الفصل الرابع

بيني وبينك عتابٌ مؤلم بلا صوت،بيني وبينك قلب يصرخ من ألم الوجع والقهر، بيني وبينك روحٌ تم تدميرها على يديك،هذه العبارات كانت تعاد داخل رأسها بعنف وهي ممسكه بهاتفها مظهره عليه صورته الشخصية،تتذكر منذ عدت ساعات عندما كان جسدها يهتز بعنف، أوقفت والدتها السيارة سريعاً للإطمئنان عليها رأت وجهها شاحب بشده، غيرت وجهتها سريعاً إلى المنزل وقامت بإعطائها الأدوية وصنعت لها الطعام ومن ثم تركتها مع شمس لتنام وذهبت هي إلى أختها بعد أن إطمئنت عليها،نظرت أمامها وجدت شمس تقوم بإستذكار دروسها فاهي في عامها الأخير بالمرحلة الثانوية،أغلقت هاتفها بتنهيدة متعبة ثم تحركت إلى داخل الشرفة الخاصة بغرفتها،خرجت مره أخرى وأتحهت إلى المطبخ ومن ثم أعدت لها عصيراً طازجاً وأخذته وذهبت به إلى الشرفة مره أخرى، لاتعلم ماذا تفعل هي تشعر بوجع شديد داخلها لم تتخيل حياتها لحظه بدونه من قبل، لكن الحقيقه الأن أن حياتها من الملزم أن تصير بدونه وكم موجع هذا الشعور أن تبني أمالك وأحلامك على شخص ويقوم هو بهدمك بكل بساطة،تشعر الأن أنها طفلة قام والديها بتركها تحارب الحياة وحدها، فاهي وبالرغم من سنوات عمرها الخمسه وعشرون ولكن هي كانت تعتمد عليه في كل شيئ،تفكر الأن ماذا يفعل هو! هل يحادثها ويتغزل بها! هل يمسك يديها مخبراً إياها أنه يحبها! بكت وبكت مثل العادة هذه الأيام تظلم حالها كثيراً بالتفكير به، قامت بالخروج من الشرفه ومن ثم غلقها وذهبت إلى المرحاض مقرره أن تتوضأ وتقوم بالصلاة، فاهذا هو الملجأ الوحيد إليها الأن، وإن كانت الأبواب جميعها مغلقة أمامك فاباب الرحمن دائماً مفتوح، الله سبحانه وتعالى دائماً بجانبنا،خرجت وقامت بإرتداء ملابس الصلاة، ثم قامت ببدأ الصلاة بقلب يخفق بشدة تريد السجود سريعاً حتا تتحدث مع الله وتشكي إليه جميع أوجاعها،وكان لها ما أرادت سجدت وتحدثت بكت وشكت، وبعد مدة كانت تنهي الصلاة شاعره براحة كبيره تغمرها هذه اللحظة، تقدمت منها شمس ثم قامت بعناقها قائلة:
_ريم هل أنتي بخير الأن؟

إبتسمت إليها ريم ثم تحدثت بمرح وكأن روحها قد عادت إليها الأن:
_نعم أنا بخير حلوتي والأن سوف نحادث صبا لتأتي ونقوم بالجلوس جميعاً، وطهي الباستا أيضاً

تحمست شمس إلى الفكره قائلة:
_وأنا موافقه



كان جالساً بجانبها على وجهه أماراة الغموض لا يستطيع أحد فهمه حقاً سوا سليم، حاولت هي التحدث معه قائلة بإبتسامتها ذاتها:
_ما رئيك بفستاني سيف؟

نظر لها ثم تحدث قائلاً بخشونه وهو يمرر عينيه عليها:
_جميل

إتسعت إبتسامتها ثم تحدثت مره أخرى ببعض الغيرة :
_حسناً حدثني عن حالك ومن ثم أقاربك وبالأخص ريم سمعت أنها مقربة منك كثيراً

نظر لها نظرات مبهمه وقبل أن يتحدث كان يأتيه صوت والدته مخبره إياهم أن الطعام صار جاهز وتم وضعه، تحرك معها إلى غرفة الطعام،قام بسحب الكرسي لها للجلوس ثم جلس بجانبها، تحدثت سالي قليلاً مع مايان لم يعطي بالاً هو وبدأ في تناول طعامه،حاولت مايان أن تأتي بسيرة ريم حتا تتشرف في ملامحه فاهي إستمعت الأحاديث الكثيرة عنها وعنه ومن وقتها وهي تشعر بالغيرة الشديدة تمتمت قائلة برقة شديدة تناسبها حقاً:
_سمعت أن لديك إبنة تسمى ريم، لماذا لم تأتي بها معك؟

هزت سالي رأسها إجاباً، ثم تحدثت قائلة:
_نعم هي كانت ستأتي معي ولكنها كانت متعبه وأشتد عليها التعب في الطريق فلم تقدر على المجيئ، تعوض مره أخرى فالأيام ها هي بيننا

نظرت مايان إلى سيف لم تجد أنه تأثر بحديث سالي، حتا لم يسأل عليها مثل مازن وصفاء، تنهدت حقاً هذا السيف غامض كثيراً، لاتفهمه هي وهو لايقوم بأي محاولة حتا تفهمه.

نظرت صفاء إلى مازن الذي كان يقوم بتقطيع قطع اللحم بغيظ شديد وهو يردد بعض العبارات الغير مفهومه، رفعت حاجبيها إليها عندما نظر إليها مشيرة إليه علامة أنها تراقبة فاهي تعلم أنه ورائه مصيبة بكل تأكيد، إبتسم مازن على والدته ثم قام بإكمال طعامه، مقرراً الذهاب غداً إلى خالته الحبيبة بحجة الإطمئنان على ريم التي لايطيقها مطلقاً وبالمثل هي فاهم هكذا منذ الطفولة قطاً وفأراً مثلما تسميهم صفاء.


وعند سليم كان جالساً هو على حاسوبه يقوم بمحاولة فك شفرات جهاز ما، فاهو بجانب عمله بارع جداً في أمور الإلكتورنيات، قاطعه رنين جرس الباب، نظر إلى ساعة الحائط بإستغراب فمن الذي سيأتي إليه في هذا الوقت، وضع الحاسوب على الطاولة ثم ذهب إلى فتح الباب، قابلة وجه غير من حالته المزاجية تلقائياً إلى أسوء،لم تعر نظراته إهتماماً وهي تتقدم إلى الدخول مغلقه الباب خلفها،صارت في رواق المنزل حتا وصلت إلى الأريكه بغرفة الجلوس وجلست وهو للأن واقفاً في مكانه مشمئزاً من تلك الوقحة التي تتعامل وكأن المنزل منزل والدها، كيف تدخل هي إلى منزل رجلاً يعيش وحيداً في المنزل وفي هذه الساعة المتأخرة أيضاً؟ بل وهو بهذه الملابس! فاهو كان يرتدي فقط البنطال ونصفه العلوي عارياً، تحرك هو بحنق إلى غرفته جاذباً قميصه ثم قام بإرتدائه على عجاله حتا يذهب إلى هذه المتبجحه لتوبيخها،وقبل أن يتحرك خارح الغرفة كانت المتبجحه تأتي إليه بذات نفسها قائلة وهي تتأمل الغرفة:
_غرفتك رائعة جداً سليم، للحق المنزل بأكمله رائع، ولكن هل هذا سبباً كافياً حتا لا تأتي إلى العيش بمنزل العائلة؟

رمقها بقرف ثم سحبها من يديها إلى الخارج وقام بذقها على الأريكه قائلاً:
_لا ليس هذا هو السبب بل حتا لا أرى وجهك أنتي ووالدتك صباحاً كل يوم فارأيتكم تصيبني بالإشمئزاز، وأخبريني ألم تعلمك والدتك الفاضلة أن الذهاب إلى منزل شاباً يعيش وحيداً أمر سيئ؟ أم إنها لم تكن متفرغة لتربيتك؟

رمقته بغيظ من كلماته السامة التي دائماً ما يرميها بها:
_ولكن أنت لست أي شاباً سليم فأنت إبن عمتي الحبيبة، وأنا لا أجد بما فعلته أمر سيئ

أجابها ببرود مهدداً:
_ولكن أنا أري، فا هيا خذي ذاتك وأغربي عن وجهي وحذاري أن تفعليها مجدداً وتأتي إلى هنا فالمرة المقبلة سأقوم بتكسير قدمك، هيا فأنا حقاً لا أستطيع أن أتحمل وجودك أكثر من هذا.

رمقته بنظرات حاولت جعلها حزينه ثم تحدثت قائله:
_ولكن أنا أحبك سليم لماذا تفعل بي هذا؟ ماذا فعلت لك؟
رد عليها بإنفعال قليلاً مايظهر عليه ولكن هذه الوقحة حقاً توصله إلى أشد حالاته إنفعالاً وهو في الأساس لايطيقها:
_كفى عن نطق أسمى وهذه الكلمة وهيا اغربي عن وجهي قبل أن أفعل شيئ لا أفضل أن يصدر مني


أرادت التحدث مره أخرى ولكن هو لم يعطيها الفرصة وهو يسحبها من يديها إلى الخارج، وإغلاق الباب في وجهها،مسح على وجهه بعنف وهو يسب سباب لازع، ثم تحرك مره أخرى لحاسوبه و إكمال عمله.


وعند منزل ريم كانت تجلس هي وشمس وصبا في المطهي يقومون بإعداد الطعام، تحت تذمر صبا التي لاتريد أن تتناول الباستا

_يا فتاة كنتي أمس تأكليها ألم تملين منها؟
رددت هذه العباره بتذمر شديد

أجابتها ريم ببساطة وهي تقوم بتقليبها بإبتسامة متوسعة:
_لا، أخبرتك من قبل أنني إن أكلتها يومياً فاسأظل أتناولها وكأنها المره الأولى، بيننا قصة عشق قوية

أجابتها بغيظ قائلة:
_وما ذنبنا نحن ياحمقاء بقصة عشقك بالباستا، لا أريد تناولها

رمقتها ريم لثواني ثم عادت مره أخره نظرها للباستا وهي تقوم بتقليبها:
_ستأكليها صبا، إعتراضك لن يقدم بالاً

ضحكت شمس بشدة عليهم ممسكه بصبا حتا لاتقوم بقتلها،شاكره الله على هذه الصحبه الجميلة، متذكره والدها ووالدتها الذين تركوها هنا وذهبوا إلى العمل بالخارج، ولم يفكروا بها ، مقتنعين أن عملهم هذا هو الأصلح لها، ولكن وجودهم أهم! هي تحتاج إليهم وإلى وجودهم! نعم سالي لم تقصر معها وتعاملها مثل ريم بل أفضل قليلاً من ريم وأيضاً ريم وصبا يتعاملون معها وكأنها شقيقتهم ولكن هي تحتاج إلى وجود والديها فلا يوجد أحد يعوض وجودهم بكل تأكيد.



وعند سيف كان يقوم الأن بتوصيل مايان وعائلتها إلى السيارة الخاصة بهم،ودعهم ثم قام بالدخول إلى المنزل صاعداً إلى أعلى لجلب أشيائه، مقرراً الذهاب إلى سليم،قابله مازن المبتسم بإتساع وهو يهبط، اوقفه متسائلاً:
_ماذا إلى أين أنت ذاهب، ولماذا هذه الإبتسامة البهاء على وجهك.

أجابه مازن وهو على نفس حالته:
_ذاهب إلى توصيل سالي، وأيضاً حتا أطمئن على هذه القردة ريم

أخبره ثم ذهب سريعاً عندما جائه صوت والدته، وتحرك سيف إلى غرفته وقام بجلب أشيائه سريعاً ولحق بهم، جذب مازن من ثيابه بعنف أمام والدته وخالته أدى إلى فزع الأخر ثم حدثه ببعض الأشياء بصوت منخفض لا يخلوا من التحذير الشديد، ثم تركه وذهب إلى سيارته ومنها إلى منزل سليم.


_ما رئيكم بأن نرقص قليلاً
إقترحت شمس هذه الفكره بحماس شديد، وافقت صبا ثم إتجهت لتشغيل الموسيقى وجلب الحجاب الخاص بها لترتديه على خصرها والمثل فعلت ريم وأيضاً شمس، لحظات وكان صوت الموسيقى يصدع في البيت، والثلاثه يتراقصون بجنون وأكثرهم إحترافية كانت ريم التي تهوي الرقص بشدة، وأيضاً تتخذه مأوى لتفريغ حزنها وغضبها، كانت صبا تتمايل برقة شديدة، وشمس تفعل مثلها فاهي بالطبع لن تستطيع أن تفعل مثل ريم فاهي بارعة بشدة، وعلى هذا المشهد كانت سالي ومن خلفها مازن يدلفون إلى المنزل بأفواه مفتوحه وعيون متسعه من الذي يشاهدونه، والثلاثه منشغلون في رقصهم ، إبنتها الحمقاء بالله لقد تركتها مريضه على الفراش والأن تتراقص! نظرت بإتجاه مازن لاتعلم كيف ستخرج من هذا المأزق ولكن مازن الأن في عالم أخر وهو يشاهد البرتقالية تتمايل أمامه برقة أذابته بها، إنها رائعه حقاً، إبتلع لعابه بصعوبة وهو يكاد يبتلعها بعينيه، أفاق عند إغلاق سالي للموسيقى، وعلى أثرها كانت الفتيات أيضاً يستوعبون أن سالي ومازن أمامهم الأن، ماذا هل قلت مازن! تحركن سريعاً إلى داخل الغرفة مغلقين الباب من خلفهم بعيون متوسعة وصدمة من مشاهدت مازن لهم هكذا.

كانت أول من أفاقت من صدمتها شمس، التي صارت تضرب على رأسها قائلة:
_يا ويلتي، لقد شاهدني هكذا،لن أستطيع أن أظهر أمامه مطلقاً بعد الأن، حسناً هذا هو الحل الأمثل.

إستغفرت ريم وصبا كثيراً، فاهو شاهدهم الأن بخصلاتهم وليس هذا فقط بل وهم يتمايلون على الموسيقى،إرتدت صبا حجابها وعدلت من هيئتها، ذهبت ريم أيضاً إلى خزانتها ثم قامت بالتقاط الإسدال الخاص بها وقامت بإرتدائه، وذهبت للجلوس بجانب صبا وشمس التي لاتزال تردد عبارات بغير ترتيب وعيونها مازالت متسعة، دلفت سالي إلى الغرفة وهي ترمقهم الثلاثة بشر وبالأخص إبنتها ثم أشارت لها بالخروج حتا يطمئن عليها مازن، تحركت معها بتوتر من نظراتها، وهي تحاول أن تجذب إحدى الفتاتين معها ولكنهم تحركوا إلى الخلف سريعاً، أخذت أنفاسها ثم ذهبت إلى مكان جلوسه، رفع مازن أنظاره عليها محاولاً إخراج هيئة البرتقالية من رأسه فاهو من الأساس لم يرى غيرها، لم تلتقط عينيه سواها.

تحدث قائلاً برخامته المعتاده معها:
_سمعت أنك تموتين في الفراش، وجأت لأراكي،ولكني رأيت قرداً لديه صحه أفضل مني.

رفعت ريم كف يدها في وجهه قائلة بغيظ:
_عينك هذه هي من ستقتلني يوماً

إبتسم بإستفزاز ثم رد عليها قائلاً:
_قولي فقط بإذن الله

وبغيظ منه قامت بركله بقدميها، وكان سيقوم بردِها لها ولكن صرف الفكره من باله قائلًا وهو يرجع ظهره إلى الخلف بإبتسامة عبثه:
_حسناً أين إبنة عمك؟ ألن تأتي لترحب بي؟



كادت أن تجيبه برد لاذع ولكن والدتها قامت بالمجيئ مقدمه له العصير وبعض الفواكه، قام بأخذ المشروب منها وقام بإرتشافة، وبعد أن إنتهى قام بالإستئذان بعد أن فقد الأمل في خروجها، ذهبت معه سالي حتا توصله الي الباب، وقامت ريم سريعاً بالذهاب إلى غرفتها مغلقه الباب خلفها بالمفتاح،فاهي تعلم إن والدتها لن تمرر الأمر مرور الكرام.






منذ أن أتي وهو يجلس هكذا شارداً بغموض،ظل يراقبه سليم بصمت،حتا قاطعهم صوت الهاتف الخاص بسليم،وماكان سوا قائدهم في العمل السيد عزت،أجاب سليم تحت نظرات سيف المهتمة،أنهي سليم المكالمة ثم ردد قائلاً وهو يسحب قميصه لإرتدائه:

_تجهز هناك إجتماع طاريئ،وقم بتشغيل هاتفك.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي