سوفانا

Milly mohsen`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-11-26ضع على الرف
  • 51.1K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل١

سوفانا
الحلقه: ١
الكاتبة/منة محسن[Milly]
في جزيرة بالاوان بالفلبين
كريس هذا الشاب طويل القامة، ويعد فرد من أفراد العصابة التي احتلت هذه الجزيرة، فهو بالكاد قد وصل عمره لمنتصف العقد الثالث، شعره الأصفر أشبه بشعاع من ضوء الشمس الصافي، عينان زرقاويتين وكأنها بحر يعكس صفاء السماء في لونها، بشرته حليبية، وشفتاه ليست ممتلئة او رفيعة.

نظر إلى الفتاة الواقفة أمامه بغلٍ وهو يقوم بإلقائها أرضًا، وكأنه لم يأبى لجمالها، ورقتها.

كانت الفتاة قصيرة للحد الذي يجعله يحملها بيدٍ واحدةٍ، عيونها ساحرة، أشبه بمدينة خضراء صممت خصيصًا لسحر النفوس.
شعرها كثيف، لونه كلونِ دماءٍ سالت في حرب لتعبر عن هزيمة الأعداءِ، يتناسب مع لونِ بشرتِها وكأنها مسكن للشتاء، هي بيضاء كبياضِ الثلج.

كريس يوجه سلاحه صوب هذه الملقاة ارضًا، وينظر للجميع بوجهٍ يملأه الغضب:
_من يعلم بوجود تلك الساقطة هنا؟

كان فرانك الواقف على مسافةٍ ليست ببعيدة بينهم يراقب بصمتٍ مايحدث حوله، فقط ينظر الى تلكَ الزهرة التي اوشكوا على قطفها،
وكيف يتدخل فى الأمر وهو فردً منهم؟!

يختلف عن باقي أصدقاءه فقط في بنيته، وتفاصيل وجهه، فهو يمتلك ملامح صاخبة رجولية،يُعد شعره مسكن لظلامِ الليل ، وزرقان الؤلؤ الصاخب يسكن عيناه في حدةٍ ورقي، يمتلك جسدًا عريضًا يتناسب مع طوله الجيد صاحب البشرة القمحية، والشفاة الممتلئة فهو مختلف تمامًا عن الجميع.

_دائمًا ما كنت اعتقد ان الخروج من الجزيرةٍ يُعد من أخطرِ  الأمورٍ، ولكن ماحدث جعل الحياة أشبه بالجحيم، وخاصةً بالنسبة لي وكيف لايعد جحيمًا وأنا الفتاه الوحيدة فى جزيرة مليئةٍ بالشياطين؟!

أتقدم لكم بالحديث عني، أنا سوفانا (ويعني:الؤلؤة) بالكاد وصلتُ الى العقد الثالث، ولدت في جزيرةٍ بالفلبين جزيرة بالاوان، يُعد هذا موطن والدتي، عكس أبي الذي ولد في أميريكا، أخذت ملامحه بداية من شعره الاحمر، الذي يشبه كثيرًا شعر الأميرة ميريدا في أحد قصص أميرات ديزني وهذه العيون الخضراء وكأنها خلقت من ورق الاشجار.

صاحبه الشفاة الممتلئة تشبه الكرز في لونها، صاحبة البشرة البيضاء كبياض الثلج، لقد كنت مختلفة بعض الشيء عن الجميع؛ وهذا لعدم امتلاكي تلك الملامح الفلبينية كملامح والدتي.

فوالدتي التى تم بيعها كجارية بمدينة مليئة بالبشر، يعيشون حياتهم برفاهية ولا يدركون هول حياتنا هنا، دعوني اخبركم كيف بدء الأمر لينتهي بي المطاف وانا وحدي وسط هذا العدد الهائل من الرجال على تلك الجزيرة التي أصبحت سجني الأبدى.

بداء الأمر في عام ١٩٩٠، كان هذا بداية قدوم الأمريكين لأحتلال الجزيرة، أي قبل مولدي بأعوامٍ كثيرة، لم يستطع أحد الوقوف أمام أسلحتهم، ورجالهم الذي يمكنك رؤية صراخ المذنبين على وجوههم الإجرامية، لم يكفيهم قتل خير الجزيرة، بل كانوا يسلبون قوة الجميع.

لقد تحكموا بأبسط الاشياء الذى يمكننا للقيام بها كحقوق لنا في هذا العالم وهى تناول الطعام؛ فقد أصبح له أوقات محددة وعبارة عن وجبة واحدة باليوم الواحد، فنحن كنا مجرد عبيدٍ لهم بل ومازلنا،بدءوا ببيع نساء الجزيرة كخدم في المدينة، ومن يتزوج وينجب طفلًا، يقومو ببيعهم عندما يبلغ هذا الطفل، بأن يصبح معتمدًا على الطعام.

ومع هذا العذاب الذي كان يحل بالجزيرة، وضع أصحاب الجزيرة قانون بينهم، وهو عدم الزواج من بعضهم البعض وبهذا لن يقوموا ببيع النساء وكيف ستصبح الجزيرة بدون نساء؟ ولكنهم لم يتوقفوا واستمروا ببيع النساء بل والفتيات الصغار، نعم كان لهذا مساويء كثيرةٍ؛ لأن وبكل بساطةٍ أصبحت أعيش وسط مجتمع ليس به سوى الرجال المحتلين.

نعم هم يعتقدون أنهم لن يقوموا بما يقوم به الرجال، او بمعنى أخر، هم فقط عليهم ان يقوموا بخدمه المجتمع، أظن أن تلك كانت رسالةٍ واضحة يقدموها لنا، مؤكدًا تتساءلوًن وكيف أنني لازلت موجوده في الجزيرة حتى الان!

ببساطة أنا مصابة بمرضٍ حاولوا بيعي ولم يوافق أحد على شرائي، فأنا مصابة بمتلازمة توريت، تلك المتلازمة ليس لها علاج، ولأنى فتاه وايضًا لم يود أحد شرائي، بالنسبه لهم ليس لي اي اهمية هنا، وإن علموا بأمري في الجزيرة سيقومون بقتلي فهذا أقل مايقدمونه نيابة عن اعتقاداتهم اللعينة؛ لهذا كان علي الأختباء نهارًا والتلصص ليلًا لأبحث عن طعامي.

هذا إن لم يستطيع أبي كارتر أحضاره لي، أو بمعنى أخر مايبقونه من طعامهم، وبخصوص والدي، هو من أخبرني بذلك لقد خَسِرَ أُمي وعلى وشك خِسارة نفسه؛ فهم يعملون ليلًا ونهارًا لأجل هؤلاء الشياطين، ولهذا لم يكن على إستعدادٍ لخسارتي ايضًا؛ اعتقادًا منه أنه سيقوم بتهريبي من الجزيرة في يومٍ ما.

وهاهو يومٍ جديد بمجموعة جديدةٍ من اللصوص، والإجراميين يقدمون إلى الجزيرة، وما الفرق مؤكد سيكونوا مثلهم.

لقد قدموا المحتلين الجدد إلى الجزيرة، وكيف لا وهم يورثون أحتلالها لأحفادهم، وكأنها بالفعل ملكً لهم، لقد كانوا يحملون أسلحتهم، هم يستمتعون برؤية الخوف في عيون الجميع.
كان أحد هؤلاء الرجال يقوم بقطع أى نبات يقابلهم، أعتقد أنه يريد سلب الجزيرة خيرها وهاهو يتضح ماقلت.

تحدث كريس بنوع من المتعة الظاهرة في حديثه:
  _اوو أعتقد أننا سنحب العمل هنا، ألا تعتقدون ذلك؟
كان ينظر إلى مجموعة من الأسرة، أصحاب الجزيرة، حقًا لقد كرهت هذا المعتوه منذ النظره الأولى لي، مؤكد ستتسألون كيف أراهم وقد أخبرتكم أنني مختبئة؟

بكل بساطة أنا أعيش بسرداب أسفل الأرض، لم يقوم أحد بأكتشافه لأن فوقه بعض الأعشاب لأخفاءه، ولكن قمت بصنع ثقب فى الباب الخشبي لرؤية مايحدث حولي، ولما لا وأنا على خطر العدم.

لقد رأيتهم جميعًا، تأكدت أن الجزيرة لم تنتهي من هؤلاء الحثالة، بل هم سيقضون على الجميع؛ ليبقوا هم فقط في الجزيرة، مؤكد هذا ماخططوا لفعله.

لقد قام أحدهم بحجب الرؤية عن عيني، تسلل بعض الطين إلى عيني وكأن أحدهم قام بالوقوف على تلك الأعشاب اللطيفة المخبأ خلفها باب السرداب!

فرانك نظر للجميع وهو ممسك بسلاحه، وقام بالتحدث بلهجة آمرة:
  _ سنقوم بتقسيمكم إلى مجموعات لتتولوا أمر تلك الجزيرة، بعضكم سيقوم بالطهوا وبعضكم بجمع الطعام، وايضًا مجموعة منكم لخدمتنا سيتولى بعضكم بناء بعض البيوت الخشبية، ومن الأفضل الإلتزام بما أقول وإلا ستعانوا في التعامل معنا.

نظر إلى كريس الذى يستمتع كثيرًا بما يحدث، ليكمل فرانك حديثه أمرًا:
  _كريس تولى أمرهم، ومن يخالف أوامرك قم بأخباري.

تحدث كريس بترحيب لما يقول:
  _على الرحب فرانك.

اللعنه لم أعد أستطيع رؤية مايحدث من هذا المعتوه الذى لم يجد غير الوقوف هنا؟
لكن مافهمته هو أنهم يخططوا للقيام ببعض التعديلات في الجزيرة.


مر الوقت ولازلت أستمع لأوامرهم الغبية لقد قدم الليل وانا جائعة وحدي فب هذا السرداب كعادتي لكن تلك المرة لم يحضر أبي كارتر الطعام لي كما كان يفعل، مالأمر يا ترى؟! فأنا لم أتناول سوى وجبة واحدة اليوم، والأن أوشكوا على النوم.

كارتر وحده في غرفه الطبخ، فهو مكلف مع مجموعة لطهوا الطعام، يفكر في أبنته التي لم تأكل منذ الصباح، الحراسه أصبحت مشددة أذن كيف سيستطع إطعامها؟!

بعض المحتلون يلتفون حول الحطب المشتعل بنيران تدفئهم، كم أتمنى من تلك النيران تصميم ثياب لهم من لهبها المشتعل، عكس هؤلاء الذين يرتجفون من شدة برودة الجو.

سام تحدث بحسرة وهو ينظر لأصدقائه:
  _ألا ترون الأمر مثلي؟

نظرله كريس متعجبًا:
   _وماذا ترى أنت؟
سام:
   _العيش دون إناث أمرٍ لايصدق، نحن نقضي حياتنا في جزيرة لايعيشون بها سوى رجال، وسكان المدينة يستمتعون بوقتهم، ألا يعد هذا ظلم؟

نظرله فرانك مترقبًا:
  _إذن أنت تريد الزواج؟
تنحنح سام في حرجٍ مما يفكر به:
  _لم أقل أنني سأتزوج، لازلت شابًا يا فتى.
ضحك كريس ونظر إلى فرانك:
  _أنت تعلم بماذا يفكر؟

نظر فرانك إلى سام وتحدث ساخرًا:
  _معتوه.

أسير بالسرداب وأشعر بمعدتي تعتصر من شدة الجوع، وهم يستمتعون بوقتهم ويمزحون أيضًا أنا حقًا سأفقد صوابي من شدة الجوع، لماذا لم يأتي أبي حتى الأن؟

حسنًا علي التحمل حتى ينام الجميع وأحضر أنا طعامي فأنا لا أملك خيارٍ أخر.

لقد مر الوقت علي وكأنه قرن، أصبح الجو هادئًا الأن، هذا يدل على خلود الجميع إلى النوم ولكن علي أن أتأكد من ذلك.
صعدت الدرجات لأقف أعلاها لأنظر من هذا الثقب الذى يُعد هو الرابط بيني وبين العالم، لم أجد أحدً حولي الجميع في خيامهم، لا أحد مستيقظ سوى الفلبنيين.

وهنا بدأت أصعب خطوةٍ، لقد خرجت من السرداب بالفعل، كنت في شدة حذري من رؤية أحد لى، أسير خطوة وأختبأ الأخرى، لقد رأيت بعض الحراس الخاصين بهم، ولكن أنا بعيدة تمامًا عنهم علي أن أصل إلى غرفه الطهو.

ااه، ماهذا؟، لقد تعثرت بشيء، لحظه شيء! إنه شخص، شخص!
لم أستطع أستيعاب ماحدث وكأننى سقطت ببقعة سوداءلم أره أى ش سوى تلك العينان التى تشبه الؤلؤ الازرق فى لونها،
لم أره فى مثل تلك الحدة الموجودة بعيناه، ألونها كلون الؤلؤ الازرق؟
أم أنها مقتبسة من لون السماء الصافية، في صباح مثلج!

•المتحدث فرانك•

أنا أعتقد أنني عالق في أحد الأحلام العجيبة، وكأنها من تصميم ديزني.
كيف يكون لهذا الجمال المتمثلة به الطبيعة من عيون لونها كلون الاشجار الخضراء؟ وشعر كلون الورود شديدة الحمرة، وتلك البشرة المأخوذة من بياض الثلج، كيف لكل هذا الجمال أن يكون حقيقيًا؟

مؤكد تلك حورية من السماء، أُرسلت لتهدئه جروح أحد العالقين في جحيم العشق، أم أنني فعلت شيئًا جيدًا ليجازينى خالقي بأحد حوريات الجنه؟

لقد عاد رشدي منتبهًا لذهابها، لا لم أفقد تلك الحورية قبل أن أعلم من أي سماءٍ سقطت.
بحثت عنها الكثير والكثير، وبين الأشجار، ومن حولي لم أجدها، قالوا أن الجزيرة خالية من الفتيات، أذن هذه حوريتي أنا، وجاءت لتتفقدني.

نظرت إلى يدي التي قامت بلمسها، أنا أشعر بلمستها لى، لكن كيف؟!

•المتحدثة سوفانا•

هاي، كيف لم أستطيع الهرب في أول الأمر؟ حقًا كم أنني غبية ماذا إن علم بوجودي؟
مؤكد علم لقد رأني لكن هذا ليس من شأني؛ لأنني كنت جائعة لم يحضر لي طعام حتى، حسنًا ها أنا عدت إلى سردابي في خفية كما خرجت منه، لقد وجدت بعض الفاكهة في طريقي أحضرتها معي، ماهذا؟

هل أحضر أبي الطعام الأن؟

أنا أجد طعام على طاولتي، مؤكد هو ومن غيره يعلم بأمري، ألم يستطع أحضاره قبل ذلك؟ حسنًا حسنًا سأهداء لا بأس.

جلست لأكل حتى أستعيد طاقتى وأملي بالهرب من تلك الجزيرة مع أبي كما وعدني، لقد أصبحت أُفكر به، ليس أبي، بل هذا الشاب الوسيم، هل قلت وسيم؟، غبية للمره الثانية كيف يعجبنى وهو من أولئك الوحوش؟ هذا غير صحيح هو لا يعجبنى، على الأرجع أنه كذلك.

أتمنى ألا أراه مجددًا، لا أرى أحدًا من أولئك الوحوش، لقد كانت هذه أُمنيتي في تلك الليلة، ولكن ماحدث كان له رأيي أخر، وكأن قلبي أراد شيئًا أخر غير ماتمنيت.

.. أشرقت الشمس الت لم أعد أراها سوى من هذا الثقب، وكأنه الوسيط الوحيد لرؤيتي للحياة، تسلل شعاع الشمس الخافت إلى السرداب من هذا الثقب، أيقظني هذا الضوء الخافت وكأنه يخبرني بحلول الصباح.

لقد كانوا يتناولون الفطور الذي قاموا بإعداده مجموعة من الفلبينيين،  أو كما أقول المستعبدون لهم، يأكلون بدمٍ بارد والفلبنيين يشقون في صنع الطعام كله للجميع وليس هذا فقط بل يقيمون مدى سوءه، وكأنهم يقضون عليهم ببطئ ويتمتعون بخدمتهم ايضًا.

نظر المدعو كريس إلى فرانك الجالس أمامه، يفسر شروده من بين الحين والأخر فتارة يتناول طعامه، وتارةٍ أُخرى يفكر في حوريته العجيبة، قاطع شروده وأعاده إلى واقعه صوت كريس المتعجب.
تحدث كريس متعجبًا:
  _من يجتاح عقل العزيز فرانك بهذا القدر الملحوظ؟

نظرله فرانك في ثبات وانتباه، قام بالتحدث ليبعد تلك الفكرة عن عقله في نفي:
  _لا شيء فقط أُفكر بما سنقوم بفعله.
أكتفى كريس برفع حاجبيه، ثم تحدث في حماس:
  _أعتقد يوجد لدي أقتراح، عليه أن يثير أعجابكم.

تحدث فرانك في تعجب:
  _ماهو؟

تحدث كريس بحماس يغمره:
  _مارأيكم بالقيام بلعبة للتسلية؟


عقد فرانك حاجبيه في تعجب:
  _لعبة!
يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي