الفصل الثالث

وافق من أجل والدته. ذهب مع والديه لمنزلها. استقبله والدها جلسوا وتحدثوا قليلاً، أتت هي تمشي شامخة الرأس دون خجل الفتيات ذاك، قدمت لهم ضيافتهم وجلست بجوار والدته تتحدث معها، نظر لها بتعجب وكأنهم برحلة ترفيهية تتحدث دون خجل وتنظر له دون حياء، ف المتعارف عليه في مثل ذلك الموقف أن تكون فتاة خجلة و الحياء يزين وجهها، ولكن تلك تجلس بتحرر، ربما تعرضت لهذا الموقف كثيراً فلم تعد تخجل. تركوهم وذهبوا تحدثوا قليلاً، أعجب بشخصيتها، وحرصها على مستقبلها العملي، فهو لن يقف أمام تقدمها بل سيساندها، ف نجاحها من نجاحه هو، نظر لمستقبله معها، تخوف قليلاً من فكرة أنها تحب الخروج كثيراً. فهو سيكون مشغول كثيراً في تأسيس شركته ولن يمتلك الوقت الكافي للخروج معها كل يوم.
حمزة : أعجبني تحدثك عن عملك وحياتك بحرية فأنا لن أمانع أن تعملي إطلاقاً، وتفكيرك في مستقبلك جيد، سأكون معكي في كل خطوة بإذن الله
شهد : العمل شيء رائع، ولكن التمتع بالحياة ورفاهيتها أروع بكثير فأنا أعمل من أجل متعة الحياة
حمزة : تغيير بسيط فقط، فلتكن تلك المتعة بحدود
قاطعته هي : ولما الحدود أنا لا أفعل شيئاً خطأ، أتمتع بمالي ولا أفعل ما هو حرام
حمزة بهدوء : لم أقل ذلك ولكن لتنظري للفقراء قليلاً، أو لأصدقائكِ هل فكرتي كيف سيكون شعور إحداهما وأنتى تتحدثي عن متعة السفر للخارج بينما هي لا تخرج من البيت إلا للضرورة أو للعمل، أو عن ذاك المحل الذي أبهركِ ثيابه وهي فقط تمتلك فستان أو اثنين، أو عن هذا الطعام الذي يذهب بعقلك من روعته وهي تأكل جبن أو بيض، راعي شعور الأخرين، لا تشعريهم بمقدار الفرق بينك و بينهم لمجرد أن والدك امتلك الفرصة يقفز إلى تلك الحياة بينما والدها يعافر للعيش دون أن يطلب العون من أحد.
شهد : لا أرى في ذلك شيء فهم أصدقائي منذ الصغر، لو كنت أفكر مثل ذلك كنت تركتهم فور انتقالي لتلك الحياة
أجابها هو بترقب : أو ربما أحببت تعاليكِ عليهم، أو أحببتِ ذلك الشعور الذي كنتي تفتقدينه عندما ترى الأفضل، فانتي الآن الأفضل، أحببت أن يذيقوا شعور القهر الذي شعرت به يوماً ما
كانت هي ستجيبه ولكن قطع حديثهم دخول العائلة من جديد، تحدث والدها قائلا بمرح : يكفي هذا الوقت
ابتسم هو وقال : يكفي عمي
رفعت : سننتظر الرد جمال، نظرت نهلة إلى حمزة لترى رضا على وجه ثم تحدث إلى وداد : تشرفت بمعرفتكم وداد
وداد بحب : وأنا أيضاً حبيبتي، نظرت نهلة إلى نسمة : عسى أن نحضر خطوبتك قريباً أنتى أيضاً حبيبتي
نسمة بحب لها : أشكرك خالتي، فلنفرح بهما أولاً إن شاء الله
ذهبوا إلى منزلها ولم تتوقف والدته عن الحديث عن شهد وجمالها و عائلتها.

كانت هي تبكي في غرفتها حينما سمعت عمتها فايزة تتحدث مع والدتها لكي تزوجها لرأفت، فهي تحب آخر كيف سترضي برأفت وقلبها متعلق بآخر، أحبته وكتمت هذا الحب في قلبها دون البوح أبداً به. كيف ستنسي هذا الحب وماذا ستفعل لو هو فرض عليها، هل ستصغر أباها أمام العائلة لو حدث ذلك، وماذا ستفعل بقلبها و حبيبها، حدثها عقلها وهل يعلم من الأساس بحبك له، أنتى من علقتي قلبك بوهم لمجرد نظراته لكي، أو ربما من حديث أصدقائكِ بأنه يحبك ولا يتوقف عن النظر لكِ، أنهت هذا الصراع بوقوفها للصلاة لتدع الله أن يختار لها الخير فهي لا تحسن الاختيار فعقلها مشتت وقلبها متلهف ومتعلق لا تعلم ماذا تفعل
دخلت حياة إليها وجدتها لم تنهِ صلاتها بعد جلست تنظر إليها وتتمعن في إطالة شقيقتها في السجود، دخلت سارة أيضاً وجلست بجانب حياة. أحست بهم زينب ف أطالت في صلاتها في لا تريدهم أن يروا دموعها أو يفهموا شيء. حمدت ربها أن لم يراها أحد عندما سمعت حديثهم عن زواجها. فهمت حياة شقيقتها فوقفت وحدثت سارة : هيا سارة ف زينب بينها حديث مطول مع الله. اذهبي للنوم وغداً إن شاء الله نتحدث و نسهر سوياً أكملت حديثها وهي تنزلق داخل فراشها أغلقي الإضاءة الشديدة من فضلك اتركي مصباح صغير ولا تنسى غلق الباب هاا
ذهبت سارة على مضض : حسناً سأذهب لأنام أيضاً، سأغلق الباب فبينكِ وبين باب الغرف المفتوح طار
ابتسمت حياة على حديث شقيقتها في لا تحب ترك باب الغرفة مفتوح مطلقاً

نادر : وماذا ستفعل الآن هل ستتزوجها وتنسي حياة
رأفت : بالطبع لا حتى لو تزوجتها، لن أنسى حياة مطلقاً فهي من أعطت لروحي حياة بضحكتها وحديثها
نادر : أمرك عجيب، لا أفهمك.
رأفت : إن لم أتزوجها. فلن تتزوج هي أحد. وهذا وعد
نادر : وماذا ستفعل هل ستتزوجها بدلاً من أنس لم أفهم
رأفت : أيها المعتوه إن لم أتزوجها أنا، فلن أتركها لأنس أو غيره
نادر : وماذا ستفعل إذا، لكي لا تتزوج هي و أنس
رأفت : إلى الآن لم أفكر في خطة محكمة ولكن قبل الزواج سأفعلها بالتأكيد، و ربما أيضاً لن أتزوج زينب حينها
نادر : منذ الآن وأنا متشوق لما سيحدث حينها، سيكون عرضاً مجانيا من عائلتكم
رأفت : حسناً، اجهز من الآن لترى العرض من البداية للنهاية وتتفاخر بصديقك
نادر: حسناً سأفعل
رأفت : ملحمة تاريخية ستحدث يا رجل. هيا نذهب إلى البار لنسهر ونلهو قليلاً فالوقت جيدا للاحتفال
نادر قاطباً حاجبيه : الاحتفال بماذا
رأفت ضاحكاً : الاحتفال ب اللاشيء، لا نريد مناسبة لنحتفي
نادر مبتسماً : معاك حق،هيا لنذهب
اتصل هو بصديقيه انشغل عنهما بخطوبته تلك، حتى لم يخبر اي منهما بموضوع تلك العروس، اتصل بسفيان أولا ثم دمج المكالمة مع أمجد
هتف أمجد بحنق : الآن تذكرتنا سيد حمزة، ماذا يحدث هل هناك شيء جديد
ابتسم حمزة على حنق صديقه : أووه أسف يا صاح لقد انشغلت قليلاً عنكما
تحدث سفيان بتهكم : قليلاً فقط
حمزة بحب : أسف كنت مشغولاً حقاً.، ولكنما لا تغيبا عن بالي مطلقاً
سفيان بإبتسامة : لقد سمحناك من لنا سواك
أمجد : هيا أفض ما بجعبتك أشعر أنك تريد الحديث كثيراً
حمزة : حسناً إليكم المفاجأة صمت
سفيان : أجل كم هي جميلة مفاجأتك
حمزة بحيرة : ولكن لم أقول بعد
أمجد بضحك : نعلم ذلك، لماذا توقفت عن الحديث بعد كلمة مفاجأة
حك حمزة فروة رأسه بضحك : لا أعلم، حسناً لقد قابلت فتاة أو بالأحرى أمي من رتبت لهذا الموعد و ذهبنا إلى عائلتها وجلست معها وتحدثنا قليلاً
هتف كلاهما : مبارك لك مقدماً، ثم تابع سفيان.
هل أعجبتك أم لك رأي آخر
حمزة بتفهم : أجل، أعجبني كل شيء ولكني قلق قليلاً من فكرة تحررها في الخروج كثيراً من البيت والسفر، تعلم فنحن في بداية الشركة. أتتفهمني
أمجد : هي تعلم ذلك صحيح، إن تقبلت الوضع فبارك الله لكما، وإن حدث العكس فنصيبك مع أخرى بالتأكيد لا تجزع
سفيان : استخر حمزة، وسيفرجها الله عليك وينير بصيرتك
حمزة : أرحتماني كثيراً، شكراً لوجدكما بحياتي أخواتي
أمجد مبتسماً : منذ متى وبيننا شكر حمزة، ثم هناك احتفال إذا صار كل شيء بخير
حمزة بحب : عيناي لكما، ألن تأتيا هنا فأمي تشتاق لكما كثيراً
سفيان : فور عودة أمجد من بيت العائلة بالطبع سنأتي إن شاء الله فكم اشتقتُ لها كثيراً، فهي تعوضني عن أمي رحمها الله، تابع حمزة و أمجد بالدعاء بالرحمة لوالدة سفيان
في الصباح ذهبت سارة إلى جامعتها وهبطت سهام إلى منزل فايزة، بينما ذهب حسن إلى عمله دخلت هي الي غرفتهما سوياً، ف سارة تمتلك غرفة بمفردها بينما حياة و زينب بنفس الغرفة، بعدما ثارت عليهم سارة وصاحت بأنها تريد غرفة مستقلة بذاتها، دخلت هي وجدت شقيقتها تقرأ القرآن، جلست بجانبها فصدقت الأخيرة ونظرت إليها مستفهمة فنطقت الأخرى بحب حياة : ماذا بها جميلتي الصغيرة، شاردة الذهن ومشتتة منذ أمس
نظرت لها زينب والدموع تلمع بعينيها لا تعلم أتخبرها أم لا تحدثت حياة بهدوء : أخبريني أختي ما خطبك، أيوجد مشكلة ما، ها أنا بجوارك أخبريني لنفكر سوياً
تحدث زينب و أخبرتها ما سمعته وما شعورها تجاه معيدها بالجامعة أفضت كل شيء بداخلها ودموعها تسير على وجنتيها بهدوء، أخبرتها بتشتتها ولا تعلم ما عليها فعله حتى الآن، وبماذا ستجيب والدتها إذا سألتها.
حياة بهدوء وحب : حبيبتي أخرجيه من بالك، إن كان خيراً ونصيبك ستأخذينه رغماً عنا جميعاً، اتركي التفكير بهذا الموضوع فقط ادعي و استخيري الله ليرشدك للصواب، لا تبكي أيا كان نصيبك ف بالتأكيد سيُسعدك، ف إختيار الله هو دائماً الخير لنا حتى لو لم نستوعب ذلك في وقتها، نظرت لها زينب بدموع :ولكني احبه أختي، إن لم يكن نصيبي لما ينبت الله حبه في قلبي أولا.
أجابتها حياة بحب : حبيبتي لا يفعل الله شيئاً إلا وهو خير لنا استغفري الله، ثم أنتى من علقتي روحك و قلبك به، فسماعكِ لحديث صديقاتك هو من أنبت هذا الحب، رؤيتك له هي من تسقي هذا الحب ليكبر، لا تفكري به مطلقاً وإن كان خيراً سيأتي إن شاء الله.
أجابتها بنحيب : لا أدري، ماذا سأفعل إن لم يكن نصيبي،. أنتى وجدتي نصيبك وقدرك
قاطعتها حياة بحنان : و ما أدراكِ أن أنس هو نصيبي، ربما يكون شخصاً آخر حبيبتى
زينب بتساؤل :ماذا ستفعلين حينها، وماذا سيكون شعورك وقتها

رحاب : هيا أنس استيقظ اجلس معي قليلاً لنتحدث
أنس بنعاس : اتركيني رحاب، أريد أن أنام قليلاً بعد
جلست تهزه بعنف : لا لا استيقظ الآن امي وزوجة عمي يتحدثن سوياً مللت من الجلوس بمفردي
جلس هو بنفاذ صبر : حسناً، استيقظت ماذا تريدين الآن
رحاب : فقط لنتحدث لم نتحدث منذ وقت طويل، لقد انشغلت عني كثيراً
أنس بحب : اعمل لأنهي شقتي، فالضغط زاد حبيبتي أسف لأني أهملتكِ صغيرتي
رحاب بحب : لا عليك، أعلم أنك مشغول كثيراً، هيا أخبرني لما لا تعد تحدث حياة كالسابق، ف الهاتف كان يصرخ بك لتتركه
أنس : هذا أفضل حبيبتي، ما كنا نفعله خطأ كبير، وحرام في ديننا كنا غافلين عن تلك النقطة، فهي مازالت غريبة عني وليست زوجتي لأحدثها بكل تلك الساعات
رحاب : وهل تحدثت معها بشأن هذا
أنس : نعم أخبرتها ولكن بطريقة غير مباشرة، لكي لا تخجل مني
رحاب : وهل كانت تلك الطريقة مناسبة، ما أدراك أنها فهمت ذلك، ربما فهمته بطريقة خاطئة و أنك تبعد عنها
أنس : بالتأكيد لا، حدثيها أنتى حتى لا يكون هناك حرج بيننا
رحاب : بالطبع سأفعل، أتمنى أن أجد شخصاً يحبني مثلما تحب أنت حياة
أجابها بتأمل : و أنا أيضاً حبيبتي، وفقكِ الله
رحاب : آمين صمتت قليلاً ثم تحدثت : هل ستقبل زينب بأخي رأفت
أنس : ولما لا وما به أخي
رحاب : زينب شخصيتها حالمة كثيراً عكس أخيك، أخشى أنها لن تتأقلم معه
أنس : هما شخصيتان مختلفتان تماماً، ولكن إن كان هناك حب بينهما سيتنازل كلا منها للآخر في بعض الأمور
رحاب بتأمل : أتمنى ذلك كثيراً، لنترك كل شيء لوقتها، هيا انهض واغتسل ريثما أجهز لك الطعام
أنس : حسناً حبيبتي، ها أنا نهضت

فايزة : حسناً سأحدث صادق في هذا الموضوع ليحدث حسن
سهام : ونحدد موعد الخطوبة
فايزة : أجل، كم هذا مفرح، لتسعد العائلة بعد هذا التعب في العمل و تأسيسه
سهام : كان هذا مستقبل الأولاد فايزة
فايزة : معاكي حق، سنفرح بالاثنين معاً ما رأيك بالخطوبة ليلة زفاف أنس وحياة
سهام : فكرة رائعة لتكون الفرحة اثنتين
فايزة بضحك : و تتبقي لنا المشاغبة الصغيرة
سهام بضحك مماثل : سارة مازالت صغيرة أختي لزواجها الآن
فايزة : حسناً أعلم هذا حبيبتي

أنهت سارة محاضرتها هي و صافي وجلستا سوياً للثرثرة. نظرت صافي إلى سارة وجدتها شاردة. أيقنت أنها تحلم بأنس هزتها برفق فنظرت لها الأخرى منتظرة ماذا تريد منها : كفى عن التفكير بأنس قليلاً
سارة بحنق : ولمَ؟!
صافي : سارة هل تقبلين أن تمتنعي عن الخروج و السهرات و التسوق و كل تلك الأشياء
سارة بتعجب : بالطبع لا، فأنا أعيش في الأساس من أجل تلك الأشياء، لمَ أكف عنها
صافي : ليست أنتى من ستكفين عنها بمزاجك، فأنس هو من سيفعل إذا كان زوجاً لكي، فها هي حياة من البيت الي الجامعة و العكس، هل ستقبلين بكل هذا
سارة بحنق : بالطبع لا، أنا يضيق خلقي إن جلست كثيراً في البيت.
صافي : إذاً كفى عن التفكير بأنس و الزواج منه، ف أنتى بالأساس لا تشعرين بشيء تجاه حتى لو كان إعجاب، كانت ستقاطعها ولكن أوقفتها هي بيدها. سارة انتي فقط تغارين من حياة فهي الكبرى والمدللة لوالدكِ وكل فرد بالعائلة يحبها، تريدين أنس فقط لتشعريها بالذل و الإهانة كونه ذهب إليكِ ولم يلتف لها
سارة بكره : هذا صحيح فأنا لا أريد لها السعادة مطلقاً
صافي : حققيها بشيء آخر غير موضوع أنس، فهو سيمنع عنكِ الخروج و التمتع بالحياة وعني أيضاً
سارة بتفكر : حسناً، سأفكر بشيء آخر لها.
صافي : ستقابلين أشخاص متحررين لتفعلوا ما تشاءون، أنتى تذكريني بنادر ابن عمي فهو مثلك يحب الحياة و التمتع بملذاتها، والخروج وكل شيء
سارة : ومن منا لا يحب الحياة عزيزتي الجميلة. ثم التفتت إليهاباسمة لمَ تعرفيني علىهذا نادر،ربما نتمتع ثلاثتنا كثيرا ونفعل ما نشاء وقتما نريد ما رأيك عزيزتي صافي
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي