حب في مهمة خاصه

samah Mahmoud`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-12-12ضع على الرف
  • 27.4K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

كورقة شجراً جافه في وسط الخريف تنازع للبقاء كي لا تقزفها الرياح بعيداً، ظلت متشبسه به حتى لا يتركها، دموعها كالسيل فوق وجنتيها شعرها البني القصير يغطي معظم وجهها وهى منحنيه برأسها للأمام تحتضن قدمه، تترجاه بألا يذهب وأن يظل بجوارها، ولكن لم يكن يعيرها أي إهتمام وكأنها هواء لا يراه، يحاول أن يتخلص وأن يبتعد سريعاً ولكنها كانت تتشبث بقوه كلما خاول أن يبعدها، وبصوتها الطفولي الحزين وعيناها المتلئلئه بالدموع، تتطلب منه عدم الذهاب، وبكل قسوة قام بدفعها بعيدا عنه ليخطو مبتعدا من أمامها، ركضت خلفه بكل قوتها وهي تناديه وتترجاه ولكنه كان الأسرع وأختفى من أمامها، لتجد الظلان يحيط بها من كل جانب بدون أي نور، وقفت محلها تنظر بكل إتجاه كعصفور فقد جناحاه للتو، ليصبح وحيداً منبوذاً غير مرحب به، ينتظر فقط الموت ليريحه من آلامه وعذابه، إمتدت يدها الصغيره للأمام لعلها تمسك به أو يراها ولكن لا شئ فراغ ولا شئ سوى صوتها الذي يتردد لتسمعه مره أخرى وهى تنادى" أبى" ...

استيقظت مفزوعه من نومها بسبب ذلك الكابوس الذي دائما ما يراودها، ليذكرها بتلك الحقيقه المُره التى لم تنساها بالأساس، قامت بأخذ كوب الماء الذي بجوار فراشها لترتشف بعضاً منه ثم وضعته مره أخرى، وأخذت تلتقط أنفاسها المتسارعة وتهدأ ضربات قلبها التى تعالت داخل صدرها، وهنا تعالى رنين هاتفها لتلتقطه سريعاً وتجيب، ظلت صامته تستمع للكرف الآخر ولم تجيب سوى ببضع كلمات صغيره:

_حسنا سأتي على الفور.

ثم أغلقت هاتفها وقامت من الفراش للتجهز ذاتها للخروج، بعد أن مسحت تلك الدمعه المتمرده التى سقطت من عينيها بقوه وحزم وكأنها ترفض هبوطها وإظهار ضعفها...


تمارا المرشدى: فتاه في منتصف العشرين من العمر، شعر بني متوسط الطول وعيون زيتونيه اللون, شخصيه قويه متمرده تكره الضعف كما تكره الرجال..


***

استيقظ من نومه على صوت المنبه المزعج الذي صدح بأرجاء الغرفة ليوقظه، حاول أن يتجاهله ويكمل نومه ولكن دون فائدة، امتدت يده من تحت الغطاء وقام بإمساك المنبه،  وبدلا من أن يطفئه قام بقذفه بعيداً حتى ارتطم في حائط الغرفة وتحطم وتحول إلى أشلاء في لمح البصر، شعر بالراحه ليأخذ الوساده ويضعها فوق رأسه وذهب في النوم مره أخرى وكأن شيئاً لم يكن ولم يفعل أي شئ..

دخلت والدته بفزع على صوت التحطم، لتجد بقايا المنبه على الأرض تحت قدميها، لتكز على أسنانها بضيق، فقد ضاقت ذرعاً من ذلك الأبله الطائش، ذهبت إلى فراشه بخطوه سريعه غاضبة وقامت بشد الوساده التى على رأسه ثم صرخت به بالقرب من أذنه قائله:

_ أنت أيها الأحمق الغبي استيقظ، هيااا الآن استيقظ.

اعتدل جالسا بضيق وهو يفرك بعيناه ثم قال بصوت ناعس:

_ ماذا هناك يأمي لما تصرخين هكذا منذ الصباح، ألا يستطيع أحد أن ينام بهدوء في هذا المنزل؟

فهد الريحاني شاب بمنتصف العشرين من العمر يعمل بالشرطه المحليه، مجتهد بعمله ويحبه للغايه ، كثير المزاح والضحك ولكن لديه شخصيه قويه أيضا بعمله و بالأوقات الجديه، شعر أسود كثيف وبشره حنطيه جميله، عيون سوداء كالليل المظلم، شفاه حاده ورموش كثيفه، مظهر جذاب ووسيم..

قامت  والدته بضربه بكف يدها على رأسه بغضب ثم قالت معاتبه:

_ كل هذا ولا تستطيع النوم، المنبه أيقظ كل العماره إلا أنت، وبالأخير تقوم بتحطيمه أيها الأحمق الغبي، كل يوم تقوم بتحطيم المنبه!لماذا نشتري كل يوم اذا كان سيتحطم على كل حال!، ولماذا أيضا تضبطه اذا كنت لن تصحوا في الميعاد؟ لقد سئمت حركاتك الطائشه هذه، هيا قم الآن وإلا جلبت لك وعاءا من الماء المثلج وسكبته فوق رأسك وأنا لا أمزح في هذا الأمر..

نظر لها بحزن مصطنع ثم قال:

_ هل أنتي أمى؟ أشعر وكأنك جلبتيني من سله المهملات.

نظرت إليه بملل من تلك الأسطوانه الذي يكررها كلما طلبت منه شيئا او أيقظته، لذا قالت مؤكده:

_ ألا تعلم أيها الغبي أن هذه هي الحقيقه والآن هيا إلى عملك لقد تأخرت بالفعل وأظن بأنهم سيقومو بالتخلص منك اليوم على اي حال، وتستطيع أن تنام كما تشاء بعد ذلك..

نظر بالساعه الموضوعه أمامه على الحائط ليجد بأنه تأخر بالفعل، لذا أسرع بالنهوض وهو يصرخ، بأنه تأخر.. تشفت فيه والدته وتركته وخرجت حتى يغتسل ويجهز للذهاب للعمل..

وبعد وقت قياسي قد جهز بالفعل ونزل مسرعاً لتوقفه والدته قائله:

_ أنتظر.. فلتفطر أولا قبل أن تذهب..

قبل جبهتها سريعا ثم قال وهو يسرع بإتجاه الباب :

_ سأفطر بالمكتب لا تقلقي الى لقاء يابطتي..

هزت رأسها بلا فائده من تصرفاته الصبيانيه فرغم بأنه ضابط شرطه إلا أنه لا يزال بعقل شاب في سن المراهقه..ثم ظلت تدعو له بالنهايه...

               ***

بمكان أخر داخل فيلا الأنصاري  استيقظت حياه بسبب تلك الرائحه الشهيه التى تسللت إلى أنفها، فتحت عيناها واعتدلت جالسه لتجد زوجها حمزه يحمل لها الفطور ويجلبه إليها بالفراش، قائلا بإبتسامه جميله وهو يلتقط زهره من جانبه وقام بتقديمها إليها:

_ صباح الورود على أجمل ورده بهذا العالم، الورد من اجل الورد..

أمسكت بالزهره من يده بإبتسامه خجوله ثم قالت:

_ هل كل هذا من أجلي أنا؟

ابتسم لها بحب ثم قام بإرجاع خصله متمرده من شعرها ووضعها خلف أذنها ثم قال بحب :

_ نعم من أجلك وهل هناك أحد هنا سواك، وهل يستحق أحد هذا سواك ياحياه القلب والروح، انت من يسكن قلبي،  مع كل دقه من قلبي ينادي بإسمك فقط، حبيبتي حياه.

ابتسمت بخجل شديد وحب أكثر بكثير ثم قالت:

_ ما هذا الدلال كله، سأعتاد على هذا الأمر هكذا..

_ اذا فلتعتادي عليه، وهل لي سواكي حتى ادلله هكذا فأنتي ابنتي المدلله وزوجتي الجميله، وأمى الحنونه انتي كل شئ لى بهذا العالم، فلتتدلي وتفعلى كل ماتريدين فأنا موجود فقط لإسعادك حبيبتي..

نظرت إلى عيناه بحب شديد، لا تعلم كيف ترد على كل هذا الحديث المعسول تشعر بالخجل فقط ويربط لسانها فلا تستطيع التحدث عندها، تتمني لو أنها تخبره بمدى حبه بداخله وكم تحبه وتعشقه، ولكن يخذلها لسانها بكل مره تريد أن تقول او ترد على حديثه فتكتفي بالخجل وقول:

_ وأنا أحبك أيضاً..

ليسعد للغايه بهذه الكلمه البسيطه وكأن بحور من السعاده تغدقه فقط حينما يستمع لها منها، ويرى خجلها إثر حديثه، قال لها بحب وهو يقرب الطعام اليها قائلاً:

_ أجمل فطار من أجل أجمل أميره بكل العالم..

ابتسمت ثم تذكرت شئ وقالت :

_ ولكن لما لم نفطر مع عائلتك بالأسفل؟ أخشى أن تحزن والدتك أو تغضب لهذا..

ابتسم لها قائلا:

_ لا تقلقي حبيبتي لقد تحدثت إلى والدتي بأننا سنفطر اليوم بغرفتنا، لا تنسي بأننا لا زلنا عرسان  ولم يمضي على زواجنا سوى أسبوعين..

ابتسمت إليه بخجل وفطرا سويا بجو ملئ بالحب والرومانسيه الجميله...

بالأسفل  جلست ناهد وإبنتها ريم الى طاوله الإفطار، وكان يبدو على وجه ناهد العبس والضيق الشديد، تسألت ريم عن سبب غضبها هذا قائله:

_ ماذا هناك يا أمي؟ تبدين منزعجه؟

وضعت الشوكه بغضب على الطاوله لتصدر صوتاً مزعجاً، ثم قالت بغضب وغيظ كبيران:

_ كنت أعلم أن دخول تلك الفتاه إلى عائلتنا أمر خاطئ، وها قد كنت على صواب...

تسائلت ريم بعدم فهم قائله:

_لماذا تقولين هذا ياأمي؟ إن حياه فتاه طيبه للغايه! ماذا صدر منها ازعجك؟

نظرت إليها ناهد بغضب ثم قالت بغيره:

_ ألا يكفي أن حمزه بصفها وأنتي أيضًا، لقد نجحت تلك العقربه في اخذكما من بين أحضاني..

ثم بدأت تبكي كالتماسيح المخادعه لتستعطف ريم وتضمها إلى صفها،  أمسكت ريم بيد والدتها بتأثر كبير ثم قالت :

_ لا تقولي ذلك ياأمي نحن بأحضانك ولن نتركك أبدا
فأنتي أمنا كيف نستطيع أن نعيش بدونك؟!

قالت بضيق وهى تمسح دموعها الوهميه:

_ كل ما تقولينه غير صحيح، انظري اليك تدافعين عن تلك الحيه ضد والدتك، وحمزه هو الأخر يحبها حد الجنون حتى أنه تركنا من أجلها، وأراهن بأنها هي من طلبت منه ذلك، تريد أن تخطفه مني وتجعله يتركنا بهدوء دون أن نعي ماذا يحدث من خلفنا..

قالت ريم معترضه:

_ ما الذي تقوليه هذا ياأمي! بالتأكيد أنتى تفهمين الأمر بطريقه خاطئه، إن حياه فتاه لطيفه ولا أظن بأنها تفكر بهذا! فهى معنا منذ أسبوعين ولم نرى منها أي شئ سئ، وبخصوص موضوع الإفطار هذا فلا بأس ياحبيبتي فهما ما زالا عرسان أليس كذلك؟

تضايقت ناهد بشده ثم تركت الطاوله بغضب وهي تمتم بغضب وغيظ قائله:

_ لم يعد لي أي قيمه في هذا المنزل ولا أحد يستمع إلى حديثي، حسنا فلتشبعو بتلك الحيه أنتى وأخاكي الأعمى.. ولكنني لن أدع تلك المتشرده تخرب كل ما فعلته وتأخذ أولادي مني...

نظرت إليها ريم بعدم فهم وغباء، فهي لا تعلم ما بها والدتها تتصرف هكذا كالاطفال، ولكنها لن تشغل بالها بكل هذا الهراء فلديها من المصاعب مايكفيها  في تلك المدرسه التى ستقضي عليها قريبا...

             ***

استقل فهد سيارته وانطلق بها بإتجاه مركز الشرطه الذي يعمل به، وإذا به يرى تجمهر عدد من الأشخاص بالطريق ويبدو بأن هناك شجارا ما يحدث، زفر بضيق على هذا الصباح ألا يكفي بأنه متأخر والأن هذا الشجار الغبي، يبدو بأن يوم هؤلاء لن ينتهي اليوم..
ترجل من سيارته واقترب من تجمهر الناس، وبدأ يبعدهم عن طريقه حتى يستطيع أن يدلف إلى الأشخاص الذي دلعو هذا الشجار،، وجد شخصان يتقاتلان وكان هناك شخص نحيف ويضع قبعه سوداء على رأسه وهو من كان يضرب الأخر بقوه وقد أوقعه أرضاً وقد انتهي منه بالفعل، وفي هذا الوقت كان قد اقترب منه فهد ثم صرخ به قائلاً:

_ ما الذي تفعلانه هنا ولماذا تتقاتلان في وسط الطريق؟

تمتم الشخص ذو غطاء الرأس قائلاً:

_ وهل كل ما يهمك بالأمر بأننا نتقاتل في وسط الطريق، هل لو تقاتلنا بعيدا لن تتدخل؟

رد فعد بغضب قائلاً:

_لا انت خفيف الظل أيضاً، ياله من يوم سعيد عليك ياصديقي والآن سأريك كيف يكون المزاح بحق..

ثم امسكه من ياقته من الخلف وجره ليضعه في سيارته رغما عنه، وذهب وجلب الآخر الملقى أرضا ووضعه بجانبه، وكان يحاول أن يوقف الدماء المنسدله من أنفه ووجه، استقل فهد مكانه ثم أخذ بعض المناديل واعطاها للمصاب، بينما رمق الآخر بغيظ، وقد يغلفه الغموض ولا تظهر نصف ملامح وجهه بسبب قبعته وياقه سترته الذي كان يرفعها لأعلى لتخبئ نصف وجهه، لينطلق الى قسم الشرطه حتى لا يتأخر أكثر من هذا..

في القسم الشرطه بالتحديد داخل المكتب، وقف من خلف مكتبه بغضب وهو يصرخ بالشخص الذي يضع قبعه فوق رأسه قائلاً:

_ما الذي تقوله ايها المختل ماذا فعل ذلك الرجل ليستحق منك كل هذا الضرب..؟

تحدث الشخص ببرود قائلاً:

_فلتسأله وهو ماذا فعل..

نظر فهد له بعدم تصديق وضيق قائلاً:

_وهل أنا اتعازم عليك فلتقل لي ماذا حدث وإلا رميتك خلف القضبان في الحال؟.

رد الشخص بضيق:

_لقد كان سيتسبب لي في حادثه كبيره اليوم، وقد أخرني عن عملي وانت جئت وزدت الطين بله، والآن أنا متأخر! هل ستحتجزني هنا ام ستتركني لأذهب لعملي؟

_وهل تظن الأمر بهذه السهوله!؟ لقد أبرحت الرجل ضربا ويمكن أن يقدم فيك بلاغاً.. توقف هنا حتى أخذ أقوال الرجل الأخر..

جلست على الكرسي المواجه لمكنبهغ لينظر لها بغيظ ، ثم ضرب على كفاه بضيق قائلاً:

_ هل طلبت منك الجلوس؟

_لا

نظر بغيظ ثم قال:

_ولماذا جلست إذا؟

_ وهل سأظل واقفه حتى تنتهي لن يصيب الكرسي أي شئ إن جلست عليه؟..

_ أنا لست مرتاحا لك أيها الشاب اخلع تلك القبعه وأنزل ياقه سترتك وانظر إلي، أنا أشعر بأنك مجرم سابق أنا أعلم هذا، هياا نفذ الأمر بالحال..

وقفت بضيق ثم زفرت بنفاذ صبر قائله:

_ أنت لا تعلم أيها الشرطي مع من تعبث ولا أريد أن أؤذيك، فلتتركني أذهب وأنا لا اريد شيئاً، متنازل عن حقي يكفي ما أخذه من ضرب وكان هذا كفيلا به..

وقف فهد بغضب ثم التف خلف مكتبه وتوجه إليه ثم قال:

_ هل تهددني أيها الأحمق، أظن بأنك ستظل هنا بعض الوقت الطويل، سأريك كيف تقوم بتهديد شرطي بمكان عمله..

أعقب حديثه وهو ينزع القبعه من فوق رأسه بغضب، ليصعق حينما وجد أن هذا الشخص ما هو إلا إمرأه.. نظر إليها بعدم تصديق ثم قال :

_ هل أنت إمرأه؟! كيف ذلك؟

نظرت إليه بضيق قائله:

_ ماهو العجيب بالأمر هل المرأه نادره الوجود أم أنك لم ترى إمرأه من قبل؟

_ لا ولكنني لمأرى  إمرأه بتلك الشراسه من قبل، وتضرب رجلا بالطريق أيضا وتطرحه أرضاً، لقد ظننتك رجل ، وانت بالفعل مظهرك كرجل وأيضا حديثك وكل تصرفاتك، ولم لم تقولي شيئ لقد كنت على وشك وضعك بزنزانه الرجال..

_وبماذا يهمك هذا الأمر؟ ومن تلك التى ستدخل زنزانه رجال كانت أم نساء هل أنت أحمق أم ماذا؟

كان على وشك أن يصفعها ولكن أمسكت بيده بالهواء وقامت بثنيها خلف ظهره بقوه حتى أنه صرخ من الآلم، لتقول محذره إياه بغضب:

_هذه المره لن أكسر ذراعك وأنا قادره على ذلك، ولكنني سأحذرك من فعلها مره أخرى..

ثم قامت بإبعاده عنها بقوه وتوجهت إلى الهاتف الموضوع على المكتب وبدأت في ضرب عده ارقام وانتظرت الرد، بينما هو كان يقف مصدووم الآن مما فعلته تلك الفتاه، وحينما افاق من صدمته اشتدت ملامحه وكز على أسنانه بغضب واندفع بإتجاهها ولكنه تصنم محله حينما سمعها تتحدث عبر الهاتف قائله :
_ مرحباً ياسيادة اللواء، أنا تمارا يافندم.. أنا محتجزه الآن في قسم الشرطه، وهناك ضابط يدعى..

ابعدت الهاتف عن أذنها ثم نظرت إليه مستفسره، لتجده ينظر إليها بصدمه ولم يجب بأي شئ، لءا أمسكت باللافته الموضوعه على مكتبه وقرأت إسمه بصوت مرتفع قائله :

_فهد الريحاني يافندم.. حسنا سأنتظر قليلا ولكني أرجوك بأن تسرع لأني متأخره بالفعل يافندم... حسنا شكرا لك...

أغلقت الهاتف ثم توجهت إلي الأربكه الموضوعه ف
جانبا بالغرفه وجلست عليها ووضعت قدم فوق الأخرى ونظرت إليه بتسليه...
بينما هو نظر إليها بتعجب وتساؤلات كثيره تدور في رأسه عن ما هي هويتها.. وما أن انتوى أن يتحدث ويقوم بسؤالها سمع هاتفه يرن، لذا توجه إليه وأجاب، ليقدم التحيه العسكريه حينما علم هويه المتصل:

_ أجل سيدي... حسنا سيدي .... ولكنها المخطأه سيدي.... حسنا سأنفذ كل  ما تطلبه مني سيدي
.. آجل سيدي..

اغلق المكالمه ثم نظر لها بضيق وهو يكز على أسنانه بغيظ قائلا:

_ يمكنك الذهاب وأنا سأتكفل بذلك الرجل الذي قمتي بضربه..

وقفت بكل غرور وقامت برفع ياقه سترتها من جديد ونظرت إليه بتشفي، ثم تقدمت منه وقالت:

_ أريد قبعتي..

وجد أنه مازال يمسك بقبعتها منذ خلعها لها، ليعطيها لها بضيق ولكن قبل أن يفلتها نظر لها بتحدي قائلا:

_ لا تظني بأننى خائف منك أو من أي أحد، ولنا لقاء أخر فأنا لم أنسى مافعلتيه، ولا تظني أيضاً بأنك قويه وقمتى بهزيمتي، ولكنك كنت أسرع وفجأتيني فقط لا غير، وأعلم كيف أنتقم منك..

نظرت إليه بتحدي أكبر ثم قالت:

_ وهل تظن بأن حديثك ذلك سوف يخيفني أو أنك تحاول أن تواسي نفسك بخسراتك أمامي.. ولكنني سأقول لك شئ... ان كنت تود أن تسترجع كرامتك الضائعه فأنا أتدرب اثنين وخميس في جيم mhg يمكنك أن تأتي لتعوض خسارتك، أو لنقل لخساره مره أخرى.. إلى لقاء ياقطه ..نعم فلا يليق بك فهد بعد الآن إلا إذا هزمتني ياقطه...

خرجت بعد أن ارتدت قبعتها بغرور ورمقته بنظره تقليل منه ثم خرجت بكل ثقه..
راقبها هو بغضب يتدفق في رأسه كالبركان، ويتمنى لو أنه يُعلم تلك الفتاه درس لن تنساه بحياتها، ووعد بأنه سيذهب لهزيمتها ولن يدعها تظن بأنها أقوى منه،  فهو فهد الريحاني ولم يقف بوجهه أعتى المجرمين من قبل لتأتي تلك الفتاه المتعجرفه لتتحداه بكل جراءه وتظن بأن الأمر سينتهي هكذا...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي