الفصل الثالث

بعد خروجه من المنزل منفعلاً، كانت وجهته هي سليم بكل تأكيد،أغلق باب السياره بإنفعال وهو ينظر إلى المنزل أمامه، زفر ببطئ ثم تحرك صاعداً إلى أعلى، لم يدق الباب فاهو لديه نسخة أخرى من المفتاح قام بفتح الباب ثم قام بالدخول مغلقاً الباب من خلفه،تحركت حديقتيه في أرجاء المنزل لثواني ثم ذهب إلى الغرفه الخاصه بسليم وقام بفتح الباب مره أخرى دون دقه،بحث عنه في أرجاء الغرفه لم يجده ولكن التقطت أذنيه أصواتاً تأتي من داخل المرحاض علم الأن أنه يقوم بالإستحمام، تحرك للجلوس على الفراش مغمضاً عينيه بإرهاق حسناً كل مايحدث الأن فقط يرهقه لا يعلم ماذا يفعل حقاً ولكن بكل تأكيد هو راضياً بشكل ما بما فعل زفر ببطئ وهو يشد على يديه وعروق رقبته قامت بالظهور بشده، أخرج هاتفه من جيبه عابثاً به حتا قام بإظهار أخر رسائل بينهم، وكم إستحقر ذاته في هذه اللحظة، يفكر بماذا تراه هي الأن؟فكر بأن يحادثها ولكن للحظة فقط والأخرى كان بها يصرف هذه الفكره من رأسه ، مخبراً ذاته بأن هذا هو الأفضل،قبل إغلاقه للهاتف رأي مجموعه من الرسائل في الدردشه الخاصه بمايان، قام بفتحها وجد منها عبارات كانت خاصه بالإطمئنان عليه وأخرى كانت صوراً تجمعهم في الخطبة، تنهد ثم قام بإرسال بعض العبارات حتا تطمئن عليه مذكراً حاله أنها الأن صارت خطيبته وعليه أن يتعامل معها على هذا الأساس واضعاً كل شيئ على جنب فاهي لاذنب لها بكل هذه الأحداث مؤكداً، صرف عقله إلى نقطه أخرى الأن إلى هذا الشخص الذي حدثه منذ قليل، يريد الأن فقط قتله ولكن الجبان قام بالهروب خارج البلاد وفقط يترك بعض من رجاله هنا لتنفيذ مابرأسه من خلالهم، هذا الجبان ماهو إلا شخص فاسد يقوم بتصدير الأسلحة والممنوعات داخل البلاد وسيف هو من كان ممسكاً بهذه القضية، أخرجه من شروده سليم الواقف أمام المرأه عاري الصدر يصفف خصلاته متحدثاً ببرود:
_إلى أين ذهب بك عقلك الأن؟

تنهد بتعب يصاحبه بشده الأن ثم تحدث قائلًا وهو يقوم بالإستلقاء بأريحية أكثر:
_لا أعلم سليم حقاً لا أعلم أشعر الأن انني متعب فقط.


تحرك سليم إليه رامقاً إياه بتسائل:
_هل حدث شيئ أخر؟

أجابه ببساطة قائلاَ:
_نعم هذا الفاسد لم يكتفى بعد،أخبرني أن الحرب مازالت بيننا.

جلس سليم أمامه وبإنفعال كان يتحدث ناقماً على هذا الضعف الذي بدأ بالظهور عليه فا سيف الذي علمه ليس هكذا، لايوجد مكان للضعف في قاموسه، لقد علمه شجاع لا يخشى شيئ يقدم على الهلاك بقدمه بدون أن يرف إليه جفن في مقابل أن ينجح ويصعد إلى درجات أعلى في عمله، في مقابل أن ينهي على الفساد هم متشابهون في هذه الأشياء، الإختلاف بينهم فقط أن سيف كتلة من الغضب ينفعل سريعاً ولكن هو كتلة من البرود تشعل من أمامها سريعاً ويظل هو على حاله يحركه عقله ولكن سيف يُحرِكه يديه وغضبه:

_نعم ومنذ متا وأنت ضعيف سيف، أفق إلى ذاتك وقم بعملك حتا ننتهي من هذه القصة وأترك أمورك الشخصية الأن، عد مثلما كنت ياسيف حتا يصبح كل شيئ بخير.

نظر إليه ثم تحدث قائلًا بتسائل به بعض من الأمل:
_وهل سيصبح كل شيئ بخير؟!

هز رأسه إجاباً وهو يشير إلى صدره موضع قلبه قائلًا:
_كلما ظل هذا ينبض، سنجد الأمل محاوط لنا، سيف لا تفقد ثقتك في خالقنا، فقط أفق انت إلى ذاتك وأنا بجانبك رفيق، سننتهي سريعاً من هذه المسئله وسترى بعينيك نهاية هذا الفاسد، وأقسم لك سوف نذيقه العذاب الواناً.

تحمس سيف بشده إلى هذا الحديث ولمعت عينيه بإصرار فاهو لايريد الأن سوا أن يقوم بإنهاء حياة الأخر، تحدث سليم مره أخرى بعد أن قام بالصعود بجانبه:
_هيا قم بإزاحة جسدك هذا وقم بالإلتزام بهذه الفواصل بيننا، لا تتعداها حتا لا أرد لك اللكمة التي لكمتني بها، فأنا لن أنساها، أتعلم حسناً حتا ولو لم تتخطاها ستأخذ اللكمة أيضاً ولكن صباحاً فأنا متعب الأن ، عُمت مسائاً.

إبتسم سيف علي حديث صديقة، والأن فقط هدأ قليلاً، دائماً مايكون سليم هو مصدر راحته، تذكر الأن أول يوم جمعهما في العمل كان وقتها في التدريب والحظ جمعهما أمام بعضعم البعض جمع مابين كتلة الإشتعال وكتلة البرود يقسم أن بروده وقتها كان يطغى على برود الجو، أشعل غضبه وقتها بشدة، وبعد أن أوصله إلى زروة غضبه أقترب منه بالنهاية ونصحه بجملة يزال يتذكرها إلى الأن،رددها بصوت هامس وهو يبتسم لهذه الذكره الأولى التي جمعتهم:
_لا تدع غضبك يسيطر عليك، كن أنت المسيطر دائماً تغلب على غضبك يارجل وقم بتشغيل عقلك.


صباحاً عند ريم كانت تجلس مع والدتها وشمس على مائدة الإفطار بعد إصرار صبا علي الذهاب إلى منزلها، تحدثت بإنفعال ودموع تجمعت داخل حدقتيها من ضغط والدتها عليها، حقاً يكفيها مابداخلها الأن ووالدتها مُصره على إنهاكها بالحديث:
_ماذا أمي الن ننتهي من هذه المسئلة؟ قلت لكي أنني كنت متعبة كثيراً ولم أقدر على المجيئ.

كادت سالي بالتحدث ولكن قاطعتها شمس سريعاً قائلة بإبتسامة هادئة وقلق عليها في اللحظة ذاتها:
_هل أنتي الأن في حال أحسن ريم؟ أم نستدعي الطبيب؟
تحدثت ريم وهي على مشارف البكاء بوجع من والدتها التي لم تتأثر ولم يهمها أمرها بتاتاً من وجهت نظرها:
_فقط لو تركتني والدتي الأن سوف أكون على مايرام.

هزت سالي رأسها عددت هزات ثم تحدثت في أمر قاطع لا جدال به فا دائماً مايكون حديثها هكذا لا تقبل بأي إعتراض :
_حسناً ريم سوف أتركك الأن، وهيا تجهزي حتا تذهبين إلى الطبيب ومن بعدها ستأتي معي إلى خالتك حتا لا تحزن.

رأسها الأن لم يستمع إلا على عبارة واحدة، وهي الذهاب إلى خالتها، ماذا هل المواجهه ستكون بهذه السرعة؟هزت رأسها بنفي سريع هي ليست مستعدة الأن بالتأكيد ستكون ضعيفة أمامه هي لا تريد هذا هي تريد المواجهه نعم ولكن ليس الأن ليس بهذا الوقت، نظرت إلى والدتها تريد إخبارها برفضها، ولكن فات الأوان فهي قد ذهبت إلى العمل وأنتهى الأمر،حالتها الأن ومظهرها قاموا بلفت إنتباه شمس إليها، تحركت إليها شمس بقلق قائلة:
_إهدئي ريم ماذا بكى، هل أنتي متعبة؟

رفعت ريم نظرها إليها ثم في ثواني كانت شهقاتها وبكائها يعلون في المكان، أخذتها شمس في أحضانها مهدئه إياها وعلامات القلق مرتسمة على وجهها لا تعلم ماذا تفعل سوا هذا.


عند مازن كان ينزل الدرجات بسرعه وهو يصيح قائلًا قبل خروجه:
_إلى اللقاء أمي أنا ذاهب.

إستوقفته السيدة صفاء قائلة وهي تتحدث في الهاتف :
_إنتظر مازن.

تحرك إليها بتذمر وهو يردد كلمات تدل على تذمره فاهو في الأساس كان متأخراً، وقف بجانبها وهي تتحدث بالهاتف قلب عينيه بملل ولكن استوقفه عبارة ما، ماذا؟ هل خالته ستأتي اليوم هي وريم ؟ نعم ما إستمع إليه صحيح، وهذا إن دل على شيئ فاهو يدل على أن البرتقالية ستأتي أيضاً، فا خالته لن تتركها وحيدة في المنزل بالطبع،حسناً فرصه جيدة حتا يأخذ بثأره منها البرتقالة تغلق الهاتف بوجهه بل وتضعه في قائمة المحظورين! مالذي حدث في العالم! ، وثواني وكانت حالته تتبدل وهو يجلس على الأريكة بأريحية وأبتسامة متوسعة مرتسمة على وجهه، رمقته والدته بحاجب مرفوع من تبدله هكذا في لحظات، ثم انهت المكالمة، أقتربت منه ثم تحدثت وهي ترمقه بعيون ضيقة:
_ماذا ما هذه الإبتسامة على وجهك، هل جننت أخيراً؟

أقتربت برأسها منه أكثر ثم تحدثت مره أخرى بعيون مشككة:
_ولماذا جلست من الإساس، ألم تكن ذاهب الأن ومتأخر ؟

وبمرحه المعتاد كان يجيبها بلإبتسامته ذاتها وهو يحاول أن يبعد الشك عنها :
_رضاكي والدتي أهم بالطبع، فقررت أنا ان أجلس معك اليوم،فالجامعة لن تختفي.

وجد أن حديثه لم يؤثر بل ذاد الشك داخلها أكثر، فا حاول أن يصرف إنتباهها قائلاً مره أخري:
_ماذا ماهذا الجمال ياصفاء! إن رأكي أحد سيعتقدون أنك أختي الصغيرة لا أمي،هيا أعطيني قبله سريعاً.

قبلها من وجنتها تحت نظراتها البلهاء من حديثه اللعوب يعلم كيف يشتت إنتباهها، ثم تحدث مره أخرى وهو يتجه إلى أعلى سريعاً:
_قلبي الصغير لايتحمل هذا الجمال، ولأجل هذا سوف أذهب إلى غرفتي، إلي اللقاء أمي

كانت تجلس علي فراشها شارده فيما حدث قبل الأن تحديداً منذ تركها لمنزل ريم وقدومها إلى منزلها، كانت تجلس إمرأه بجانبها إمرأه أخري على دفة الشارع، وعند سيرها من أمامهم وجدتهم يتحدثون عنها رجعت برأسها إلى الخلف متذكره السيده وهي تتحدث مشيره إليها:
_أنظري هذه الفتاة صبا، إبنة مصطفى الساكن الجديد ، تسير الأن في عامها السادس والعشرون ولم تخطب بعد،تدرس في عامها الأخير بكلية الطب، هذا هو مايؤخذ من العلام.

توقفت صبا عن السير وصارت إليها قائلة بنظرات مستحقرة وقرف من تفكيرها المنحدر:
_لا مانأخذه نحن من العلم والعلام كثير أكبر من أن يستوعبه عقلك الصغير وتفكيرك المنحدر، ثم ما شأنك أنتي بي! هل جأت ليلاً أشكي لكي وأبكي حالي وأقول لكي أنني حزينه أريد الزواج؟! لماذا تدخلين في شئون لا تخصك؟ ولا ماحظرتي سيدتي فأنا من لا أريد الزواج ليس العلام هو العقبة، تعلمين لماذا؟ لأنني أريد الزواج برجلاً قولاً وفعلاً أريد الزواج بشخص على قدر كافي من العقل يفهمني دائماً، يحتويني في أشد حالاتي حزناً، يحترمني في غيابي قبل وجودي، وأولاً وأخِراً الزواج ماهو سوا نصيب وقدر، الله سبحانه وتعالى مقدر لي وللجميع هذا عند ولادتنا لا أنا ولا أنتي ولا أحد يمكنه التحكم بهذا،ومثلاً هل تريدين لي الزواج من شخص مثل إبنك؟! شخص غير مسئول لدي أنا رجوله أكثر منه؟يا إمرأه إذهبي إلى تربية ولدكِ من البداية تربية صحيحه،أخبريه كيف يتحمل المسؤليه ويصبح رجلاً بدلاً من الجلوس هكذا بدون عمل فقط الحديث على الأشخاص، فاللعلم هذه تسمى نميمه.

قامت بإخراس المرأه، لم تنطق ولو حرف، فقط تحول وجهها إلى اللون الأحمر من الإحراج،تركتها صبا وتحركت إلى داخل البناية القابع بها منزلها، أفاقت من شرودها في هذه الذكره وهي تهز رأسها بيأس من تفكير هؤلاء الأشخاص، فا هناك الكثير من هذه النوعيه، وهناك إناث مايسمعون هذا الحديث يحزنون، لكن لما فا نصيب الشخص سيأتي له متى ما كان.

إستمعت إلى والدها وهو يقوم بالنداء عليها من الخارج، قامت سريعاً للخروج إليه،كان واقفاً يستقبلها بإبتسامة رائعة وحنونه على وجهه تقدمت منه ثم قامت بعناقه،كانت تشتاق إلي هذا العناق كثيراً،بادلها والدها العناق وهو يقبلها أعلى رأسها قائلاً بحنانه الذي يغرقها به دائماً، وكان هذا هو الشيئ الذي يقويها دائماً:
_إخبريني ماذا بها طبيبتي الجميلة؟

تنهدت ثم أخبرته ببعض الحزن:
_طبيبتك الجميلة متعبة حقاً يا هيما، هذا العالم سيئ.

إبتسم إبراهيم وهو يأخذها للجلوس على المائدة لتناول الفطور الذي أعده،قائلاً:
_لا ليس العالم هو السيئ يافتاتي بل بعض الأشخاص هم السيئون، ولكن من الذي أحزنك، أخبريني وأنا سوف أقتله لكي حياً الأن.

قصت عليه كل شيئ، فاهي إعتادت على هذا منذ الصغر،بعد إنفصال والدتها عن والدها وذهابها إلى العمل بالخارج ووالدها لم يتركها دائماً مايكون بجانبها، لا يحزنها مطلقاً، متخذاً هو دور الأب والأم، إنتهت من قص كل شيئ عليه، تحدث هو في فخر بها:
_أحسنتي إبنتي هؤلاء الأشخاص الحل الأمثل لهم هو الرد علي أحاديثهم، فخور بكى يا أجمل طبيبة وفتاة وإبنة رأتها عيناي،ثم من الذي قال انني سوف أقوم بتزويجك! أنتي ستظلين دائماً بجانبي لن أدع أحد يقترب منك.

ضحكت على حديثه متخيلة إياه في دور ممثل ما شاهدته على التلفاز كان لايريد تزويج إبنته وعند تقدم شاب إلى خطبتها أراه الويلات.


حاولت ردع والدتها عن قرارها ولكن سالي لم تقبل أي محاوله منها تقدمت معها إلى داخل المشفى بغير رضا، هي لا تريد رأيته الأن لا تريد البكاء أمامه وتعلم هي إن شاهدته ستبكي لا محال، تقدمت شمس منها متحدثه ببلاهه بأول شيئ خطر على بالها:
_ريم هل أنتي خائفه من الأبره؟ من الممكن أن نخبر الطبيبة بأن تستبدلها بشيئ أخر لا تخافي.

نظرت لها ريم ثم قامت بالبكاء مره أخرى، وهذه المره لم تتركها شمس وبكت معها فا شمس من الأشخاص الحساسه بشدة إذا رأت مشهد في التلفاز درامي ستبكي سريعاً وريم منذ الصباح وهي تبكي أمامها، أقتربت إليها وسط بكائها قائلة:
_حسناً لاتبكي سأخبرها أنا أنكي تخافين فقط إهدئي.


إقتربت سالي إليهم بعد أن قامت بحجز دور إليهم رأتهم على هذه الحاله، هزت رأسها بيأس منهم لا تعلم حقاً ماذا بها إبنتها منذ الصباح والحمقاء الأخرى ماذا بها لماذا تبكي هي أيضاً!


إنتظرنا في الخارج إلى أن حان وقت دخولهم، تحركن بإتجاه غرفة الكشف حتا تراها الطبيبه التي كانت تنتظرهم بإبتسامة مرتسمة على وجهها،تقدمن للجلوس ثم أخبرتها ريم أنها دائماً ماتشعر بإرهاق وهبوط شديد، هي لاتكذب فعلياً هذا مايحدث معها ولكن هي كانت تهمل ذاتها والأن قررت إستغلال الفرصه، فاهي شائت أم أبت قامت بالمجيئ.

لاتعلم ماذا حدث بعد أن قامت الطبيبه بكتب بعض الأدوية إليها ناصحه إياها أن تهتم بطعامها وعمل بعض التحاليل، ولكن كل ماتعلمه هذه اللحظة أنها جالسه بجانب والدتها ومن خلفهم شمس متجهين إلى منزل خالتها.

تحدثت والدتها ببساطة شديدة:
_حسناً من الجيد أننا سنذهب الأن فا أيضاً مايان خطيبة سيف ستأتي هي وعائلتها صفاء قامت بعزيمتهم حتا يستطيع سيف بالتعرف عليها أكثر، ستحبينها إنها لطيفة وهادئه، أعتقد أنها تماثلك في العمر.


لا تشعر الأن بعد حديث والدتها سوا بالقهر، تشعر بأن قليها قد تم دهسه بطريقة بشعه والدتها تريد منها أن تتعرف عليها! لو تريد هي قتلها حيه فلن تفعل ذلك،جسدها صار يهتز نتيجة إلى حبس بكائها لا تريد أن تبكي الأن ولا تريد الذهاب لن تذهب هي على جثتها هذا الحديث.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي