الفصل الرابع

غادر غسق القصر وهو مشتت الذهن كلما تقدم بضع خطوات يعود للوراء مراراً وتكراراً ينظر للقصر من الخارج ثم يكمل طريقه ويعاود الكرة مرة أخري، يشعر بأن هناك شيء ما مختلف أصابه كأن أحدهم عبث بعقله مضي في طريقه يحدث نفسه وكل من قابله ظن أن الطبيب الشاب قد جن وهذا لم يكن غريباً بالنسبة لهم فالجميع يعلم بأن لعنة الأميرة ورد قوية وذات تأثير عالي علي كل من يقترب منها، كانوا آسفين علي هذا الشاب الذي ستفقده المملكة بعد شهر من الآن وكان اليقين يملؤ قلبوهم بأن لا نجاة لطبيب المدينة غسق، ما أن وصل غسق عند والده المرزوقي حتي نهض والده بمجرد أن رأه قادما نحوه و احتضنه سريعاً.
المرزوقي: أين كنت يا بني لما لم تعد منذ أن غادرت البارحة؟ هل قابلت الأميرة ورد أم أنك تخلفت عن مقابلتها؟
غسق: قالوا إني قابلتها، ثم ذهب لداخل متجر الأقمشة الحريرية وجلس وكأن جسده قد أنفرط علي الأرض من شدة التعب، أقترب منه والده في خوف ولهفة عليه.
المرزوقي: ماذا بك يا غسق لما أنت بتلك الحالة؟ انتظر بني سأجلب لك الماء، ذهب سريعاً لذلك القدر الفخاري المملؤ بالماء والموضوع خارج المتجر جلب كوبا نحاسياً لامعاً كان الماء يقطر من أسفله، بإرتجاف علي ولده الوحيد حمل الكوب إلي الداخل وبدأ في تقطير الماء علي فم غسق ومن ثم سكب الباقي علي وجهه وأخذ يمسح جبين غسق بيده.
المرزوقي: حرارتك مرتفعة للغاية.
غسق بصوت متقطع وهو يبتلع ريقه بصعوبة: أريد أن أنام،أنا متعب للغاية.
أسند المرزوقي إبنه الوحيد إلي كتفه وأخذه من المتجر إلي المنزل الذي لم يكن بعيداً عن المتجر كثيراً، أدخله إلي الداخل حيث حصير موضوع علي الأرض الترابية وبعض من الأغطية القديمة، برفق وضعه علي الأرض وكان غسق لا يشعر بأي مما يدور حوله فلقد نام علي الفور، لم يكن المرزوقي يعرف ما يفعل لإبنه وهو في تلك الحالة الصعبة لا يدري ما أصابه، لم يجد في يده شئ إلا أن يحضر قطعة من القماش المبلل ويمسح بها برفق علي جبين وحيده المريض.
كان كبير المستشارين سند قد توجه علي الفور إلي الملك مؤيد كي يعلمه بما حدث بين الأميرة ورد وبين الطبيب غسق، لم يتفاجأ الملك مؤيد كثيراً عندما أخبره بأن الطبيب غسق لا يعرف ما حدث، فكان الملك مؤيد متأهباً لسماع ما هو أعجب من هذا، في داخله لا توجد ذرة شك بأن للأميرة ورد مميزات لا يعرفها أحد آخر غيرها يعلم بأنها ليست بلعنة ولكنها أعمق من هذا بكثير ولكنه ينتظر اللحظة التي ينجلي بها كل شيء أمام عينيه.
سند: مولاي الملك فيما شردت؟؟
الملك مؤيد: لا شيء أيها الوزير، ولكن أخبرني هل رأيت الأميرة تخرج بالفعل للقاء هذا الطبيب.
سند: كلا لم أراها، لم تكن لتسمح لي الأميرة ولا لأي أحد بأن يرافق الطبيب غسق خلال لقائهم, تعلم أنها لا تقبل برؤية أحد ولا يمكن لأحد أن يدخل إلي قصرها دون إذن منها.
الملك مؤيد بهدوء وهو يتحرك يميناً ويساراً حول الوزير سند: أنت تعلم إني لا أثق بأناس كثيرين ولا أقرب مني أي أحد, وأنت يا سند أحد أولئك الذين أخترتهم ووضعت ثقتي بهم.
سند: وأنا لا أفعل إلا كل ما هو أهلاً لتلك الثقة يا مولاي، ولو طلبت مني حياتي سأقدمها لك عن طيب خاطر مني، لا أنسي أبدل أنك رفعت من قدري بين الجميع وأعدت لي مكانتي بعد أن كان الملك إحسان قد قلل من نفوذي وسلطتي وكنت مهان بين الجميع.
الملك مؤيد وهو يقف في مقابله: من الجيد أنك تتذكر كل هذا، وذلك سيشجعني أكثر من أي وقت علي أن أطلب منك ما أريد.
سند وهو ينزل علي إحدى ركبتيه: ليس طلباً يا مولاي ولكنه أمر بالنسبة لي أنفذه ولو كان ثمنه حياتي.
الملك مؤيد: أنا متأكد من هذا, ثم رفعه إلي نفس مستواه ليقف من جديد في مقابله، أريد منك أن تختار مئة رجلاً من أفضل محاربي المملكة وتدربهم أفضل من أي قائد بالجيش، أريدهم أن يكونوا جاهزين تحت أمرتي في أي وقت وستكون أنت المسؤول عنهم أمامي.
سند بتعجب: وما سيكون دورهم؟
الملك مؤيد: أفعل فقط ما طلبته وعندما يحين الوقت ستعلم بكل شيء وأيضاً أترك رسالة عند قصر الأميرة ورد أبلغها إني أريد مقابلتها عاجلاً من أجل شئ ضروري خاص بالمملكة.
سند وهو ينحي لتحية الملك قبل أن يغادر: أمرك مولاي.
الملك مؤيد محدثا نفسه:لو كان ما أفكر به صحيح يا ورد ستكونين حينها كنزي الثمين، ثم مضي إلي حيث الشرفة المطلة علي ساحة القصر وأستند عليها، ولكن مع هذا ستكونين مصدر القلق والمصائب أيضاً.
كانت الأميرة ورد تقف بين زهورها كعادتها تنظر للأفق من أمامها وتراقب الورود إلي أن شعرت بأن أحدهم قادم وكان ذلك هو كبير المستشارين ولقد عرفته من رائحته فهو دائما ما يضع عطور زهرة الداليا،نادي بإحترام بالغ من أمام أبواب قصرها معلناً أنه قد ترك رسالة لها من الملك مؤيد، فتبسمت لعلمها بما سيطلب عمها وقبل أن يكمل حديثه حتي أخبرته بأن يخبر الملك بموافقتها علي مقابلته في الحال وأن لا داعي للرسالة وما شابه، تفاجأ الوزير سند ولكن ليس هذا بجديد فحملها عائداً من جديد إلي حيث أتت.

الأميرة ورد محدثة زهورها: عمي الحبيب يريد أن يختبرني، يري أنه ذكي بما فيه الكفاية كي يأتي ويتلاعب بي كي يعرف ما لا أريد أن يعرفه احد، ألم يكتفي بما حدث لإبنيه من قبل، كلما أريد أن أبتعد عن طريقه يقترب هو وكأنه يقدم نفسه لي، أنا حقاً قد سئمت منه ولكن يجب أن يبقي لبعض الوقت مازلت أحتاجه مع الأسف ولكن سيأتي يومه بالتأكيد فأنا لم أنسي ما قد كان فعل منذ زمن.
توجهت إلي داخل قصرها، وكان عبارة عن جناح كبير للنوم مرفق به جناح أخر لإستقبال الضيوف مع بعض الأجنحة الملحقة بشكل منفصل عن بعضها في شكل وردة متفتحة، ولم يكن فخامة ذلك القصرغريباً بالنسبة لما تحويه قصور الملوك ولكن ما كان غريبا بهذا القصر هو الستائر والأثاث والتي لا يعرف أحداً لون معين لها فقد يكون في يوماً ما أحمر وفي يوم أخر أصفر أو أبيض ولم يكن أحد بالطبع يلحظ هذا لأنه لا أحد يدخل هذا القصر أبدا ولكن كان ذلك يري بعين الأميرة فقط ولا تتعجب منه لأنها هي بالأساس من تفعله.

بعد قليل وصل الملك مؤيد والذي وجد البوابة مفتوحة فعلم أن دخوله مسموح به،فدخل وحده محاولاً عدم إظهار قلقه، في عزم وهيبة خطي بين حديقة الورود إلي ان وجد بداية السلالم فتوجه للداخل أكثر ووجد ورد جالسة في إنتظاره.

ورد وهي ما زالت جالسة: أهلاً بك عمي العزيز لقد إشتقت إليك كثيراً.
الملك مؤيد بإتزان: إبنة أخي الجميلة أنا أيضاً إشتقت إليكي ولكن تعلمين مشاغل الملك لا تنتهي أبدا، وأيضا أنتي لا تقبلي أي زيارات.
ورد وقد وقفت: لم أسمع أن أحداً طلبي زيارتي حتي أوافق علي الأمر، حتي انت لم تطلب زيارتي منذ أخر مرة وعلي حسب ما أذكره إن لم أكن مخطأة كانت أخر زيارة لك منذ ثماني أشهر عندما أتيت لتأخذ موافقتي علي محاربة المتمردين جهة الشرق.
الملك مؤيد وهو يتنهد بتألم مصتنع: أنا حقاً أسف لكل هذا ولكني عندما أراكي احزن كثيراً علي حالك إبنة أخي ظننت أني سأتمكن من أن أمنحك السعادة بزواجك ولكن كما تعلمين خسرت أبنائي الأثنين ولهذا كنت أتجنب رؤيتك أشعر بأني مقصر في حقك ولكن كل هذا سيتغير لقد سمعت أنك قابلتي ذاك الطبيب الذي تقدم لخطبتك وأتمني أن يكون لقائكما موفق وأنك وجدتي به ما يريح قلبك لإتمام هذا الزواج.

عاودت ورد الجلوس من جديد وأسندت ظهرها لمسند الكرسي المطعم بالذهب وبالأحجار الكريمة: لا أدري من أين حصلت علي هذا السكير عندما خرجت لمقابلته مثلما إتفقنا وجدته ملقي علي الأرض فلم أهتم به وعاودت الدخول لقصري من جديد.

الملك مؤيد ببعض الحدة: هل يقصد هذا الحقير الإستهزاء بنا وبالقصر كيف له ان يفعل هذا وهو علي علم بأنه سيقابل سموك، ثم أكمل بغضب، إذن سأقطع رأسه كي يكون عبرة أمام الجميع.
ورد بهدوء: كلا لا تفعل، هو لا يعلم بالقواعد الملكية وبالتأكيد لم يكن يقصد هذا، دعنا منه الآن وأخبرني، كيف حال المملكة سمعت أن القائد سفيان قد سيطر علي هجمات المتمردين وأنه كبدهم خسائر فادحة.
الملك مؤيد: ما وصلك بالفعل صحيح بكل يوم يمضي يثبت جنودنا أن المملكة ستبقي وستنتصر علي اي مما يهددها.
ورد:هذا رائع أثق أن خططك الحكيمة كانت السبب الرئيسي في النصر.

الملك مؤيد بإبتسامة صغيرة: ما كنت لأسمح لأولئك الحمقي بأن يهددوا المملكة وما كان مقبولاً لأن نرضخ لطلباتهم التي أعتبروها انها حقا لهم.
ورد:هذا رائع، أري الأن أن المجلس كان محقاً عندما أختاروك وصياً علي العرش من بعد أبي الملك إحسان.

نظر إليها مؤيد بنظرة مكر وترقب فأراد أن يباغتها كما تفعل هي:وكم أتمني مولاتي أن يتيح لي القدر وأنقل جميع خبراتي لزوجك المستقبلي كي أكون مطمئنناً علي المملكة من بعدي، ولو أني لا أري هذا الطبيب الفقير مناسباً لمقام جلالتك ولكن إذا أردتي ابحث بين قادة الجيش لعلي أجد ما يناسب جلالتك أو تاجر ثري أو وزير ذو سلطة وهيبة.

إبتسمت ورد بمكر هي الأخري ووقفت في مقابله ونظرت بعيون لا تعرف خوفا وفي حدة الفرسان وثبات القادة وعزة الملوك تحدثت إلي عمها:أنا هي الأميرة ولو تزوجت أفقر فقراء المملكة سيصبح من بعدها أرفع الناس وأعلاهم مقاماً بين الجميع أنا هي من تضيف العزة والإجلال لأي أحد لا أحتاج لمن يكمل ثرائي أو يقوي إسمي ونسبي، أنا سليلة الملوك وأكفي وحدي دون أحد، ثم تراجعت بعض الشئ وأخفضت من حدتها تلك، وهذا الطبيب يبدو شخص جيد أكمل هذا الزواج لعله هو الشخص المنشود.

كان الملك مؤيد يغلي من داخله فهو يعلم ما ترمي إليه ورد أيضا تحدثها هكذا علي العرش وأنه من حقها أصابه بالذعر وما كان له إلا أن أمأ برأسه مبتسماً وكأنه موافقاً علي ما تقول ثم إستاذن بالرحيل متعللاً بأن لديه أعمال كثيرة بالديوان وما كان هو ليحتمل أن يتحدث مع ورد أكثر من هذا.
إبتسمت ورد ما أنا غادر وتوجهت إلي مرآتها الخاصة لتنظر إلي نفسها:يرتعب من داخله مني أشعر بهذا ولكن لا يجب أن أظهر أكثر من هذا له لم يكن من الضروري أن ألمح للعرش مازال الوقت مبكراً علي تلك الخطوة ورائي الكثير لأفعله قبل هذا.


خمسة أيام مضت ومازال غسق لم يغادر فراشه، فقط يستيقظ لشرب الماء ومن بعدها يعاود الهيام في عالم الأحلام الخاص به.
كن أبيه المرزوقي لا يدري ما أصاب إبنه يشعر بالحسرة عليه، لم يدخر جهداً من أجل شفاء إبنه فدعا طبيباً أخر كان زميل غسق ولكن لم ينجح ما وصف به في شفاء الشاب المريض.
عندما وصلت الأخبار للقصر بمرض العريس المنتظر أمر الملك مؤيد بنفسه أن يرسل الطبيب الملكي لفحص غسق، مع توصيات بإحضاره للقصر إذا لزم الأمر.
كانت ورد بالطبع علي علم بكل ما حدث وكيف لا تدري وهي من تسببت بكل ما حدث منذ أول الأمر.
بهدوء أمضت حياتها لم تغير شئ ولم تهتم لحدوث شئ فقط مارست عاداتها اليومية بين الورود والتنقل في جنبات قصرها الخاص.
في اليوم السادس زادت الحمي علي غسق كثيرا حتي أن الطبيب الملكي إرتعب مما رأه في أعراض الشاب فرغم أنه قدم له خلاصة علاجاته في التدواي بالأعشاب والتي إكتسبها علي مدي ثلاثين عاما لم يستطع أن يحرز تقدما في حالة الشاب الذي هزل يوما بعد يوم.
نقل غسق إلي القصر الملكي بناء علي أوامر الملك وعزل في قصر خاص وقد كان قريبا من قصر الأميرة ورد،كانت الجواري الخمس يشرفن علي خدمة غسق الذي لم يغادر فراشه ولو للحظة واحدة منذ أن حضر للقصر، حتي أنه لا يشعر بما قد أتي وبما قد رحل، رق قلب الجواري علي الشاب وكيف لا يرق وهو يبدو وسيماً للغاية وهو في ذروة مرضه فكيف يكون حاله وهو في عافيته.
أنظار الجواري لم تفارقه بل نشرن بألسنتهن في الخفاء كلمات غزل في الشاب الوسيم وبكين علي حاله سواء في مرضه أو حتي أن حدثت المعجزة وشفي مما هو فيه فسيواجه لعنة الأميرة ورد ولن يكون غير الموت رفيقاً له في ذلك الزواج المشؤوم.
مر أكثر من عشرين يوماً والحال كما هو، أن أستفاق غسق قليلاً يعاود التعب يهاجمه من جديد وتسوء حالته أكثر.
حتي أن كبير المستشارين سند قد فكر في إختيار مرشح أخر للزواج من الأميرة فلا يبدو أن غسق سينهض من جديد.
في غضب توجهت الملكة قرطبة لجناح زوجها الملك مؤيد وذلك بعد أن سمعت تهامسات الجواري بشأن إختيار زوج جديد للأميرة وأن الأمير صخر هو من في الصورة الآن.
الملكة قرطبة بحنق: هل صحيح ما سمعته؟ هل ستختار زوجا أخر لورد؟
الملك مؤيد بهدوء: لقد طلبت من الوزير سند أن يفعل هذا فالطبيب الملكي أخبرنا بأن لا شفاء لذاك الطبيب الذي كان سيتزوج من ورد.
الملكة قرطبة وهي تمسك طرف شالها في يدها وتلوح باليد الأخري في وجه زوجها:أنا أحذرك يا مؤيد إياك أن تتوجه بأفكارك لإبني صخر، لن يكون ضمن خططك أبدا.
الملك مؤيد:ألا ترين الوضع الصعب الذي نحن فيه لم يبقي لدينا سوي أسبوع واحد لموعد ميلاد الأميرة إن لم تتزوج في هذا اليوم سيحل الدمار علي الجميع وأنت نفسك شهدتي علي ما يحدث بنا منذ أن ولدت هي، ولقد إعتدنا عليه ولكننا لا نحتمل أن يزيد هذا أكثر.
الملكة قرطبة بحدة: أختر من تريد لا يهمنا أي احد من الشعب حتي وإن كان شحاتاً يجوب شوارع المدينة بحثا عن كسرة خبز يأكلها لا أهتم بهذا ولكن ما يهمني هو أن تبعد صخر إبني عن كل هذا.
الملك مؤيد بغضب: وهل قصرت انا في هذا، أحضرت هذا الطبيب كي نفدي به إبننا ولو حتي لعام واحد حتي أجد حلا للتخلص من ورد ولكنه حتي لم يصمد لليلة الزفاف سيموت قبل أن يصبح زوجا للأميرة حتي، تتحدثين كأنني أريد أن أرمي بإبني ووحيدي لتلك النار, أفهمي يا قرطبة القدماء لن يرضوا علي زواج ورد من دماً غير الدم الملكي ولهذا أصيب غسق ولن ينجو منها أعلم هذا لا يجوز أن تتزوج الأميرة أحد العامة.
الملكة قرطبة بدموع: تتحدث كما لو أن القدماء قبلوا بالدم الملكي فلقد تزوجها من قبل إثنين من أبنائك من صلب الملك ولم يعش أحدهم ولو ساعة واحدة من بعد زفافهم أتجد ذلك صدفة.
الملك مؤيد وهو يمسك بها من كتفيها متحدثا بهدوء:ولهذا يجب ان ننتبه في خطواتنا جيدا ونلاحظ ما يحدث حولنا دم ورد أقوي حتي من الدم الملكي، دمها أقوي وأصلب من أي دم بالمملكة لن تتزوج ولن تتصل إلا بدماً مثلها.
الملكة قرطبة بذهول وصدمة مما قاله زوجها: إذا كان ما تقول صحيحاً كيف لنا أن ننجو، ستأخذ هي كل شئ تلك الحالة لن يبقي شئ هل يعقل أن نخسر ولدان من أبنائنا وأيضا لا نحظي بشئ.
الملك مؤيد:ولهذا أريد منك أن تتريثي وتأخذي حذرك فيما تقولين أمام أي أحد، أنا لدي خطة تجعلنا نستريح للأبد ولكن يلزمني بعض الوقت، أرسلي لصخر رسالة بأن يأتي إلي القصر بأسرع وقت قبل أن نصل ليوم ميلاد الأميرة أريده ان يكون حاضر.
الملكة قرطبة:إلا صخر؟
الملك مؤيد: لن يمسه سوء، لن أخاطر به أبدا.

كانت ورد في جناحها يصلها طنين الأصوات، كل الأصوات تأتي لا فرق بين صوت ملك ولا صوت خادم، تمر الكلمات من جانب أذنيها تعلمها بكل ما يدور في جنبات القصر الواسع، تبتسم تارة وتغضب تارة وكلها ناتج عما تسمع ويصل إليها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي