الفصل الثاني

حاولت سميحة اعتراض ذلك الوجوم البادي على الجميع بالعودة للحديث مرة أخري عن العمارة والمصعد.
سميحة: - يا جماعة بالنسبة للشقق الفاضية هل سيشاركون معنا في أي تكلفة؟
عصام :- هل بمقدور أحدنا التواصل معهم أساسا؟ الكل مكتف بفيلته أو شقته الفارهة ولكنه لا يفرط في شقة يدفع لها خمسين شهريًا.
يعقب سعيد وهو يوزع أكواب القهوة والشاي على الحضور:
- لا يا أستاذ إسماعيل هناك شقق يصل إيجارها لثلاثين جنيه فأنا منْ يبعث بالوصولات ويجمع الإيجار بالسنة نيابة عن أستاذ سمير وأخوته.
عصام:- إذن سعيد منْ سيتواصل معهم وينبئنا بالنتيجة، ليس فقط المصعد بل العمارة ككل.
إسماعيل:- بالمناسبة هذا الاجتماع لابد من عقده يتم ولو مرة في الشهر لنتابع أحوال العمارة ولا نفاجأ بكارثة لا نستعد لها سواء من المواسير أو السباكة أو المصعد.
سميحة :- فعلًا هذه العمارة بها مشاكل صيانة تكفي اجتماعات خمس سنين قادمة.
عصام:- إذن نلتقي أول جمعة من كل شهر متفقين؟
يشير الجميع بالموافقة ويتوجه عصام بحديثه لتالا :
-طبعا لن ننسى أن نشكر الأنسة تالا رغم أن شقتها دور أرضي ولا تحتاج المصعد لكنها شرفتنا بالحضور.
ترد تالا بلكنتها الواضحة أن الأمر يخص بيتهم ولابد من الاهتمام به من الجميع وتبدو ابتسامة الإعجاب بطريقة تحدثها من سعيد وهو يسمعها فارغًا فاه فينغزه إسماعيل لينتبه بينما يقول لعصام :
- مهمتك أنت يا أستاذ عصام بصفتك محامي أن تتحدث مع أستاذ سمير وتقنعه بالدفع معنا.
عصام :- تمام سأفعل وأبلغ سعيد ليبلغكم بالنتيجة
تعود تالا للحديث مقترحة:-أنا أقترح عمل مجموعة على الواتساب لكي نبلغ الجميع مرة واحدة بأي جديد.
عصام يرد:- فعلا فكرة ممتازة هذه مهمتك أنت يا أستاذ إسماعيل لجمع الأرقام وعمل الجروب
يوافق إسماعيل وينفض الاجتماع وتبدأ فقرة السلامات والقفشات التي لا تستهوي تالا فتنسحب بهدوء ويلحق بها إسماعيل:- لقد طرقت بابك في الصباح ولم اجدك.
- عذرًا لقد كان عندي بعض المشاوير المهمة .
- لقد أنهيت اللوحة وكنت أود أحضارها لك ... بالمناسبة لوحة المنظر الطبيعي هل أعجبتك؟
تجيب تالا وقد ملأ وجهها الحمرة :- جدًا أنت فنان حقيقي إسماعيل.
وتستأذن منه في عجل وكأنها تهرب من إطالة الحديث معه وينظر إليها إسماعيل ووجه ممتلئ بالدهشة من تلك الإنجليزية (الخواجاية ) التي تحمل هذا الخجل الشرقي الأصيل وقبل تختفي تمامًا أخبرها بأنه سيرسل لها لوحتها التي انتهت مع سعيد.
تغلق تالا الباب بعد أن يضع سعيد لوحتها بجوار الباب تلتفت للوحة إنها تشبهها كثيرًا ثم بدأت تتأمل غرفة الاستقبال بحثًا عن مكان للوحة لقد حرصت أن تحتفظ بكثير من مقتنيات أبيها فقد كان محبًا لاقتناء اللوحات الزيتية والتحف لم تغير حتى الأرضيات القديمة والبلاط المزركش ولا الصالون المذهب القابع ف نهاية الصالة ويجاوره سفرة تتوافق تفاصيلها مع ما تراه في المتاحف و القصور أشياء كثيرة عتيقة ولكنها كانت حريصة أن تعيد لها رونقها فتصلح وتجدد وترمم تلك التحف فتبدو كلوحة أصلية أو قطعة أثاث نادرة.
وتبسمت تالا وهي تمسك بالصورة التي وضعها أبيها لهما مع أمها وهي لاتزال طفلة والتقت عيناها بعين أبيها وتسألت :- متى ستظهر يا أبي أنتظرك بلهفة
لقد جاءت تالا لمصر منذ خمسة أعوام من إنجلترا، بعد رحيل أمها الانجليزية كاثرين . تزوجت كاثرين محمود والد تالا الذي كان يعمل مهندسًا بلندن، ولكنه عاد لمصر منذ فترة بعد عراك شديد معها، وانتقلت أمها من لندن ولم يعرف أحدهما شيئا عن الأخر من حينها. وأوصت ابنتها صاحبة العشرين عاما وهي على فراش الموت أن تذهب لمصر بحثًا عنه، حتى لا تكمل حياتها وحيدة واعطتها العنوان والمفتاح الخاص بشقة أبيها فقد تركه في أخر لقاء بينهما مصحوبًا برغبته بأن تقتنع باللحاق به في مصر إن أرادت العودة. وجاءت تالا مصر بعد وفاة أمها واستقرت في شقته بعد أن علمت أن أباها قد هاجر لأمريكا وكانت صدمة كبيرة لها فقد أغلقت كل ارتباطاتها بإنجلترا أملا أن تأتي وتستقر في العيش مع أبيها ولم يخفف عنها وطأة الصدمة سوي سرعة اندماجها في المجتمع المصري وحصولها على عمل مناسب ورغم معرفتها الضئيلة باللغة العربية حين جاءت مصر لكنها الآن تتقنها تماما رغم ما يظهر في حديثها من لكنة الأجنبية ربما كانت الطريق لمحبة المصريين كما تري في كثير من الناس حولها .

تصعد مدام سميحة لشقتها التي يمتزج فيها الأثاث بين المودرن والقديم فقد أصر والدها ألا تحرك شيئًا من موضعه حين جاءت لتعيش معه بعد انفصالها ومعها الأثاث الذي يخص شقتها فاضطرت لقبول هذا المزج العجيب ورغم مرور ثلاث سنوات علي وفاة والدها لكنها فضلت أن يظل شيئا من رائحته حيًا أمامها.
تلتقط الشال الذي تعلقه عادة بجوار الباب، وتلتف به وقد شعرت بالبرودة وتنظر لغرف أبناءها التي مازالت مغلقة كما تركتها.
تدخل على عمار ابنها الأكبر لتجد سليم طفلها الصغير مازال نائمًا، بينما يمسك عمّار بموبايله مغلقًا أنوار الغرفة تمامًا فتفتح النور فنشاهد عمار شابًا في الثانية والعشرين من عمره له شعر طويل وقد تركه مسترسلا ويمتلك شارب وذقن قام يتهذيبهما ليشبه في النهاية نجم من نجوم السنيما وتقترب من سليم لتوقظه بينما تتجه بحديثها لعمار:
سميحة :- ألأ يكفيك أنك لم تسنيقظ لصلاة الجمعة كيف تنام حتى الآن ولديك امتحانات على ما أظن إن كنت نسيت
عمّار:- كنت أذاكر طوال الليل لقد نمت فجرًا
سميحة:- أتمنى أن تكون قد صليته
عمّار:- أمي أيمكن أن تتوقفي عن الحديث في هذا الأمر أنه أمر يخصني أنا وعلاقتي بالله أمرشخصي
سميحة:-أنا أسأل لانه لكم يكن هكذا حالك فماذا طرأ لتتجاهل الصلاة بهذا الشكل
عمّار- أمي أتت تضخمين الأمور إنه مجرد كسل لا أكثر.
سميحة:- أتمنى. هيا قلتقم لتناول الإفطار.
عمّار:- تعلمين لا أفطر الآن سأقوم عندما أجوع لاتنتظروني.
تنظر له وتمنع نفسها من الرد حتى لا تبدأ عراك جديدة وتغلق الباب لتبدأ موال جديد مع ابنتها حبيبة تبدو فتاة جميلة تتمتع بشعر كستنائي طويل وعينان يميلان للون الأخضر فتجدها ممسكة بالموبايل تتصفحه باهتمامفتتعجب من أنها لم تغادر سريرها ولم تلحظ غيابها:
حبيبة:- وأين ستكونين يا أمي سوى هنا في البيت؟ عمومًا سأقوم حالًا(تنتبه إلى أنها ترتدي ملابس خروج) أين كنت ؟
سميحة:- هيا قومي لتحضري الإفطار. كنا نحاول الاتفاق على تصليح المصعد.
حبيبة:- أخيرًا أتمنى ذلك فأنا لا أدعو أي من صديقاتي خجلًا من منظره المتهالك وتعطله الدائم.
يدخل سليم طفل في العاشرة من عمره:- أنا جوعان.
سميحة:- ثوان وستأكل مع أختك حالا هيا يا بنتي تحركي.
حبيبة: - (بامتعاط) حاضر حاضر.
يحتضن سليم أمه ويرجوها أن تسمح له باللعب علي البلاي سيشن لحين تجهيز الإفطار تضحك سميحة وتضمه بشدة وتوافق على أن يكتفي بساعة فقط ويحاول أن يتمرن على الكمان قبل حصته القادمة.
تدخل سميحة لابنتها في المطبخ: - لماذا لم تسألي إذا كنت سأكل معك ؟
حبيبة:- لا تبالغي يا أمي إن كنت تريدين فلتقولي ماذا يمنعك؟
سميحة:- لاشئ ولكنه الاهتمام والحرص.
تنظر إليها وهي تتحرك وتجهز الفطار بيد واحدة وتمسك بالأخرى هاتفها المحمول ومن وقت لآخر تنظر في شاشته
سميحة:- فلتفسري لي كيف تصنعين كل هذا بينما مازلت تحتفظين بهاتفك في يدك ولماذا؟
حبيبة:- لا تقلقي وقت الجد سأضعه في جيبي.
سميحة :-فعلا فهو لا يمكن أن يبتعد عنك أكثر من نصف متر.
حبيبة :- لا نص متر كثيرة لا أسمح بأكثر من عشرة سنتيمتر.
سميحة :- فلتسرعي ولاتنسي عمل كوب نسكافيه لي.
تتركها سميحة وتتوجه لغرفتها يملؤها الشعور بالوحدة وبالحيرة وتفكر في أمر أبناءها، وكيف تستطيع أن تستعيد الدفء العائلي ولغة الحوار الذي تفتقده معهم، وتتسأل عما أل إليه حال أولادها، ولما كل منهم منعزل في جزيرته، وقد انقطعت لغة التواصل بينهما. أتكون هي السبب لأنها انشغلت بتدبير متطلباتهم المادية وغفلت عن حاجتهم المعنوية ؟ لقد كانت دائما حريصة على أن تمنحهم فيض من الحنان ولاتنكر الصرامة التي معاملتها في بعض المواقف لأنها كانت الأب والأم بالنسبة لهم.
تري هل فات الأون؟ أم أن الأمر يستحق المحاولة مرة أخري لتعيدهم لأحضانها. أغمضت عينيها وتنهدت على أمل أن يأتي لها الغد بجديد.

يطرق سعيد باب إسماعيل بطلبات العشاء المعتادة ويفتح إسماعيل متأففًا من إزعاج الجرس
إسماعيل: - كم مرة أنبهك بضرب الجرس لمرة واحدة وانتظر سأتيك.
سعيد :- حين فعلت ذلك مرة تركتني على الباب أكثر من ربع ساعة.
إسماعيل :- كفى حديثّا ضع الأشياء واتركني أنام.
سعيد:- أستاذ إسماعيل ألم تلحظ شيئّا في الشقة المجاورة.
إسماعيل:- لا، لم ألحظ هي مغلقة منذ سنين حتى أني نسيت شكل سكانها.
سعيد:- مؤكد تذكرأستاذ رضوان والد دنيا وعماد أصدقائك.
إسماعيل:- ماذا به هل مات؟
فجاءة يُضاء نور الصالة بالشقة محور الحديث ويخرج رجل عجوز يبدو عليه الكثير من الهيبة وينظر لسعيد ويعطيه ورقة: - أريد هذه الطلبات سريعًا.
يتجه بعدها للداخل دون مزيد فيناديه إسماعيل ليرحب به لكنه لا يسمع ويغلق باب شقته.
إسماعيل :- ماذا به؟
سعيد:- لا أعلم لقد مر أكثر من عشر سنوات منذ أن رحل ليسكن عند أبنته وجاء بالأمس ولم يخرج من حينها ولم ينطق سوى ماسمعت معي الآن.
إسماعيل: - حسنًا يا سعيد دع الخلق للخالق فلتذهب الآن.

يقترب رضوان من غرفة المعيشة حيث كان يجلس منذ الأمس ويملئه الحزن وهو ينظر للشقة من حوله وقد ملأتها الأتربة فتقع عيناه على صورة عائلية له ولزوجته وأبنائه وهم أطفال ويتذكر كيف كان هذا البيت مليئا بالضحكات والدفء قبل أن تموت زوجته منذ عشر سنوات وتتدهور صحته وينتقل ليعيش مع دنيا ابنته لاينكر أنها كانت تهتم به وتحرص على تدليله ولكنها مؤخرًا بدأت تتأفف من كل طلب أو تعقيب له ويتحول الحوار دائما بينهما لجدال وأحيانًا مشادة تنتهي ببكاء ابنته وبأنها تعبت ولاتستطيع التحمل أكثر من ذلك ويتذكر أخر حوار بينهما قبل أن يغادر منزلها وقولها قبل أن تنسحب كالعادة من أمامه:
دينا:- أبي أليس عماد ابنك مثلي ما رأيك أن تذهب لتقيم معه لبعض الوقت ؟
ينظر ثانية للصورة والتفاف يد ابنته حول عنقه ويذكر ارتباطها به دون أمها منذ صغرها ويظهر في عينيه التأثر.
يطرق سعيد باب إسماعيل بعنف ليخرج له معنفًا إياه ولكنه يبادره بالصمت ويحدثه بصوت متلهف
- طرقت الأستاذ رضوان أكثر من مرة وهو لا يفتح. لقد أحضرت له ماطلب وهو الآن لايرد.
إسماعيل:- ماذا تقول ؟ تعالى معي لنفهم.
ويبدأ إسماعيل مع سعيد في طرق هستيري على باب الشقة ليقررا في النهاية كسر الباب ليجدوا رضوان ممسكًا بالصورة وجسده ملقي ع الأرض يحاول أسماعيل أن يتأكد من النبض بينما يطلب من سعيد الاتصال بالإسعاف

تتداعى الكثير من الأفكار علي رأس رشا تذكرت كيف تسير حياتها بوتيرة متسارعة تعمل مضيفة طيران مما يضطرها لترك أمها لأيام معتمدة علي سميحة وإسماعيل لرعايتها. يبدو عليها الانشغال الدائم مما يحرمها التواصل وتكون صامتة معظم الوقت الذي تقضيه في البيت خاصة مع ما تعانيه أمها من أمراض الشيخوخة حتى ما تطلبه أو تقدمه لأمها من اهتمام هي مشاعر بلا صوت تحاول أحيانًا تجاذب الحديث مع سميحة ولكن نظرا لضيق الوقت الذي تقضيه بالبيت فمثل هذه الجلسات نادرة وبينما هي تطعم أمها جاءتها رسالة على الموبايل:
عبد الله:- صباح الجمال حبيبتي صحوتي؟
رشا:- نعم، و أمي تتناول إفطارها.
عبد الله:- انتظرك الليلة .
رشا:-لا، لا أظن فأمي متعبة سأضطر للمبيت معها اليوم.
تترك الهاتف وتعود للنظر لوجه أمها، أبلة حكمت، كما يسمونها في صاحبة ومديرة مدرسة سابقة في حوالي السبعين من عمرها، ومعروفة بجديتها وصرامتها في التعامل، حتي رشا أبنتها الوحيدة عانت من حبها للسيطرة وفرض الرأي. لم يهدأ الأمر وتخف حدته إلا من سنين قليلة حين داهمتها أمراض الشيخوخة.
سميحة جارتها وصديقة طفولتها، هي الوحيدة التي تعلم بهذا السر؛ زواجها سرًا بعبد الله، بل وتعرف بداية القصة حين تقدم لها في الماضي كثيرًا وفي كل مرة ترفضه أمها بحجة الطبقة الاجتماعية رغم أنه يعمل مهندسًا. وباعدت بينهما السنين ولم يستطع ارتباطه السابق وإنجابه أن ينسياه حبه لرشا، فقررا أن يتزوجا دون علمها. وسميحة أيضا الوحيدة التي تعرف أنها تعمل بالمطار كمضيفة أرضية، وتتحجج بالسفر لتجد الحجة في الغياب عن أمها بالأيام، وكم نصحتها بأن تخبر أمها فحالها الآن قد تغير وحوّلها مرضها لشخص ضعيف مثير للشفقة. لكنها تخشي عليها من الصدمة.
يقطع صمتها صوت جرس الباب:
إسماعيل:- هل لديك رقم هاتف دنيا رضوان اللي كانت تسكن في الشقة المقابلة؟
رشا :- ألازلت تذكرها هل ناداك الحنين أم ماذا؟
إسماعيل:- أباها بالشقه وقد سقط مغشيًا عليه.

يقف إسماعيل في غرفة نوم رضوان بجوار الطبيب وبجواره سعيد، بينما تقف دنيا بعيدًا يحيط بها رشا وسميحة ويخرج ثلاثتهم من الغرفة بعد أن تنهار ويجلسن معًا على السفرة، متجاهلين طبقات التراب المتراكمة في كل مكان. وبعد أن تهدأ قليلًا تحكي لهما دينا كيف ترك والدها منزلها دون علمها بعد مشادة بينهما: -أنا لم أقصد إنما هو ضغط الأعصاب والمشاكل التي لاتنتهي ولا أحد يقدر.
رشا : وأين عماد؟
دنيا: للأسف أبي لا يجد راحته مع زوجته لكنني لم اعد صغيرة وما كنت احتمله زمان أصبح ثقيلا ومجهدًا اليوم.
سميحة: لا تقولي شيئا أنت بنت أصول إنهالحظوة شيطان نمر بها جميعًا.
دنيا: الخمسة أيام التي غاب فيهم أعادوني إلى رشدي وعرفت قيمته .
يدخل سعيد مقاطعا: - أي خمسة أيام يا أستاذة؟ أستاذ رضوان لم يكمل يومان بالشقة !!
يدخل ساعتها عماد شقيق دنيا متجاهلًا كل الحضور ويتوجه لأخته بالسؤال عن أبيه وماذا أتى به إلى هنا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي