الفصل الرابع

قد تفرض عليك الصحبة الاغتراب

بينما تقوم ناهد برفع أطباق الغداء بمساعدة ابنتيها رضوى ورحاب يتحرك صادق نحو غرفة المعيشة ويفتح التلفاز ويوجه الكلام دون تحديد أي منهم :- أريد كوبًا من الشاي سريعًا.
تنظر ناهد لرضوى لتقوم بذلك حيث إنه دورها لتوضيب المطبخ وتتذكر فيبدو عليها الإنهاك الشديد
رضوى )لرحاب( :- هل بإمكانك أن تعدي الشاي بينما تغسلين الأواني؟ فأنا متعبة جدًا اليوم وكان هناك ضغط كبير في المكتب.
رحاب:- على أساس أني ذهبت صباحًا لألعب وليس للكلية! وأيضا عدت قبلك وذاكرت وساعدت أمي في تحضير الطعام.
رضوى:- عدتي قبلي بساعة استطعت فيها أن تذاكري وتساعدي أمي عمومًا كل ما أطلبه أن أقوم بدورك غدا.
رحاب:- لا، لا أستطيع أعذريني إنه دورك,
رضوى:- رحاب أنا أعرف أنه دوري أقول لك متعبة.
رحاب : - الأمر لا يعنيني.
رضوى :- أمي قولي شيئًا.
ناهد:- لا تغالي يا رضوى أنهم مجرد طبقين أو ثلاثة ستنتهي منهم سريعا. لأجل خاطري حتى لا نغير النظام ويحدث خلل.
يتعصب صادق متجاهلًا هذا الجدل الدائر :- كفى كلام وهيا فلتصنع أحدكما الشاي فأنا اريد النوم قليلًا.
رضوي وقد أمتلأ صوتها بالغضب والغيظ :- حاضر حاضر فعلا لا يصح أن أتعب النظام أهم.
رحاب تنظر لها منتصرة و تتوجه لغرفتها ترتمي في سعادة على السرير وتمسك بهاتفها وتظهر على وجهها ابتسامة المنتصر وهي تقرأ سطور رسالة من عمر الذي بعث لها "طمئنيني ماذا فعلت بالمشروع؟" وردت عليه بقلب ووردة قبل أن تكتب:- "تمام يا دكتور أراجعه الآن لأ أعرف يا دكتور كيف أشكرك على مساعدك فلولاك لكنت الآن في متاهة "
"رحاب تعلمين أن ما فعلته مخالف فأرجوك لا تخبري أحد بما حدث "
"طبعًا كيف تشك في ذلك هل تظنني نذلة وناكرة للجميل؟"
"لا أبدًا لكنني على وشك مناقشة الدكتوراه ولا أريد أن يتعرقل الأمر لأي سبب "
"لا تقلق لن يحدث"
ويبدأ عمر في تغيير دفة الحديث محاولًا أن يعبر عن إعجابه برحاب، وأنه يتنظر مناقشتها لمشروع التخرج ليأتي لمقابلة أبيها، ويقترح عليها أن يستغلا حضور أبويها مناقشة المشروع ليتعرف عليهما فترفض رحاب وحين سألها عن السبب تتردد فيما يمكن أن تقول وتمسح الرسالة أكثر من مرة و أخيرًا ترسل له :
"لا لا، أبي لن يوافق بهذا الشكل الأمر يحتاج لاستعداد ولابد أن أمهد له. "
عمر: "ما المشكلة بأن اتعرف عليهم فقط يوم مناقشة المشروع؟"
رحاب : " ذكرتني المشروع سأنتهي منه أولا ثم نخطط لذلك."
عمر : "لماذا ألم ينته بالفعل؟" وترد رحاب : "لابد أن أكمل قراءته وفهمه حتي أستطيع مناقشته."
فيوافق عمر على مضض. تدخل رضوي الغرفة وتتجنب النظر لرحاب وتستعد للنوم وتلحظ رحاب انزعاج أختها ولكنها لاتبالي وتغلق الهاتف وتنام.

تجلس سميحة ودنيا ورشا في الصالة في شقة رضوان التي استعادت شكلها الطبيعي بعدما استعانت دنيا بزينب لمساعدتها في التنظيف. وفي الخلفية صوت عبد الحليم حافظ يشدو بأغنيته "الهوى هوايا" ويدور الحوار بين الذكريات وشقاوة الطفولة إلي أن تتعالى ضحكاتهم حين ذكرتهم سميحة بمغامرتهم في الذهاب دون علم أحد إلي شقة العندليب عبد الحليم حافظ بالزمالك في يوم ذكراه كما يفعل محبوه كل عام.
رشا:- كنت ساعتها في الصف الثالث الأعدادي أظن وانا أولى إعدادي وسميحة أولى ثانوي ولا أعلم حتي الآن كيف طاوعناك.
سميحة:- لا، يبدوأنك نسيتي ما حدث لقد هددتنا أنها ستنتحر إذا لم نذهب.
دينا:- وكنت سأنتحر فعلًا والله. فأنا ساعتها كنت أعشق عبد الحليم، وكان بالنسبة لي أهم شخص في حياتي. ورغم أني كنت أعلم انه قد مات، لكنني كنت أتخيل أننا التقينا وأعجب بي وغنى لي بتلوموني ليه.
- نعم وأبوكِ الباشا رفضه فيغني لك في يوم في شهر في سنة.
-أنت لاتفهمين في الرومانسية يكفيكي المطبخ وشغل البيت.
يشاهد ثلاثتهم رضوان يخرج من غرفته، فتبتهج سميحة التي لاحظته أولًا، وتتجه إليه خوفًا من أن يسقط وينظر إليها في لحظات تأمل محاولًا أن يتذكرها :- سميحة ياه كبرتي ياسميحة كيف حالك؟
ثم يتجه بنظره الضعيف إلى رشا متأملا وجهها
-انتي رشا أتذكرك تماما كنت ستصبحين زوجة ابني بدل الحرباية التي تزوجته.
يضحكون ورشا تتعجب أنه لايزال يذكر تلك القصة القديمة فيجيبها بتركيز تام :
- لا أنسى طبعًا كيف أنسى أنك رفضتي ابني (مبتسمًا) ولكن في الواقع كان عندك حق.
يضحك الجميع ويكمل رضوان أعذوروني فأنا لا أذكر إلا القديم. فتسأله دينا إذا كان يذكر أين كان طوال خمسة ايام ولكنه يتجاهل ماتقول ويعاود الحديث عن ذكرياته في الشقة.
يرن هاتف دينا لتقوم فتلتفت لأصدقائها بأنها لابد أن تنزل الآن لزوجها لمشوار مهم على أن يرافقا أباها حتي تعود ثم تعود للحديث مع أبيها وتخبره بأن عليه أن يستعد للعودة معها بعدما يستعيد قوته ولكنه يخبرها بأنه يفضل البقاء في شقته وبعد محاولات لإثناءه تقترح عليه أن تبيت معه.
رضوان :- ماذا تقولين وأولادك وشغلك وزوجك ؟
دينا :- ألم تقل أنك لاتريد العودة؟ عمومًا سأتفق مع عماد لتقسيم الأيام بيننا.
رضوان :-(في سخرية ) وعماد سيوافق.
دينا :-نعم لقد أكدت عليه أنه لابد أن يهتم بك.
يرن جرس دنيا مرة أخري فترد وتتعجل الانصراف بعد أن تغلق دنيا الباب يجلس رضوان بالقرب من سميحة ويحدثها همسًا :-هل أقول لك سرا ؟ ... أنا أتذكر أين كنت طوال الخمسة أيام.
تنظر إليه سميحة متعجبة وتبدأ رشا في الاقتراب لتفهم مايدور.

تقترب سميحة من باب شقتها وقبل أن تضع مفتاح الشقة لتفتح تقرر أن تخفيه في جيبها وتدق الجرس تدق الجرس أكثر من خمس مرات وتسمع بعدها الجدال بين عمار وحبيبة عمن كان لابد أن يقوم لفتح الباب يفتح عمّار الباب وحين يكتشف أنها أمه يكمل جداله مع شقيقته: -أفهم من هذا انك سمعتي الجرس؟
حبيبة :-انت الرجل ولابد أن تفتح ... أم ماذا ترى؟
عمّار :-اه فعلًا على أساس إن فتحت أنت ستجدين من يحاول أن يخطفك.
حبيبة :- أترين ماذا يقول يا أمي
سميحة :- أهذا هو الحوار الوحيد الذي يجيدونه ناقر ونقير! لايوجد فرصة لحوار الأخوات الملئ بالحب واللطافة ولا قدر الله المزاح أيضا.
-بلي ألا تذكرين لقد كلمته ومزحت معه في عيد ميلاده الفائت .
-إذن ياعمّار هانت عيد ميلادك الشهر القادم لن تنتظر طويلًا.
يبدأ الهاتف عند عمّار وحبيبة في إصدار صوت الإشعارات فينظرا للرسائل ولوجه سميحة وينسحبا لغرفتيهما
سميحة :- تمام سلام. أراكم وقت الغداء إن شاءالله أم أنكم ستأكلون في غرفكم؟
عمّار:- لست جوعان حين أجوع سأقوم بتسخين طعامي
يخرج سليم من غرفته :- أنا سأكل معاك يا أمي.
حبيبة :- أنا على حسب أعرف أولا ما الطعام.
سميحة :- كما تريدين فلم أطهو شيئا بعد.
حبيبة :- ما رأيك ترتاحين اليوم ونطلب وجبة جاهزة ؟
سميحة :- ما رأيك أنت تغيرين الروتين وتتركين هاتفك وتأتي لنعد معًا ماتشتهين؟
حبيبة :-لا لا شكرا. موافقة تمام طبيخك جيد جدًا. تقبل أمها قبلة في الهواء وتنسحب لغرفتها.
تدخل سميحة لغرفتها تملؤها الهزيمة والوحدة وتتجه نحو المرآه وتتأمل ملامحها التي تغيرت كثيرًا عن الصورة التي تضعها قبالة السرير لها مع أولادها وهم صغار كانت ساعتها مازالت زوجة لمحمد تحملت منه الكثير واعتادت ألا تجادله وأن تمنحه الشعور بالموافقة الدائمة على كل ما يقوله وعلى أي قرار يتخذه والتصديق علي كلامه علي أنه أفضل وأحكم ما يمكن أن يصل إليه بشر في هذا الأمر أو تلك المسألة فلم تجد يومًا الجرأة في أن تعبر عن رأيها في أي أمر سواء يخصها أو يخص أبنائهم صغر ذلك الأمر أوكبر ولم يستطع يوماً أن يكشف زيف موافقاتها فقد كانت حريصة أن يبدو له الأمر دائماً أنه اقتناع برجاحة عقله
لم تعترض حين أصر على يتوقف ابنهما عن لعب الكرة التى كان متميزا فيها بحجة أنها تعطله، ولا حين أجبرها أن تترك عملها وتتفرغ للبيت وتنجب بعدها طفلها الأخير سليم، ولا حين رفض أن تكمل حبيبة شغفها برقص الباليه وتلتحق بمعهد الباليه. أشياء أخرى كثيرة لذلك لم يكن لأحد حتى أن يتخيل رداً أخر عندها لطلبه غير أن توافق بأن يأتي بزوجته الثانية لتحتل المنزل، وأن تذهب هي بالأولاد لبيت أبيها وسيأتي إليها كل أسبوع. أراد أن يكمل مسيرة قراراته غير المنطقية، وكل ما عليها أن تبصم بالمعرفة في خانة التوقيع أوالتسليم بالأمر الواقع.
وهي حتي الآن لا تعرف كيف جاءتها القوة لتصفعه صفعة قوية صادمة لكليهما على وجهه أخرجت فيها كل الكبت والاستسلام الذي عاشته علي مدار عمرها معه، وتترك له أن ينفذ ما أراد أن تترك له ولزوجته المنزل وتذهب لبيت أبيها كما أراد شريطة أن يطلقها، وقد كان.

تقترب رضوى من أمها وهي جالسة تتابع التلفاز وتحاول أن تدخل بين أحضانها فتبعدها مستنكرة.
ناهد :- ما بك يارضوى تعلمين اني لا احب هذا الإلتصاق خير حبيبتي تريدين شئ؟
رضوى :- وحشتيني يا ست الحبايب وأحتاج لحضنك.
ناهد :- أحقا أنتي إذن لاتريدين شئ؟
رضوى :- لا والله أنا لا أفعل مثل رحاب.
ناهد :- لا تتحدثي عن أختك بهذه الطريقة .
رضوى :- فعلا لا يصح فهي من في القلب أما أنا فدائما على القلب.
ناهد :- توقفي عن هذه الغيرة لقد كبرت على ذلك واتركيني لأكمل المسلسل.
رضوي :- (في غيظ ) ماما فلتشاهدي المسلسل قبل أن ينتهي يبدو أن البطل سيموت كمدًا.
وتنسحب رضوى غاضبة.
تدخل رحاب في لحظة قيام رضوى، وتستغرب سبب غضبها، ولكنها لاتبالي كالعادة. تذهب لأمها تذكرها بيوم تخرجها الذي اقترب وأنها تريد أن تحتفل به فتخبرها أمها بألا تقلق في مستعدة واشترت بالفعل مكونات التورتة وأنها ستشتري دستة جاتوه ليحتفلوا معًا ولكنها تعترض بأنها تقصد الاحتفال مع أصدقائها.
ناهد :- لا مشكلة حبييتي اليوم يومك.
رحاب :- هل معنى هذا أنك مستعدة وساعطيني ما يكفي للخروج معهم.
ناهد :- قلت لك لا مشكلة أيكفيكي 200 جنيه ؟
رحاب :- مؤكد أنك تمزحين أمي أحدثك عن احتفال ابنتك تتخرج.
ناهد :- أليست مجرد خروجة وعزومة غداء وتعودين فلتكن 300 جنيه لأجل خاطرك.
رحاب :- أمي أرجوكي.
ناهد :- المئة جنيه هذه زيادة دون علم والدك ولاتنسي أننا سنحتفل بك وسيدفع أبوك ثمن التورتة والجاتوه.
رحاب :- دعكي من هذا لا داعي له واعطني بدلًا منه فلوس.
-عار عليكي أتفضلين احتفال أصدقائك علينا.
- لا أقصدي حسنا يا أمي يكفي 300 جنيه لا مشكلة.
تخرج رحاب ويبدوعليها التأثر والحيرة وهي تفكر كيف ستدبر باقي المبلغ المطلوب للخروج مع أصدقائها ويبدو أن عليها أن تصلح الأمر مع رضوى كي تستطيع أن تطلب مساعدتها وهي تعلم جيدا كيف ستفعل ذلك.

بينما تحاول أن تُذكّر عصام بما اتفقا عليه بأن يحاول أن يستميل ابنه، يدخل آسر مناديًا أمه، وتبدو عليه المفاجئة حين يجد أباه فينسحب قبل أن يفصح عما جاء به لتناديه أمه :- آسر تعالى ياحبيبي كنت تريد شيئا.
آسر :-لا ليس أمر مهم.
تنظر لعصام وكأنها تحثه على مخاطبة ابنه بلطف فينادي له وقد احتفظ بجدية صوته :
-تعالي يا آسر فلتجلس معنا
آسر :-لا يابابا شكرًا فعندي بعض الأشياء لابد أن انهيها.
عصام :- أنت حر.
وينظر لها :-أريت كيف يعاملني ؟ عمومًا سأترك أمك وحدها. أنا ذاهب لغرفتي.
ويترك المكان غاضبًا.
رانيا :- ما هذا يا آسر؟ نعم أبوك عنيد ويكابر أن يعتذر، لكن قلبه طيب مابالك وأنت ابنه. ليست سهلة عليه وأنت تصعب الأمور عليه أكتر بتصرفك هذا.
آسر :- أمي أنا لازلت منزعجًا بماحدث فكيف لي أن أصفو بهذه السهولة وهو كالعادة يريد أن نتصالح دون عتاب ولا اعتذار ولانحدد من المخطئ وكيف لا يتكرر الأمر.
تنببه أمه ان يخفض صوته.
يستطرد آسر قائلًا :- أنا لم أخطئ حين ذهبت نحو شغفي لماذا يعترض هو يعلم أنني أحب العزف على الطبل فما الضير أننا كوننا هذه الفرقة ونعزف للناس في الاماكن العامة ولكنها لن تعطلناعن دراستنا وتعلمين انني من الاوائل كل عام.
رانيا :- رغم أن كلامك منطقي لكن نسيت أن كل شخص له اسلوبه في الاعتذار. فما بالك بأناس نعرف أنهم يحبوننا. ومن المفترض أنك تحبه وتعلم شخصيته فلتعذره ولتتقبل طريقته في الاعتذار غير المباشر.
ويبدو عليه انه اقتنع فيربت علي كتفها :-حاضر يا أمي سأهدأ واتدبر الأمر الموقف لازال أمام عيني وهو يعنفني أمام أصحابي والقلم لازال موضعه يؤلمني كأنه اليوم.
تشد علي يده وتستسلم.

شقة سميحة وقد غادر أولادها سليم وحبيبة للنادي حيث اصطحبته لتمرين الكمان وتوجه عمّار لمقابلة أصدقائه. تقف سميحة مع عامل يبدو من ملبسه أنه من توكيل شركة التكييف ويخرجان من غرفة حبيبة.
-تمام ياهانم لقد اتممت ما طلبتي والآن التكيف في كلا الغرفتين لن يعمل حتي تقومي بالاتصال بالشركة لإعادة التشغيل
--تسلم يدك شكرًا سأتصل بالشركة حينها.
-تحت أمرك حضرتك.
تتجه بعدها للمطبخ ويدق جرس الباب معلنًا وصول سليم وحبيبة. حيث يتجهان لغرفة المعيشة وبعدها بقليل
يدخل عمّار ويتجه مباشرة الي غرفته. بينما يجلس سليم يلعب بلاي ستيشن في غرفة المعيشة وتقوم حبيبة نحو غرفتها.
وقبل أن تتوجه سميحة للمطبخ ثانية يناديها عمّار:- أمي التكييف لا يعمل فلتتصل بالشركة.
وتخرج حبيبة :- غريبة وأنا أيضا تكييف غرفتي لايعمل.
سميحة :- ربما ضغط الكهرباء أجلسا مع سليم هنا التكييف مازال يعمل وعلى كل فرصة لناكل معا اليوم
حبيبة :- ماما لابد أن تتصلي بالشركة اليوم.
تبتسم سميحة خلسة وترد - حاضر حبيبتي ولكنها مؤكد لن تأتي قبل يومين أو ثلاثة.
عمّار :- فعلا؟ فكيف سننام إذن؟
سميحة :- ستنامون بغرفتي بجانبي كما كنتم تفعلون وأنتم صغار.
تنظر إليهم سميحة ويبدو في ملامحها السعادة بأن خططها نجحت وتتمنى أن يكتمل الأمر كما خططت له تمامًا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي