الفصل الرابع

نظرت إليها صافي بضحك، فأكملت سارة بعبث وهي تنظر لها بمكر دفين
سارة بتفكير و خبث : ولمَ لا تعرفيني عليه أتحدث بجدية ولا أمزح، أو لمَ لا تتزوجي أنتى وهو إذاً
صافي : سأعرفكِ به في القريب العاجل، أما بخصوص الزواج فهو كأخي تماماً
سارة : أجل فهمت، هيا لنذهب ونتسكع قليلاً
صافي : هيا بنا ، أتريدين مشروباً معين ، ام أطلب لك اي شيء
سارة : اي شيء لا يهم ولكن ليكون بارداً قليلاً فالجو حار اليوم
صافي : حسناً انتظري قليلاً ذهبت صافي ووقفت هي تفكر بخطوة أخرى لتفسد على شقيقتها السعادة بزواجها. سارة في نفسها : حسناً آنسة حياة لنفكر لكي بشيء آخر لنفسد فرحتك بهذا العُرس القريب، أو ننتظر لبعد العُرس فأمامي الوقت الكافي لقهرك، فلن تخرجي من البيت يا شقيقتي العزيزة، كم سأتمتع بقهرك حينها، وسأرقص على شهقات حزنك تلك و كأنها سيمفونية جميلة تطريني.

هلل هو بفرح فور رؤيته لصديقه عائد من جديد للمدينة، فهو يحزن إن ذهب زيارة لأهله لأنه يتركه وحده هنا
سفيان : حمد لله على سلامتك، كيف حالك أمجد
أمجد : بخير يا صديقي، كيف حالك أنت، دبرت نفسك من غيري صحيح
ابتسم سفيان : ليس كثيراً، ماذا جلبت لي من المنزل.
أمجد : لقد أرسلت لك والدتي كل ما تحبه من طعام و شراب أيضاً
سفيان بحب : كم أحبها خالتي. هل فلنأكل وبعدها نذهب إلى الجامعة فلدي محاضرة بعد ساعتين و أنت أيضاً
أمجد : أعلم ذلك لم أنس بعد
سفيان : إذا هيا اغتسل من الطريق أولاً

دخلت والدتهما إلى الغرفة وجدت زينب نائمة و حياة تجلس أمام هاتفها سهام : حياة ألن تذهبا إلى الجامعة اليوم
حياة : بلى أمي ولكن تبقى ساعة ونص، مازال الوقت مبكراً
سهام : حسناً، أيقظي زينب واذهبا سوياً فهي أيضاً لديها محاضرة متأخرة، لتذهب معكِ
حياة : حاضر امي مر الوقت أيقظتها حياة وذهبا سوياً إلى الجامعة، فور عودتها ذهبت سريعاً إلى الفراش

كانت تقف أمام المرآه تضع من مستحضرات تجميلها، فاليوم حفل خطبتها على حمزة، دخلت إليها نسمة نظرت لها وقالت : لماذا كل تلك الكمية، ف الحفلة عائلية ولن يحضرها غيرنا وبعض من أصدقائه
نظرت لها بتهكم و احتقار : وهل تفهمين أنتى بتلك الأشياء، انظري لنفسك وما ترتديه
أجابتها نسمة بهدوء : وهل لأني لا أحب تلك الأمور لا أفهم بها، بل أنا على علم أكثر منكِ،ثم ما به شكلي، هل الحجاب الشرعي خطأ هذه الأيام، ثم هتفت انظري لنفسك هل أمرنا الإسلام بخروج نصف الشعر من الحجاب، أو بإرتداء ثياب وكأنها جلد ثانِ لنا، أتمنى رؤية رد فعل حمزة على ذلك
نظرت لها بشر : وما دخلك أنتى بثيابي، ثم دوماً أرتدي تلك الثياب
نسمة : أنا فقط قلقة بشأنك، فالجنة تستحق الكثير لنفعل من أجلها الأكثر
شهد وهي تقلب عينيها : بدأت محاضرة لا تنتهي، كفى عن الحديث و اتركيني بمفردي
نسمة : حسناً، كما تريدين تركتها وذهبت فدخلت والدتها تنظر لها بحب و تتمنى لها السعادة وداد : كم أنتى جميلة ابنتي،. أتمنى لكي السعادة أنتى وحمزة، فأنتى تستحقينها، جميلة ثيابك
شهد بتكبر : أشكرك أمي، قولي تلك الكلمات للمعقدة ابنتك، فهي تقلل من هذه الثياب
وداد : لا عليكِ منها، فأنتى تعلمين كم هي متشددة.
صاحت وهي تناديهم فأجابها أمجد بحب : لقد انتهينا عزيزتي، لا تخافي فلن نتأخر
نهلة : أجل إلى الأسفل هيا، نظرت لحمزة بحب ثم تحدثت : أتمنى لك السعادة صغيري
حمزة بحنان : سعادتي بوجودك أمي، فقط كوني بجانبي تلك هي السعادة لي
سقطت دموع نهلة من حنان طفلها وتحدث رفعت مازحاً : لن يتذكر كلانا فور أنا يتزوج لا تصدقيه
هتف حمزة بحنق : أبي بالتأكيد لن أفعل هذا جذبه سفيان إليه قائلا : سنرى عزيزي، هيا حتى لا نتأخر
استقل الجميع السيارة ووقفوا أمام محلاً للورود نزل الثلاث أصدقاء معاً
هتف حمزة بحيرة : وماذا تفضل هي، لا أعلم، فهذا محير يوجد الكثير من الأنواع هنا
تذكر سفيان صغيرته وكم تعشق الورد الجوري فتحدث بإبتسامة : هيا لنجلب ورد الجوري، فهو الأجمل على الإطلاق، نظر لهما وقال سأذهب للسيارة اذهبا واجلبا الشوكولا
في السيارة
تحدثت نهلة بهدوء إلى رفعت : أتمنى أن يكون خياري صحيح، و يكون سعيداً بحياته، تعلم لقد كدت أطير فرحاً حينما تحدثت إليّ وداد تخبرني عن موافقة ابنتها، وفرحت أكثر حينما أكد جمال موعد الخطبة معاك
رفعت : حبيبتي لا تقلقي، فحمزة يكن مشاعره فقط لزوجته لم يفعل ويلهو مثل شباب تلك الأيام، بالتأكيد سيجبر الله به و يسعد و يتزوج من تصونه كما صان هو نفسه عن فعل الحرام.
نهلة بحب : أتمنى ذلك، وأفرح أيضاً بسفيان وأمجد فهم كحمزة بالنسبة لي
تحدث سفيان بحب وهو يفتح باب السيارة : وأنتي والدتي حبيبتي، ثم لنفرح بحمزة أولا
رفعت: ولمَ لا نفرح بكم سوياً
سفيان بمزاج : لا، لا أريد الزواج الآن وتقيد حريتي، وأين كنت و ماذا كنت تفعل والكثير من تلك الأسئلة فأنا بغني عنها الآن، لم أستعد بعد
نهلة : أنتهى من خطوبة حمزة وسأتفرغ لكما
أمجد وهو يجلس لجوارها : وهل لديكي عروس لي
نهلة : لنبحث لك عن عروس إذاً تحدث حمزة بضحك : لا أمي فزوجته المستقبلية موجودة لا داعي
رفعت : وهل نعرفها وكيف تعرفت عليها، قاطعهم سفيان هذه المرة : ما كل تلك الأسئلة ستعرفون كل شيء قريباً أو ليس كذلك أمجد ضحك أمجد: ادعوا لي أن تقبل بي فقط وقتها سنفرح جميعاً
تحدثت نهلة كأي أم في هذا الموقف : ولمَ لا توافق عليك، فأنت خلوق جميل و تعمل أيضاً و الكثيرات يتمنين نظرة واحدة منك أين ستقابل مثلك
تحدث هو بخفوت وحب : وأنا لا أريد غيرها، فهي كل نساء الكون بنظري، لتكن لي فقط، حينها أكون ملكت العالم
تحدثت إليه وهي تنام بأحضانه غير عابئة أن ما يفعلانه محرم، فهي أعطته كل ما تملك في لحظة ضعف بينهما، كيف لا وكان الشيطان ثالث هما، لم تخف ولم تحزن أنها أضاعت أغلى ما تملك، بل كانت تعود له كل مرة بنشوة وحب لهذا الفعل، هو لا عليه فهو بالأخير فتى هذا كان ما يقوله لذاته كل مرة، فهي من تأتي إليه و ليس هو من يذهب إليها.
تحدثت وهي تضع يدها إلى صدره بإغواء مقزز : فقط هذا كل شيء جعلتها تنهي تلك الفكرة من رأسها، ولكن لماذا لا تريدها أن تفعل شيئاً لحياة.
تحدث هو بهدوء : لأن رأفت يريدها حبيبتي، فهو صديقي و أساعده فقط
تحدث هي بعدم إقتناع : تساعده فقط. ليمتلك أخرى، وماذا ستجني أنت من هذا الموضوع
فرك هو فروة رأسها لتهدأ حتى لا ينكشف أمره : قولت لكي فهو صديقي، ويريدها، كم كنت أريدُك أنتى، ها أنتى بين أحضاني، وهو يجلس يحدث نفسه فقط
أجابته بإطمئنان : هكذا إذا، لا مشكلة.. أرحت رأسها على يدها وأناملها تتحرك بهدوء على جسده بينما هو ينظر إلى سقف الغرفة و تبدلت نظرته إلى نظرة داكنة من رغبته بتلك الحياة لتكن بين يديه ولو لليلة واحدة فقط، خاف من أن تفعل بها شقيقتها سوء من غيرتها منها،. فهو يريد التمتع بها حتى قبل صديقه رأفت، فهو بدأ يخطط في كيفية الوصول لها قبل رأفت و التمتع قليلاً بها، وأن يحرق أنس بهذا الحب فهو كان زميله بالجامعة كانت كل الفتيات تلقى بأنفسهن إليه، هو فقط أراد التمتع كرفاقه هؤلاء.
تحدثت هي بهدوء : أريد منك شيئاً فهل ستفعله من أجلي
نادر بهدوء مماثل : لو بإمكاني، سأفعله ما هو هذا الشيء
أجابت هي بكره : أريد أن أذل سارة. فهي متكبرة و ترى نفسها كثيراً، فهل ستساعدني في ذلك
نادر وهو يحرك أصابعه فوق وجنتها : بالتأكيد، فقط أخبريني خطتك و سأفعلها من أجلك حبيبتي
أردفت صافي بشر : أريدها هنا وعلى هذا الفراش
نظر لها بتعجب مستفهماً إن كان فهم ما تريده منه أم لا، نظرت هي إليه تؤكد ما وصل لفكره. فهي خسرت ما تملكه وهي صديقتها فلتضحي من أجلها. فالأصدقاء لبعضهم أردفت بنفسها بخبث : لنكن متعادلين، فكيف سنكون أصدقاء إذاً
نادر بخبث : هل ما فهمته صحيح؟ أتريدين مني ترك جملته معلقة لتكملها هي بغنج واضح
صافي : نعم أريدك أن تفعل معها ما نفعله معاً الآن و في وجودي أيضاً، سيكون هذا مختلفاً أليس كذلك
نادر بفرح : إذاً لكي ذلك، ولكن لنؤجل ذلك قليلاً، فور امتلاك رأفت لحياة، ستكون كسرة سارة هديتكِ مني
أردف في خاطره بفرح : أووه كم هذا ممتع سأجرب الشقيقتان، لنجرب سارة أولا ونختمها بحياة لتكن هي ما لذ لي
بينما الأخرى تفكر في كيفية جلب سارة لنادر وتذيقها الذل وتجعلها كالخادمة لها بعد أن تقوم بتصوير ما سيحدث لها على يد نادر. حدثت نفسها كم هذا ممتع من مجرد التخيل بذلها، فكيف سيكون الشعور حينها إذاً أكملت بضحك بداخلها بالطبع سيكون أكثر من ممتع بالنسبة لي لنرى حينها
ذهب إلى صديقه ليجلس معه قليلاً وجده جالس بمفرده كعادته فهو يعيش لنفسه فلم يعد يمتلك أحد من أسرته بعد ذلك الحريق الذي حدث في منزلهم وهو في عمله، مات كل من كان بالمنزل حينها ولج للداخل بعدما فتح له باب المنزل جلس ثم نظر كلاهما للآخر. قطع هذا الحديث حازم وهو يقول : ماذا؟ هل هناك خطب ما، لمَ وجهك متجهم هكذا.
نظر له أنس بقلة حيلة : لا أعلم،. أو لنقول لا يوجد شيء مهم، متى ستعود للعمل
حازم : بعد غد بإذن الله صمت قليلاً ثم متى ستحدد موعد زفافك ، لقد هلكت رأسي بالتحدث عنه
أنس : فقط أنتظر عمي ليحدد، ثم هناك بعض من التجهيزات تأخذ وقت.
حازم : معاك حق أعانك الله، أخبرني ما بك أراك مهموم تلك الأيام مع ان المفترض أن تكون سعيداً
أنس : بالطبع أنا سعيد لإقتراب زفافنا، ولكن لقد فعلت أشياء خاطئة، تكسر فرحتي تلك
عبس وجه حازم بإستفهام : وما هي تلك الأشياء، أخبرني ولا تدع عقلي يذهب في أمور غير مستحبة
أنس : لا تقلق لم أفعل مثل ما دار برأسك ولكن ما قصدته هو إظهار الحب لها، لمس يدها، بالأحرى كل ما منع بفترة الخطبة فعلته، خرجت معها، لمست يدها، أخبرتها من الغزل الكثير، وكل هذا محرم
حازم : وكيف عرفت ذلك
أنس : كنت في عمل ومررت بمسجد لأصلي وكان هناك شيخ يجلس في حلقة وملتف حوله شباب كثر، جلست أنا أيضاً، وكان موضوعه يدور حول الخطبة وكيفية معاملة الشاب لخطيبته وما هو مباح وما هو محرم
حازم : نحن في غفلة، أخبرني إذاً ما هو المباح و الغير مباح في تلك الفترة، لأكن على علم من الآن
أنس : تحدث الشيخ حينها قائلاً أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لك فقط أن تتحدث معها و يتعرف كلا منكم على صفات الآخر الأخلاقية و الخلقية، عائلتكم و نسبكم فقط، وما غير ذلك فهو حرام بمعنى عدم ( اللمس، التكلم في صفات جسدية وغيرها من أمور يدخلها الشيطان للأذهان في مثل هذا الوقت، الخروج مع بعضكم أو الجلوس) وصفات الأخرى كثيرة

وصلوا إلى منزل العروس الجو هادئ ومحبب إلى الشباب، البيت مزين من الداخل بطريقة رائعة، استقبلهم جمال وصافح الجميع بعضهم بعدما أتت وداد وكذلك نسمة، ذهبوا إلى غرفة الصالون، تحدثوا قليلاً ثم قاطعت هذا الحديث نهلة وهي تهتف بحب : أين عروس ابني الجميلة
وداد : ستأتي قريباً فقط تنجهز ثم أضافت بضحك أنتى تعلمين فنحن النساء نأخذ كل الوقت لنجهز حالنا
نهلة بإبتسامة : معاكِ حق، فلو انهدم العالم لابد أن نخرج بحسن و جمال
استأذنت وداد لتذهب وتأتي بشهد، أكمل الجميع حديثهم و التفتت نهلة تتحدث مع نسمة

قطع حديثهم صوت كعب يضرب الأرض ولكن بهدوء وخجل، دخلت هي بفستانها الأسود اللامع، يمسك على جسدها و يفصله و بعض من خصلاتها خارج الحجاب، تضع مكياج يناسب حفلات زفاف وليس جلسة بسيطة عائلية، نظر لها حمزة بغير رضا ولكن لم يتحدث، غض سفيان نظره عنها وكذلك أمجد، بينما نظرت لها شقيقتها بحزن بعدما لاحظت نظراتهم لها، دعت أن تمضي الليلة على خير.
وقفت رحبت بها نهلة تحتضنها وهي مبتسمة وكذلك شهد، أجلستها بجوار حمزة تحدثوا قليلاً ثم هتف رفعت لنهلة لتأتي بالذهب بعدما اختارته شهد مع حمزة و كانت معهم نسمة أصرت نسمة وقتها لحمزة أن يأخذ الذهب ويجلبه معه
ألبسها هو الذهب وبادلته بالدبلة في اصبعه، مضى الوقت بين حديث وتصوير لهم بجانب تلك الزينة التي فعلتها نسمة
صباح اليوم التالي

لنعد مرة أخرى لبطلتنا الثالثة لم يحدث معها الكثير غير أنها أنهت مرحلتها الثانوية، لتبدأ فترة جديدة في حياتها، مختلفة عن سابقتها، بأناس جدد ومشاعر مغتبطة بتغير جميل، وإحساس بأنها أصبحت شابة جامعية، كانت علاقتها بمحمد تسير على ما يرام، ولكن كانت بها بعض التقلبات مثلما يحدث في أي فصل من فصول السنة، ولكن تقلبات الحب مختلفة بالشعور النفسي لا الجسدي ببعض من برد الشتاء أو هواء الخريف و حر الصيف أو تفتح الأوراق في الربيع، كان دايماً يتشاجر معها على ثياب أو إن تحدثت مع زملائها
بالرغم انها كانت بجامعة وهو بأخرى الا انه مازال متحكم بها بطريقة مخيفة لقلبها على أن يتطور هذا الحب لحب متملك وقتها ربما تخسر ذاتها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي