الفصل الثالث

عندما تمر بكثير من الصعوبات والألم في حياتك، تصبح منكسرا خائف وضعيف لا تستطيع النهوض والمقاومة والمحاربه من أجل نفسك، وتظن بأنك على وشك الإنهيار وأنه لم يعد هناك سبباً للإستمرار، وأنك على حافه السقوط وسط الظلام الا متناهي، ثم ينبعث شعاع بسيط من النور تراه هناك بأخر الممر، كأنه يدا تمتد لك لتساعدك وتنتشلك من عذابك، تخاف اولاً ثم ينبعث الأمل بداخلك، وشعور يستيقظ بأنك تريد المقاومة تريد أن تصل إلى ذلك النور لتخرج من دوامه الظلام هذه إلى نور الحياه..

وهكذا كان هو بالنسبة إليها كان الأمل الوحيد الذي دفعها لتحارب من أجله، لتتمرد من جلادها وتقاوم ضعفها وكان هو كالدرع المتين الذي حماها دائما، لم يمل أو ييأس بل ظل يحارب حتى يخلصها من ذلك الطغيان، ونجح بالفعل ووفى بوعده لها، والأن هي هائفه بل مرتعبه من فكرة بأنه ممكن ذات يوم يتركها او ينجح أحد بالتفريق بينهما، لتعلم وتتيقن بأنه جاء دورها هي في المحاربة من أجله، ولن تظل واقفة ضعيفه تنتظر أن يتم إلقائها خارج حياته، ستتمسك به لأخر أنفاسها..
هذا مافكرت به أثناء تأديه رقصتهما، وبالأخير أخذها من يدها وجلسا على طاوله الطعام، أجلسها بمحلها ثم وقف خلفها وأخرج شيئاً من جيبه، ووضعه حول عنقها، وبعد أن أنتهي قام بتقبيلها من عنقها برقه،
وضعت يدها على ذلك السلسال الجميل الذي وضعه حول عنقها وخفضت نظرها لتراه، لتبتسم بسعادة
جليه وهي تقول :

_ إنها جميله للغايه، أحببتها بشده حبيبي شكرا لك وأحبك للغايه..

_وأنا أيضاً أحبك للغايه حبيبتي، ولو ليدي لجلبت لكي كل كنوز العالم تحت قدميك، فقط أشيري إلى مايعجبك ليأتي إليكي بلمح البصر..

ابتسمت إليه بحب ثم قالت:

_ كل ما أريده من هذه الحياه هو أنت حبيبي،لا أريد أي كنوز أو مجوهرات كل ما أريده أنت فقط وأن تظل بجانبي, حتى لو كنا فقراء هذا لا يهمني كل ما يهمني أن أكون بجانبك وأن يظل الحب يزين حياتنا..

أمسك بيدها وهي يبتسم بسعاده ثم قبلها وقال:

_ لا أستطيع أن أعبر عن مدى حبي إليك وسعادتي بجانبك وبحديثك حبيبتي، وكل يوم أتأكد بأنني وقعت بحب الفتاه الصحيحه، وأنني أحسنت الإختبار.. أحبك يامن سكنت قلبي وجعلتي حياتي أسعد حياه بهذا العالم.. أحبك

قضيا سهرتهما معا تحت أضواء الشموع والعشاء الفاخر والموسيقي العالميه الهادئه، في جو ملئ بالحب والرومانسية الجميلة بجو ساحر مميز، ومن بعدها ذهبا لتمضيه بقية السهرة في المنزل على طريقتهم الخاصة التي لا يعرفها سواهما...

***
استيقظ باكراً بعد نوم متقطع طوال الليل، وهو يفكر ماذا سيفعل معها حين يقابلها، هل سيتعارك معها أم سيتحدان بعضهما في رياضة ما، أم إنه سيستجوبها ويعلم منها من تكون ومن أين وما عملها أم ماذا سيفعل، إن الأمر مربك حقا وما يربكه ويثير تساؤلاته لما هو يفكر بها هكذا، لما لا يستطيع أن يبعدها عن تفكيره بكل سهوله لم يحدث معه هذا من قبل, وشغل تفكيره شخص ما لهذه الدرجة، لذا يتركها اليوم حتى يعلم كل شئ عنها ولما مظهرها وحديثها وطريقتها هكذا، إنها تبدو مريبة للغايه بالنسبه إليه..

اغتصل وارتدى ملابسه الرياضية بعد أخذ إجازه من عمله ليوم واحد فقط ليذهب إليها، ثم توجه للخروج سريعاً.. قابلته والدته بعد أن خرج من غرفته وهو بطريقه للخروج، لتوقفه بتعجب متسائله:

_ ما هذا؟ لماذا أنت مستيقظ مبكرا هكذا؟ هل أنت بخير؟أم أنه حدث شئ ما؟ أجبني يابني هل انت مريض؟

_لا يا أمي أنا فقط إلى مركز الرياضه للتدرب قليلاً فأنا منذ زمن لم أذهب،هل تحتاجين مني شيء؟

_لا يا حبيبي ولكن انتظر حتى أعد لك وجبه الإفطار قبل أن تذهب.. لا تذهب فارغ المعدة.

قبلها من جبينها ثم قال لها :

_ سأذهب الأن وسأفطر بالطريق .. إلى لقاء أمي..

ثم انطلق قاصدا الجيم التي أخبرته عنه قبل ذلك ، وهو يتوعد لها..

***

استيقظت من نومها بنشاط وسعادة، لتقابل عيناها صدره العاري تحت رأسها، نظرت إليه لتجده مغمض العينين، ابتسمت وأحمر وجهها عندما تذكرت ليلة أمس وما حدث بها، رفعت رأسها قليلا ثم قبلته من من لحيته الصغيره، ثم قبلت وجنته بحب وعشق جارف ينبض بوجدانها، ليتضخم قلبها بحبه يوما بعد يوم، اعتدلك قليلا في جلستها ثم قررت أن تنهض لتغتسل وتؤدي فرضها ثم توقظه، فهو يبدو تعب بعد يوم عمل طويل جهز لها كل هذه المفاجأه وسهرا معاً وبالتأكيد يسعر بالإرهاق الأن لذا ستتركه ينم قليلا ثم توقظه بعد قليل..

نهضت من الفراش وحين همت بالذهاب، وجدت من يمسك يدها ثم جذبها مرة أخرى الى الفراش، حتى وقعت فوقه ووجها أصبح ملاصق لوجهه، شعرت بالفزع ولكنها تداركت الموقف سريعاً بعد أن تفاجأت من فعلته، نظرت إليه وقد تلون وجهها بالأحمر القاني ثم قالت بخجل :

_لقد افزعتني...

ابتسم لها بحب ثم قام بتقبيل شفتاها قبله خاطفه ثم وجنتاها الاثنتان وقال:

_ أسف حبيبتي لم أقصد ذلك.. وسوف أصالحك الأن بكل تأكيد فأنا لن أرتاح بعد أن فزعت حبيبتي ويجب علي أن أنسيها تلك الفزعه وهذا ما سأفعله الأن..

توترت وأحمر وجهها ثم قالت بتلعثم:

_ أنا..أنا..بخير ..لا تقلق..

ابتسم بخبث قائلا:

_ كيف بخير وأنت حتى لا تستطيعين أن تتحدثي جيدا حبيبتي، يالي من سئ وسأصلح خطئي الأن ولا إعتراض..

لم يعطيها فرصه للإعتراض مره أخرى وقام بجذبها أسفله، وقام بإلتهام شفتاها مره أخرى ولكن هذه المره كانت أطول بكثير ومن بعدها أخذها في عالمه الجنوني الخاص به..

             ****

وصل الى الجيم المنشود ونظر إليه من الخارج بتحدي، ثم حكزيداه ببعضهما وأخذ شهيق وزفير ثم قال:

_ حان وقت الإنتقام... أستعين بالله من الشدائد..

دخل إليه ثم بدأ ينظر ويبحث عنها بكل مكان وقد شعر بالضجر من ذلك ولكنه استمر بالبحث وقد بدأ يفقد صبره، وعندها لاحظ تجمهر بعض الأشخاص حول حلبه الملاكمة وهم يشجعون بصوت عالى، تقدم إتجاههم دون تفكير وهو يحقق النظر بالحلبة ليعلم من بها، وحينما وصل الى هناك كان قد إتضحت الرؤيه أمامه ليراها داخل الحلبه تصارع رجلا مفتول العضلات وقد كيلت له الكثير من اللكمات، وأوشكت على هزيمته بالفعل ،نظر إليها مصدوما وهو يبتلع ريقه ونظر إليها وهي تسدد اللكمات إلى الرجل بإحترافيه، ولكن باغتها الرجل بحركة من خلف حيث أحكم قبضته على عنقها وبدأ يجذبها منه للخلف، وظن هو أنها ستستلم بكل تأكيد الآن ولكنها فاجأته، بأنها رفعت جسدها وقامت بلف قدمها حول عنق الرجل وأوقعته أرضا وبعد أن كان هو المسيطر أصبحت هي المتحكمه الأن وبدأت بالضغط على عنق الرجل بين ركبتها حتى ضرب على الأرض عده مرات للإستسلام، لتتركه أخيراً وهو يزفر أنفاسه المتقطعه ووجه المعقود بالدماء وكأنه نهض من الموت الأن..

وقفت هي وسط الحلبة بكل غرور وبدأ الأشخاص الموجودين بتشجعيها بقوة، نزلت من الحلبة لتغتسل وتمسح عرقها وتذهب ولكنها توقفت حينما صرخ عليها  شخصا ما، لتستدير وتجده واقفا وسط الحلبه ويوجه حديثه إليها..

صعد إلى الحلبة بعد أن غادرتها ووجد بأنه فرصته الأن لقاتلها قتال عادل وسط الحلبة وهي تمانع ذلك،..
لذا وقف بكل جرأة وقام بدعوتها إلى مباراة ملاكمة بينهم الأن، كانت ستذهب ولن تعيره إهتمام ولكنها إستدارت مرة أخرى بضيق حينما دعاها بالجبانه لتقرر أن تعطيه درساً قاسياً الأن...

صعدت إلى الحلبة ووقفا بمواجهه بعضهما البعض وعيناهما مليئه بالتحدي والغضب، ليتحدث هو قائلا:

_ الآن حان وقت الإنتقام لما فعلتيه معي من قبل فأنا لم أنسى أن أهنتني في عملي ولن أغفر لكي..

ابتسمت بإستهزاء ثم قالت:

_ أرني ما لديك يا قطتي..

شعر بالإهانه والغضب لينقض عليها ويشتبكا معا في قتال عنيف لم يرأف أحدهم بالأخر فيه، تاره يسدد لها لكمه لتردها إليه إثنين وهكذا حتي استنفذا كل طاقتهم ولكنه بالأخير تغلبت عليه بلكمه قاضيه اوقعته أرضا ولم يستطع الوقوف مره أخرى..
وحينها نظرت إليه رغم تألمها ألا انها قالت:

_ لست سيئا ياقطتي، ولكنك لن تصل لمهاراتي بعد اذهب وتدرب حتى نلعب مره أخرى، لا تفقد حماسك..

ثم تركته وخرجت من المكان، ليضرب هو قبضه على الأرض بضيق ثم تألم من قوه الضربه..

بعد قليل اغتسلت وارتدت ملابسها العاديه وبدلت ملابس الرياضه، والتي لم تختلف كثيرا عن ملابس الرجال أيضا، لتجده بوجهها ينتظرها بالخارج وحينما رأها ركض بإتجاهها ووقف أمامها قائلا:

_ أريد أن أسألك سؤال لو سمحتي؟

تأففت بضيق ثم قالت:

_ماذا هناك؟ ماذا تريد؟

_ لا شئ فقط أريد أن أعلم من أنت؟ وكيف تملكين كل هذه المهاره وأيضا صلتك باللواء؟.

_ هل أنتهيت... وما شأنك أنت بكل هذا.. اذهب ومارس مهنتك على شخصاً أخر فأنا لدي عمل ولست متفرغه لحديثك..

تركته وهمت بالذهاب ليعترض طريقها مجددا ثم قال:

_ أنا لا أحقق معك أنا فقط أريد أن أعلم ماهو أسمك او أي شئ عنك؟

هزت رأسها بقله حيله ثم قالت بضيق وهي تتركه وتذهب :

_ لن أجيبك بشئ وان كنت مصرا للغايه، حينما نتصارع مره أخرى وتهزمني سأخبرك بما تريد.. إلا لقاء..

نظر إليها وهي تبتعد وزفر بضيق لأنه لم يأخذ منها أي معلومه ولم يهزمها أيضا، من تلك الفتاه وكيف تكون قويه هكذا ..وضع يده على عينه ثم تألم من موضع اللكمه الذي تلقاها منها تلك الشرسه...

                     ***

ذهب إلى العمل ولم يسلم من سخرية زملائه بالعمل على مظهره وعلامات الضرب التي تركت أثرا بوجهه، ولم يكن منه سوى الصراخ والغضب عليهم جميعاً حتى يكفو عن مضايقته، حتى أتاه اتصال من رئيسه بالعمل ليتوجه إليه على الفور...

دلف إلى مكتب الرئيس ثم أدى التحية العسكرية إليه ثم قال:

_ هل قمت بطلبي سيدي؟

_ نعم يافهد اجلس، لكي عندي مفجأه جميله ستعجبك بكل تأكيد ..

تحمس فهد ثم قال:

_ ماذا هناك سيدي؟

_ أنا أعلم بأنك ظابط كفؤ ولك تقديرك في هذا العمل لم تخلف ظني بك من قبل ونجحت بالقبض على أخطر العصابات والمجرمين بهذا البلد،
ط ولك فضل كبير في إنقاذ البلد من مجرمين خطيرين يهددون أمن بلادنا الحبيبه..

صمت قليلا حتى تعرقت جبهه فهد من التوتر والانتظار ليكمل رئيسه حديثه قائلاً:

_ لذا يافهد لقد رشحتك لعمل كبير أكبر من عملك هنا واصعب وأخطر بمئات المرات، بعد مهمتك الأخيره ونجاحك في القبض علر رجل مافيا كبير ومعه رجل العصابات الكبير الذي لم يستطع أحد قبلك أن يلقي القبض عليه، لقد تمت دعوتك من المخابرات المصريه للعمل لديهم، ومساعده البلد من الهارج والداخل وبذل قصارى جهدك في تنفيذ الأوامر وحمايه الضعفاء والقضاء على المجرمين...

فتح عيناه من الصدمه غير مستعب مايقوله له رئيسه الأن هل حقا ما يقول، أم أن تلك اللكمات قد أثرت على رأسه الأن وأصبح يهلوس ولا يعلم الحقيقه من الخيال،رفع نظره إلى رئيسه حينما ناداه ليخرجه من صدمته ليقول بتلعثم:

_ ما..ماذا.. سي..سيدي .. هل خقا ما سمعته الأن؟

_ ألم تسمع حديثي جيداً ياحضره الضابط؟

_ نعم.. سيدي .. ولكنني لست متأكدا مما سمعت هل هو حقيقه أم مزحه سيدي؟..

_ هل جننت يافهد أم ماذا،.. منذ متيطى وأنا أمزح معك.. حصر نفسك ياحضره الضابط من الغد سوف تذهب إلى مبني المخابرات لتستلم عملك هناك ولا أريد أن يشكو منك أحد، لترفع رأسي عاليا يافهد هل فهمت؟..
قفز من محله بحماس وسعاده ثم قال بإبتسامه واسعة:

_ أمرك سيدي.. لا تقلق بهذا الشأن سأرفع رأسك سيدي وسترى..

_ لن أذكرك بأن هذا الأمر سري، لا أحد يعلم إلى أين ستذهب أو متى هل فهمت ظون أن يلاحظ أحد...

_ فهمت سيدي لا تقلق..

              ****

في اليوم التالي ذهب إلى مقر عمله الجديد، ظل ينظر الى ذلك المبني المهيب الشامخ وهو يحمل أسم" المخابرات المصريه" شيئا تقشعر له الأبدان..

ذهب ال مكتب اللواء الذي أبلغه رئسيه أن يذهب إليه حينما يذهب، طرق على باب المكتب وذخل حينما جاءه الرد ليقدم نفسه إلى اللواء وقد عرفه بالفعل، وبدأ يمدح عمله وكم هو شخص محب ومتقن لعمله، وحديث طويل لا فائده منه هو يريد أن يمسك تلك القواضي المستحيله من الأن..لكنه تفاجأ حينما أخبره الاواء بأنه سيذهب الى التدريبات الخاصه بهم أولاً..اعترض فهد قائلاً:

_ ولكنني لست بحاجه إلى أي تمارين سيدي، فأنا أتدرب ولست مبتدأ، يمكنني أن نبدأ بالعمل من الآن ولست بحاجه إلى تدريبات..

نظر إليه الاوتء ثم قال:

_ أنت لا تعلم أي شئ عن كيفيه عملنا انه ليس كالشرطه المحليه والأشياء هذه، اننا لا نواجه سوى أخطر عصابات المافيا وأخطرهم، ولا يوجد نقلش بهذا الأمر أنت ستذهب إلى التدريبات وأن رأك مدربك بأنك رجلا جيد وذا منفعه كبيره سوف تعمل هنا، ولكن أن قال عكس ذلك فودع العمل معنا، أن الأمر ليس لهذه السهولة كما تظن..

_ حسنا سيدي أمرك سيدي ،متي سأذهب الى التدريبات سيدي؟

_ اليوم يا فهد باشا، اذهب وودع أهلك وحضر حقيبتك، وانتظر مكالمه من الشخص الذي سيقلم الى مكان التدريب.. وبالتأكيد لا أحد يعلم إلى أين أنت ذاهب، او أي شئ بخصوص عملنا، هل فهمت..

ابتسم قائلاً:
_ لا تقلق سيدي فأنا أعلم القواعد...

وبالفعل خرج من عند اللواء بعد فهم جيدا كل شئ بخصوص العمل والتريب، وذهب إلى بيته ليحضر حقيبته ويودع والدته التي بكت كثيرا ولكنه أخبرها بأنه ذاهب الى مهمه بخصوص عمله، وسظل بها بعض الوقت وأن لا تقلق بشأنه.. وانتظر حتي اتصل الشخص الذي سيقله إلى مكان التدريب..

ركب معه وبعد أن خرجا من المدينة وذهبا بإتجاه الصحراء وبعد قياده السياره لفتره طويلة، وصلا الى مكان التدريب والذي كان كبيرا وضخما للغايه وكأنه مقر للجيش وشئ من هذا القبيل، توقفت السياره وترجل منها ثم انطلق الرجل عائدا بالسياره دون أن يتحدث بأي حرف ، لم يجد أمامه سوي الدخول، وسهب ليبحث عن شخصا ما هنا غيره، ويبحث عن القائد الذي سيدربه...

أخذ جوله كبيره بالمكان وعلم بانه واسع وكبير للغايه وملئ بالمعدات وأي شئ ممكن ان يحتاجه في التدريبات، ولكنه لم يجد القائد بعد، وهنا سمع صوتا ما قادم من خلفه، نظر سريعاً ليجد شخص ملتحم بالسواد يقف أمامه وذلك الكاب الذي وضعه على رأسه خبئ معظم وجهه، نظر إليه فهد بتساؤل وهو يقول :

_ من أنت؟ ولماذا أنت هنا؟ هل أنت جئت للتدرب مثلي أم ماذا؟

تقدمت بضع خطوات بالضوء حتى ظهرت أمامه، ليسقط فكه من الصدمة وهول المفاجأة، ولكنه تدارك ذاته سريعاً ثم تقدم منها وهو يقول ويتلفت حوله:

_ ما الذي أتى بك إلى هنا؟ هل تتبعيني أم ماذا؟ الأن هيا أذهبي مثاما أتيت في الحال.. أن هذه المنطقة خاصه ولا يسمح بالعامة التواجد بها، إذهبي سريعاً إن رأك القائد سيلقي القبض عليك بكل تأكيد..

نظرت إليه ببرود ثم قالت أخيراً:

_ هل إنتهيت الأن من ثرثرتك؟

نظر لها بضيق ثم قال:

_ ثرثرة؟ هل تجدين ما أقول ثرثرة! إذا أنتظري فأنا المخطئ فإن قبض عليك هذه المرة لن يخرجك اللواء مثل المره السابقة، ياحلوتي..

شعرت بالضيق والغضب من كثرة حديثه الذى ليس له داعي ولا يعطيها فرصة للحديث اذا صرخت به قائلة:

_ إصمت قليلاً..

نظر لها صامتاً ومتعجبا لتتحدث قائله:

_ ما أريد أن أخبرك به أيها الضابط فهد إنك الأن تحت إمرتي وأنا هو القائد الثعلب الذي ستتدرب تحت يديه، وهل هناك شرف لك أعظم من هذا؟.

نظر بدون فهم عده دقائق ثم انفجر من الضحك قائلا بسخرية:

_ من؟ أنتي؟ هل تمزحين معي أم تظنينها مباراة مصارعة بيننا ومن الممكن أن تفوزي بها، إنكي بمعسكر التدريبات الخاص بالمخابرات يافتاة...

_ كفى حديثاً وسخرية أيها الضابط فأنا لا أمزح معك وهي بنا فليس أمامنا وقت كثير لهذه التفاهات، أم أنك تود أن أخبر اللواء بأنك لست أهل لهذه التدريبات أو هذا العمل الكبير وأم يعيدك إلى الشرطة المحلية مرة أخرى.. أخبرني لو تود ذلك؟ ولو لم تكن تود ذلك فإتبعني الأن للعمل...

ذهبت ولم تعطيه فرصة للحديث ولكنه أدرك بأنها لم تمزح بكل تأكيد، والأن فقد إكتشف سر عدم وجود أي شئ عنها وصلتها باللواء واحترافيها في القتال، والأن الذي كان يود الإنتقام منها هي القائد الخاص به وهو من يعمل تحت إمرتها، أي حظ هذا الذي وقعت به...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي