الفصل الرابع

الحارس في طريقة إلى يعقوب ليخبره ما حدث وأن ماريا مصابة اصطدم
به أسفل المستشفى عند منحني ممر البوابة أخبره بكل ما حدث هرول
مسرعا كاد ينزلق من على الدرج إذا لم ينتبه لخطواته.

أربع ساعات داخل غرفة العمليات وعجزوا الأطباء عن إخراج رصاصة من كتف ماريا ، يعقوب من الجهه الأخري يأخذ الممر ذهاباً وإياباً

أطباء وممرضين يحاولون أن يفعلوا لها شيئا ، دمها بات ينذف ولم يوجد أحد يتبرع لها غير أحد الحراس و وقع مغشياً فقد أخذوا منه ثلاثة أكياس من الدم ولا زالوا بحاجه للمزيد

خرجت أحدي الممرضات أخبرتهم أنهم لم يتم إنقاذ ماريا وبحاجة الي الدم لقد نزفت ماريا كثيراً
ظهر القلق والزعر علي وجوههم .

قال يعقوب هل يمكنني الدخول ؟
أجابت الممرضة تفضل أيها الأمير ، دخل غرفة العمليات و سالت دموعه علي خديه اقبل علي ماريا وقبل رأسها ، سامحيني يا ماريا أنا المخطئ أتوسل إليكِ وظل يبكي

الطبيب : لا داعي من ذلك الأن نحن نهتم لإنقاذها


تغيرت الوجوه كافة حين صرخت ماريا، نفذ المخدر وتلك الاله التي دسها بكتفها جعلتها تلتوي آلما وظلت تصرخ
ويعقوب يحاول أن يخرج الطلقه من بين عظام كتفها
كلما اقترب من انتشالها زادت آلمها ومعاناتها
صرختها واحده أخيرة متتالية وتوقفت غابت عن الوعي

وضعوا لها محلول معلق بيدها و خرج الجميع وما تبقي بجوارها سوي الطبيب ويعقوب ويطلب من الطبيب أن يتركها بجواره ولو قليلاً

ظل جالسا بجوارها وأمسك بيدها ولم يعد يقوي علي فراقها بات العشق واضحاً علي ملامحه ، ارجوكي يا ماريا لم أكن اعلم أن كل ذلك سيلحق بك

الأسي بات يأكل عظامك وانتي مجبرة علي هنا وتعلمي انا أيضاً استاءت من هنا لكنني مجبر يا ماريا

ما انتظر الأمير الأكبر أن يقف خارجا اقتحم الباب ودخل ليري ماذا سيفعل يعقوب ومنذ أن دخل ترك يعقوب يدها وقبض علي يديه وما استطاع البوح بشئ

هو فقط يريد أن يبوح عن ما يشعره بالخنقه مثلما اي شخص يريد اخراج ما يكتمه بداخله .

ظلت ماريا في المستشفى تحت الملاحظة ، خرج في مساء اليوم التالي ، وكان يحاول تمالك القوة والصلابة أمام الأمير وأنه يحبه ويحب قوانينه أكثر من زوجته ليثبت له انتمائه وولائه

ويخاف عليها منه ماريا تعجبه فيخاف أن يسلبها منه ويتزوجها هوا يتزوج ويطلق في الاسبوع عده مرات ولا يطبق شئ من قوانينه لكن يطبقها عليهم فقط .

عادت ماريا في المساء إلى الجناح الخاص بها، عادت مستندة على إحدى الجواري ولم يكن يعقوب بجوارها خوفاً من الامير

انتهي التمرين وذهب الضباط الي الغداء أثناء سيرهم نادي الامير علي يعقوب حين كان يمضي مع أحد الجنود .

= أمرك مولاي الأمير .
_ أخبرني الحارس أن ماريا عادت الي الجناح اذهب وتفقدها ودعك من التدريب اليوم

= لا داعي يا مولاي أن أترك التدريب سأذهب بعد الانتهاء ولو حدث شيء سيخبرونني فورا


تمشوا في الهواء الطلق داخل الحديقة وجلسوا على نفس الكنبة التي
جلست ماريا عليها أمس،وأخذ يعقوب بنظرة إلى شرفةالجناح عسي تنول عيناه شرف النظر، أتي أحد الجنودإلى غسان ببرقية فترك يعقوب جالساً وذهب ليتفقدها بعيدا عنه

كانت ماريا تراه و تعلم أنه يأخذ بنظره الي الشرفة
أخذ يتمعن بنظرة إلى السماء تارة ولكل من حولة تارة أخرى فلا زال
يجهل ما بداخلة أهو مع أو ضد؟ إذا كان يريد النجاة فلما طيل المكوث في
تلك البقعة المدنسة..

ما زالت ماريا تختبئ خلف الشرفة رأته متجه إلى القصر ظنت أنه سيذهب
إلى الجناح مسرعا ليطمئن على حالتها؛ لكنه لم يفعل ذلك ظلت تنتظر
قدومه إلى حين غلبها النوم.

طرق الباب ودخلت قدس دون استئذان
،لم تجيب ماريا فهي غافلة في نومها
احتضنتها قدس بمراره على حالها، حدثتها بقلبها قبل أن تتلفظ بتلك
الكلمات.

أنا ياقدس أشتاق لكل شيء قديم أريد تلك الحياة القديمة فلا يعطيني
الجديد مثلما اعطاني القديم، ذاك الذي يؤملني غيابه وعدته بأن لا
أكون لسواه وجعلت تلك العفيفة عاهرة رغما عني ياقدس

ليتني لم أعشق تراب الأرض التي تحمله ولا حواسي التي تحمل رائحته


استنشق الهواء معطر بتلك الرائحة خاصته أريد أن أفيق من هذا الكابوس .

ذلك الحين لم تستطع قدس فعل شيء من أجلها فهي تحترق، تتألم،
تشتاق، تفقد مثلها وتتيم لذلك الذي احبته ولم تخبره فتحمل له عذرا.ط

اما ذاك الذي راها تسلب أمامه ولم يفعل شىء ،
دخل يعقوب الغرفة في حلول الواحدة بعد منتصف الليل ورأي الجارية تحتضن ماريا فكان مشهد بطولي يستحق دقيقة حداد على تلك الطفولة
والبراءة المسلبة ، تردد للحظه اما أن يوقظها ببطء أم بفزع فهو لا يريد
أن يعتاد على اللطف فيخاف أن يفقد توازنه أمام أحد

ماريا قالها بأعلى صوت انتفضت الجارية وماريا معا ويداهم متماسكة لكنهم ليسوا كعادتهم هي الأن جارية و ليست صديقة

_قدس اعتذر مولاي الأميرة كانت تبكي وتتألم فاضطررت على الجلوس
معها لذاك الوقت المتأخر


غادرت قدس رغما عن ماريا فهي تريدها بجوارها تخاف تلك اللحظة التي تجمعهم ، فهي لم تنسي القسوة العارمة التي ظهرت من الامير حينما كانت تنتظر قدومه من الحديقه
وأيضاً لا تعلم ما السبب الخفي وراء تلك التغيرات
الكاملة
من شدة خوفها كانت ترتجف، مترددة أتكمل نومها أم تتحاور معه وتستخدم تلك الأله الرقيقة في جذب الرجال وهي اللطف ، وتصتنع الرومانسيه ، أم تصمد ليتحدثوا .

شردت ماريا في كم من الأفكار المنجلية لذلك الموقف وحينها كانت تقف ب إحدى الفساتين الرقيقة البسيطة

ذات اللون الوردي مزين ببعض الورود البيضاء، الشعر الأسود المائل للبني نوعا ما ، خصلات شعرها التي يداعبها الهواء الساقطة عند خصرها



ظلت واقفة وكأنها تتأمل منظر الأقدام والأرض أيضاً الخطوط البارزة تتأكد من إن كانت متذكرة للعدد من واحد إلى عشرة فتجد رهبة الموقف تتوقف عند العدد ثلاثة ، وتجهل إستكمال ما تبقي

تركها وغادر فرأيته بطرف عينيها ينظر إليها فلا تعلم تلك النظرة شفقه أم قسوه ؟

جلس يعقوب على الكنبة التي تبلغ المسافة بينة وبينها أربع خطوات،
تقف هي الأخرى حائره يريد القسوة فلما يريد التحدث معها .

تتورم عروقها حين تتذكر أنها لم تخبره عن ما تحمله بداخل
رحمها ذاك الجنين الذي يبلغ من العمر ثالثة أشهر.
نزعت التفكير وكل القلق واتجهت نحوه مسرعة حين سمعت صوت
بكائه ، فلما يبكي؟

_ يعقوب ما بك أخبرني

ِ= إنني صدقا أحبك يا ماريا أحببتك رغماً عني


صدق يعقوب كان واضحاً ، مراره حديثة تسبق أنفاسه فحين يبكي الرجل بمراره أعلم
أن قلبه تعلق وبشده.

ضرب بقوة على الحائط فتساقطت حبات الرمل أعلاه ، صفعة علي وجهها عندما أخبرته بجنينها فسقطت أرضا
بينها وبين ذاك الذي طمست في الوحل من أجله، ظنت أنه سيتراجع عن قسوته ويتعامل بلطف معها .


لقد فاح ما ظل في بئر الكتمان شهور أو لربما أعوام ، تخطت الأرقام القياسية في االبؤس


لم تتألم لقسوته ولا تلك الصفعات إنما أخذتها نوبه حسره إلى مقابر
العشاق حين تذكرت كل
ما حاولت تناسيه تجمع دفعه واحدة وها هو يسري بداخلها كنهر لم يجري
مائه إنما تمنعه الأحجار الكريمة من السير.

حاول إفاقتها وإستعادت لوعيها فأطلقت بعينه‍ا النظر

تقف في منتصف الحجرة تتزحزح قليلا
إليه وشيئا أخر إلي الخارج فما دخل الخارج بين ماضيها وبينه

كأن نفحات الهواء خلفت من ربوعها شريط الذكريات المر ، يا يعقوب أنا فقط أريد الثبات من هشاشه الأيام ولست أخاف من هشاشة عظامي يوما
ُ
تتحدث وهي كريشة نعام تقف علي إحدي النوافذ فيسري بنعومة ملمسة الي أحجار جهنم اللامعة ، حرقتها كليا ولا يدور بداخلها سوي تلك العبارة فقط !

" ماذا لو كان ذاك الحبيب بجواري "

أيقظها من حلم اليقظة صوته التي اعتادت سماعه يقطع حبل أحلامها ، لكنها لم تكن ككل مره تستسلم بل أكملت السير
كرر يعقوب أكثر من مره اجلسي يا ماريا نكمل حديثنا في الصباح.

نظرت له دون أن تتحدث وتمعنت الغرفة وكأنها أول مرة تراها،
الشرفة والجناح والسرير الخزانة الملابس لبس، سقطت عيناها على ذاك
السرير و لم تتحرك، تذكرت حين رأت حالها وهي مجرده المشاعر و العفة

ُقالت: تمنيت لو خلقت عمياء القلب والبصر والبصيرة ، كنت أتمني لو لم أخلق حقا .

سماعي لصوتي البائس وبكائي يقتلني تعلم أختنق وظلت تصرخ وتحطم بكل شئ حولها إلي أن سقطت ما في رحمها
حينها انهزم يعقوب و شعر بالخوف الدماء كانت تلوح بلوحة فنيه عظيمة

يا حارس يا حارس أريد الجارية قدس حالا

جائت قدس في الحال
أمرك مولاي
إهتمي بها ونظفي المكان سأعود بعد أن تنتهي من كل ذلك .
أمرك مولاي

خرج يعقوب وهو محمل بعبئ لم يقوي علي تحمله ولايعلم مايحتم عليه فعله..

_ يا حارس أخبر الأمير يعقوب أن الأميرة حالتها المرضية سيئه جدا ويحضر في الحال .

حينها ساد الظلام الروحي لا الكوِن أضاف شحوب القمر تشققات ملامحهم،
ليكن شغف رؤية ما وراء الباب، هوا ما وحدهم وجعلهم يقفون بجانب بعضهم البعض

أسرها يعقوب نفس نفسه وندم علي ما فعل تركها وغادر غادر إلي أن خرج خارج أسوار القصر وهذا العالم إختبيء في تحدي الدبابات وجد صديق له يحتسي الكحول وهذا ممنوع
فاحتسي هو الآخر ونسي ماريا وكل شئ بحياته ناموا من كثرة احتساء الكحول ..

في جهه أخري ضابط البوابة يقف بجوار الحراس وأحدهم يسرد لهم تفاصيل خطف ابنه وأنهم اوقعوهم بفخ المال

في شهر مارس عام 1989 فقدت إحدي عائلات المصرين طفلا يبلغ من العمر 7 اعوام بعد رحله بحث طويله دامت سبعة عشر شهرا وقبل أن يفقد كلاهما الامل في العثور عليه
أخبرهم شخصا غريب القامه والاطوار أن في بلد الشام يوجد اطفال ليس لديهم أهل عليهم الذهاب وتفقدهم ليكن الطفل بينهم ولكن تحديدا عليهم الذهاب عبر الصحراء ومن الجهه الغربيه

كانت حينها الساعه مقاربه علي السابعه مساءا ،فقروا تجهيز الامتعه والذهاب من الغد حملوا كل شئ سيحتاجون إليه وبعد صلاه الفجر عزموا الرحيل واستيقظت سمرا للرحيل معاهم عساها تشفي من جراحها ،سلكوا طريق الصحراء كما ارشدهم الشخص الغريب

الصحراء واسعه وطويله ولا يوجد بها ملامح لتدلهم لكنهم يسيروا بلطف الله حل الظلام وضعوا الامتعه ونصبوا الخيم واشعلوا النار يغفلون لحين ظهور الشمس ويكملوا المسير ،لكنها لم تغفل ظلت مستيقظه مستشعره الجو والصحراء وكل شئ أمسكت بحبات الرمل ظلت عده دقائق وقالت
" كل الحجات اللي بنحاول ننساها بنتعلق بيها اكتر ،ومش بنعرف ننسي بنفكر أن كل حاجه هتعدي مجرد ما بنفكر في النسيان لكن مفيش حاجه بتعدي كل حاجه بتقف بنعلق النسيان علي شماعه القدر ونربط دا بدا ونتقهر زياده "
سمعتها أميره ودمعت عيناها لكنها لم تستطع الحديث منشغله بفقدان ابنها كل منهم بداخله أسي من نوع آخر ،مع اخر حبه رمل غفلت سمرا وربتت أميره علي شعرها لتشعر بالطمأنينة
غفلوا جميعهم حتي حل الظلام سمعوا صوت ديبه ونباح الكلاب فزعت سمرا واميره وكاظم ما زال غافلاً
تشبطوا ببعضهم البعض وكانت قافله أتيه من اتجاه المقابل لهم والغبار و تطاير حبات الرمل وقفوا علي قدم واحد رأوا إناس مختلفين القامه والهيئة فوجدوا أيضا اللهجه مختلفة القافله رأوا ملامح الفزع عليهم فحاول طمئنتهم وجلسوا استيقظ كاظم وجد اناس غرباء القامه من هؤلاء يا أميره
لا أعرف يا كاظم استيقظنا فزعا علي مجيئهم
لا تقلقوا نحن من غرب اليمن خرجنا الي الصحراء لنبحث عن ابنتنا وغدرت بنا الصحراء وضللنا الطريق فعزمنا السير ووصلنا الي هنا .
نحن عزمنا الرحيل أمس بحثاً أيضا عن ابننا أخبرنا شخص غريب أنه في صحراء الشام يوجد قبيلة بها الاطفال المفقودين وهذه أولي ليلتنا في البحث ،دعونا نذهب سويا
ما لنا أن نكن ثقل عليكم
لا يا مرحباً بكم جميعا ،أحضري الطعام يا أميره وقومي بمساعدتها سمرا

اذهبي يا رشيده هذه ابنه اخي الأصغر مات جوعا أثناء سيرنا وقمنا بتيميمه ودفنه ليس معنا ماء لغسله..
تعالي رشيده انا سمرا وهذه أميره
انت جميلة يا سمرا ملامحك جميله للغايه أشعر وكانني لاول مره اري فتاه بهاذا الجمال
لا يا رشيده غزلك غير
تبسمت وضحكت ابتسامتها فرحا لها
انتهوا من تجهيز الطعام أكلوا سويا وبعد غفله طويله زقزقت عصافير الصباح الجبلية وهموا بالرحيل مجددا
تخطي توهه الصحراء إشارات المرور المتجه الي اليمن
وقفت سمرا وقالت : نحن ما لنا باتجاه الي اليمن مسارنا الي الشام
قالت رشيده ردا عليها : الشام واليمن متقاربان من بعضهم البعض دعونا نمضي عسانا نجد اشارادت لممر يدلنا لغرب الشام
ساروا خلف بعضهم البعض في سرب منتظم كالنمل
قال كاظم لي أن اسالك يا كبير قبيلتك سؤال
تفضل اخي
لم أطمئن لذلك الطريق أشعر أن احد ما يوقعنا في فخ
لا تقلق رشيده لديها الحاسه السادسه إذا في قلق تشعر إذا بيننا خائن تستشعر ذلك
زوجه كاظم
استشعري يا رشيده هل لنا نلتقي باطفالنا

صمدت لبرهه وقالت عسانا نجد أحدهم ..
حل اليأس عليهم وقالت سمرا امشوا ولا ينشغل أحدكم باللقاء فاللقا نصيب
"ولكل امرئ من فقده نصيب "
صمتوا جميعهم وكاد يحول الظلام عليهم في تلك الصحراء الواسعه يوجد ممر مفترق أحدهم أشبه ب باب سرداب والآخر متجه في يسار الصحراء وقف رجل القبيلة حائر ولم يتحدث أحد منهم لكنها رشيده من بدءت اولا لم أطمئن لتلك الإرشادات ولا اريد المضي قدما واحدا منهم .
رجل القبيلة ليس إمامنا خيار آخر أما ذاك أو ذاك
قالت سمرا مضينا في الصحراء ما يكفي دون وصول لحل او بلده او اي شيء دعونا نخترق باطن الصحراء ونسير بداخلها
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي