الفصل الثالث

" بعد ساعة "
كانت تقف في المطبخ بعد ان جهزت مكوناتها وشرعت في خلطهم، فمن غير اللائق الدخول خالية الوفاض، ومن افضل منها في صناعة كعكة العسل.. فقد قضت معظم وقتها اثناء زواجها في الطهي وخاصه في صناعة الحلوى والمخبوزات التي يشهد لها كل من يتذوقها بجمال مذاقها واختلافه
هزت رأسها بعنف كي تخرج كل الذكريات السوداء منها
ومن اجل الانصاف لم تكن كلها، فـ سعد كان مراعيا لها قبل تدخل والدته السافر في حياتهما فهو وحيدها
ابتسمت بحنين لاول شهور زواجهم فقد تزوجت حبيب عمرها ورفيق الجامعة الذي احبته بإخلاص وكان هو عند كلمته اذ في حفل تخرجهم تقدم لخطبتها من والدها.. وبعد بضعه ايام شهدت حديقتهم حفل خطبة بسيط يضم احبائهم.. حذرتها والدتها من امه، اخبرتها انها متعلقه به فطمأنتها فيروز انه سيأخذ لهما شقة بعيدة عنها في المدينة المجاورة، فقد حكى لها سعد عن تعلقها به فلم ترزق بأولاد غيره وكان والده ينهرها بعينيه عندما تتمادى في الغيرة على صغيرها
وبعد الزواج بعدة اشهر توفى والده
وبدأت من هنا اللعنة التي جعلتهم ينتقلون للعيش في شقة بالقرب منها، ولم تلتفت لذلك الامر في البداية حيث انها والدته ولها حق فيه
وسايرت امورها كي تسير المركب كما نصحتها والدتها وعاشت معه حياة مضطربة بعض شيء ولكنها تعلم علم اليقين انه لا يوجد حياة كاملة

غصة احتكمت بحلقها وهي تتذكر اسوء ايامها
رنين متواصل في الصباح الباكر ايقظها هي وزوجها بفزع
رقم والدها يتصل ففتحت الاتصال سريعا والطرف الاخر يخبرها بإقتضاب عن حادث بالحافلة القادمة إلى مدينتهم وقد تم نقل الضحايا إلى مشفى المدينة
ضحايا، والدها ضحية
لقد كان في طريقة إليها
ذهبت هي وزوجها بسيارته على وجه السرعة إلى هناك وقلبها قبض فجأة وهي تميز بأعين مفجوعة ان الرجل قال وزوجته
دقات قلبها تزداد وهي تفتح هاتفها وتتصل بوالدتها فتصلها تلك الرسالة الصوتية ان هاتفها مغلق
لم تغلق والدتها الهاتف مطلقا
قبض قلبها بشدة وعند توقف السيارة امام المشفى فتحت بابها وركضت بأقصى سرعتها والخوف ينهش قلبها
سألت عن الاسمين في الاستعلامات ووجدتهما
زاغت نظراتها وهي تستمع إلى المرأة التي تؤكد ان والدها توفي ووالدتها يحاول الاطباء اسعافها
صراخ يحاوطها في كل مكان، عيناها تتسعان بغير تصديق وهي تضرب رأسها في الحائط الذي استندت عليه بسرعة كي تفيق مما هي فيه
شعرت بكفىّ سعد يحيطان بها فنظرت لعينان متسائله دون صوت وهزه رأسه الاسفه كانت الاجابة
صراخ لا يتوقف وانفاس متسارعه كما وانها في مارثون للجري.. عيناها يتحجر بهما غلالة شفافة من الدموع تأبى الهطول او التصديق
احمرار عيناها يؤكد على النيران التي تعتمل صدرها
سواد يحاوطها، سواد يبتلعها، ايادي تخنقها، الارض تدور بها، هزه عنيفة ترجف جميع جسدها وكأنما تحتضر، ان ماتت الان فقد رحمها الله
ولكن ما اصابها كانت حالة نفسية جراء الصدمة، وقف معها سعد والخاله هدى وبعض اصدقاء والدها من الحي
لا تتحدث مع احد طوال رقدتها في المشفى فقد تبصر الواقفين وتشرع في البكاء وقد تأكدت من خسارتها
لم تحضر جنازة والديها وربما كان القدر رحيما بها في ذلك فإن حدث لهالت التراب عليها معهما
وبعد اشهر جاء عقد عمل لسعد في احدى الدول العربية، وقد استردت عافيتها في ذاك الوقت ووافقت على ترك البلد بأكمله لعل نفسيتها تتحسن
ولكن حدث الاسوء.. حيث كانت والدته معهما و

شهقت بفزع وهي تستعيد المكان حولها بعد ان رن جرس المنزل
وضعت يدها على وجهها سريعا وهي تتأكد من الدموع التي اغرقته ففتحت صنبور المياه وغسلت وجهها وكفيها وهي تتجه للباب قائلة
- من بالباب؟
رد الرجل في الجهة الاخرى
- انا صبي الحاج اسماعيل
شعرت بالامان فتقدمت لتفتح الباب بهدوء قائلة
- نعم تفضل
رفع بعض الاكياس امام عيناها قائلا بخفوت وهو يتحاشى النظر لها
- الحاج بعث لك هذه الاشياء.. ويؤكد انه لا يوجد مجال لرد الهدية
شعرت بالحرج وهي تعيد النظر للاشياء التي يحمل الرجل ولم تعرف ماذا تقول او تفعل ليحسم الرجل امره وهو يترك الاكياس على عتبة بابها قائلا وهو يهم بالرحيل
- السلام عليكم
- اشكره بالنيابة عني
اومأ لها الرجل دون رد فخرجت خلفه كي تغلق البوابة الرئيسية فهي تنسى اغلاقها دوما وعادت مره اخرى تحمل الاكياس وهي تدعوا الله لذاك الرجل الطيب وخالتها هدى وعندما تذكرت ركضت للمطبخ سريعا حتى تنهي ما تفعله فلم يتبقى الا ساعة على العشاء

_________

عند حلول المساء في سيارة الاجرة المتوجهه إلى منزله
كانت تجلس في المقعد المجاور له بعد ان مرت بمنزلها وبدلت ثيابها واثناء اقترابهم من محل حلوى شهير اوقفت السيارة وترجلت معه هامسة بنعومة
- لا يصح الدخول بيد فارغة، يصنعون حلوى ممتازة
اومأ لها بصمت وهو يسير خلفها، وضع كفيه في جيب بنطاله كي يسيطر على ارتجافتهما كما قلبه الذي يتراقص بالسعادة والذنب من اجل تلك المسكينة امامه
وقف لدى البائع ودفع ثمن الكعكة وسط تذمرها بأنه واجب عليها واثناء سيرهم وضعت كفها على ذراعه ممسكه به وهي تهمس بصدق
- لا حرمني الله منم
ابتسم لها بهدوء لتهتف بحماس عندما مرا بمتجر ألعاب
- انتظر هنا
وكان يعلم انها ستبتاع لعبة لابنه اخيه وصدق حدسه وهو يراقب عودتها بدمية متوسطة الحجم ومعها بعض ادوات الزينة والمطبخ
- اتمنى ان تنال اعجاب ريم
- ‏سلمت يداكِ، انها رائعة

واكملا السير وقد شعر بسرعة انفاسها فعرض عليها قائلا
- هل نركب سيارة اجرة
شعت ابتسامتها وهي ترد
- ‏لا.. انا سعيدة بالسير معك، لم نفعلها سابقا ولكن في المستقبل سألتصق بك دائما
اضطربت دقات قلبه بزمجره وكأنما تلكزه كي يتخلص من تلك الورطة ولكنه لم يستطع التحدث سوى ب
- ان شاء الله

وبعد بضعه دقائق فتح باب البيت بالمفتاح خاصته وهو يدعوها للدخول وعندما شرعت في فك حذائها اتى صوت والدته من خلفه مرحبا وهي تقول
- اشرقت الانوار يا ندى، ابقي كما انتِ فالعشاء في الحديقة الخلفية
بادلت والدته السلام وقدمت لها قالب الكعك وحيت مرام وقبلت ريم التي ابت ترك والدتها فقدمت لها هديتها وقالت مرام بحرج
- لم يكن هناك داعٍ
- ‏لا تقولي هذا، ريم حبيبتي
وقرصت وجنه الصغيرة التي تعبس في وجهها برقة وقادتها مرام للطاولة المستطيلة التي تحتل حديقتهم الخلفية وتباطئت خطوات يونس الذي تقدم من المطبخ هامسا بخفوت
- ألم تحضر؟
- ‏لا
- ‏اذا هي لن تأتي
عبست والدته قائلة بتوعد
- سأغضب منها ان فعلت هذا و....
وقبل ان تنهي حديثها رن جرس الباب فإنتفض في مكانه وعينيّ والدته تراقبه وهو يهرول للباب اخذا نفسا عميقا قبل ان يفتحه ببطئ لتظهر ساحرته من خلفه
مبتسمة بهدوء وعيناها تبصرانه قائلة بخفوت
- مرحبا يونس، كيف حالك؟
بات يحل له مراقبتها عن كثب بعد معرفته بطلاقها، كم يتوق لملامسه وجهها
تنحنح بحرج وهو يسمع صوته والدته من خلفه لائما
- لماذا تأخرتِ
قوست الاخرى شفتيها بأسف وهي تبرر
- لقد تعطلت غسالة الملابس واضطررت لتجفيفها بيدي وتأخرت قليلا ثم بدلت ملابسي
- ‏حسنا حبيبتي لا بأس، تفضلي.. وسنجد حلا لتلك الغسالة
اومأت لها فيروز وهي تدخل مانحه اياها علبة كرتونية وهي تقول بحرج
- صنعت هذه، اتمنى ان تنال اعجابكم
احتضنتها هدى بمحبة قائلة
- اتعبتِ نفسك
رأت تقدم مرام وابنتها من وقفتهم حيث اتت من الحديقة الخلفية وهي تقول
- ندى تسأل عنك، اذهب لها
قالت هدى وهي تعرفهما
- هذه مرام زوجة سامر وابنته ريم وهذه...
قاطعتها مرام قائلة ببشاشة
- فيروز رفيقة اللعب بالرمل والماء
اتسعت ابتسامة فيروز وهي تلعن عقلها الذي لم يسعفها للتذكر فإحتضنتها مرام وهي تذكرها ببعض مغامرات طفولتهما وقد فرقتهم الصفوف بعد ذلك فمرام تصغرها بعامين تقريبا
تشاركا الذكريات ويونس الصامت يقف دون تحرك فأمسكت والدته بكفه هامسه
- اذهب لخطيبتك
ومن ثم إلتفتت للفتيات الضاحكات وقد سعدت لسعادة فيروز قائلة
- خطيبة يونس هنا هي الاخرى في الحديقة، هيا اذهبوا لهما جميعا

زفرت الاخرى بملل وهي تنظر للحديقة حولها وقد شعرت بالحرج من جلستها بمفردها وهي تسمع ضحكاتهم من خلفها
إلتفتت للقادمين فأبصرت فتاة رفيعة ترتدي بنطالا من الجينز وسترة شتوية ثقيلة، تترك لشعرها الاسود القصير العنان محلقا مع الهواء.. تبادلت معها فيروز النظرات بينما مرام تقف معرفه
- فيروز جارتنا، وندى خطيبة يونس
تصافحا الاثنتان بإبتسامات مجاملة واخذت كل واحده منهما مكانا حول الطاولة
كانت فيروز تشاكس الصغيرة ريم وقد اندمجت معها ريم واخذت تلاعبها
كانت تراقبهم ندى التي شعرت بالضيق ومما زاد ضيقها النظرة التي كانت على وجه يونس فهمست بالقرب من اذنه
- لماذا لم تخبرني ان تلك العزيمة ليست لي بمفردي
نظر لها بدهشة قائلا
- وماذا سيتغير؟
- ‏لا احب التعرف على اشخاص جدد
ابتسم بهدوء مبررا
- انها جارتنا ومن الطبيعي ان تتعرفي عليها عاجلا ام اجلا
- ‏كم عمرها
- في مثل عمري
نظرت لها بنظرة تقييمة خاطفه ومن ثم عادت للنظر له قائلة
- تبدو اكبر من هذه
قطب حاجبيه بغضب طفيف ولم يرد عليه لتردف قائلة
- اذا انتما اصدقاء
اجابها بهدوء
- نعم.. كنا مترابطين اثناء طفولتنا و.....
قطع حديثه صوت والدته التي قالت بينما تقف على الباب الفاصل بين المنزل والحديقة حامله بعض الاطباق
- خذي الاطباق لترصيها يا مرام
وقفت مرام وحاولت فيروز الوقوف الا ان الاخرى قالت
- يكفي ان تحملي ريم فإبتسمت لها الاخرى وعادت لمقعدها بينما وقف يونس من استجواب ندى المبكر كي يساعدهم في حمل الاطباق من الداخل فتولت ندى رص الاطباق على الطاولة وهي تختلس النظر لفيروز وداخلها يدق ناقوس الخطر الذي لا تعلم مصدره

بعد وضع الطعام وجلوس الجميع جاء سامر ملقيا السلام عليهم وهو يتمتم
- رائحة المحشي تصل لاخر الشارع يا هدهد
قالها واتخذ مكانه بجوار زوجته وقد حمل ريم على الفور دون إلقاء نظرة على تلك التي كانت تحملها
شعرت بالحرج من لهفته التي تلقف بها ابنته دون ان ينظر لوجهها فإبتلعت طعما مرًا وهي ترتشف من كوب الماء امامها
اخذ يتشمم طفلته بهوس مدغدغا اياها ومن ثم وضعها على احدى قدميه قائلا لندى
- انرتِ البيت يا ندى
واردف حينما تطلع في الجالسة بجوار زوجته
- وانتِ ايضا يا روز
صرّ يونس على اسنانه بغضب فهذا لفظ تدليله هو لها فلماذا يتعمد مضايقته، تطلع لاخيه اللامبالي وهو يمضع الطعام والاخرى تتمتم بكلمات مقتضبه
شرعوا جميعا في تناول الطعام وسط الثناء عليه لتجيبهم هدى وهي تنظر لمرام بفخر
- كل شيء خرج مثاليًا لان مرام شاركتني التحضير
ابتسمت لها الاخرى بحياء وقد توردت وجنتيها بفعل الاطراء وهدى تردف وهي تنظر لندى
- العاقبه لكِ يا ندى
ابتسمت لها ندى بمجاملة وهي تومئ برأسها ناظرة لفيروز ولم تستطع لجم لسانها وهي تسألها
- ماذا تعملين يا فيروز؟
بلعت الاخرى الطعام وهي ترد ببساطة
- لا اعمل
ضحكت ندى متصنعه العفوية وهي تقول
- اذا انتِ تفضلين المنزل كأختي، ولكن ربما تتغير نظرتك عندما تتزوجين فقد عملت كي تساعد زوجها
- ‏اسعدهما الله
اغتاظت من ردودها المقتضبه وقد سمعت سؤال سامر الموجه للاخرى
- وكيف حال سعد، لماذا لم يأتي؟
اغتصبت ابتسامة صغيرة وهي تجيبه
- لقد انفصلنا
ساد الصمت بينهم لبرهه وقبل ان يسأل احدهم عن شيء اخر قالت هدى بلهجة قاطعه
- نحن نتناول الطعام الان، لا وقت للتسامر على الطعام، هيا تناولوا طعامكم

نظر كل واحد منهم في طبقه وشرعوا في تناول طعامهم بصمت ومئات الاسئلة تجتمع في عقل ندى التي ناظرت فيروز المتلاعبه بالطعام امامها كما يفعل يونس في طعامه دون تناول فعلي له فأغمضت عيناها وحاولت التحلي بالصبر

وبعد تناول الطعام دخلوا جميعا إلى البيت فقد سقط بعض رذاذ المطر منذرا بالهطول
وقفت فيروز مع مرام في المطبخ وشرعا في صب الشاي بالنعناع فخرجت به فيروز بينما وقفت مرام لتعد لزوجها قهوته
وضعت الصينية على الطاولة الدائرية ذات الاقدام القصيرة وجميعهم يجلسون على المقاعد حولها بينما تتخذ ندى مكانها بجوار يونس على الاريكة وقد بدأت في الحديث معه عن بعض الاشياء التي تخص العمل كي تلفت نظره والخاله هدى تقطع كعكتها مع الكعكة التي احضرتها ندى وتوزعهم في الاطباق
وضعت مرام فنجان القهوة على منضدة جانبية لزوجها ومدت يديها لاخذ الصغيرة فهمس بإقتضاب
- اتركيها
هزت رأسها واتخذت مقعدها المجاور لفيروز التي وقفت حينما ابصرت ألبوم صور على احد الارفف فإقتربت منه قائلة
- هل يمكنني رؤيته
اشفقت عليها هدى من تعكير مزاجها ولكنها سمحت قائلة
- بالطبع حبيبتي، تفضلي
اخذت نفسًا مرتجفا لم يمر عليه وهو يراقب خلجاتها عن كثب، جلستها الجامدة، كيف ارتعشت اناملها وهي تقلب الصفحات وتتشارك مع مرام الضحك على بعض الصور التي تخصه هو وزوجها حتى تجمدت ابتسامتها امام صورة والديها فأخذت تتحسس وجهيهما من خلف الغلاف الشفاف بإشتياق، كان والدها يحملها بينما والدتها تحمل يونس وهما الاثنان ممسكان بكفيّ بعضهما
ابتلعت غصه خانقه واسرعت بإغلاق الالبوم وهي تبتسم بإرتجاف، لا تحب ان يظهر ضعفها هكذا
امسكت بكوب الشاي وارتشفت القليل بينما سامر يقول بإعجاب
- من اي محل كعكة العسل هذه
اجابته هدى بإعجاب مماثل والمذاق الحلو ينعشها
- انها من صنع فيروز، سلمت يداك حبيبتي انها رائعة
خجلت من اطراءهم لتحمر وجنتاها وهي تتمتم
- انه شيء بسيط، شكرا لكم
اغتاظت ندى التي لم يتحدث احد عن كعكتها التي جلبتها وخاصه يونس الذي انقض على كعكة العسل ملتهما اياها بتلذذ واضح وهو يقول بتهدج
- انها رائعة
بادلته الاخرى الابتسام بهدوء لتقف ندى على قدميها وقد اوشكت اعصابها على الانفلات قائلة بتثاؤب
- شكرا لهذه العزيمة اللطيفة، ولكنني مضطرة للمغادرة الان
وقفت هدى التي شعرت بالحرج من عدم التطرق لكعكتها قائلة
- ولكنكِ لم تأكلى الحلوى بعد
- ‏لقد تناولت بالفعل وعلىّ المغادرة
وامام اصرارها وقد همت بالسير بالفعل، وضع يونس طبقه قائلا
- حسنا هيا بنا لاوصلكِ
اومأت له بهدوء وهي تحيي الجميع ولم تنسى إلقاء نظرة اخيرة على تلك التي حظيت بإهتمامهم لتخرج ومن ثم يلقي هو الاخر نظرة عليها قبل ان يغلق الباب خلفه
شعرت فيروز بالحرج قائلة
- علىّ المغادرة انا الاخرى ف....
اوقفت هدى سيل كلماتها هامسه
- عندما اخلد للنوم سأخبرك ولتغادري مثلما تحبين ولكنك الليلة ستظلين معنا، أليس كذلك يا مرام
- نعم بالطبع
قالتها مرام ببشاشة وهي تنظر لزوجها الذي يضاحك ابنتها فيرتجف قلبها بالحب لهما
شاهدوا جميعا مسلسلا تركيا قديما وعندما ظهرت حديقة المنزل في الصورة قالت فيروز بحرج
- لقد اردت سؤالك عن المهندس الذي ساعدك في زراعة حديقتك فأنا اود ترميم خاصتنا
اجابتها مرام بفخر
- انه ابن خالتي مراد هو مهندس زراعي ويتقن عمله كثيرا كما رأيتِ
حدجها زوجها بنظرة خاطفه بها شيء من الضيق لم تراه بينما اردفت هدى
- انه مجتهد في عمله ومعه بعض المساعدين وسيخبرك ببعض التعليمات ايضا، سنتصل به ونخبره متى اردتِ
- شكرا لكما، لقد اتعبتكما معي
ردت مرام بهدوء وهي تأخذ طفلتها الباكية من والدها وقد شرعت في ارضاعها
- لا تقولي هذا، انتِ كأخت لنا
جاء سؤاله كالقذيفة قائلا
- هل تم الطلاق يا فيروز، ام انه انفصال مؤقت
إلتفتت إلى سامر الذي يجلس على المقعد المجاور لها قائلة بينما تحدجه والدته من خلفها بنظرات صارمه
- لقد تم الطلاق فعلا
- لا اعلم ما بينكما ولكن كل شيء قابل للاصلاح، ‏يمكنك اعطائه فرصة
اجابته بهدوء
- كلانا انفصلنا عن اقتناع
اصدر صوتا ساخرا وهو يقف من جلسته قائلا
- تصبحون على خير، وبالتوفيق يا فيروز
عم الصمت ارجاء المكان وحالما سمعت صوت اغلاق باب شقته العلوية حتى شهقت ببكاء هامسه بتحشرج
- لقد تزوج علىّ

" نهاية الفصل الثالث"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي