الفصل الثالث

27 نوفمبر الساعة 5:30 مساءً بمركز شرطة جانغهام

تبادل يوهان نظرات غير مفهومة ربما غاضبة، سعيدة لرؤيتها بعد هذه السنوات

مرت سنوات عديدة و هو استطاع التعرف على هيئتها كأنه كان معها بالأمس

يون سوك: مرحبا اُدعى يون سوك، تشرفت بمقابلتكم.

انحنت بإحترام ثم اعتدلت في وقوفها تُحدق بيوهان بنظرات غير مفهومة

تحدث يوهان ببرود معتذرا ان فريقه مُكتمل و لا يريد الى بوفيسور اللاشئ للإنضمام الى فريقه عكس عاصفة المشاعر التي اجتاحت قلبه

لم يوافق الرئيس ميون على طلبه و اخبره انها ستنضم بالفعل سواء رغب بهذا ام لا

حاول الإعتراض لكن قاطعه الرئيس سريعا و اخبره انه يحب ان يعتني بها جيدا ثم غادر

استدار يوهان و لكم الخزانة التي ورائه بيده العاريتين غاضبا من تصرف الرئيس الذي لا يحترم رأيه

حدق الجميع بظهر الأخر دون ان ينطقوا بشئ منتظرين ان يهدأ

اقترب سوهو و همس للاخر بأن يهدأ فهو الوحيد الذي بعلم سبب غضبه المُفاجأ

تحدث بغضب: الا ترى ما يفعله والدك؟ اقسم هو يقصد هذا.

اكتفي الاخر بهز اكتافه بجهل فوالده لم يخبره بقدومها

تخطى سوهو و الجميع مغادرا

حمل معطفه و خرج من المركز وقف بالخارج دقائق يستنشق الهواء

اخرج علبة السجائر الخاصة به ليبدأ في تدخين واحدة تلو الأخرى

اخرج السيجارة من فمه و استدار تجاه الصوت ليجد يون سوك تقف على بُعد خطوات منه تذكره بوعده لها انه سيتوقف عن التدخين

نظر لها ثم اعاد نظره للسيجارة، اراد ان يُلقيها لكنه عاند اكثر و استمر بتدخينها امامها

نبث بنبرة حادة: ماذا تفعلين هنا؟

اجابته الأخرى بهدوء: لقد مضى وقت طويل، اردت التحدث معك.

ابتسم بسخرية ليُكمل: تعلمين جيدا ما اقصد. ما الذي احضرك للمركز و خاصة فريقي؟

اكتفت بإخباره انه افضل فريق في وحدة الجرائم العنيفة

ضحكة سخرية تمردت من فم الأخر ربما لأنه انتظر ان يستمع لرد افضل من هذا

صمت لحظات قبل ان يتحدث بنبرة أمر ان تغادر من فريقه، لكن هل حقا يريدها ان تُغادر من فريقه ام من ذكرياته التي تطارده الى هذه اللحظة

اجابته بهدوء: لا استطيع

صاح بنبرة عالية مقاطعها سريعا: لماذا؟

كان ردها الوحيد انها لا تريد هذا، لا تريد المُغادرة بهذه السهولة

صاح بإنفعال في وجهها ليخرج سوهو على صوته: اخبرتك انني لا اريد رؤيتك مرة اخرى، اخبرتكِ ألا تظهري مجددا في حياتي اللعينة!

اعتذرت بخفوت بعدما ابعدت عينها عن خاصته

تحدث بإزدراء: ههه اعتذر، لقد تذكرت هذا ما قلتيه في ذلك اليوم ايضا

قهه بسخرية بالغة عندما اكتفت الأخرى بالاعتذار و العودة الى الداخل تاركة الأخر وسط ضحكاته المؤلمة اكثر منها ساخرة

خلخل انامله بين خصلات شعره الملتصقة بجبينه
ليرفعها للوراء

ظل يمشي بمفرده يتذكر ذكرياتهم السعيدة التي تحولت الى اخرى مؤلمة

لم يعلم ان حبه لها سينقلب جحيما عند انفصالها عنه و إنهاء علاقتهم

هذا اليوم خاصة ترك به اثرا لم يستطع تجاوزه الى الأن و رؤيتها اعادت له ذكرى ايام حاول كثيرا تجاوزها

صديقة طفولته التي حطمت قلبه عندما اخبرته انها لا تريده بعد سنتين من المواعدة

تلاعبت بمشاعره و تركته كما لو انه لم يكن شخصا مهما بحياتها البائسة

قبل عشر سنوات امام منزل يون سوك بعد وفاة والدتها بشهر

تحدث يوهان بسعادة مُحاولا اخراجها من حزنها: يون سوكاه احضرت لكِ هدية.

بوظ شفتيه مثل الأطفال فالأخرى رفضت تخمين الهدية بلامبالاة لحديثه

انحنى لمستواها و جلس على الأرض بجانبها ضاما قدمه الى صدره، لاحظ صمتها و شرودها فأمسك يدها

تحدث بمراعاة: سوكاه اعرف انكِ لازلتي تتألمين، لكنني سأكون دائما بجانبك. سنتجاوز هذا سويا مثلما نفعل دائما.

ابتسم بخفة يطمئنها بعدما امسك يدها يُمسح عليها بأنامله

سحبت يدها ببرود من خاصة يوهان لتتشكل عقدة ما بين حاجبيه

حدق بها بتساؤل من تصرفها بعدما وقفت تحدق به

نهض الأخر ليصبح واقفا امامها مُبتسما بهدوء منتظرا منها ان تتحدث معه

اختفت ابتسامته تدريجيا عندما اردفت الأخرى بنبرة لا تحمل اى مشاعر انها لم تعد تستطيع التحمل ويجب ان ينفصلوا

ضحكة ساخرة تمردت من فم الأخر ظناً انها تمزح يخبرها ان تتوقف

انتظر من الأخرى ان تهز رأسها نافية على الأقل ما تتفوه به من هراء

اهتزت نبرة صوته: يون سوك ماذا حدث؟ انا اُحبك.

تشكلت غصة في حلقه عندما رأى جدية الأخرى

نطقت بدون ان تكترث لمشاعر الأخر: اعلم، لكن لا يمكنني التصرف و كأن كل شئ طبيعي يوهان! سئمت من محاولاتك دائما في إصلاح كل شئ، انا لا استطيع التحمل؛ لان والدك كان سببا في وفاة والدتي، رؤيتك الأن تجعلني اشعر بالألم.

صاحت بإنفعال مع تمرد دموعها على وجنتيها

انصدم يوهان من كلماتها التي آلمت قلبه فهو لم يتوقع هذا يهز رأسه بغير تصديق

بنبرة جامدة استمرت في تكرار انها لا تريده، لا تريد اكمال علاقة تُكلفها الكثير

اهتزت اوصاله ليردف بنبرة مرتجفة: هل الأمر مزحة و اللعنة؟ هل تعي ما تقوليه؟ ياااه سوكاه لقد تجاوزنا اصعب من هذا لذلك رجاءً لا تفعلي هذا.

اغرورقت عينه بالدموع لا يصدق ما يحدث صديقة عمره ، حبيبته تريد التخلي عنه الأن

اقترب محاوطا وجنتيها بيده يحدق بعينها يترجاها الا لا تفعل هذا، لا يريد خسارتها

ابعدت يون سوك عينها عن عين الأخر ليعلم ان هذا مُرادها بالفعل

نزع يده عن وجنتيها مُتبعدا ثلاث خطوات للخلف مُردفا بهدوء: والدي حاول انقاذ والدتك لكن هذا هو القدر لم نستطع انقاذها لكنه امسك بالقاتل من اجلك ومن اجل اهالي جميع الضحايا.

في هذا الجو البارد يواجهون بعضهم فالكثير من مشاعر الألم و الحسرة تكتسحها ملامح الندم بالرغم من حبهم و تحملهم للكثير

اعتذرت له وهل يكفي الإعتذار لإخفاء ألم الخذلان؟

بنبرة مهتزة تساءل: ههه تعتذرين! هل هذا كل ما تملكين؟

ابتلع غصته مُتحدثا بهدوء: لم اعتقد انكِ انانية هكذا يون سوك! لم تفكري في مشاعري، علاقتنا ههه لم تفكري كيف سيكون الأمر بالنسبة لي. كان يجب ان ادرك هذا من البداية، انتِ لم تُحبيني يوما مثلما فعلت.

استنشق ماء انفه عندما اوشكت دموعه على خيانته

حاولت الأخرى مقاطعته و اخباره انها تحبه و ان مشاعره لم تكن مجرد لعبة بالنسبة لها

حدق بها لحظات دون ان ينطق ، علم جيدا انها ربما تكون اخر مرة يراها بها فقرر اخذ كفايته منها

واجه الواقع و دعس على قلبه فقط ليرضي من تخلت عنه

تهجمت ملامح وجهه: حسنا ، لكن عندما أغادر اليوم لا اريد رؤيتك مجددا...مثلما قررتي اخراجي من حياتك سأفعل هذا لذلك رجاءً لا تظهري في حياتي مرة اخرى.

اكتفى بهذا ثم غادر من امام منزل الاخرى ، غادر ليبدأ حياة جديدة بدونها....

( عودة للحاضر )

عاد يوهان الى منزله مُتأخرا بخطى ثملة فهو لم يتوقف عن الشرب طوال الليل

ركضت يونا تستقبله صارخة انها هاتفته كثيرا و لماذا هاتفه مغلق

توقفت عندما رأت حالته فهى تتذكر جيدا رؤيته لشقيقها في مثل هذه الحالة عندما انفصل عن يون سوك

تعثر بالطاولة لتسرع يونا في مساعدته على الوقوف مُربتة على ظهره مُتسائلة اذا كان بخير

هز يوهان رأسه ثم رفع وجهه تجاهها و راسما ابتسامة واسعة على ثغره

ربت على شعر يونا ثم القى بجسده على الأريكة بإهمال ينام بعمق بعد تناوله الكثير في هذه الليلة

ساعدته يونا و خلع معطفه و حذائه و تغطية جسده جيدا فالجو بارد

28 نوفمبر الساعة 1:00 ظهرا في منزل يوهان

فتح يوهان عينه بخمول واضعا احدى يديه على رأسه متأوها بألم ؛ بسبب الصداع الذي يشعر به

انزل قدمه من على الأريكة بعدما اعتدل في جلسته مُتمتما ببعض الشتائم لأنه تناول الكثير بالأمس

قابلته يونا بإبتسامة مشرقة

بادلها الأخر الإبتسامة ثم نهض ليستحم و يتخلص من رائحة الكحول التي تملئ جسده

وضعت يونا ملابسه على السرير و خرجت بعدما نبهته ان يسرع فهو تأخر كثيرا اليوم

خرج يوهان بعد نصف ساعة و ارتدى ملابسه و التي عبارة عن بنطال اسود، بلوفر ذا رقبة لتدفئته باللون الأبيض و في النهاية ارتدى معطفه الأسود بعدما ارتدى ساعته

اعجبت يونا كثيرا بمظهره تمدح به

ضحك بخفة ثم اقترب قبل جبينها و اخبرها ان تعتني بنفسها ثم غادر الى المركز

اردف بهدوء عندما لاحظ اجتماع الجميع قبله: صباح الخير.

تحدث تشين مُمازحا انه لم يعد الوحيد الذي يتأخر

اقترب يوهان ضرب مؤخرة رأس تشين الذي تأوه بألم

صاح بعبوس يخبره انه يؤلم!

رفع يوهان كتفه بلامبالاة ثم أخذ كوب قهوته مُتجها الى مكتبه

ارتشف القليل ثم وضع الكوب على الطاولة مجرد ان رفع عينه لاحظ دخول يون سوك القسم

تنهيدة منزعجة تمردت من فمه ثم نهض لتجاوزها ذاهبا الى قسم اخر و انهم اذا تلقوا اى حادثة يجب ان يخبروه باللاسيلكي

دون ان ينطق بحرف تخطاها كما لو لم تكن موجودة

حمحمت يون سوك بخفة ثم اقتربت و القت عليهم التحية

اقتربت من سوهو تعانقه بسعادة فلقد مر عشر سنوات منذ اخر مرة التقوا بها

بدأ يستعيد ذكرياتهم سويا معها: اتذكر كيف كنا نهرب من الجامعة لنلتقي سويا ههه اتذكر عندما اكتشف الرئيس يونغ و اكتفي بمعاقبة يوها..

توقف عن إكمال حديثه محمحما بحرج واخذها لمكتبنا

جلست طويلا دون ان تفعل شئ فقط مجرد تحديق بقضايا تم إلإنتهاء منها

رفعت عينها تبحث عن يوهان لكنها لم تجده

ارادت ان تسأل سوهو لكنها لم تجد سوى تشين الذي يحدق بها بإنبهار

تحدث تشين سريعا: هل يمكنني سؤالك عن شئ؟

هزت يون سوك رأسها ليبتسم تشين بسعادة مُتسائلا اذا كانت حبيبة يوهان السابقة

اخفضت يون سوك بصرها بحرج فهى لم تتوقع سؤال كهذا

صرخ تشين بإنفعال عندما ضربه يوهان مرة اخرى على مؤخرة رأسه التي انتفخت من ضربه لها
مُتذمرا: اااها سنباى اخبرتك انه يؤلم و اللعنة.

اردف يوهان بنبرة رسمية اخافت الصغير: انت هنا للعمل و ليس التحدث عن حياة الاخرين فهمت!

اخفض تشين رأسه كإعتذار ثم غادر من امام الأخر

بعد دقائق من جلوس يوهان في مكانه ، تلقى مُكالمة عن جريمة قتل منذ ثلاثة ايام و انه يجب ان يُسرع

نهض ورائه الفريق و عندما رأى يون سوك قادمة اوقفها و اخبرها انها لا يمكنها القدوم

اعترضت يون سوك على حديثه لكن سوهو تدخل و اخبرها ان يوهان محق في هذه الحالات هى يجب ان تنتظر ملف القضية و تفحص هوية القاتل بهدوء دون الذهاب الى مكان الحادث

ركبوا السيارات الخاصة بهم و اتجهوا الى المنزل التي تمت به الجريمة

غادر يون برفقة تشين يتفحصوا المنطقة بينما دخل سونجاى برفقة سوهو و يوهان

بخطى حريصة بدأوا يتجولوا في المكان

أمر يوهان سونجاى، سوهو ان يذهب كلا منهم و يفحص غرفة

هز الإثنان رأسهما و ذهبوا

اقترب يوهان من الجثة ، انخفض لمستواها يحدق بالجرح الذي بقلبه

مات بسبب نزيف حاد عندما قُطع شريان متصل بالقلب ، لاحظ ايضا طعنة بجانب معدته ادت الى اصابة الأوعية الدموية الخاصة به

الدماء جافة يبدو انه مر ثلاثة ايام بالفعل على وفاته

خرج يوهان من المنزل ليقابل زوجة الضحية بعدما امسكتها الشرطة

لاحظ تهامس الجميع عنها و نظراتهم المقززة تجاهها بأنها تستحق هذا

لم يعحبه الأمر لذلك امر بأخذها الى المركز و وضعها في غرفة الإستجواب

ترك باقي الفريق ليحققوا و عاد مع سونجاى الى غرفة الإستجواب

وقفت يون سوك عندما دخل يوهان، لم يدعها تنطق بحرف ليغادر الى الغرفة بصمت

اردف يوهان بهدوء بعدما جلس امامها: اذا سيدة بيول تعلمين لِما انتِ هنا صحيح؟

اكتفت الأخرى بهز رأسها ليُكمل بنبرة هادئة عن اسبابها

لم تُجيبه بشئ ليسأل سؤال اخر:ماذا عن وفاة زوجك الأخر في حريق المنزل و اتهامهم لكِ هل تعترفين بهذا للحصول على اموال التأمين؟

لم تبدي الأخرى رد فعل، تنهيدة منزعجة تمردت من فم يوهان عندما اخبره سونجاى ان يدع يون سوك تتولى الإستجواب فهذه مهمتها تحليل شخصية القاتل

لم يبقى في الغرفة سوى يون سوك بعد خروج سونجاى و يوهان

بدأت في تعريف نفسها و اخبار المعلومات الشخصية للسيدة بيول التي اكدت عليها بهز رأسها كرد

تحدثت بنبرة رسمية: عذرا سيدة بيول لكن يجب ان تُجيبي على اسئلتي و ليس هز رأسك، الان انتِ قتلتِ زوجك؟

اجابت السيد بيول بأجل

وضعت بعض الصور امامها لتنطق بهدوء:  اذا لماذا لا اجد اى اثر بقع دماء على ملابسك! من المفترض ان زوجك توفى اثر طعنة في القلب أدت الى تمزيق شريان. اى تدفق سريع في الدماء

اكلمت بذات النبرة: انظري هذا حائط المنزل مُلطخ ببقع الدماء عندما تم سحب السكين من قلب السيد جاى. اذا كيف تتناثر البقع على الحائط دون ان تلطخ ملابسكِ.

بدأ جسد السيدة بيول في الإرتجاف و التصبب عرقا بالرغم من برودة الجو لتردف بإنفعال انها قتلته فهو يستحق هذا

قاطعتها يون سوك بهدوء تخبرها ان هذا ليس سببٌ يسمح لها بقتل احد

خرجت من الغرفة بعدما انتهت لتجد سونجاى و يوهان بالخارج

اردفت بهدوء موجه انظارها تجاه يوهان بأن السيدة بيول لم تقتله

نطق يوهان يجمود: جميع الأدلة تدل انها من قتلته حتى انها تحولت الى قضية رأى عام و سيتم تسليمها الى فريق الإدعاء

علا صوت يون سوك تخبره انها لم تقتله لكن هو لم يهتم اذا قتلته ام لا، فهو لديه ادلة لسجنها ايضا اعترافها بفعل هذا

نطق بنفاذ صبر: كيف تُريدينني ان اتجاهل كل هذا؟

علا صوتها ايضا تخبره انه يجب ان يثق بها ليقابلها يوهان بضحكة ساخرة مُردفا بإستنكار انه لا يمكنه ذلك فالأدلة هى كل ما يثق بها

قرر سونجاى التدخل و إخبارها ان القضية قيد التحقيق و انهم ليسوا أطفال لتصرفاتهم

تحدث بهدوء: سأغادر الى منزل السيد جاى اريد التحقق من شئ.

يجذب انتباه يوهان الذي شد على قبضة يده بعدما صمت للحظات قبل يُجيبه بهدوء انه يمكنه الذهاب

اردفت يون سوك بهدوء انها ستذهب معه ثم تحركت خطوتين لتخطي يوهان الذي امسك يدها يمنعها مُردفا بنبرة حادة عن المغادرة و شرط قبولها هو البقاء في المكتب دون التسبب في متاعب

سحبت الأخر يدها بعنف غاضبة من تصرفاته معها متحدثة بإنفعال: لا تتخطى حدودك محقق يوهان، انا سأذهب لتأدية عملي لا اكثر.

قاطعها:  انتِ لا يُمكنكِ الذهاب الى مكان الجريمة هذا ليس عملك!

حدقت به بحدة: سيكون كذلك اذا اضطرني الأمر.

وجهت حديثها الى سونجاى لكى يغادروا ليكتفي هو بالإيماءة

ركب السيارة الخاصة به ثم صعدت يون سوك ليبدأ في القيادة الى منزل السيد جاى

تساءلت يون سوك لتكسر الصمت بداية بالتعرف عليه و انها لم تكن تعرف بوجوده ضمن الفريق

اكملت بهدوء: لا تبدو مقربا من يوهان

بنبرة باردة اجابها انه لا يحبه

بحاجبين معقودين تساءلت: اذا لماذا تعمل في فريق احد لا تحبه؟

لدى اسبابي. جملته كانت كافية لإغلاق هذا الموضوع

لاحظت يون سوك ارتداؤه للقفازات بالداخل و الخارج لتساله بدافع الفضول عنها هذه القفازات التي لا ينزعها

مرر سونجاى نظره بين يده و بين الأخرى ليخبرها ان اصابعه لا تتحمل البرودة لذلك يرتديها

اكتفت يون سوك من سؤاله عندما توقف سونجاى امام المنزل

تخطوا الشريط الأسفل الذي وضعته الشرطة و دخلوا الى الغرفة التي وجدوا بها الجثة

وضع سونجاى القفازات بيده ثم استند بيده على ركبتيه موجها المصباح لتخطيط وضع الجثة

تساءلت يون سوك عن كيفية قتل السيدة بيول للسيد جاى بهذه  السهولة وهى مصابة بجروح بالغة في جسدها

هز سونجاى رأسه مترددا قليلا قبل ان يخبرهة ان تخرج و تبحث بباقي الغرف عن اى شئ يُفيدهم

وقف سونجاى بمفرده في الغرفة بعد خروج يون سوك كما اراد

اغمض عينه يستمع لصوت انفاسه الهادئة قبل ان ينزع القفزات عن يده

رفع يده قليلا ثم بدأ يتحرك بخفة و هو على حالته لتظهر له مقتطافات من الحادثة عندما لمست يده شئ

رأى السيدة بيول ملقاة على الأرض بجانب الجثة دون التحرك

حاول التعمق اكثر و ملامسة اى شئ ليرى ما حدث بالتفصيل

فقط مجرد كلمات متداخلة بانه يجب ان يغادر و لا ينطق بشئ

التف سونجاى ليقترب اكثر من الصوت السيدة بيول و هى تصرخ بقوة شديدة في الغرفة قبل ان تجلس بجانب جثة السيد جاى

بدأ في الإقتراب يضغط اكثر على نفسه لرؤية ما حدث كاملا لكنه لا يعلم ما اصابه لماذا لا يرى جيدا بعد إصابة الحريق التي تعرض لها

فتح عينه بتعب يلتقط انفاسه اللاهثة بينما يستند على ركبتيه

نطقت يون سوك بذهول: ماذا فعلت؟

التفت سريعا سونجاى تجاه الصوت بتفاجئ ليجد يون سوك تقف على مقدمة الباب

اجابها بجهل انه لا يعلم عن ماذا تتحدث بعدما اعاد الإلتفات موجها انظاره للأمام

تحدثت بشك: انت تصرفت كأنك ترى شيئا منذ قليل لقد رأيتك!

تحدث بنبرة واثقة: اعتذر لإحباطك، لكن لا اعلم عن ماذا تتحدثين.

ثم عاد لإرتداء القفازات مرة ثانية، في وسط حديثهم ظهر احد من وراء ظهر سونجاى

صرخت يون سوك تخبره ان ينتبه

لكنه لم ينتبه للأخر الذي ضربه بالمضرب على رأسه بقوة ثم ركض للخارج متجاوزا يون سوك بعدما دفعها بعنف تجاه الحائط ليصدر من فمها صرخة متألمة عندما حاولت منعه






























يُتبع.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي