الفصل الرابع

"اللعنة ريموس كف عن همجيتك تلك و اترك يدي، لا تنسي اني اميرة و لست عاهرة"

التفت لها بعد ان زاد من حدة قبضته علي معصمها و صاح بغضب :"عزيزتي روز اخشي ان اصدمك بالواقع و لكن انتي بالفعل عاهرة و من النوع الرخيص الذي يشمئذ منه الرجال ايضا"

فغرت روز فاها من رده الصاعق هذا فهو و لأول مرة يقول انه يشمئذ منها فحتى في اشد لحظاته غضبا لم يقل لها هذا من قبل :"اذن عزيزي ان كنت تراني مثيرة للإشمئذاذ فاتركني اعود الى الحفل و حينها سنعرف هل هذا رأي جميع الرجال هناك ام لا"

الان قد اثارت غضبه لدرجة لم تفعلها من قبل فزاد من قبضته علي معصمها حتي لاحظ تألمها و اقترب منها ملصقا جبينه في خاصتها هامسا :"انتي لي روز، عاهرتي انا فقط، كفي عن المراهنة علي صبري لأنه أوشك على النفاذ"

قاومت ألمها و أخفته بصعوبة ثم نظرت له نظرتها البريئة مبرزة شفتيها امامها عاقدة حاجبيها كطفل وديع :"حبيب قلب روز ، رجلي و زوجي المستقبلي انا لم افعل شيئا، هو فقط طلب مني الرقص و انا احرجت من ان ارفض فأنت تعلم قلبي الطيب الضعيف، و هو من تغزل بي اذن ما هو ذنبي الان حبيبي، اقسم لك بأن هذا ما حدث"

نظر لها بسخرية و قد خفف قليلا من قبضته :"عزيزتي روزي، انا واثق بأن هناك جناحا معد خصيصا لكي في الجحيم فاذا اردت ان تنتقلي اليه بأسرع وقت كرري تصرفاتك الحمقاء تلك مرة اخرى"

روز برقة حمل وديع :"اسفة حبيبي ، لن يتكرر ذلك مرة اخري ، اعدك"

ترك يدها و هم كي يغادر و لكن تذكر شيئا اخير فإلتفت لها :"اذا رأيتك بثوب مثل هذا مرة اخري اعدك بأني سأجعلك تحملين بطفلي قبل الزواج حتى" ثم غادرا تاركا اياها.




•افاقت علي صوت احتفالات صاخبة و لحظها العثر لم تنم سوى ساعتين بالاضافة الي انها متعبة حد الجحيم فحدثت نفسها بتزمر :"اللعنة ما هذه الجلبة، لم لا يستطيع الإنسان ان ينام في هذا المكان بسلام، افيقي يا ليليان انتي لست ضيفة بل اسيرة لذلك بالطبع مشاعرك و ارائك مكانها الوحيد هنا هو سلة المهملات"

حاولت ان تتجاهل الإحتفالات تلك و ان تخلد الي النوم مجددا و لكن فشلت في ذلك و لم يساعدها هذا الفراش الرث الصلب علي هذا، فغادرت الفراش و اتجهت الي الباب كي تخرج و ترى ما يحدث، وقفت قليلا امام الباب بتردد و لكن اتخذت قرارها في النهاية و قامت بفتحه و خرجت الى الردهة الرئيسية و اختبأت خلف ذلك العمود حتى يتثنى لها رؤية ما يحدث.

فتحت عينها علي اشدها مما تراه الان ، فها هي المدعوة كيرا تجلس في منتصف التجمع علي قدمي رجل ضخم لم تراه هنا من قبل و يحاوطهم مجموعة من الرجال الحثالة البربريون كل معه امرأة او اثنتين بالأضافة الي الخمور و الراقصات و كأنها حفلة جماعية ماجنة، شعرت بالتقزز مما تراه الان فهاهم ملتهون بالسُكر و العربدة و هي التي تعاني من الأرق بسببهم، التفتت عائدة الي غرفتها مجددا كي تحاول النوم مرة اخرى و اغلقت الباب خلفها و لكن وجدت امامها قدم تمنع الباب من الإغلاق فإنفجر الذعر بداخلها حينها اقتحم ذلك الرجل المخيف الباب و دخل الغرفة مغلقا الباب خلفه.

ابتلعت ليليان ريقها بذعر :"من انت و ماذا تريد مني"

لم يبادلها الرد مما زاد من خوفها و خاصة حين لاحظت نظراته الشيطانية المسلطة عليها فتراجعت خطوة الى الوراء و تقدم هو تلك الخطوة فأخذت نفسا عميقا و تراجعت خطوة اخري و ظلت تتراجع و هو يتقدم منها حتي التصق ظهرها بالحائط و التفتت حولها و لم تجد مكانا اخر كي تحتمي به فتصنعت الشجاعة و صاحت به :"اللعنة عليك يا هذا، من انت لتجرؤ علي دخول غرفتي بدون اذني، اختطافكم لي يجب ألا ينسيكم كوني اميرة و انكم إن اذيتموني سيقتلكم والدي عاجلا ام اجلا"
شعرت بأن انفاسها علي وشك الانتهاء و وجدت صعوبة في استنشاق الهواء و لكن اخفت ذلك مستمرة في اظهار شجاعتها الزائفة

التف حولها مطلقا النظر في مفاتنها الذي لم يستطع ذلك الثوب المهترئ اخفائها :"لا عجب ان الملك الكسندروس دفع مقابلك كل تلك الاموال"
لعق شفتيه بشهوة لم يهتم بإخفائها و لاحظ ارتجاف اطرافها اثر فعلته فابتسم ساخرا ثم قام بمد يده اليها :"اعرفك بنفسي، شاتاي الرجل الذي اختطفك"

نظرت له بصدمة فها هو المجرم يأتي اليها بقدميه متبجحا بل و يطلب مصافحتها و يعرفها عن نفسه كأنه صديق قابلته للتو، نظرت في الاتجاه الاخر و ضمت يديها الى صدرها كإشارة صريحة لرفضها مصافته.

رفع حاجبه الأيسر هازئا :"و انا ايضا تشرفت بلقائك يا أميرة"
ثم انصرف راحلا بدون كلمة اضافية تاركا الأخري تسترجع انفاسها التي سرقت منها بوجوده.



•مر الأسبوع الأول عليها بسلام و لم تراه مرة أخرى بعد لقائهم الأول، شعرت بالملل فقررت ان تتجول في القصر قاصدة الحديقة لتستنشق بعض الهواء النقي و تمتع عينيها بمنظر الازهار المتفتحة النقية التي تعكس شخصيتها فقد كان رأسها يؤلمها من احداث الفترة الماضية.
وصلت الى الحديقة و اتجهت الي القسم الخاص بأزهار الجوري فهي وردتها المفضلة و حقا انبهرت بما رأته هناك ففخامة هذا القسر بحدائقه لا تقارن بقصر مملكتها أبدا، شعرت بالسعادة و بدأت في الغناء أثناء جولتها.

"حسنا ميرال لا فائدة من الإنكار، انتي حقا تبهريني كلما قابلتك، تمتلكين صوتا يذهب العقل يا فتاه"

استدارت ميرال ثم ابتسمت بخجل من اطراء الاخرى :"اشكرك سمو الاميرة روز"

رفعت روز حاجبيها بسخرية :"دعك من الالقاب ميرا فلن ننتهي هكذا، ثم ماذا اتى بكي الى هنا و لحظة ما هذه الملابس التي ترتديها"

نظرت ميرال الى ثوبها الصيفي ثم أردفت :"ثوب قطني خفيف فالجو حارق هنا"

روز :"ألتلك الدرجة أنتي بريئة أم ساذجة عزيزتي"

ميرال بعدم فهم :"لا اعلم ما الذي ترمين إليه، ألا يمكنك أن تكوني واضحة و تكفي عن ألغازك مرة واحدة"

هقهقت روز عاليا :"انتي لم تري شئ بعد عزيزتي، و على أية حال إذا اردتي ان يطول بقائك في هذا القصر عليكي بإردتداء ملابس أكثر اثارة، فأنتي تظهرين كمراهقة في تلك الملابس"

فهمت ميرال مقصدها فأجابتها بصدق :"و من قال لكي أني اتمنى ان تطول مدتي، فأنا اتحرق شوقا كي اغادر هذا المكان و أعود الى مملكتي"

ابتسمت روز بمكر :"حسنا ميرا قولي لي ما اسمه"

ميرال :"من تقصدي"

قلبت روز عينيها بغيظ من مراوغة الاخري :"حبيبك العزيز الذي تكنين له ذلك الوفاء المؤثر لدرجة انك تتمنين العودة إليه و ترك وحش النار"

ميرال :"انا لا املك حبيب"

ادركت روز من جديتها أنها تقول الحقيقة فعقدت حاجبيها بإستنكار :"اذن ميرا انتي تستحقي بجدارة لقب اغبى امرأة عرفها التاريخ"

نظرت لها ميرال بلا مبالاة :"مع كامل احترامي لرأيك يا اميرة و لكن لا أرى أي تشريف في ان انال لقب عاهرة وحش النار"

نظرت لها روز بإعجاب لم تستطع اخفائه :"حقا ميرا انتي استثنائية، علي كل حال انا دائما في الخدمة اذا احتجتي اي شئ او اي خطة ماكرة فسأكون اكثر من مستعدة لذلك"

ابتسمت لها ميرال بإمتنان :"شكرا لكي يا اميرة"

روز بضجر :"قولت كفي عن تلك الالقاب السخيفة ادعي روز فقط روز"

ميرال بمرح :"حسنا روز سعدت بالتحدث معك، لست سيئة لتلك الدرجة"

ابتسمت روز لتعليقها ثم اقتطفت وردة الجوري المحببة لها و همت للمغادرة و لكن قبل ذلك التفتت لميرال مادة يدها لها متسائلة :"اذن ميرا هل نعقد الآن معاهدة سلام؟"

نظرت ميرال الي يدها الممتدة نحوها بتردد و لكن سرعان ما مدت يدها في المقابل مصافحة لها و هي علي يقين من انها تعقد الأن صفقة مع الشيطان :"بالطبع يشرفني، حسنا فالتكن اذا معاهدة سلام يا امير .. اقصد روز"




"صباح الخير يا أميرة، اتمني ان تكوني امضيت ليلة هنيئة"

قلبت ليليان عينيها بغضب ثم ألقت الملعقة التي في بيدها بعنف علي الطاولة محدثة جلبة حولها :"و كيف انام يا سيدة كيرا و احدهم قرر ان يقيم احتفالا بداخل رأسي"

عبست كيرا بإستهزاء مدعية الحزن :"اوه انا اسفة حقا يا اميرتي علي ازعاجك و لكن تلك هي الطريقة الوحيدة التي نستقبل بها الزعيم هنا"
ثم تابعت بسخرية :" و اذا كان لديك اية مشكلة في ذلك فبإمكانك التحدث اليه، انه رجل متحضر و متفهم و بالطبع سيتفهم طلبك الرقيف هذا"

ليليان :"كفي عن سخريتك تلك او وفريها لشخص أخر فأنا متعبة و لم استطع ان انام طوال الليل"

كيرا :"عزيزتي و أخيرا شئ مشترك بيننا، فأنا ايضا لم استطع ان انام طوال الليل فالقائد كان مشتاق الي كثيرا و لم يجعلني انام الا ساعة واحدة"

أرادت ليليان مضايقتها أسبلت أهدابها بمكر تجيده جيدا :" اوه حقا؟ ،و لكن يبدوا عزيزتي كيرا انك لست كافية له فقد اتى الى غرفتي مساء أمس و لم يستطع انزال ناظريه من علي"

كيرا بإنفعال :"ما الذي تهزين به يا هذه بالطبع انتي كاذبة فشاتاي لم يغادر غرفتي"

ليليان بخبث مستغلة الموقف و قد اعجبتها اللعبة كثيرا فتلك المرأة كالألم في المؤخرة منذ اول ليلة قضتها هنا :"هل حقا اسمه شاتاي، كم ان اسمه يضج بالرجولة مثل هيئته الضخمة"

اقتربت كيرا منها ثم امسكت ببعض خصلاتها بين يديها و جذبتها بعنف حتي شاهدت تألم الأخرى فشعرت بالرضا :"ليليان عزيزتي القائد خط احمر اذا تجاوزته ستغرقين في بحر من الدماء، فشاتاي ليس بالرجل النبيل و أنا لست بإمرأة تشارك رجلها، لذلك حذاري ان تتجاوزي حدودك معي مرة اخرى" تركت شعرها و دفعتها بعنف حتي اصتدمت بالحائط و غادرت متجهة الي الخارج.

وضعت ليليان كفها فوق شفتيها مدركة الحرب التي بدئتها و هي علي يقين من انها ستكون الخاسر الوحيد بها لذلك صلت بداخلها ان ينقذها أحد من هنا قبل ان تتسبب حماقتها بمقتلها.




•شعرت كيرا بأن الدماء تغلي داخل عروقها بسبب ما قالته تلك اللعينة، فهي تعلم بأن شاتاي يخونها و تعلم بأنه لم يكتفي قد بإمرأة واحدة في حياته و هي لم يفرق معها هذا الامر من قبل لأنه دائما يصول و يجول و يعود الي احضانها، و لكن تلك المرة الوضع مختلف فتلك الأميرة الشقراء فاتنة بشكل مخيف و هي تخاف من ان تستطيع سرقة لبه و تفعل الشئ الذي عجزت هي عن فعله طوال تلك السنوات.
وصلت الي غرفته و قامت بفتحها بعصبية زائدة زالت فور ان رأته عاري الصدر تتساقط قطرات المياه من شعره، سقط قلبها في ارجلها و ذهبت اليه في دلال حتي وصلت له و وضعت يديها موضع قلبه و وقفت علي اطراف اصابعها كي تصل الى طوله و لم تستطع، ففهم هو ما تصبو اليه و انحنى اليها اخذا شفتيها بين خاصته في قبلة ملتهبة إلتهم فيها كل منهما الأخر حتي نفذ الهواء من صدرها ففصلت القبلة.

شاتاي بمكر :"ألم تقولي انكي متبعة ،اذا اردتي يمكننا ان نكمل الحديث الذي بدئناه مساء"

ضحكت بغنج ثم مررت ابهامها علي شفتيه بإغواء :"انا بالفعل متعبة يا عزيزي و لكن اشتقت اليك حد اللعنة كما ان مظهرك هذا يعذب قلبي الصغير"

قبل اصبعها الموضوع فوق شفتيه ثم ضمها اليه هامسا :" اذن عزيزتي ما الذي جاء بك الأن و ايضا ما سر اقتحامك لغرفتي بتلك الطريقة الجديدة"

تذكرت كيرا سبب غضبها منه و الذي كادت تنساه بسبب هيئته الساحرة فأبعدت يديه عنها و ظهر الغضب جليا علي معالمها :"ما الذي كنت تفعله في غرفة الاميرة مساءً"

رفع حاجبه ساخرا :"اتراقبيني كيرا؟، و ذكريني منذ متى ادين لكي بتفسير لأفعالي"

حملقت بصدمة :"اذن اللعينة كانت محقة! ،ذهبت حقا الي غرفتها مساءً، و ماذا ايضا ايها القائد هل مارستم الحب سويا اما رفضتك فجئت تلهث ورائي و... "

صفعة تبعها صمت ،صفعها بشدة مما ادى الى نزول بعض قطرات الدماء من انفها، تعلم انها تجاوزت حدها كثيرا و لكن هي تحبه و تغار عليه حد اللعنة، نظرت اليه بعينيها التي امتلأت بالدموع و لم تلحظ نظرة شفقة واحدة منه فهو حتي لم يبدي اي ندم علي فعلته تلك و بالرغم من انها ليست المرة الاولي التي يصفعها بها الا ان تلك المرة آلمت قلبها قبل جسدها لأن السبب هو امرأة.

صاح بغضب :"اسمعيني جيدا كيرا، اذا تكرر هذا مرة اخرى فأعدك اني لن اكتفي بصفعك بل سأعيدك عاهرة كما عاهدتك سابقا، اياكي ان تتطاولي عليا مرة اخرى و اعلمي مكانتك جيدا فانتي مجرد عشيقة لإمتاعي و لم و لن تكوني غير ذلك" ثم غادر تاركا اياها وحيدة في غرفته.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي