الفصل الثاني

ظللت طيلة نهار ذلك اليوم وأنا منشغل تفكيرى بما حدث، من تلك الفتاة؟ ولما كان يتعامل معها هذا الشخص او الأب كما زعموا بتلك الطريقة؟
وبحلول الليل ومحاولتي للتناسي بخلودي للنوم تكرر مرة اخرى نفس الحدث للمرة الثانية على التوالي، البنت ذاتها،تطرق بابي بنفس الطريقة.

تطلب مساعدتي ويدلف والدها ليجذبها بقوة من خصلات شعرها المنسدلة، اعمل بأستماتة على انقاذها من يده، وفي نهاية الأمر يقوم بعرضها علي زوجة لينتهي الأمر بأنه يأخذها بقوة وينصرف من غرفتي تارك خلفه حيرة وتفكير لا ينتهون.

أصبح الأمر اكثر غرابة ولن يقتنع به عقل، مما جعلني فى صباح اليوم التالي وقبل ان اتناول وجبة فطوري أباغت"عم عادل" بالسؤال:

-من الذي يقطن بتلك المنطقة ياعم عادل؟

شعرت بملامحه وقد تغير لونها وظهر الأرتباك على وجهه جليا:
-نعم، هناك من يعيشون بقرية قريبة من هنا.

وائل:
-ولكنني لا ارى احد فى الجوار مطلقا، تلك المنطقة لا يحاصرها سوى الرمال فقط!

عم عادل:
-هي تبعد فقط عن ذلك المكان بضع دقائق لا تتخطى العشر.

وائل:
-ليلة أمس وجدت فتاة جميلة تطرق باب غرفتي فى وقت متأخر وخلفها اتى والدها يعنّفها ويقوم بجذبها من شعرها بقوة.

أبتسم عم عادل وهو يردد:
-أتقصد بنورة؟

وائل:
-هل هي اسمها بنورة؟

عم عادل:
-نعم، هي أبنة ذلك الرجل ياقوت، لقد فقد عقله قليلا ويستمر على ضربها على الدوام، كثيرا ما استغاثت بي لأنقاذها من بين يداه وبطشه، وكثيرا ما قدمت له النصيحة بألا يعنفها بذلك الشكل وتلك الطريقة الوحشية ولكنه لم يستمع لي مطلقا.

وائل باندهاش:
-وماهو الحل مع شخص بتلك العقلية المتأخرة؟

عم عادل:
-ليس هناك حل سوى زواجها من شخص ما والذهاب بها بعيدا عن ذلك المعتوه.

وائل:
-هل ستقول انت ايضا زواج؟
عم عادل:
-هل قام بتقديم عرض الزاوج بها عليك؟

وائل:
-نعم.

عم عادل:
-وماهو رأيك؟

وائل:
-وهل هناك ما يحتاج الى إجابة ياعم عادل؟ بالطبع لن أقبل تلك الفكرة وذلك العرض، فأنا لست بمجنون لأتزوج بتلك السرعة وبهذه الطريقة المريبة، من المستحيل أن اقبل.

عم عادل بجدية:
-أرجو ان تحاول التفكير مجددا فى عرضه، حاول الا تغضبه او تثير حنقه عليك، ليس من صالحك ان تكتسب عداوته، صدقني لن ترغب فى مواجهة غضبه منك.
عدت الى غرفتي فى ذلك اليوم وحاولت كثيرا ان أخلد الى النوم، ولكنه دون فائدة.

نعم لم أستطع النوم مطلقا بسبب كثرة التفكير مما جعلني اقرر الخروج من الغرفة والذهاب للتجول قليلا لعل ذلك الهواء الذى سأتنشقه يعمل على تهدأتي قليلا.

أثناء السير فى الظلام على ضوء القمر شرد عقلي قليلا، ولكن أخرجني من شرودي تلك الفتاة التي ظهرت أمامي بشكل مفاجئ وكأنها قدري، ولكنها فى ذلك الوقت لم تكن كعادتها، ليست خائفة أو تطلب المساعدة، لم تكن تطلب اي استغاثة مني او من سواي، ولكنها كانت كالقمر ليلة اكتماله، أستطاعت أخذ نظري بأعجاب اليها.

-أنتي أسمك بنورة؟

هي بأبتسامة:
-وعرفت أسمي ايضا؟


-بالتأكيد علمته، ولكن هل لي ان اعرف لما يفعل والدك ذلك في كل ليلة؟ ما الذي تفعلينه ليجعله منفعلا الي هذا الحد؟

نظرت لي بحزن وتعجب للدرجة التي جعلت ملامحها التي كانت كالقمر تتحول لشحوب ملحوظ وهي تقول:
-وسوف يدوام على فعل ذلك دائما وابدا حتى اتزوج وأكون في حماية رجل اخر سواه.

وقبل ان أباغتها بأي سؤال اخر، وقبل حتى ان افكر فى التفكير فيما قالته ظهر امامي والدها مرة اخرى ككل ليلة، ذلك الرجل الذي لايبدوا عليه اي شيء من العقل، ليجذبها بعنف كعادته وهو ينظر لي بغض متسائلا:
-هل ستتزوجها ام لا؟
في تلك اللحظة شعرت بالغضب يحتل كياني، لا اعلم كيف جائتني تلك الجرأة التي تجعلني اجذبها من يده عندما وجدتها ترتجف بين يداه، مما جعلني أشعر بغض عارم تجاهه لأأقول له بكره وحقد بالغ:

-لن اتزوجها، ولكنني لن اسمح لك ان تفعل بها ما تفعله مهما كلفني الامر.

عندها تحولت ملامحه بشكل مخيف جعلني ارتجف من داخلي وهو يردد بغض:
-هل هذا هو الرد النهائي؟

وائل:
-نعم هو نهاية ردودي على ما تقوله.

ماجعلني اشعر بغرابة اكثر من ذلك الوضع هو نظرة تلك البنت لي وهي تبتعد عني، فكانت نظراتها مريبة وغير مفهومة، تركوني بمفردي وانصرفوا دون النطق بكلمة اخرى، تركوني لأفكاري وغضبي وضيق صدري من تلك الاحداث الغير مفهومة.

شعرت بحزن أحتل قلبي ولكنني عملت على تجاهل ما حدث فسيارات نقل التربة الزراعية فى طريقها إلي منذ الصباح الباكر وعلي انتظارها وسرعة البدء فى عملي.

بالفعل مرت تلك الليلة فى تفكير وانشغال وضيق حتى اتى النهار وفي تمام التاسعة صباحا، وصلت سيارات النقل لنستقبلها على المدخل الخاص بالمملكة.

ولكن ما زاد الأمور تعقيدا وغرابة هو العُطل الذي اصاب سيارات النقل بمجرد اقترابها من بوابة المملكة، نعم جميع السيارات المحملة بجميع الخامت قد تعطلت بشكل مفاجئ ودون اسباب، حاول السائقين كثيرا فى معرفة ما هو سبب ذلك العطل الجماعي المفاجئ ولكن دون جدوى، مرت حوالي ثلاث او اربع ساعات ونحن نحاول جميعا فى أصلاح تلك السيارات ولكنها وكانها قد عزمت على عدم الحركة نهائيا ولن تقترب خطوة اخرى اكثر من ذلك.

جعلني ما حدث اشعر بالضيق والأحباط، مما جعل احد السائقين يحاول ان يطلب المساعدة من أحدى سائقين سيارات النقل على الطريق العام، وبالفعل لقد اتى معه أحد السائقين لتقديم المساعدة، ولكن ما اصابني بالذهول هو تعطيل سيارته ايضا بشكل مفاجئ ودون اسباب، مما جعلها يتشاجر مع من طلب منه المساعدة معللا ذلك بأنه هو السبب فى مجيئه لمساعدتنا، وعندما قرر عدم المساعدة والانصراف عملت سيارته دون تدخل ايا منا فى اصلاحها.


فى تلك اللحظة شعرنا جميعا بسعادة، وعندما بدأ فى مساعدتنا مرة اخرى تعطلت السيارة من جديد، أحتل اليأس قلبي حتى وصل ذلك الى السائقين ولكنهم وبعد فترة طويلة قد قرروا الرحيل ليتركوني بمفردي اسقط ارضا مرتكزا على ركبتي وأنا ممتلئ باليأس والاحباط.

فى ذلك الوقت أقترب مني"عم عادل" وهو يقول بحزم:
-لن يتركك تقيم في ذلك المكان مادمت غريب عنهم.

نظرت اليه بأستغراب وذهول دون ان اعي مقصده:
-من تقصد؟


وقتها عم عارف قرب مني وقالي:
عم عادل:
-ومن سواه؟ أقصد ياقوت يابُني.

وائل بأستغراب:
-لم استطيع فهم ما تقصده!

عم عادل:
-يابُني، هم لن يسمحوا بأن تنكشف نسائهم على الغرباء، ولن يقبلوا وجودك بينهم سوى ان تكون فردا منهم، وعليك ان تتزواج أحداهن لكي يسمحوا لك بالبقاء، ولكن ان لم تقبل فلن يسمحوا بوجودك وسترحل من هنا عن قريب، واتمنى ان ترحل وانت بكامل قواك العقلية.
فى تلك اللحظة اشتعلت نيران الغضب بداخلي وانا اصرخ مرددا:
-وهل هي عنوة؟ انا لن اقبل ذلك وسوف أقوم بأبلاغ الشرطة عما يحدث.
نظر لي بطريقة شعرت فيها بالشفقة والحزن على الحال الذي سريعا ما وصلت اليه ليصمت ويجعلني أستكمل ما اقوله مرددا:
-سوف لن اخرج من تلك الارض حتى وإن توصلت الى قتل ذلك الرجل البغيض، فأنا لن أستسلم بتلك السهولة ولن اتخلى عن تحقيق حلمي ابدا.

تركته وذهبت الى غرفتي غاضبا حاقدا على العالم بأسره، تتراقص امام عيناي تلك السيارات المحملة بما سيساعدني على تحقيق حلمي، فكان املي متعلقا بوصولهم شعرت بأنكسار قلبي مع رحيلهم، ومع حلول الظلام شعرت بضيق النفس الذي جعلني اخذ قراري بالخروج من غرفتي لكي استنشق القليل من الهواء، وبالفعل مجرد ما ابتعدت بضعة امتار شعرت بأنني لا يجب ان اسير فى ذلك الوقت فأنا ليس فى حالة تسمح بأي شيء يجب علي مجابتهته.

ولكنني بمجرد ما انت التفت نظري الى الخلف، ورأيت على مرمى غرفتي نيران مشتعلة، نعم نيران تأكل غرفتي بما فيها لأركض نحو الغرفة فى محاولة مني لأنقاذ ما يمكن انقاذه، ولكنني رأيته"ياقوت" الذي كان يقف ضاحكا بنظرة تدل على لذة الانتصار.

شعرت فى تلك اللحظة بأنني انا من احترق وليست الغرفة، حاولت ان اقترب منه لأقوم بالهجوم عليه انتقاما منه على ما فعل، ولكن ما حدث جعلني اقف بمكاني كالصنم، مع الضوء الصادر عن اشتعال النيران رأيت ذلك الظل، ظل ياقوت.

رأيته ظلا ضخما ذو قرون بالغة الطول، ووجه شيطاني مخيف مرعب، نظرت اليه والخوف والفزع يتغلغلان فى أوردتي كالدماء ليفاجئني بعيونه مشتعلة بالنيران تنظر لي نظرة مخيفة مفزعة.
ركضت، كالمجنون ظللت اركض دون ان اعلم وجهتي، ولكنني حاولت الهروب بين ثنايا الجبال، لأجدها بشكل مفاج~ أمامي، ظهرت بنورة وهي تنظر لي نظرة غريبة لأرتطم بها دون ان أشعر فالظلام والفزع جعلاني لا ارى امامي، ولكنها كانت تقف ثابتة معلقة انظارها بي.

في تلك اللحظة سقطت انا ارضا امامها فاقدا النطق، لن يصيبني الخرس ولكنني اشعر وكأن الصوت يرفض الخروج من حلقي، ولكنها هي من تكلمت بهدوء لتقول:
-هل ستقبل الزواج بي أم لا؟

في تلك اللحظة شعرت بأنني جننت بالفعل لأصرخ بها وانا اردد:
-أنتم بالتأكيد مجانين، نعم أنتم مجانين.

في ذلك الوقت حدث ما لم يخطر على بال، فتحول وجهها بشكل مفزع ومخيف، عيون حمراء ووجه تحول لونه للأخضر ممتلئ بالشقوق، وتخرج من بين شفاهها انياب طويلة، نهضت من صقطتي وأنا أشعر بضعف ووهن رهيب، شعرت وكأنني سأموت فزعا، ركضت من أمامها وظللت اركض كثيرا على قدر ما استطعت حتى أبتعد عنها، وبالنهاية وصلت الى ذلك الطريق، الطريق العام الذي بمجرد وصولي اليه سقط ارضا وكأنني من الاموات، ظللت فترة طويلة وأنا اشعر بأنني بداخل دوامة عميقة أردد الهلاوس والتخاريف دون وعي، ولكنني بالنهاية عدت الى رشدي مرة اخرى، نعم عدت الى صوابي على يد"عم عادل".

كان يقف أمامي وينظر لي بنظرات مليئة بالحزن والشفقة، نهضت من مرقدي ويرتجف جسدي وقلبي من داخلي، لم استطع ان انطق بكلمة واحدة، لم استطع التحدث مطلقا، ولكنه هو من تحدث بشفقة وقال:
-لا تحزن يا بُني، فتلك الارض والمملكة بأكملها خاصة بهم فقط، ولن نستطع سلبهم اياها، لا يجب أن تأتي لتستعمر مملكة خاصة بهم.

وائل بخوف:
-من هم يا عم عادل؟

عم عادل:
-أهل المملكة يابنُني من الجن.

وائل بذهول:
-جن!؟

عم عادل:
-نعم يابُني، فتلك المملكة خاصة فقط بسكانها من الجن، ولن يسمحوا لأحد من بني البشر ان يعيش بداخلها سوى إن كان واحدا منهم كما قلت لك مسبقا.

وائل:
-ولكنك مقيم هنا ياعم عادل، كيف سمحوا لك ولم يسمحوا لاحد اخر؟

عم عادل:
-لأنني وافقت على طلبهم منذ البداية يابُني، لقد تزوجت أحدى بناتهن، ولذلك فقط سمحوا لي ان احيا بوسطهم، الم تسأل نفسك يوما من اين تأتي احتياجاتي رغم أنني لم افارق المكان ولو للحظة واحدة؟

-يابُني انا واحد منهم، فأنا متزوج احدى بناتهم، بل ولقد انجبت منها ايضا.

وائل بذهول:
-وانا ياعم عادل؟

عم عادل:
-لقد رفضت ما طلبوه منك، وطبقا لمعاهدتي معهم لم يكُن علي أخبارك سوى بعد أن تُدلي بقرارك، تركوا لك حرية الاختيار، ولقد ابديت اعتراضك.

وائل بحزن:
-ولكنني بتلك الطريقة سوف لن استطع تحقيق حلمي.

عادل:
-حاول تحقيق حلمك بمكان أخر يابُني، لقد قررت ان تختار الطريق الصحيح، فإن كنت وافقت على ما طلبوه منك بالتأكيد كان سوف يصيبك الجنان مثلي، وعندها ستضطر للعيش مع جنية تجعلك تحيا فى الجحيم، فهُم ليس كما تصور الحكايات يحقوون لك ما تتمنى، على العكس تماما من يحيا بينهم يخسر حياته وعقله، لقد كان اختيارك صحيحا يا بُني، أنت اختارت الطريق الذي يجب عليك اتباعه، انصرف من هنا وتوجه بعيدا عن ذلك المكان، ابتعد عن مملكة الجن، أنصرف بلا رجعة الى هنا مرة اخرى.

بالفعل أنصرفت، نعم انصرفت وبداخلى تجمع حزن ألعالم اجمع، وليس مجرد حزن ولكنني حزنت الى الدرجة التي جعلتني الوم نفسي على عدم موافقتي لمطلبهم، ما كان سوف يحدث إن تزوجتها وعملت على تحقيق ما حلمت به طيلة حياتي؟

ولكنني وبعد عودتي وبحثي عن أساس أسطورة مملكة الجن علمت بأن لن يتمثل الجحيم فى الارض سوى من زةاج الانسان من جني، نعم فالأمر ليس بتلك البساطة التي صورتها الى نفسي وانا الومها، علمت عن ذلك الكثير والكثير ولربما احتفظ بذلك الى نفسي، ولكنني لن أكُف عن الحرب لكي اصل يوما ما الى تحقيق الحلم الذى طالما تمنيته، فلن استسلم حتى لو ابتعدت حاليا عن مملكة الجن.


في تلك اللحظة أنتهى"أستاذ وائل" من سرد حكايته الغريبة، ولكن انا على يقين بأن تلك العوالم تحوي بداخلها الكثير والكثير مما لم يستطع عقل أن يقتنع به، ولكنني كنت معجبة للغاية بتلك الحكاية، أنا على يقيت ايضا بأنه كان يتحدث بمنتهى الصدق، فهي ليست بمجرد حكاية قبل النوم يقوم بسردها على اذناي لكي يقوم بتسليتي، دونت ما قاله وأنا اشعر بأنه سيكون مقال ممتع للغاية عندما اقوم بنشره فى الباب الخاص بالعالم الخفي، اعلم بأنها ليست الاغرب على الاطلاق، ولكن جحيم ألجن لم يستطع احد أقترب من عالمهم ان يتفاداه ولذلك فأنا سعيدة جدا لأجتياز"استاذ وائل" عالمهم دون حدوث خسائر لن يستطع احد تعويضها ولكن أعلم بأنه سيحقق حلمه يوما ما بعيدا عن ذلك العالم الموحش الغامض الذي يُعد باب من ابواب الجحيم.

ولاء:
-أستمعت بحواري مع حضرتك يا استاذ وائل.

وائل:
-اتمنى أن تكون تلك الحكاية سببا فى تأكيد جحيم الجن وأن يقتنع بعض الموهومين بنعيمهم بأن عالم لا يحوي سوى الدمار، من لم يقبل ومن يقبل بوجوده بينهم لن يسلم يوما من بطشهم، فهم نار تأكل من يقترب منها دون التفرقة بين من هو او من يكون، طالما ليس من عالمهم فهو محكوم عليه بالجحيم.

ولاء:
-لقد مرت تجربتك عليك بفائدة، سوف احرص على ان يستفيد منها باقي البشر، لعل منهم من يتعظ او يحرص على عدم الاقتراب، فأنت تعلم بأنهم يستطيعون جذب ضعيفي النفوس اليهم بصورة مخيفة.

وائل:
-اتمنى ذلك، لقد سرني التحدث اليك.

ولاء بابتسامة:
-وأنا ايضا، اتمنى لك تحقيق حلمك، فرصة سعيدة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي