وبين بداية ونهاية

مني عبد الحميد`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-12-12ضع على الرف
  • 33.4K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

كانت تجلس علي أرضية الغرفة تبكي بإنهيار لا تريد إستيعاب شيء، عقلها الصغير لا يريد العمل الأن، قلبها يكاد ينفطر من كثرة الوجع، عيونها حمراء بشدة، ليلة أمس فقط كان معها، كان يحتفل معها بيوم مولدها والأن يذهب لخطبة أخرى!، كيف إذاً كان يخبرها أمس أنه يحبها وسوف يأتي اليوم لعرض الخطبه على والدتها! كيف كان يخبرها أنه يهواها حد الجحيم ويقف الأن بجانب هذه السارقة ممسكاً بكف يدها ويبتسم! كيف هذا؟ بالأمس هذه النظرات كانت تخصها هي وحدها والأن شدت على هاتفها بيديها وهي ترا الصور التي تجمعهم بقلب مقهور ودموع لاتتوقف، وثواني وكان صوت تهشيم هاتفها الذي قامت برميه على الجدار يصدع في الغرفه ويتحول إلى أشلاء تماماً مثل قلبها الأن، تحول بكائها إلى صرخات وهي تقوم بتكسير كل شيئ يقابلها، أوقفها رنين جرس الباب نظرت إلى خارج الغرفه حيث يتعالي الرنين الذي تلاه طرقات سريعه، وتحركت بتمهل وضايع إليه فتحته ثم اتكأت بتعب عليه، قابلها وجه صديقتها صبا اللتي تحدثت بقلق بالغ وهي تجدها على هذه الحاله من الإعياء بعد أن حدثتها كثيراً على هاتفها وفي كل مره كان يأتيها أن الهاتف مغلق مقرره أن تأتي إليها:
_ماذا يافتاه!،ما الذي حدث لكي!، تحركي معي هيا إلى الداخل.

أزاحتها من علي الباب بتمهل،ثم اغلقته بأقدامها وهي ممسكه بها حتا لاتسقط وذهبت بها إلى غرفتها وساعدتها على الجلوس ثم تحدثت وهي تنظر لها بقلق شديد:
_ريم أخبريني ماالذي حدث قلبي سيتوقف إن ظللت هكذا تحدثي
صمتت ثم عادت الحديث مره أخرى وهي تتجه إلى المطبخ لجلب المياه:
_حسناً انتظري سأحضر لكي مياه.

عادت مره أخرى تحمل بين يديها أنينة المياه ثم ساعدتها في الإرتشاف، هدأت ريم قليلاً بوجودها ثم نظرت لها للحظات وتبع نظراتها بكاء مره أخرى بإنهيار وهي تتحدث بتقطع لم تستوعب صبا منه شيئ سوا أن الحديث يخص سيف:
_هو خطبه،دمرني، كان معي، وعدني.

وعلى الرغم من ذلك جذبتها إلى أحضانها بحزن على حالتها وصارت تهدأ بها مردده:
_إهدئي ياريم إهدئي عزيزتي، كل شيئ سيصبح بخير.

وفي مكان أخر حيث حفل الخطبه كان المكان مزدحم بكثرة ويعم بالضجة،كانت العروس تقف مع صديقاتها وهناك أشخاص يتناولون الطعام واخرين يقومون بالتقاط الصور الفوتوغرافية،وعلى مقربه منهم تحرك رجلاً يظهر عليه أنه في أواخر عقده الرابع مقترباً من إمرأه ترتدي فستاناً من اللون النبيذي تحاول التحدث في الهاتف ولكن من أماراة وجهها نعلم أنه يأتيها ما لايرضيها بتاتاً تحمحم بخشونه ثم تحدث من خلفها:
_ماذا ياسالي هل أجابتك؟
ألتفت إليه ثم تحدثت بضجر:
_لا هاتفها تم إغلاقه هذه الفتاة ستصيبني بالجنون يا إبراهيم يوما ماً،الجميع هنا لاحظ إختفائها وهي ولا على بالِها.

حاول تهدئتها قائلًا بعقلانية:
_إهدئي ياسالي إن سألكي أحد عنها اخبريه أنها مريضه وتمهلي عليها فاهي مازالت صغيرة أيضاً وجميع الفتيات في مثل عمرها هكذا.

نظرت إليه بنظرات غير راضيه وهي تتنهد ببطئ ووقف هو يتأملها مثل العاده،وعلى مقربه منهم في شرفة المنزل كان يقف هو بشموخه المعتاد يتأمل مياه النهر من أمامه وهو يقوم بإشعال الصبغ ووضعها بين شفتيه الغليظتين، كان يفكر بها الأن كيف هو حالها بعد أن علمت،قاطع وصلة تفكيره يدها التي وضعت أعلى كتفه بهدوء ورقه تناسبها،إلتف إليها محاولاً الابتسام قائلًا:
_ماذا وأخيراً تركتي رفيقاتك.

بادلته الإبتسامة بهدوء قائلة وهي تتأمل وسامته:
_وماذا هل هذا يضايقك؟

أجابها بعبث وبحة صوت مميزة وهو يقوم بتمرير يديه على وجهها:
_نعم يضايقني كل ما يأخذ إهتمامك بعيدًا عني.

رفرف قلبها فرحاً على أثر كلماته،وعلى هذه البداية الرائعه مع رجلاً تعلق به قلبها سريعاً،وعلى ناحية أخرى كانت مازالت تبكي هي وتشكي إلى صديقتها حالها ونهايتها المدمره إليها على يد نفس الرجل الذي تعلق به قلبها أيضا ولاكنه قام بدهسه بكل تجبر ولم يراعي شيئاً

وعلى مقربه كان يقف هو يلتقط الصور للجميع وعلى وجه إبتسامه عبثه حسناً هو لا يقوم بالتقاط الصور سوا للإناث تحديداً، أقترب من أحدهم بتودد قائلًا وهو بعدل من خصلاته اللامعه:
_تعلمين أنثتي أن والدتي عندما كانت حامل بي كانت تتوحم على البرتقال.

أجابته ببساطه وهي ترفع أكتافها إلى أعلى ومن ثم إلى أسفل بعد أن فهمت حديثه المبطن فا دائماً تستمع بعد الأحاديث مثل هذه نتيجة إلى لون خصلاتها البرتقاليه وأيضاً لإنها استمعت عن هذا العابث الكبير من ابنة عمها ريم اللتي لا تعلم لما لم تأتي إلى الأن فا زوجة عمها الراحل سالي استحبطها معها على خطبة ابن أختها واخبرتها أنها سوف تأتي ورائهم وللأن لم تلمحها:
_لا، لا أعلم.

أقترب منها أكثر متحدثاً بحماس ومرح:
_حسناً سوف أقوم بإخبارك في يوم من الأيام التي كانت هي بها تحملني داخل احشائها ليلاً بالتحديد كانت تجلس بجانب والدي و

صار يثرثر كثيراً وهي تستمع له حسناً كانت تشعر بالم قبل مجيئه حقاً فاهي لا تعلم أحد في هذا المكان سوا سالي وهي منشغله أيضاً مع الجميع،وعند سالي كانت تقف بجانب أختها وبعض الأصدقاء تحاول أن تخبرهم أن إبنتها متعبه متوعده لها بداخلها على هذا الموقف الذي وضعتها به،ووسط هذه الضجه دخل هو إلي المكان بطلته المبهرة مثل العادة إلا وهو سليم عابد الذي يعمل بالشرطه مع سيف وللإضافه هو صديق سيف المقرب،أقترب بخطواته منه متجاهلاً النظرات المحملقه به،أنتبه إليه سيف الذي أقترب منه هو الأخر وللحظه كان الأخر يسحبه خلفه في مكان متوارياً عن الجميع وصار يوبخه بغضب شديد:
_ماالذي تفعله أيها الوغد هل صرت الأن في حال جيد بعد أن كسرت بقلبها ستندم كثيراً ياسيف ستندم في وقت لن ينفع به الندم هذه النهاية أنت من اخترتها وأنت من سيتحمل نتائجها أيها الوغد.

تجاهل سيف حديثه متحدثاً بإبتسامة إستفزت الأخر:
_كنت أعلم أنك ستأتي بالطبع لن تتركني في يوم خطبتي وحيداً،ولكن هل هذا هو الذي أتيت لقوله يارجل في مثل هذه المواقف يقومون بالتهنئة لا التوبيخ.

أجابه ببرود وهو يربع يديه أعلى صدره:
_نعم يفعلون هذا عادتاً لكن ليس مع وغد مثلك وإن لم تذهب وتنهي هذه المهزله سوف أقوم بضربك أيضاً لن اكتفي بالتوبيخ.

نظر إليه بشرود متحدثاً:
_لن أنهى شيئ سليم لقد أخذت قراري وأنتهيت هذا هو الحل الأمثل لها ولي وللجميع.

هز رأسه بيأس وأسا عليه وعليها فاهو يعلمها من حديث سيف دائماً الأخرى هشه لن تتحمل كل هذا وصديقه الغبي من الأساس يعشقها فاهي بالنسبه إليه ليست حبيبته فقط هي الجميع بالنسبه إليه ثم تحدث قائلًا:

_لا هذا ليس حل بل مهزلة لقد كسرت بقلبها وأقسم لك أن قلبك كسر أضعافها والأن دور هذه الأخره لماذا سيف لماذا الأصعب كان من الممكن أخبارها بدلاً من كل هذا.

أجابه بقرار قاطع وعلامات الضيق بدأت تظهر عليه:

_سليم لقد اتخذت قراري هذا هو الحل الأمثل لا أريد الحديث في هذا الموضوع مره أخرى ولا أنا لا أحبها فقط كنت أشعر بالمسؤليه تجاهها وقليلاً وهي أيضاً سوف تنساني وأنا سوف أكمل حياتي مع مايان.

تحدث سليم ببرود يتميز به دائماً بعبارات أشعلت الأخر وكأن بركاناً الأن أندلع بداخله يحرقه حياً:
_حسناً انت محق أكمل حياتك مع مايان،وأترك الأخرى تجد رجلاً يعوضها ويحتويها وتستكمل الباقي من حياتها معه.

ومره أخرى عند ريم وصبا كانت ريم هدأت قليلاً ولكن وجع قلبها لم يهدأ كانت تجلس علي الفراش وأمامها صبا جالسه، تنهدت صبا ثم تحدثت في حزن عليها تقسم هي بداخلها إن رأت هذا السيف لن ترحمه النذل كيف يفعل بها هذا! كيف لم يفكر بها كيف يخدعها بهذه الطريقه المفجعه للقلب عند تخيل حالها في مكانها تقسم أنها الممكن أن تذهب بحياته ومن ثم بحياتها، الخيانه من أسوء الشعور بلا هي الأسوء لايوجد ماهو أسوء منها بالطبع الخداع هي خدعت به تذكر أن ريم كانت تخبرها الأسبوع الماضي أنها تحبه بدرج شديده احبته أكثر من ذاتها عند قيامها بالصلاة تقوم بالدعاء له فقط وعندما تتذكر حالها تتذكرها به فاتدعي أن يجمعهم الله في حلاله فاهو أصبح لديها كل شيئ؛ أب وأخ وصديق وحبيب، كانت تخبرها أنه يخاف عليها بشده ويغار عليها حد الجنون، كانت تخبرها أنها لا ترا نفسها جميله وتصنف نفسها بالعاديه او بالاقل من عاديه مقارنة بمن حولها، فاهي ذات بشره خمريه ملامحها عادية نعم لكن يوجد لديها مايميزها غمازاتها المرسومه على اصداغها و أيضاً من مميزاتها جسدها فاهي ذات جسد مثير وخصلات شعر ناعمه سوداء طويله وكثيفه وقامة متوسطه وعندما كانت تخبره أنها لا ترى نفسها جميلة كان يخبرها أنه لايري غيرها كيف تحول كل هذا تنهدت مره أخرى وهي تتحدث قائله:
_وماذا بعد ياريم هل ستظلي هكذا.

أجابتها وهي تنظر أمامها بشرود تعاد أمامها جميع المشاهد الخاصه بهم منذ البدايه منذ أن كانت في الصف الثاني الثانوي وكان هو في نفس ذات الوقت في السنه الأخيره بكلية الشرطه فاهو يكبرها بست سنوات،تتذكر حديثه أفعاله كل شيئ:
_وماذا افعل صبا أنا للأن لا أستطيع أن أستوعب حياتي بدونه أريد أن أستيقط من هذا الحلم البشع لقد أحببته بشده وهو فقط كل هذه المده كان يكذب صبا هو كاذب مخادع ولكني لا أستطيع أن أكره أنا أحببته كثيراً هل أنا سيئه صبا، هل انا قبيحة إلى هذه الدرجة؟

أنهت حديثها ببكاء شديد، جذبتها صبا إلى احضانها قائلة في مواساه وحنان:

_لا حبيبتي بل هو السيئ والقبيح كل شيئ خاص بيكي جميل ريم وأجملهم نقاء وصفاء قلبك.

اخبرتها وهي تتوسط احضانها:
_والدته تسمى صفاء.

هزت رأسها بيأس من صديقتها البلهاء ستظل تتذكره دائماً لن تنسى بالطبع فاهو إبن خالتها ومن الطبيعي أنه سيظل أمامها دائماً:

_اتركينا منه ريم هو لايستحقك أفيقي أخرجي حالك من هذه النقطة اثبتي إليه وإليكي وللجميع أنه لايقدم بالاً لكي.


انغمزت داخل أحضانها قائلة براحة رغم الحزن المسيطر عليها:
_انا أحبك ظلي بجانبي دائماً.

ضحكت الأخرى وهي تضربها على رأسها بخفة:

_ومنذ متى وأنا تركتك يا حمقاء، معاً حتا الموت، تعلمين ريم كنت دائماً أكره الرجال ولكن كان لدي أمل صغير بهم والأن هذا الأمل تم فنائه لا أعتقد أنه من الممكن أن أتزوج بتاتاً.

أبتسم وجهها علي حديث صديقتها العزيزة صبا الجميلة ذات القلب الحنون والجمال الجذاب فا هي تمتلك خصلات شعر بنية اللون وعيون بالمثل وجسد وقامة صغيره لا تحبها هي ولكنها للحق رائعة وبشره قمحية تميل إلى البياض تنهدت ثم تحدثت:

_أصبحتي معقدة يافتاة.

أكدت صبا على حديثها بمرح قائله وهي لا تزال تحتضنها:

_على الأغلب سوف نحتاج إلي طبيب نفسي يافتاة هذا العالم قاسي جداً على قلوب رقيقة مثلنا.

أكدت على حديثها ثم تحدثت ببلاهه خاصه بها رغم وجعها اللذي لن يهدأ أو علي الأقل لن يهدأ الأن:
_نعم قاسي جداً والأن أنا جائعة أريد تناول الباستا مع قطع الدجاج وبعض البطاطا المقلية.

أجابتها وهي محملقة بها بفم مفتوح مع علمها أنها تحاول الخروج من حزنها ولو لفترة مؤقته وأيضاً مع علمها عشق الأخرى للطعام وخصوصاً الباستا تدعو الرب الأن أن لا تتذكر أنه أيضاً يحب الباستا:

_ما بكى يافتاة حتا مع أحزانك جائعة أريد أن أشاهدك ولو لمره واحده قبل موتى لا تتناولين الطعام.

أجابتها بابتسامة صغيرة وهي تحاول إقناعها بما كانت تخبره به دائماً وعلى ذكره تم وأد ابتسامتها مره أخرى مذكره حالها أنه الأن لم يعد موجود لم يعد بجانبها الأن هو بجانب أخرى، أخرى جميلة ومثيرة:

_لا أستطيع، فاهذه غريزه ولدت بها هل تقدرين أنتي على ترك لوحاتك؟ بالتأكيد لا هذه اهتمامات ياعزيزتي.

هزت كتفيها لأعلى واسفل ثم تحدثت وهي تقوم بإسنادها والتوجه إلى المطبخ:

_حسناً تم إقناعي، هيا إلى المطبخ لطهي الباستا خاصتك يا مجنونة.


ذهبت معها بذهن شارد بهذا السيف الجالساالأن بجانب مايان يتم إلتقاط بعض الصور إليهم في وضعيات مختلفة،قاطعهم اقتراب رجل منهم ذو هيبة ووقار متحدثاً وهو يأخذ سيف في أحضانه متحدثاً بجانب أذنيه هامساً:

_مبارك سيف فعلت الأصلح.

رد عليه سيف بشرود:

_نعم قائد هكذا أصلح للجميع.

ربت على كتفه وهو يبتسم بمجاملة قائلًا:

_هيا قم بتعرفي لهذه الجميلة.

إبتسم هو الأخر بمجاملة متولياً هذه المهمه:

_هذه الجميلة هي مايان خطيبتي وقريباً زوجتي، وهذا هو القائد عزت مايان.

هزت رأسها إليهم بابتسامة رقيقه وهي تقوم بمصافحته:

_تشرفت بلقائك سيدي.

شرد بها سيف بعد ذهاب عزت وهو يفكر ملياً في كل الأحداث التي تحدث، يشعر الأن بألم شديد داخل صدره تحديداً في قلبه، يشعر بها يشعر أنها ليست على مايرام، تذكر حديث سليم الذي اشعله ولكمه إليه وقتها، يتذكر أنه من حديث فقط يكاد يحترق فا ماذا إن حدث! هل سيتحمل؟ بالطبع لا سليم محق هو لن يتحمل حسناً إن أقترب أحد منها سوف يقوم بسجنه وهكذا لن يستطيع أن يقترب أحد من محيطها هذه هي الفكره الأسلم الذي أوصله عقله إليها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي