الفصل الثالث

أنتهيت من كتابة المقال الخاص بأستاذ"وائل" وأعتراني شعور بالسعادة عارم للحقيقة، فأنا سعيدة بردود الأفعال التي قابلتها بعد نشر المقال، فهو كان له صدى واسع لدى تلك الفئة من القراء الذين يعشقون مثل هذه الامور، ومنهم ايضا من اقتنع بأن هذا العالم يجب الحذر منه وعدم الاقتراب، كثير من الناس لا يستطيع توقع ما يخفيه ذلك العالم ولم يتوقعوا ابدا ما يمكنهم فعله من اعمال خبيثة شريرة خاصة مع الأشخاص الذين يؤمنون بوجودهم، فمن لا يقتنع سوى بوجود الله وقدرته الواحد الاحد على أن يقول كُن فيكون، لن يستطيع الجن بأكمله ان يغويه او يؤذيه، فى أحدى الايام وبعدما انتهيت من ضجة المقالة السابقة، وجدت من طلب مقابلتي:
السكرتيرة:
-أستاذة ولاء، هناك من يطلب مقابلتك بالخارج.

ولاء:
-ومن هو الذي يريد مقابلتي؟

السكرتيرة:
-لم يشأ تعريف نفسه لي، ولكنه ابلغني بأن الامر خاص بالمقالة السابقة.

أبتسمت وانا اشير اليها ان تقوم بأدخاله، وبالفعل لم تمر سوى لحظات وكان يقف أمامي،ذلك الشاب الذي تجاوز العقد الثاني من العمر بأعوام قليلة، طويل القامة نحيف إلى حد ما، يمتلك عينان عسليتان لهما نظرة زائغة حزينة لم استطع تفسير سبب ذلك الحزن قبل ان نتحدث، جلس امامي على المقعد المقابل الى مكتبي وبداء فى التعريف عن نفسه:

-أستاذة ولاء، فى البداية أود ان اعبر لك عن امتناني عن اخر مقال قد قمتي بكتابته، واعتذر عن الازعاج إن سببته لك، أما انا فأسمي هو"خالد" ابلغ من العمر 25 عاما، تخرجت من جامعة العلوم بتقدير مرتفع ولكن بسبب الأولوية والوساطة لم استطع الحصول على وظيفة تناسب تقديري ومؤهلي، مما جعلني من العاطلين المستمرين بالبحث عن اي فرصة عمل لكي أستطيع تحمل مسؤليتي، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.

ولاء:
-للأسف يا سيد خالد، تلك المشكلة تواجه الكثير من الشباب امثالك، وعلى كل الاحوال لقد تشرفت بمعرفتك، بماذا استطيع مساعدتك؟

خالد:
-تستطيعي مساعدتي بأستماعك لي، فأنا ايضا لدي ما يؤرقني ولا استطيع ان أبوح به لأي شخص من دائرة معارفي، فأنا خائف من ان يظنوا بأن ما اقوله مجرد وسيلة للهروب من العمل او عدم قدرة على تحمل المسؤلية.

ولاء:
-تفضل، كُلي اذان صاغية، ولكنني اتمنى ان يكون ما عندك يستحق إضاعة الوقت حقا، فأنا بالفعل لدي مشغوليات كثيرة ولا يجب ان أقوم بتضييع الوقت فى امور غير هامة.

خالد:
-صدقيني ماعندي يستحق اضاعة القليل من الوقت للأستماع اليه، وعلى العموم سأحاول ان اختصر اليك الأحداث.

ولاء بأبتسامة:
-تفضل، أنا معك.

اعتدل خالد فى جلسته ليستند بظهره على المقعد، يرفع رأسه ناظرا لسقف الغرفة وهو يزفر عن أنفاس قد ضاق صدره بها وهو يقول:

-لقد بدأت تلك الحكاية عند تلك الجملة"هناك أسرار يجب ان تعرفها مادمت جئت الى هنا، ليس كل ما تراه يحدث فى حدود الأموات يجب ان تقوم بسرده على ايا كان"

كان صديق والدي هو من قال لي تلك الجملة، قالها لي بصوت غليظ وكان نبرة صوته تغيرت اثناء قولها، كان ينظر الى تلك المدافن التي تراصت خلفي وعيناه يتغللها بريقا مخيفا جعلني أشعر بالفزع، ولكنه استطرد قائلا:
"إن أوشيت بما تراه فأنت مع الأموات، لا تستهون بما اقوله لك"

لم أتوقع يوما بأن هناك تحالف بين البشر والشيطان، وحتى إن كان هذا يحدث حقيقيا فى العالم فأنا لم اقتنع يوما بأن ذلك التحالف سوف يسبب الهلاك لكل من يقف أمام تلك القوة الخبيثة، لم اتخيل مدى الفساد الذي سيعثى فى الأرض جراء هذا التحالف الشرير، كنت أجهل أن الدنيا مليئة بالتعقيدات التي لم اتخيلها يوما ما، ولكن أراد القدر أن يضعني على ارض الواقع ويريني ما اجهله وكم كنت اتمنى ان اظل جاهلا به، وذلك لأنني وبعد العلم بتلك التعقيدات كُتب علي أن التقي بالشيطان نفسه بعد أيام قليلة.

ولاء حتى الأن لم تشعر بأنجذاب للقصة مما جعلها تقول:
-هل يمكنك سرد الاحداث دون الدخول فى مقدمات؟

خالد بأبتسامة باهتة:
-دعيني أقوم بسرد الأحداث منذ بدايتها، ولكن أولا ارجوا منك ان تسامحيني فأنا منذ تلك الليلة وحتى الأن لم استطع العودة الى حالتي الاولى، سأعود معك إلى بداية الأسبوع السابق عندما استيقظت كعادتي من نومي بعد صلاة الظهر، وحينها وجدت والدتي تجلس على الاريكة الموجودة فى صالة منزلنا المتواضع، ولكن نظراتها الغاضبة الموجهة لي علمت من خلالها بأنها ستبداء العويل فيما يخص العمل.

نعم فهي معتادة على توبيخي وعتابي دائما وبشكل مستمر، أنا لا الومها على ذلك أطلاقا فانا شاب تخطيت الربع قرن من العمر وحتى الأن لم اقوم بتحقيق اي انجاز فى حياتي سوى اننى انهيت دراستي الجامعية، ودون ذلك فأنا أتناول طعامي وأنام، لا اكثر من ذلك، بالتالي فهي محقة لا يمكن أن الومها.

كانت دائما ما تحُثني على البحث عن عمل ايا كان هو ايه، فقط لأن من هم بعمري الأن قد قاموا بتكوين أسرة ولديهم من الابناء والبنين الكثير، بل ايضا من هم اصغر مني منهم من بدأ فى تحقيق انجازاته بأنشاء عملهم الخاص بهم، ولكن لما أنا الوحيد بالنسبة الى امي الذى لم يستطع حتى الحصول على فرصة عمل حتى وإن كانت-مجرد حارس.

طبيعي ان تفكر بتلك الطريقة فشقيقتي هي من تعمل وتأتي بالمال، لأقولها لك بوضوح فشقيقتي هي المسؤولة ايضا على مصاريفي الشخصية، امر سخيف أنا اعلم ذلك، فأنا بمنزلي نائما على فراشي وشقيقتي تكد وتجتهد من أجل ان تعولني.

ولكن دعينا ندخل فى التفاصيل الهامة، بمجرد أن رأتني امي خارجا من غرفتي بدأت فى توبيخي والصراخ علي بغضب:
-ما الذي فعلته فى تلك الوظيفة التي تقدمت اليها أمس؟

نظرت اليها وانا ازفر بضيق:
-وهل امتك من المؤهلات ما يجعل الشركة تسعى خلفي بتلك السرعة؟ فأنا تقدمت من بين عشرات الشباب مثلي إن لم يكونوا افضل مني من حيث الخبرات السابقة فقط أمس، بالتأكيد لم يتصلوا بأحد بتلك السرعة.

نظرت لي أمي بحزن بالغ وهي تقول لي:
-يا بُني أنا لن استمر فى تلك الحياة بمقدار ما فات من العمر، في يوم قريب سأغادر تلك الحياة، ارغب فى ان يهدأ قلبي من ناحيتك، فأنا اريد ان اطمئن على حياتك القادمة، تلك الحياة ترغب في من يجتهد ويتعب ويبحث كثيرا وكثير حتى يصل الى هدفه.

لم أجد ما اعاضرها فيه ولذلك حاولت ان امزح معها:
-ولما ارهق نفسي واعمل وأنا أحصل على ما اريد وانا على فراشي.

كنت امازحها ولكنني بمجرد ان انتهيت وجدتها تقوم بألقاء تلك التحفة الصغيرة القابعة بجوارها على تلك المنضدة الصغيرة وتنظر لي بنظرات غضب حارقة، ولأنها معتادة على مثل تلك الأفعال اصابتني بوجهي فعلا مما جلعني اضحك كعادتي وأنا اتجه لكي أخذ حماما يجعلني اهدأ قليلا من وصلة التوبيخ الصباحية بالنسبة الي، ولكن كان والدتي فى تلك اللحظة قد امسكت بالهاتف وسمعت همسها دون ان اصل الى ما تقوله، ولكنها مميزة فى الهمس بالهاتف تلك قدرة لم استطع يوما ان اصل لها، ولكنني عندما انهيت حمامي الصباحي وخرجت أمامها وجدتها تنظر إلي بنظرات نارية غاضبة، أعلمها جيدا فتلك النظرات معناه ان ما سيقال الأن لا يجب أبدا علي ان اعترض او اناقش فيه بحرف واحد.

خالد:
-خير يا امي، ماذا بك؟

أمي بحسم:
-لقد تحدثت مع السيدة عبلة زوجة صديق ابيك يوسف، طلبت منها ان تبلغه بأنك تعمل معه.

خالد وقد استشاط غضبا:
-حقا ما تقولينه!؟ أتريدين مني انا ان اذهب لكي اعمل كحارس على مقابر الاموات؟
فى تلك اللحظة لحقتني أمي بتلك التحفة مرة اخرى بوجهي لترتطم بوجهي ايضا ولم استطع تفاديها كعادتي.

باغتتني أمي بجملة حادة:
-لقد علمت بانه يبحث عن شخص ما لكي يعمل معه حارس.

خالد بضيق:
-أرى انك تتحدثين وكأنه سيحرس كنز من كنوز الدولة، يا امي هو ليس اكثر من شخص يعمل فى دفن الموتى، وليلا يقوم بحراسة المقابر، اترغبين فى ان اعمل كما يعمل؟

أمي بجدية:
-ولما لا؟ أييا كان العمل أعتقد هو افضل من ان تظل عاطلا، التحق بالعمل معه فلقد علمت بأن الراتب مجزي فى تلك الوظيفة المؤقته، وعندما تتصل بك احدى الشركات التي تقدمت اليها بطلب وظيفة أترك العمل معه، ولكن أفضل من نومك الى المساء يوميا، أنت رجل ويجب عليك تحمل المسؤولية.
خالد بانفعال:
-لا استطيع تصديق ما تقولينه، هل انتي حقا مقتنعة بما تقولينه؟

في تلك اللحظات وجدت أمي وقد تحولت من انفعالية الى شخص ثائر كاد ان ينهار من مدى ثورته التي علمت من خلالها بأنني لن استطيع الرفض فحالتها كانت لا تسمح بكلمة اخرى تدل على جدالي معها، ولكنها انهت ثورتها بكلمة واحدة انهت ذلك النقاش الذي انتهى لصالح ما ترغب هي به:
-إن لم تذهب وتلتحق بذلك العمل المؤقت فأنا سأغضب عليك حتى يواري جسدى الثرى.

لم استطع ان احزنها اكثر من ذلك خاصة وأنني رأيت عيناها تلمع بالدموع، مما جعلني اقترب منها وأقبل رأسها وانا اردد:
-أمي لا تحزني، سوف اقوم بالاتصال به لاحقا.
ولكنها لحقتني بالرد وهي تقول:
-لا، عليك اقناعه بأي شكل من الاشكال ليوافق بأن يلحقك أنت دون غيرك بالعمل، فهي الفرصة المتاحة امامك الان، ولا يجب عليك اضاعتها، مفهوم؟

خالد بضيق:
-حاضر يا امي.

وعندما حل المساء توجهت مباشرة الى منزل عمي يوسف.
حاولت الا يذهب الي عمله دون ان اتحدث معه، وبالفعل لحقت به وتحدثت معه حول ما قالته لي امي، ولكن ما كان غريبا على مسامعي وعقلي هو رفضه القاطع، نعم فهو رفض بشكل يثير الدهشة، رغم انه يبحث عن شخص ليعمل معه الا انه رفضني بصورة مريبة.
شعرت بالصدمة من رد فعله المبالغ به، رغم تأكدى بأنه يريد من يعينه على العمل بعد الله لأنه بلغ من العمر ارذله، شعرت بداخلي بأهانة بالغة ولكنني فورا تذكرت والدتي التي وصلت الى مرحلة رفض وجودى بالمنزل دون عمل، مما جعلني ابحث عن تلك الطريقة التي تجعلني اقنعه بقبولي فى العمل معه، وكأنني أحاول الوصول الى اللحاق بمنصب كبير فى تلك الدولة!

وبعد تفكير لم يدم كثيرا وصلت الى تلك النقطة التى يسعى اليها عم يوسف جاهدا، وهو زواجي من ابنته، فلقد ألقيت على مسامعه ما يرغب فى سماعه وهو انني ارغب فى تكوين نفسي لكي استطيع التقدم لأبنته، فليس من الممكن ان افكر بالزواج وأنا عاطل عن العمل! وكانت تلك هي النقطة التي جعلته يتغير تماما في طريقته بالحديث معي، فأنا اعلم مدى رغبته بزواج ابنته مني وفي كل مرة يفتح معي ذلك الموضوع ارفضه تماما.

لم أمانع من استغلال تلك النقطة رغم معرفتي بأنها طريقة خاطئة ولكنني لم أجد أمامي شيئا اخر لأحاول من خلاله، وبعد مهاترات ومناقشات كثيرة وافق أخيرا على ان يلحقني بتلك الفرصة، ساعمل حارس على المقابر ليلا لمساعدته، ومن اليوم التالي، الليلة التالية سأذهب معه الى العمر حتى يستغل هو تلك الفرصة كي يستريح قليلا فهو اصبح لن يستطيع تحمل السهر والعمل الشاق.

بالفعل فى اليوم التالي استيقظت بعد أذان العصر وقمت بأخذ حمامي كعادتي وتناولت فطوري وقمت بتجهيز نفسي للخروج لأستلام عملي، وعندما حل المساء ذهبت اليه بالمقابر بعدما نظرت الى أمي بحزن على اجبارها لي باللحاق بتلك الوظيفة التي لا تناسبني نهائيا، ولكن لمحت فى عيناها تلك النظرة الفخورة بي، لم استطع تصديق تلك النظرة فهل وظيفة كتلك تستدعي تلك النظرة حقا؟ ولكن معها حق يجب علي العمل فأنا رجل.
ومع اقناع نفسي بأن العمل مادام شريفا فهو ليس عيبا مهما كان، كنت اسير بقريتنا البسيطة التى اغلقت أبوابها جميعها وكأن هناك من سيفتك بهم إن ظلوا بخارج منازلهم فى المساء، كنت دائما قانتا من تلك العادة السيئة التي يتبعها اهل القرية بأكملهم،إ لن لم يكُن اهل القرى بشكل عام يتبعونها فأنت قانت عليها.

فى تلك الطرقات الخاوية، وذلك الصقيع الذي تسبب به الهواء الشديد كنت ارتدي تلك القبعة التي حاولت ان تقوم بعملها فى تدفئتي ويداي بداخل القفاز الصوف وتلتف على رقبتي تلك الكوفية الثقيلة ولكنني مازلت اشعر بالبرد.

وصلت الى تلك المقابر التي كانت فى مدخل بوابتها غرفة صغيرة يبيت بداخلها عم يوسف، طرقت بابه ودلفت لأجلس معه قليلا، ولكن ما لاحظته بأن من يجلس معي فى ذلك الوقت ليس عم يوسف الذى اعرفه، ولكنه شخصا اخر، او ليس مجرد شخص لا، بل كان كائنا مخيفا لن اعتاد على رؤيته من قبل، وكأنه فى عمله يتحول الى شيء بغيض مخيف.

كأنه شخص ميت من بين الاموات الراقدين اسفل تلك المقابر، يسير على قدميه بوجه شاحب وعيون انطفأ منها بريق الحياة، تناولنا مشروب دافئ سويا وبدأ يتحدث معي عن نظام العمل فى هذا المكان، كان يتحدث عن العمل فى ذلك المكان وكأنها رئاسة الجهورية، نظر من تلك النافذة الصغيرة التي تطل على المقابر بعمق وهو يقول:
-من أهم اسرار ذلك المكان هو التجاهل، يجب عليك أن تتجاهل ما تراه فى ذلك المكان ولا تسردها على احد ايا كان من هو، فما يحدث هنا سر دفين بين ضلوعك لا يمكن ان تبوح به، فهي أرض خاصة فقط بالأموات وما يحدث بداخلها خاصة بهم، وغن تحدثت عما يحدث بالداخل فسوف تكون منهم لا محالة، ستكون مع الاموات.


شعرت برجفة تسري فى جسدى بعدما انهى حديثه خاصة وأنه كان يتحدث ككائن ألي وليس بشر، وكأنه يقوم بتحذيري بشكل أمر، مما جعلني اوافق على ما قاله دون اجدال او النقاش وبعد وقت قصير طلب مني ان أباشر عملي لأنه يرغب بأن يرتاح بعض الوقت، ويريد ان يخلُد الى النوم، ولكن قبل ان يستغرق فى النوم القى على مسامعي مرة اخرى ذلك التحذير المخيف:
-أحذرك من أن تتحدث فيما سوف تراه فى ذلك المكان.

تعمق بالنوم، للدرجة التي جعلتني اشعر بأنه ميت من هؤلاء الأموات القابعون بالخارج، شعرت بالملل المميت مما جعلني اخرج من تلك الغرفة رغم البرد القارص بالخارج، لأقف بالخارج وانا اراقب ذلك المكان المليئ بالمقابر، نعم مجرد مقابر ولكنها تبعث على الرهبة الغريبة التي لم تستطع وصفها، نعم مجرد غرف بداخلها يستغرق فى ثبات ابدي كل من له الاف الحكايات لا يعلم احد عنها شيئا الأن، حتى انني مع مدى استغراقى فى التركيز فى تلك المقابر بدأت اتخيل كيفما كانوا هؤلاء الناس فى يوما من الايام ولكنهم الان رحلوا عن ذلك العالم الذي مازال محتفظ بنا بين طياته، لقد انتقلوا الى ذلك العالم الذى كانت بوابته عبارة عن تلك القبور المتراصة بجوار بعضها بطريقة هوجاء عشوائية.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي