Chapter 4 الجانب الأخر

نحن لا نرى الكوابيس في أحلامنا كوابيسنا تبدأ عندما نستيقظ، أصبحنا بزمن يتحول الألم لحزن، و يتحول الحزن لصمت، و يتحول الصمت إلى وحدة ضخمة شاسعة كالمحيطات المظلمة.




تستيقظ كارلا بفزع من ذالك الكابوس الذي يراودها منذ سنتين تلتقط أنفاسها بصعوبة تتحسس قلبها بألم، تحركت ببطء تعانق ساقيها بذراعيها تنظر للنافذة، لقد توقف المطر وأشرقت تستطيع سماع صوت العصافير والرياح الهادئة تمتم داخلها:«لماذا أشعر بالحزن يحطم فؤادي ولماذا لااستطيع أن أتذكر مايحزنني.»تسند جبينها بركبتها تنتهد بإرهاق

نهضت من مكانها تتوجه نحو الحمام لتجهز نفسها ليوم جديد، وقفت أسفل المياه الباردة بملابسها أغمضت عيناها تحاول تتذكر الكابوس الذي أفزعها لكن كل شيء ضبابي

لاتستطيع تذكر الكابوس فقط تستطيع الشعور بمشاعرها ذالك الوقت، الحزن، تعقد حاجبيها عندما تتذكر فيكتور هي تستطيع أن تدرك أنها لم تقابله من قبل لكن تشعر وكأن هناك شيء يربطهم ببعض

تخرج من الحمام بعد إستحمامها تفتح خزانة ملابسها تختار بنطال جينز وبلوزة زهرية ترتديهم مع حذاء رياضي أبيض تجلس امام المرأة تجفف شعرها وتقوم بتسريحه على شكل ذيل حصان ترتدي قلادة ذهبية رفيعها

رفعت نظرها عند سماع صوت طرق الباب سمحت للطارق بالدخول لترئ والدتها تدلف للغرفة فإبتسمت بخفة قائلة:«صباح الخير يأجمل أم بالعالم.» إبتسمت والدتها تقدمت تعانق إبنتها بحب لتقول بإبتسامة:«صباح النور طفلتي الجميلة.» فصلت العناق تكوب وجه كارلا لتسأل بحنان:«أخبريني كيف حالكِ عزيزتي؟»

اؤمات كارلا بإبتسامة ثم أجابة:«بخير امي فقط ربما لدي فوبيا من المطر يؤثر بنفسيتي لكن أنظري الان انا بأفضل حال رجاءً لاتقلقي بخصوصي.»اؤمات روزيتا بقلة حيلة بالنهاية هي أم وعندما تحزن إبنتها تدرك ذالك ويحزن قلبها الأمر ليس بيدها

تقف كارلا تحاوط كتف والدتها تقول بمرح:«البارحة لم أتناول الطعام الذي حضرته، القرود الصغيرة دمروا الطاولة، الان سأتناول الإفطار من يديك وانا متأكده سيكون باقي يومي جميل ومليئ بالحب.» تبتسم روزيتا تطبع قبلة برأس كارلا لتقول:«حسنا سأطعمكِ بنفسي جميع الأكل الذي المفضلة لديكِ.»اؤمات كارلا بإبتسامة

لابأس أن نتألم لكن رؤية من نحب يتألم تدمر داخلنا لهذا كارلا كانت تخفي ألمها بإبتسامة دوماً تقول أنها بخير أحيانا بالليالي الممطرة تعجز عن النوم والتنفس لكنها تبقي الأمر كـ سر، ذالك السر المتعلق بالماضي.





خرج فيكتور من غرفته مرتدياً بدلته السوداء نزل السلالم بخطوات هادئة بينما يثبت سلاحه بخصره، توقف عند سماع صوت أخته تناديه زفر بإنزعاج إستدار ناظر لها ببرود، تقدمت منه تسأله بلطف:«ألن تتناول الإفطار بالمنزل؟»

نفى برأسه ينظر لساعة يده الفضية ثم أجاب بهدوء:«لدي إجتماع مهم سأتاخر بالعودة يمكنك تناول الإفطار مع ماركو وبعدها ليذهب للعمل وسينضم إليكِ على العشاء فقط.»اؤمات بصمت وحزن فـ هاكذا اصبحت علاقتهم بعد وفاة اخيها الأكبر

نزل ماركو السلالم توقف عند رؤيتهم يتحدثوا هو لايحب أن يتدخل بعلاقة الأخ وأخته لكن إذا كان الأمر يجعل حبيبته حزينة الأمر يختلف، يضع يديه بجيبه يتقدم منهم عند رؤية فيكتور يهم بالمغادرة، أردف ماركو:«فيكتور.»يتوقف فيكتور يردف ببرود:«اجل ماركو مالأمر؟»

أجاب ماركو بنفس النبرة:«سأخذ يولاندا لرؤية الجنرال.»يدحرج فيكتور عيناه قائلا ببرود:«لن تذهب يولاندا لمكان إذا يرغب برؤيتها ليأتي بنفسه انا ليست لدي اخت أعرضها للخطر أخبره بذالك.»

رد ماركو:«حسنا طالما انت قلق ان يصيبها شيء خذها بنفسك.»ينظر فيكتور لماركو بحده ثم يتقدم منه يردف بنبرة حادة:«لن تذهب يولاندا لمكان لأنِ انا قلت ذالك وغيرت رأيي لن يأتي ذالك الرجل لمنزلي واغلق الموضوع.»يستدير للذهاب بغضب، ينتهد ماركو يهز رأسه بيأس

إستدار نحو يولاندا بإبتسامة تقدم منها يمسك بيديها قائلا:«إذهبي وتجهزي سنذهب لتناول الإفطار بالخارج.»نفت برأسها بسرعة قائلة«اخي قالـ»مرر اصبعه بأنفها تلك الحركة جعلتها تصمت بتفأجى، أردف ماركو:«لايهمني، هل سيمنع أن أخذ زوجتي بـ موعد لاتقلقي لن يغضب بالأصل هو يمنحني عدة ساعات للقضاء الوقت معكِ وليس من شأنه كيف أستغل ذالك الوقت.»

يطبع قبلة بكفها ثم يقول:«سأنتظرك بالخارج لاتتأخري.»اؤمات بإبتسامة طفيفة مزيفة هي قلقة من ان يغضب أخيها، غضب اخيها و عناد زوجها الامر مُرهق فهي تعلم لو رفضت سيستمر ماركو بالأصرار او إقتراح أشياء جنونية لهذا إختارت الموافقة على مناقشته.





كان باتريك يستلقي على ظهره بالأريكة زفر بضجر بينما يعبث بهاتفه نظر لتؤامته التي تقرأ كتاب بينما تستند على الأريكة وتجلس بالأرض متربعة أردف باتريك بملل:«بيا مارأيكِ أن تتصلِ بـ نتالي ونخرج معا لمكان ما؟»ترفع بياتريس حاجبيها بمكر تقول بإبتسامة:«هل تقصد مكان كالبارحة؟ يالهي بات أنت معتوه و منحرف.» يصفع مؤخرة رأسها

تتأوه ثم تمسد رأسها بينما تلقي الشتائم عليه لتقول:«تباً لك سأخبر عمي بأفعالك المخجلة.» يرفع يده نطق بتهديد:«هل تريدي ضربه أخرى عودي للقراءة يادودة الكتب.»تهز رأسها بيأس تقف ترمي الكتاب عليه يصرخ بحنق

تذهب بياتريس للمطبخ حيث تتناول كارلا الإفطار وكانت تتحدث مع والدتها، تتقدم تأخذ زجاجة قهوة مثلجة من الثلاجة بينما تنظر للإثنين الجالسين بفضول أردفت كارلا بضحك:«تعالي أيتها الغيورة اجلسي برفقتنا دون أن تلمسي الطبق خاصتي.»نطقت بياتريس بمزحة:«اوه سأرى فقط ماذا تأكلي؟»

تجلس بالمقعد بجانب كارلا تمد يدها لطبق كارلا تقوم كارلا بصفع يد بياتريس بخفة تخرج ضحكة عفوية من ثغر بياتريس ثم تقول:«همجية، بالأصل أنا لاأتناول هذا الأكل الغير الصحي.» اؤمات كارلا تتحدث بسخرية:«أجل القهوة المثلجة من الأشياء الصحية»

ردت بياتريس:«الأطباء بإفريقيا ينصحـ»تقاطعها الكبرى قائلة:«اكيد سينصحوا بالقهوة لأنها القارة التي إكتشفت القهوة إنها عملية ترويج واضحة ربما عليكِ تغير تخصصكِ للتسويق أيتها ساذجة.» ردت بياتريس:«تقنياً الأطباء لم يكتشفوا القهوة.»تفتح كارلا فمها للإعتراض لكنها تعاود إغلاق فمها تهز رأسه بقلة حيلة ثم تقول:«لافائدة من نقاشك معكِ.»






ينظر فيكتور للصناديق المليئة بالمخدرات أمامه وضع يديه بجيوب بنطاله ببرود، تحدث آندرو الذي يقف خلف فيكتور:«صاح دعنا لاندخل بهذا الأمر الكبير والمليئ بالخطورة.»رد فيكتور بهدوء:«ولهذا السبب سندخل، قم بتخزين الصناديق، أرسل النقود وإذهب للإتفاق إتصل بـ ليون الليلة ستكون الطرق مفتوحها لعبور البضاعة.»

ينتهد آندرو اؤما بقلة حيلة لا أحد يستطيع رفض اؤامر فيكتور كل شخص بالمدينة يعلم هيبته وخاصتاً العصابات بجميع المدن لأنه تخلى عن العسكرية وإنضم للمافيا جعل الكل يخشاه

الجميع يعتقدوا أن فيكتور الإبن المدلل للجنرال ولم تعجبه تدريبات العسكرية لهذا قرر لعب لعبة أخرى بينما كان فيكتور يخطط لخطته الخاصة لأحد يعلم بماذا يفكر أو لماذا يخطط.






خرجت فيرونيكا من المطبخ عند سماع صوت طرق الباب كانت يديها ملطخه بالطحين حاولت فتح الباب بكوعها وهي تشتم يومها السيئ، تصنمت مكانها بتفأجى عند رؤية ليون توقعت الطارق والدها رمشت عدة مرات تستوعب رفعت يدها لترتب خصلات شعرها لاحظت الطحين اخفضت يديها بسرعة تسأل بإبتسامة منحرجة:«مالذي أتى بك؟!»

إبتسم لها أردف بإحترام:«مرحبا ماركيزة، كيف حالكِ؟» حمحمت من الموقف المحرج أجابت بإبتسامة طفيفة:«بخير، ماذا عنك؟»اؤما برأسه بإبتسامة طفيفة تزين ثغره ليقول:«انا بخير، أتيت لـ رؤية المفوض، اقصد والدكِ.»

همهمت لتقول:«أعلم أن المفوض والدي، أدخل أبي ذهب للمتجر لشراء بعض المستلزمات المنزلية.»يدخل ليون المنزل بينما يعدل معطفه سأل بإستغراب«وهل المفوض يذهب للمتجر؟!»

رفعت حاجبها، لاحظ نظراتها حمحم معتذراً ليقول:«أقصد بالتأكيد يستطيع ان يذهب للمتجر لكنه بالعادة لايبدو كرجل يهتم»اؤمات بإبتسامة قالت:«اجلس لن يتأخر بالعودة سأذهب اغتسل وبعدها، ماذا تشرب؟»نفى برأسه قائلا:«لاشيء، شكرا لكِ.»

اؤمات تتجهه لغرفتها لتغتسل وتغير ملابسها الغير مناسبة فهي لم تتوقع ان يأتي شخص غير والدها أو صديقتها ستتذكر هذا الموقف المحرج طول حياتها






كوخ صغير داخل الغابة الأرض خضراء عشبية حوله يقوم فيكتور بوضع كاتم الصوت بسلاحه ثم ينظر للأهداف أمامه لقد إعتدات على القدوم لهنا لقضاء وقت بالطبيعة، قأم برفع سلاحه بتركيز قاطع تركيزه صوت رجل من رجاله وقف بجانب فيكتور يحمحم، أخفض فيكتور سلاحه ينطق بحده:«مالأمر؟»

يرفع الرجل شاشة جهازه اللوحي ينظر فيكتور للشاشة ببرود رأى ماركو ويولاندا بمطعم بالطبع صديقه سيتجاهل اؤامره عندما يتعلق الأمر بزوجته، رفع سلاحه يطلق على الأهداف أمامه قائلا:«لاتدع موقعهم يغيب عن عيناك.»

اؤما الرجل وتحرك للمغادرة أخرج فيكتور هاتفه الذي يرن من جيبه عندما أجاب سمع صوت مألوف لرجل:«سمعت أنك تبحث عني وسمعت أنك سمحت أن أتاجر بمخدراتي بمدينتك إنهُ لشرف لي العمل معك لنتقابل.»

إبتسامة شيطانية زينة ثغر فيكتور ليقول:«حسنا حدد الموعد والمكان فأنا متأكد انك جبان لتأتي لمدينتي ولمكان خاص بي.»رد الأخر:«صدقني انت لاتعرفني بعد حسنا سأتي لحيث تريد ونتفق.»

اؤما فيكتور واضعاً يده بجيبه عندما وضع سلاحه جانباً اردف:«حسنا لنتقابل بالميناء حيث ستعبر بضاعتك لترئ التحضيرات بنفسك.» وافق الرجل بعد التفكير أغلق فيكتور الخط دون سماع الرد ثم نظر لساعة يده، عليه فعل شيء قبل أن يذهب للميناء فهو بالتأكيد لن يسمح لتلك البضاعة بالإنتشار بمدينته






يتأمل ماركو يولاندا التي تجلس مقابل له إبتسم عند رؤيتها تلعب بأصابعها بتوتر،أشار للنادل بالقدوم سأل:«هل يوجد مخرج خلفي؟» اؤما النادل يقول:«أجل يوجد الباب الذي تدخل منه الملستزمات.»همهم ماركو ليقول:«حسنا نريد إستخدامه للخروج.»

اؤما النادل بإستغراب نظر ماركو ليولاندا قال بإبتسامة:«لنذهب حبيبتي.»عقدت حاجبيها بعدم فهم لما يخطط له، وقفوا نظر ماركو للخارج لرؤية الرجل الذي يراقبهم تقدم يمسك بيد يولاندا ثم خرجاً من المخرج الخلفي

توقفت يولاندا عند خروجهم إرتسمت إبتسامة بثغرها عند رؤية والدها، أردف ماركو:«لاشك لاحقا انا سأكون بمأزق.»

أردف فرناندو-والد يولاندا- بهدوء:«انت تعرف مصلحتك عزيزي.»رد ماركو بإزدراء:«انا لاافعل هذا خوفاً منك او عناداً بـ فيكتور فقط من اجل يولاندا لاتستغل الأمر أيها العجوز.»

يضحك فرناندو يحاوط كتف يولاندا قائلا بإبتسامة:«حسنا إذهب، انا سأوصلها المساء للمنزل.»اؤما ماركو ينظر لـ يولاندا قائلا:«لاتقلقي بخصوص شيء وإستمتعي بوقتكِ مع والدك.»يطبع قبلة برأسها ثم يغادر

تعانق يولاندا والدها بإبتسامة، تحدث فرناندو بسعادة:«اوه أميرتي الصغيرة، بالمناسبة زوجك ليس بهذا السوء يعجبني اكثر من اخيك البغيض.» تنظر له بعبوس قائلة:«إلى متى سيستمر هذا أبي؟»

ينتهد بإرهاق يكوب وجهها يقول بحزن:«وانا لااعلم عزيزتي اعلم الأمر مرهق للجميع لكن هذا مايجب ان يحدث وصلنا لمرحلة لايمكننا التراجع أصبري قليلاً وسيكون كل شيء بخير هذا وعد من والدك.»يعانقها بحنان مازال هناك الكثير من الغموض

يولاندا تعتقد أن فيكتور وابيها قطعوا علاقتهم منذ وفاة اخيها الأكبر لكن هناك الكثير من الأسرار وإحدى تلك الأسرار، سبب إنضمام فيكتور للجانب الأخر.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي