الفصل الثاني

عادت "حسناء" إلى منزلها، يكاد الغضب يخنقها، لكنها أخفت ذلك ببراعة طوال الطريق إلى منزلها خلف بسمات ترسلها لكل من تلتقى به، إنها تجاهد؛ لتبدو الفتاة اللطيفة، الوديعة فى أعين أهل قريتها، فبعد خسارتها لجعل ذاك الحازم زوجاً لها.

حاولت "حسناء" أن تتصنع الطيبة، وتقلد "نور" بأغلب تصرفاتها، ولكنها فشلت؛ لأن "نور" عفويتها هى من تسيرها، ولا يمكن لحسناء تقليد هذا، فحاولت أن تظهر هادئة عاقلة لتجعل "نور" كالبلهاء بجوارها.

كانت ساخطة بشده حين وصلت إلى منزلها، وحتى بعد أن تركت نور تتلقى عقابها، لم يشفى هذا غيظها، وأخبرت والدتها بغضب عن "كاظم" كم كان وسيماً، جذاباً، وقد أسرعت للحاق به، لكنها لم تستطع، وبدأت تصف لها سيارته الفارهه، وثيابه الفاخره.

وأنه أفضل ألف مرة من "حازم" ولكنه حتى لم يتذكرها! ولم ينظر إليها، بينما تذكر "نور" فوراً، متغاضية عن الموقف الذى إلتقيا به أول مرة، وأنه حتى لم يرها جيداً، بينما تشاجر مع "نور" ومن الصعب نسيانه لوجهها حتى لو أراد ذلك، بعد الذعر الذى تسببت له فيه.

بينما كانت "نور" تشعر بالذنب، والخوف مما قد تفعله والدتها، نعم هى تحبها، لكنها كانت قاسية عليها؛ لخوفها من أن يفسد الدلال إبنتها الوحيدة، ويتهمها الجميع، وعلى رأسهم عائلة زوجها بالإهمال فى تربية إبنتها الوحيده.

كما توقعت "نور" فالأمر لم يمر مرور الكرام،ووالدتها لن تكتفى بشعورها بالذنب، لكن الغريب بالأمر أنها ظلت طوال ذاك اليوم صامتة، لا تجيب " نور" ولا توجه لها أى حديث، حتى جعلتها تكاد تبكى ندماً، وظنت "نور" أن هذا هو عقابها، ألا تتحدث معها، مما زاد من ألمها وندمها.

لكن بالصباح الباكر أيقظتها والدتها، لتلقى بوجهها لائحة بأعمال منزليه ستقوم بها، وأمرتها أن تنهيها اليوم، وتركتها، وغادرت المنزل دون أن تخبرها حتى إلى أين هى ذاهبه؟!

فركت "نور" عيناها لتفيق، وتحاول إستيعاد ما قالته والدتها، ثم رفعت الورقة الملقاة على فراشها، وقد إتسعت عيناها بصدمه حين رأت كم المهام الموجودة بتلك اللائحة، فتنهدت بتعب مقدماً، ونهضت من فراشها تبحث عن طعام للفطور، وبعد أن أنهته.

وجدت أن هناك أعمال منزلية كثيرة متكدسة فوق رأسها، ولكنها ظنت أن بالصبر والعمل ستنتهى، لكن اللائحة طويلة، ومزعجه، وإنقضى اليوم وهى تركض هنا وهناك، تغسل، وتمسح، تلمع، وتنظف حتى حل المساء، فتوجهت إلى غرفتها بالكاد ترى أمامها، فسقطت على فراشها حتى بدون تغيير ثيابها.

لم تدرى من آلام عظامها أى جزء فى جسدها يؤلمها أكثر، حتى انها نسيت أن والدتها ليست هنا، ولا تعلم أين هى، ولم تتناول طعاماً منذ الصباح، فقد أنهك العمل كل قواها، وتركيزها، فغفيت لا تدرى بما حولها، ولكن بعد عدة ساعات، عادت والدتها من زيارتها إلى إحدى صديقاتها.

وجدت المنزل يكاد يلمع من النظافة، والسكون الغريب، فتوجهت إلى غرفة "نور" فوجدتها مسطحة بشكل مقلق، فإقتربت منها لتجد أن ثيابها مبتلة قليلاً، وحرارتها مرتفعه، فحاولت إيقاظها لكن بلا جدوى، فأسرعت مرتعبة تنادى أحد الجيران لنجدتها.

فالوقت قارب عن العاشرة، وبدأت الحركة تخف وتيرتها كثيراً فى القريه، والقليل من الشباب الصغار فقط من يتجولون بالخارج، وهى تنظر حولها كالتائهه، لا تعلم بمن تطلب العوز الآن، وللحظه تذكرت زوجها الراحل، وأهمية وجوده سابقاً، فزاد ذلك من آلمها.

لقد عاد "فهد" من سفرته التعليميه بعد أن حاز على شهادة تخرجه، فقرر زيارة عمه واسرته، وقد حثته والدته على تلك الزيارة مع وعد منها باللحاق به عدة، أيام برفقة والده، ولكنه حين وصل إلى القرية التى يقع بها منزل عائلة والده القديم الذى يسكنه عمه وزوجته وإبنتهما التى إشتاق لمشاغبتها.

ولما لا وهى أخته الصغيره، فحين مرضت والدتها، توقفت عن إرضاعها وهى بسن صغير جداً، ولازالت بحاجة للرضاعه، وحينها كانت أخته "ملك" لاتزال رضيعه فأرضعتها والدته مع إبنة عمه "حسناء" وهكذا أصبح لديه أخت أخرى.

لكنه لم يكن يعلم أن تلك المشاغبة الصغيرة تغيرت بصورة جذريه، فقد أصبحت حقود لئيمه، تنفث نيران غيرتها بلا تفكير فى من سواها، كما لم يعلم أن عمه ترك المنزل، بل وباعه أيضا، إلا حين وجد نفسه أمام رجلاً غريب يخطره بأنه صاحب المنزل، فحاول "فهد" إخفاء تفاجؤه.

ومن ثم سأله عن المالك السابق لصاحب المنزل، حينها أخبره بعنوانه، ووصف له الطريق، فإتضح  أنه إنتقل إلى القرية المجاوره، وعقب على مغادرته ساخراً، بأن السبب هو زوجته التى تسييره كيفما شاءت، وهى لم تعد تريد أن تحيا بمنزل قديم، لن تستطيع التباهى به.

وجعل إبنتها تتزوج من الصفوه، كان "فهد" ينصت له بضجر، فهو يعلم بصفات زوجة عمه المزعجه، كما يعلم بضعف شخصية عمه أمامها، ولكن الغريب بالأمر أنه باع منزل العائلة القديم دون أن يخطر والده، أوليس شريكه بالمنزل؟!

قرر أن يترك هذا الأمر جانباً بصوره مؤقته، فليصل إلى منزل عمه أولاً، ولكن هناك سيدة خرجت مهروله إلى وسط الطريق حتى كاد أن يصدمها لولا توقف باللحظة الأخيره، فنزل ليطمئن عليها، فوجدها تستغيث به لنجدة إبنتها، وتجذبه معها، والفزع يكسو ملامحها.

لقد ظن إبنتها فتاة صغيره حتى تجمد بأرضه أمام تلك الفاتنه، لم يكن يعانى يوماً من قلة النساء بحياته، ولكن تلك الفتاة رغم كونها نائمه جعلته يفقد إحساسه بالوقت إلا حين إرتفع صوت والدتها تصرخ به بأن يساعدها فى حمل الفتاة، فتوجه إلى فراشها، وحملها بين ذراعيه.

وكم أحس بشعور غامض، لكنه ممتع، ولم يكن يرغب بأن تبتعد عنه، ولكن ليس الأمر بيده، فحين وصل بها إلى سيارته، وضعها بجانب والدتها التى إلتقفتها بين ذراعيها والدموع تغرق وجهها حتى أنها لم تنتبه أنه رجل غريب لم تره من قبل، بينما إعتمد "فهد" على سؤال المارة عن طريق المشفى.

فتلك السيدة لم تكن تنتبه إلى الطريق، ولا يمكنه أن يسألها، وهى تحتضن إبنتها بذعر تام، وحين وصل أخيراً المشفى، وجدها تخرج من السيارة تتعثر بردائها، وتصرخ هنا وهناك؛ لياتى أحد بحمالة يحمل بها إبنتها إلى الداخل، فتقدم هو وحملها مجدداً، وطمئن السيدة بأنه معها.

وطلب منها راجياً أن تكف عن النواح، فأزعنت له يائسه، مما دفعه إلى التأفف، فلا داعى ليفقد صبره معها، وهى غريبة عنه بحالة مذريه، وبالداخل بعد أن دخل يحمل الفتاة ووقف بالإستقبال يطلب طبيب، أتت له موظفة الإستقبال سريعاً بممرض يدفع حماله متحركه، وضع "فهد" الفتاة عليها.

بعد أن دخلت الفتاة إلى غرفت الفحص، كانت والدتها  ترتجف خوفاً، فبدأ "فهد" يتحدث إليها بأمور عامه؛ لعلها تهدأ، لكنها بدلاً من هذا بدأت تتحدث عن إبنتها وهى تشعر بالندم أنها عاقبتها بهذه القسوه، واثقلت على عاتقها أعمال تأخذ ف العادة من يومين إلى ثلاثة أيام، وجعلتها تنفذها بلا هواده.

واحست بالبغض من نفسها لهذا الفعل الذى كاد أن تودى بحياة إبنتها الوحيده، وكل هذا؛ لأنها قضت وقتاً مع صديقتها، وظلت تعنف نفسها، وهو يحاول تهدئتها، وحين يأس سألها عن إبنتها، عن أشياء عنها تدفع تلك السيدة للإبتعاد عن التفكير بمرض إبنتها، فبدأت تقص له عن طفولة إبنتها.

ومشاكستها لوالدها الراحل، وشغبها الذى لا ينتهى، وقوتها الغريبة فى مواجهة أى شىء، ورغبتها هى كأم أن تزوجها من شاب جيد؛ لتطمئن عليها، فليس لها إخوة أو أخوال، كما ليس لديها من تطمئن عليها معه، هى تريدها أن تتزوج، لقد أنهت " نور" دراستها، والآن حان وقت الزواج.

خطابها كُثُر، لكنها لا تريد أن تحيا بالقرية التى يسخر أهلها منها دوماً؛ لأنها إبنة "حسين" الرجل الذى أحياه الطعام، واماته، وبدأت تقص له طرائف من طفولة "نور" وكل هذا، وهى تتلفظ بلفظ إبنتى طوال الوقت، ولم تخبره بإسمها مطلقاً، وهو لم ينتبه لهذا.

بعد قليل أتى الطبيب الإحتياطى، وبعد أن كانت السيده قد هدأت، وابتسمت لذكريات إبنتها، إنطلقت كالطلقة حين رأت الطبيب، والذعر يملأ ملامحها، وهى تسأله عن حالة إبنتها، فطمئنها بأنها ستكون بخير، ولكن لابد أن تبيت فى المشفى هذه اللليله، فقط للتأكد أنها بخير.

واثنى عليها بأنها أحسنت صنيعاً بإحضار إبنتها سريعاً، فقد كانت الحمى فى بدايتها، فعلى ما يبدو أنها كانت منهكة القوى؛ لأنها كانت فى بدايات المرض، والسبب يرجع إلى إبتلال ثيابها لفترة طويله، وقد ظلت بها دون تغييرها لمدة طويله، كما أنها لم تتناول الطعام لمدة طويله.

فزاد سخط الوالدة على نفسها؛ لأن الطبيب بحديثه هذا أكد لها ظنونها بأنها هى السبب فى مرض "نور" فلاحظ الطبيب توترها المتزايد، وبعد أن كان ينتوى أن يتركها بجوار إبنتها، ولكن بحالتها تلك ستتسبب فى إزعاج لا سبب له، فمنعها من رؤيتها، فظلت تعنف نفسها حتى غلبها النوم.

لكن "فهد" لم ينم، واراد رؤيتها، وظنه الطبيب أحد أفراد عائلة "نور" نظراً لتواجده منذ البداية مع والدتها، واتكالها عليه، ولاحظ أنه متماسك، رزين، على خلاف والدتها، فسمح له برؤيتها.

لم يكن يعلم "فهد" نفسه لما أراد رؤية تلك الفتاة المجهولة تماماً عنه، ولكنه فعل وانتهى الأمر، وجلس قبالتها يتأملها قليلاً، يحاول فهم ذاك الإحساس المضطرب الذى مر بخاطره حين رآها لاول مره منذ ما يقارب الساعتين، وتجدد الآن وهو يراها هكذا.

ولم يستطع أن يجبر نفسه على المغادرة حتى تسللت أضواء للنهار الأولى من بين ثنايا ستار النافذه، فخرج ليجد الوالدة لازالت نائمه، فجلس بجوارها حتى إستيقظت، وسمح لهما الطبيب بأخذ المريضة مع تديده عليهما بتكثيف العناية بها.

ظلت "نور" صامتة منذ رأت "فهد" برفقة والدتها، صامتة لا تتفوه بشىء، عيناها تزدحم بالكثير من الإستفسارات، عن من يكون هذا الشخص الذى تراه لأول مره، ولما هو هنا؟! ومن أين تعرفه والدتها، ولما هو وسيم هكذا؟! لما تريد أن تظل ناظرة إليه هكذا؟! دون أن تشيح بوجهها عنه.

ولما لا يحاول هو حتى أن يخبرها من يكون، أو تخبرها والدتها، تلك التساؤلات بدأت ترهقها، فى حين كان هو صامتاً أيضاً رغم يقينه بما تريده إلا أنه لم ينبت ببنت شفه، وظل صامتاً، يتابعها من مرآة سيارته، ووالدتها تحتضنها بخوف، وبكاء، وتعتذر منها عن قسوتها معها.

ولو لم تكن "نور" مشغولة الذهن بهذا الغريب لصعقت من الحنان المفرط المفاجىء لوالدتها نحوها ولأكدت لها أنها ليست السبب بل إهمال "نور" نفسها، وأن الأمر لم يكن الأمر كل هذه الجلبه من والدتها، فهى من أهملت أثناء إستخدامها للمياه، فتبللت ثيابها بغزاره، واهملت تغييرها، واليوم كان الطقس بارداً.

لذا هى وحدها المخطئة، لكن من الأفضل لنور ألا تتحدث الآن، فلتستمتع بحنان والدتها الذى لا يأتى سوى مرات قليلة فى العمر، وغالباً حينما تمرض "نور" أو تتعرض للأذى، كما أنها فرصتها لتستمتع بتأمل  ذاك الغريب الغامض رغم أنها لم تهتم يوماً برجل.

حين عادوا إلى المنزل، رأوهما الجيران مع هذا الغريب، فتجمعوا حولهما ليروا ماذا هناك، فنور تستند إلى والدتها، وآثار المرض بادية على وجهها، حينها أحس "فهد" أن لا جدوى من وجوده، وغادر وسط الزحام.

مر الوقت من حولها وهى لا تدرى به، يوم طويل بلا جدوى، زيارات متوالية من سكان القرية يدعون القلق عليها، وحتى زيارة صديقتها لم تكن لها أى أثر فى نفسها، فعقلها غائم فى نظرات ذاك الغريب، الذى حتى لم تعلم من يكون ، وحين سألت والدتها بأول فرصة، تفاجأت بها تخبرها أنها لا تعلم، ولا تذكره، فقد إلتقفت أول من صادفها بالطريق ليساعدها

فتأففت "نور" بإنزعاج، ومازاد إنزعاجها، هو أن ذاك الكاظم وباقى العائلة سيأتون لزيارتها بالغد، ولاحظت سعادة صديقتها بهذا الخبر، وبعد أن كانت لا ترغب بأن تأتى بالغد لأجلها، متزرعة بأعمالها المنزليه، وأن إبن عمها عاد من سفره من عدة أيام، ووصل لتوه لزيارتهم، وينتوى المكوث لفتره، فأسرته تدبر أمر زيجته.

قررت فجأه أن تقضى اليوم بأكمله معها، ولكن "نور" لم تفكر بالأمر طويلاً، فقد كانت منهكة بما يكفى، وها قد مر اليوم بإزعاجه أخيراً حتى غشى الليل أرجاء القرية، وخيم الظلام كل ركن وزواية بها، وإستيقظت النجوم يصاحبها القمر لتنير السماء، مختلطة بأضواء أعمدة الإنارة التى تضىء الشوارع.

وإختفت أصوات الطيور، والحيوانات النهاريه، حل السكون، يتخلله نقيق الضفادع، وصرير حشرات الليل، ونسيم الليل البارد يتسلل من بين ثنايا النافذة، يعيد إلى " نور" وعيها ويجبرها على العودة إلى فراشها، تستجدى الدفء.

كان يوماً مزعجاً كما توقعت، فكاظم سمج مزعج كباقى عائلة والدها، ولكن صديقتها الحمقاء تضحك ببلاهة على نكاته السخيفه، وتتصنع أى فرصه لكى تلفت إنتباهه، حتى أنها نسيت أنها من المفترض أنها أتت لزيارتها، ولم تقتنع "نور" ببسمات والدته المتصنعه، ولطافتها الماكره، وأزعجها أكثر سعادة والدتها بتواجدهم.

كان اليوم بطىء، يبعث على الملل بصورة خانقه، ولكن التسلية الوحيدة التى حظت بها "نور" هى تصرفات "حسناء" والتى بدت مختلفة تماماً منذ أتت لها بالصباح، ترتدى أفضل ثيابها تتعطر بعطرها الذى تستخدمه للحفلات، عطر ثقيل مزعج، تمنع "نور" نفسها بصعوبة من إخراج كل ما بجوفها بسبب رائحته.

لكنها لا تستطيع إخبار صديقتها بذلك، فحسناء لا تتقبل النقد أبداً، ونور لا تريد خسارتها، وتتزين بحُلاها المزخرفه، وفوق كل هذا تضع على وجهها كل أنواع الألوان، لقد بدت كالمهرج، لكن "نور" لم ترضى لها هذه المهانة مع عائلة والدها، فحذرت "حسناء" بروية علها تستوعب، ولكن كما توقعت، بدت ساخطة.

تتفوه بالحماقات التى لا فائدة منها، حتى أتى أحد الضيوف، وعلق بكلمات ساخرة حول "حسناء" ولاحظت حينها أن الشخص التالى يهزأ منها، فأسرعت تختبأ بغرفة "نور" وتطلب عونها، حين ساعدتها فى تخيف ة زينتها المبالغ بها.

كانت ملتصقة طوال اليو بكاظم، ولكنه بدى غير مهتم، ومغرور أحمق، يظن أنه من الطبيعى أن تعجب به الفتيات، لذا حين لاحظ بوضوح أن "نور" لا تعييره أدنى إهتمام، بدأ يتخلص من تلك اللزجة الملتصقة به، ويوجه إهتمامه بمن تنفر منه، فهو لن يقبل أن ترفضه فتاة، او حتى تفكر بالأمر، لذا وجد الامر تحدي له.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي