الفصل الرابع

ظلت "حسناء" صامته طوال الطريق، وهو لم يعقب بشىء، وحين وصلا إلى المنزل دخل إلى غرفته، يحاول أن يجد حلاً لإضطراب قلبه، ورغبته الجامحة فى العودة ركضاً إلى تلك الفتاة، وتسائل متعجباً، كيف تكون ملاكاً هكذا، وهى صديقة لإبنة عمه المزعجه.

بينما إنفردت"حسناء" بوالدتها، وهى تبتسم بإنتصار، فظنت والدتها أنها أوقعت بالشاب، وسيأتى لطلب خطبتها عما قريب، ولكنها حين سألتها، أجابت بإمتعاض.

- لا لم يسقط بعد، ولكنى وجدت الحل أخيراً، الحل سيخلصنا من كل العوائق.

زوت والدتها جانب فمها بسخريه: أى عوائق هذه أيتها البلهاء!

قضبت جبينها منزعجه: لا توبخيننى، حسنا، أنتِ ستستفيدين من الأمر جيداً.

- بدأت أضجر حقا.

- أنصتى فقط، اليوم لاحظت إهتمام فهد بنور.

لم يبدو على والدتها أى إهتمام، فتابعت بخبث: ولاحظت إهتمامها أيضاً به.

إعتدلت والدتها سريعاً، وبدأت تنصت بإهتمام، فتابعت حسناء بسعاده.

- لما لا نوفقهما سوياً، فيصبح الطريق إلى كاظم خالياً، وخاثة أنه بدأ يهتم بالفعل، كما أن فهد لن يزعجنا بسبب المال لأجلها، فهى تعتبرنى أختاً لها، ولن تقبل أن أتأذى.

- نعم ويظل مالى لى، هل تعلمين الآن فقط أصبحتِ إبنة أمكِ.

وقهقتا بسعادة، وإرتياح، ولم يكونا يدريا بأن هناك خبايا لا يعلماها، فبالصباح أتى إتصال من "والدة فهد" تسأله عن رأيه فى عروسه، ولم يفهم مقصدها، فأخبرته عن إختيارها لزوجته المستقبليه، وأنها تسكن بالقرية، ولهذا أرسلته إلى هناك.

فقد أرسلت خطاباً إلى زوجة عمه تخبرها فيه بكل شىء ولكنها لم تكن تعلم أن الاخرى لم تستلمه مطلقاً، فظن هو أن والدته تعلم ببيعة عمه لمنزل العائلة القديم، ولم تخبره لكى لا ينزعج، فقد كان يحب هذا المنزل، وقد ألمحت والدته أن الفتاة صديقة حسناء.

حسنا لو كانت كذلك، فواحدة فقط من يفكر بها، ولهذا فقط وافق والدته على خطتها لأول مره، فقد  أسعده إختيار والدته الموفق لأول مره، وشرد يتذكر  ملامح وجه "نور" البرئ، وجمالها الذى لم يرى له مثيل، ودون أى مجهود يذكر جعلته أسيرها الذى كان دوماً ضد النساء، والزواج.

كأنه محصن ضدهم، رغم إستمتاعه بصحبتهن، فقد حطمت قلبه إحداهن ذات يوم بلا رحمه، فماذا حل به منذ إلتقى بها؟! هل سحرته تلك الصغيرة، أم ماذا؟!  بدأ يحسن معاملة عمه وأسرته، لظنه أنه قد ظلمهم، وأن والديه يعلمان بشأن بيعة المنزل، كذلك بدأت محاولات "حسناء" فى جمعه مع صديقتها.

مما أكد له ظنونه، ولكن الفتاة كانت تختلق الأسباب لتبتعد عنه، مما أثار حنقه، فعيناها تخبره الكثير، ولكن لسانها يبخل عليه بالقليل، كما أنها تغيرت معه بلا سبب منطقى، فقد كانت ودودة معه، فماذا حدث بين ليلة وضحاها؟! لكنه لن ييأس مطلقاً، وقد حاول التقرب إليها بشتى الطرق.

لكن دوماً ما كان يتحول الأمر إلى شجار بينهما بلا معنى، وكأنها تنتظر أن يتفوه بكلمة ؛ لتتصيد له الاخطاء، فتتعارك معه! ورغم أن عيناها كانت اسيرته لكن لسانها كان يرشقه بسهام الكلمات اللاذعة دوماً، لا تترك له مجالاً للتفوق عليها، وقد أحيت بنفسه الطفل المشاغب الذى كان عليه ذات يوماً بصباه.

حتى أنه أصبح يناديها بأسماء الحيوانات؛ ليكيدها، فهى تتوهج حين تغضب، فتزداد جمالاً، وهو يستمتع حقاً برؤيتها على تلك الصوره، وكم أمتعه تواجده هنا، ولكن رغم شجارهما، كانت هناك لحظات لا تستطيع إخفاء عشقها عنه، وحين واجهها ذات مره أدرك سوء ظنها، فقهقه بمرح، وأوضح لها خطأ ظنها.

فلانت ملامحها، وخف الشجار، ولكن فى مساء أحد الأيام، قرأ خبراً أزعجه يشده، لا لأن الخبر عمن طعنت فؤاده سابقاً، ولا لأنه عن خبر زواجها من آخر.

لكنه أعاد إليه ذكريات سيئه، فقد تذكر تفاصيل قصته معها، فقد تعرف إليها بأحد المقاهى التى يتوافد عليها، وكان إعجابهما متبادل، ولكن والديه لم يرتاحا لها، فتعجب من هذا، فقد كانت مناسبة تماماً له، نفس مستواه الإجتماعى، والمادى، الفتاة التى تناسبه بين أفراد مجتمعه المخملى.

لكنه منعاً لشجار لا طائل منه، قرر تأجيل أمر خطيته لها، ولم يخبرها بأى من هذا، وقد ظنته لم يسقط فى شباكها بعد، لذا بدأت فى وضع خطتها

لم يرى "فهد" وجهها الآخر يوماً، ولكن بدأ الأمر تدريجياً، وقد بدأ ذاك اليوم حين إصطحبها معها لزيارة أخته التى منذ تزوجت بزميلها الجامعى، بعد شجار عنيف بينها وبين والديهما؛ لرفضهما لهذا الشاب، لا لفقره كما ظن، وكما أوحى لها حتى صدقته، ولا لتندى مستواه الإجتماعى.

ولكن الشاب بكل بساطه لا يستطيع بأى حال من الأحوال الإنفاق عليها، لقد ظلت مدللة طوال حياتها، حتى حين كانوا فى وضع مالى أقل من هذا، كما انه لديه أفكار سيئه تخص كل من لديه مال، فهو يراهم جميعاً وحوشاً تمتص دماء الأقل منهم قدراً، رغم معرفته أنهم ليسوا أثرياء بالوراثه.

فلقد بنيت مكانتهم تلك بالعرق والكفاح، لقد كانت أخته دوماً عنيده مزعجه، ولكنها لاتزال اخته الصغيرة التى لا يريد لها الحزن،فعكف على زيارتها دوماً لكى لا تظن أنه تخلى عنها، أو يظن زوجها أنهم تبرأوا منها، فيتطاول عليها، وبذاك اليوم كان قد أنهى عمله، فمر بها ليطمئن عليها، ومعه خطيبته.

خلع معطفه وطوى كمى قميصه ثم جلس بأريحيه على أحد الكراسى، فبدأت تشكو له أخته من سوء الجيرة هنا، ومن سوء المبانى التى أوشكت على السقوط، وزوجها لا يرغب بترك المكان، فسألها بضيق.

- وما الذى يجبرك على هذا؟!

أجابته بحرج: أحبه يا أخي، الا تفهم؟!

تنهد بإنزعاج: لقد أخبرت زوجكِ أننى سأساعده بإيجاد عملاً أفضل مادام لا يريد العمل معى، كما عرضت عليه أن تسكنا معنا، أو أن أحضر لكما سكناً آخر بعيداً عن هنا، ولكنه رفض!

أجابته بضيق: كرامته تمنعه من تقبل هذه العطايا.

علق على كلماتها ساخراً: لكن كرامته تلك تسمح له بترككِ تعانين هكذا! ويوماً ما سيصبح لديكما أطفالاً يعانون معكما، وكل هذا فقط لإرضاء غروره الأحمق!

عاتبته بحزن: لا تقل هذا يا أخي، لقد إخترته لعزة نفسه.

ثم رفعت رأسها بكبرياء: كما أننا بخير تماماً، لا نحتاج إلى معونة أحد، حياتنا مزدهرة بالورود.

رفع حاجبه: أية ورود هذه؟! لا أرى سوى أشجار ذابله، أخبرينى الآن أين هو؟! لقد إنتهت أغلب الوظائف، والجميع بمنازلهم.

- لكنه يعمل عملاً إضافياً.

- ليس لديكما طفلاً حتى، ويعمل عملاً إضافياً؟! ملك فلتتعقلى الرجل لا طاقة له بدلالك، وطلباتك المبالغ بها.

عنفته بإنزعاج: أنت مخطىء ليس هذا بسببى، فلديه والدته، وأختيه مسؤولات منه، أترى لقد أحسنت الإختيار، وتهذبت تصرفاتى، وتعلمت الكثير.

نظر حولها بإزدراء، وسخريه: أجل أرى هذا.

- لا تهزأ بحالنا، فيكفى أننى لازالت أثبت على رأيى، وها أنا وبكل فخر لازلت زوجته منذ شهرين كاملين.

رفعت رأسها بشموخ، وكأنها أحرزت نجاحاً منقطع النظير، فأشاح بوجهه عنها؛ لكى يخفى ضحكته، لكن رغم أنه لم يصدر صوتاً، لكن إهتزاز كتفيه كشف أمره، فهتفت "ملك" باسمه مستنكره، حينها دق جرس الباب فتوجهت " ملك" إليه، لتجد إبنة الجيران.

تسألها عن مطرقه تدق به مسامير بابهم التى إنتزعها الزمان، وأصبحت كالأشوك تنخر ثياب كل من مر بها، وهناك عريس قادم لخطبة أختها الكبرى، فلا يجب أن يرى مساوئ منزلهم منذ أول وهله

تملمت خطيبته بضيق واضح، ونظرت إلى "فهد" فوجدته غير منتبه لها، ويتابع ثرثرة أخته مع جارتها، فتأففت بضيق لإقتراحها الأبله بأن تأتى معه، فقد ظنت أنها إذا ما إدعت أنها تهتم لنفس الأمور الذى يهتم بها ستجعله يقتنع أنها الأنسب له.

صرخة فزع أخرجتها من أفكارها، فنظرت حولها لتجد "ملك" تركض خلف جارتها، وتبعها "فهد" دون تفكير، فلحقت بهم، وهناك وجدت تزاحم كبير للناس على الدرج، وتزايدوا بالباب المؤدى إلى قمة المسكن  حيث وقفت إحدى الجارات القاطنة هناك تصرخ مستغيثه؛ لأن إبنها الصغير كان يلعب حولها.

وهى تنشر غسيلها، ثم تهاوى من أعلى الحافة، وهو الآن ممسك بصعوبة بقطعة حديد مثبته بجانب من جوانب الحافه، وهناك جاره أخرى لا تأبه بالصبى بل ساخطه عليه؛ لأنه أوقع طبق الإرسال لتلفازها من أعلى المنزل، وثنى فى سبيله للتمسك بأى شىء ينقذه عموداً من الحديد الصدأ.

كانت تثبت به الطبق اللاقط للإرسال، لقد ذهل "فهد" ما يحدث، فالكل مشاهد فقط، لا أحد يمد يد المساعدة لهذا الطفل المسكبن، فتوجه مسرعاً إلى الصبى، ومال بجسده على الحافه، ومد يده بأقصى ما إستطاع حتى أمسك بيد الصبى، ورفعه بسرعه.

فركض الطفل نحو والدته الحمقاء التى أرادت ضربه لإرعابه إياها بدلاً من إحتضانه، وطمئنته، فنهرها "فهد" على هذا، ثم إستدار لتلك الحمقاء الأخرى التى تنوح على إرسال تلفازها، وهتف بها بغضب.

- كفى يا إمرأه! لقد صرعتي رأسنا، كفاكِ نواحاً.

- لقد دمر طبق الإرسال خاصتى، كيف لا انوح؟! وقد كلفنى ثروه!

أخرج "فهد" حافظته، وفتحها، ثم سحب منها عدة أوراق نقديه من الفئة الكبيره، ودفع بها إلى المرأة التى سال لعابها لرؤية محتويات حافظته، فاندفعت نحوهما والدة الصبى، تبكى حالها.

- هل تعطيها كل هذا المال لأجل طبق إرسال صدئ؟! فما بال مسكينة كحالى، لديها أطفال كثر ولا مال لديها لتكفيهم قوتهم.

أخرج عدة ورقات أخرى، واعطاها للصبى، وقبل أن يستدير، أو يرى الصبى ما أعطاه له، نشب شجار بين الأم والابن حول النقود، ومن ثم  تفاجئ "فهد"  بالتفاف الجميع حوله، يشكون ضيق المعيشه، ويتسولون منه فصفحت أخته جبهتها بيأس.

بينما وصلت رفيقته أخيراً تنظر حولها بعجرفه، وتقزز لكل من حولها، لقد كان حينها فى بداية عمله مع والده بجانب دراسته الجامعيه، ولم يفهم بعد ألاعيب الحياة، وكان ينفق ماله كله حتى جذبته أخته خلفها لتنقذه من ما أوقع نفسه به دون أن يدرى، وتبعتهما تلك التى لا تعلم لهويتها معنى.

فأسرع الناس خلفهما، وأثناء تدافعهم كانوا يأخذون كل ما بطريقهم، فأسرعت "ملك" بأخاها حينها لاحظت الأخرى أخيراً أنها بخطر الدعس تحت الأقدام، فركضت تلحق بهما، وحين دخلت منزل أخته، إنفجرت بها مظهره بوقاحهومدى إحقتارها لها، ولأن أخته كانت ذات منزلة خاصه له.

لم يتحمل ما سمعه، ونهر الأخرى وأمرها يالمغادره، فتركت المكان ساخطه منزعجه، ولكنها عادت يعد عدة أيام حين يأست من أن يركض خلفها لطلب السماح منها، ولم يفكر حتى بالإعتذار منها، فحاولت هى إستعادة وده، ولم تتعب كثيراً معه، فقد لان سريعاً.

أخرجه من شروده صوت إبنة عمه تصرخ بحماس، تخبره أن والديه أتيا ومعهما أخته، وقد أسعده قدومهم، ورحب بهم بحفاوه، ولكنهم كانوا غاضبين بعد أن علموا بفعلة عمه الحمقاء، فلو أراد مال لأعاره أخاه، أو إشترى هو المنزل، لا أن يبيعه لغريب يحيا بين جدران إمتلأت بذكرياتهم الجميله.

تعاتب الأخوين لوقت ليس طويلاً، وبالأخير تراضيا، خاصه ان الأبناء أصلحوا بينهما، والزوجتان تدخلتا، ولكن كل هذا فقط لمصالحهم، فعمه واسرته أنفقوا المال، ووالديه يرغبان بأن يظلا هنا لتتم زيجته من الفتاة التى إختاروها له.

تحدث الأخوين، وتقرر إقامة وليمه رائعه ليتفقوا على كل شىء، وتفاجأت "والدة حسناء" بمن تكون العروس، وحاولت تغيير رأيهم، لكنهم كانوا قد راسلوا والدها، وتم الإتفاق على كل شىء، لقد قررت "والدة فهد" أن تزوجه من إبنة أخاها.

ولكن المشكله أن "والدة حسناء" كانت قد طلبت من إبنتها أن تأتى بصديقتها، لتراها والدة زوجها المستقبليه لتقنعها بها عروس لإبنها، لذا فقد تمت دعوتها كذلك، وحين أتت كانت تصرف بحريه كما ترغب، فهى تعد  منزل صديقتها كمنزلها تماماً ، وقد تعرفت بالجميع.

واعجبوا بمرحها،  لكن ليست العروس من بينهم، فقد أتت برفقة والديها، ولم يعيرها "فهد" أدنى إهتمام فى حين ظل يدور خلف "نور" أينما ذهبت.
إلتف الجميع حول المائده، وجلست "نور" بجوار "فهد" وظل يراقبها بجانب عينيه طيلة الوقت، يحاول إخفاء بسمته لخجلها من مراقبته لها.

لكن فجأه، وبدون سابق إنذار وجد والدته تبعدها؛ لتجلس مكانها إبنة خاله، فتنهد بضيق، وكاد أن يتحدث لولا إبنة عمه التى بدى عليها الضيق بعد أن اخبرتها والدتها بالكارثة التى حدثت، وهى من كانت بدأت تستقطب "كاظم" أخيراً، وتتصنع المواقف للقاؤه، وهو منسجم معها.

ولكن والدته ترغب بشده فى ان تزوجه من "نور" وهو مهما كان مدلل يحيا برخاء، فوالدته حين تأمر ينتهى الأمر، فكان كل ما تتمناه حسناء أن تتزوج "نور" من "فهد" لكى لا يصبح لدى والدة فهد أى حجه، ولكن كل أحلامها تبخرت الآن.

لذا تمتمت بحنق وهى تنظر لتلك الدخيله قائله.

- عفواً نور هلا إنتقلتى؛ لتجلس العروس بمكانها.

نهضت تتحرك كجثة متحركه، وبدلاً من أن تنتقل من جواره، غادرت المنزل كله بمنتهى الهدوء.

حينها كان "فهد" يمسك بالملعقه، يرفع بها الطعام إلى فمه، لكن يده تجمدت فى الهواء، واتسعت عيناه بذهول، فالدخيله هى عروسه، ويريدونها أن تجلس بجواره، وما يعلمه عن عروسه المستقبليه، هو أنها فقط صديقة إبنة عمه، لكن أليست العروس هى من أسرت قلبه؟!

ومنذ متى كانت إبنة خاله، وإبنة عمه صديقتان! وكزه والده: ما بك؟!

إعتدل ينظر له متفاجئاً، وكأنه إنتبه توا لوجوده الآن فقط، ثم إستدار ينظر إلى العروس للحظه.

- من أنتِ؟!

تلعثمت بإرتباك من تصرفاته، وقلق من نظراته، فنظرت حولها عل أحدهم يغيثها، فهتفت والدتها بمرح أحمق.

- ماذا حدث لك بنى، هل الفرحة أطارت عقلك، أم ماذا؟!

فصرخ بها مستنكراً: عن أى فرحة تهذين؟! إبنتكِ تلك لا أعرفها، ولا أريدها، هل تهزئون منى؟!

ثم نهض ينظر لهم جميعاً بسخط، وتابع غاضباً: منذ متى أصبحتم أصدقاء؟! أخبرونى! نعم الآن تذكرت إبنتكِ، أليست تلك الفتاة نفسها التى ذاع صيتها بين الشباب حتى إضطررتم لإيقافها عن الدراسه منعاً للمزيد من الفضائح!

فعنفته والدته بغضب: بما تهذي أنت؟! هل جننت؟! أصمت!

- لن أصمت!

ثم أشار إلى العروس بسخريه: أهذه من سأبنى حياتى، ومستقبلى معها؟! أنا لم أخدع يوماً فتاة، فلما أتزوج من لم تترك شاباً وشأنه؟! لن يحدث مطلقاً، فلتحترقوا بها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي