الفصل الثالث

بيأس واضح كانت "حسناء" تجاهد لجعل "كاظم" يشعر بها، ولكن بلا أدنى فائدة تذكر، فكل ما كان يجول بذهن " كاظم" هو كيفية جعل "نور" تهتم به ككافة الفتيات، نعم كان وسيماً بصوره مزعجه، ولكن "نور" لم ترى وسامته، بل رأت غروره، وأنانيته، خلاف ذاك الغريب الذى تحيط به هالة غامضه.

تدفعها إلى الإنجذاب إليه كما الفراشة إلى اللهب، وإن كانت منزعجة من "كاظم" فيما سبق، فبعد رؤيتها لهذا الغريب، أصبحت ترى "كاظم" كصبى مدلل إعتاد أن يحصل على أى لعبة يريدها حتى ولو لم تكن له، أو لا تناسبه، وبالفعل كانت تلك حقيقته المجرده، شاب آخر، مدلل، متفاخر.

لا يهتم بأى شىء فى الحياة سوى نفسه، وفقط، لكن يبدو أن صديقتها لا ترى به عيباً مطلقاً.

بينما كان " فهد" فى منزل عمه، يتعامل بينهم كصيف غريب لا رغبة لهم بوحوده، رغم حفاوة إستقبال عمه له، حتى أنبهته زوجته المزعجة بالكارثة التى نسى أمرها، ولما لا وهى من تدير دفة حياته فلم يعد يدرى بأى سبيل يسير.

ألقت زوجة عمه عليه تحية الصباح، فإبتسم لها بتقضيبة خفيفة، أصبحت تلازمه منذ وصل إلى هنا، ووجدها تنظر نحوه متعجبه حين فتحت باب منزلها لترى من يطرق بابها فى هذا الوقت المبكر، فهى لم تعرفه، ولا عتاب عليها فى هذا، فقد مرت سنوات طويله لم تراه فيها.

ولكنها حين إنتبهت إلى ثيابه، وسيارته الفارهة التى تقطن أمام منزلها، إشرأب  وجهها، ورحبت به دون أن تعلم من يكون، وكذلك إستقبلته حسناء بحفاوة بالغه، فبدأ يتأملها قليلاً، فقد تغيرت كثيراً، ولكن يبدو أن والدتها إنتبهت إلى شروده بوجه "حسناء" وظنته معجباً بها.

وبدلاً من أن تثور عليه لذلك، أسعدها الأمر، ولكى لا تتمادى ف تخيولاتها، أخبرها بصورة مباشره من يكون، وحين ذكر إسمه، إكفهر وجهها هى وإبنتها بصورة بغيضه، جعلته يعلم بأن "حسناء" تبلورت بشخصية والدتها، ولم تعد تلك الفتاة اللطيفة المشاغبه.

لم يكن ليبالى بمكانته الآن لو كان وجدها على عهدها القديم معه، ومازحته بطفوليتها التى عهدها منها فى السابق، وسيسايرها بمچاكرتها تلك، ولكن كل هذا تبخر الآن بكل أسف، لقد أتى؛ لستعيد مرحه السابق معها، ويستعيد بسمته الضائعه، ولكن بكل أسف لم يعد هناك ما يجده معها.

ولكنه سيظل بمنزل عمه، فوالديه سيلحقان به كما أنه لم يرى عمه بعد، فحين سأل عنه، قيل أنه بالعمل، ولم يفهم أى عمل هذا الآن، وقد تخطى سن المعاش بعدة سنوات! وتوقع أنه يعمل ليكفى حاجيات تلك الفيلة المدعوة بزوجته، وإبنتها التى أصبحت صورة مصغرةً منها.

لم تعرض عليه أى منهما أن يظل، لذا إستعاد وجهه الآخر، وشحصيته الرزينة التى لا يعرفانها، وأخبرهما ببرود أنه أتى؛ ليظل، وأن والديه سيلحقان به، ولكن أولاً ليخبرهما أن عنوان مسكن عمه قد تغير تماماً، ومن ثم جالت عيناه فى أرجاء المنزل الصغير المزين بكرم أكثر من زائد.

-بالطبع- فالمنزل القديم رغم بساطته، لكنه كان كبيراً، ومساحته واسعه، لذا لابد وأن ثمنه كان ثروة صغيره؛ لتشترى تلك الزوجة الطامعه هذا المسكن الصغير الذى منذ دخله، وقد أدرك أنه تم تجهيزه بصورة مبالغة بها، واستقرت عيناه على يديها التى تلمعان بالذهب.

ثم رفع عيناه ليرى شحوب وجهها، بعد أن علمت أن المواجهة الحتمية أتت، لقد إستغلت عدم زيارة "والد فهد" إلى القرية لسنوات، واقنعت زوجها ببيع المنزل، واخذ المال لنفسه دون إخطار أخاه، أو الإهتمام حتى برأيه، كل ما إهتم به هو أخذ المال، والركض لتبذيره؛ لأجل سعادة زوجته التى لا تهتم سوى بالمال.

لم يقل"فهد" شيئاً واضحاً، لكنه فقط تلاعب بالألفاظ؛ ليرعبهما، فهو لم يعجبه أبداً، طريقة إستقبالهما له، ولا تفكيرهما المادي، وبهدوء سألهما عن أى غرفة سيمكث بها، فأشارت زوجة عمه إلى غرفة خصصتها للضيوف، وكم كانت كريمة جداً فى الإسراف عليها؛ لتبدو من أثرياء القوم.

حين رأى الغرفة، تذكر كلمات المالك الحالى لمنزل عائلته القديم عن سبب بيع المنزل، فعلى ما يبدو أنه كان محقاً، لقد أنفقت زوجة عمه مال لا يخصها من بيعة لا تمتلكها؛ لأجل الرغبة فى زيجة ثرية لإبنتها المصون، وكم أحس بالإختناق من كثرة الزينة فى هذا المكان الذى يؤكد ردائة ذوق صاحبته.

فبساطة الشىء تزيد من جماله، والبهرجة الزائده تدمره، وحينها تذكر تلك الفتاة المريضه، فخفت تقضيبته، وأومأ بصمت، فتركته زوجة عمه، واغلقت الباب خلفها، ولو ظنت أن صوتها كان منخفضاً، فهى حتماً مخطئه، فلقد أخذت إبنتها إلى أبعد ركن بالمنزل.

وبدأت تدور كالذبابة الحائرة خلف باب زجاجى موصد، لا تنفك تصطدم به، وهى لا تعلم كيف تتصرف بتلك النكبة التى حلت فوق رأسها، لقد إنتقلت هنا بعد أن أجبرت زوجها على بيع المنزل؛ لأن الجميع هنا لا يعلم عن خلفيتهم الفقيره، وحتماً ثرائها وبزخها فى منزلها سيجذب الرجال الأثرياء لإبنتها.

ولم تعلم أنها مخطئة تماماً بظنها هذا، وبدأت تهتف بسخط عن حظها العاثر لظهور "فهد" واسرته الآن، وكانت أكثر من غاضبه لعودتهم مجدداً، فقد ظنت أنهم ما داموا أصبحوا أثرياء، لن يعودوا مجدداً، ولم ينصت أكثر، بل إبتسم بإستهزاء من طريقة تفكيرها التى لم، ولن تتغير.

ومن ثم تذكر حقيبته، فخرج من الغرفة، حينها عم الصمت، وابتلعت زوجة عمه كلماتها الحمقاء، وظلت تتابعه يتحرك بخفة كالملك فى منزلها حتى خرج، فنظرت إلى إبنتها متعجبه، وما إن إنتوت أن تلحق به، وتغلق الباب خلفه عله غير رأيه، وسيرحل، فليس هناك أى فائدة لها من وجوده، بل على العكس تماماً.

وجدته عائداً يحمل حقيبته، ومر من أمامها، وكأنه لا يراها، فإزداد غيظها أكثر، إنه لا ينوى أن يظل فقط،  بل لقد قرر بالفعل المكوث لوقت ليس بقريب، فالحقيبة كبيره، ثم نظرت بفضول خلفه عله أتى بالهدايا لهم، لكنه أغلق الباب خلفه.

وما إن فتح حقيبته حتى نظر بإنزعاج إلى الهدايا التى كان قد أحضرها، إنهما لا يستحقانها على كل حال أبعدها، واخرج ثيابه البيتيه، وبعد أن غيرها، ألقى بجسده المنهك على الفراش، ولكن الفراش كان غير مريحاً مطلقاً، وبعد معاناة تافف من خشونة المفارش المطرزة التى تلامس ذراعيه.

فنهض بنفاذ صبر، وجذب كل تلك المفارش بحدة، وألقاها على الأرض لينام هانىء البال، ومنذ تلك اللحظة وحتى الآن، وهو يتعامل معهم ببرود، وهدوء، ويلقى بين الحين والآخر تعليقات موبخة تزعجهم.

بينما كانت "حسناء" ساخطة كوالدتها، وارادت أن تنفث عن غضبها، فذهبت لزيارة "نور" لترى ماذا حل بها، فلم تزرها بالأمس؛ لكى لا تمنع "نور" من أن تنال عقابها، ولكى لا تُسمعها "والدة نور " حديثاً لاذعاً، ولكنها تفاجأت بتوافد الجيران إلى منزل "نور" وسمعت حديث البعض منهم عن مرض "نور".

وقد ظنت بسعادة أنه ليس مرضاً، وان والدتها قد هشمت عظامها، وتخفى الأمر بإدعاء المرض، ولكنها صُعِقت حين وجدت نور تنال الرعاية بسخاء، وقلق والدتها حقيقى، تحسدها عليه، فوالدة حسناء غليظة القلب، ولولا أنها ترغب بالتفاخر، والاستفادة من زيجتها، لما إهتمت بتزويجها  من شاب جيد.

ولم تكن لترغب مطلقاً بالتواجد بجوارها فى مرضها، لكن حين علمت "حسناء" أن "كاظم" سيأتى فى الغد لزيرة صديقتها، تهلل وجهها، وتناست كل حججها، واتت باليوم التالى مزخرفة بكل ما تملك من زينة، وقد ظنت أنها رائعة الجمال حتى خيل لها خيالها الأحمق، أن "نور" غارت منها.

وارادتها أن تخفف من زينتها، ولم تدرك خطأ ظنها إلا من نظرات، وتعليقات من أتوا لزيارة "نور" فأسرعت بطلب مساعدة نور حتى لا يرى "كاظم" هيئتها تلك، وها هى تجاهد منذ أتت أن تثير إهتمامه بلا جدوى، ولكن تلك ليست هى مشكلتها الآن.

المشكلة أن "كاظم" يحاول إثارة إهتمام "نور" التى لا تواليه أى إهتمام، فأى قوة خفية تجذب هؤلاء الشباب إلى "نور" تريد أن تعلم؛ لتفعل مثلها، وظلت طيلة المساء، تجاهد بتلميحاتها عن كون الليل مخيف، والوقت متأخر، وهى ترغب فى العودة إلى المنزل، ولكنها خائفة، ولكن كاظم لم يأبه بها.

فلاحظت "نور" يأس صديقتها، فطلبت من "كاظم" إيصال صديقتها، فوافق بإنزعاج واضح، ولكن ما إن فتح "كاظم" الباب حتى تفاجىء بمن يمد يده؛ ليدق جرس الباب، فسأله متعجباً من يكون، وكأنه يعلم كل من يأتى إلى هذا المنزل، أو كأنه صاحب المنزل، وعند هذا التفكير إنزعجت "نور".

فدفعت "حسناء" بلطف من أمامها؛ لترى من القادم، حينها تجمدت بأرضها حين وجدت أنه نفسه الغريب الذى ساعد والدتها، فسألته بصوت حاولت قدر المستطاع أن يخرج ثابتاً.

- من تريد؟

ظل ثابتاً، لم يتفاجىء مطلقاً لرؤيتها، فحين أتت إليه زوجة عمه؛ ليأتى بإبنتها من منزل صديقتها، وسألها عن العنوان، وبدأ يسال الماره أحس أن الطريق مألوف لديه، وحين وجد نفسه مجدداً أمام منزل تلك المريضة الغريبه، تمنى لو يراها، لذا لم يتفاجىء لكن قلبه أحس بالسعادة؛ لرؤيتها.

حمحم بخشونة عله يستعيد إتزانه، ويمنع رغبته القوية فى التهليل بحماس لرؤيته لها، وظهرت "حسناء" من خلفها تنظر له بغضب، وتهتف به منزعجه.

- ما الذى أتى بك إلى هنا؟!

تبدلت نظراته الهائمه لأخرى ساخره حين أجابها: أتيت لأصطحبك يا إبنة العم، فقد تجاوزت الساعة العاشره، ووالدتك تخشى عليكى الذئاب البشرية الموجودة بعقلها فقط.

نظرت "نور" نحوها متفاجئة : هل هذا هو إبن عمكِ؟!

أومأت مؤكده لها بضيق: أجل، هو.

لقد ظلت  "حسناء" طوال الصباح تنخر رأس ،"نور" عن سماجة إبن عمها، وإنزعاجها من وجوده، وأنها غيرت رأيها بشأن زيارتها لها اليوم؛ لتتخلص فقط من صحبته، وتسائلت " نور" بينها وبين نفسها، هل صديقتها تلك بلا عقل، هل تهين هذا، وتهيم بكاظم!أتت "والدة نور" لترى من أتى.

وحين راته تذكرته فوراً، فرحبت به بحفاوة، فاجئت كلا "حسناء وكاظم" الذى لم يلقى تلك الحفاوة، نعم هى تسعد لقدومه، ولكن ليس إلى هذا الحد، فازداد الفضول بنفس "حسناء" كذلك "كاظم" حول ما يحدث فسألت "حسناء".

- من أين تعرفون بعضكم؟!

أجابتها "والدة نور" بإمتنان: لقد أنقذنى ذاك الشاب الشهم، ليلة مرض نور -يا إلهى- لا أستطيع التفكير حتى بما كان سيصبح عليه الحال لو لم أجده مصادفةً تلك الليله.

نظرت "حسناء" إلى "فهد" متفاجئه: هل تعنى أنك كنت هنا منذ الليل؟!

أجابها بلا مبالاه: أجل.

فسألته متعجبه: ولما لم تخبرنا بشىء؟!

زوى جانب فمه ساخراً: ولما سأخبرك؟

كان ضجره منها، وغضبها يوحى بأشياء أزعجت نفس "نور" وبدى عليها بوضوح، مما ضايق "كاظم" لكنه أسعد "حسناء" التى لمعت عيناها بخبث لم ينتبه إليه أحد، فقد واتتها فكرة ستخلصها من كافة المتاعب دفعة واحده.

لم تكن تدرى "والدة نور" كيف تكافئ "فهد" وهو رفض أى من محاولاتها فى رد جميله، وكم أراد أن يستمر الليل إلى الأبد، يختلس به نظرات نحو "نور" ولكن ذلك السمج الذى لم يعلم من يكون هو حتى، فحين وصفت له "والدة نور" قرابته إليهم، وجدها معقده يصعب فهمها، وعلى كل هو لم يرتاح له مطلقاً.

ولاحظ إهتمام "حسناء" به، حسنا هو لا يهتم، بل يراهما يليقان ببعض.
بعد قليل سألته "والدة نور" عن نفسه فأخبرها عن  مرض والده منذ أربعة أعوام مضت، ولكنه لم يخبر عمه، لأنه لم يكن يريد إزعاجه، لكن هل كان عمه حقاً سيهتم؟! على ما يبدو الآن، فالحواب هو لا.

وقد ترك "فهد" دراسته؛ ليتابع أعمال والده حتى شُفى والده، لكن الطبيب منع عن والده أى إنزعاج، وهذا يعنى منع العمل عنه، فاصبحت الأعمال كلها فوق كتفي "فهد" وقد كان جديراً بها، ولكنه لم يسلم من النفوس الطامعه التى حاولت الإلتفاف حوله، وتعلم الكثير بتلك السنوات القليلة.

لقد تغيرت شخصيته تماماً، من ذاك الفتى المرح لهذا الرجل الجاد، وبعد أن إستقرت الأعمال، وأصبح وضع والده يسمح له بمتابعة عمله الذى إزدهر أكثر بوجود "فهد" قرر "فهد" السفر لإنهاء سنته الدراسية الأخيره التى أجلها؛ لأجل والده، وبعد التخرج قرر أن يستعيد مرحه بالعودة إلى منشأ طفولته.

ولكن هل كان محقاً، هو الآن لم يعد متأكداً.
لم تتاثر "حسناء" مطلقاً بما يقول، مما أثار تعجب "نور" وسألتها إن كانت تعلم بقصة مرض عمها، فهى لم تأتى لها على ذكرها مطلقاً، فأجابتها لا مبالية، بأنها لم تكن تعلم سوى الآن فقط، فلم تعقب نور.

ونظرت إلى والدتها التى أخبرتها نظراتها ألا تتمادى فى الإستفسار الآن، فأومأت لها "نور" بصمت، فتدخل "كاظم" يستفسر أكثر عن عمل "والد فهد" وحين أدرك من يكون، فإسمه غنى عن التعريف، ومكانته الكبيرة بالمجتمع، تدفع كاظم، وغيره؛ للتقرب من "فهد".

بينما كانت "نور" تنظر إليهم بضجر، فلا دنيا الأعمال تستهويها، ولا هى تعلم من تكون تلك الشخصيات التى يتحدثون عنها، لكن من الأكيد أن "كاظم" تغير بلحظة واحده إلى النقيض فى سلوكه مع "فهد" كذلك مع "حسناء" الذى إبتسم لها لأول مره منذ رأى وجهها.

إنتهت السهرة، وغادر الجميع، وخيم الهدوء أخيراً فى المنزل، فجلست "نور" بغرفتها تتابع من نافذة الغرفه، أضواء النجوم البعيدة فى السماء، وكأن السماء ترتدى ثوباً يتلألأ بضوء القمر، تستعيد ملامح وجهه، ونغمة صوته، وتبتسم تاره حين تستطيع إستجماع هيئته فى ذهنها.

وتعبس تارة أخرى حين تتذكر ظنها عنه مع صديقتها، فهى لا تعلم طبيعة علاقتهما، وعند تذكر ذلك الظن، قررت ألا تسير خلف شعورها تجاهه، واذا ما صادفته مجدداً قبل أن يغادر القرية لن تعطيه أدنى فرصه  للحديث معها بأى أمر أى إن كان.

ولن تسمح لنظراته بتقييد لسانها، ومنعها من ما تنتويه، وأكدت على نفسها ألا تسمح لقلبها بأن يهواه، لن تسمح لنفسها أن تكن سبباً في ألم صديقتها، رغم غرابة تصرفاتها، فمن أين لها أن تعجب بكاظم، وهى مرتبطة بآخر، أم تراه سوء ظن وقع بينهما، وهذا الظن ما رجحت أنه ما قد حدث.

فلا فكرة أخرى قد تخطر برأسها سوى هذا، فصديقتها ليست عابثه.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي