الفصل الثالث
أعشق الأسود و اتيم به وهو ما زج بي في ذلك الكهف المظلم ، الأشكال جميلة والزخارف تريح النظر إليها ، لكنك تشعر بالكآبة في ذلك المكان الأشخاص ذاتهم سيئين ولو بينهم شخص ما صادق تجبره الأيام علي التطبع بهم ، جبرا عن إرادتك.
قدس تعالي في المساء إلي جناحي يوجد بعض الاشياء تنبئتها مما يساعدنا علي الهروب أو النجاه يوماً ما
_ أمرك مولاتي ، بالفعل لقد لاحظت بعض الأمور
افترقوا علي السلم ذهبت ماريا الي الجناح الخاص بها وكذلك قدس الي جناح الجواري
رحب الحارس بماريا ودخلت الجناح كان الهدوء سائد ولم تكن تعلم أن يعقوب في انتظارها ، خلعت الحجاب ومن ثم استقلت علي الفراش
وقالت بصوت مسموع: ليتني أستطع الفرار من هنا عاجلاً
رد عليها في ذات الوقت سننجو يا ماريا يوما ما لكن اصبري
فزعت ماريا و قامت من علي الفراش أنت هنا مولاي الأمير عفوا لم أكن أعلم بوجودك
= أعلم يا ماريا لا شئ، كنت أستريح بعض الوقت لأنني ذاهب الى الساحه امام القصر لتدريب الجنود علي بعض المهام
انتابها شئ ما بداخلها وقالت بخفوت هو متسامح ولم يعقب علي حديثي بل إنه يشعرني بالفرار لكنه مقيد هنا لسبب أو دافع قوي يجعله مجبر علي العيش
ذهب يعقوب وجائت قدس لتتحاور مع ماريا في الأشياء التي لاحظها كلاهم
_ تعلمي يا ماريا لاحظت أن ليس لهم قواعد ولا ديانه موحدة كل ما يعجبهم شئ ياخذوه لصالحهم ، وأيضاً جميعهم يتصنع الغلظة أمام الآخر
_ حقا ! بعد أن تركتك عند السلم وانفصلنا استقليت علي الفراش وكان يعقوب هنا وسمع حديثي مع نفسي وعلم أنني انوي الهرب وما اعترض ولا شئ شعرت أنه يوافقني الرأي
_ أخبرتك الأميرة سمية أن زوجات الأمير الأكبر سيأتون لجناحك غدا وان هناك موعد لتحديد ايام الدرس الاسبوعي لتعليم الفتيات والأطفال
_ لا لم تخبرني تعلمي بعد ذهابي للقاعه أخذني يعقوب وهبطنا الي الحديقة ، لا بأس سأستعد غدا لذلك
سأضع عيناي في نصف رأسي وسأتحاور مع الجميع علي أنه المفضل لي إلي أن يثقون بي واعرف خبياهم ولربما معرفة خيط واحد للنجاة وسننجو ولا التفت لاحد
وعندما تعود سانتقم من عبد العزيز اشد انتقام ..
اذهبي يا قدس قبل أن يأتي يعقوب ويشك بالأمر وانتبهي في حديثك مع الجواري لا تثقي ب أحد لا تعلمي من منهم مرشد لهؤلاء .
طاب مسائك ، سأغادر
' حل الهدوء في القصر وضواحيه القريبة صوت التدريب والجنود توقف كل ذهب الي فراشه فالنوم هنا له موعد عندما تدق التاسعه يغفل الجميع ولو لم يكن يريد ذلك ، كشفت ماريا ستار الشرفة قليلاً وأخفضت الضوء ونظرت في عرامه وهدوء وجدت الظلام حل ولا يوجد سوي ضوء القمر وعدد إثنان من الكشافات المغطاه للمنطقة '
انتهت من التدوير وقد حفظت البوابات و المداخل والمخارج و تابعت حركه الحراسه علي السور والأسلاك الشائكة لكنها لم تستطيع كشف الجزء الخاص بالتربة اللامعة التي رأته اليوم عندما كانت جالسة في الحديقه
سمعت صوت يهمس مساء الخير يا ماريا.
_ مساء الخير أيها الأمير
= لما أنتِ جالسة خلف الشرفة والضوء منخفض
_ لاشئ مولاي أردت استنشاق الهواء في هدوء و استراحه مع حالي
= تناولتي العشاء
_ لم أكن جائعه سأخلد للنوم
= تفضلي ، تصبحين على خير
_ أتاك الخير.
' بدء نهار يوم جديد في تلك البقعة المتخفية عن الجميع وزقزقت عصافير الصباح و سطعت الشمس علي شرفه ماريا فلمعت في عينيها ومن ثم نهضت مبكراً ، تستعد لاستقبال زوجات الأمير الأكبر ، والدرس التعليمي '
دقت الواحدة بعد الظهر ولم يأتي أحد من زوجات الأمير الأكبر ل ماريا وما تبقي علي موعد الدرس سوي نصف ساعه
_ أيها الحارس
_ أمرك مولاتي
_ أرسل الجارية قدس وأن تأتي معها بإحدي الجاريات
_ أمرا .
ذهب الحارس الي باب الجواري ودق بتلك القطعه الحديدية من الخارج الجارية قدس ومعها واحده يذهبان لجناح الأميرة ماريا سريعاً
ردت إحداهن سمعا وطاعه أيها الحارس ،إذهب وسيتبعونك
جائت الجواري وساعدوا ماريا في التحضير وذهبوا الي قاعه المؤتمرات وهموا بالخروج للذهاب إلي القاعه
ما إن قربت بأربع خطوات أعلن الحارس قدومي. سمو الأميرة ماريا
فلتتفضل كنت في خطوتي الأخيرة للدخول وبواقي ثيابي خلفي بسبع
خطوات
دخلت قاعة المؤتمرات النسائية بكل ثقة و فخامة عارمة،
تبلغ مساحتها ما يقرب المائة وثلاثون مترا مقسمة لعده أجزاء تحوي ما
يقرب ثلاث الاف شخص يضيق اتساعها الزخارف والمشغولات والزينة
ألقيت التحية وساد الصمت أيضا كاد النهار يزول عندنا أنزلت الستائر فأظلم المكان وتم تضويته بالنور الكهربائي
استطاعت النساء الذين يرتدون النقاب خلعه وأيضا الحجاب فالجو كان حرا بعض الشئ ، يقولون أنهم لسن مرآه ينظر بها الجميع إنما يستترون ويرتدون لباس العفه نهارا ، ويجردن منها ليلا
نكن ذلك الطبق الزائد بجانب الخمر والملذات فليس لأحد الحق أن يري وجهنا.
لا حرج من رؤيه أجسادنا ونحن عاريات أمامهم
أعلنت السيدة رفيدة زواجي من الامير يعقوب بن حارس المسلمي ، أيضا أنني متواجدة من أجل جميع الفتيات والسيدات لتعليم الكتابة والقراءة ودروس العلم
بدايه من يوم الأحد المقبل في المبني المجاور للقصر فهو مكون من ثلاث طوابق الأول ملجأ الأطفال ، الثاني المستشفى، الثالث وهو المخصص لي
سأتواجد يوم الأحد والاربعاء من الرابعه عصرا الي السابعه مساءا.
السيدة رفيدة الزوجة الأولي للأمير الأكبر وأحنهم بغيرها
السادة الحضور سيداتي الاعزاء فتياتي الكرام أطفالي
الصغار براعم المستقبل عصافير الغد، نحن نعيش في هذه الدنيا لنجتهد
ونعمل ونأجر شهادة الدنيا وحين نموت نموت بفخر الاخره
المحاضرة القادمة ستكن عن كيفية كتابه وتصحيح المفاهيم الأساسية لفهم الطبيعه
رفعوا الستار مجددا عن شرفة القاعه و بدئوا بالخروج خارجا كل يذهب لعمله.
انتظري جارية قدس لم أستريح إلي الملكة رفيده أشعر أنها سيئه جدا او أحدهم دفعها بطريقي لتفسد لي كل شيء ،أثناء المؤتمر كلما تحدثت قاطعتني
ليكن يعقوب أرسلها لتتأكد ما إن أمنت بهم أوأتصنع ذلك، لكنني يا ساستخدم جمالي ضدك وسأنتصر
يعقوب لا يرفضلي طلبا؛ سأسبقه بخطوة دائما
بعد انتهاء الخطبة التي استغرقت ثلاثة ساعات مروا كأنهم ساعة فقط
شعرت بالوقت، مازاد روعي ورهي نظراتها المثيرة للشك !
لا أعلم إعادتها للحديث أكثرمن مرة شعرت أنه شيء ما أقوي منها يستدعي
ارتباكها هكذا
أوفقها الرأي فقط؟ هذا ما كنت أفعله لتكمل حديثها بعد
قالت: علمتِ يا ماريا
لم تنتظر مني إجابة وغادرت على الفور نظرت لهرولتها وهيا تمض ي شعرت
، كأن ملك الموت يتصارع معها، أكدت لي أنها تخفي شيء الله أعلم به.
انتابني شعورالقلق تكاثرت على الأفكار ولم استطع تحديد شيء دون
العلم بخيط ما يجرني وراء دليل أو ما شابه
أصابتني نوبة صداع حين
أفكر في أمر ما لا أفقه عنه شيء يصبح الوضع أكثر تعقيداً
شعور يشبه وقوفك على حافة جبل هائل للثبات والساقط فيه أنت
انتظرت حتي خرج جميع من في القاعه و نظرت من خلف الشرفة كنت قريبه جدا من منطقة التجنيد
الجنود والضباط وذاك القائد الذي يتميز عنهم بارتدائه قناع الوجه
نظرت إلى عيناه شعرت بخفقان في قلبي لوهلة اشتياق أشعر وكأن ذاك
الذي خفق له قلبي لا لا هو لا يتركني وحدي في هذا الظلام الحالك ولربما من
حنيني أتوهم..
أراهم ملغمين جميعهم ولا يقع نظري إلا عليه، ليتني تصادفت معه يوما
لا أدري ما الذي يدفعني بالنظر إليه
حاولت جاهده فعل أي شيء يبعدني عن التفكير به، كلما خطفت بنظري
لبعيد أعاود النظر إليهم. ما إن تصادفت الشمس مع ذلك الخاتم الذي بيدي لمع
في عين أحدهم
أخبر القائد مسرعا أنه يأتي ضوء لامع من شرفة القاعة
كسطوع القمر نهارا
وهل للقمر أن يتصادف مع الشمس يوم
؟
أيعقل .
ظنوا أنه محتل أو عدو صوبوا ضوء الآليات والأسلحة الرشاشة
والدبابات نحو تلك المسكينة الشرفة التي أتخفي بجوارها، علم يعقوب أنه أنا فأشار لهم بأن يتراجعوا
في أقل من ثواني عاد كل شئ إلي موضعه ليتهم صوبوا نحوي و انتهيت .
خفضت يدي لتفادي ما حدث الأن و عاودت النظر مجددا ، وجدت يعقوب خلفي ويحاول نزولي من أعلي الكنبات
= ما الذي تفعلين ماريا ؟
_ لاشئ اتفقد بعض الأمور فقط.
=للتفقد أصول وخبره لا توقعي بنا في الفخ ، إذا شكوا بشئ ستنتهي سويا يا ماريا ، انتبهى فضلاً
_ أعتذر يعقوب .
= سيري خلفي سأجعلك تشاهدين الجنود وهم في التدريب
_ حقا !
= لكن رجاءا التزمي الصمت
جلست في حديقة أخري لم أراها من قبل خلف القصر متخفية عن أعين البعض
ظللت أتابع بعيني من دون أن ينتبه أحد وما أثار فضولي باب حديدي كبير محكم الغلق ويقف ثلاثة حراس عليه
لاحظوا أنني أنظر إليهم
لكنني لم أتراجع عاودت النظر مجددا
َ
أخذت أعمق نفس وأناا أري الفراشات الملطخة أجنحتها بالدماء ، جاء أحد الحراس
_ عفوا مولاتي لكننا سنقوم بتنظيف تلك الحديقه ونطلب من سيادتك أن تذهبي الي الحديقة التي أمام القصر
ذاك الباب المغلق الضخم ليس به حراس أم الثاني مقيد فما الٱمر
أهذا الباب المؤدي إلى السرداب الذي سمعت الأمير يتحدث عنه يوما،
أم ذلك شيء آخر خفي ولا يلتفت له أحد منعا للجدال وإبعاد النظر
للقصر والأماكن المجاورة للمنطقة
-انتظرت ما يقرب من ساعة ونصف ولم يأ ِت يعقوب تأخرعن العادة
تملكني القلق أشعر أن السيدة رفيدة فعلت مكيدة
كادت تلك النظرات الحادة المصطنعة تقلقني
هممت بالنهوض بعد تأخر يعقوب وأثناء سيري من بين الجنود والمارين وجدتهم يظهر عليهم علامات الرهبه والخوف ، ما اهتميت لأمرهم لأنني لم أوذي أحد ولا تطفلت أيضاً علي أحد .
صعدت الي جناحي وجدت الجدران والشرفة والستائر وتلك الوسادة التي تحمل دموعي ليلا كلهم بائسين
الفراشات الطائرة ، أشم رائحه تعفن تصيبهم جميعاً رائحه الخيانة تفوح .
غفلت علي الأريكة بعض الشئ ، كان يجري يعقوب بسرعه
البرق ممكن جعل من لهم السلطة يتبعونه ليعرفوا ما سيحدث بعد قليل أم الحراس والجواري لم يتحرك أحدا من موضعه
قالها ماريا أفزع الموتى من نومهم المستغرق ليوم البعث، وقفت على قدماي وما زالت عيناي مغلقة ، وإذا ببركان من الغضب يشع من عينيه
= ماريا من اليوم وصاعد أريدك أن لا تتخطي حدود أريكتك وليس الغرفة ،التزمي بجناحك ولن أكررها مره أخري ،ستار الشرفة لا تزيحيه من موضعه
سأعلم لو خالفتي أوامري
_ ما الأمر أيها الأمير
= كلامي بات واضحاً
ذهب وعلمت أن الشيء الذي حدث أكبر من كل شئ ، فعلت مثلما أمرني استوقف تفكيري آذان المغرب
الله أكبر الله أكبر حينها هدء قلبي وشعرت بأن الله بجواري وسأنجو من ذلك المأزق
ذهبت أناجي ربي كمسلمة ولست متصنعة بإيمان صليت وتلوت
الرحمن إلى أن سمعت صوت النيران أصوات عالية وشجار وباب غرفتي
يطرق بشده
لا أعلم ماذا أفعل لو فتحت أنا حقا قلقه لتلك الأصوات !
سيعاقبني إن فتحت الباب أم سيغفر لي
ارتديت النقاب قبل أن يسقط الباب من شده الطرق، احتضنت المصحف علي قلبي من شده الخوف ، وقفت في منتصف الغرفة أنظر للشرفة تارة والباب أخري
سقط الباب وما استطعت رؤيته لحظه سقوطه مرت بجانبي طلقه نارية أصابت كتفي
و عدت شعرت بشيء.
انتهى الشجار بالطلقات النارية ، و تشاجر باليد ما اكتفي يعقوب ولا الضابط لذلك الأمر
أسرعت السيدة رفيده إلي زوجها الأمير الأكبر الحارس وجدها تهرول
_ما الأمر أيها الملكة
_ الأمير يعقوب يتشاجر مع احد الضباط و أصيبت الأميرة ماريا ، سأعود أطمئن علي ماريا وتفقد الأمور .
رفيدة الزوجة الأولي للأمير الأكبر عيناها الخلابة شعرها البني الناعم المخفي خلف الحجاب رقه قلبها هي حقا طيبه وجميلة .
جاء الأمير الاكبر سريعا فض الشجار بين الضابط الجديد القادم من مصر ويعقوب ، تم إصابه احدى عشر جنديا ووفاه ثلاثة ولكن المصابين اصابتهم وخيمه
أيضاماريا أصابت برصاصة وفاقدة للوعي، الحراس طرقوا الباب لتخرج لأن الشجار
كان بجوار جناحها وكانت الشرفة مفتوحة ولم تستجيب لاحد اقتحموا
الباب، تم نقلها إلى المستشفى فحصها الطبيب خالد وجد أن الإصابة وخيمة جدا وهي بحاجه لنقل الدم
جاء أمير الولاية الأكبر ودخل ل يعقوب جناحه ما الأمر يعقوب لما كل هذا ؟
لم يجيب يعقوب ، صفعه الأمير الأكبر وانحنوا الحراس لذلك حرجا من يعقوب
= جاءت زوجتك الثانية سمية وأخبرتني أن ماريا علي علاقة مع ذلك الضابط ويتحلافان معا ثار غضبي لم أحتمل خيانتها لي .
يا حارس أخبر الضابط الجديد انني أريده في جناح يعقوب
أمرك مولاي الأمير الأكبر
ذهب الحارس وأخبره أنه يريده وجاء سريعا
السلام عليكم يا مولاي
عليكم السلام تفضل ، وربت علي كتفه
ما الأمر يا عاصم لما تشاجرت مع يعقوب
لقد قام باتهام لأمور لم افعلها وخاض في عرض زوجته ألم يكن يثق بها ، انا هنا منذ اسبوع وماريا لها ثلاثه اشهر كيف لي أن تخطي حدود التدريب و اصعد لجناح الأميرة والتحاور معها ، هنا الحراسة مشددة يا مولاي الأمير.
أعتذر لك بالنيابة عنه لا بأس مما حدث ، اعتذر مره ثانيه
لا شئ يا مولاي الأمير حدث خيرا ..
قف يا يعقوب و تصافح معه وقبل رأسه.
وقف يعقوب وقبل راسه وتصفح معا ولكن يعقوب ما زال حائرا للأمر و منشغل من أجل ماريا .
أشعر بتلك الطلقات الأتية من بعيد مخترقة لجسدي ما تحركت قليلاً..
قدس تعالي في المساء إلي جناحي يوجد بعض الاشياء تنبئتها مما يساعدنا علي الهروب أو النجاه يوماً ما
_ أمرك مولاتي ، بالفعل لقد لاحظت بعض الأمور
افترقوا علي السلم ذهبت ماريا الي الجناح الخاص بها وكذلك قدس الي جناح الجواري
رحب الحارس بماريا ودخلت الجناح كان الهدوء سائد ولم تكن تعلم أن يعقوب في انتظارها ، خلعت الحجاب ومن ثم استقلت علي الفراش
وقالت بصوت مسموع: ليتني أستطع الفرار من هنا عاجلاً
رد عليها في ذات الوقت سننجو يا ماريا يوما ما لكن اصبري
فزعت ماريا و قامت من علي الفراش أنت هنا مولاي الأمير عفوا لم أكن أعلم بوجودك
= أعلم يا ماريا لا شئ، كنت أستريح بعض الوقت لأنني ذاهب الى الساحه امام القصر لتدريب الجنود علي بعض المهام
انتابها شئ ما بداخلها وقالت بخفوت هو متسامح ولم يعقب علي حديثي بل إنه يشعرني بالفرار لكنه مقيد هنا لسبب أو دافع قوي يجعله مجبر علي العيش
ذهب يعقوب وجائت قدس لتتحاور مع ماريا في الأشياء التي لاحظها كلاهم
_ تعلمي يا ماريا لاحظت أن ليس لهم قواعد ولا ديانه موحدة كل ما يعجبهم شئ ياخذوه لصالحهم ، وأيضاً جميعهم يتصنع الغلظة أمام الآخر
_ حقا ! بعد أن تركتك عند السلم وانفصلنا استقليت علي الفراش وكان يعقوب هنا وسمع حديثي مع نفسي وعلم أنني انوي الهرب وما اعترض ولا شئ شعرت أنه يوافقني الرأي
_ أخبرتك الأميرة سمية أن زوجات الأمير الأكبر سيأتون لجناحك غدا وان هناك موعد لتحديد ايام الدرس الاسبوعي لتعليم الفتيات والأطفال
_ لا لم تخبرني تعلمي بعد ذهابي للقاعه أخذني يعقوب وهبطنا الي الحديقة ، لا بأس سأستعد غدا لذلك
سأضع عيناي في نصف رأسي وسأتحاور مع الجميع علي أنه المفضل لي إلي أن يثقون بي واعرف خبياهم ولربما معرفة خيط واحد للنجاة وسننجو ولا التفت لاحد
وعندما تعود سانتقم من عبد العزيز اشد انتقام ..
اذهبي يا قدس قبل أن يأتي يعقوب ويشك بالأمر وانتبهي في حديثك مع الجواري لا تثقي ب أحد لا تعلمي من منهم مرشد لهؤلاء .
طاب مسائك ، سأغادر
' حل الهدوء في القصر وضواحيه القريبة صوت التدريب والجنود توقف كل ذهب الي فراشه فالنوم هنا له موعد عندما تدق التاسعه يغفل الجميع ولو لم يكن يريد ذلك ، كشفت ماريا ستار الشرفة قليلاً وأخفضت الضوء ونظرت في عرامه وهدوء وجدت الظلام حل ولا يوجد سوي ضوء القمر وعدد إثنان من الكشافات المغطاه للمنطقة '
انتهت من التدوير وقد حفظت البوابات و المداخل والمخارج و تابعت حركه الحراسه علي السور والأسلاك الشائكة لكنها لم تستطيع كشف الجزء الخاص بالتربة اللامعة التي رأته اليوم عندما كانت جالسة في الحديقه
سمعت صوت يهمس مساء الخير يا ماريا.
_ مساء الخير أيها الأمير
= لما أنتِ جالسة خلف الشرفة والضوء منخفض
_ لاشئ مولاي أردت استنشاق الهواء في هدوء و استراحه مع حالي
= تناولتي العشاء
_ لم أكن جائعه سأخلد للنوم
= تفضلي ، تصبحين على خير
_ أتاك الخير.
' بدء نهار يوم جديد في تلك البقعة المتخفية عن الجميع وزقزقت عصافير الصباح و سطعت الشمس علي شرفه ماريا فلمعت في عينيها ومن ثم نهضت مبكراً ، تستعد لاستقبال زوجات الأمير الأكبر ، والدرس التعليمي '
دقت الواحدة بعد الظهر ولم يأتي أحد من زوجات الأمير الأكبر ل ماريا وما تبقي علي موعد الدرس سوي نصف ساعه
_ أيها الحارس
_ أمرك مولاتي
_ أرسل الجارية قدس وأن تأتي معها بإحدي الجاريات
_ أمرا .
ذهب الحارس الي باب الجواري ودق بتلك القطعه الحديدية من الخارج الجارية قدس ومعها واحده يذهبان لجناح الأميرة ماريا سريعاً
ردت إحداهن سمعا وطاعه أيها الحارس ،إذهب وسيتبعونك
جائت الجواري وساعدوا ماريا في التحضير وذهبوا الي قاعه المؤتمرات وهموا بالخروج للذهاب إلي القاعه
ما إن قربت بأربع خطوات أعلن الحارس قدومي. سمو الأميرة ماريا
فلتتفضل كنت في خطوتي الأخيرة للدخول وبواقي ثيابي خلفي بسبع
خطوات
دخلت قاعة المؤتمرات النسائية بكل ثقة و فخامة عارمة،
تبلغ مساحتها ما يقرب المائة وثلاثون مترا مقسمة لعده أجزاء تحوي ما
يقرب ثلاث الاف شخص يضيق اتساعها الزخارف والمشغولات والزينة
ألقيت التحية وساد الصمت أيضا كاد النهار يزول عندنا أنزلت الستائر فأظلم المكان وتم تضويته بالنور الكهربائي
استطاعت النساء الذين يرتدون النقاب خلعه وأيضا الحجاب فالجو كان حرا بعض الشئ ، يقولون أنهم لسن مرآه ينظر بها الجميع إنما يستترون ويرتدون لباس العفه نهارا ، ويجردن منها ليلا
نكن ذلك الطبق الزائد بجانب الخمر والملذات فليس لأحد الحق أن يري وجهنا.
لا حرج من رؤيه أجسادنا ونحن عاريات أمامهم
أعلنت السيدة رفيدة زواجي من الامير يعقوب بن حارس المسلمي ، أيضا أنني متواجدة من أجل جميع الفتيات والسيدات لتعليم الكتابة والقراءة ودروس العلم
بدايه من يوم الأحد المقبل في المبني المجاور للقصر فهو مكون من ثلاث طوابق الأول ملجأ الأطفال ، الثاني المستشفى، الثالث وهو المخصص لي
سأتواجد يوم الأحد والاربعاء من الرابعه عصرا الي السابعه مساءا.
السيدة رفيدة الزوجة الأولي للأمير الأكبر وأحنهم بغيرها
السادة الحضور سيداتي الاعزاء فتياتي الكرام أطفالي
الصغار براعم المستقبل عصافير الغد، نحن نعيش في هذه الدنيا لنجتهد
ونعمل ونأجر شهادة الدنيا وحين نموت نموت بفخر الاخره
المحاضرة القادمة ستكن عن كيفية كتابه وتصحيح المفاهيم الأساسية لفهم الطبيعه
رفعوا الستار مجددا عن شرفة القاعه و بدئوا بالخروج خارجا كل يذهب لعمله.
انتظري جارية قدس لم أستريح إلي الملكة رفيده أشعر أنها سيئه جدا او أحدهم دفعها بطريقي لتفسد لي كل شيء ،أثناء المؤتمر كلما تحدثت قاطعتني
ليكن يعقوب أرسلها لتتأكد ما إن أمنت بهم أوأتصنع ذلك، لكنني يا ساستخدم جمالي ضدك وسأنتصر
يعقوب لا يرفضلي طلبا؛ سأسبقه بخطوة دائما
بعد انتهاء الخطبة التي استغرقت ثلاثة ساعات مروا كأنهم ساعة فقط
شعرت بالوقت، مازاد روعي ورهي نظراتها المثيرة للشك !
لا أعلم إعادتها للحديث أكثرمن مرة شعرت أنه شيء ما أقوي منها يستدعي
ارتباكها هكذا
أوفقها الرأي فقط؟ هذا ما كنت أفعله لتكمل حديثها بعد
قالت: علمتِ يا ماريا
لم تنتظر مني إجابة وغادرت على الفور نظرت لهرولتها وهيا تمض ي شعرت
، كأن ملك الموت يتصارع معها، أكدت لي أنها تخفي شيء الله أعلم به.
انتابني شعورالقلق تكاثرت على الأفكار ولم استطع تحديد شيء دون
العلم بخيط ما يجرني وراء دليل أو ما شابه
أصابتني نوبة صداع حين
أفكر في أمر ما لا أفقه عنه شيء يصبح الوضع أكثر تعقيداً
شعور يشبه وقوفك على حافة جبل هائل للثبات والساقط فيه أنت
انتظرت حتي خرج جميع من في القاعه و نظرت من خلف الشرفة كنت قريبه جدا من منطقة التجنيد
الجنود والضباط وذاك القائد الذي يتميز عنهم بارتدائه قناع الوجه
نظرت إلى عيناه شعرت بخفقان في قلبي لوهلة اشتياق أشعر وكأن ذاك
الذي خفق له قلبي لا لا هو لا يتركني وحدي في هذا الظلام الحالك ولربما من
حنيني أتوهم..
أراهم ملغمين جميعهم ولا يقع نظري إلا عليه، ليتني تصادفت معه يوما
لا أدري ما الذي يدفعني بالنظر إليه
حاولت جاهده فعل أي شيء يبعدني عن التفكير به، كلما خطفت بنظري
لبعيد أعاود النظر إليهم. ما إن تصادفت الشمس مع ذلك الخاتم الذي بيدي لمع
في عين أحدهم
أخبر القائد مسرعا أنه يأتي ضوء لامع من شرفة القاعة
كسطوع القمر نهارا
وهل للقمر أن يتصادف مع الشمس يوم
؟
أيعقل .
ظنوا أنه محتل أو عدو صوبوا ضوء الآليات والأسلحة الرشاشة
والدبابات نحو تلك المسكينة الشرفة التي أتخفي بجوارها، علم يعقوب أنه أنا فأشار لهم بأن يتراجعوا
في أقل من ثواني عاد كل شئ إلي موضعه ليتهم صوبوا نحوي و انتهيت .
خفضت يدي لتفادي ما حدث الأن و عاودت النظر مجددا ، وجدت يعقوب خلفي ويحاول نزولي من أعلي الكنبات
= ما الذي تفعلين ماريا ؟
_ لاشئ اتفقد بعض الأمور فقط.
=للتفقد أصول وخبره لا توقعي بنا في الفخ ، إذا شكوا بشئ ستنتهي سويا يا ماريا ، انتبهى فضلاً
_ أعتذر يعقوب .
= سيري خلفي سأجعلك تشاهدين الجنود وهم في التدريب
_ حقا !
= لكن رجاءا التزمي الصمت
جلست في حديقة أخري لم أراها من قبل خلف القصر متخفية عن أعين البعض
ظللت أتابع بعيني من دون أن ينتبه أحد وما أثار فضولي باب حديدي كبير محكم الغلق ويقف ثلاثة حراس عليه
لاحظوا أنني أنظر إليهم
لكنني لم أتراجع عاودت النظر مجددا
َ
أخذت أعمق نفس وأناا أري الفراشات الملطخة أجنحتها بالدماء ، جاء أحد الحراس
_ عفوا مولاتي لكننا سنقوم بتنظيف تلك الحديقه ونطلب من سيادتك أن تذهبي الي الحديقة التي أمام القصر
ذاك الباب المغلق الضخم ليس به حراس أم الثاني مقيد فما الٱمر
أهذا الباب المؤدي إلى السرداب الذي سمعت الأمير يتحدث عنه يوما،
أم ذلك شيء آخر خفي ولا يلتفت له أحد منعا للجدال وإبعاد النظر
للقصر والأماكن المجاورة للمنطقة
-انتظرت ما يقرب من ساعة ونصف ولم يأ ِت يعقوب تأخرعن العادة
تملكني القلق أشعر أن السيدة رفيدة فعلت مكيدة
كادت تلك النظرات الحادة المصطنعة تقلقني
هممت بالنهوض بعد تأخر يعقوب وأثناء سيري من بين الجنود والمارين وجدتهم يظهر عليهم علامات الرهبه والخوف ، ما اهتميت لأمرهم لأنني لم أوذي أحد ولا تطفلت أيضاً علي أحد .
صعدت الي جناحي وجدت الجدران والشرفة والستائر وتلك الوسادة التي تحمل دموعي ليلا كلهم بائسين
الفراشات الطائرة ، أشم رائحه تعفن تصيبهم جميعاً رائحه الخيانة تفوح .
غفلت علي الأريكة بعض الشئ ، كان يجري يعقوب بسرعه
البرق ممكن جعل من لهم السلطة يتبعونه ليعرفوا ما سيحدث بعد قليل أم الحراس والجواري لم يتحرك أحدا من موضعه
قالها ماريا أفزع الموتى من نومهم المستغرق ليوم البعث، وقفت على قدماي وما زالت عيناي مغلقة ، وإذا ببركان من الغضب يشع من عينيه
= ماريا من اليوم وصاعد أريدك أن لا تتخطي حدود أريكتك وليس الغرفة ،التزمي بجناحك ولن أكررها مره أخري ،ستار الشرفة لا تزيحيه من موضعه
سأعلم لو خالفتي أوامري
_ ما الأمر أيها الأمير
= كلامي بات واضحاً
ذهب وعلمت أن الشيء الذي حدث أكبر من كل شئ ، فعلت مثلما أمرني استوقف تفكيري آذان المغرب
الله أكبر الله أكبر حينها هدء قلبي وشعرت بأن الله بجواري وسأنجو من ذلك المأزق
ذهبت أناجي ربي كمسلمة ولست متصنعة بإيمان صليت وتلوت
الرحمن إلى أن سمعت صوت النيران أصوات عالية وشجار وباب غرفتي
يطرق بشده
لا أعلم ماذا أفعل لو فتحت أنا حقا قلقه لتلك الأصوات !
سيعاقبني إن فتحت الباب أم سيغفر لي
ارتديت النقاب قبل أن يسقط الباب من شده الطرق، احتضنت المصحف علي قلبي من شده الخوف ، وقفت في منتصف الغرفة أنظر للشرفة تارة والباب أخري
سقط الباب وما استطعت رؤيته لحظه سقوطه مرت بجانبي طلقه نارية أصابت كتفي
و عدت شعرت بشيء.
انتهى الشجار بالطلقات النارية ، و تشاجر باليد ما اكتفي يعقوب ولا الضابط لذلك الأمر
أسرعت السيدة رفيده إلي زوجها الأمير الأكبر الحارس وجدها تهرول
_ما الأمر أيها الملكة
_ الأمير يعقوب يتشاجر مع احد الضباط و أصيبت الأميرة ماريا ، سأعود أطمئن علي ماريا وتفقد الأمور .
رفيدة الزوجة الأولي للأمير الأكبر عيناها الخلابة شعرها البني الناعم المخفي خلف الحجاب رقه قلبها هي حقا طيبه وجميلة .
جاء الأمير الاكبر سريعا فض الشجار بين الضابط الجديد القادم من مصر ويعقوب ، تم إصابه احدى عشر جنديا ووفاه ثلاثة ولكن المصابين اصابتهم وخيمه
أيضاماريا أصابت برصاصة وفاقدة للوعي، الحراس طرقوا الباب لتخرج لأن الشجار
كان بجوار جناحها وكانت الشرفة مفتوحة ولم تستجيب لاحد اقتحموا
الباب، تم نقلها إلى المستشفى فحصها الطبيب خالد وجد أن الإصابة وخيمة جدا وهي بحاجه لنقل الدم
جاء أمير الولاية الأكبر ودخل ل يعقوب جناحه ما الأمر يعقوب لما كل هذا ؟
لم يجيب يعقوب ، صفعه الأمير الأكبر وانحنوا الحراس لذلك حرجا من يعقوب
= جاءت زوجتك الثانية سمية وأخبرتني أن ماريا علي علاقة مع ذلك الضابط ويتحلافان معا ثار غضبي لم أحتمل خيانتها لي .
يا حارس أخبر الضابط الجديد انني أريده في جناح يعقوب
أمرك مولاي الأمير الأكبر
ذهب الحارس وأخبره أنه يريده وجاء سريعا
السلام عليكم يا مولاي
عليكم السلام تفضل ، وربت علي كتفه
ما الأمر يا عاصم لما تشاجرت مع يعقوب
لقد قام باتهام لأمور لم افعلها وخاض في عرض زوجته ألم يكن يثق بها ، انا هنا منذ اسبوع وماريا لها ثلاثه اشهر كيف لي أن تخطي حدود التدريب و اصعد لجناح الأميرة والتحاور معها ، هنا الحراسة مشددة يا مولاي الأمير.
أعتذر لك بالنيابة عنه لا بأس مما حدث ، اعتذر مره ثانيه
لا شئ يا مولاي الأمير حدث خيرا ..
قف يا يعقوب و تصافح معه وقبل رأسه.
وقف يعقوب وقبل راسه وتصفح معا ولكن يعقوب ما زال حائرا للأمر و منشغل من أجل ماريا .
أشعر بتلك الطلقات الأتية من بعيد مخترقة لجسدي ما تحركت قليلاً..