الفصل٢

الحلقه: ٢
للكاتبه/منه محسن[Milly]
يصفق كريس بيده لينتبه له الجميع:
  _هيا، هيا، فليأتي الجميع إلى هنا.

كان فرانك ينظرله فى تعجب من أفعاله.

تحدث سام بتسائل يصاحبه سخرية ممايفعله كريس:
  _أهذا الفتى قد جُن؟!

أجتمع بعض أهل الجزيرة، ولكن البعض فضلوا البقاء بعيدًا لمشاهدة مايحدث، ويتبعهم أبي كارتر.

نظر كريس إلى المتجمعون حوله، تحدث في حماس:
  _من يحب اللعب يقوم برفع يده؟

نظروا الفلبنيين إلى بعضهم البعض، ليرفع عددًا منهم أيديهم في حماس من حديث هذا المعتوه، هل أنا فقط من أخذ حديثه بصورة سيئة؟!، نعم لقد كنت أشاهد مايحدث من داخل سردابي فأنا لست على أستعدادٍ للعيش وكأنني مسجون ينتظر تنفيذ حكم الإعدام، فيجب على الأقل أن أكون على دراية بما يحدث حولي.

تحدث كريس بحماسٍ مقلق:
  _رائع! الأن سنصنف خمسة رجال في فريق وخمسة ضدهم، يمكنكم أختيار بعضكم البعض، قصدت فالتجمعون فريقكم.

وبالفعل نفذوا ماقال هذا المختل وقسموا أنفسهم إلى فريقين، كانوا الجميع يشاهدون مايحدث في تعجب هل بالفعل ستكون مجرد لعبة؟!

كريس نظر إلى بعض الأمريكيين ويتبعهم فرانك:
  _الأن فلتقوموا بأختيار رجل لتراهنوا عليه ومن يفوز بالرهان سيحكم على الأخر بشيء

أعتقد أن فرانك هو من فهم لعبته، وهذا ماتدل عليه طريقة نظره له.

نظر كريس إلى فرانك بأبتسامة شيطانية، كأنه يعلم فهمه له:
  _هيا فلتقوم بالرهان على أحدٍ من الفريقين.

ضحك فرانك ضحكة ساخرة هو الأن بداء الاعيبه كما لو أنه لم يأتي هنا فقط للإستيلاء على الجزيرة؛ بل والإستمتاع بوقته أيضًا.

بدئوا الأمريكيين بالمراهنة على أشخاص بطريقةٍ عشوائيةٍ؛ هم لايعلمون اللعبة فقط فرانك من قام بفهم مايدور بعقل كريس، وهذا لأنه صديقه منذ الصغر، فدائما ماكانوا يفهمون بعضهم البعض من مجرد نظرات أعينهم.

قام فرانك بالمراهنة على أعرضهم بنية جسمانية كما تصرف صديقه كريس.

كريس:
  _الأن سيقوم شخصين شخص من الفريق الأول وشخص من الفريق الثاني بالقتال من يخسر منه يخرج صاحبه الذي قام بالرهان عليه من المسابقة، ويدخل مكانه شخص أخر وتستمر اللعبة بهذه الطريقة، حتى يظل شخصان فقط في النهاية، ليفوز شخص منهم وهو من سيفوز المراهن عليه هل هناك أسئله؟

نظروا الفلبنيين إلى بعضهم في دهشةٍ، هل سيقاتلون الأن بعضهم؟ كيف وهم يحاربون سويًا للبقاء في موطنهم؟

الأن لقد فهمت ماسيحدث، ولما لايفعل وهو مؤكد لايريد راحتهم كان هذا مجرد شئ صغير من حقارة هذا الشخص الذي يستخف بأرواحنا، أجل أرواحنا فأنا جزء من هذه الجزيرة، وسأظل كذلك في البداية أردت الهروب من هنا فقط، لكن الأن أشعر وكأننى لا أريد الذهاب وحسب، بل جعل كل فرد منهم يدفع ثمن ماسيحدث الأن.

تحدث شخص من الفلبنيين برفض وأعتراض لهذا الهراء:
  _أنت قلت لعبة ولم تقل قتال، أنا لا أريد المشاركة جميعنا كذلك، لن يقاتل أحدٍ منا الأخر.

نظرله كريس بأبتسامةٍ هادئةٍ، وكأنه لايهمه مايقول.

لقد كنت سعيدةً بهذا الذي قرر عدم الصمت، ورفع صوته ليعترض على هذا الوضع فإن وافقوا لم تكن المرة الاخيرة، ولكني صدمت مما حدث.

أخرج كريس سلاحه وقام بقتله ليصرخ الجميع في صدمة وذهول من تصرفه.

نظرله فرانك وصمت ولما لا وفي النهاية هو فرد من أولئك المختلين.

نظر كريس إلى الجميع وقد أنتابتهم حالة من الهلع:
  _هل الجميع موافق؟ أم هناك من يعترض؟

نظروا له الفلبنيين في هلع وصدمة مماحدث، أكتفوا بهز رؤوسهم نافيين رفضهم.

تحدث كريس وعلى وجهه أبتسامة لعينة:
  _رائع! الأن نحتاج فرد أخر ليدخل مكان هذا المنسحب.

لقد أنتابتني حالة من الهلع والصدمة كالجميع فجميعنا دائمًا يدٍ واحدةٍ والجميع يعلم بوجودي ايضًا ولكن سلامتي بالنسبة لهم شيء مهم، لم يقوموا بقتلي أو بتسليمي كما فعل هذا الكريس لمجرد أن يستمتع بوقته؛ فالروح ليست بشيء رخيص.

كان يتحدث وكأنه لم يقتل الشاب منذ قليل، لقد كنت أطلب من الله أن لا يختاروا أبي كارتر، فهو ليس بمقاتل سابق أو شاب ليصمد.

نظر المدعو كريس إلى أحد الفلبنيين وقام بأختياره، حمدًالله لم يكن أبي، لقد بدئوا لعبتهم وأول إثنان تقدموا للقتال، كانوا يضحكون وكأن بالفعل هذه هي متعتهم.

حقًا هم ليسوا بشر، الشاب الذى راهن عليه هذا المدعوا كريس إستمر حتى نهايه المباراة كانت المواجهه بينه وبين المراهن عليه فرانك، هذا الوسيم الذى كرهته رغم وسامته، فهو لايختلف عنهم بشئ، كانوا أخر إثنان يقاتلان وأشجع من بقيوا من الرجال، ليفوز المراهن عليه فرانك.

لم يكن الأمر سيء بالنسبة لهم بل كانوا يضحكون ويمزحون طوال الوقت، كانوا يقوموا بتشجيعهم وكأنهم ليسوا بشر تحتل أجسادهم روحٍ.

لم يهتموا لأولئك الملقون على الأرض هاويين ضعفاء من القتال، فالجميع خسر ولم يبقى إلا مقاتل واحدٍ فقط، لم يتأذى بهذا القدر ولكن في النهاية قد تأذى.

عاد ابي كارتر إلى غرفة تحضير الطعام لم يكن راضيًا عما يحدث، مؤكد لم يرضى ولا أحدٍ منهم، لكن هذا أمرً ويجب أن ينفذ، لقد أنشغل باله طوال الوقت؛ كيف سيقوم بتهريبنا خارج الجزيرة، فنحن أُسرى هنا، ليس من يوم وليلة بل منذ أعوامٍ كثيرة مضت حتى لا نعلم كم مضى ونحن بهذا الحال، فلقد كبرت على هذا الأمر.

نهض فرانك ونظر إلى كريس نظرة لئيمة، وكأنه يخبره بفوزه مرارًا، أو يذكره بأمر تخليه عن الحكم عليه.

تحدث كريس وعلى وجهة أبتسامةٍ لا معنى لها:
  _ياااه أصبحت تفوز كثيرًا، أعتقد أن جميع أختياراتي لم تعد ناجحة.

تحدث فرانك ردًا على حديثه:
  _عليك الإقتناع بذلك أذن.

ضحك كريس من حديث صديقه فحقًا هو أصبح الخاسر في هذه اللعبة كغيره.

لقد كانوا أهل الجزيرة (الفلبنيين)، يعملون طوال الوقت منهم من يطهو الطعام كحال ابي كارتر، ومنهم من يقوم ببناء منازل خشبية، ومنهم من يقطع الحطب للإستعداد لإشعال النيران ليلًا، ومنهم من يسعون لخدمة هؤلاء الوحوش، بينما أنا أشاهد فقط في صمت تام.

لقد حل الليل، لم يكن بسوء ليلة أمس فأنا لدي طعامي هو نفذ الأن لكن لا بأس، يكفى أنني أشعر بالإكتفاء، وإن أستطعت سأحاول إجماع الطعام عند نومهم.

كان هذا المدعوا فرانك، ممسك بشئً غريبً، شيء رفيع يمرره بطريقة ما على هذا الشئ الغريب (دفتر من الأوراق)، أهذا شيء جديد قاموا بأبتكاره؟! أم أنها وسيلة جديدة للدفاع لم نعلم بها بعد؟

لقد تسلل أبي كارتر إلى طريق سردابي كان ممسك بحقيبة بلاستيكية أعتقد أنه طعام لي لقد تسمر مكانه عندما تكلم المدعو فرانك، لماذا ينام الجميع إلا هو؟!

تحدث فرانك وهو يجلس من مكان تمدده:
  _إلى أين أيها العجوز؟

أخذ كارتر نفسًا عميقًا وقام بالإلتفاف له، لينظر إلى وجهه في إرتباكٍ ملحوظ:
  _اا، كنت..

قاطعة حديث فرانك بسؤاله عن هذا الشئ بيده ليقول متعجبًا:
  _أهذا طعام؟

وجه كارتر نظره إلى الحقيبة الموجودة بيده، هو لا يستطيع التحدث حتى، وهذا ماسيزيد من شكوك فرانك لديه:
  _اا، لا، فقط أنها قمامة، كنت سأقوم بإلقائها في مكانٍ، بعيدٍ عن هنا.

كانت نظرات فرانك له كما وكأنه يحاول التماس الصدق في حديثه فلولا أرتباك أبي كارتر لصدقه بسهولة.

فرانك:
  _حسنًا، إلقيها وأخلد إلى النوم، لا أُريد التجول بهذه الطريقة.

أخذ كارتر نفسًا عميقًا، وبداخله الكثير من الغضب حيال هذا الأمر؛ فهو يمتلك الطعام لأبنته ولا يستطيع أعطائه لها.

أكتفى كارتر بحركة بسيطة من الرأس، تعبر عن أستجابته لما قال، اخذ خطواته حيث يمكنه التخلص من القمامة بحرقها، وبعد أنتهائه عاد لملجائه.

وبرغم أنني اتدور جوعًا، إلا أن روحي هدأت بعد ذهابه، فهو كان على وشك أكتشاف أمري.
لقد أستمريت بمراقبة الأوضاع خارجًا، حتى ذهب هذا المدعو فرانك، مؤكد ذهب إلى النوم، حسنًا لم أخرج الأن حتى أتأكد من عدم عودته مجددًا.

وبعد مرور الكثير من الوقت، لم يعود، مما دفعنى للخروج من السرداب.

لقد كنت أسير ببطئٍ شديد وحذر مبالغ، كما لو أنني متلصصة، هذا أفضل من أن يلاحظ أحدٍ وجودي.

وبالفعل أحضرت بعض الطعام كعادتي، لأعود إلى سردابي في خفيةٍ، وكأنني هذا الطائر الصغير الذي يحلق بعيدًا؛ ليبحث عن أعوادٍ من القش لبناء عشه الصغير.

حتى أنني لست برفاهية هذا الطائر الصغير، فالأنظار تتخطفه، في بهجةٍ وسرورٍ من أمر هذا المخلوق الصغير، فهو يحلق ليعمر موطنه، أما أنا فكل مأقوم به، فقط للبقاء على قيد الحياة.

ولكن عند عودتي إلى السرداب، وجدت شيئًا غريبًا، أنه مألوفً لي، نعم، هذا الشئ الذى كان ممسك به هذا الشاب، يبدو أنه كان يقوم بأستخدامه، أعتذر على فعلتي فقد قمت بأخذه، ولكننى على وشك فقدان عقلي إن لم أعلم ماهذا.

مر هذا اليوم أيضًا كغيره من الأيام المظلمة في سردابي، فقط أشكوا إلى الليل مالا أستطيع التحدث به مع بشرٍ، فتلك سماء الله الواسعة، التي لا تكتفي بشكواي مهما كثرت، لا تمل من دموعي مهما سقطت، فأنا على يقين بأنها ستستجيب يومًا لدعائي،  فأتي وأُحدثها باكية بدموعٍ باردةٍ، فيا الله برد دمعتي.

كانوا يجلسون يتناولون طعامهم، عقد كريس حاجبيه في تعجرف مما تذوق:
  _ماهذا!

سام تذوق بعض من الطعام، ليتحدث فى تقذذ:
  _هذا أسوء ماتذوقته من الطعام؟

كريس ألقى طبقة بعنفٍ وغضب ليصبح فتاتًا، وتحدث بصوتٍ عالىٍ:
  _روميو.

ذهب روميو إليه وهو من رجالهم:
  _ماذا كريس؟

تحدث كريس بوجة غاضب:
  _من طهى الفطور اليوم؟

روميو:
  _نفسهم من طهوه ليلة أمس، لم يتغير أحدٍ منهم.

كريس بصوت عالىٍ:
  _أحضرهم إلى هنا.

ذهب روميو إلى غرفة الطهو، وقام بدعوتهم إلى حيث يتواجد كريس.

نظر لهم كريس وبداخله بركان من الغضب:
  _أنتم تريدون اللعب معنا؟

تحدث كارتر متعجبًا من حديثه:
  _ماذا تقصد؟

كريس أعطاه طبقً من الأطباق ليتحدث أمرًا:
  _تذوقه.

وبالفعل قام كارتر بتذوقه.

قام كريس برفع حاجبيه ببرود وغل:
  _هل أعجبك؟

كارتر بوجة بارد:
  _ينقصه بعض الملح فقط.

ضحك كريس ساخرًا، وكأنه يخبره بسهولة الأمر:
  _إذن فلتأكله كله.

تحدث كارتر بهدوء يصاحبه برود:
  _حسنًا.

أخذ الطبق وقام بتناوله، لينظر إلى كريس فى هدوء:
  _هل تريدني أن أكمل؟

نظرله كريس بوجه غاضب، الجميع كان ينتظر ماسيحدث، منهم من يضحك على هذا العجوز الذي يمتلك أعصابً كالثلج، ومنهم من كان ينتظر حديث كريس.

حاول كريس أن يكون هادئًا قدر الإمكان، لكي لا يظهرله حجم الغضب الذى أحتل أحشائه بقدر ثباته.

تبسم كريس بنوعٍ من البرود، وتحدث بطريقةٍ هادئة:
   _لا بأس، فلتكم.

نظر الجميع إلى بعضهم البعض، نظرات حماسية، وكأنهم بالفعل يترقبون بما سيحل به.

كريس:
  _هيا أيها العجوز، فلتبداء، أريد أن أرى لون الأطباق بوضوح.

ضحك الجميع ضحكة جنونية، كحال هذا المختل.
لقد بدأت بالقلق أتجأه أبي.

وبالفعل أستجاب لهذا التحدى اللعين، وبداء في تناول الأطباق، كما لو أنه دبً، يقوم بتخزين الطعام لبياته الشتوي.

لقد كنت أتمنى لو أن لدي سلاحًا أو سيفًا؛ لأحارب هؤلاء المجانين، لكنت قتلت الجميع دون رحمة حقًا هم يستحقون الموت.

كان يضحك هذا المختل كريس وهو ينظر إلى أبي كارتر بوجهٍ بارد، ليقول في ضحكٍ مستمر:
  _أوووو، أيها العجوز العنيد، يبدو أنك اسيوي أليس كذلك؟

نظرله أبي كارتر بوجة بارد ليقول في ثبات:
  _نعم، لقد أخذت ملامحي من أمريكا، مثلك تمامًا، ولكنني لم أخذ عقلك الصغير.

تفاجأ الجميع من رد هذا العجوز ليقولوا في تفاجيء
  _أووووو.

نظرله كريس بوجهٍ غاضب، ليقول بصوتٍ عالي:
  _اللعنة عليكم، فليصمت الجميع.

وفي هذا الوقت جاء صاحب العيون الساهره، مؤكد تعلمون لما نعته بهذا اللقب.

نظر كريس إلى فرانك، ليقول بأبتسامة لا يتبسمها إلا إذا كان يخطط للعب مع أحدهم، فهو على درايةٍ بذلك:
  _فرانك، تعال إلى هنا، أين كنت يارجل؟.. كدت تأسف لغيابك الأن.

نظر فرانك لهؤلاء المترقبون من حوله، وهذا العجوز الذي يأكل كما وكأنه لم يشعر بالتعب:
  _مالأمر؟

كريس:
  _لقد تحديت هذا العجوز بأن يأكل جميع الطعام السيء هنا وهو قبل والأن على وشك إنهاء طبقه الثاني.

تنهد فرانك فقد مل من الاعيبه:
  _كريس كفى.

كان هذا المختل يضحك فقط وكأنه بالفعل يمرح وبشدة:
  _ماذا كفى؟ لقد بدأتُ للتو.

نظر فرانك إلى هذا العجوز الذي يأكل ببرود، وكأنه جالس على طاولة طعام في عشاء عمل.

فرانك:
  _أذهب إلى عملك.

قضب حاجبى كريس، لينظر إلى فرانك في أعتراض:
  _فرانك ماشأنك بما أقوم به؟

لم يبعد فرانك نظره عن أبي كارتر، ليتحدث بحدةٍ اكثر:
  _قلت أذهب إلى عملك.

نظر كارتر إلى كريس وكأنه يخبره هزيمته، يبدو أن هذا العجوز يود ان يقحم ذاته بمشاجرة.

ذهب كارتر ونظر كريس إلى فرانك بضيق لما فعله:
  _حقًا لا أستطيع فهم مايدور هنا.

ليشير بأصبعه على عقله، مما دفع كريس للتحدث:
  _ولكنني على يقين أن لا شيء يدور هنا.

وبرغم أنني لا أنحاز لأيًا من هؤلاء الوحوش، إلا أنني قد أعجبت بما قام به.

ذهب فرانك بعيدًا ليمسك بقلادة لم أكن أراه حينها ولم أكن على دراية بأنها قلادتي ولكنٍ لاحقًا وبعد كثيرًا من الوقت قد أكتشفت ذلك.

كان ينظر إلى القلادة فى يده كما وكأنه يفكر بشيء يقلبها بتفقد فقد كانت تلك القلادة هدية من والدتي، صنعتها خصيصًا لي، من الزهور الصغيرة ملتف حولها أعوادٍ من الشوك؛ لتحميها من يدٍ كل من يحاول لمسها.

••المتحدث فرانك••

لقد تأكدت من وجود تلك الحورية هنا، على الجزيرة، وليست فقط هنا، بل وهي قريبة مني ايضًا.

وبالرغم أنني علمتُ بهذا الشيء إلا أنني لست على أستعدادٍ من تسليمها أو كشف أمرها؛ فقد كنت متعجبًا كيف أستطاعت الإختباء من الجميع؟!

ولا يعلم أحدٍ أمرها حتى الأن؟

بل وكيف حورية رقيقة بكل تلك القوة لكي تستطيع الإختباء في جزيرة مليئةٍ بالرجال؟!

لقد كان لغزًا بالنسبة لي أيعلم أحدٍ بوجودها أم لا؟

لقد قمت بإخفاء القلادة بجيب بنطالي، عند وقوف سام بجواري فهو لم يصمت إن رأها وسيتسائل لمن تلك القلادة.

نظر إلي سام وتحدث في مملليٍ ظاهرًا في حديثه:
  _لماذا تقف هنا؟

تحدثت وكنت أحاول بقدر الإمكان أن أكون على طبيعتي:
  _أتفقد الجميع فقط.
.
أخذ سام نفسًا عميقًا، ليتحدث فى حزنٍ وصوتٍ يبدو عليه البكاء المصطنع:
  _لقد أشتقت إلى مدينتي الجميلة.

تحدثت في مزاح وأنا على درايةٍ بما يقصد:
  _مدينتك الجميلة!

ضحك سام فقد فهم ما أقصد:
  _يبدو أن عقلك تطور، حتى أصبحت تعلم فيما أفكر فرانك.

فرانك:
  _كل مافي الأمر أنني أعلم سام جيدًا.

تبسم سام ليقوم بأحتضاني:
  _أنت صديقً حنون.

ضحكت لأتحدث مازحًا:
  _يبدو أنك أخطأت بيني وبين مدينتك.

ضحك سام فها أنا قد أستطعت تحسين مزاجه إلى أفضل مما كان عليه.

••المتحدثه سوفانا••

لقد جاء الليل الأن، وأنا جالسة في سردابي لا أفعل شئً، أشعر بالملل فقط، ولكننى تذكرت هذا الشئ الذى أخذته، هذا الشئ الخاص بصاحب العيون الساهرة.

ذهبت لأحضره وبدأت فى أستكشافه، يبدو وكأنه شيؤ من عدة أشياء، ملمسه يعد غريبًا، لقد كانت به أشياء غريبة ايضًا، وكأن أحدهم قد رسم بالطين بشكلٍ جميلٍ عليه، فقد كان شيئًا جميلًا.

ولكن ماحدث الأن كاد يوقف قلبي عن العمل، فقد شعرت بأحدهم يقوم بفتح بأب السرداب، هل أكتشف أحدهم أمري؟
يتبع...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي