الفصل الرابع

( الفصل الرابع )


يركض بقوة في طريق فارغ مظلم يشبه ممرات معدنية، كلما اقترب من نهاية احداهم يظهر له واحد جديد بينما اقدام احدهم يجري خلفه يريد الهجوم عليه بشراسة حتى انه لا يستطيع الالتفات بوجهه؛

لكي يرى من الذي يترقبه لكنه فقط يستمع صوت انفاسه الحادة التي تماثل زئير وحش ربما.

اخذ يتحرك بعدو غير متوقف إنما احباله الصوتية مختنقة، فبحث عن هاتفه في جيب بنطاله حتى يتواصل مع صديقه كريم؛ لسوء الحظ تبعثرت يداه فسقط الهاتف ومن العجيب انه لم يسمع صوت ارتطام

جواله بالارضية الناعمة سوى بعد لحظات لا تعتبر بالقليلة و كأنه اصطدم بمياة عميقة ليس بشيء صلب.

شعر ان شهيقه اصبح اقل من حدة زفيره، احس ان رئتيه تكاد تنفجر بسبب مقاومته للاستمرار في العدو وفي ثانية مجاورة من وقت الزمن قلت نسبة الاكسجين بين ذرات الدم في جسده؛ لتتشوش الرؤية تدريجياً

امام مقلتيه ولمقاومته بقية؛ من اجل الهرب مما يلاحقه حيث ان صوته اقترب جداً منه.

لم تكن ساقيه قادرة على حمل بدنه أما فيما يخص نسبة التركيز اصبحت منعدمة؛ لتضعف وتخور قواه مجثياً ارضاً لكنه انغمس في بحر مياة عميق كلما هبط لمرحلة منه انشق ليزيد الظلام اكثر ثم جحظ جفنيه بصدمة حينما وجد من يهاجمه هو نفسه.

رأى كف رقيقة تمد اليه هامسة :
_عزيز هل انت بخير؟

تمسك بوهن بيدها ثم شهق بحدة مفزعة فاتحاً بصره؛ ليجد نفسه في غرفة جدرانها بيضاء بها معدات طبية بينما ينغرز في وريده ابرة ( كانيولا ) تصل بين دمه والمحلول فتنهد بألم مصدره من خلف رأسه، يدير رؤيته ليكتشف ان ما حدث لم يكن سوى كابوس.

قبضت على انامله الباردة بعض الشيء :
_هل انت بخير ؟

نظر الى سيرين بدهشة قائلاً :
_اين انا؟ ولماذا اتيت الى هنا ؟
ارتعشت ابتسامتها بعد ان زارتها الراحة بأطمئنانها على وعيه :
_ لقد تعرضت لحادث في الامس امام باب المشفى ولم استطع تركك
تنهد بأمتنان شاكراً لها لكنه وضع كفه على رأسه بألم متسائلاً :
_ ما هذا الوجع ؟ ما هي حالتي ؟ كيف تم الحادث؟
نهضت تناوله مسكن لازالة ما يشعر به هاتفة :
_ها انت عدت لنا بسلام ايها الضابط ما دمت تسأل بكثرة، بعد التحقيق خرجت انت وكريم صديقك لكن جاءت سيارة سوداء اصابتك وهربت بينما نحمد الله انك لم تصاب سوى جروح طفيفة خارجية

نهض يخلع ابرة المحلول بلا اهتمام :
_شكراً لكِ سيرين لأهتمامك، يمكنك العودة حيث عملك اريد تبديل ملابسي للاستعداد من اجل الخروج

امتعضت ملامحها بضيق بسبب تصرفه :
_لكنى لست طبيبتك هنا كما انك لازلت مريض عليك الاسترخاء حتى تشفى

نظر اليها بحدة تعلمها جيداً :
_ سيريين

لوت فمها بأستسلام لرغبته هادرة :
_حسناً، كما تريد الي اللقاء





في مكان اسفل مستوى المنازل يشبه القبو يتخلله رائحة عَفِنة، نشاهد المقر منقسم الى عدة غرف صغيرة تفصل عن بعضها بجدران بلاستيكية سميكة معلق عليها من الخارج اسماء اشخاص مختلفة ( عمر، رامي، فهد، هيام ) و غيرهم كثر،
دلف الملثم حيث الغرفة المدون عليها هيام ثم ارتدى قفازاته قابضاً على اداة حادة تشبه ( الساتور ) غرسها بغضب في منتصف ساقها التي استحوذ عليها اثناء الجريمة.

اردف بحنق :
_لقد تجاوزت الحد المطلوب من العمر يا هيام، اعدك سترقدين بجانب اصدقاءك اليوم





عاد الى منزله الهادئ، المكون من طابقين على الطراز الحديث داخل شقة في بناية تتخلل منطقة راقية ثم وضع مفاتيحه بأرهاق على الطاولة الصغيرة الذهبية التي بجانب الباب متجهاً الى حيث الداخل، يلقي بجسده المتعب على اول اريكة تقابله مغمضاً عينيه.

شعر بها تحتل احضانه بسعادة هاتفة :
_ ابي، اشتقت إليك كثيراً، اين الحلوى التي وعدتني بها؟

اتت سيدة مسنة باسمة تجلس بجوارهم تخبر الصغيرة ذات الخمس سنوات :
_حبيبتي روشان تمهلي فوالدك متعب بسبب العمل

علقت ذراعيها بدلال على عنقه :
_ يا جدتي، انه يحبني كثيراً ويشتاق لي كما افعل أليس كذلك بابا؟

ادمعت عيناه بعد ان عمق النظر في مقلتيها الخضراء الواسعة التي تشبه والدتها المتوفاة ثم قبل وجنتها الشفافة الناعمة :
_بالطبع يا عزيزتي احبك كثيراً لكن اعتذر منكِ فاليوم نسيت ان احضر حلواكِ المميزة مثلك يا سكرتي الصغيرة

حزنت ملامحها الرقيقة هامسة :
_ حسناً بابا سأعفو عنك اليوم فقط لان الجدة قالت انك متعب لكن عدني انك لن تنسى مرة آخرى

ابتسم لها بنقاء متذكراً سيران ببرائتها وكم يشعر ان الاثنتان ابنتيه :
_اعدك يا جميلتي

قبلت وجنتيه بحب مستندة على صدره فتأوه بألم لتلاحظه والدته قائلة :
_ روشان، هيا اذهبِ الى غرفتك حيث نبيلة تكمل معك واجبك المدرسي

مطت شفتيها بتذمر طفولى مردفة :
_لكني اريد المكوث هنا مع ابي
قبل مفرق شعرها الناعم بحنان :
_ افعلي كما قالت لك الجدة نهاد ونتقابل على مائدة الغداء

رفعت سبابتها النحيلة بتحذير بريئ :
_ لن تذهب!!

اومأ لها بحب ابوي :
_لن اذهب لا تقلقي

نهضت بعيداً عن ساقيه راكضة حيث مربيتها السيدة نبيلة بينما سألته نهاد بقلق :
_ ماذا اصابك يا ولدي ؟

ابتلع ريقه لا يود ان يثير خوفها عليه :
_لقد ارتطمت امس باحدى السيارات اثناء اداء عملي لكني بخير

اقتربت منه تمسد على وجنتيه بعبرات حنونة :
_ اللاصق الذي خلف رأسك لا يتفق مع قولك كما ان ضلوعك تؤلمك يا صغيري

قبل باطن كفها يطمئنها :
_ اقسم لك يا أمي انني بخير، انها مجرد جروح طفيفة لا تقلقي

طمرته بين احضانها باكية :
_كيف لا اقلق وانت المتبقي لي في هذه الحياة يا عزيز، رجاءً لا تعرض ذاتك الى الخطر من اجلي والصغيرة




خرج من منزله في المساء يتحرك على شاطئ البحر، يضع كفيه في جيبي بنطاله يلطمه الهواء البارد الصافي مع صوت امواج البحر المرتطمة ببعضها في غنج تطرب سمع الشاعر، تنهد حزناً حينما تذكر الماضي منذ سنوات ولاحت مشاهد على ذهنه.


عانت من اغماء في لحظة تسلمها حلوى العيد من كفه كعادته مع من يحبهم كل عام فقام بحملها في ذعر الى المشفى قلقاً على حالتها ففي الفترة الاخيرة لم تكن حالتها النفسية جيدة يخشى ان تكن اهملت طعامها.

خرجت الطبيبة من غرفة الكشف هادرة :
_سيد عزيز

انتفضت ناهضاً اليها بقلق :
_ ماذا حدث لها دكتورة ؟

حمحمت الطبيبة قائلة :
_ روشان تحمل طفلاً بين احشائها، يمكنك إلقاء نظرة عليها لقد استفاقت

ذهبت الطبيبة تاركة اياه في دوامة لا يعرف نهايتها، لم يكد يخرج مما حدث حتى تصدمه حقيقة واقعة آخرى، وضع كفه محل قلبه الذي يريد الهرب بمجون من بين ضلوعه بعد تكسيرها فتحرك بخطى بطيئة قاسية جليدية.
متجهاً الى غرفة روشان فوجدها تنظر إليه بضعف ممتزج بالقلق واليأس، اقترب يمسد بحنان على وجهها المائل الى الشحوب والاصفرار.

تنهد بحرقة ثم همس بقسوة :
_ هذا الطفل لابد من التخلص منه، اجهاضه

التوت شفتيها الى الاسفل بحزن باكية بوهن بسبب الاذى النفسى الذي تتعرض اليه منذ ان اقتحم القدر حياتها بفاجعة لكنها اومأت له بالايجاب في خضوع تام.



عاد الى الواقع ثم ألقى لفافته اسفل قدميه على الشاطئ محاولاً ابتلاع شعوره بالآسى لما حدث في الماضي وإيقاف وحشيته و دثرها اسفل قناع وجهه البارد كهواء المساء.

هذا الذي نشعر به أشبه بخنجر صدأ من كثرة تكتل صراعات الذكريات
هاوية و فجوة ذات مساحات فسيحة تلتهم روحنا دون توقف
تقتلع الاخضر و اليابس من جميل اعمارنا ولن نستطيع المجابهة بل علينا تلقي الضربات واحدة تلو الآخرى بجسارة و ان كانت واهية





حذاء رجولي اسود اللون يقتنص ممرات المشفى التي تقترن بها الطبيبة هيام، يصاحب صوت الاقدام انغام الاجهزة الطبية وصافيرها من كل جهة، رائحة المعقمات تحتل الاركان دون رادع بينما الرجل وصل الى الغرفة المزعومة في عقله فأشار له الجنديين بسلام

واشاحة مهذبة صادرة من كفوفهم؛ ليدخل المجهول مغلقاً الباب خلفه ثم اخرج شيء من جيب بنطاله ليتضح انها ابرة طبية غرسها في المحلول الموصل بأوردة الطبيبة المسجية غارقة في غيبوبتها بعيداً عن الواقع لا حول لها ولا قوة.




دلف الى رئيسه في مقر الامن يحيه بأحترام ثم جلس على المقعد المقابل لمكتبه الخشبي يرى شاب قوي البنية وسيم امامه مباشرة فوجه اهتمامه بسيده.

سأله بعملية تلتهم حنجرته :
_لقد استدعيتني سيدي؟

اومأ اليه السيد احمد :
_ اجل، لقد وصلتني معلومة من القاهرة واردت ان اطلعك عليها

عمق عزيز تركيزه مع السيد احمد فأشار الاخير الى الشاب الجالس معهم في نفس الغرفة :
_ اعرفك انه النقيب نصار، اطلعني على ملف قضيتين حدثا بنفس الطريقة التي تمت بها الجرائم التي تخص قضيتك واتمنى ان يحدث بينكم التعاون بشكل جيد للقبض على هذا القاتل

ألتفت عزيز يرمق نصار بفراسة يحاول استكشاف شخصيته من طريقة جلسته وحركاته الطفيفة ثم حياه :
_ لا بأس، اهلاً بك نصار لكن يجب عليك ان تعلم، اذا تعاونا سوياً على هدف واحد فلا احب التكاسل في العمل

ابتسم نصار بأعجاب كاذب لطريقة عزيز :
_لا تقلق فأنا اسمع عن نجاحك المبهر في مهامك السابقة وسأسعد كثيراً حينما اكن من ضمن فريق عملك

لا يتناول عزيز السم في العسل كما يقولون لكنه بادله ابتسامة طفيفة.





صباح اليوم التالي ضرب كريم مكتبه بغضب اسقطه ارضاً :
_كيف حدث هذا؟ ومن الذي جرأ ليدخل الى غرفتها؟ اين كنتم يا حمقى ؟ هل يعمل تحت إمرتي بضع من الاطفال ؟

دلف عزيز بعد ان استمع لما حدث فنظر بوجه جامد الى الضباط الصغار رتبة قائلاً :
_يمكنكم الذهاب

جلس نصار على الاريكة الجلدية ينتظر رد عزيز بينما ثورة كريم لم تهدأ بعد ليردف صديقه :
_ لم الغضب ؟

جلس على مقعده مندهشاً من هدوء رفيقه :
_هى الشاهدة الوحيدة على القاتل، كانت الامل الوحيد في اكتشاف هذا الوغد

ألتفت ببصره الى نصار متساءلاً :
_وانت يا نصار من كامل خبرتك في العمل وبعد قراءتك لملفات القضية، ما هو تحليلك ؟

تحدث بجدية :
_ اظن ان السيدة هيام ستموت في كل الحالات فهى غير قادرة على الشهادة كما ان القاتل يعلم انها الشاهدة الوحيدة ولن يتركها ابداً

اكمل عزيز برزانة :
_ بالاضافة الى ان القاتل كان اكثر من حريص على ان يلقي تعذيبه لها على مناطقها الحيوية من ضمنها ذلك المشروب الذي يحتل دمها والذي يقدر على ايقاف وعيها لمدة اشهر متصلة

ضم نصار بين حاجبيه بضيق :
_هذا ان دل على شيء فهو ان المجرم وضع احتمالية بقائها على قيد الحياة لبعض الوقت قبل تنفيذ جريمته

سأل كريم بدهشة :
_لكن لماذا يحتفظ بها هذه الفترة الوجيزة فهى حتى لا تشعر انها على قيد الحياة حتى يستلذ بآلامها ؟

اجابه عزيز بمنطقية :
_اظن اننا لا نتعامل مع هاوي بل انه محترف، يضع النقطة وكيف يصلها بالاخرى ثم محوهم جميعاً

رن جرس هاتفه فرفعه مجيباً ليستمع الطرف الاخر :
_ عزيز عليك ان تأتي الى المشرحة الآن، هناك امر عاجل

اغلق الجوال ناظراً اليهم بصمت ثم نهض يتركهم كما آتى





_انظر
اشارت له بأصبعها الى بطن جثة الطبيبة هيام فرأى جملة محفورة على جلدها ( لا تعبث معي عزيز )

رمق مجد السيد عزيز بأنتظار لرأيه فتنهد الاخير متجهاً الى الخارج فأفتهمت سيرين مقصده لتنزع قفازاتها قائلة :
_دعنا نكمل بعد قليل من الوقت

اومأ له بطاعة بينما تحركت سيرين الى مقر غرفة مكتبها فوجدته جالساً بتيه :
_عزيز، لم الصمت؟

رمقها بهدوء ثم اصدر صوته :
_اتعلمين شيئاً في بعض الاحيان نضطر ان نتنازل من اجل من نحبهم

نظرت اليه بعدم فهم فأكمل :
_ انني ضابط ومهدد طوال الوقت لكن اخشى على والدتي وطفلتي روشان

ربتت على يده بأعين دامعة :
_لابد ان تكون قوي يا عزيز لم اعتادك هكذا، صدقني في القريب العاجل سيتم القبض على هذا القاتل

ابصرها بعمق في بؤبؤ عينيها هادراً بهمس :
_ ربما قاتلة





في اليوم يقف امام باب خشبي مهترئ في احدى المناطق الشعبية المتدنية يحيطه اصوات الباعة الجائلين والاطفال الذين يلعبون في كل ناحية من الحي، صوت النساء العالي بين اطراف الشارع بينما تذكر صديقه كريم حينما جاء له امس بتفاؤل ( لقد وجدنا عنوان من تدعى ورد )

دق باب المنزل بهدوء ففتحت له سيدة مسنة بشوشة بيضاء الوجه ليسألها :
_صباح الخير يا سيدتي، انا الضابط عزيز
قلقت السيدة هاتفة :
_اهلاً بك وسهلاً سيدي، هل هناك شيء سيء قمنا بفعلته ؟

ابتسم ليطمئنها :
_ لا تقلقي سيدتي، فقط اريد ان اسأل بضع اسئلة لفتاة تدعى ورد

هتفت بقوة داخل المنزل :
_ ورد يا فتاة، هيا تعالي الى هنا

أتت فتاة شابة غاية في الجمال ترتدي جلباب قديم مهترئ فأبتسم بسخرية داخله فهل هذه من كانت مع القتيل بأجود انواع الفساتين لكنه تنحى عن افكاره حينما طلبت ورد بأدب منه :
_ تفضل يا سيد الى الداخل

دلف يلتفت الى كل قطعة بالمنزل الضيق يبدو ان حالتهم مزرية و هذا يفسر وضع علاقة الفتاة بسيد عملها
اخرجته من دوامة تفكيره :
_ اعلم ان الموضوع خاص بالدكتور فهد رحمه الله

تعجب من وقاحتها هل تتحدث هكذا بكل اريحية وكأن والدتها تعلم هذا الشيء الفاسق و لا مانع لديها ما تقوم به ابنتها :
_اصبتِ، فالموضوع حقاً يخص الطبيب فهد

رسمت قناع الحزن والتأثر :
_ لقد حزنت عليه كثيراً لقد كان رب عملي والآن بعد ان كنت مساعدته فقدت مصدر رزقي انا ووالدتي واخوتي الصغار

شعر بالمقت من هذه الفتاة هادراً بجرأة :
_فقط علاقتك بالسيد فهد مجرد علاقة مساعدة ورب عملها، ألا يمكن ان يكن هناك علاقة من نوع آخر ؟

نهضت ورد صارخة بعنف :
_ انت كيف تجرؤ ان تتهمنى بهكذا شيء مقرف وبذيء، انا تربية رجل دين ووالدتى تعبت من اجل ان تغرس بي بذرة الاخلاق

هتفت والدتها باكية :
_ يكفى يا سيد فأبنتي فتاة تشقى من اجل اخواتها الصغار و علاجي المكلف مادياً، بالطبع لا تفعل هذا ارجوك لا تعمل على ان تسيء الى سمعتها

افتهم عزيز موقف السيدة و اضطر اغلاق الحديث من اجل صحة المرأة الضعيفة فنهض قائلاً :
_ لا بأس عليك سيدتي
ثم القى نظرة أخيرة على ورد التي رمقته بترجي ان يصمت ففعل هذا ولم يقحمها في مشكلة امام امها المسنة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي