الفصل الثالث

لم استطع للمرة الثانية ان اجيبه، فقط اطالعه بنظرات بات يفهمها دون تفسير مني، فقال لي بفزع و هو يهزني بقوة :

_ رامي من فضلك، اخبرني ماذا ترى امامك، فتره بقائنا هنا يجب ان لا تطول اكثر من ذلك، انا سأتركك وارحل .

تغلبت علي شعوري بالخرس والشلل واجبته بنبرة مرتعده :

_ كل ما احتاجه فقد خمس دقائق، وبعدها يجب ان نبتعد عنها بأقصى سرعه، المكان ليس آمن على الاطلاق، وهذا لا دخل له بالإشعاع، ولكن الموضوع اكبر مما كنت اتخيل هذه المرة .

كان سيف يطالعنا بتعجب، وكأنه لا يفهم شيء مما نقوله، لم يتردد سامح للحظه وتركني وابتعد عائدا ناحيه السيارة بخطوات سريعة، بينما عدت انا بعيني الى الطريق مجددا، فلفحتني حراره عالية جعلتني اغلق عيناي من الالم،

حتى علمت ان سبب تلك الحرارة هو اقتراب هذا الكائن مني، انه يقف الآن أمامي مباشرة، عدت خطوتين للخلف مره اخرى، وانا اطالعه بفزع مخفي..

رافعا رأسي لأعلى، فطوله كان وكأنه بنايه عالية من دورين، كان يتحدث ولكن ليس بنبرة مسموعة ك نحن، وانما مجرد همهمة تتردد يتردد صداها براسي وهو يقول كلمه واحده لا اكثر :
_ غادر، غادر، غادر.

ضحكت بسخريه وانا اقول بداخلي :
_ ماذا ؟! جن بأوكرانيا ويتحدث باللغة العربية ! هل جاء من مصر الى هنا بعقد عمل خاص بكفيل مثلا ؟! ما يحدث منافي لمنطق العقل تماما .

اعلم انكم تتعجبون الان، كيف اكون في مثل هذه الظروف، وامزح ولا أشعر بالفزع واركض كما فعل سامح، والرد بسيط فهذا المارد الذي يقف امامي، انا اعلم حقيقته فهو طوله لا يتعدى الستين سم، ولكن هيئته العملاقة تلك مجرد صوره وهميه، لبث الرعب في نفسي ..

ولكن على من، لقد رأيت قبله الكثير والكثير من المردة الملوك والجن الملوك والامراء ايضاً، فهل يفزعني ذلك المارد الى هذا الحد ..

تطلعت من خلفه لهؤلاء المسلسلون، ويصرخون من الالم بهيأة تترفق لها اكثر مما تخشاها، وبدأت اجمع خيوط ما يحدث امامي، فهناك شخص ما يسيطر على تلك الارواح، ويمنح ذلك المارد تلك القوه التي يظهر بها امامي، ولكي ينفذ له ما يطلبه ..

ومن المؤكد مكان مثل هذا مهجور ليس به بشر، هو ارض خصبه لتحضير الجن والسيطرة عليه، من الواضح ان الجن ايضا اصبحوا يكرهون الاماكن التي يحيا بها البشر ..

صرنا مكروهين من الجميع، الحيوانات النباتات وحتى الجنه والعفاريت، لقد شعر هذا المارد بأن قربه مني بهيئته المرعبة تلك، لم يجعلني اتزحزح من مكاني ..

علي العكس تماما، فقد كنت ابادله نظرات التحدي بنظرات تحدي اكبر، وانا بداخلي اتلو آيات قرآنيه للتحصين، رايته يبتعد بظهره عائدا الى الجمع الغفير من الارواح المكبلة خلفه ..

حتى اختفى بينهم مره اخرى، وتلك الارواح تطالعني باستجداء وكأنها تطلب مني و ترجوني ان احررها باي شكل من العذاب الذي يلحق بهم ..

و فجاه اختفى كل شيء مثلما بدا، و تلاشت الرؤية تماما من امامي، حتى انتفاضة جسدي قد توقفت، فعلمت ان الامر انتهى ..

عدت بعيني الي سيف وقلت له :
_ هيا بنا لنعود الى السيارة، لم يعد لوجودنا معنى .

اشار سيف لي بيده ان اتقدمه وقال بتأكيد وبنظراته الف سؤال وسؤال :
_ نعم، يجب ان نغادر لان فتره بقائنا هنا يجب الا تزيد عن ذلك، تفضل .

سرنا بجوار بعضنا البعض، وانا انتظر ان يتحدث ويسألني بأي شيء، ولكنه التزم الصمت كالعادة، كنت بحاله نفسية لا تسمح لي مطلقاً ان اسأله بما يحدث هنا، ولا ان استفسر منه عن اي شيء، فما رايته و رغم صلابتي وقوتي، الا انه كان الاشد رعبا على الاطلاق ..

صعدنا السيارة، وانطلق سيف بها فتنفس سامح براحه وقال :
_ كان هناك هذا المكان شيئا يخيفني ويخنقني، لا ادرى أهو الاشعاع او ما رأيت انت يا رامي .

التففت برأسي ناحيته وقلت بسخرية مازحة :
_ انت دائما على هذا الحال يا سامح، لا اعرف لماذا ترافقني ان كنت تخشى كل شيء بهذا الحد .

عقد ذراعيه امام صدره وقال ببديهية :
_ اخشى زوجتك، فإن خدشت بمرة ستقطعني وتعد من لحمي حساءً دافئاً بدم بارد .

ضحكت وانا اعود بعيني للطريق وقلت :
_ اظن ان عليك التأقلم، فما رايته سابقا، وما ستراه يجبرك ان تتأقلم .

طالع الطريق هو الآخر وقال ببساطة :
_ اتأقلم، سأحاول ان اكون صداقة مع جنية كي اعتاد عليهم .

طول طريقنا و الصمت هو السائد في السيارة، وانا بين الحين و الآخر اطالع سيف بطرف عيني، هذا الرجل يخفي شيئاً عظيما و لكنني لن اتركه هذه المرة ..

وصلنا أخيرا الى البيت، فترجلت من السيارة انا وسامح، و وجدت سيف بقي بها ينوي الرحيل، عدت اليه وانحنيت قليلا وتطلعت اليه من نافذة السيارة وقلت له بنبرة قاطعة :

_ سيف من فضلك انزل انا اريد التحدث معك قليلا بشان امرا ما ضروري .

هز رأسه بالإيجاب وقال بتنهيدة طويلة حزينة :
_ كنت سأذهب لرؤيه زوجتي المريضة واطمئن عليها، وكنت سأعود اليك مؤكداً، ولكن طالما تريدني الآن سأدخل معك .

سبقته انا الى الداخل و جلست في غرفه المعيشة، و انا اتطلع الى صور الصغيرة المعلقة بكل مكان، و التي كانت تضحك بفرحه وكأنها لا تدري ما سيحدث فيها بعد ذلك ..

جلس سيف امامي وقال بتلهف يناقض بروده السابق :
_ ماذا رأيت هناك جعلك بتلك الحال ؟! اخبرني من فضلك .

لم اكن اريد ان ازيد من غموض موقفي، فقد قلت له مباشرة و بدون تردد :

_ لقد رأيت كثير من الارواح، الارواح المعلقة لأموات مسلسلين، ويتحكم بهم مارد، وكان من بين تلك الارواح، صغيرتك والتي يمتلأ البيت بصورها ..

و اعتقد انا وراء هذا المارد الذي يستمده قوته من هؤلاء الارواح، ساحر قذر لا شك .

سألني سامح بتعجب :
_ ساحر هنا أيضاً ؟!

اجبته بتأكيد وانا اطالع حركة جسد سيف المتوترة و الذي يقاوم ان يظهر ضعفه امامنا :
_ وهذا الساحر يبدو ضليعا بالسحر، ويعرف جيدا ماذا يفعل، لان يسيطر على ارواح بهذا الشكل المتمكن و المؤلم .

هبطت دموعه على وجنتيه بهدوء قاتل، بالرغم من ان ملامح وجهه لم تتبدل، وكان عيناه اعتادت على الدموع ولم تحتاج الي اي إشارة من المخ، بأن يعبس الوجه قليلا، او ان تفترج شفته بحرقه بسيطة تعبيرا عن بداية هطول دموعه..

استطاع السيطرة على نفسه التي قبل ان يتحدث هز رأسه وكأنه يتساءل "لماذا" وهو يطالعني بحزن شديد قائلا بصوت مرتجف واهي :

_ نعم تلك الفتاه التي رايتها هي، هي ابنتي حبيبتي، ستجد صور عنها في كل مكان بالبيت، جمال ضحكتها كان يستحق التقاطه بكل مرة، انت لا تعرف معني ان تفقد قطعة منك هي اغلى من روحك، إيلينا كانت هي كل الحياه بالنسبة لي ولأمها و لأختها الاصغر منها .

طالعت سامح الذي كان يطالعه بتأثر، ثم عدت اليه وسألته بإشفاق :

_ اعلم انك تتألم، ولكن طلبك لنا بالحضور يجعلني اسألك مباشرة قليلا، لكي تقص لي كل شيء بالتفصيل وتخبرني من فعل بها ما رايته .

اعتدل في جلسته و قد لمعت عينيه و قال بشراسة :
_ انا سأخبرك بكل شيء يا استاذ رامي من البداية، فبدأيه تلك اللعنة قد حدثت منذ عامين، عندما جاء الى بلدتنا رجل غريب و سكن بأول بيت في البلدة، كان هذا البيت لأسره سافرت الى الدنمارك، وقامت ببيع البيت واشتراها هذا الرجل،

في البداية لم يثر الشكوك حوله، الا بأمر واحد بانه لم يختلط باي احد، وكان يظل في البيت لفترات طويله دون ان يخرج منه، حتى لان يبتاع طعاما له،

بعد فتره انتبهنا جميعا انه يدخل الى البيت توابيت، ليست تلك التي ندفن بها الموتى هنا، ولكن مجرد صناديق خشبيه تشبه التوابيت،

وبالليل كنا نسمع اصوات غريبه، لم نستطيع ان نعرف ما هي، او سر تلك الإضاءة الشديدة وخاصه في الجزء السفلي من البيت،

في تلك الاثناء كانت هناك ظاهره غريبه، توقف عندها جميع اهل البلدة، لقد كانت الغابة الخلفية التي تقع خلف بيوتنا قد امتلأت بروفات حيوانات، حيوانات كثيره مقتولة ومقطعه وملقاه بشكل مرعب للغاية، و لم استطيع ربطه ما يحدث بهذا الشخص

حتى رايته انا ذات يوم في الغابة وانا اقطع الاغصان، بليل الشتوية بارده، كي اضعها في المدفأة، رايته يرفع جرواً صغيرا بيده الى الاعلى، و ذبحه دون ان يرف له جفن، او ان يهتز لوهلة ضميره،

تتساقط دمه فوقه وهو يتحدث بلغه غريبه، انا اعرف لغات كثيره، ولكن تلك اللغة لم اسمعها من قبل،

لا انكر انني قد اصابني الفزع والرعب، فتركت الاغصان و ركضت ناحيه بيتي، المخيف في الامر انني عندما وصلت الى البيت، وجدته ينتظرني هناك!

كنت اركض بسرعه رهيبة، لا يستطيع احد ان ينافسني بها، و هو رجل كبير في السن فكيف استطاع ان يسبقني، توقفت امامه وانا اهتز من رعبي وفرط خوفي

قال لي انني يجب ان اسكت و الا اتحدث مع احد فيما رايته، والا الضرر الذي سيلحق بي سيكون اكبر بكثير من تخيلي، قلت له انا لم ارى أي شيء، حتى انني لن ادخل تلك الغابة مجددا، ولكن اتركني بحالي انا واسرتي،

اقترب مني وقال بنظرات قاتمة كأنفاسه واسنانه :
_ اذا فعلت ما قلته لك انا لن امسك، فقط انسى ما رأيت اليوم وكأنك لم تراه .

اجبته بأنني لن اتحدث مع احد بأي شيء، تركني وابتعد، دخلت الى البيت وانا ارتجف و صعدت الى غرفتي، وبقيت بها ثلاثة ايام متواصلة في حاله حمى،

هذيان من ارتفاع حرارتي، و جسدي كله يرتعش حتى استطعت الخروج من غرفتي بعد اسبوع كامل، وزوجتي ناتاشا و بناتي الينا وكاتيا لم يتركوني لحظة من شدة قلقهم علي .

لم يكن هناك شيء سوى أنني التزمت الصمت،

ستسألني هل التزمت الصمت كما طلب مني نعم التزمت الصمت ولم اخبر احد مراته ولا حتى زوجتي كتمت الامر في قلبي وذلك اثر عليك كثيرا

بعد فتره طويله اختفى طفلين من البلدة شقيقين، ووالدهما و البلدة بأكملها بحثت عنهم في كل مكان ولم نجد لهم اي اثر لم اري سبب لربط اختفاء الطفلين بهذا الرجل، تطلعت الى بناتي وقلت ربما يوما ما ستكون احدى بناتي ضحية قادمه، لم استطيع السكوت اكثر و ذهبت الى والد الطفلين، وقصصت له ما رايته في الغابة وشكي بهذا الرجل المشعوذ..

لقد صدقني على الفور فالبرد بأكملها كانت تشك بهذا الرجل وكانت تنتظر لخطا واحد كي توقع به في شهر اعماله وذلك كان خطا الاكبر انا حتى هذه اللحظة العن غبائي في ماذا تكلمت؟!

لماذا وضعت نفسي في هذا الموقف ؟! لماذا قتلت بيدي اهم جزء في حياتي ابنتي حتى الان وانا الوم نفسي لم استطع ان اتخطى الامر واقول لقد فعل تصاب له فما اشعر به كل ليله من فقدني بقطعه مني القمر المشتعل ولا يمكنني ان اظهر ضعفي بل يجب ان ابقى ثابتا وقويا كان اساعد زوجتي المسكينة فتوى طفله صغيره التي تبحث عن اختها طوال الوقت..

فقط فتحت على نفسي بابا من ابواب جهنم دون ان اشعر..

وبعدها بليله استيقظت جميع سكان البلدة على انوار غريبه، وعلى اصوات صراخ، والجو العام يشوبه القلق، خرجت من بيتي مسرعا فوجدت مجموعه من الاهالي يتجمعون حول بيت هذا الساحر ويصيحون بغضب، ويسبونه وهم يحملون عصي بأيديهم، وبعضهم يحرقون البيت..

وعندما دخلت الى الداخل وجدتهم يكبلونه، ويعذبونه بشكل وحشي، عندما سالت شخصا كان يقف بمكان منزوي يتابع ما يحدث بصمت :
_ ماذا حدث ؟!

التفت الي وقال ببساطة غريبة :
_ انهم وجدوا بالداخل رفات من جثث لطفلين، وللأسف وجدوهما مقطعين .

اتسعت عيني وصرخت به متسائلا بفزع :
_ ماذا ؟! مقطعين !

أومأ برأسه وقال لي وقد شابت نظرته بعض الامتعاض والبغض :
_ لقد كان يقدمهم قرابين لمارد سخره ليساعده في عملياته السحرية القذرة، ووجدوا ايضا جثه طفله، من فرط تشوهها لم يستطيع احد معرفه من هي .

تطلعت الي ذلك الساحر بتشفي، وانا اراه مربوطا ذليلا، و لكن كان يخرج منه صراخ عجيب، آثار الرعب في نفوسنا، صوت لا يخرج من انسان بشري ابدا ..

كان كمارد، كشيطان محبوس في جسد انسان، اصابنا جميعا بالرعب، ولكن الجميع كان يزيد من الضرب فيه، ولم يرحمه احد فهيأته كانت كفيلة بأن يجعلهم يقتلوه ..

توقف الجميع عن ضربه؛ عندما وجدناه قد تحول كليا، فقد اصبحت عينيه بلون ذهبي مضيء، كعين الافعى تلمع ببريق شيطاني وبها الكثير من الشر و نار الانتقام ..

وقد اكتسى جسده بالكامل بالشعر، وكأنه تحول الى "مستذئب" كما في الافلام، ينقصه فقط الانياب والحوافر وأذني الذئب، اصبح مسخ دميم، يثير الاشمئزاز اكثر من الرعب ..

كان يصرخ ويصرخ بصوت، بصوت لم نسمع مثله من قبل، وقفت منذويا في مكان بعيد حتى لا يراني، فوجدت زوجتي تركض وتبحث عني، خرجت من البيت واقتربت منها قائلا بتعجب :

_ هل جننتِ يا ناتاشا ؟! هل غلبك فضولك بهذا الشكل، تخرجي من البيت الان و في تلك الساعة المتأخرة، عودى الى الداخل مع الفتيات، كيلا يشعرا بشيء .

وجدتها تصرخ وتقول بهيستيرية :
_ انا لا اجد إيلينا ! اين هي أرأيتها قبل خروجك من البيت ؟

هززت رأسي نافيا وقلت :
_ لا لم أرها، فقد خرجت من البيت مباشرة امامك .

جذبت شعراتها بجنون و هي تتطلع حولها ببديهية وكأنها تبحث عنها :
_ بعدما خرجت، ذهبت لغرفتها هي و كاتيا كي أطمئن عليهما، ولم أجد إيلينا .

ركضت ناحية البيت و دخلته و انا الهث بجنون، بحثت عنها في البيت بأكمله، وبالطابق السفلي للبيت، وبحثت عنها حول البيت أيضا، ولم اجدها، و لم اجدها لها اي آثر ..

حتي بمنازل جيراننا جميعا بحثت عنها، و هاتفت الشرطة والتي كانت بالطريق لبلدتنا بعد تعرض الاهالي لهذا الساحر، بعدها بدقائق وقف احد الجيران امامي وقال بتردد :

_ ربما، هي تلك الطفلة التي وجدنا في بيت هذا المشعوذ، ولم نستطيع ان نحدد من هي .

تمسكت ناتاشا بذراعي وتساءلت بتعجب :
_ ماذا يقصد يا سيف ؟! و عن اي طفلة يتحدث ؟

هززت راسي نافيا وانا اقول بذعر كسي ملامحي و وصل لنبرة صوتي المرتجفة بعدما جف حلقي :

_ لا، لا لا لقد كانت في غرفتها منذ قليل، لا استطيع ان اصدق انه في تلك الساعة التي نمتها، قد يحدث بها كل هذا الى طفلتي، ربما خرجت اثناء خروجي من البيت لتتابع الحريق وتاهت، لا ادري لكن ليست هي من المؤكد .

اقترب رجل اخر وهو يعمل في يده الفستان الازرق الخاص بطفلتي إيلينا، وقال بحزن :
_ لقد وجدنا هذا الفستان بجوار جثه الطفلة، انه لها للأسف، هل تعرفون فتاه كانت ترتدي فستانا كهذا ؟!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي