2

الفصل الثاني: (زين حقير چُنيد).

..

وضعت وجهها بين كفي يديها تبكي بصوتٍ مكتومٍ وجسدها يهتز مع بكائها، ولكنها أزالت كفيها تنظر لصغيرتها التي أتت لتضع يدها على كتفها، فشدتها تدفنها في عناقها.

ثم نظرت للأعلى لذلك الذي ينظر لها بهدوءٍ وكأنه غير متأثرٍ بدموعها.

أغمضت عينيها بقهرٍ لتفتحهما مجددًا تسأله بصوتٍ مختنقٍ بالبكاء:

«لماذا تزوجت من أخرى؟ لماذا؟»

مسح على وجهه بهدوءٍ يلتفت لزوجته الأخرى ليأمرها بجمودٍ:

«چاسمين! اصعدي للأعلى والخادمة ستدلكِ على غرفتكِ.»

«ولكن...»

«للأعلى چاس.. الآن!»

انصاعت لأمره وانسحبت بهدوءٍ بعد نظراته الحادة تلك برفقة الخادمة تصعد الدَرج متجهةً للأعلى، فابتسمت بشماتةٍ حينما مرت بجانب الأخرى التي تجلس على الدَرج وطفلتها في عناقها.

تنهد بضيقٍ ينظر لطفلته، ثم انحنى ليجلس على ركبتيه أمامها، شدها من عناق والدتها يجبرها على النظر له ليهمس بهدوءٍ:

«فلتصعدي لغرفتكِ الآن صغيرتي، وأنا سآتي لألعب معكِ بعد قليل.»

«ولكن أنا أريد البقاء مع أمي.»

«ليس الآن (نارد) فأنا أريد الحديث مع الماما بمفردنا.»

قالتها الصغيرة بطاعةٍ طفوليةٍ ونظرت لوالدتها بهدوءٍ لتنسحب للأعلى لغرفتها.

«حثـنًا (حسنًا).»

فور صعودهما نظر لزوجته بهدوءٍ يقترب منها أكثر يسألها ببرودٍ:

«لماذا تبكين الآن؟»

رفعت عينيها عن الأرض تنظر له بعدم تصديقٍ، فتحولت ملامحها تمامًا للغضب تجيبه بصوتٍ عالٍ:

«وهل تريد مني أن أشغل الموسيقى وأرقص بسعادة وأنا أرى زوجي يأتي للمنزل بعد غيابه لشهر كامل وبرفقته امرأة تقول أنها زوجته؟ تبًا يا رجل!»

تنهد بضيقٍ ينظر لها بحدةٍ، ثم نهض من مكانه يستدير وظهره مقابلٌ لها يتحدث بهدوءٍ:

«لقد كانت لدي أسبابي الخاصة لأفعل هذا.»

«وما هي هذه الأسباب اللعينة (زين)؟»

نهضت من مكانها تقف أمامه، ثم انفجرت تصرخ فيه بحدةٍ فنظر لها بغضبٍ هو الآخر ليبادلها الصراخ:

«ما هذا (آنچل)؟ لا تصرخي هكذا أمامي!»

«أنت مجنون.»

تمتمت تطالع غضبه بعدم تصديقٍ، أيغضب رغم خطئه؟ بينما رمقها هو بنظرةٍ حادةٍ واقترب خطوةً رافعًا سبابته اليمنى بتحذيرٍ يقول:

«وأنتِ قليلة احترام حتى تتحدثي مع زوجكِ بهذه الطريقة.»

«لا تقل زوجي يا هذا، أنا لا أريدك.»

اقترب منها يضيق عينيه وهو يطالعها بغضبٍ ليتحدث بحدةٍ:

«لقد كانت لديّ أسبابي لفعل هذا والزواج من أخرى.»

«ماذا؟ ماذا تقصد؟»

«بعد كل شِجار صغير يحدث بيننا تقولين وبكل برود أنكِ لا تريديني، دائمًا ومنذ زواجنا ما كنتِ مشغولةً بالعمل بهذه الشركة الغبية، حتى بعدما أنجبنا (ناردين) لم تتركي العمل،

كنتِ تتركين الصغيرة بمفردها مع المُربية وتذهبين للعمل اللعين، ليس هذا فقط.. كنتِ تهملينني أنا أيضًا؛ لذلك كنتُ أحب السفر لأبتعد عن إهمالكِ.»

أجابها متخذًا دور المعاتب لتتشنج ملامحه بضيقٍ، فارتفعت زاوية شفتيها في ابتسامةٍ ساخرةٍ تشبك ذراعيها على صدرها لتقاطعه باستهزاءٍ:

«هذا ليس مبررًا لما فعلته سيد (چُنيد)، لستُ أنا الزوجة والأم الوحيدة التي تعمل، ابحث عن مبررٍ آخر لتخدعني به.»

نظر لها بحدةٍ، ثم تنهد بضيقٍ يخفض رأسه في الأرض يجيبها ببرودٍ:

«أنا كنت أريد أن أنجب فتى.»

نظرت له بعدم تصديقٍ؛ لا زال يفاجئها بمبرراته الغبية، ولكنها زمت شفتيها بضيقٍ تصرخ فيه بنفاذ صبرٍ:

«وهل منعتك من لمسي حتى أنجب لك الفتى؟ هل نسيت ذلك اليوم الذي أخبرتني به أنك تحب الفتيات؟»

«لا.. لم أنسَ ولكن أي شخص يريد أن يكون لديه ابن ليرث إمبراطوريته من بعده، وماذا فعلتِ أنتِ؟ لقد أنجبتِ لي فتاة.»

«سحقًا زين! هذا الكلام مقزز، ألم تتعلم بالمدرسة أن الرجل هو المسؤول عن تحديد نوع الجنين؟ ألم تدرس الأحياء والجهاز التناسلي وتتعلم أن الحيوان المنوي من الرجل نوعان أما بويضة الأنثى فهي نوع واحد؟ أي أنك المسؤول ولستُ أنا.»

«لمَ خرجتِ من موضوعنا ودخلتِ بالعلوم والأحياء؟ أنا أكره العلوم وكنتُ أرسب بها دائمًا، كما أنني كنتُ أريد أن أنجب مرةً أخرى وأنتِ كنتِ تأخذين الموانع دائمًا بلا انقطاعٍ ومنذ ولادة ناردين.»

تذمر بضيقٍ رافعًا رأسه ينظر لعينيها مباشرةً، فتوسعت عيناها بصدمةٍ وفغرت فمها لتصفع وجهها صارخةً بجنونٍ:

«يا إلهي سيصيبني الجنون! هل تمتلك ذاكرة في رأسك أم حبة لوز؟ أنسيت أنك قلت أننا لن ننجب مرة أخرى إلا بعد وصول ناردين للرابعة؟ أيها المجنون ما زالت طفلتك في الثالثة من عمرها! مهلًا لحظة! أنت من كان يحضر لي موانع الحمل في كل مرة.»

«بماذا تهذين يا امرأة؟ ما شأني أنا بموانع الحمل تلك؟»

مسحت على وجهها بحدةٍ تريد تمزيق جلدها، ثم ضيقت عينيها لتبتعد عنه متمتمةً بضيقٍ:

«أتعلم شيئًا؟ أنا سآخذ طفلتي وأبتعد من هنا حتى تجد مبررًا جيدًا لما فعلته.. سأسافر لعائلتي بإيطاليا وأنت استمتع هنا مع زوجتك اللعينة سيد مجنون مالك.»

«وكأنني سأسمح لكِ بالذهاب!»

أسرع متحركًا ليقف أمامها سادًا طريقها مكتفًا ذراعيه، فطالعته بذهولٍ تكشر ملامحها صارخةً بانفعالٍ:

بدا يائسًا بسؤاله ليفُك تشابك ذراعيه، فارتفع حاجبها تسأله ولا زالت الحدة بصوتها:

«أيها الـ.. وتجرؤ على الاعتراض أيضًا؟»

«لمَ أنتِ هكذا؟»

«ماذا بي؟»

«دائمًا تأخذين الأمور بشكلٍ جدّي بطريقة مبالغ بها، ماذا في الأمر إذا تزوجتُ من ثانية أو ثالثة أو حتى رابعة؟ تعلمين أنني مسلم وديني قد أباح لي الزواج من أربعة.»

«أنت مريض وأنا لا أريدك.»

بصقت الجملة بوجهه بازدراءٍ تطالعه من الأعلى للأسفل باشمئزازٍ، فاتسعت عيناه يهتف مبتسمًا بسخريةٍ فاردًا كفيه:

«أووه أجل أنا هو المريض، وأنتِ التي تصرخين وتصفعين وجهكِ عاقلة؟»

«اصمت الآن! لا أريد سماع صوتك.»

«لا تأمريني! تأدبي في الحديث مع زوجكِ!»

«يا إلهي! أنت مجنون يا رجل، أنا سأرحل من هنا وسأعود ومعي الشرطة لتقبض عليك وتجعلك تتعفن بالسجن إلى أن يعود لك عقلك.»

بصقت الجملة في وجهه وشرارات الغضب تتقافز بين فحم عينيها لترحل من أمامه فورًا لخارج القصر بدون أن تنتظر ردًا منه حتى، فركبت سيارتها تقودها بأقصى سرعةٍ إلى مكان لا تعرف وجهته ولم تبالي.

بينما تنهد هو بضيقٍ فور خروجها مندفعةً ومسح على وجهه بحدةٍ، فالتفت ليجد چاسمين تقف خلفه بابتسامتها التي بدت له بلهاء تسأله بقلقٍ:

«لماذا تركتها ترحل هكذا؟ لقد قالت أنها ستبلغ الشرطة!»

«لن تفعلها، هي فقط تحتاج لبعض الوقت لكي تهدأ ويستوعب عقلها ما حدث ثم ستعود لتنام في عناقي وكأن شيئًا لم يحدث.»

تنهدت بضيقٍ تقترب منه أكثر، ثم لفت ذراعيها حول عنقه تهمس ضد وجهه بدلالٍ:

«وكأنني سأسمح لها بالاقتراب منك، ما زلنا في أول يومٍ من شهر عسلنا أي أنك ملكي ولست متفرغًا لها لمدة شهرٍ كامل.»

أبعدها عنه قليلًا يجيبها ببرودٍ وعقله مشغول في الأخرى:

«لا تنسي أنها زوجتي أيضًا، لقد وافقتِ على أن تكوني زوجتي الثانية؛ لذلك لا تقولي أنني ملككِ أو ملكها، ثم أنني لست متفرغًا لكِ الآن، سأذهب لطفلتي لأتحدث معها قليلًا لا زالت خائفة ومتوترة مما رأته.»

تركها وصعد الدَرج باتجاه غرفة صغيرته المقابلة لغرفته هو وزوجته الأولى غير مبالٍ بها، فتنهدت هي بضيقٍ تشبك ذراعيها على صدرها، ثم رفعت رأسها للأعلى تبتسم بشموخٍ متمتمةً:

«لنرى سيدة (چُنيد) إلى متى ستصمدين على هذا!»

في هذه الأثناء من الليل كانت ساندي تجلس في منزلها برفقة خطيبها حينما سمعت صوت طرقاتٍ قويةٍ على الباب، فنظرت له بحاجبٍ مرفوعٍ لينهض هو ويفتح الباب، فتفاجأ بوجودها أمامه في تلك الحالة من البكاء الهيستيري ليتمتم باسمها بقلقٍ:

«آنچل ماذا حدث؟ لماذا تبكين بهذا الشكل؟»

قفزت ساندي عن مكانها حينما سمعت اسم آنچل لتذهب إليهما سريعًا، ودون مقدماتٍ اقتربت منها تأخذها في عناقها مربتةً على ظهرها بحنانٍ تسألها هي الأخرى:

«ماذا بكِ عزيزتي؟ لمَ تبكين بهذا الشكل؟ هل ناردين وزين بخير؟»

«لقد تزوج من أخرى! الحقير جاء ومعه امرأة يقول أنه تزوجها.»

أجابتها بصوتٍ مختنقٍ بالبكاء وهي تصدر صوتًا مقززًا بأنفها، فنظرت ساندي لخطيبها الذي بادلها بنظرات القلق.

وبعدما أدخلوها لتجلس على الأريكة في الصالة الداخلية لهذا المنزل الواسع ذي الطابقين، وبعد محاولاتٍ كثيرةٍ منهما كانت قد توقفت عن البكاء والنحيب بصعوبةٍ ومسحت دموعها حتى امتلأت الأرض بالمناديل الورقية المليئة بدموعها وشئ آخر مقزز من أنفها.. كانت تحكي لهما ما حدث.

«لقد كنتُ في انتظار عودته أنا وصغيرتي، وهذا اللعين يعود ومعه عاهرة تشبه البرتقالة تقول أنه تزوجها في الصباح! هذا الوغد المريض يحضرها وبكل جرأةٍ لتعيش في بيتي!»

رمشت ساندي عدة مراتٍ بجفنيها لتستوعب ما سمعته، بينما كان خطيبها يهتز من شدة الضحك الذي يكتمه على تعابير وجه الأخرى وهي تحكي.

رمقته ساندي بنظرةٍ محذرةٍ، ثم نهضت تجلس بجانبها، فوضعت يدها على كتفها تسألها بهدوءٍ:

«ألم يخبركِ بالسبب الذي دفعه للزواج من أخرى؟»

«بلا أخبرني.. لقد قال أنني أحب عملي أكثر منه ولم أعد أهتم به، كما أنه كان يريد أن أنجب له فتى وليس فتاة.»

«ما هذه الحماقة؟ كيف ستتحكمين في نوع الجنين الذي ستنجبينه؟»

قاطعها خطيب ساندي بابتسامةٍ ساخرةٍ لتنظر له بهدوءٍ تسأله متناسيةً ما يحدث معها:

«ماذا تفعل أنت هنا؟»

«هل نسيتِ؟ أنا (ألبِرتو) خطيب ساندي، ومن الطبيعي أن أكون موجودًا هنا.»

«وماذا أفعل أنا هنا؟ ما الذي جاء بي لهذا المكان؟»

«يا إلهي أنچل هل أنتِ تهذين؟ هل ارتفعت درجة حرارتكِ؟ لقد جئتِ لتخبرينا أن زين تزوج من أخرى.»

قاطعتها ساندي بقلقٍ لتضع يدها على جبينها تقيس درجة حرارتها، ولكنها أزالت يدها سريعًا حينما انفجرت الأخرى باكيةً بصوتٍ مرتفعٍ كالأطفال تصرخ بحدةٍ:

«الحقير، لقد تزوج من أخرى، لقد تزوج من برتقالة وتركني، أنا لا أريده، سأقتله هو وهذه البرتقالة، سأصنع منها عصير برتقال وأطعمه لكلبي.»

في هذه اللحظة لم يستطع ألبِرتو كتم ضحكاته، فضحك بصوتٍ مسموعٍ لتنظر له ساندي بحدةٍ، فوضع يده على فمه ليكتم ضحكاته حتى أدمعت عيناه.

التفت لها ساندي تسألها بهدوءٍ:

«لماذا لا تطلبين الطلاق منه؟ إذا أردتِ فبإمكان ليام أن يقدم شكوى ضده في المحكمة وستكون حضانة ناردين من نصيبكِ؛ فأنتِ والدتها ووالدها قد تزوج من أخرى.»

مسحت دموعها بقبضتي يديها كالأطفال تجيبها بصوتٍ متحشرجٍ:

«ولكنني لا أستطيع العيش بدونه.»

تحولت ملامحها للغضب فجأةً تكمل بحدةٍ:
«ولكنني أكرهه.»

«بماذا تهذين يا امرأة؟ كيف تكرهينه ولا تستطيعين العيش بدونه في نفس الوقت؟»

«ألبِرت.. اصمت أرجوك أنا أحاول تهدئتها!»

قاطعته ساندي بقلة حيلةٍ ورمقته بنظرةٍ محذرةٍ ليبتلع لسانه ويلتزم الصمت، بينما التفتت هي لتلك التي تنتحب بجانبها مثل الأطفال تسألها بهدوءٍ:

«ماذا ستفعلين الآن؟»

صمتت قليلًا لبضع لحظاتٍ مرت عليهم جميعًا كالسنوات، ثم نهضت من مكانها منتصبةً مثل العمود فجأةً تنظر للأمام بحدةٍ تجيبها بتحدٍ وزمرديتيها تلمعان:

«إن كان يعتقد أنه امتلكني، وأنني لعبة بين يديه، يأخذني أو يتركني متى يشاء.. فإنه مخطئ تمامًا، أنا لستُ لعبةً بيد أحد سيد زين لعين مالك.. سأريك كيف تخدعني! ستعرف من هي زوجتك المطيعة، ستعرف عواقب فعلتك، سأجعلك تفكر ألف مرة قبل أن تقبل على عمل يضايقني، نعم سأجعل حياتك كالجحيم زوجي الحبيب.»

نظر لها ألبِرتو برهبةٍ متسع العينين، ثم تراجع للخلف قليلًا يبتسم ببلاهةٍ، بينما وقفت ساندي بجانبها تدير وجهها حتى أجبرتها على النظر لها تسألها بقلقٍ:

«ماذا تقولين آنچل؟ هل أنتِ واعية؟»

«نعم أنا بكامل وعيي وما أقوله سأفعله، سأجعله يشرب من نفس الكأس الذي سقاني منه، سأجعله يندم ألف مرةٍ على تلك اللحظة التي فكر فيها بالزواج من أخرى.»

لمعت عينيها بالإصرار لتنظر لها ساندي بيأسٍ، ثم تنهدت بقلة حيلةٍ تسألها باهتمامٍ:

«إذًا ستنتقمين منه؟»

«أجل.»

«وكيف ستفعلين ذلك؟»

نظرت لها بانتباهٍ فلم تفكر في إجابة لهذا السؤال، كل ما فكر به عقلها في تلك اللحظة هو الانتقام، استدارت ليصبح ظهرها مقابلًا لها تجيبها ببرودٍ:

«في البداية سأعود لمنزلي وكأن شيئًا لم يحدث، ثم سأعّد الطعام وأتناول العشاء مع صغيرتي فقط و..»

«وما علاقة الطعام والعشاء بالانتقام؟»

قاطعها ألبِرتو مستفهمًا لتنظر له الاثنتان بحدةٍ، ليبتلع لسانه مبتسمًا ببلاهةٍ يشير لهما بهدوءٍ:

«حسنًا..حسنًا أكملا وكأنني غير موجود، أتعلمين شيئًا؟ أنا هواء لذلك لا تهتمي لي وأكملي!»

تنهدت آنچل بمللٍ تكمل بنبرة تحدٍ:

«سأعيش معه في نفس المنزل ولكنني سأتجاهله وكأنه غير موجود هو وتلك البرتقالة البشعة، سأذهب لعملي منذ الصباح ولن أبالي باعتراضه.»

«ماذا إن حاول الاقتراب منكِ؟ أقصد ماذا لو طلب النوم معكِ؟»

سألتها ساندي باهتمامٍ وقبل أن تجيبها آنچل قاطعهما ألبِرتو بسرعةٍ يجيب هو:

«هو لن يفعلها بالتأكيد، إن كان أحمقًا فسيطلب هذا.»

«اصمت يا هذا!»

صاحت فيه أنچل بحدةٍ ونظرت له ساندي نظرةً قاتلةً، لينسحب من أمامهما فورًا ليختبئ خلف العمود الموجود في منتصف الغرفة وتلك الابتسامة البلهاء على شفتيه بتوترٍ.

تنهدت آنچل مرةً أخرى بمللٍ تقول:

«أنا سأهتم بهذا الأمر، لي طرقي الخاصة لكي أمنعه، ولكن في البداية هل أنتما معي؟ هل ستساعداني لتنفيذ انتقامي منه؟»

«بالطبع عزيزتي، أنا معكِ دائمًا في الخير والانتقام أيضًا.»

أجابتها ساندي بإصرارٍ، ثم ابتسمت تلك الابتسامة الشريرة التي تنبؤ بقدوم العاصفة المهلكة.

مدت آنچل كف يدها للأمام لتضع ساندي كفها عليه، فنظر لهما ألبرتو بخوفٍ يبتسم بتوترٍ ل
يقول بحماسٍ وهو يحرك قبضة يده في الهواء:

«بالتوفيق يا فتاتين.»

«ألبرت..»

نادت الاثنتان باسمه في نفس اللحظة بصوتٍ غاضبٍ ليقترب منهما بخوفٍ، ثم وضع كفه هو الآخر على كفيهما يهتف بابتسامةٍ صفراء خوفًا من نظراتهما:

«بالطبع أنا معكما، بالتوفيق لنا جميعًا.»

تحركت أيديهم للأعلى ليبعدوها عن بعضهم بعد التحية لتنظر آنچل للفراغ بشرودٍ، وما لبثت أن ارتسمت تلك الابتسامة الماكرة على شفتيها تهمس بخبثٍ من بين أسنانها:

«سأريك سيد چنيد! ستعرف الآن من هي زوجتك المطيعة!»

كانت آنچل تخطّط للانتقام حقًا؛ وهذا بدا واضحًا على ملامحها وابتسامتها الخبيثة، فهل سيسلم زين مما ينتظره تاليًا؟

يُتبَـع....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي