الفصل الثالث عائلة مخيفة

في أثناء تلك الاجواء المتوترة، التي تبعث على الحيرة، لم يكن احد ليعرف ما الذي يجري، ولم قد يفعل رامي ذلك، مالذي دهاه فجأة وجعله ينقلب على يوسف.

التف محمد بوجهه ناحية رامي، امسك مسدس رامي ثم قام بتثبيته على جبهته، ونظر في عيني رامي نظرة برود وهو يقول: افعلها! هيا اقتلني..

 

رامي يجيبه: يا لها من شجاعة، تقول هذا بالرغم من أنك مدرك لما سيحدث؟

 

محمد: اعلم أنك لم تكن لتفعل ذلك من تلقاء نفسك، لقد تم الضغط عليك بهم اليس كذلك؟ أليس هناك من يهددك بعائلتك؟ افعل ما تراه مناسبا فلا أخشى الموت،

خصوصا وان كان هذا من اجلهم فعائلتك اعتبرها تماما وكأنها عائلتي، ونحن اخوة مثل أفراد العائلة تماما، ولكن... لا مشكلة ان اقتصرت هذه الخيانة عليّ فقط لكن إياك بأي شكل من الاشكال ان تحاول مسّ يوسف بالأذى، فانا قد اعود من الموت فقط كي انتقم لذلك.

 

حينها استاء رامي من هذه الحالة ورد مجيباً: حسنا إذا.

 

وبدى ذلك الأمر ان هناك صوت لعراك ومقاومة تحدث بين شخصين، تنتهي بطلق ناري ينتشر صداه في انحاء المكان..

 

ولكنه لم يكن عراكاً فعلاً، كان ذلك من تمثيل رامي وقد أمسك جهاز تنصت صغير مثبت في احشاء يديه واخرجه وهو يتساقط منه الدماء وأطلق النار على جهاز التنصت هذا.



قطع رامي جزءًا من سترته ولفها حول جرحه ثم ربطها على الجرح جيدًا.

أخذ رامي نفسا عميقاً وتنهد، ثم قال ضاحكاً باستهزاء وهو يخفض سلاحه: افعلها هيا اقتلني! هيا نحن كالعائلة تماماً! ألم تر أنك استلمت بسرعة؟ أسأمت الحياة ام ماذا، ولكن ما أزعجني كونك تقبلت الأمر، هل تظن حقاً أنى قد اقتلك؟

 

محمد يقول في غضب ممزوج بملامح الصدمة: تبا لك، إذا ولم كل تلك الدراما ايها الوغد؟

 

رامي: حسنا لقد أردت ان أبعد الشكوك عمن يراقبني حتى يظنوا ان جهاز التنصت تلف إثر مقاومتك، وأيضا شدني الفضول لأرى ماذا قد تقول او تفعل بشأن ذلك، عوضا عن انه لا يعرف بأمر زوجتي وابنتي سواك انت ويوسف وربما عندما اخبرتكم آنذاك كان هناك بعض جنود لك، لذا احتطت ان يكون من بينهم خائن.

 

محمد: وجهة نظر سديدة.. ولكن لا أظن أنك ستفلت ممن يراقبونك بهذه البساطة، فسيعرفون أنك لم تقتلني إن خرجنا سويا، ولا يمكن ان يكون هناك أحد من رجالي قد يكون خائناً أو له مصلحة بأن يتم قتلي.. ولكن أخبرني بما حدث معك بالضبط.

 

بدأ رامي السرد عن ذهابه الى منزل في مكان سري جهزه يوسف خصيصاً لرامي، -كان ذلك المنزل الذي يذهب إليه لزيارة عائلته مره كل عدة أيام فلا يحب ان يجلب لهم الشبهات او يعلم أحد من الاعداء بان لديه عائله ويبتزه بها-

فاذا به يجد المكان مقلوباً رأساً على عقب ولم يجد أحداً في المنزل، ووجد ورقة على احدى الطاولات موضوعة لتبلغه بأن عائلته قد اختطفت، معللين بذلك أنه يجب عليه تنفيذ التعليمات كي يضمن سلامتهم، وأي محاولة للعصيان سوف  يتم قتلهم، وبدأوا اول الطلبات من على هاتف وضع بجانب الورقة بطلبهم لمقابلتي في احدى الطرقات.

 

لم يعرف رامي في ذلك ماذا يفعل، هل يتصل بسيده يوسف سلطان ويطلب مساعدته؟ ام قد يضع هذا عائلته في دائرة الخطر اكثر، وكعادة الانسان، يقتله التفكير الكثير في حالات الازمات حتى يمنعه من التفكير السليم، لذا قرر أنه لن يزعج يوسف بمثل هذا الأمر، فلابد أنهم مجموعة من الاشخاص يريدون العبث لذا سيذهب لكي يستشف ما الذي يريدونه من فعلهم هذا، وفضل وضع حياته في الخطر على أن يمس يوسف مكروه او حتى فقط يزعجه.

 

لذا ذهب رامي إلى ذلك المكان المتفق عليه، كان مجرد شارع جانبي، فارغ تماما من الناس، لا يوجد به ماهو مريب ولكن فجاة، ظهرت سيارة سوداء اللون، مظلله تماما وكبيرة الحجم، نزل منها اشخاص والتفو حول رامي بسرعه احدهم ضربه على راسه وآخر وضع كيسًا من القماش حول رأسه، وآخرون ساهمو في حمله ومن ثم وضعوه في السيارة وتحركوا بعد ان تأكد من تخديره.

 

 

استيقظ رامي واستفاق من آثار التخدير، حتى يجد أنه لا يستطيع رؤية شيء أمامه، فالكيس يحجب الرؤية ويجعل التنفس اصعب، كما أنه مقيد اليدين والقدمين، لا يستطيع الحركة ولا الرؤية، وظل في حاله هذا لبعض من الوقت.

 

بعد فترة ليست بالقصيرة ولا بالطويلة، شعر رامي بقدوم جماعة من الناس، يستطيع الاستدلال على تسلحهم من ثقل خطواتهم وصوت المعادن، ثم أتى أحد بالقرب من رامي، لم ينزع عنه الغطاء، ولكن مسك ذراعه الذي كان مقيدا بالكرسي بإحكام، كان ذلك الرجل يلبس معطف مثل معطف الأطباء ، ويمسك في يده الآخرى ما يشبه مسدسًا للحقن، فحقن أداة التنصت في ذراع رامي ثم ضمد الجرح وأعطاه بعض المهدئات ثم انصرف.

 

بعد فترة من الوقت، وبعد ان استعاد رامي وعيه كاملًا، حاول ان يتحرر من قيوده، ولكنه تفاجئ فقد تم قطع جزء من الحبل مما سهل عليه تحرير نفسه، وتساءل ان كان هذا من فعل ذلك الطبيب، نزع الغطاء عن رأسه وبدأ يتأمل حوله، وجد أنه في ميناء قديم، ما حوله فراغ، لا يوجد احد ولا يرى أمامه شيء، لا شيء سوى مجرد هاتف ملقى على الأرض، وبجانبه ورقه مكتوب عليها " اعد تشغيل الهاتف عندما تستيقظ".

 

"وكان الهاتف احد تلك الهواتف التي لا يمكن تعقبها، مثل ما يملكه سيدي يوسف سلطان، ثم فتحت الهاتف فإذ بي أجد شخصا ما يتصل به، لم يظهر رقم المتصل ولكن سرعان ما حدثني احد ما بصوت بدى وكأنه تم اجراء تعديل، كان يثرثر ولكن في نهاية حديثه أمرني بفعل ما يطلبه كي اضمن سلامة عائلتي، ثم امرني بقتلك" هذا ما اختتم رامي به سرده لما حدث معه.

 

محمد: وما الذي سنفعله بخصوص ذلك الان؟

 

رامي: لا اعلم حقاً حول ذلك، ولكني أتيتك كي تساعدني ثم يجب علينا اخبار الزعيم بذلك.

 

فسمعوا صوت تصفيق اتى من بعيد وإذا بمحمد ورامي تجحظ عيونهم من النظر بسبب الصدمة ويقولان في صوت واحد: السيد يوسف؟؟ ولكن ما الذي تفعله هنا؟ وأكمل رامي: الم تقل أنك ستكون في مهمة خاصة؟.

 

يوسف: لقد أتممتها بالفعل، ولكن يبدو أنك لم تستطع قتل محمد بالفعل، يا للأسف.

 

محمد: لحظة ماذا؟ للأسف؟...

 

وأكمل يوسف متجاهلاً: بما يخص أمر عائلتك يا رامي، فهم في أمان لا تخف، في الواقع انا من امر بأداء تلك التمثيلية.

 

قال رامي متعجباً وقد تجمد وجهه مما سمع بسبب الصدمة: رجاءً امهلني دقيقة كي استوعب الأمر، عائلتي لم يتم اختطافها؟ وانت هو من وراء كل هذا؟ ولم طلبت مني قتل محمد بالتحديد؟.

 

يوسف: لم يا ترى لم؟، انت تعلم أنى اضعك المسؤول في المهام الصعبة، كما أنك المسؤول في حالة عدم تواجدي.. لذا اردت ان ارى اداءك في العملية تحت ضغوط مختلفة مثل قلة العدد والوقت واختطاف عائلتك وايضا اردت ان أرى مدى ولاءك لي وللبقية.

 

محمد: يا إلهي هذا كلام يبعث الراحة حقاً، ولكن هل قلت للأسف منذ قليل؟ لقد سمعتُ ذلك، لا اظن انها مجرد هلوسة.

 

حينها سأله رامي متلهفاً: إذا وأين عائلتي الان؟ هل هم بخير؟ وهل سوف تقتلني لمحاولة خيانتك ورفع سلاحي على محمد؟ فقد فكرت فعلا في بعض اللحظات بقتل محمد خوفا من ان يمسهم شيء.

 

يوسف: حسنا وانت لم تفعل، ثم أكمل بصوت خفيف جدا " للأسف "

 

محمد: ماذا قلت للتو؟، هل قلت للأسف مرة اخرى؟

 

رد رامي بسبب احساسه بالذنب: ولكني حقا فكرت بذلك رغم انه يعني خيانتك.

 

فقال يوسف بابتسامة باردة ولكن تبعث بالطمأنينة: كما قلت سابقاً "لكنك لم تفعل" وهذا فقط يكفيني، كونك في اللحظة الأخيرة أعدت حساباتك ووثقت بنا، كما أنك انزلت سلاحك ولم تستطع فعل ذلك، بجانب أنك أتممت المهمة على أكمل وجه دون حدوث اي خسائر تذكر، بل انك حتى لم تحتج لبعض الرجال او سارة،

 

 اسمع يا رامي، نحن لسنا تنظيم سري ما او عصابة ذات نفوذ، نحن عائلة، واشد ما يميزنا هو روابطنا لذا بالطبع لن افعل شيئا يضرك او يضر تلك الأرنبة اللطيفة -يقصد ابنة رامي-، اما بالنسبة لعائلتك فلا تخف هي الان قد سافرت الى دولة اخرى في منزل آمن لضمان سلامتهم مع اربعة خادمات بالإضافة الى رجال أمن ومربيات، لا تحتاج أبداً الى الخوف عليهم بعد الآن، وايضا اذا كنت تريد الاستقرار، يمكنك الذهاب إليهم وعيش حياة طبيعية ولن أكلفك باي مهام.

 

رامي: كان هذا لطف منك يا سيدي، ولكن لا شكرا اريد اكمال طريقي معك حتى نهايتي، فمازال لدي دين ارده اليك، ولن اتراجع حتى افعل ذلك.

 

ثم سأله يوسف: لقد استلمت هاتفًا ما صحيح؟ اعطه لي.

 

وهمّوا بالانصراف، وقد جن جنون محمد اثناء ذلك الحوار محدثاً نفسه "للأسف" وقال هامساً لرامي: لقد قال للأسف صحيح؟ سمعتَها اليس كذلك؟ رد علي يا هذا.

 

فأجابه رامي: لا اعلم لم الحظ ذلك. وترك محمد يتشكك في سمعه.

 

ثم خرجوا من هناك ليرى كلا منهما بومبا يفتح باب السيارة للسيد يوسف.

 

رامي متفاجئا: ولكن ما الذي يفعله بومبا هنا بالضبط؟

 

يوسف ردا على ذلك: اوه لقد نسيت قول ذلك، وبدأ الحديث مسترسلاً عما حدث قبل ذلك؛ عندما ذهب الى مخبأ سايمون وحيدًا.

ودخل ذلك المخبأ الصغير صارخا: اين هو سايمون؟!

 

فإذا بومبا يرفع سلاحه ويضغط الزناد مطلقًا طلقًا ناريًا على يوسف، ولكن يختبئ يوسف قبل ان يطلق وراء أحد الأعمدة ويتنقل من واحد إلى خلف الآخر لتشتيت بومبا..

 

وقال بومبا بصوت عالي: لقد أفاق السيد سايمون لعدة لحظات منذ قليل واعلم أنك من أمر بإصابة سيدي! لقد كذبت عليّ ذلك اليوم! والان ماذا؟ هل أتيت للإجهاز عليه؟ تريد التأكد من قتله؟

 

يوسف رد عليه وهو مختبئ من طلقاته النارية: أجهز عليه؟ انت لا تفهم شيئا، فقط خذني الى سايمون وستفهم ما الذي اتحدث عنه.

 

واخرح يوسف اسلحته من مكانها ثم وقف أمام بومبا وألقاها على الأرض، ثم دفعها إلى جانب قدمي بومبا ورفع يديه ثم قال: خذ! انا لست هنا لأقتل احداً، لقد جئت لأتحدث، لكن فقط خذني اليه وسوف تفهم كل شيء.

 

لم يعرف بومبا ما الذي يفعله ولكن قرر الوثوق فيه وأخذه بومبا الى سايمون فإذا بسايمون يستفيق ثم ابتسم وهو يحاول النهوض من مكانه ويذهب اليه يوسف ويحتضن بعضهم بعضاً لثواني.

 

وقف بوبا متعجبا ينظر إليهم وهو لا يفهم شيئا وقال: سيدي سايمون، الم يكن هو من أمر بقتلك؟ لقد قلت ذلك قبل ان تفقد وعيك منذ قليل.

 

رد عليه يوسف بسبب تعب سايمون: لم آمر بقتله، بل بإصابته اصابة مميته، لا تنظر إليّ هكذا في الواقع سايمون من طلب مني تدبير ذلك.

 

بدت نظرات الحيرة على وجه بومبا، وأنى له ألا يتحير من مثل هذا الموقف،  فأكمل سايمون الحديث: لقد علم يوسف بأمر تتبعي من قِبَل كريم وأتباعه اضافة الى اشخاص اخرين من عصابات اخرى، وهم جميعهم يريدون النيل مني.

بالطبع اخبرت يوسف بأنني اريد اتقاعد على كل حال وعيش حياة هادئة بعيدًا عن الخطر، لكن حتى ذلك يشكل خطورة عليّ لذا خططنا الى هذه الخطة،

 

ثم نظر الى يوسف معاتبًا: ولكن حقاً يا يوسف ما هذا؟ لقد اتفقنا على الإصابة في منطقة حيوية، ولكن كانت تلك اصابة مميته بالفعل وقريبة كل القرب من اذين قلبي الايسر، لا أعلم مدى دقة القناصين لديك لكن عدة مليمترات وكنت سأفارق الحياة، كما انها ستأخذ وقتاَ للتعافي وستتطلب تدخل عمليات.

 

يوسف: لا تنسى أنك انت من أصريت على العلاج في مخبأك العقيم هذا، كنت سأحولك الى مركز آمن وفيه اطباء متخصصون ومهرة بالإضافة الى أحدث المعدات، ولكنك رفضت! ايضاً أردت من تلك الاصابة ان تبعد كل الشكوك عن أنك قد تظل حياً بعدها، ولا داعي للخوف لدي قناصون مهرة مدربون على يدي شخصياً، ما كنت لأفرط في حياة صديق لي قط.

 

بومبا في وسط تلك الاحداث الغريبة التي تسرد وغير المتوقعة بالنسبة اليه يقول: اذاً كل هذا كان من تخطيطكم؟ ولكنكم حتى لم تخبروني بذلك، وقاطع بومبا محاولة سايمون الذي كان على وشك ان يتحدث قائلاً: نعم اعلم، لو علمت لربما لم يكن ليبدوَ الامر واقعيا كما هو الآن، مثل امر تتبعي ليوسف واتهامي له! هذا منطقي الى حدما، لكن... تباً لك يا صاح اقلقتني عليك طوال هذا الوقت.

 

سايمون يرد وهو يتحدث بصعوبة بسبب الاصابة: أنا حقا اسف يا بومبا، ولكن كان يجب ذلك كما تعلم، وايضا ها انا حي لا تخف.... بل اريد منك شيئا، واتمنى الا ترفضه.

 

بومبا سريعاً: بالطبع لن ارفض، ماذا هناك؟ ...

 

فقال له: اريد منك شكر يوسف على ذلك المعروف وان تكف عن الجلوس بجانبي، اذهب وتعلم جديداً، انت مثل ابن بالنسبة لي، وسأورثك ممتلكاتي ورجالي، لذا لا اريدك أن تعيش فقط مرافقا لي طوال الوقت لم يعد بإمكانك أن تكتسب شيئا من هذه الرفقة.

 

اومأ بومبا برأسه وقام دون نطق كلمة مائلا رأسه للأسفل وخرج من تلك الغرفة برفقة يوسف، فامسك كتف يوسف وقال له:

اريد ان انضم الى جماعتك... قبل ان تقول شيئا انا اريد ان اتبعك واتعلم منك بالإضافة الى رد معروفك بمساعدة سايمون، ارجوك اسمح لي ان اكون نافعا لك.

 

يوسف ردا على ذلك: بالطبع لم أكن لأتخلى عنك وعن خدمتك، يسرني ذلك، بومبا.

 

كان ذلك سرد يوسف للأحداث لكن بصورة مختصرة الى حد ما، مع مراعاة فهمهم لما قد حدث وأكملوا سيرهم حتى ركب سيارته وانطلق مع شارلي سائقا وبومبا ملازما بجانبه.

 

ثم بمجرد ذهابه إلى احد تلك الأماكن الآمنة الخاصة به، التقى هناك ساتشي، واعطاها الهاتف الذي اخذه من رامي، ثم قال لها: اريد منك تحليل هذا الهاتف ومعرفة مصدر المكالمات التي تمت من خلاله.

 

فأجابت ساتشي بالموافقة قائلة: حسنًا يا سيدي ولكنك تدين لي بواحدة.

 

 

في تلك الاثناء كان كريم يخطط للانتقام من يوسف، ولكن لا يعلم كيف قد يفعل ذلك، فأتاه سامح بما يحضر له من مفاجئة سارة.

 

يدخل سامح ومعه شخص كبير في السن طويل القامة راقي الملبس يدعى جوهان روبتين من عائلة روبتين الفرنسية التي اشتهرت عبر العصور بتصميم الازياء والبدلات، ولكن ما علاقة فرد من روبتين بهذا الوضع؟ جوهان هو المسؤول عن تصميم الملابس في أكبر قصور يوسف سلطان وأيضا مسؤول عن تصميم السترات القتالية الخاصة به وبأتباعه ويعيش في مبنى ضخم تابع لشركات يوسف.

 

 بدأ سامح الحديث بتعجرف وثقه كبيرة: قبل ان تسألني عمن يكون هذا الشخص سأجيبك، انه روبتين المسؤول العام عن الملابس والسترات القتالية في قصر يوسف وشركاته وانا قد اتفقت معه لخيانة يوسف والتقصي هناك وسيفيدنا بمعلومات عنهم وليبلغنا ايضا عن بعض الأسرار في أحد مقرات مؤسسات يوسف الاساسية والكبيرة.

 

رفع روبتين رأسه وبدأ الحديث قائلاً: مرحبا... اسمي جوهان روبتين وانا كما تعرف من المسؤولين في قصر يوسف، ولدي معلومات مهمة جداً تمكنكم من الاستيلاء على أحد مقرات يوسف مما سيشكل ضغطاً كبيراً عليه في مثل هذا الوقت الذي هو مشغول فيه ببعض الأمور الإدارية.

 

قال كريم سريعاً: وبماذا اضمن أن وجودك ليست مكيدة من مكائد يوسف سلطان؟، لم شخص بمثل مكانتك يفكر بخيانته؟ لا أجد سببا مقنعاً كلما فكرت، ثم نظر إلى اخيه قائلًا: اتضمنه حقاً يا أخي؟

 

أجاب سامح بثقة لا أحد يعرف مصدرها: لا تخف فأنا أعرفه منذ فترة ليست بالقليلة كما أنني راقبته طوال هذه المدة يستحيل أن يكون قد مد يوسف بأي معلومات منذ ذلك الحين، كما أنني اعتبره صديقي وأثق به وقد اتفقنا على ان يمتلك ما مقداره ثلاثون بالمئة مما سنحصل عليه من هذه العملية.

 

 

لم يستطع كريم التشكيك بعد قول أخيه فبالرغم من حذر كريم وبصيرته الا انه يحب أخاه جدا، بل يصبح ساذجاً ان تعلق الأمر بسامح.

 

دخل كريم وسامح ومعهما جوهان إلى غرفة بمفردهم، كانت الغرفة الخاصة بكريم، يدأو حديثهم وهم يسألون جوهان عما يعرفه عن المكان الذي كان فيه واستخلاص معلومات تخص يوسف ومن يعمل تحت إمرته، وخصوصا عن اتباع يوسف بعدما سمع ان لدى يوسف بعض الأشخاص المرعبين المقربين منه.

 

وبدأ جوهان الحديث عما قد يساعدهم في مبتغاهم قائلاً:

جيد انك سألت عن من يتبع أوامره فقبل ان تتورط مع يوسف يجب ان تعرف معلومات عنه وعن أتباعه فهم اشخاص لا احبذ العبث معهم، يمكن القول ان العدد "الذي أعرفه فقط" ممن يعمل تحت يد السيد يوسف يقرب لمائة وعشرين الف شخص لكن معظمهم ذوو العمل المكتبي فقط في شركاته لا يعلمون شيئاً عن ما يدور تحته هذا.

 

ابتسم جوهان ابتسامة خبيثة ثم أكمل: لكن ان كنا سنتحدث عن المختصين في القتال استطيع القول انه يوجد حوالي سبعة آلاف شخص يعمل لديه في هذه المنطقة، وأي شخص منهم لديه من الاسباب ما يجعله يكنُّ الولاء ليوسف فمعظمهم تجندوا بمعرفته الشخصية، منهم من هو يعد من المرتزقة وهم قليلون والاغلب أناس خاضوا تدريبات عسكرية او مشتقون من منشآت حربية بمختلف جنسياتهم،

 

 وقد تدرب اغلبهم على يد مدربين مهرة، يعلوهم شأناً سبعة اشخاص وهم المقربون من يوسف جدا ويستطيعون التحدث معه بحرية وجميع الاوامر لهم تأتي منه شخصيا اي يمكن القول انهم حاشيته المقربة، والاسوأ من ذلك أن منهم من تدرب على يده شخصياً مما يجعلهم مرعبين بمعنى الكلمة.

 

 

قاطعه كريم آنذاك قائلا: طريقة تحدثك توحي بأن مهارات يوسف لا مثيل لها وكأنه ليس انساناً مثل باقي البشر الطبيعيين.

 

ابتسم جوهان حتى ارتفعت وجنتاه ثم قال: ليس الأمر وكأني أقلل من شأنكم أو أنني أعظمه فيما ها هنا، كل ما في الأمر ان يوسف ليس شخصاً طبيعياً من ناحية الدهاء والتخطيط والمهارات القتالية، لذا أنا لست مستعداً بأن أقف في وجهه ان كان من سيدعمني اشخاص لا يعرفون هيبته ولا مدى خطورته.

 

قال كريم: أعلم من مجرد النظر أنه ليس بشخص عادي، ولكن هل باستطاعتنا مواجهته؟.

 

أكمل جوهان كلامه: ليس بطريقة عشوائية، سيكون هذا مثل الانتحار فقط، لذا الطريقة الوحيدة لهزيمته هي ان تسبقه بعدة خطوات بالتفكير رغم صعوبة محاولة مجاراة طريقة تفكيره، لكن بالنسبة له ان واجهته بدون تفكير مهما امتلكت من عتاد وقوة غاشمة سيؤدي ذلك الى هلاكك، ولكن بالمعلومات التي لدي تستطيع ان تمتلك ورقة رابحة، ولكني سأشد انتباهك أولا بمعلومات عن حاشيته،

 

ثم أخرج بعضًا من الاوراق التي تبدو مثل تقارير، تحتوي على معلومات لكل شخص منهم، ثم قال:  وان تحدثت عن أحد من السبعة سيكون اولهم عن رامي.

 

رامي وان كان بحسب خبرتي في مجال تصميم السترات الواقية للرصاص  -والتي تبلغ حوالي اربعون عاماً او اكثر- مما دفعني للتعامل مع حدد لا يحصى من زعماء المافيا لكني لم أر احداً بذكاء ومكر يوسف سلطان وباعتباره الأمكر يمكنني الجزم ان رامي هو أمكر شخص بعده من حاشيته ورغم انه أحدث المنضمين اليه تقريبا إلَّا انه المسؤول في اغلب الاوقات وعند غياب يوسف.

 

ثم أعطاه التقرير الخاص برامي كان مكتوب فيه ما يلي:

رجل في متوسط العمر قد اكمل التاسعة والعشرون مؤخرًا،

 

 ذو بشرة بيضاء، طوله يبلغ مترا واربعة وسبعين سنتيمترا تقريبا،

 

اكتسب ولاءه ليوسف وخبرته من ماضيه حيث كان في مكانة اشبه فيها بزعيم للمافيا لكن حدث آنذاك شيء زعزع مكانته، وكان سيؤدي الى مقتله، ولكن انقذه يوسف لأسباب مجهولة، ومنذ وقتها وهو قد اصبح تابعاً مخلصاً ليوسف،

 

ليس من شيمه أن يثق باي شخص بسهولة كما أنه سريع الملاحظة، جيد التخطيط، يستطيع التعامل مع الاسلحة بعيدة المدى كالمسدسات والقناصة والرشاشات الآلية، وهو ليس ضليعا تماما بالأسلحة اليدوية كالمضرب والسكين واليد. إلخ، ولكن يملك القدر الكافي للدفاع عن النفس في حال الأزمات.

انتهى كريم من قراءة ما كتب عن رامي فوضع الورقة على المنضدة.

 

فيكمل جوهان قوله: أما من سنذكره تاليا سيكون محمد.

 

وأعطاه التقرير الخاص بمحمد مذكور فيه ما يلي:

 شخص حنطي البشرة من أصول عربية،

 لا أعرف عن ماضيه شيئا يذكر او ما قد يفيد،

 عمره اربعه وثلاثون عام وطوله متر واثنان وثمانون سنتي مترا،

 ضخم البنية الجسدية قليلا، وشخصيته متأثرة بطبيعة عمله السابق في الشرطة،

 

 يعتبر صديقاً ليوسف، فيما مضى تعرف عليه وهو صغير ثم تقابلا فيما بينهما اثناء شراكات يوسف مع شركات اخرى كان يؤمنها محمد، ثم بدآ العمل سويا في هذه المجالات قبل ستة سنوات، وهو شخص أَملَكَهُ يوسف بعضاً من قواته يتصرف بها كما يشاء ولديه مصادر في جميع انحاء العالم في وكالات عسكرية كثيره وله خبره في البحث والتقصي عوضا عن خبرته في القتال، ورغم حبه الشديد للعدالة إلا انه انضم ليوسف لسبب اجهله.

 

وكان الحديث تاليا عن سارة  وذكر في التقرير ما يلي:

أصلها لاتيني، عزباء وتملك من العمر سبعة وعشرون عاماً،

طولها يبلغ مترا واثنين وسبعين سنتيمترا،

 ماضيها غير معروف بتاتاً، وهي قليلة الكلام بشكلٍ عام،

 وتعتبر من أخطر الاشخاص من حيث المهارات القتالية التي تمتلكها،

وملازمة ليوسف في اغلب الاوقات، تعمل كسكرتيرته (مساعدته الخاصة) المسؤولة عن جدول مواعيده بالإضافة الى حمايته، لديها خبرة كبيرة جدا في القتال واستخدام الاسلحة عوضا عن رشاقتها، لكنها تميل للأسلحة بعيدة المدى جداً وهي اول من انضم الى يوسف -على ما اظن- وتدرب على يده.

 

يأتي تاليا في الذِّكرِ: مونيكا كاسباروف،

 طولها متر وسبع وسبعون سنتيمترا، وهي روسية الاصل،

تابعة لوكالة المخابرات الروسية و تعمل متخفية في وكالة الاستخبارات الامريكية، بمعنى انها عميل مزدوج وكلا الوكالتان لا يعلمون،

 وهي المسؤول الاول عن نقل المعلومات السرية ليوسف لخبرتها في البحث، وهي شقراء الشعر وجمالها الخلاب يجعل مهماتها بالاندساس واستخراج المعلومات من الاهداف مهمة سهلة،

 

 لكن رغم مظهرها البريء الا انها قوية، وهذه المرأة عنيفة جدا ضد ما قد يؤثر على يوسف بالسلب، ويمكن القول انها مهووسة به، ولحسن الحظ ذُكر في التقرير بأنها ليست متواجدة في هذا البلد حالياً.

بعد ذلك كان يوجد تقريرين احدهم خاص بفرانك وهو ايضا غير موجود في هذا الوقت هنا، بل في امريكا، وهو شخص جذاب المظهر، رغم ذلك فهو عنيف جدا وقد كان يقال عنه في فترة ما القذر -كان عنيفا لدرجه عدم مبالاته إذا قتل النساء والاطفال-

 

 ولكن امتنع عن ذلك منذ انضمامه للسيد يوسف وهو حاكم العالم السفلي في نيويورك، لم يقس جوهان طوله ابدا، ولم يره سوى مرتين طوال فترة عمله ولكن الجميع يعلم أن بنيته الجسدية قوية جدا وصلبة، سكِّير، ماضيه وسبب انضمامه ليوسف مجهولان، ولكنه يكن اشد الاحترام الى يوسف، كما انه المسؤول عن جميع أعمال يوسف في نيويورك.

 

قال جوهان وهو يمسك آخر ورقة في يده: اخيرا وليس آخرا، يوجد لدينا شارلي.

 

نظر كريم إلى فوجد معلوماته كالآتي:

طوله مائة وسبعون سانتي مترا،

 شخص داهية بمعنى الكلمة، فهو شخص يوحي شكله بالبساطة والبراءة الشديدة، انيق الملبس، ملازم ليوسف اكثر من اي شخص، لكن يستطيع التخفي دون ملاحظته وهو في الاصل كان يعمل خبيراً في تفكيك وتركيب المتفجرات في المكسيك،

 

 يعرف كيفية الاندساس في الحشد والمراقبة دون ان يبدو مريباً، إنطوائي الى حد كبير فلا يتواصل سوى مع يوسف تقريبا، وأحيانا اخرى مع رامي، وهو سائق متميز جدا وخبير في ذلك، قد ربح في بعض مباريات السباق، بارد الوتيرة، يحب اتقان العمل، يكره جدا الملابس الغير متناسقة، وهو اكبر شخص في حاشية  يوسف في عمر السبعة واربعين عاماً.

 

نظر كريم في حيلة قليلا ثم قاا: ولكن هكذا ستة اشخاص فقط، أنى لك أن تذكر كونهم سبعة، هناك شخص ما مفقود أم أنني اخطأت العد؟.

 

نظر جوهان في حقيبته وقال اعتذر نسيت ورقة، لكن لا بأس لا أظن ان هذا شخص من السبعة قد يسبب مشكلة، وذكر في التقرير:

 الاسم ساتشي، تاكاهاتشي ساتشي ذات اب ياباني وام اجنبية ويغلب على مظهرها الشكل الاجنبي،

 

 شخص عبقري جداً خصوصا في امور الحاسب وهي من يرافق يوسف اثناء أداء اختراعاته المثيرة،

 وهي أصغر شخص في حاشية يوسف عن عمر الثانية والعشرين عاماً، تمتلك القدر الجيد من المهارات القتالية لكنها لا تحبذ القتال وعادة ما يضعها يوسف في اماكن بعيدة عن القتال، وتكِنُّ بعض المشاعر الشخصية ليوسف فهي حمقاء في اخفاء ذلك.

 

ولكن لم يقف جوهان عند هذا الحد فقال: لفد سمعت عن انضمام شخص جديد لمرافقة يوسف يدعى بومبا، وهو كان مرافق ومساعد سايمون الشخصي، وهو شخص افريقي الاصل، اسمر البشرة، ضخم الهيئة، لكن ليس كما يوحي مظهره، فهو شخص طيب القلب متدين وقد انضم لسايمون كي يرشده الى الطريق الصحيح لكن لا أعلم من جر الآخر الى طريقه، يملك من الخبرة القتالية الكثير لكنه لا يحبذ القتل ابدا سوى دفاعاً عن النفس في حال كان هذا الخيار الوحيد.

 

ونصيحتي لك ألا تحاول اختبار ولاءهم، أي لا تحاول رشوتهم او قلبهم على يوسف، فروابطهم قوية جداً فيما بينهم، ولكن ليس مثل هذه المعلومات السطحية ما جئتك به فلدي بعض المعلومات الخاصة عنهم كما يمكنني الى حد ما معرفة ما قد يفعلونه ورد فعلهم اثناء هذه العملية.

 

اما بالنسبة للمبنى الذي جئتك للتحدث عنه، فهو المبنى الرئيسي في المقاطعة السابعة وهو مبنى شاهق الارتفاع يتكون من سبعين طابقاً فيه وسائل حماية شديدة، فيوجد في الطابق الاول تمركز للقوات هنا وهنا وهناك -يشرح ذلك وهو يشير الى مخطط هندسي للمبنى موثق- ثم يوجد بعد كل ثلاثة طوابق غرف للأمن والاسلحة يمكن اتخاذها كمرجع لنا للتسليح.

 

أخذ كريم المخطوطات التي تمثل كل طابق وبدأ يتفصحها ليرى ما اهي أهم الطوابق التي قد تسبب له بعض المشاكل او قد تساعده في هذه العملية.

 

 يوجد في الطابق السابع والعشرين مركز المراقبة وفيه مراقبة المبنى كاملا باستثناء الطابق الذي يوجد به مكتب يوسف،

 

ومكتبه يحتل الطابق الثاني والستون كاملاً، اختاره ليتناسب مع منظر غروب الشمس المثالي، لا يوجد مخطط لطابقه  ولا أحد يعلم ما يوجد فيه، فلا احد يدخله سوى يوسف ومساعدته الشخصية سارة وأحيانا باقي حاشيته، وبعض الضيوف المهمة جداً.

 

فقال جوهان: رغم عدم وجود مخطط له، لكن ما اعرف بخصوصه انه يوجد به خزنه كبيره جداً بها مال وذهب بما يقدر بمليار دولار تقريبا، عوضا عن تقدير المبنى بالتجهيزات التي فيه بما يقدر بمئتين وخمسة وسبعين مليون دولار، بالطبع يوجد هنا ممرات هوائية حتى الطابق الثلاثون يمكننا الذهاب من هنا و....إلخ وقد شرح تخطيط المبنى وكيفية الولوج ثم همُّوا بوضع الخطط.

 

بدأ كريم الوثوق بجوهان خصوصاً بعد ان قدم الأدلة كما انه جاء بمثل هذا المعلومات والمخططات الهندسية الموثقة بالفعل.

 

بدأت عملية الاستيلاء في بدايتها بدخول أحد اعوان كريم، ذهب الى المناطق التي لا تصلها الكاميرات، وبدأ يحرق تلك الاماكن متعمدا كي يتم تفعيل إنذار الحريق فينشغل الحراس بالإطفاء ويهرب اغلب العاملين للخارج والذين كانوا قلة قليلة، ثم يتم تأمين الطوابق من قبل رجال كريم طابقاً تلو الاخر، ومن حظهم الشديد كان ذلك يوم اجازة اعطاه يوسف لمعظم العاملين لذا كانت الحراسة خفيفة جداً، واستولوا على المبنى تقريبا بجميع طوابقه واستقروا فيها.

 

 واخيرا نجح كريم في الاستيلاء على المبنى بسهولة مما أثار الريبة وبدأ يسال نفسه ان كان يوسف يستحق كل ذلك الخوف بشأنه ام أن خوفه وحيطته كان بلا معنى.

 

 

يذهب كريم الى الطابق الثاني والستون ويتقدم ليجد أمامه الخزنة، ولكنها ذات وسائل امان معقد، فيحاول بشتى الطرق اختراقها، ولكن لا يستطيع فتحها كما انه جرَّب تفجير البوابة ولم يحدث لها خدش حتى، يعود ذلك الى صنعها من الفولاذ القوي المعالج بالحرارة مدموجاً بالتنجستين.

 

 

في اثناء تلك العملية يهاتف السيد يوسف جوهان فيخبره يوسف بملاقاته في منطقة آمنة بسرعة من اجل أمر طارئ.

 

يدخل جوهان روبتين منطقة آمنة طبقا لتعليمات يوسف ليجد يوسف وأمامه يجلس كلاً من بومبا، سارة، محمد، رامي وشارلي.

 

أثناء دخوله يقول محمد صارخاً:أنى لهم أن يفعلوا ذلك؟ لقد استولوا على مبنانا الرئيسي في هذه المقاطعة؟ كيف يجرؤون يجب الرد سريعا على ذلك.

 

يرحب يوسف بروبتين قائلا: مرحبا يا جوهان! كيف حالك؟

فيجيبه: بأفضل حال يا سيدي

 

فقال يوسف: لقد علمتُ بما فعلتَ...

 

جوهان وهو يخلع قبعته ويمسح عرقه الذي يتصبب منه: نعم يا سيدي، لقد اخبرتهم بعض الأمور التي أعرفها بشأنكم وببعض اسرار المبنى ليسهل عليهم عملية الاستيلاء.

 

غضب كل من كان حاضراً بسبب ما سمعوه هذا، ولكن تحول غضب الجميع من جوهان الى تعجب عند سماع يوسف يقول: احسنت يا جوهان! إنه تماماً كما خطنا لذلك.

 

يتبع .....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي