الفصل الرابع

الفصل الرابع
من رواية عرين إمرأة
للكاتبة هدى محمود

أستيقظت سارة على فاجعة موت العم ديڤيد، الذي إتخذت منه والداً وأباً روحياً شعرت سارة بأنها كالضالة التي فرحت لعثورها على مأواها وفجأة ينهدم أمام عينيها ليترك بداخلها الحزن والآسى على فراقه.

اليوم كان يوماً حزيناً مليئاً بالحزن والدموع التى لا تجف حزناً على العم ديڤيد الذي لم يحتمل بُعد زوجته عنه ففضل أن يذهب هو إليها.

وكأن القدر إستجاب لرغبته، اليوم سارة وهي تتذكر ما فعله العم ديڤيد معها فالأيام الماضية عرفت إنه كان يشعر بقرب أجله، كان كالذي يودع كل شيء حوله كان يصمم على أن يخبرها بخبايا القصر وبخباياه هو أيضاً.

كان يحذرها دائماً من الثقة الزائدة بالبشر ويخبرها ويقول:
"صادق جرو صغير وأحسني إليه سيكون لكً أوفي صديق،وإحذري من البشر فكثيراً منهم لا يؤتمن".

قامت سارة بعمل مراسم الدفن الخاصة بالعم ديڤيد.

وما إن أنهت هذه المراسم حتى وجدت شخصاً يقترب منها ويخبرها قائلاً:
—أنا المحامي الخاص بالعم ديڤيد ولقد قام العمل ديڤيد منذ عدة أيام بالتنازل لكِ عن القصر الخاص به؛ ليصبح من الآن فصاعداً قصرك أنتِ.

نظرت إليه سارة وهيٰ لا تستطيع السيطرة على تلك الدموع المتدفقة من عينيها، وتقول:
—لقد أخبرته إنني لا إريد منه شيئاً كل ما أردته أن يبقى بجانبي، ولكنه تخلى عني وغادر الحياة.

لم أكن أعلم أنه لا يقوى على تحمل فراق ذلك الجثمان، وأن حزنه الشديد على فراق جثمان زوجته سيؤدي به إلى الموت، لو كنت أعلم ما سيحدث ما كنت لأطلب منه دفنها هل يعقل أن يموت الإنسان من الحزن؟!

نظر إليها محامي العم ديڤيد وقال:
—لقد كان العم ديڤيد رجلاً عطوفاً شديد الوفاء لزوجته التي كان يعشقها، كنت أعرف عنه طوال السنوات الماضية أنه رجل قوياً يمتلك عقلاً يؤهله لأن يصبح عالماً في مجال الكمياء.

تذكرت سارة عندما قام العم ديڤيد بحقن اللص بعقار أحدث له شللاً مؤقتاً،وتذكرت تلك العقاقير التي كان يحقن بها جسد جسيكا والتي نجح في الحفاظ على الجثمان بدون أن يتحلل.

أخذتها الذاكرة إلى  ذلك المعمل الذي إصطحبها إليه وتلك الأسرار التي أخبرها عنها والتي كانت من ناتج أفكاره فإبتسمت وقالت:
—حقاً لقد كان العم ديڤيد رجلاً عالماً بارعاً، لم أرى مثله كنت أشعر أنه شخص له ذكاءً خارقاً، تمنيت لو ظل بجانبي.

غادر المحامي وترك لها جميع الأوراق التي تخص ملكيتها للقصر، ظلت سارة جالسة بجوار قبر العم ديڤيدوتذكرت ما فعله بالأمس عندما ظل جالساً بجوار قبر زوجته حتى غادر الناس ولم يبقى غيرها بجواره فأحزنه عدم قدرة المعزين على البقاء لبعض الوقت.


ظلت سارة جالسة حتى وقت الغروب فتحدثت إلى قبره قائلة:
— والدي لقد إقترب الليل ويجب على أن أعود للمنزل ولكنني سأعود لأزوك وسأحضر لك معي فالمرة القادمة بعض الزهور التي تحبها.

عادت سارة إلى القصر وجلست وحيدة حزبنة تنظر إلى جدران القصر فتشعر بالرهبة والخوف وتعلق قائلة:
— هذه هي المرة الأولى التي أجد فيها هذا القصر موحشاً ومخيفاً.

فالعم ديڤيد كان مصدر للأمن والآمان داخل هذا القصر، كنت أشعر بالهدوء النفسي والراحة في ظل وجوده معي.

جلست سارة تفكر فيما ستفعل فالأيام القادم وكيف يمكنها العيش بمفردها في هذا القصر الكبير المليء بالخبايا التي لازال جزء منها تجهله فلم يخبرها العم ديڤيد عن كل ما بالقصر من خبايا.

ظلت سارة في القصر ما يقرب من شهر لا تخرج ولا ترى أحد حتى شعرت بالملل والضيق بدأوا فالتسلل إلى داخلها، لتفكر فالخروج من القصر والتعرف على أشخاص أخرين فلا يمكنها الحياة بمفردها بدون أصدقاء.

وبعد تفكير تقرر الخروج ومخالطة العالم الخارجي دون أن تخبر أحد شيئاً عن حياتها أو حتى مكان إقامتها.

قررت سارة الخروج من القصر، والذهاب للتسوق وشراء ماتحتاجه من مستلزمات فذهبت إلى غرفة العم ديڤيد وقامت بأخذ بعض الأموال التي قد تحتاج إليها لشراء مستلزماتها ونظرت إلى صورة العم ديڤيد الموجودة على الحائط وقالت:

— والدي إحتجت اليوم لشراء بعض الأغراض فأخذت من النقود التي تركتها لي شكراً لك يا والدي.

ثم إنهمرت الدموع من عينيها.

خرجت سارة من القصر وإستقلت سيارة أجرى لأحد أشهر مراكز التسوق في مدينة نيويورك، وقامت بشراء العديد من الأغراض شعرت سارة بالسعادة والإنبهار مما رأت داخل مركز التسوق.

هذه هي المرة الأولى التي تذهب فيها إلى مكان كهذا، وأثناء تجولها داخل المركز قابلت ديانا التي تعرفت عليها ودعتها لتناول الغداء معها في أحد المطاعم الموجودة بمركز التسوق.

شعرت سارة بالإرتياح لديانا، وأثناء تناولهم الغداء نظرت ديانا إلى سارة وقالت:
— هذه هي المرة الأولى التي أراكي فيها هنا تتسوقين فأنا دائمة المجيء إلى هنا ولكنني لم أراكي من قبل في هذا المكان.


إبتسمت سارة وقالت:
—بالطبع لم تريني لأن هذه هي المرة الأولى التي آتي فيها للتسوق من هذا المركز، فقبل ذلك كان والدي هو من يقوم بشراء كل ما نحتاج إليه من أغراض، ولكنه توفى منذ شهر ولذلك ذهبت لأتسوق بمفردي للمرة الأولى.


ديانا تبتسم وتقول:
—لقد سعدت بلقائك والتعرف عليكي فأنتِ تبدين فتاة رائعة وأتمنى أن نكون أصدقاء، فما رأيك أن نذهب لأحد الملاهي الليلية ونسهر هناك ونقضي بعض الوقت الممتع؟


ترددت سارة ولكن سرعان ما وافقت أمام إلحاح ديانا الشديد وأخبرتها قائلة:
—حسناً يا صديقتي سأراكي مساءً وسنقضي معاً بعض الوقت، ولكن لا أحب أن نطيل السهر بالخارج.

إبتسمت ديانا وقالت:
—معي لن تشعري بالوقت، وإذا لم ترتاجي فعليكً الرحيل، ولكن لابد أن أعرف أين يوجد بيتك؛ حتى أمر عليكي لأصطحبك.

أومأت سارة برأسها وقالت:
—حسناً سأراكي في المساء، ولكن لا داعي لأن تمري علي فخذي رقم هاتفي لنتواصل من خلاله.

إبتسمت ديانا وقالت:
—يبدو من رقم هاتفك إنكي شخصية هامة فماذا تعملين؟

ضحكت سارة وقالت:
— حبيبتي لست كما تعتقدين فهذا رقم الهاتف الخاص بوالدي وثمت بأخذه بعد وفاته.

إبتسمت ديانا وقالت:
—حسناً سنتواصل عن طريق الهاتف ولكن لابد أن أعرف بيتك حتى أستطيع زيارتك وقضاء بعض الوقت سوياً.

إبتسمت سارة وقالت:
— بالطبع سأصطحبك إلى منزلي بعد إنتهاء سهرتنا حتى تقضي معى عدة أيام فأنا أعيش بمفردي بعد وفاة والدي.

غادرت سارة مركز التسوق بعد أن قامت بالإتفاق مع سارة على مقابلتها في المساء.

وفي المساء قامت ديانا بالإتصال على سارة لتخبرها بمكان المقابلة وإنها ستنتظرها بمكان قريب من مركز التسوق.

تقابلت سارة مع ديانا التي قامت بإصطحابها إلى إحدى الملاهي الليلية للسهر هناك.

وما إن وصلت سارة إلى هناك حتى شعرت بالتعجب من ذلك العالم الذي لم تكن تتوقع وجوده،دلفت سارة مع صديقتها الجديدة إلى داخل الملهى الليلي وقامت ديانا بدعوتها على مشروب.

بعد أن شربت المشروب طلبت منها ديانا مرافقتها إلى طاولة اللعب فتعجبت سارة وقالت:
— أنا لا أجيد اللعب،ولم يعجبني هذا المكان أشعر أنني في مكان لا أنتمي إليه ولا أحب التواجد فيه.

تواصل سارة حديثها وتقول:

—معظم النساء المتواجدة داخل هذا الملهى نساء عاهرات،هيا بنا لنرحل من هنا.

إبتسمت ديانا وقالت:
— أرجوا منكِ الإنتظار قليلاً، فبالأمس قمت بخسارة أموال كثيرة على طاولة اللعب،واليوم أشعر إنني سأعوض خسارتي التي خسرتها بالأمس،فما إن أنتهي من اللعب فإنني أعدك بالمغادرة فوراً.

لم تجد سارة أمامها غير الموافقة وظلت جالسة بجوار ديانا تشاهدها وهي تلعب وتخسر المزيد من أموالها.

ومع كل دور تطلب منها المغادرة والإكتفاء بما خسرته ولا داعي من خسارة المزيد،ولكن ديانا في كل مرة كانت تصر وتقول:
— أشعر أن هذه المرة سأعوض ما خسرته.

جلست سارة تنظر إلى من حولها وتتعجب من جرائتهم التي تصل لحد التحرش بعضهم ببعض، فتتفادى النظر إلى أي شخص ينظر إليها ويفعل لها بعض الإشارات التي تسيء إلى آدميتها وإنوستها.

شعرت سارة بخيبة أمل في هذه الصديقة التى كانت تعتقد بأنها فتاة طيبة وتسأل نفسها قائلة:
— كيف لفتاة كهذه أن تأتي كل ليلة إلى مكان قذر كهذا المكان وتكون فتاة جيدة ما كان يجب علي الموافقة ودخول مكان كهذا.

ظلت ديانا هكذا حتى خسرت ما معها من أموال.

إقتربت ديانا من سارة تخبرها قائلة:
— سارة أعرف أن معكي أموال كثيرة فقد رأيت محفظتك المليئة بالأموال عندما كنتِ بمركز التسوق
فهل يمكنك أن تقومي بإقراضي بعد المال حتى أعوض خسارتي.

نظرت إليها سارة وقالت:
— لا يمكنني أن أقوم بإقراضك مال أعرف إنكِ ستخسريه في هذا المكان المشبوه.

شعرت ديانا بالغضب من سارة وقالت:
— لم أكن أعلم إنكِ إنسانة حقيرة تحبي المال إلى هذه الدرجة، فإعطيني مالك بهدوء بدلاً من أخذه بالقوة.

تعجبت سارة من طريقة ديانا وعلقت قائلة:
— لا أحب المال كما تعتقدين ولكن لم أتعود على إهدار ما ورثته عن والدي بهذا الشكل المشبوه،وحقاً فأنا حقيرة لأثق في إمرأة مثلك وأعتبرها صديقة لي.

صمتت سارة قليلاً،ثم واصلت حديثها قائلة:
ولن تستطيعين أخذ شيء رغماً عني أيتها السافلة الحقيرة التى قمتي بخداعي وإستدراجي إلى هذا المكان القذر مثلك ومثل جميع الفتايات العاريات التي يقمن بعرض أجسادهن كسلع لمن يدفع المال.


قامت ديانا بصفع سارة على وجهها فقامت سارة بدفع ديانا وغادرت المكان متجه إلى باب الخروج.

وأثناء توجهها للخروج قام أحد الرجال بالوقوف أمامها قائلاً:
— إلى أين أنتِ ذاهبة أيتها الفتاة الجميلة، التي لا يعجبها أحداً بالمكان، ولكن أقسم لكي إنني سأنال إعجابك فقد قومي بتجربتي.

ثم يجذبها الرجل نحوه ويحاول تقبيلها بقوة لتقوم سارة بصفعه على وجهه ودفعه بقوة فيختل توازنه ويسقط على الأرض ويضحك عليه رواد المكان فيثير هذا غضبه.

ينهض ويخرج من جيبه سكيناً ثم ينظر إلى سارة ويندفع جهتها بقوة ولكن يتدخل شخصاً كان يجلس على طاولة المقامرة ويقوم بمنعه قائلاً:
— لا يمكنك قتلها الآن؛ فالشرطة خارج المكان وأي حركة غير طبيعية ستجعلهم يدخلون لداخل المكان.

نظر إليه الرجل وقال:
— سام هذه الفتاة العاهرة قامت بضربي، وهذا لن أدعه يمر بسلام.

إبتسم سام وعلق قائلاً:
— هذه الفتاة ليست بعاهرة كباقي النساء اللاتي يضج بهما المكان،هي فتاة غريبة عن هذا المكان يا إدور.

نظر إليه إدور وقد تملك منه الغضب وقال:
— سأخرج خلفها وسأقوم بطعنها طعنه نافذة تنهي حياة هذه العاهرة.

سام يخبره قائلاً:
—مارأيك في أن نقوم بالمقامرة عليها.

نظر إدور بتعجب وعلق قائلاً:

—كيف نقامر عليها هل تسخر مني يا سام؟!

إبتسم سام ونظر إلي باقي أصدقائه الجالسون معه على طاولة اللعب وقال:
—ما رأيكم بالمشاركة في لعبة أكثر متعة وشغف؟
نظر إليه أصدقائه وقالوا:
— وما هذه اللعبة الأكثر متعة وشغف؟

سام يخبرهم قائلاً:
—سننقل اللعب من الطاولة إلى بيت فتاة الليلة التي صفعت إدور

إبتسم إدور وقال:
— ما الذي تنوي فعله يا سام؟
ضحك سام من إبتسامة آدور وقال:
—نحن خمس رجال كل ليلة نجلس على هذه الطاولة نقامر على أموالنا ،اما اليوم سنلعب وننتقم في لسام في آنٍ واحد.

يواصل سام حديثه قائلاً:
—سنتراهن نحن الخمسة على هذه القناة فقد أعجبتني ولكن لن أخسر صديقي ادور من أجلها وعلى ذلك فسيكون مبلغ الرهان هو خمس ملايين دولار كل منا سيخرج مليون دولار.

نظر إليه دان وقال:
— ألعب معكم على هذه الطاولة منذ عدة سنوات، والآن لا أستطيع أن أفهم ما تعنيه من الرهان على فتاة؟!

سام نظر إلى دان وقال:

—سيكون الرهان على من يستطيع إغتصاب هذه الفتاة وقتلها. داخل منزلها ودون أن يشعر بها أحد، كل شخص سيحاول يوم وإن فشل يخسر ماله ويعاود الشخص الثاني المحاولة باليوم التالي وإن خسر فيتابع الذي يليه.

نظر إدور بسعادة غامرة ثم قال:
—حسناً وسأكون أنا صاحب البداية، أي اليوم الأول وفي حالة نجاحي في آغتصابها وقتلها ستأول الخمس ملايين دولار إلي.

دان شعر بالغثيان وقال:
— أنا لا أقبل بهذا الرهان، فبالرغم من إدماني للمقامرة والذي لا أستطيع أن أبتعد عنه، غير إني لا يمكن أن أتراهن على شرف وحياة فتاة من أجل المال.

أمسك إدور بقميص دان وجذبه إليه بقوة وقال:
—لن أسمح لك بالخروج من الرهان وإنتقاص المال، سنتشارك جميعاً فيما أخبركم به سام، ولن يستطيع أحداً منكم الرفض أو الخروج من اللعبة وإلا سيجد هذا السكين في قلبه.

ضحك سام ونظر إلي إدور وعلق قائلاً:
— لقد أعجبني حماسك يا إدور ولذلك ستكون أن صاحب المبادرة والبدء.

فكر سام قليلاً ثم قال:
— عليكم جميعاً أن تعلموا أن في حالة فشلنا جميع خلال الخمس أيام بمعدل كل يوم يكون الدور علي شخص منا وإن إنتهت الخمس أيام بدون تحقيق ما قمنا بالرهان عليه فستؤل الخمس ملايين دولار لهذه الفتاة.

ولن يقترب منها أحد بعد ذلك ولن يعترض طريقها أحد هل وافقتم على ذلك؟

يسرع إدور بالموافقة فهو على يقين أن هذه الفتاة لن تستطيع أن تفلت من تحت يده كما قال:
— لن تستطيع هذه العاهرة أن تفلت من تحت يدي فأوعدكم إنني لن أكتفي بإغتصابها وقتلها فقط ولكن سأقتلع رأسها ويأحضرها لكم.

دان نظر إلي إدور ثم قام بالتقيؤ ولم يستطيع التحدث وتمت موافقة باقي الأشخاص فكل منهم متشوق للفوز بالخمس ملايين دولار.

سارة تصل إلى القصر وما إن دلفت لداخل القصر حتى إنفجرت بالبكاء فهذه هى المرة الأولى التي تتعرض فيها لتلك المواقف، شخص يحاول التحرش بها وأخرى تدعى صداقتها وتحاول إبتزازها.

ظلت سارة تبكي وتذكرت ما كان يخبرها به العم ديڤيد حين قال: "هذه الحياة ليست وردية، فحينما تعتقدين إنها تبتسم لكي تفاجئك بصفعة قوية على وجهك، وحينما تظنين أنها قاسية تجدي منها حناناً كبيراً هذه هي الحياة يا بنيتي فلا تثقي بها وتعاملي معها.


كفصل ربيع يكون جميلاً وفجأة يضر عينك أتربته"

إبتسمت سارة وقامت بمسح دموعها وذهبت إلى المرحاض لتستحم وتغسل كل ضيق أو حزن لحق بها خلال اليوم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي