محضر غياب

سحرإبراهيم`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-10-22ضع على الرف
  • 52.6K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل اأول

تتقطع بيننا خيوط الحياة إذا ما انقطع العشم

منتصف النهار ليوم جديد تعلوه سحابة شتوية تُحيل النهار ليلا، لعله يوم ممطر جديد! لم يكن منتظرا وقد قارب الشتاء على المغادرة تقف عمارات وسط البلد الشاهقة، وكأنها تستعد لاستقبال الدُش السنوي الذي ينفض عنها أتربة السنين، التي كانت تخفي ما يزينها ويميزها، وتتباهى به دون العمارات الحديثة؛ فتظهر تفاصيلها المبهرة والنقوش المنمقة وتستعيد رونق زمان ولّى كانت فيه تلك التفاصيل تهم.
ومن بين أجمل العمارات في هذا الشارع "عمارة وصفي" التي ورثها أولاده سمير وعادل ومريم ولايربطهم بها سوي بضع المئات من الجنيهات إيجار الشقق التي مازالت على نفس قيمتها منذ سنين طويلة. لم ينجذب أي من الأخوات لفخامة العمارة وموقعها المميز، وفضلوا عليها السكن في التجمع والرحاب؛ وليسوا الوحيدين فالعمارة مكونة من ستة أدوار بعض الشقق هجرها سكانها الي المدن الجديدة والتجمعات الفارهة، والبعض الأخر الذي آثر البقاء إما مجبرًا لطبيعة عمله، أو لضيق ذات اليد أو عشقًا للمكان وارتباطه بذكرياته فيها.
يقف سعيد بواب العمارة شاب أسمر طويل في الثلاثينيات من عمره، تبدو عليه علامات النباهة ويغلب على طبعه خفة الظل، ويحاول بروح الفهلوة التي يتقنها بجدارة أن يبدو أكثر تميزًا من مجرد بواب فيتعامل مع السكان بطريقة أكثر ألفة وحميمية، خاصة وأنه ورث حراسة العمارة من أبيه والكل يعرفه منذ الصغر. كما أنه حريص في مظهره، في غير أوقات التنظيف، أن يظهر بمظهر الشاب المصري البسيط؛ بل أن يكون مظهر زوجته زينب كذلك مظهرًا أكثر تميزًا من مجرد زوجة بواب تقليدية، وساعدها في ذلك جمالها المصري الهادئ ولون بشرتها الخمري والتقاطيع المنمقة مع حمرة الوجه الطبيعية التي حباها بها الله.
بدا على سعيد التوتر والقلق وهو يتأمل السماء، كل ما كان يخشاه أن اليوم هو الخميس وقد قام كعادته بتنظيف ومسح السلم، ويخشى أن دخول وخروج السكان يحيلها إلي بركة سوداء من الطين، كما أنه ظل ينظر للسيارات التي تلمع بعد أن قام بتنظيفها في موعدها الأسبوعي متخيلا هول المنظر إذا أمطرت:
- ما العيب في الصيف؟ تظل فيه السيارات لامعة والسلم نظيفًا والدنيا مزهرة فلا أحمل هم بلل ولا طين.
ضحكت زوجته زينب ساخرة: - عندك حق ولكنك تحترق من االشمس مع المشاوير والطلبات. وعموما هانت لقد اقترب الصيف .
وما أن فتح سعيد فمه ليرد حتى بدأت حبات المطر تستقر على وجهه وتسيل وكأنها تبكي معه أو نيابًة عنه، فقد بدأ في فقرة اللطم وتجعد وجهه بشكل كوميدي ، زاد من ارتفاع ضحكات زينب التي اقتربت منه وربتت على كتفه مواسية إياه.
ظهر ساعتها إسماعيل القاطن في الدور الرابع شاب في الثلاثينيات يعمل مدرس رسم و لا يختلف عن سعيد كثيرًا من حيث بساطة مظهره ولكن يميزه ألوان ملابسه الأكثر تناسقًا وقد أضفت نظارته الذهبية وحقيبته التي لاتفارقه بعض الوقار. وقبل أن يدخل العمارة انتبه له سعيد محذرًا إياه أن يقترب خطوة أخري قبل أن يحك قدميه في الممسحة التي وضعها في مدخل العمارة في محاولة أن يقلل خسائر جهده في تنظيف السلم بعد أن تحطم أمله في إنقاذ السيارات.
قال إسماعيل ضاحكًا: - فعلتها بك مرة أخرى يا سعيد؟. رغم أن الجو حار
وأردف ساخرًا:- لابد أن تتصل بهيئة الأرصاد قبل أنتبدأ حملة التنظيف الأسبوعية.
سعيد :- والله يا أ. إسماعيل أشعر أنها تعاندني أنا بالذات لأنها تعلم بأني أحب الصيف أكثر.
يرد إسماعيل ضاحكًا :- تقصد غيرة فصول؟
سعيد:- ما باليد حيلة!
ينفذ إسماعيل ما طلبه سعيد ويدلف لمدخل العمارة مصحوبًا بمباركة سعيد وينظر إلى المصعد غاضبًا ككل يوم وهو ينظر للورقة المكتوبة على بابه بأنه معطل، ويلتفت لسعيد:
- أما آن لهذا القتيل أن يعود للحياة؟ أليس هناك من يتعب مثلي في صعود السلم؟ أربعة أدوار يوميًا.
سعيد:- كما تعرف أن الأستاذ سمير لايهتم وترك أمر العمارة ومشاكلها تمامًا، والمصعد يعطل وقت الشتاء بسبب المطر والرطوبة وأصبح خطرًا، ولابد من إصلاحه ولكن السكان لاتتعاون.
إسماعيل :- من قال ذلك؟ فقط عليه أن يشارك مثلنا كما يقول القانون. ما علينا سأصعد في صمت فقد تعبت.
يصعد السلم ببطء شديد حتى لا يستهلك طاقته قبل أن يصل لشقته ولم ينس كعادته أن يتوقف بالدور الثالث عند شقة سميحة جارته ورفيقة طفولته. توقف عندها قبل أن يكمل طريقه لشقته، ليتسامرا كالعادة حول يومه، وما إذا كان قد تناول طقم السندويتشات الذي جهزته له، وأعطته إياه صباحًا فهي تعتبره ابنها البكرأو أخيها الصغير. كانت منذ الصغر تعامله كأخته الكبري التي تحميه وتهتم به، رغم أنها تكبره بعشر سنين فقط لكنها كانت تحاول أن تعوض حرمانه من أمه التي ماتت وهو في السادسة من عمره وهي الآن تعوضه عن أبيه أيضا الذي توفي منذ عشر سنين. بدأت تتشاجرمعه أيضا كالعادة لأنه قرر أن يتناول غدائه في الخارج:
سميحة:- تعلم أني أعمل حسابك وكل مرة تفعل هذه الفعلة.
إسماعيل:- لقد قلت حالا كل مرة. فلماذا لا تتعلمين؟ ثم يكفيكي عناء الأفطار لا أريد أن أثقل عليكي أكثر من ذلك.
سميحة :- على أساس أني أطهو لك الأكل مخصوص، إنه نفس الأكل الذي أطهوه بل ونفس الكمية.
إسماعيل:- ( يربت على كتفها ) لابد أن أذهب لأنني تعبت اليوم كثيرًا في المواصلات أرك في الغد صباحا (يتوقف للحظة) بالمناسبة سأكتب ورقة للسكان لعمل اجتماع لتصليح المصعد كفانا تهاون.
سميحة:- أحسنت صنعًا إن فعلت.
يصادف إسماعيل في صعوده عصام المحامي الـذي يحاول تجنب الحديث معه واضعا الهاتف على أذنيه متظاهرًا بأنه يتحدث لشخص ما بينما يسرع الخطى ملقيًا التحية على عجل إلا أن هذا لم يمنع إسماعيل أن يحيه مبتسمًا ويحدثه عن مشكلة المصعد ولأنه موضوع كان يؤرقه هو أيضا خاصة أنه يقطن بالدور الخامس فيضطر للتوقف ويعقب:
- في الحقيقة ليس لدي وقت، ولكن فليكن الاجتماع عندي بعد صلاة الجمعة. وأرجو أن تقوم أنت بمهمة تبليغ السكان.
يكمل إسماعيل صعوده ويدخل شقته، ويبدأ في عمل طقوسه المعتادة يدخل إلى المطبخ يفتح الغلاية ويضع الشاي ونص معلقة السكر في كوبه الزجاجي المفضل، ولحين غليان الماء يتجه لغرفة المعيشة ويضبط اللوحة والألوان والفرش، ثم يذهب لغرفة نومه لتغيير ملابسه، ويعود للمطبخ ثم للوحاته ويبدأ في تأمل صورة فوتوغرافية بجوار اللوحة ويعجب بطريقته في مزج الألوان. اللوحة والصورة لفتاة رغم لون وجهها الخمرية إلا أنها تملك ملامح أوروبية جذابة وقد امتلأت عينيها الزرقاوان بكثير من الحزن والغموض.
بدأ يبحث عن فرشاته ليضيف بعض الرتوش وظل على هذا الحال أكتر من ثلاث ساعات وحين أفاق نظر لكوب الشاي البارد الذي لم يلمسه كالعادة ويضحك مخاطبًا الكوب:
- تعبت كثيرًا معي اليوم ما رأيك في اللوحة؟ أتراها ستعجب تالا؟ تعالى نصنع معًا كوب نسكافية هذه المرة ، لاتقلق سأشربه، النسكافيه غالي كما تعرف.
كثيرًا ما يتعب إسماعيل من الوحدة فيكلم الأشياء من حوله وكم تشاجر مع السرير لأنه لا يساعده ع النوم والبيض بعدما قام بسلقه لأنه لم ينضج بما يكفي. بل كثيرًا ما يتخيل الأشياء وهي ترد عليه حتى أنه يسأل الباب عمن يطرقه، كل نظرياته الفلسفية واحباطاته تشاركها مع أصدقاء وحدته من الأشياء حوله.
وبينما هو يتأمل لوحته دق جرس الباب وقال مخاطبًا الباب:- من الطارق ياترى؟
ويغير نبرة صوته كأن الباب يرد:- مؤكد أنه سعيد من غيره يطرق بابك!
يفتح الباب فيجده سعيد فعًلا حامًلا بعض الأكياس. يدخل الشقة بعشم شديد ويتجه للمطبخ يضع الأكياس بالداخل ويخرج بكيس صغير:
- أحضرت لك الخبز والجبن وكافة ما طلبت وهذا الكيس به طاجن أم علي من مدام سميحة.
- شكرًا يا سعيد.
سعيد:- أتحتاج مني شيئًا أخر؟
إسماعيل - نعم انتظر لحظة. أريد تصويرتلك الورقة بعدد شقق العمارة، وتقوم بتوزيعها عليهم.
يحاول سعيد قراءة المكتوب: - ما هذا الخط يا أ. إسماعيل لم أفهم سوى اجتماع والجمعة والصلاة.
- جميل، ماذا تريد أكثر من ذلك؟ فقد دعوت السكان للاجتماع بعد الصلاة للتحدث بشأن الأسانسير.
- هي تلك الكلمة الأسانسير.
يضحك إسماعيل فيبادره سعيد: - لا تهزأ بي لأني مجرد بواب فأنا أحمل الشهادة الإعدادية.
إسماعيل:- أعلم يا سيدي.
سعيد:- الإعدادية زمان التي تعادل "بكاروليوس" هذه الأيام .
إسماعيل :- تقصد بكالوريوس ليس لهذه الدرجة فلتقل أنها تعادل الثانوية العامة لتكون منطقيًا.
سعيد: - لا أوكد لك إنها بكاروريوس أتعلم منذ يومين قام آسر ابن الأستاذ عصام وهو كلية تجارة على ما أظن بكتابة منشور على صفحته على الفيسبوك فأنا صديق عنده. حدث ولا حرج عن كمية الأخطاء الإملائية كتب" لاكن " فيها ألف و"مومكن " فيها واو أتصدق؟
إسماعيل - إنه خريج لغات يا سعيد يجيد الإنجليزية أكثر من اللغة العربية التي ولّي عهدها ولم يعد أحد يهتم بإتقانها. أما يكفي هذا القدر من الجدال ؟ هيا اذهب لا تعطلني ولا تنس ما طلبته.

يقف سعيد بين شقتي عصام وصادق كلاهما يعمل محاميًا ولكن لعصام مكتبه الخاص الموجود بالدور الأرضي بينما يعمل صادق بإدارة التحقيقات بوزارة التموين. الفروق كثيرة في شخصية الجارين بدءًا من المظهر الشخصي وانتهاءًا بمقتنياتهما فلن تفلت العين ذلك الاختلاف الواضح للعيان في شكل باب شقتيهما فصادق لم يغير باب الشقة منذ زواجه من ٢٧ عامًا بنفس ضفتي الباب ذو الشراعة الزجاجية الطويلة والدهان الباهت حتي جرس الباب لم يغيره رغم تهالك معظم أجزاءه ناهيك عن اليافتة التي تحمل اسمه "صادق محروس المحامي" وواضح صغر حجمها وقدم الرقعة وتآكل حروف اسمه عليها.
في المقابل حرص عصام على اقتناء باب مصفح بهيئة فخمة محاط بالرخام، وأضاف له بعض الحليات كمقبض الطرق المعكوف واليافتة الضخمة المكتوبة باللون الذهبي "الأستاذ عصام النويهي محامي بالنقض والدستورية العليا". وكما أن المقدمات تنبئ بالنهايات فالأبواب أيضًا تنبئ بالدواخل، فمستوى الشقتين ومحتويات كل منهما يخبر بالكثير.
تقف ناهد زوجة صادق على مسافة منه تستمع لحديثه مع سعيد بالباب:
- ما الأمر اتناقشني لقد قلت مرار لا أشارك في اجتماعات، ولا يهمني امر المصعد، فهو مسئولية صاحب العمارة وعليه هو القيام بالصيانة.
يغلق الباب بعصبية ليصطدم بناهد التي كانت تقف وراءه وتتابع حواره وهو ينظر إليها ويكمل سيره لغرفة المعيشة مطالبًا إياها بتحضير الفطار ولكنها ذكرته:
- ألا تذكر لقد نسيت إحضارالخبز معك بالأمس فكيف سنفطر؟
صادق: - غلطتك لقد اتصلت وأنا على السلم فلتنزل أحدي البنات سريعًا .
ناهد :- بنات؟ بعد قليل ستنزل رحاب لكليتها ورضوى لعملها، ومستحيل أن أجعلهم ينزلون ويصعدون هذا السلم المتعب مرتين .
صادق - أنا أيضا سأنزل لعملي ألاتذكرين ؟! عموما جهزي الإفطار وسأنزل وأمري إلى الله.
يصر صادق أن يحضر متطلباته بنفسه مع ما في ذلك من مشقة، خاصة وهو يقطن بالدور الخامس بل وتقوم زوجته بتنظيف مدخل الشقة بنفسها، ولا يلجأ لسعيد ولا يدفع له راتيًا منذ أن قرر السكان منذ عام زيادة راتبه تماشيًا مع زيادة الأسعار، فتوقف عن الدفع معتبرًا ذلك نوع من الاستغلال، وقرر أن يستغنى عن خدمات سعيد تماما . وعلى الرغم من أن زوجته تزيد عليه العبء لتثنيه عن ذلك، ولكن الأمر لم يكن ليزعج صادق ولو ظاهريًا حتي لا يعود لدفع راتب سعيد، أو يشارك في تكاليف صيانة المصعد فالحال كما هو الآن أهون عليه من ذلك.

يخرج عصام بطلته الجادة علي صوت صادق ولكنه لا يحاول التدخل منتظرًا سعيد ورغم أنه كان مرتديًا لملابس البيت الكلاسيكية إلا أنه كان حريصًا على أن يبدو بكامل أناقته.
سعيد:- أستاذ عصام لقد ذهبت للمكتب باكرًا لتنظيفه ولم أجد أي من الأساتذة المحامين كالمعتاد.
عصام:- نعم لقد انشغلوا بأمر مهم في المحكمة عمومًا خذ مفتاحي وحاول التنظيف قبل اجتماع الغد خاصة أن أحدًا لن يأتي ليلُا المكتب.
سعيد- تمام تحت أمر حضرتك.
بينما يغلق عصام الباب ويعود ليجلس على السفرة حيث تكمل رانيا زوجته وضع أطباق الإفطار وتستدعي ردينة وآسر: - بالمناسبة آسر نجح في امتحانات الترم ياريت أتمني أن تنتهز الفرصة وتتطيب خاطره.
عصام:- أطيب خاطره أنسيتي ماذا فعل ثم أنا ابوه هو من عليه أن يعتذر حتى لو كان الخطأ مني
رانيا:- هذا الجيل لايفهم ما تقول لقد اهنته امام أصدقائه. فكيف لي أن أقنعه بأنه هو من أخطاء في حقك بل ويعتذر؟
يقطع حديثهما دخول آسر ورودينا، ويجلس الجميع في صمت تحاول أن تكسره رودنيا مرة وأمها مرة بتعليق لتلطيف الجو، ولكن حالة التوتر بين آسر وأبيه غلبت في النهاية وركز كل منهم في وجبته في صمت.

في يوم الجمعة الموعود اجتمع بعض سكان العمارة وامتنع البعض وسأل عصام سعيد عن الباقي:
- أنت تعلم يا أستاذ عصام أن أستاذ مجدي معتذر لانشغاله ويوافق على ما تتفقوا عليه. والأستاذة رشا بالمثل. وطبعًا أمها أبلة حكمت مريضة. أما الأستاذ صادق كما تعرف لا يشارك ولا يهمه أمر المصعد ولا العمارة ككل. حتى أنه لا يدفع لي راتبي ومستغن عن خدماتي.
عصام :- دعو لي أمر أستاذ صادق سأتحدث معه.
يكمل سعيد باقي الأنسة تالا وهي تطرق تالا الباب قبل أن يكمل وتدخل:
- هي هنا يا سعيد (للجميع ) عذرًا على التأخير.
ألجمت طلتها المشرقة وابتسامتها الساحرة الحضور لثوان. فتالا فتاة في أواخر العشرينيات من عمرها، بها الكثير من الملامح الأوربية الناعمة التي تعجب المصريين وتتمناها المصريات، طلة واثقة وقوام ممشوق، ووجه خمري كوجه أبيها المصري ، وعيون زرقاء لا ينصح بإطالة النظر إليهما. تشبه كثيرا في ملامحها أمها الإنجليزية ولكن بلون أبيها االخمري ولا نلمح أي شبه أخر بينها وبين أبيها سوي أنها تعيش في شقته التمليك المقابلة لمكتب عصام في الدور الأرضي.
حاولت سميحة قطع الوجوم البادي على الجميع بأن العودة للحديث مرة أخري عن العمارة والأسانسير
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي