" ماريا"

Hala Esmail`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-11-26ضع على الرف
  • 53.7K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول ليتني لم أعشقه

كان شتاءَ مفزعا جداً ولأول مره تري الفزع علي أكمل صوره ، وليست تلك الكوابيس التي تداهمها كل ليلة وبالأخص كل ليلة أحد ،تستيقظ دائما علي صوت أحد ما سمع صراخها وحاول إفاقتها ولكنها لم تستطيع
النهوض .
تشعر بأنها مقيدة عاجزه عن فتح عينيها ،فيقوم أحدهم بالصراخ
في وجهها عساها تفيق وبالفعل هذا ما يحدث كل أسبوع.
لكنه في شهر ديسمبر لعام 2015 من الميلاد تكرر ذلك الكابوس عده مرات
في أسبوع واحد لا الأحد من كل أسبوع، لكنها لم تقوي على قول ما
يداهمها فالأمر متعلق بقلبها، وفي بعض الأحيان يحتم علينا إخفاء أشياء
ما قد تسبب لنا ضررمن وجهه نظر البعض لكنها في الحقيقة كل الخير.

أحضرت ماريا أمتعتها ذهابا إلي صديقتها المقربة قدس كي تروي ما تراه
في عالمها البرئ كل ليلة .
تنصت لها قدس وكأنها للمرة الأولى تسمعها وانتهي الحديث في منتصف ساحه المنزل
وهموا بالخروج
إلى أي مكان خفي يجعلها تتقابل معه صدفة وهي المدبرة لها ..

قالت قدس: تراجعي يا ماريا عن مقابلته فتلك الكوابيس مؤشر قوي
لشيء يؤذي أحلامك دعي التحكم لعقلك مره، ألم تتذكري لم يكن محل ثقه ، ذهب وأخبر والدك أنكِ كنتِ تتحاوري مع دكتور الجامعة وكانت محادثة عفوية، حينها كان يعلم أنكِ تغتسلي النظر إليه من حين لآخر ومع ذلك لم يقدم لكِ النصح أولاً ، بل بادر بإيذائك فماذا لو تقابلتي معه..؟

استدارت ماريا ونظرت لها في حيره من أمرها لكنها تصنعت القوه،
جميعنا نخطئ يا قدس ويجب علينا التماس العفو لبعضنا البعض، أنا
أحبه ومتيمه به لذلك أريد لقائه وأتمني رؤياه.
قالت قدس : اعلمي أن هناك شيء ما سيكلفك الباقي من
عمرك أحلامك توحي بذلك، تكرار كابوس عده أشهر وبات يتكرر بشكل
يومي إنذار ووحي من الله لتغيري مسار طريقك ولربما حياتك..
" تذكري حديثي هذا يا ماريا سيكلفك الأمر حياتك والمتبقي من أحلامك التي لم تتوجع بتاج التحقيق ".

قالت ماريا: لقد تواعدت معه أن ألتقي به الأثنين المقبل ولن أخلف
بوعدي يا قدس، سأذهب إلى السوق وأراه لتنعم روحي بالطمأنينة و تحل
السكينة عالمي .

قدس: للمرة الأخيرة انتبهي، ولكِ مطلق الحرية فهذا قلبك ولا لأحد التحكم به سوي خالقه..

أكملوا طريقهم للعودة إلى المنزل في صمت تام، كُل شارد في عامله الخاص،
لكنها لم تنشغل سوى بصديقتها والأخرى منشغله بيوم اللقاء، وصلت
قدس أولا وأكملت ماريا وحدها ودعتها قدس وداعاً حارا ..

وهنا يجوز قول ( أعماها الحب عن كل شئ )..

وقع نظرها على أحد المتاجر الخاصة بالفساتين التي إن ارتدتها إحداهن
تطل كأميره من الطراز الكلاسيكي القديم ويبهره لونه الأسود
، دون ضياع وقت في التفكير إقتنتة هو والحذاء الاسود و شنطة حمراء.
عادت إلى البيت تحضر ليوم الاثنين الذي لم يتبقى عليه سوى يومان.



الوقت كان متأخر جدا فنحن في موسم الشتاء ، دخلت غرفتها استقلت فراشها لتدفئ أطراف أصابعها المثلجة من الحب لا البرد وكرات الثلج تداعب زجاج شرفتها وعذوبة صوت ( ام كلثوم)
"وإن مر يوم من غير رؤياك،ما يتحسبش من عمري".
*******

حين تتداعبت أشعةالشمس مع كرات الثلج وذوبانها يشكل فارقا لا يخلو قلب أحدنا منه ..
الساعه السابعه والنصف صباحا
استيقظت ماريا على صوت أحد العصافير والتي يطيب اليوم بتغريدها تتغلغل أشعه الشمس
داخل غرفتها ...
‏هناك دعاء واحدا فقط { اللهم رؤياه عاجلاً غير آجل}..

تمايلت في سعادةوهي ذاهبةإلى شرفه غرفتهاوتغازل الهواء مع خصلات
شعرها المسترسل وظهر في ملمسه الذهبي حين انعكست أشعة الشمس
عليه، خطفت بنظرها أول ممر الشارع لتراه وهو ذاهب إلى عمله، وتري
نظرات الفتيات إليه.


قالت في خفوت: غدا سأمر من هنا و أنا بجوارك وسينظر هؤلاء الفتيات
و يتمنين لويكن بجوارك ونحن سويا سنمضي ..

أغلقت الشرفة وأنزلت الستار وعادت مجددا لتغرق في نومها فهي من
محبي الغرق في النوم، لكنها لم تخبرأحد يوما سوي قدس أنها تذهب من الواقع المؤلم لذاك الملائكي في مخيلتها..

=ذلك ما نفعله جميعنادون استثناءأحد.

لكنها عجزت النوم أو أنها مشغولة البال فلم تستطيع راحه أجفانها،
خطفت بعينها النظر في غرفتها وكأنها لم تكن لها فوقع على المكتب، ورأت
تلك المذكرة الخاصة بتدوين كل ما يؤثر قلبها.
وقامت بفتحها ومن ثم شرعت في بحر الكلمات مسترسلة واحدة تلو
الاخرى.
كتبت : تورمت قدماي من البحث عنك وكل الطرق مؤدية إليك، لكنها طول
سنين عجاف، يا عزيزي لم أستطع الهرولة فأنا مقيدة داخل أسوار
حديقتك، ولا يوجد باب واحد متاح لي الخروج منه ، فقط تورمت قدماي من البحث عنك داخل عقلي لا يوجد به أسوار .
أحببتك يا عزيز قلبي *
********
الاثنين الموافق 14/12/2015 محافظة الأقصر
موعد اللقاء الأول بين أول مهمة ملكي وأخيرا دعي لنفسه فرصه للشعور
بتلك المهمات الملكية والتخلي قليلاً عن المهمات العسكرية ،حبه للوطن أعماه عن حبه لفتاه، جعله يتعود العيش دون يد أخرى تحتضن خوفه وقت روعه لكنه حان الوقت لظل يبقي دائما بجواره ولا يتخلي عنه ..



_عبدالعزيز ***ا ن 24سنه من محافظة الإسكندرية معهد قوات خاصة.
ذهب عبدالعزيز للقاء ماريا التي لم يسمح لها الحب بالعيش داخل
أحضانه أو خارج أسواره لكنها على الأقل تكن بقريه، لا عفي الله عن
الحب وندباته التي تصيبنا من الداخل قبل أجسادنا..

كدمات القلب كاتمه ألمها فلا نستطيع البوح، لكنها في ذلك الوقت لم تستطع الكتمان إنها في اللقاء الأول تسلب منه
عذرا اللقاء الأخير ..

_كان المطر غزير يشبه البكاء حين تتسلل إلى قلبك نوبات الخذلان المتتالية تتمايل الأشجار كعروس في انتظار معشوقها ولم يأت سوي أتباع أثره ، ظللت السحابة السوداء خوفهم ،وكأنها سحوبات نيران تتساقط بهدوء لتأذى بتمعن دون إيحاء للإيذاء .
ُ
الإثنين أشبه بسوق يعرض الكل حاجته المارين يقتنوا ما راق لهم ، أصوات ضجة و شجار أصوات باعه صمد الجميع تلك الطلقات المتتالية فجاءه دون سابق إنذار.

أضافت تلك الطلقات غبار و شحوب
لزرقاء اللون،فتراهاوكأنك أول مرة تراها سماء وما هي بسماء، اعجز عن
وصفها، وعجزت الكلمات عن وصف تلك الرهبة التي تملكت كال منهم.
توقفت عربتان دبابة ذات اللو ن الاسود وأخري من الجيب يبهرها لونها الأبيض ، هبط أربعه عشر شخصاً يرتدون بدله بيضاء وقفوا يتمعنوا المارة وأخذوها من بينهم ،وقفت بينهم مقيدة وجاء شخص أخر هبط من ذات البيضاء وكان كاشفاً عن وجهه جماله خلاب عيناه الزرقاء خجلت السماء أن توقفه تحتها
..
في أقل من دقائق كان أمامه مذياع الجميع ينصتون لي ما جاء بنا اليوم ودخولنا بتلك الطريقه هوا أن لكل أجل كتاب ولكل فعل رد فعل ..

= الوصول إليها أمراً شاق يستحق العناء..

سمعت جميع البلدان المجاورة طلقات النيران ظنوا أنه شجار أو ما شابه ما إهتم أحد للأمر عده طلقات صعدت السماء ودقائق وهبط الأمر ،لم يكن يعلم أحد أن هناك حياه أنهاها القدر قبل أن تبدء وأيضا حياه أخري في إنتظارها .
ما تلفظ أحد بشئ كل في عقله مشتت كيف لهؤلاء أن ينتشلوهم بكل وقاحه من بيننا ؟.
كيف لم يدافع عنها أحد ألم يكن بيننا شجاع واحد فقط !؟.
كان عبدالعزيز في الرصيف المقابل ل ماريا ولم يكن يقطع المسافة متجه نحوها ،لكنا بادرت وقطعت كل شئ تمنت لو يحدث في خيالها وتظل تراه يمر أمامها..
أيضا قطع شرود الواقفين فتاه تبكي بمرارة و تهرول نحوي الرصيف المقابل صفعته صفعه قويه جرحت إحدي خديه. لماذا تركتها تسلب !؟.
لو تعلم منذ متي وهي تنتظر ذلك اليوم لهرولت إليها راكعا وليس ماشيا إقتنت كل شئ لتكن بجوارك أميره وتزاد جمالاً بك لما لم تحارب من أجلها ..

لعنه الله عليكَ..

تعلم يا عبدالعزيز ما الخطأ الذي اقترفته ماريا أنها أحبتك في عالمها وثقت بك وأعطتك من محض الثقة والخيال ما لا تستحق أنت ..
أين هي ؟ كيف حالها الأن ؟
لا أعلم هل سيكونوا رحماء بها أم لا ،حد التفكير ذاته يؤلمني وبشده ..
تركته قدس وغادرت وظلت تحادث نفسها ..

وكأنني بين الخيال والواقع وسراب نسج خيوطه من نسل الواقع، ما
شعرت سوى أنني في قصرمشيد وخدم تحت قدماي،وقلادةمن الذهب
وورقة حمقاء تنتظر ان تلامسها يداي فأكون له مطيعه وزوجة ورفيقه
درب .
لم استطع تحمل كل هذا العناءومخيلتي لم تخلق من اعمده صلبه
لإستيعاب كل هذا، رأيت في عينيه قسوة لم أرها بعين قط كل من حولي لا أعرفهم ولا أحد يجدر به أن يحميني..
شئ واحد فقط يسيطر عليا كليا
أين عبدالعزيز؟
ما أمامي شئ أفعله ولا يمكنني الفرار وأخيرا تشرفت الورقة بلمستي وما ان وضعت القلم جانبا,رأيت يداه تمسك
حجاب ويضعه على رأسي..
وقال: من الأن أنتِ زوجتي لا أريد أن يري أحد سواي جمالك.
يداه المرطبة على شعري جعلته يشيب,اختفي كل الحاضرين وكل ما أفعله أنني انظر له تارة ولكل الجواري المحيطة،واخطف بنظري القصر أتمعن روعته .
وأخيراً أين أنا ؟!.
بالقصر و روعته، أين نحن؟
سرت خلفه نحو جناح الأمراء هكذا كان مدون علي الجدران ويتضح أنها قديمه من العصر الروماني أو ما شابه لكنها الزخارف تعود للعصور المصرية الوسطي ..

أثناء تفقدي لكل شيء رأيت غرفه مدون عليها الجاريات ، قمت بفتح الباب وأزحت الستار وتفقدت المكان ونظرت للجاريات عساني أعرف أحدهم فجاءه فقدت التحرك وجدت قدس ترتدي ملابس الجاريات وعجزت التلفظ بشئ.
=فبكيت وبكت ولم نكن كسابقنا إذا بكت احدانا ترتدي الأخرى اجنحه لتزيل الألم بحنانها ، بترت أجنحتنا ولم نستطيع التحليق.
قطع شرود العاطفه والصدمه صوت إحدي الجاريات الأمير في إنتظارك أميرة ماريا .
ذهبت خلفها و صلت لجناحي الخاص بي وجدت واقفاً في انتظاري..
قال: لا تخافي ولا تحزني سأكن الأمان والعون .

وقفت أريد أن أفيق من هذا الكابوس هذا كابوس ضمن الكوابيس التي تراودني لكنني أطلت الإفاقه أو أنه طويل لا يجب أن أستمر في هذا صفعت وجهي عده صفعات و كل مره أصفع فيها وأفتح عيناي أجد أنني في ذات الغرفة .
قال : دعي هذا إنكِ في الواقع حقيقة ولستِ غارقه في أحد كوابيسك إذا أردتِ النجاه فتأقلمي علي العيش ولا ترفضي لأحد طلب .
هرولت مسرعه نحو الباب وجدت أنه محكم الغلق حاولت أن أكسر أي شئ وفي كل مره يوقفني دون أن أشعر وجدتني أصفعه وبشده.
‏ليته صفعني هو الآخر نظراته في ذلك الحين كانت قاسيه ،خوفا منه ومن كل شئ بكيت وظللت أقدم له الإعتذار وعقلي حائر من يعتذر لمن !؟
_ سأعفو عنكِ تلك المره بكون إنكِ في ذهول وصدمه المره فقط يا أميرة ماريا .

إنتظرته أن يمضي خارج الجناح وأسرعت في تفقد كل شيء لأجد باب ولربما نافذة مفتوحة أسقط منها ولو أمت لكنني أخاف أن أظل بجواره ولم أصل لشئ .
إذا بي أحاول فتح النافذة وجدته أمامي وقع كل شئ بيدي وسالت دموعي ثانية خوفاً منه ..
أمسك بيدي بقوه ودفعني مره واحده علي الأريكة إليكِ ما تودين معرفته أنا من الأن فصاعدا زوجك ولي كامل الحق فيكِ لا تحاولي الهروب ملابس يوجد بها جهاز تتبع مهما حاولتي الفرار سأعيدك لي مره ثانيه .
ماريا : بالله قل لي ماذا فعلت لأعاقب هكذا ، أين عبدالعزيز !ليأخذني من هنا ..
ضحك ساخراً وقال أنتِ هنا بسبب عبد العزيز يا ماريا .
نظرت في أسي ماذا قلت ؟!
_ مثلما سمعتِ عزيزتي.
أخذها من يدها وقبض بقوه علي معصم يديها هذه خزانتك الخاصة بها ما أريد أن أراكِ ترتديه سأغادر وأعود أجدك مرتديه أحد الفساتين ومزينه بالحلي الخاص بكِ أيضا في درج الخزانة.
سقطت علي الأرض من وهل ما سمعت ورأت في قت قليل ،ليتها ما تمنت رؤياه وسمعت لتلك الرؤي المراودة لها كل ليلة.

تشبه صفاء السماء بعد سقوط المطر ،شعرها الأسود المسترسل حين
تنعكس الشمس عليه تراه ذهبياً، احمرار وجنتها الدائم لا يعني فقط
خجل بل زهور الربيع تتفتح أعلى خديها ابتسامتها لا تشعر بها إنما
تصيبك رقتها ..

_بعد أن خرج أغلق الباب خلفه نسيت أن أسأله ما كنيته واسمه من هو ؟
يتحدث بثقه كأنه يعرفني لكنني لم أره من قبل أكان عاشقا ولم أنتبه
إليه ! قرر الانتقام ولا ادري!
ماكنت شيء وما سأكون لا أعلم لكنه ذاك الذي يصيبك ولا تستطيع
البوح.

حاولت أن أنظر من خلف النافذة لكنني لا أري شئ ظلام حالك والضوء من بعيد لأجيد الرؤية يجب أن أكشف عن الستار وإني خائفة ،ظللت جالسة علي السرير أحاول إعادة ما حدث علي شريط عقلي قطع شروده أحدهم يدق الباب أميرة ماريا هي لي أن أتفضل بالدخول.
_ نعم تفضلي ؟
وقفت أنظر لمن ومن هي وماذا تريد.
_الحسره علي عيناي قدس ما زج بكِ إلي هنا .
= أنتِ يا ماريا لم أحتمل سلبك أمام عيني بعد أن أخذك ذاك الرجل ذهبت إلى عبدالعزيز ولم يعير لي اهتمام أو أن يركض خلفك ، ركضت من احدى الشوارع الجانبية وجدت العربات ما زالت ماره وقفت أمام البيضاء وأخذوني كنت أعلم أنهم لن يتركوني وها أنا من ضمن الجواري لأكن بجوارك ونكن سويا ..
لم تقوي قدم ماريا علي حملها سريعاً سقطت مغشية هذه المره.
‏_ يا الله ماريا ماريا ماريا أفيقي عفاكِ الله لو دخل ذاك ووجدك هكذا ما أدري إيش يعمل فيني .
حاولت جاهدة أن توقظ ماريا قبل أن يأتي لكنه أتي ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي