقد تخلت عنه عائلته التي تعيش في منطقة أخرى وقامت عائلة مصطفي بتربيته حتي كبر وأصبح فرد منهم.


مساءً

كانت تصرخ سيدة بجنون تستنجد بأهل الحي وزوجها يعتدي عليها ويضربها
اجتمع جميع الحي وكذلك الثلاثي البائس أيضا أتي كلا منهم يهرول بحكم كونهم فتوة الحي.

كان البعض يحاولون إبعاد الرجل عن زوجته التي تصرخ باستنجاد وألم.

صرخ سيد بغضب مرعب وهو يدفع الجميع المتجمهرين أمام المنزل مما جعل الجميع ينفذ أمره سريعا ويفسحوا له الطريق.

كان الرجل يخرج زوجته ويجذبها من خصلاتها خارج المنزل ويثبها بعنف

أبتعد الناس سريعاً ودخل الثلاثي البائس كان يتقدمهم سيد
الذي أمسك الرجل من ملابسه بعنف يبعده عن زوجته وهو يصرخ به بصوت حاد:
_ ماذا تفعل يا أبو صلاح؟


صرخ الرجل بهياج وهو ينظر لزوجته التي تبكي في أحضان إحدى الجارات ويحاول التحرر من قبضة سيد والانقضاض عليها:
_ الخائنة الحقـ **

قاطعه سيد وهو يهزه بعنف حتى يصمت ويصرخ به بصوت جهوري فهو لا يصدق أنه يتهم زوجته بهذا الاتهام البشع علي الملاء هكذا:
_ أخرس، هل جننت يا رجل؟


صرخ الرجل بجنون وجميع الأعين تنظر بذهول وفضول والبعض بشماته شديد لما يحدث :

_ الهانم ابنة الأصول كل شهر تقيم حرباً إذا تأخرت في دفع اشتراك الإنترنت وأنا أركض وادفع من جيبي وعرق جبيني واليوم أكتشف اصراراها الدائم علي دفع الاشتراك وجدتها تحدث عشيقها الخائنة على الإنستجرام هذا.


شهق الجميع بصدمة والسيدات تهمس بذهول والبعض يتهامس بشماته.

بينما سيد نظر ل صديقية بذهول وصدمة، فلم تحدث في حيهم من قبل والأن هذه السيدة التي يشهد الجميع بأخلاقها تفعل هذه الفعلة الشنيعة.

تدخل مصطفى وسيد سريعاً لتهدئة الرجل فصاح سيد بصوت رزين هادئ:
_ اهدئ يا رجل لا يصح هذا إنها أم أبنائك لا يصح فضحها هكذا وسط الشارع.

بينما إسماعيل صرخ بالناس المتجمهرين بفضول شديد يصرفهم بعيداً


صرخت السيدة بجنون وهي تبكي بشدة تدافع عن ذاتها وهي تسمع بأذنها الهمسات الشامتة:
_ قطع لسان من يقول على كلمة سيئة فأنا أشرف من الشرف.

صرخ زوجها بجنون وحرقه وهو يحاول التحرر من قبضة سيد :

_إذا كنتِ أشرف من الشرف فمن هذا الذي يغني لك في سيارته (ما بنمش من كتر الشوق) ها؟

شهق مصطفي مثل السيدات ثم تحدث بغباء:
_ تمشي مع رجلاً بسيارة لا ويغني لك الشوق أيضا امم نساء أخر الزمن بصحيح.

نظر له سيد بحده فصمت ثم تحدث بهدوء وهو يهدئ الرجل وقد شعر بالأمل حينما دافعت السيدة عن ذاتها:
_ اهدئ يا أبو صلاح دعنا نفهم جيداً ربما أنت مخطئ .


صرخ إسماعيل في السيدات التي بدأت تتعالي اصواتهن تعارض سيد:
_كل واحدة تضع حذائها في فمها وتصمت لا أريد سماع نفساً.

صمتت السيدات سريعا برعب ف إسماعيل معروف أنه متهور ومجنون ولا يوجد لديه تفاهم مثل سيد.


صاحت السيدة بحزن وهي تبكي وتدافع عن ذاتها:
_أنه تامر حسني أتابع صفحته على الانستجرام.


شهقت بعض السيدات فصرخت واحده منهن بغل واضح:
_ وقحه تتفوهي باسم المحروس بدون خشاء ولا حياء هكذا أمام زوجك والجميع.


توسعت عين الثلاث الشباب وكذلك معظم المتجمهرين الذي يعرفون هذا المطرب

نظر مصطفي بتشنج للرجل وهو يصيح بجنون:
_ هذا الذي تخونك معه هو تامر؟


صاح الرجل بغضب وجهل بهوية تامر:
_نعم والحقيرة تقول انه تامر تامر بدون أي خجل.


رفع إسماعيل يده عالياً مردف بنفاذ صبر ونبره تخبرهم انه علي وشك الانفجار بالجميع:
_ لا والله هذا كثير علي، سوف أرحل قبل أن ارتكب جرمية.

ثم تركهم ورحل

تسأل رجل من الواقفين بتعجب:
_ما به إسماعيل لماذا رحل؟


ردت سيدة بحنق وسخرية لاذعه:
_ من الممكن أن يكون هذا تامر زميله.

نظر لها سيد وهو يكاد يصاب بأزمة صدرية

بينما مصطفي انفجر في الضحك ثم ضحك ايضاً الذين يعرفون من هو تامر بيأس مما يحدث.

صاح مصطفى من بين ضحكاته وهو يحرك رأسه بيأس:
_ تعلم يا أبو صلاح لقد ظللت سنوات ألحق تامر من هنا ل هنا حتي أستطيع أخذ صورة معه.

توسعت عين الرجل بجنون وكذلك البعض الذي نظروا باستنكار وعدم تصديق لـ مصطفي.


تحدث رجل أخر بضحك شديد:
_ بنات مصر والوطن العربي سـ يمتن علي صورة مع تامر يا رجل .


توسعت عين الرجل وهو يهتف بجهل:
_ لهذه الدرجة ضحك علي كل هذه الفتيات.


لم يتمالك مصطفى ذاته وانفجر في الضحك بشدة حتي سيد لم يستطيع التحمل وضحك ايضا

ضيق الرجل عينيه بتعجب

صاح سيد ببسمة هادئة يتخللها الضيق:
_ يأبو صلاح من لا يعرف تامر، أنه مغني مشهور منذ صغره ومعظم الناس تتابعه وتحب صوته وهو يغني لجميع جمهوره علي وسائل التواصل الاجتماعي ، زوجتك لم تخونك عيب عليك يا رجل إنها ابنة منطقتك وكبرت أمام عينيك عيب تتهمها هكذا أمام الجميع.


نظر الرجل أرضا بخجل وغزي مما فعله.

فاخذ يتحدث الناس ويحاولون مساعدة الرجل علي مصالحة زوجته بينما تحرك سيد ومصطفي الضاحك بعيداً.

تحدث مصطفى بمرح:
_ أرئيت لقد أحدث تامر فتنة بين الرجل و زوجته.


ابتسم سيد بخفه ثم تحدث بهدوء:
_لا بأس، هيا الأن لنستريح حتي نستيقظ باكرا لجمع مال الفتوة.


_ لا تعال نكمل عشاءنا أولا منه لله أبو صلاح وتامر لم نكمل أكلنا.

قهقه سيد بخفه

ثم عادا لمنزل مصطفي
أخذ يقص مصطفى ما حدث على والديه فانفجرا في الضحك بشدة.

تحدثت ام مصطفي بمرح:
_غبي لقد فضح نفسه في الشارع.


تحدث مصطفي وهو يلوك الطعام في فمه مقلدا أبو صلاح:
_ يغني لها وهو يصور نفسه في السيارة.

قهقه بشدة وهو يكمل بمرح:
_لو علم تامر ما حدث لحلف ما ينشر حالات مره أخرى .


ضحكوا بمرح

تحدثت السيدة بحنان وهي تربت على ظهر سيد الذي تعتبره مثل ولدها:
_ كُل يا بني أكلتك قليله ونحفت.


نظر لها زوجها ومصطفى ابنها بذهول بينما سيد يكتم ضحكاته
فهو ضخم بشدة ولا يوجد أثر للنحافة عليه.

صاح مصطفى بتشنج وهو يمسك ذراع سيد العضلي الضخم:
_ اريني يا كبدي، أه نعم معك حق يا أمي لا أكاد أرى ذراعه من شدة نحافته.

قهقهوا بمرح
فضربت الأم مصطفى علي ذراعه بمزاح.


بينما سيد تحدث بمزاح وهو يدعي الجدية:
_ احسدنا

تحدثت السيدة بحزن وهي تضرب كف علي الأخر بحسره:
_ نعم لقد اصابتكم عين الحسد منذ الصغر، ولا أعلم متي تذهب هذه العين.

نظر سيد لصديقة بمعني ها قد بدأنا

فحاول مصطفى الحديث إلا أن السيدة تحدثت بتأثر:
_متي تسعدون قلبي وأري كلاً منكم يفتح بيته الخاص ومعه زوجته وأولاده، لو تسمعا كلامي فقط وتذهبا للولد حمدي لقد فتح ورشة لإصلاح السيارات وتعملوا معه.


قاطعها مصطفي بحنق:
_اصمتي يا أمي لن يتبق الأن غير حمدي الذي كان يفعلها علينا منذ سنوات نذهب ونكون صبيان تحت يده.


ربت سيد علي يد السيدة بحنان وهو يتحدث بخفوت:
_ادعي لنا فقط.


تحدثت السيدة بتأثر:
_ أدعي لكم دائما يا بني أن يرزقكم الله ببنت الحلال.

نظرت ل مصطفي مكملة بغيظ:
_حتى تربي هذا الفاسد وتعلمه الأدب.

نظر لها مصطفى بصدمة بينما كتم الأب وسيد ضحكاتهما.


في اليوم التالي

كانت تلقي التعليمات على الفريق أمام سيارة طويلة خاصه بفريق الإعداد والتصوير:
_ها يا شباب هل الجميع جاهز؟ سوف نذهب لمنطقة الهارشين.

أومأ لها الجميع.

_حسناً تحركوا أنتم وسألحقكم بسيارتي.

أنهت جملتها وتحركت ل سيارتها التي كان يوجد بها ماهي وسالي.
كانت ماهي متحمسة بشدة بهذه التجربة الجديدة بالنسبة لها.

ابتسمت شاهي وهي تتحرك بالسيارة متحدثة ببسمة:
_ هل أنتن مستعدات؟

ردت ماهي بحماس يظهر بوضوح:
_بالتأكيد.

ثم أخرجت هاتفها وأخذت تلتقط الصور وتصورهم جميعاً بسعادة كإنهاء طفلة صغيرة ذاهبة لرحلة ما.


نظرت شاهي ل سالي بحنان وتحدثت بخفه:
_ سالي هل انت ِ بخير؟


رسمت سالي بسمة ضعيفة على وجهها وهي تحرك رأسها بخفه مغمغمه ببطيء:
_ بخير لا تقلقي يا قلبي.

بعد وقت نزلت الفتيات من السيارة بجانب سيارة فريق الإعداد.

تحدث شخص ل شاهي يخبرها بالوضع في هذه المناطق:
_ ها يا أستاذة هل ندخل أم نستأذن من كبير الحى أولاً .

نظرت شاهي حولها تتفحص الحي البسيط الشعبي وهي تجيب بتفكير:
_ لا أعلم، امم انتظروا هنا وأنت يا إبراهيم تعالي معي ومعك كاميرتك وصور خلفي.


نظرت لصديقتها التي ينظرا أيضاً بذهول حولهما، وتحدثت بخفه:
_ هيا يا فتيات.

تحركت الثلاث فتيات بحذر شديد وهن ينظرن حولهن بتعجب وذهول وايضا ينظرن للأرض الغير مصقولة والتي كادت تسقطهن بسبب احذيتهن العالية أكثر من مره.

وكذلك الناس أيضا ينظرون لهم بتعجب شديد وصدمة من ملابسهن وخصلاتهن العصري ويسيطر عليهم الفضول لمعرفة هويتهن وبالأخص وهذا الشاب يحمل الكاميرا ويصور .

كان يقف سيد في وسط الشارع يجمع الفتوة وهو يضع السيجارة في فمه ويعد النقود بين أصابعه أمام القهوة
وإسماعيل يجلس يسجل اسماء من دفعوا.


كانت سالي تسير بخوف شديد وحذر وهي تتلفت حولها بتوتر حتي وجدت صبي صغير يمسك حقيبتها وهو ينظر لها بشده ويصيح بانبهار ولجهة لا تمت للأطفال بأي صلة:

_ نهارنا أبيض، ما هذه القشطة التي دخلت حينا.

نظرت له سالي برعب بينما شاهي تحركت له سريعا بغضب وهي ترفع كفها عاليا حتي تبعد الصبي الذي تعلق في حقيبة سالي ويريد انتشالها.

ولكن قبل أن تصل له كانت هناك قوة تجذبه بعيداً عن سالي المرتعبة و المنكمشة في ذاته
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي