الفصل الثاني

صعدت دعاء درجات الدرج سريعاً حتي وصلت إلي الطابق العلوي توقفت تلتقط أنفاسها ثم دست كفها في جيب سترتها تخرج المفتاح دسته في القفل ثم فتحت باب الشقه بملامح مرتخيه سريعاً ما تجمدت حين وقع بصرها على إبن عمتها يرتدي قميصه على عجاله وخصلات شعره مبعثره وملامحه مضطربه بشكل يثير الريبة..

تجمد كف شريف على إزرار القميص وأنسحب اللون من وجهه، ابتلع ريقه بصعوبه بالغه في حين وضعت دعاء كفيها على وجهها حرجاً وهي تقول بارتباك:
_لم أكن أعلم أنك متواجد هنا، لقد أتيت من أجل أخذ الدواء خاصة جدتي

ظل متصلب في وقفته كالتمثال وقد راح صدره يعلو ويهبط بعنف، حرك شفتيه المرتجفتين يرغب في الحديث ولكن عجز عن ذلك وراح يمسح على خصلات شعره بعنف حتي كاد يقتلعهم من جذورهم..

عضت دعاء على شفتيها وتحركت وهي مازالت تضع كفيها على وجهها قائله على عجاله:
_سوف أخذ الدواء من الداخل فقط وأتركك على راحتك

نطقت بتلك الكلمات وهي تتحرك نحو الداخل وقد أزاحت كفيها عن وجهها وهي تدلف إلي غرفة جدتها ولكن تجمدت الدماء في عروقها حين وقع بصرها على شقيقتها الملقاه على الفراش كالجثه الهامده..

صدرت منها شهقه عاليه وهي تضع كفيها على فمها وقد
جحظت مقلتيها حتى كادت أن تخرج من محجرهما حين وقع بصرها على بقعة الدماء المتواجدة على مفرش الفراش..

وقفت كالتمثال وتصلبت قدميها في الأرضية وقد شحبت ملامحها بشكل مخيف وعينيها الجاحظه معلقه ببقعة الدماء..
٠٠٠٠٠٠٠٠
صباح اليوم التالي..

مد يونس كفه يسحب هاتفه الذي لا يكف عن الرنين، فتح جفونه ببطء وأغلق الهاتف ثم ألقي إياه بجانبه على الفراش، رفع كفه يمسح على وجهه وهو يعتدل جالساً يفرك خصلات شعره..

بعد لحظات سحب هاتفه و أرسل رسالة إلي عبدالسلام الذي لا يكف عن الأتصال به ثم فتح المحادثه بينه وبين دفق وأرسل لها رساله كاتباً:
_أين أنت ِ منذ الأمس؟، لماذا هاتفك مغلق؟

أرسل تلك الرسالة ثم أتبعها بأخري كاتباً:
_والدتي ترغب في المجيء اليوم لزيارتكم!

أرسل تلك الرسالة ثم أغلق الهاتف وألقي إياه بجانبه..

لحظات حتي وصله صوت والدته يأتي من الخارج وهي تهتف بنفاذ صبر:
_ماذا تريد من الصباح الباكر يا عبدالسلام؟

حرك يونس رأسه بيأس من صديقه و أزاح الغطاء من عليه و هو يهتف بنبره ساخره عاليه نسبياً حتي يصل صوته إليهم بالخارج:
_أحضري له شئ يأكله أمي

التوي ثغر عبدالسلام بأبتسامة عريضة وتحرك يلقي بجسده على أحد المقاعد تحت نظرات والدة صديقه التي راحت تردد ساخره:
_أنا واثقه أنك تناولت وجبة الإفطار أكثر من مره اليوم

قهقه عبدالسلام ضاحكاً وحرك رأسه إيجاباً قائلاً:
_لكن طعامك له نكهة خاصة لذلك أحرص على تناول طعامي هنا

قال تلك الكلمات ثم قهقه ضاحكاً مما جعل السيده مديحه تبتسم وهي تحرك رأسها يميناً ويساراً بقلة حيلة..

٠٠٠٠٠٠
يجلس السيد عبدالوهاب ينكس رأسه بقهر واضعاً كفه على صدره وقد بدي على وجهه الشيب كمن زاد سنوات طويلة في بضع ساعات فقط..

ضربت السيده أمال على ساقيها بعنف وهي تنتحب هادره بصوت مبحوح أثر العويل والبكاء لساعات متواصلة:
_ماذا ستفعل يا عبدالوهاب؟،أجيبني ماذا ستفعل بعد فعلة الوغد إبن شقيقتك!

نطقت آخر جمله وعينيها معلقه بشقيقة زوجها التي تطأطأ رأسها هي الأخري بخزي من فعلة أبنها..


قبض السيد عبدالوهاب أكثر على صدره وحالته لم تكن بخير مطلقاً فكان كمن على وشك الأصابه بذبحه صدرية..

أرتفع بطريقه مفاجئة صوت دفق بالصراخ الحارق الهستيري..

صرخه متألمه تلوي الأخري تخترق الجدران وقلوب الجالسين تكاد تنشطر إلي نصفين حزناً و قهراً عليها..

نهضت السيده أمال من مكانها كمن لدغها عقرب وتحركت نحو غرفة الجده المتواجده بها أبنتها أنسابت دموعها الحارقه علي وجنتيها..

وضعت كفها المرتجف على مقبض الباب ترغب في فتحه لكن تراجعت عن ذلك وتراجعت بخطواتها واضعه كفها على فمها وصوت نشيج بكائها يمزق القلوب..
٠٠٠٠٠

وقفت دعاء جانباً تحرك رأسها يميناً ويساراً والدموع الحارقه تنهمر على وجنتيها وهي تري شقيقتها جالسه هكذا أرضاً تضع كفيها على أذنيها ضاغطه عليهم بقوه والدموع الحاره تنهمر بغزارة تلهب وجهها المتورم أثر البكاء المتواصل، راح صدر دفق يعلو ويهبط بهستريا وهي تهذي بنبره متشنجه باكيه مليئه بالألم:
_لم أستطع حماية نفسي، لم أستطع مقاومتة..

أرتجفت شفتيها و راحت تلطم على وجنتيها بهستريا وهي تصرخ بنبره حارقه تكاد تمزق أحبالها الصوتيه كما مزقت القلوب:
_لقد فقدت الوعي، لم أستطع حماية نفسي لم أستطع لم أستطع يا جدتي، صدقيني ليس لدي ذنب يا جدتي أنا..

ضاعت الحروف في فمها وهي تعاود الصراخ بجنون وقد راحت تضرب على ساقيها بعنف، أنسابت دموع الجده قهراً علي حفيدتها المسكينه وتقدمت تستند بكفها على الحائط وجلست بجانبها أرضاً تسحب رأس دفق عنوه تحتويها بين أحضانها والآخري تتشنج وجسدها ينتفض بقوة باكيه قهراً تشعر بقلبها يكاد يتوقف..

٠٠٠٠٠٠
أنزل الهاتف من على أذنه بعد أن وصلته تلك الرسالة اللعينه " الهاتف الذي طلبته مغلق أو غير متاح حالياً برجاء الإتصال لاحقاً"

ألقي الهاتف على طاولة المكتب وقد تسرب إليه قلق طفيف وهو يردد لحاله:
_هل مازالت نائمه إلي ذلك الوقت المتأخر!

طرقات على باب المكتب يعقبها دلوف المساعده خاصته وهي تقول بنبره مهذبه:
_دكتور يونس،الحالات في أنتظارك بالخارج، متي تريد أن تدخل أول حاله؟

أغمض يونس جفونه للحظات ثم عاود فتحهم قائلاً بنبره جاده:
_حسناً مايا تستطيع أول حاله الدلوف الآن..


أومأت مايا برأسها و تحركت تخرج من الغرفه، بينما شبك يونس كفيه ببعضهم وعينيه عالقه بهاتفه قائلاً بصوت خافت:
_لماذا هاتفك مغلق دفق؟!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_لقد فعلت ذلك في لحظه جنونيه يا عمي صدقني..

خرجت تلك الكلمات من شريف الجالس بداخل منزل عائلة عمه إحسان كور الأخير كفه حتي أصبحت عروقه بارزه وهو يصيح بغضب حارق:
_ماذا تتحدث أيها الوغد!!، لقد قضيت على مستقبل ابنة خالك أيها اللعين، كيف، كيف فعلت ذلك!، أنت قضيت على عائله بأكملها أنت جلبت العار للعائله بأكملها..

خرجت شهد من الداخل حامله زجاجة ماء مثلجه وتقدمت من شريف تضع إياها على تلك الكدمه التي تسبب بها عمها عبدالوهاب بعد معرفته بالكارثه التي حلت..

غلت الدماء في عروق السيد إحسان وهو ينهر إياها بعنف:
_ماذا تفعلين أنتِ، إلي الداخل هيا..

أبتلعت شهد ريقها وأبعدت الزجاجة عن وجه شريف وهي تبرر بنبره بارده:
_لكن أبي..

رمقها والدها بنظره حاده قائلاً بتحذير غاضب:
_إلي الداخل

أنكمشت ملامح شهد وتحركت نحو الداخل على مضض تاركه والدها يرمي شريف بنظرات قاتله يرغب في الفتك به..

لم يستطع السيد إحسان تمالك نفسه أكثر من ذلك حيث نهض من مكانه وتقدم منه يكيل له اللكمات بعنف وهو يصيح بصوت جهوري غاضب:
_أيها الوغد..

نعته بلفظ غير لائق و الآخر يحاول وضع كفيه على وجهه لكن هيهات فكان السيد إحسان يسدد له اللكمات العنيفه في أماكن متفرقة والآخر يستغيث بزوجة عمه..
٠٠٠٠٠

مساءً، خرج يونس من مدخل البنايه التي يقطنون بها عائلة دفق ..

أخرج هاتفه من جيب سترته و ظل يبحث به قليلاً ثم وضع إياه على أذنه ، توقفت عينيه على تلك الجاره الجالسه أمام منزلها والتي راحت تخبره بنبره فضوليه:
_أنت خطيب دفق!، نعم لقد عرفتك..

أنزل يونس الهاتف من على أذنه وهو يتقدم منها،هدر مستفهماً:
_ هل تعلمين أين عائلة عمي عبدالوهاب؟

سحبت تلك المرأه كوب الشاي خاصتها تقدمه له وعينيها تتفحصه من رأسه لأسفل قدميه قائله بنبره هادئه:
_تفضل أيها الطبيب، أنت طبيب أليس كذلك؟

وزع يونس نظراته بينها وبين كوب الشاي وقال بنبره مقتضبه:
_شكراً لكِ.

مطت المرأة شفتيها ووضعت كوب الشاي بجانبها مره أخري وهي تقول بنبره أخباريه:
_ أعتقد أنهم مازالوا متواجدين في منزل والدة السيد عبدالوهاب

أومأ يونس برأسه وأستدار يتحرك من أمامها تاركاً إياها تلاحقه بنظراتها الفضوليه لحظات حتي شهقت شهقه خفيفه قائله بضيق:
_لم يأكد لي هل هو طبيب كما يقولون أم لا!
٠٠٠٠٠٠

جلست شهد بجانب دعاء التي لم تجف دموعها بعد، لوت الأولي فمها وهي تقول بصوت خافت ساخره:
_لا أعلم لماذا أشعر أن شقيقتك من دفعته لفعل ذلك..

أظلمت ملامح دعاء ترمق إياها بنظرات قاتله هادره بشراسه مخيفه:
_ماذا تقولين!، ماذا! أنتي حقاً مريضه،مريضه

نطقت آخر كلمه وهي تلطمها بقوه على وجهها ثم نهضت من مكانها وهي تهدر بنبره حاقده مشتعله بنيران قهرها على شقيقتها:
_ أنتي حقاً بحاجة إلي طبيب نفسي، دفق فتاه مثلك يعني كان من الممكن أن يحدث معك ما حدث معها و ليت بالفعل ما حدث معها كان حدث معك أنت ِ..

توقفت عن الحديث و عضت على شفتيها حتي كادت أن تدميها، في حين لوت شهد فمها وتحدثت بنبره بارده خاليه من العاطفه:
_أعدك دعاء إني سوف أخذ بنصيحتك وأذهب إلي يونس فهو طبيب نفسي جيد..

أنهت كلماتها ونهضت من مكانها وتحركت نحو الباب تتهادي في خطواتها تاركه دعاء تكور قبضتها بعنف وهي تجز على أسنانها بشراسه وقد أنحنت تسحب تلك الطاوله الصغيره وألقتها بقوه نحو الأخري التي خرجت سريعاً من الباب..

٠٠٠٠٠٠
وضعت السيده صباح كفها على كتف زوجة شقيقها قائله بخزي:
_لا أعلم ماذا يجب أن أفعل يا زوجة أخي، لكنني أشعر بالأسف لما حدث..

لم تدعها السيده أمال أن تكمل حديثها حيث نفضت كفها بعنف بعيداً عنها صائحه بشراسه غير معهوده منها:
_هل تشعرين بالأسف حقاً، حقاً تشعرين بالأسف يا صباح!.

نكست للسيده صباح رأسها أرضاً،بينما أنسابت دموع الأخري على وجنتيها وراحت تضرب على صدرها بقوه صارخه بحسره:
_لقد دمر إبنك مستقبل أبنتي لقد قضي علي مستقبلها، لقد قضي علينا جميعاً، قضي علينا..

أرتجفت شفتيها وحركت رأسها يميناً و يساراً وهي تتراجع بخطواتها تهذي بنبره ضعيفه:
_لقد دمر إبنك قطعه من روحي، كان كان عرسها الصيف القادم

تشنج صوتها في آخر كلمات نطقتها و ضرباتها على صدرها تضعف وهي تسقط جالسه على المقعد خلفها ثم راحت تمسح دموعها بعنف بطرف وشاحها..

٠٠٠٠٠٠
ترجل يونس من سيارته ذات الطراز القديم، تعلقت عينيه بذلك المنزل الكبير الذي أخذ عنوانه سابقاً من دفق..

تقدم يدلف إلي مدخل المنزل وقع بصره علي ذلك الشاب الجالس على درجات الدرج ينكس رأسه..

وقف يونس أمامه وتسأل مستفسراً:
_ من فضلك، في أي طابق تتواجد السيده ثريا؟

رفع شريف وجهه الملئ بالكدمات ورمقه بنظره صامته ثم نهض من مكانه و تجاوز يونس الذي ظل يحدق متعجباً من حالة وجهه المكدوم و ثيابه الغير مهندمه..

مط يونس شفتيه ثم نظر أمامه و تحرك يصعد درجات الدرج..
٠٠٠٠٠٠

طرقات على باب الشقه جعلت السيده أمال تنتفض من جلستها ونهضت من مكانها وهي تجفف دموعها بطرف وشاحها قائله بلهفه:
_بالتأكيد هذا عبدالوهاب..

تبعثرت باقي الحروف في فمها و تصلبت في وقفتها كما تجمد كفها الممسك بطرف الوشاح حين وقع بصرها على يونس الذي التوي ثغره بأبتسامة سريعاً ما تلاشت حين لاحظ حالة السيده أمال مما جعله يهدر بقلق:
_ هل حدث شئ سيء؟، لماذا تبكي؟

أرتجف كفها الممسك بالباب وشعرت أنها على وشك السقوط فاقده الوعي وهي تحدقه بمقلتيها الواضح بهم الفزع..

حركت السيده أمال شفتيها ترغب في الحديث لكن لم تسعفها الكلمات مما جعل يونس يلوح بكفه أمامها قائلاً بتوجس من حالتها تلك:
_ أين عمي عبدالوهاب؟ وأين دفق؟، هاتفها مغلق لقد شعرت بالقلق..

لم يكد يكمل كلماته حيث صدرت صرخه أنثوية عاليه يتبعها أصوات تحطيم وأصوات متداخلة، أنكمشت ملامح يونس علي الفور وهدر بقلق مرتاب:
_ماذا يحدث هنا؟..

لم يكمل كلماته حيث وجدها تتراجع للخلف والدموع تنهمر على وجنتيها وهي تشير نحو الداخل قائله بصوت مرتجف باكيه:
_دفق أبنتي..

أختنقت الكلمات في فمها وهو لم ينتظر سماع المزيد فقد تشجنت ملامحه ودلف إلي داخل الشقه وهو يري دعاء تخرج من تلك الغرفه باكيه وقد أصابها الذعر عندما وقع بصرها عليه،أغلقت الغرفه سريعاً، تقدم هو منها يسألها برييه :
_أين دفق يا دعاء؟، هل هي مريضه؟..

صرخه أخري أستطاع معرفة صاحبتها أنها دفق تجمدت الدماء في عروقه وهو يهدر بانفعال خائفاً:
_ما بها دفق؟، ماذا يحدث بالداخل؟

نطق بآخر كلماته وهو يشير نحو تلك الغرفه وقد أنقبض قلبه و دار بنظراته المفعمه بالقلق بين السيده أمال ودعاء وهو يهدر بأنفعال:
_لماذا لا تتحدثون؟، أريد أجابه ما بها دفق!

وصلها صوته مما جعلها تتشنج في أحضان جدتها تقبض على جلباب الأخيرة بعنف تكاد تمزقه وهي تحاول كبت دموعها ضاغطه على شفتيها بعنف حتي مزقتهم..

لم ينتظر يونس كثيراً حيث تحرك نحو تلك الغرفه ولكن ما أوقفه صوت السيد إحسان الذي هدر بوجوم:
_ يونس..

توقف يونس علي مضض وقد أكفهرت ملامحه وهو يهدر بقلق شديد:
_ما بها دفق سيد إحسان؟، لا أحد يجيبني..

أبتلع ريقه وهو يمسح على وجهه بقوه يتابع حديثه بتوجس خائفاً:
_فقط أسمع صوت صراخها يأتي من الداخل، ماذا حدث، رجاء أخبريني ما بها؟..

تبادلت كلاّ من دعاء ووالدتها النظرات المذعوره..

كور السيد إحسان قبصتة بقوه وأشار له نحو الخارج قائلاً بنبره جامده:
_ تفضل معي، سوف أخبرك ما تريد معرفته

شهقت السيده أمال و حركت رأسها يميناً ويساراً تحذر شقيق زوجها من أخباره بالأمر ولكن السيد إحسان تجاهل ذلك و تحدث بنبره ثابته:
_ أخي عبدالوهاب ينتظرك في منزلي

أنكمشت ملامح يونس أكثر ثم ألقي نظره على تلك الغرفه المتواجده بها دفق..

أبتلع السيد إحسان ريقه وهو يقول بنبره خافته:
_هيا يا بني

أومأ يونس برأسه وهو يبعد عينيه عن باب تلك الغرفه على مضض ثم تحرك خلف السيد إحسان حتي يعرف ما بها دفق!!..

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي