Chapter 3 تألمنا ولم يشعروا بنا

تألمنا بما يكفي لندرك  أن الأشياء الجميلة مؤقتة، وأن البدايات لا تمثل حقيقة الأشخاص، وأن النهايات هي الأصدق دائما، تعلمنا أن لا نخبر أحدا عن أوجاعنا، كي لا يضاعفها علينا

أدركنا أن مَن نسامحه كثيراً سيبالغ في أذيتنا أكثر، تعلمنا ألاّ نعطي ثقتنا، والذي ينكسر فينا لا يعود مجدداً، وعلى قدر الحب الذي نعطيه للآخرين سيكون مقدار أوجاعنا منهم، تعلمنا وتغيرنا، و لكن أيقنا أن الحياة لا زالت تخبئ لنا المزيد.




نزلت دمعتها بينما تنظر لقطرات المطر تحاول أخذ نفس عميق، لاتعلم لماذا بكل مره تمطر تشعر وكأنها فقدت جزء من نفسها، تمسح دموعها عند سماع صوت صديقتها فيرونيكا:«بماذا تفكر الجميلة؟"»

تستدير بإبتسامة قائلة:«سنة متواصلة من العمل نسيت كيف اقضي وقت ممتع.»اؤمات فيرونيكا بإبتسامة متظاهر بتصديق صديقتها فهي تعلم ان صديقتها لاتحب الليالي الممطرة لسبب مجهولة.





تقف بياتريس بينما تحمل كأس عصير تصطدم بشخص عند إستدارتها، تشهق واضعها يدها على فمها، يرفع آندرو يديه أردف ممازحاً:«بارد جداً.» تنزل يدها تلتفت تأخذ مناديل من الطاولة بينما تعتذر، يبتسم آندرو بخفة يتأملها متناسي كل شيء أردف بهدوء:«لابأس يا آنسة.» تبتسم بإنحراج، يمد آندرو يده لها كمصافحة قائلا:«هااي انا آندرو.»

تنظر لـ يده بإستغراب أردفت:«لست مهتمة، انا أنتظر أختي وصديقتي.» يضحك بخفة اؤما بإبتسامة ثم قال:«لقد أسأتِ الفهم وانا لست برجل يتعرف بالفتيات بالنادي الليلي ألا أبدوا نبيل؟!»

ترفع حاجبها بإستنكار فهي ليست مُعتادة على التحدث مع الرجال بغض النظر عن وسامتهم يحمحم آندرو قائلا:«في الحقيقة لقد تقابلنا بالمطار اليوم ليس شخصياً لكنـ »قاطعته تقول بإبتسامة:«انت من سرقت كتابي.»

يفتح فمه بصدمة هل قالت عنه سارق كيف يمكنها ان تقول عن شيء مهين كهذا، ضحكت على ملامحه قائلة:«مزحة، لاتبدو كشخص يهتم بالقراءة.» اؤما متفق لكلامها لكن سرعان غير جوابه بالنفي أردف:«أيتها الآنسة الجميلة لقد وضعت بكتابكِ شيء يخصني.»

اؤمات تستدير ترفع حقيبتها من الطاولة تخرج جهاز التخزين وتمد له، يبتسم بفرحة لايصدق أنه وجد الجهاز بهذه السهولة الأمر يشبه المعجزة، أردفت بياتريس:«كنت سأعيده غدا لأمن المطار.»

يأخذ من يدها يزفر براحة ثم ينطق:«جيد لم تفعلِ لايوجد شيء لم أفعله لإيجاد هذا، لاشك أنِ محظوظ لأنه وقع بيدك وليس بيد شخص اخر.»

وضع جهاز التخزين بجيب بنطاله ثم أردف بإبتسامة:«هل تسمحِ أن أدعوكِ على كأسـ»نفت برأسها قبل ان يُكمل لكنه أكمل بلطف:«كأس العصير الذي أوقعته فوق ملابسي صدقيني انا نبيل ولطيف.»

أردفت بإبتسامة:«وهل ستطلب بعدها أن أشتري لك قميص أخر لأنني لن افعل.»اؤما يقول:«يكفي أن تحتسي معي كأس عصير.»اؤمات بإبتسامة قأم آندرو بكتف أصابع يديه ينظر للسماء قائلا:«شكرا يالهي.»تضحك تهز رأسها للناحيتين وتأشر له بالجلوس على طاولتهم.





يجلسوا باتريك ونتالي داخل السيارة بالمقعد الخلفي كانت تضع رأسها بحضنه بينما يقوم باتريك بتغير الأغاني من هاتفه تنتهد تأخذ الهاتف من يده قائلة:«انت متقلب المزاج لايعجبك شيء.»يعاود سحب الهاتف من يدها يعتليها بحركه سريعا قائلا:«بلى انا مُعجب بكِ.»

يمرر يده على خصرها، تجفل وتتمسك بياقته قائلة:«باتريك لو اتت اختـ»يقاطعها بـ قبلة، ثم أردف بحنق«تباً لـ فيرونيكا سأخطفك وأخذك معي لـ لوس أنجلوس.»

تحاوط عنقه ثم تطبع قبلة بوجنته لتقول بإبتسامة:«تعلم روني لاتمانع علاقتنا، وهي تعلم انك تحبني وانا احبك هي فقط قلقة من رأي ابي بهذا ربما لن يتقبل علاقتنا»يبتسم بخفة رد عليها بصدق:«لاتفكري هاكذا عندما أنهي الجامعة وأبدا العمل بالشركة سأذهب للتحدث مع والدكِ لو الأمر بيدي أذهب الان و أقف أمامه وأقول عمي انا أعشق إبنتك وأرغب بالزواج بها لكن تعلمي ابي الشرير قال لايوجد زواج حتى اتخرج وأعمل كالرجل وانا وعدته أني سأفعل.»تبتسم بخفة تعانقه بحب يبادلها بنفس الدفئ.






ينظر فيكتور لكارلا بنظرات حارقة بينما هي تتمايل بألحان الموسيقى، يأخذ زجاجة مشروب من طاولة البار يحتسي برشفات متتالية السعادة بملامحها تجعل داخله يعتصر آلما كيف يمكنها أن تكون بهذه السعادة وهي جزء من ماضيه المؤلم

ينسحب ليون من جانب فيكتور يبحث عن آندرو يراه يجلس برفقة فتاة، يتقدم منه يشير له بالقدوم يقف آندرو يستأذن من بياتريس ثم يتقدم من حيث يقف ليون يردف:«ألا يمكنك القدوم بوقت مناسب؟ انا منشغل يارجل.» أردف ليون:«ربما عليك الإتصال بماركو صديقك يرغب بقتل فتاة ما، حاولت التحدث معه لكنه لايسمع شيء وانا اعرف تلك النظرات.»

رد آندرو:«ولماذا سيرغب بفعل ذالك ليست من عاداته، فقط لا تذكر ذالك الموضوع من الماضي وسيكون بخير.»يعقد ليون حاجبيه قائلا:«انت المسؤول لما سيحدث انا سأنتظركم بالخارج.» اؤما آندرو يسرع بالعودة لبياتريس يسأل دون مقدمات:«ما إسم أختكِ؟»

تعقد حاجبيها تنظر لحيث يشير، كانت كارلا ترقص برفقة فيرونيكا، أردف آندرو:«لقد تشاجرت مع صديقي بالطائرة إنها جريئة.» سألت بياتريس بحيرة:«هل اختي تشاجرت مع صديقك المجعد؟»لقد قصدت ليون، ضحك آندرو بخفة ثم نفى برأسه وأشار لـ فيكتور، نطقت بياتريس «اوه هذا صديقك.»اؤما يسألها:«هل تعرفيه؟»

أجابة بإبتسامة ساخرة:«مع الأسف كان رفيق سفر سيئ، لقد تبادل المقعد مع صديقه الذي كان رفيق درب مثالي لقد قال أنه لم يتحمل إزعاج اختي إنهُ كاذب اختي هادئة بشكل غير طبيعي.» ضحك آندرو يقول:«لاحظت ذالك هادئة بطريقة مستفزة على عكسك انتِ مليئة بالحياة انا متفأجى لم تطرديني بعد.»تخرج ضحكة عفوية من ثغرها ثم قالت:«كنت افكر بذالك لكن سأجعلك تدفع حساب الطاولة.»يضحك بصدق على مزحتها اللطيفة .





يقف ليون بالخارج يدخن السجائر بينما يتأمل قطرات المطر، يعقد حاجبيه عند سماع صوت فتاة تتحدث بالهاتف وتخبر والدها أنها بمنزل صديقتها، يبتسم بسخرية يهز رأسه للناحيتين

يقوم برمي السجارة يطفئها بقدمه ثم يضع يديه بجيوب بنطاله الرمادي يسند ظهره بالحائط خلفه يفتح عينه بتفأجى عندما تستدير الفتاة، لقد كانت فيرونيكا إبنة المفوض

عقدت حاجبيها عند رؤيته إرتسمت إبتسامة جانبية بثغرها، إعتدل ليون بالوقوف يعدل معطفه أردف:«ماركيزة؟!» تقدمت منه قائلة:«هل هذا مايفعله الملازم الأول بوقت فراغه؟» يفني برأسه يحمحم قائلا:«لااريد أن يسأء فهمي ماركيزة.»

أردفت فيرونيكا:«فيرونيكا، إسمي فيرونيكا يمكنك إستخدامه وأنت لاتعمل لدي إسترخِ أيها الملازم.»اؤما بإبتسامة طفيفة إستدرات فيرونيكا للذهاب أوقفها صوت ليون يقول:«أعتذر بخصوص ذالك اليوم.»

تلتفت تنظر له بإبتسامة ساخرة لتقول:«تقصد اليوم الذي قمت بطردي من مكتب ابي.»أخفض نظره بإنحراج يقول بنبرة محترمة:«عندما يتعلق الأمر بأمن الدولة يجب ان نتصرف بتشدد وعبثك بملفات أمنية انا مسؤول عنها لم يكن أمر أستطيع تجنبه لأنك إبنة المفوض.»

اؤمات بإبتسامة قائلة:«لابأس سامحتك لأنك اوضحت الأمر، عندما يتعلق الأمر بأمن البلد وانا لااحب التساهل بالأمر بالنهاية انا إبنة رجل يقضي عمره بخدمة الدولة.»

إبتسم بخفة يمسد مؤخرة شعره بخفة تأملته فيرونيكا لتقول:«يالهي لن يصدق احد أنك ملازم بهذا الشعر.»رد ضاحكاً:«وهذا المطلوب أن تبقى هوية الملازم سرية أمام العامة.»

هزت رأسها بإيماءة طفيفة ثم قالت:«على كل حال يليق بك هذا، يعطيك مظهر مميز.»غمزت له ممازحة ثم غادرت، وضع ليون يده على قلبه تمتم بهمس:«يالهي إنها كارثة، تباً لقلبي.»





إلتفت كارلا عندما قأم فيكتور بإمساك ذراعها بعنف نظرات إليه بإستغراب لم تتوقع مقابلة هذا الرجل مجدداً، كان ينظر لها بملامح حادة يمكن للشخص أن يلاحظ الشرارة التي تطلق عيناه، وضعت يدها بفمها تكتم ضحكتها، بينما تترنح بثمالة أردفت:«انت مجدداً، يالهي انت تحب لعب دور الفتى السيئ.»

مد يده لظهره لإخراج سلاحه لكنه شعر بيد تمسك بذراعه، نظر لخلفه بإستغراب لرؤية من يتجرأ ان يمسك بذراعه، قطب حاجبيه بغضب عند رؤية ماركو، أردف ماركو بإبتسامة:«مارأيك أن نخرج لنتحدث؟»رفع فيكتور يده بغضب وأراد توبيخ ماركو أوقفه ماركو بقول:«يولاندا تحتاجك إذهب للمنزل.»

إرتخت ملامح فيكتور الحادة وسأل بنبرة قلقة:«ماذا حدث لها؟ ومالذي تفعله هنا؟ كيف تتركها بمفردها سأحاسبك لاحقا.»يغادر فيكتور بسرعة، مسد ماركو شعره لاشك عندما يعلم فيكتور أن ماركو كذب عليه سيقتله

أردف ماركو بهدوء:« سأرافقكِ لطاولتك إذا سمحتِ؟»ترفع حاجبها تنظر له بسخط ثم تحرك رأسها للناحيتين تتقدم متجهة لطاولة حيث تجلس بياتريس برفقة آندرو، أردفت كارلا بثمالة:«ماذا يفعل هذا المتعري هنا؟»ينتهد آندرو يقول:«رائع بياتريس تقول عني سارق وانتِ متعري كم انا محظوظ.»

تقف بياتريس تساعد كارلا بالجلوس تردف بقلق:«أنتِ ثملة؟»تفني كارلا برأسها ثم تمسح يديها بوجهها قائلة:«لنغادر تعكر مزاجي من رؤية ذالك المزعج المخيف.»رد ماركو بنبرة ساخرة:«شعور متبادل، أقصد شعوره وليس انا.»

تنظر كارلا لماركو بحاجب مرفوع، يمد ماركو يده يمسك بياقة آندرو من الخلف يجعله يقف قائلا:«ونحن لنذهب لو إنتهينا»أردف آندرو:«سأوصلهم لايجوز أن نتركهم بمفردهم بهذا الوقت لا تكن وقح.»

قالت بياتريس بإبتسامة طفيفة:«اخي سيوصلنا هو لم يشرب.»اؤما آندرو بإبتسامة يردف:«حسنا سأذهب مع الأسف وداعاً.»تلوح له بإبتسامة يستدير يسحب ماركو من ذراعه بينما يلقي الشتائم بأنواعها والأخر يضحك على صديقه






يدخل فيكتور المنزل بسرعة يبحث عن أخته الصغرى يصعد السلالم بخطوات سريعة ثم يتقدم من غرفتها قبل ان يطرق الباب تظهر أمامه بينما تحمل كأس ماء، توقف قاطباً حاجبيه يحاول يستوعب الأمر، أردفت يولاندا بإبتسامة:«أخي لقد عدت.»

تتقدم منه تعانقه، يغمض فيكتور عينيه يحاول السيطرة على غضبه، نطق ببرود:«أنتِ بخير؟» اؤمات تنظر له بإستغراب تسأله:«ماذا حدث؟» نفى برأسه ثم طبع قبلة برأسها يقول بنفس النبرة الهادئة:«لقد تأخر الوقت إذهبِ للنوم.» اؤمات بإبتسامة.





بعد ساعة تقريباً يعود ماركو للمنزل، تقدم من قاعة الجلوس إرتسمت إبتسامة طفيفة بثغره عن رؤية فيكتور يجلس بالأريكة واضعاً قدمه فوق الأخرى ويرتشف كأس مشروب كحول أردف ماركو:«يمكنني أن أوضح.»يرمي فيكتور الكأس نحو ماركو، يتجنب ماركو الكأس بحركة سريعة

نظر نحو فيكتور فتح فمه للحديث لكن إلتف وجهه أثر لكم فيكتور له، أغمض ماركو عيناه يحاول يهدأ ثم نطق:«تباً لك ألا تعلم كم أختك تعشق هذا الوجه.»

أجاب فيكتور ببرود:«ولهذا انت على قيدالحياة أيها معتوه.» ينتهد ماركو يمسح طرف شفته من الدماء ثم يقول:«لا أعلم مالذي يجعلك تفقد صوابك هاكذا، هل الأمر يتعلق بالمطر؟ انت تذكرت تلك الليلة من الماضي لهذا انت غاضب ماذنب الفتاة؟»

يتقدم فيكتور من رف الكحول يأخذ زجاجة نبيذ يرتشفها ثم يلقيها بالأرض يتحدث بنبرة مرتفعة:«تلك الفتاة كانت متواجدة بجانبه إنها تعلم كل شيئ بخصوص تلك الليلة لكنها فضلت الهرب من الإعتراف بالحقيقة، انا لم ارغب بشيء سوى معرفة من قتل اخي.»

عاود الجلوس يمرر يديه بوجهه عندما الأمر يتعلق بالماضي وعائلته يفقد جميع سيطرته بمشاعره ورؤية كارلا بعد سنتان كانت الأمل الوحيد لمعرفة قاتل أخيه ولكشف المؤامرات التي كانت السبب بموت أخيه

لمدة سنتان كان يبحث عن دليل صغير يقوده لقاتل أخيه لكنه لم يستطيع معرفة شيء، الشيء الوحيد الذي إستطاع إيجاده شريط كاميرات المراقبة التألف ويظهر أن كارلا كانت متواجدة بمكان مقتل أخيه الكثير من الغموض لكنه وعد نفسه بغض النظر عن كل شيئ سيعرف الحقيقة


إستجمع شتاته ثم نطق بهدوء:«انا فقط أريد معرفة الحقيقة.»اؤما ماركو بتفاهم ليقول:«أنظر فيكتور انت صديقي وجزء من عائلتي وانا لن أمنعك من محاولة معرفة الحقيقة لكن لتكن بطريقة عقلانية.»

إستقام فيكتور يضع يديه بجيبه أردف:«الطريقة الوحيدة لمعرفة حقيقة الماضي هي تلك الفتاة وعندما يتعلق الأمر بعائلتي سأتخلى عن المنطق.»إكتفى ماركو بالصمت

بغض النظر عن الحالات هناك أشياء عالقة من الماضي وتجعل الحاضر صعب وفيكتور مازال عالق بذالك الماضي الذي يحمل الكثير من الأسرار.






ترفع بياتريس بشعر كارلا التي تتقيأ بالحوض، تشعر بكل شيء حولها يضيق داخلها لايستطيع التنفس، تجلس بالأرض تنهمر دموعها بهسترياً بعض الأحيان الدموع تكون عميقة بقدر الأفكار، ليس كل مافي القلب يُقال

أحيانا المرء يُصبح سجين الماضي، سجين لحظة زمنية مؤلمة تتكرر بذكرياتك وتعجز عن تجاوزها
تجثي بياتريس بالأرض بجانب كارلا ثم تعانقها، العناق الطويل يزيل الإختناق

الجميع يعلم أن كارلا تنهار بهذه الطريقة وخاصتاً عندما تكون ليلة ممطرة لقد كانت تعاني من صدمة نفسية لقد حاولت عائلتها فعل الكثير لجعلها تتجاوز الأمر لكن كان الماضي يقيدها.





يجلس فيكتور بالأرض بجانب الموقد يتأمل النيران إنعكاس النيران تظهر بأعينه الرمادية العرق يتصبب من جبينه، فقط تلك النيران كانت تضيء الغرفة، كان تائهة بذكريات الماضي

نُغمض أعيُننا، ونتمنى أن ننسى كل ما مررنا به في حياتنا، نتمنى لو نضحك ولا نبكي مرةً أخرى، لو نفرح دومًا ولا نحزن أبداً، لو ننسى ولا نتذكر أو نرجع للخلف ولا نتقدم، ونعود لمن فقدناهم و لا نتركهم، لو نملك حق الاختيار، لأخترنا ما أضعناه بأيدينا

لو يرجع بنا الزمن لبقينا صغاراً لا نتمنى أن نكبر يوماً، لو يعودوا من رحلوا مرة أخرى لما فارقنا أحضانهم، لو نملك حق الرحيل لرحلنا بلا عودة، لو يُصبح القلب فارغً  لإرتاحت أنفسنا، لو يخلو العقل من الذكريات  لما تهشّمنا، لو ترتاحُ أرواحُنا، ويهدأُ داخلنا

-عودة للماضي-

يحمل فيكتور الأثقال بينما يتدرب بالمعسكر، يعتدل بالوقوف عند الإنتهاء من التدريب،يتقدم لحيث يقف أخيه الأكبر، كان شاب ذو أعين رمادية وشعر أسود يبلغ من العمر التاسعة والعشرون يكبر فيكتور بخمسة سنة

تحدث أليخاندرو بينما يضع يديه بجيب بنطاله العسكري:«أيها الجندي هيا، نفذ خمسين تمارين الضغط.»ينتهد الأصغر ينحني ينفذ اؤامر قائده، يحضر أليخاندرو كيس ثقيل يضعه فوق ظهر فيكتور ثم يقول:«هيا ليس لدي طول اليوم، لقد أظهر الجنرال التساهل معك لكن هنا عائلتك الوحيدة هي وطنك إخوتك هم شعبك.»

يقع فيكتور بالأرض بتعب يلتقط أنفاسه خمسين تمرين ضغط جعلت جسده هالك أردف بتعب:«اخي الرحمة أقسم الجنرال لايتساهل أنهُ يجعلني أركض بالغابة بمنتصف الليل واستيقظ قبل الشروق أرتب معدات التدريب.»

يضحك أليخاندرو بخفة ليقول:«هل تتذمر أيها الصغير ألا تريد ان تصبح جنرال كوالدك؟ و نقيب كأخيك؟»اؤما فيكتور بإبتسامة، إنحنى أليخاندرو يساعد أخيه بالوقوف، نطق فيكتور بينما يعتدل بالوقوف:«حسنا سأجتهد بالتدريب وسترئ يوم ما سأصبح أفضل منك.»

اؤما أليخاندرو يتأمل أخيه بفخر ثم قال بإبتسامة:« حينها سأكون فخور بك، هيا سأرسلك أسبوع إجازة لرؤية أمي والأميرة الصغيرة هل تعلم ماذا يأتي بعد واجبك للوطن؟ عائلتك لهذا تأكد دائما ان تكون إبن مطيع لوالدينا والسند لأميرتنا سيأتي يوم ما عليها ان تكون إمراة مستقلة قدم لها المساعدة بذالك.»

اؤما فيكتور بإبتسامة فهو دائما يستمع لنصائح أخيه، أردف بنبرة شقية:«لكن اليس ذالك عملك هل تضع واجبات الأخ الكبير علي؟!» توقفت خطوات أليخاندرو بنظر لأخيه الأصغر قطب فيكتور حاجبيه يسأل أخيه:«مالأمر اخي؟»

نفى أليخاندرو برأسه بإبتسامة طفيفة تزين ثغره ليقول:«أنت تعلم أحبكم وأحب إستغلال كل لحظة برفقتكم انت، يولاندا، ابي، امي، لكن فيكي انا جندي وحياتي بالميدان و أضع دائما وطني بالقمة وأعلم سيأتي يوم ما سأستشهد بالميدان وذالك شرف لي لهذا سأخبرك الان ودائما، بعد الوطن تأتي العائلة تذكر هذا دائما حافظ على ذالك وإذا لم تضحي بحياتك من اجل الوطن ضحي من اجل العائلة.»

أردف فيكتور:«تتحدث عن التضيحة وزفافك بعد شهر سأخبر امي بهذا لترسل الفتاة للزواج برجل يبقى معها اكثر من أسبوع دون ان يفكر بالموت.»يضحك أليخاندرو بعفوية ثم يبعثر شعر فيكتور قائلا:«أيها المشاكس الصغير أنت تستغل حبي وإذا اخبرت امي بهذا الهراء سأقوم بحبسك بالتدريبات لسنة أخرى، وجدت فتاة تحبني بصعوبة هل ستفسد الأمر علي.»

اؤما فيكتور، هز أليخاندرو رأسه بيأس من أخيه المشاكس هاكذا يقضوا وقتهم بعد الإنتهاء من التدريب الحديث عن العائلة والوطن لقد كان أليخاندرو جندي حكيم وكان دائما ينصح فيكتور وأكثر مقولة يقولها لأخيه كانت:«الإنسان لا يدرك نفسه في السلام كما يدركها وهو يخوض الحرب.»

وأحيانا كان يقول:«الحياة للأقوى كانت مقولة قديمة أمّا الآن الحياة فهي للأذكى، عقلك هو سلاحك الوحيد في الحرب، وحربك لن تنبِّهكَ عند قُدومها، توخ الحذر و جهز سلاحك دوما لعل و عسى تأتيك بشكلٍ آخر.»تلك المقولات كانت تخرج من ثغر جندي يضحي بحياته لوطنه.

-عودة للحاضر-

تسقط دمعته بينما ينظر للإسوارة حول رسغه نطق بصوت مبحوح ومحطم:«لم أستطيع أن أكون ذالك الرجل اخي، لم استطيع ان اكون مثلك وانا اعلم ان هذا العالم لايستحق.»






تخرج والدة كارلا من غرفة إبنتها تنظر لـ زوجها الذي خرج من غرفتهم أردفت بحزن:«لماذا تصمت فيليب كيف تستطيع أن تتصرف ببرود وانت ترئ حالة إبنتك لماذا لاتخبرها ماحدث تلك الليلة؟»ينظر لها أجاب بنبرة حادة:«لاأستطيع يجب أن أظل صامت، كارلا لايجب ان تعلم ماحدث تلك الليلة لايجب ان تتذكر شيئ هذا ماقاله الطبيب انا لست مستعد أخاطر بحياة طفلتي مجدداً.»

يمسك بيدين زوجته يقول بهدوء:«حبيبتي روزيتا إنسي الماضي هذا أفضل للجميع إذا حاولت كارلا معرفة ماحدث تلك الليلة او تذكرت ستتعرض حياتها للخطر إنتهى ماحدث تلك الليلة ونحن لن نذكره مجدداً.»اؤمات بقلة حيلة فهي أم ولن تستطيع المخاطرة بحياة طفلتها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي