الفصل الرابع

ساحقق حلمي

الدنيا ليست ثابته والاحداث التي فيها تفاجئك دائما،بعضا منها يحبذ لك والبعض الاخر تمقته،ولكن لا مفر من الاولى ولا الثانيه
رفع جدي الى بيته،ونصفه يضحك ونصفه حزين،لا يعرف له احساس
وصل منهك القوى لا يقوى على رفع قشه،بالكادي يحمل جسمه،نام قليلا ثم استيقظ،جلس مع جدتي يسرد لها كل ما حدث،وهي تواسيه لبعض الكلمات
مره وقت على رجوعه،وها هو الان يستيقظ على هاتف مستعجل،انها والدته،اخبرته ان يرجع الى البلد،فهناك امور يجب ان يسويها في الورث،واخبرته ايضا ان يحضر زوجته واولاده معه
باقيه جدي يقنع في جدتي مطولا،فقط ردت عليه انها تحس بشيء غير مطمئن،وبعد محاولات عديده اقنعها وشد الرحال الى البلد
كانت هذه اول مره تزور فيها جداي بلاد الامازيغ
بعد مسيره دامت حوالي ثمان ساعات،وصلوا بسلام الى البيت الكبير
وجدوا استقبالا حارا من والدتي جدي وايضا من اخوانه واخواته،كانوا يسلمون على الاطفال بكل حب،وايضانا يدعون جدتي الى الدخول،الجو كان مفعما بالحنان والحب
ولم تمضي ساعات على ذلك حتى بدات المشاكل،لقد جاء اعمام جدي وابنائهم،وطلبوا منه ان يرحل من هنا وياخذ معه هؤلاء العرب،فهم لا يسمحون بوجود هذه العربيه في ارضهم
وقفت ام جدي بالمرصاد لهم،وتكلمت بكل قسوه،حتى انهم استحوا وذهبوا مطاطئين رؤوسهم
وبعد مرور اربعه ايام،قام جدي بتسويه كل الامور العالقه في الارث،اخذ حصته وهم بالرجوع الى بيته الصغير،هذه المره اخذ معه امه لكي تتعرف على المنطقه التي يسكن فيها،كان جدي فرحان كثيرا لانه سياخذ معه امه التي رضيت عنه من البدايه،وسندته بقلبها وهو كان يعلم ذلك
وصلوا الى البيت الصغير بالمنطقه الجديده التي سكن فيها جدي،كان الجميع فرحا جدا،اجواء عائليه حميميه رائعه
لقد بقيت معه تقريبا خمسة عشر يوما،ثم ارجعها جدي الى المنزل،سنه سعيده جدا وملامح الفرحه باديه على وجهها،كانت تبتسم بين الفينه والاخرى،وتخبر جدي انها جد فرحه وانها في غاية السعاده،وانه هو اختار الزوجه المناسبه له
من التعب ان ترضى الام عن كنتها،ولكن جدتي عرفت كيف تكسب ودها،فهي بطبعها طيبه،وتعاملوا جميع الناس بطيبتها،وتعملها الجيد واخلاقها الجميله
في نفس اللحظه التي غادر فيها جدي مع امه،جاء الى منزل جدي الصغير امه واب جدتي،لقد مر وقت طويل جدا على رؤيتهما
كانت جدتي تكاد تطير من فرحتها،فسنين عديده لم تراهما،فقد كان في سفر طويل
ابو جدتي يحب الاطفال كثيرا، ولكن الله حرمه منهم،فالاقدار وحكمت عليه ان يكون عقيما لا ينجب اطفالا،طالما قال لي لزوجته تزوجي،ولن احزن ابدا،ولكن زوجته رفضت واختارت ان تكون معه،وانت تتخلى عن امومتها وتبقى معه الى ان تفارقها الحياه،واتفق على ان يحضر ابنه او ابنا من الميتم،وفعلا ذهب الى الميتم لتبني الطفل
كانت هناك طفله صغيره تنظر اليهما وعلامات الحزن باديه على وجهها،ابتسمت لهما فدخلت ابتسامتها قلبيهما،ومباشره بعدها ذهبوا الى الاداره واخبرو المدير بانهم يريدون تبني تلك الطفله،كان الطفله يتيمه الاب والام،فقد احترق منزل الاهل وتوفي الاب والام وانقذوا الطفله،كانت جدتي تبكي بكل حرقه وهو يروي قصه البنت،تلك البنت هي جدتي
ربما يكون الله عز وجل حرم ابو جدتي من الابناء،ولكنه رزق بالعديد من الاحفاد،وايضا جدتي تعد كابنة له،فقد رباها افضل تربيه وعلمها احسن تعليم
وصل جدي وامه الى بلاد الامازيغ،جلس قليلا مع اخوانه يتبادلون اطراف الحديث،اما اخته الصغرى فقد بدات بتحضير الاكل،اكلوا قليلا ثم خرج جدي مع اخيه لتفقد احوال واجواء المنطقة
وبعدها اراجعوا الى المنزل تعشوا كلهم وساهروا قليلا ثم ناموا لانهم كانوا منهكين من السفر فالطريق كان طويلا
وما كاد جدي يغفو حتى سمع صوتا ينادي باسمه،انها اخته الصغرى
استيقظ جميع من في البيت وذهبوا يجرون الى غرفة الام،فهي كانت تنام مع ابنتها الصغرى
لقد اصيبت بازمه قلبيه،ولا تحرك ساكنا،الام كانت مريضه قلب ولديها سكري وايضا الضغط الدموي
الامر الغريب انها كانت تبتسم وهي مغمى عليها
فزع كل من في البيت واحضر السياره واخذوا امهم الى المستشفى بسرعه،حين وصلت الى المستشفى دخلت غرفه الاستعجالات،ولكن لم يستطيعوا انقاذها،لقد فارقت الحياه
انها مصيبه حلت على العائلة كلها
الام وهي نبض البيت،وهي زينه ووقار للعائله،مكانها لن يستطيع احد مهما بلغت درجه محبته ان يملاه او ياخذه
اتصل جدي بجدتي وقال لها ان امه متوفيه،و انه يمكنها ان تاتي مع جارنا إذا أرادت ذلك
ردت عليه جدتي قائله: «ان اهلي في البيت هل يمكنهم ان ياتوا معي ايضا ؟»
حبذ جدي الفكره موافقه عليها
وفعلا ذهبوا جميعا للعزاء،كانت اول مره يزور فيها اهل جدتي منطقه الامازيغ عموما وبيت الحمى خصوصا
لم تكن جنازه عاديه ابدا،اوصال الابناء تقطعت،قلوب الحاضرين تمزقت،حنايا الروح تشتت،الكل يبكي في صمت،كثره في القلب لا تجبر،فحبيبه القلب غادرت هذه الدنيا
حين احضر جثتها الى المنزل لتوديعها لازال وجهها يبتسم،وكانها برحلتها الصغيره الى منزل ومنطقة جدي،راح نفسها وطمن بالها،فطالما كانت منشغله بالتفكير كيف يعيش ابنها،وما اذا كان مرتاحا ام لا
وكانها كانت تعرف انها سترحل لقد ودعتهم واحدا تلو الاخر
لم يستطع جدي تمالك نفسه اجعش بالبكاء امامهم جميعا،الجميع يبكي في صمت الا هو،لقد فطر قلبه،واسود العالم وامامه،فمكانه الام عميقه في وجداننا
وكما هي العادات والتقاليد والاعراف المعتاده،بعد ذهاب الجثه الى الكنيسه،يؤخذ بها الى المحرقه،فام جدي ايضا ليست من المسلمين
ولكن هذه المره وقف جدي بالمرصاد لهم ودخل مع جثه امه الى المحرقه،وهو يقول
ويردد: «لن تحرق جثه امي احرقوني معها» «احرقوني معها»
الجميع يبكي،صاح شيخ عشيره :«انها العادات يا ابني»
ولكن جدي نام بجانب جثة امه دون اعاره الانتباه لاي احد وهو يردد:«احرقوني مع جثتي امي،جسد امي لن يحرق»
وظل على هذه الحاله قرابه الساعه،تشاورك كبار العشيره مع بعضهم وقرروا ان لا يحرقوا جثه امه
بل سيدفع نقودا كثيره ويدفنها بجانبي ابيه ويبنون قبرا لها
وهذه المره الثانيه التي يعلو فيها صوت جدي على الاعراف والتقاليد التي مرت عليها قرون
ومن هذا اليوم وضع الاختيار في هذا الأمر ، وأهل الميت يمكنهم الاختيار بين الحرق أو الدفن
في المساء وصلت جدتي مع اهلها،كان الدفن قد اكتمل
الى المنزل ورحبوا بهم وتمنوا انهم كانوا قد تعرفوا عليهم في ظروف غير هذه الظروف
البيت كان باردا جدا كيف لا والام الحنون قد رحلت
رحلت من كان عطفها وحنانها يجوب ارجاء باسره،من كان يحسها يطفي على البيت طمانينه،من وجودها راحه،وكلامها الشفاء لارواحنا
الموت مر المذاق لا يتحمله لا صغير ولا كبير،ولكنها اقدارنا وكتبت علينا،وكلنا سنمر على هذه الطريق الواحد تلو الاخر،انه معبر كل البشريه،سواء كان مسيحيا ام مسلما ام لا يؤمن بديانة او على ملة أخرى،نحن سائرون الى هذا الطريق أنه حكم الاقدار وأمر ذا السلطان القادر،شئنا أم أبينا،احببنا ام كرهنا،اردنا ذلك أم لم نرد
نفارق أحبابنا اليوم وغدا سيجمعنا الله بهم ان شاء
نبكي اليوم حزنا على فراقهم لنا ونبكي غدا من شدة سعادتنا للقاءهم في جنة الفردوس الاعلى ان شاء الله
ليس بأيدينا تغيير الواقع،فالامر قد قضي وانتهى،ولو كان الحزن يرجع ميتا لارجعنا حبيبنا المصطفى ولنذرنا حزننا مدى الحياة،او ارجع علي بحزن كل الشيعة عليه ولطمهم
أن الحياة بين بكائين
البكية الأولى نبكيها نحن فور ولادتنا مباشرة والبكية الثانية يبكيها علينا ذوينا وأهلنا فور مغادرتنا للحياة
الدنيا قصيره جدا،فهي بين نداء للصلاه واقامه،عندما ياتي المولود الى الدنيا يقوم ابوه المسلم بالتشهد في اذنه،وعندما يموت يصلى عليه ولكن بدون نداء،اذا فالدنيا قصيره جدا بين نداء للصلاه واقاماتها
لذا يجب علينا ان نعطيها قدرها وان لا نبالغ في ذلك،فاذا فرحنا لا ننسى انفسنا فرحا واذا حزنا لا نقتل انفسنا حزنا،الموازنه في الامر واجبه علينا كي لا نضيع حياتنا،الدنيا كلها مبنيه على هذه الوسطيه والتناقض ،ضيق فالتساع،حزن وفرح،تعاسة فسعاده،كدر فرحه بال،يقولون: «كلما ضاقت اتسعت» فعلا لا يمكن ان نحس بالفرح الا اذا مررنا بالحزن،ولا يمكننا معرفه طعم الفرح الا اذا اشرقت الشمس الحزن على صفاء ايامنا،انها الحياه ولا مهرب منها.
بعد مرور اربعه ايام رجع الجميع الى منازلهم وايضا جدي واهل جدتي وجدتي،كان جدي طوال طريقي وهو صامت،لم ينطق بحرف واحد،فكيف لا وامه قد رحلت عنه،جدتي طوال طريقي وهي تحاول ان تجعله يتكلم،لم تستطع ابدا فهو قد اسكتها بثقل كلمته
قال لها: «طول حياتي وانا مشتاق لامي،من صغري وانا محروم من حضنها،وحين كبرنا فرقت الايام،تمنيت ان ياخذ الله روحي بدلا عنها،انها اكثر الاشخاص محبه لقلبي،كان ابي يقسو علي دائما،ويقول ان حضن الام يجعل مني انسانا لينا،اذا فانه دائما يبعدنا عن حضن امنا من صغرنا،مررت بايام عصيبه في صغري كنت احتاج الى حضنها،اذهب الى حضنها خلسه كي لا يراني ابي ويعاقبني،والان يا زوجتي الحبيبه لقد حرمني القدر من حضنها»
ثم اكمل قائلا بعد تنهيده عميقه من وجدانه :« اتعلمين لماذا لم اتركهم يحرقون جثه امي يا حبيبتي ؟» «لاني اود وحضن قبرها حينما احتاج الى حضنها» واسته جدتي ببعض الكلمات وقالت له :«ساكون امك وابوك وصاحبتك واختك وزوجتك،اعلموا اني لست بمكانتهم ولكن ساحاول جاهدا ان اكون لك الخليله والصاحبته والامه والاب في ان واحد،فانت شخص الوحيد الذي احبه من كل قلبي بعد والدي»
ابتسم جدي واخبرها انه يحبها من كل قلبي
توقف عن جدي بجانب الطريق يودع حماه وحماته،فقد حان موعد ذهابهم الى المنزل والطريقان تختلفان،نزلت جدتي وسلمت على والدها ووالدتها واتمنى لهما طريق السلامه
واكمل جدي وجدتي طريقهم الى المنزل،وهما يتبادلان اطراف الحديث الى ان وصلا
بعد مرور سنوات،كبر الاطفال وصاروا شابا وصبايا
عمي الاكبر كان اسمه محمد،كان طاهيا ماهرا،اوقف تعليمه ودراسته واتجه الى مجال العمل باكرا،هو انسان طموح جدا ويتقن عمله بطريقه ممتازه،كسب محبه الجميع بحسن اخلاقه وادبه ومعاملته المميزه
أما ابي فقد جاءه طلب الذهاب إلى الخدمة العسكرية الإلزامية،ومدتها سنتين
انا ابي يحب فتاه من العائله من اقربائي امه،هي فتاه عربية الأصل ابا وأما
لقد انتهينا من تلك المرحله بين امازيغي وعربي،ولكن تبقى النزعه فينا
ذهب ابي باستدعائه الى العسكريه،وجلسه قرابه السنه وثلاثه اشهر،وسمع ان امي خطبها رجل ما،جنه جنونه وهو بعيد جدا وفي الخدمه العسكريه ولا يمكنه مغادره الثكنة مطلقا
فكر مليا انو وضع خطه لذلك،لقد قرر الهروب والذهاب للتحدث مع امي كي لا تتزوج بهذا الرجل،هو يعلم ان العواقبه وخيمه جدا،ولكن يهون كل شيء امام حب حياته
وصلها الى المنزل وتفاجا جدي وجدتي والجميع،وطلب من جدي الذهاب الى تلك العائله وخطبة امي،تعصب عليه جدي كثيرا ولكن ضحكه ضحكه شديدا في النهايه،وتذكر نفسه في صغره،الامر هنا يختلف
هو قد واجه ابوه وعشيرته،ولكن ابنه واجه الدوله كلها وقوانين العسكريه،وعامله لنفسه مشكله كبيره،وسيعاقب عليها
في اليوم التالي ذهب جدي وجدتي وابي لخطبه امي،كان فرحا جدا لانه سينقذ حب قلبه
حصلت الخطبه اللفظيه فقط،فقد وافقوا علي بشرط ان يكمل الخدمه العسكريه ويجد عملا لاعاله نفسه وعائلته،اتفق الجميع على هذا الراي
امي ايضا كانت تبادله نفس الشعور كانت فرحتها كبيره جدا عندما جاء لخطبتها
راجع ابي الى الخدمه العسكريه،فوجد مصيبه حلت على راسه،لقد عاقبه الضابط المسؤول وعقابا شديدا،اول العقاب انه شعر حلق راسه صفرا لم يترك ولا شعره واحده،اما العقاب الثاني فقد سجن منفردا مده عشره ايام،ما خلالها هذه الفتره عليه غسل كل ملابس اصدقائه،كان عملا شاقا جدا،ولكن يهون كل شيء من اجلي حبيبه القلب
كان يعمل وهو مبتسم،في قلبه مطمئن الان
سبحان من زرع الحب في قلوبنا،انه يغير سلوك البشر،وتصرفاتهم وايضا افعالهم،ويولد بداخلك انسانا جديدا لم تعهده في نفسك،انه يرسم في حياتك بسمه لا يمحوها قدر السنين،ويغرس بوجدان روحك شجره الحب التي لا تهزها رياح ولا اعاصير الدنيا،تحس نفسك بطلا يصارع جيوشا واقواما ومماليك،يعطيك قوه داخليه لا تعرف مصدرها،يرجعك طفلا صغيرا كما كنت في البدايه،وتصبح بطلا لقصه حب ترسمها انت،وتعيش احلامها ورديه وسطى متى هذه الدنيا،عاشقا لا يبالي بالعواقب حتى ولو كانت وخيمه،كل همه حبيبه القلب
نعم انه الحب،وبدات قصه حب موثقه بين ابي وامي
اكمل ابي عسكريته وخرج
ابي لديه دبلوم في الحلاقه وايضا في البناء
فور خروجه واكماله العسكريه،ذهب للشغل كحلاق مع احد اصدقائه،كان صديقه يملك محلا قريبا من المنزل،صديقه هذا يحبه كثيرا،كان ابي يعمل في الفتره المسائيه وصديقه يعمل في الفتره الصباحيه،وظل الحال على ما عليه
ذهب مع امه وابيه لخطبه امي خطبة رسمية،واتفقوا على كل شيء،وايضا اعطاها المهر،وتم تحديد يوم الزواج
كان عمر امي انا ذاك ستة عشرة سنه،ولا يمكن ان يوثق زواجهما،الى ان يصير عمرها ثمانية عشر سنه،صبر ابي سنه كامله،ولم يستطع اكثر من ذلك،فبدا يولح على ابيه ان يذهب ويقنعهم بالزواج دون انتظار العقد
كان ذلك مخالف لقوانين الزواج الموجوده بالبلد،فيجب على الزوج والزوجه ان يعمل شهاده رسميه لتوثيق هذا الزواج وحفظ حقوقهما من الضياع،وضلها يحكي في هذا الموضوع ويزن على ابيه الى ان وافق على الذهاب للتحدث مع والدتي ووالدي امي،في بدي الامر اعترضا اعتراضا شديدا،ولكن جدي اقنعهم لان الزواج الديني قائم وهي تعتبر زوجته شرعا،واخبرهما انه سيعمل عرسا كبيرا،ويبقى فقد العقد المدني،الوضعيه لاحقا
وافقوا على هذه الشروط وقرروا ان يكون العرس بعد شهرين
امي لا تملك اما بل تملك زوجه اب،فقد توفيت امها وكان عمرها عشر سنوات،تربت يتيمه الام،كانت زوجه الاب قاسيه جدا في تعاملها معهم،فقد عانوا من قسوتها كثيرا،كانت امي مؤيده جدا لهذا الزواج،باعتبارها تحب ابي كثيرا وثانيا كي تتخلص من قسوة زوجه الاب
وبعد مرور شهرين جاء يوم العرس،الكل كان فرحا وسعيدا،انه الزواج الاوا في العائله،كان عرسان ضخما جدا،لقد كانت مراسمه تجمع بين العادات والتقاليد الامازيغيه والعادات والتقاليد العربيه،لقد مزج العرس بين الاثنين،فلما لا والدم امازيغي عربي،لقد ورث ابي النزعه العربيه من امه،والشهامه والنخوه الامازيغيه من ابيه
كان العرس يتخلله الكثير من الفقرات،الاحصنه والبارود والرقص الشعبي،والكثير الكثير من الاكلات اللذيذه،لقد شهد له كل الموجودين بالروعه والجمال
هذا العرس جمع شمل العائله من جديد،فقد جاء الاهل من الطرفين عائله جدي وعائلته جدتي
احيانا يكون الامر صعبا جدا عندما نغير تقاليدنا او اعرفنا،فالبعض منها مجحف بحق قلوبنا،وقاس جدا علينا،ولكن عندما نصل للهدف المنشود،نحس بالراحه النفسيه وننسى كل التعب الذي مر بنا،وايضا ننسى مشقه الطريق،والعقبات التي صادفتنا،وكثره التفكير في الليل الطويل،وننسى ايضا الاذى الروحي والنفسي
لا شيء يضاهي فرحه تحقيق احلامنا،تلك الاحلام التي لطالما امنا بتحقيقها،نراها قريبه ويراها الكثيرون مستحيله التحقيق،لكن دائما امالنا وارادتنا توصلنا الى تلك الاهداف المنشوده،نعلم جيدا وعوره المسير،وصعوبه السير في غمارها،ولكن الاراده تجعل من المستحيل الانحناء والتحقق،ويجبر القدر على القدر الرضوخ للامر الواقع،الاراده تجعل من قلوبنا قويه لمصارعه هذه المصاعب
فاذا اردت تحقيق شيء يجب عليك ان تسعى فيه جاهدا،وتبذل اقصى ما لديك من قوة،فالاحلام ونفتكها بين انياب السبع،ليست سهله أبدا
يقال:« ذاك الشبل من ذاك الاسد»
جدي حقق حلمه وافتكه بين انياب عشيرته وقوانينها وتقاليدها ،وابي حقق حلمه بنفس الطريقه
احيانا يجب علينا الايمان بانفسنا باننا نستطيع ان نصل الى ما نريده
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي