العوده بقوة

ولأن "تالا" كانت حفيده أحد عبده الشياطين، وهم أعداء مصاصين الدماء، فكانت وسيطه روحانيه، تشعر بكل شئ قبل حدوثه، وتتنبأ دائما بالأرواح التي حولها، وعندما تغمض عينيها ترا أشياء لا يستطيع الإنسان الطبيعي أن يراها.

مسكت "تالا" يد "دانا" من أجل أن تعرف لماذا لم يأتي"إيفان" حتى الآن وأين هو بالتحديد، وعندما أغمضت عينيها فتحتها بسرعه شديده وتركت يد "دانا" في الحال.

فقالت لها "دانا" وهي في حاله إستعجاب شديد:
-لماذا تركتي يدي ماذا حدث؟ وماذا رأيتي؟
-فقالت "تالا": حين لمستك رأيت غرابا أسود يمر حولك.
-فقالت "دانا": ماذا!
-فقالت"تالا": كانت هناك بعض الضباب الشديد وهذا الغراب..... ولكن لا تهتمي يبدو أنني ثمله من المشروب، لابد من أنني أهلوس قليلا.

نظرت إليها "دانا" بإستعجاب شديد مما تقوله، لانها بالفعل رأت هذا الغراب الأسود، وهذا الضباب من قبل.

فقالت لها "تالا" من أجل أن تتهرب من هذا الوضع:
-سوف أذهب لكي أحضر بعض المشاريب لنا لان "إيفان" تأخر.

وبالفعل ذهبت وتركت "دانا" بمفردها وسط الحفل، ثم نظرت "دانا" خلفها فوجدت "إيفان" فجأه يقف خلفها، أرتعبت كثيرا.
أبتسم "إيفان" وقال لها:
-مرحبا، لقد أرعبتك مره ثانيه أليس كذلك
ضحكت دانا" وقالت:
-نعم
-فقال لها: أنا أسف حقا، ولكن يبدو أن هناك شئ ما يضايقك أليس كذلك.
-فقالت: لا إنها "تالا" فقط تقول لي اشياء لا أفهمها، ولكن لا تهتم لذلك.
فأبتسموا كلا منهم للأخر.

وبينما كان يجلس "بولند" في الحفل الليلي الموجوده وسط الغابه، رأي"تينا" الذي يحبها، تدخل مع حبيبها إلى الغابه، تعصب بولند كثيرا من كونها مع هذا الرجل، وظل يتناول حبوب المخدرات.

أخذت "دانا" إيفان، لكي يسيرون بعيدا عن الحفل قليلا، ووقفوا على جسر ملئ بأنوار الحفل، يتكلمون معا وقالت له "دانا":
-انت حديث في هذه المدينه.
-فقال"إيفان": هل انا حديث؟
-فقالت "دانا": نعم، انتا الشاب الجديد، والغامض.
-فقال "إيفان": وانتي أيضا يوجد بك جانب غامض، جانب غارق في الحزن.

-فقالت "دانا": ما الذي يجعلك تظن بأنني أشعر بالحزن؟ حسنا لقد ألتقينا في المقبره، وأيضا في الجامعه.
ولكن لا أود أن احكي لك سبب حزني، نحن في حفل الان.

-فقال لها "إيفان": لا يهمني الحفل حقا، أريد أن أعرف ما هو سبب حزنك هذا.
-فقالت "دانا": قبل ثلاثه أشهر من الان، سقطت سياره والدي من على الجسر، إلى داخل النهر، ولكني كنت جالسه بالمقعد الخلفي، وقد نجوت ولكن هم لم ينجوا معي، وفقط هذه هي قصتي.

فوقف "إيفان" وهو يشعر بالحزن الشديد من كلامها هذا ثم قال لها:
-لن تظلي حزينه لأبد هكذا يا "دانا"
فأشارت له برأسها، وأبتسمت له.

كانت تينا في منتصف الغابه مع حبيبها "إيدان" وهو من فصيله المستذئبين، فذهب إليهم "بولند" من شده الغيره عليها، وعندما رأهم في الظلام وسط الاشجار، يقبلون بعضهم البعض، فصرخ "بولند" وقال:
-أبتعد عنها أيها اللعين.
ولكي تتجنب"تينا" المشكله التي ستحدث بينهم قالت:
-"إيدان" هيا، إذهب من هنا.
فذهب وتركهم.

نظرت "تينا" إلى "بولند" وقالت له:
-لم أحتاج انا إلى مساعدتك لماذا جئت خلفي؟
-فقال: لكن بدا لي أنكي تحتاجيها.
فقالت له: انتا ثمل من المخدرات، وتفرض نفسك عليا، وتريد مخاطبتي والتعرف والنظر داخل عيني، ولكن في حقيقه الامر أن كل ما تريده أنت هو عبث

فقال لها: هل هذا هو ما تعتقدينه عني؟
فقالت: هذا ما أنا متأكده منه جيدا، ثم تركته وذهبت تمشي بمفردها في الغابه، لانها حزينه.

كان ما زال يقف "إيفان" مع "دانا" ويتكلمون ويقول لها:
-صديقتك "تالا" جيده، تبدو صديقه طيبه.
-فقالت له: إنها أفضل صديقه بالعالم، وأكثر الناس تقربا مني.
-فقال لها: ولكن من هو "إيرام" يبدو بأنه لا يستطيع أن يبعد نظره عنا حقا
-فقالت: إنه صديق طفولتي، وفي فتره كانت توجد علاقه حب نشأت بيننا، ولكن بالنسبه لي حاولت أن احبه، لكن وجدت أننا ليس أكثر من أصدقاء وفقط.
-فقال لها: وبعد ذلك؟
-فقالت: بعد ذلك توفي والدي وتغير كل شئ، ولكن على كل حال انا "وإيرام" عندما نكون مع بعضنا البعض نكون أصدقاء وفقط.


وعندما كانوا يتكلمون وتنظر "دانا" في عينه، بدأت عينه تتحول لانه شم رائحه دم تفوح من الغابه، نظرت إليه "دانا" وقالت له:
-ماذا يوجد بعينك هل انتا بخير؟
نظر في الجهه الاخرى بسرعه وقال لها:
-لا، لا أنا بخير لا تقلقي ثم حاول أن يسيطر على نفسه وقال لها:
-سوف أحضر لنا بعض المشاريب لقد ظمأت قليلا، ثم تركها وذهب مسرعا.

وفي هذا الوقت، عندما كانت تتمشى "تينا" في الغابه بمفردها، وجدت ضباب يطوف حولها، ثم هاجمها مصاص دماء، ووقعت على الأرض وهي تصرخ، حتى شرب من دماءها، لكنه تركها على قيد الحياه.

دخلت "دانا" إلى الحفل مره أخرى فجاء إليها "إيرام" ثم قال لها:
-أتبحثين عن أحد؟
-فقالت له: لا، ولكن مرحبا كيف حالك؟
-فقال لها: حين إنفصلتي عني، أخبرتيني بأن السبب هو إحتياجك للبقاء بمفردك قليلا، ولكن لم يبدو لي ذلك أبدا قبل قليل.
-فقالت له: يبدو أنك تفهم الامر بشكل خاطئ
فقال: لا بأس يا "دانا" إفعلي ما عليكي فعله، أنا فقط أريدك أن تعرفي هذا، أنا ما زلت أثق في علاقتنا معا، ولن أتخلى عن ذلك.

ثم تركها وذهب، وكان إيفان يقف من بعيد يشاهد ما يحدث بينهم ويسمعه بالرغم من أنه يقف بعيدا. وكان يذهب تجاهها فجاءت صديقتها "دارين" ووقفت أمامه، لانها معجبه به بشده وتريد أن تأخذه من "دانا" وقفت أمامه وقالت له:
-مرحبا، يمكنني أن أخذك نحو الشلالات الموجوده في الغابه، إنها جميله جدا في الليل، يمكنني أن أريك إياها ولكن إن رغبت بالطبع.
فقال لها: أظن انك أفرطتي في شرب الكحول، ولكن "دارين" حدوث علاقه بيننا هذا لن يحدث إطلاقا، ثم تركها وذهب.

رأتهم "دانا" وهم يتكلمون، فقالت له عندما جاء، لقد كنت اتساءل لماذا تأخرت؟
ولكن يبدو أنها بسبب "دارين".
-فقال لها "إيفان": هل تتصرف هكذا مع جميع الشباب؟
فقالت له: لا، ولكن انت شخص جديد في الجامعه، وتريد أن تجعلك معها لكي تلفت أنظار الجميع عليها، ولكن لا تقلق ستكف عن ملاحقتك في النهايه.

وعندما كانت تتكلم وجدت اخوها وهو ثمل يدخل إلى الغابه، فقالت:
-اللعنه، لماذا يفعل هكذا بنفسه لا أعرف

-فقال لها "إيفان": من هذا؟
-فقالت: إنه أخي، انا اسفه سوف أذهب إليه.
-فقال: هل تحتاجين للمساعده؟
فقالت له: لا صدقني لا أريدك أن تشاهد شجارنا الدائم، ثم دخلت إلى الغابه خلف أخيها.

ظلت تنادي عليه، "بولند"... "بولند" انتظر وتكلم معي، فقال لها:
-أبتعدي عني لا أريد أن أتكلم مطلقا.
وأثناء ما كان يمشي، وجد "تينا" على الأرض ورقبتها مليئه بالدماء.

صدم مما رأه "دانا" أيضا صدمت بشده، وظل "بولند" يقول:
-يا إلهي، أنها "تينا"، يا إلهي كنت معها قبل قليل.

ثم وضع يده على رقبتها، وجدها ما زالت تتنفس فحملها بسرعه على يده، وخرجت "دانا" أمامه تصرخ بشده وتقول:
-المساعده... المساعده فأقترب الجميع وجاء اخيها "إيرام" وظل يصرخ ويقول:
-ماذا حدث لاختي من فعل بها هكذا، أطلبوا سياره الإسعاف فورا.
-فقالت "دانا": يوجد شئ ما عضها من رقبتها، ضع هذه القماشه على رقبتها

ظل يبكي أخيها "إيرام" ويقول لها: "تينا"... أرجوكي أفتحي عينك، أرجوكي.

وكان يقف إيفان ويشاهد كل ما يحدث هذا، ولا يصدق ما يحدث؛ لانه لم يفعل شئ لهؤلاء الناس حتى"تينا" لم يفعل لها شئ، إذا من يصيب هؤلاء الناس.

ذهب مسرعا إلى البيت، وجد عمه يجلس ويقول له:
-ماذا حدث؟ لماذا انت مسرع هكذا؟
فقال له"إيفان":
-لقد تعرض شخص ما الان للهجوم، ولم أكن أنا الفاعل، ثم صعد مسرعا إلى غرفته.

وعندما دخل الى الغرفه، وجد شرفه الغرفه مفتوحه، ثم وجد غرابا لونه اسود دخل الى الغرفه من الشرفه، ونظرا خلفه ثم وجد اخيه "إلياس" يقف أمامه ويقول له:
-مرحبا، أخي "إيفان"

لم يرحب به "إيفان" ثم نظر إلى الغراب وقال له:
-هذا الغراب، أمر مبالغ فيه، ألا تظن ذلك؟
فقال له "إلياس" وهو يضحك:
-إذا لم ترى الضباب أيضا.

-فقال له "إيفان" لماذا عدت إلى هنا؟
رد عليه إلياس قائلا:
-صراحه لم أريد أن أفوت يومك الأول في الجامعه، لذلك انا متواجد هنا منذ ذلك الوقت.

-فقال له "إيفان" :لقد مضى عشرون عاما يا "إلياس" على عودتك للموطن، ما سبب وجودك هنا؟
-فقال "إلياس": لقد إشتقت لاخي الصغير، أشتقت لك أيها الرجل
-فقال "إيفان": انت تكرهه المدن الصغيره، وليس لك شئ هنا لتفعله

-فقال "إلياس": ولكن تمكنت من إشغال نفسي.
-أتعلم، لقد تركت الفتاه التي مصصت دمائها على قيد الحياه الليله

-فقال له "إيفان": هذا تصرف غبي، أتعلم انه قد يسبب لك مشكله، ثم صرخ قائلا: لماذا اتيت إلى هنا إلياس... لماذا؟

-فقال له: يمكنني انا أيضا أن أطرح نفس هذا السؤال عليك، ولكن مع ذلك انا أعرف جيدا إجابتك على سؤالي هذا، ويمكنني تلخيصها لك، وهى في كلمه صغيره وهي "دانا" وظل يبتسم أبتسامه مليئه بالغيره تجاهه.


كانت تقف "دانا" تشاهد من بعيد، سياره الإسعاف وهي تأخذ "تينا" ثم جاءت إلى جانبها "تالا" وقالت لها:
-هيا، لكي ندخل إلى المقهى ونسمع أخر الأخبار من هناك.
-فقالت لها "دانا": لا يجب عليا أن أخذ "بولند" ونذهب إلى البيت
-فقالت تالا: "دانا" انا وسيطه روحانيه وما رأيته او ما أظنني رأيته كان صحيحا.

سألتها "دانا": ماذا يا "تالا" انا لا أفهم
فقالت "تالا": إنها مجرد البدايه يا صديقتي

ولكي يجعل "إلياس" "إيفان" يتضايق قال له: - -لقد سلبتني "دانا" أنفاسي حقا، إنها تشبهه "إلسا" تماما، إنها نسخه مطابقه منها.
-ولكن هل يفلح الامر معك يا إيفان؟
البقاء هنا والعيش بعالمها، أيجعلك هذا تشعر بأنك على قيد الحياه، إنها ليست "إلسا" وكلانا نعرف هذا جيدا.

كان"إيفان" صامتا ولا يرد عليه، فقال له "إلياس":
-هل سوف تظل هكذا تتغذى على دم الحيوانات قل لي متى اخر مره شربت دما أقوى من دم الغزال؟

-فقال له "إيفان": انا اعرف ما تحاول فعله يا "الياس" ولن يفلح ذلك لا تقلق.

فمسكه "إلياس" من يده بعنف وقال له:
-حقا، ألا تشتاق إلي تشابكنا معا؟

ثم بدأ "إلياس" بضربه وظل يقول له:
-لقد ارتويت من دماء فتاتين تخيل كيف سيكون مذاق دمها، أنا يمكنني أن أتخيل ذلك سيكون جميلا.

تعصب "إيفان" كثيرا، وبدأت عيناه تتحول لمصاص دماء وقام بضرب "إلياس" ضربا مبرحا، وظلوا يضربون بعضهم حتى سقطوا من الدور العلوي معا في الأرض.

فقام إلياس بالنهوض وظل يضحك ويقول له:
-حقا لقد أعجبني ادائك هذا، لقد تحول وجهك إنك تضحكني كثيرا.

-فقال له "إيفان": انا أعرف أن هذه مجرد لعبه، وانك ستذهب من هنا، لأنه أينما تتواجد انت، تموت الناس، وانا لن أسمح بذلك أبدا

-فقال له "إلياس": هل أعتبر هذا هو تهديد منك؟
-فقال"إيفان": إلياس أرجوك، بعد مرور كل هذه السنوات، إلا يمكننا التوقف عن ذلك؟
-فقال "إلياس": لقد وعدتك ببؤس أبدى على البشريه لذلك أنا ما زلت أفي بوعدي هذا.
-فقال "إيفان": فقط أبقا بعيدا عن "دانا"

لم يرد عليه "إلياس" ولكنه نظر إلى يده وقال - له: أين خاتمك "إيفان"؟ ستشرق الشمس خلال بضع ساعات، وستتحول فجأه إلى رماد.

تعصب إيفان منه كثيرا، فأقترب منه "إلياس" وقال له:
حسنا... حسنا أهدأ، إنه معي خذ، ثم أعطاه الخاتم وأثناء ما كان يرتديه، مسكه "إلياس" من رقبته ورفعه بقوته للأعلى، ودفعه بعيدا، وعندما سقط على الأرض أقترب منه "إلياس" وقال له:
-فعلت هذا لكي تعرف أنني أقوى منك، لقد خسرت ذلك القتال حين توقفت عن التغذي على دماء البشر، ثم تركه ودخل إلى البيت لأن عمهم قد أستيقظ على صوتهم.


دخلت "دانا" إلى المقهى لكي ترى أخيها "بولند"، ثم وقفت أمامه وقالت له:
-هل انت بخير؟ لقد إتصلت بخالتي وهي أتيه الان في طريقها إلى هنا.
صمت بولند ولم يتكلم، فقالت له "دانا":
-الجميع منشغل بحياته الشخصيه يا أخي، لا أحد يبالي لأمرنا، لقد واصل باقي العالم حياتهم، وانتا ايضا عليك فعل هذا.

فقال لها : لقد رأيتك وانتي في المقبره وتكتبين في دفتر مزكراتك، هل هذه... هل يفترض بهذه أن تكون طريقتك بمواصله حياتك؟
فقالت "دانا": للأسف، ولكن لم يريدوا والدينا ان يرونا انا وانت في حاله كهذه


كانت "تالا" تجلس مع "دارين" وتسألها:
-هل أنتي بخير الان؟
-فقالت "دارين": لماذا لم يعجب بي مثلما أعجبت به؟ ولماذا اللذين أرغب بهم دائما، لا يرغبون بي مطلقا.
-فقالت "تالا":ما رأيك نذهب الان ونتكلم غدا.
ردت "دارين" قائله:
-أنا غير مناسبه، ودائما ما أتفوه بالكلام الغير مناسب، ولكن دائما "دانا" هي من تتفوه بالكلام المناسب، إنها حتى لم تحاول معه، وقد قام بأختيارها بكل بساطه هكذا، وهى دائما الشخصيه التي يختارها الجميع بكل شئ.

فقالت لها "تالا": هذه ليست منافسه بينك وبينها يا "دارين" أهدى، وهيا لنذهب لأنك ثمله الان، ثم أخذتها "تالا" وذهبوا.


كان "إيرام" يجلس بجانب أخته في المستشفى، وعندما فتحت عيناها على سرير المستشفى، أقترب منها أخيها وقال لها:
-عزيزتي لا تجهدي نفسك أبدا، أنتي بخير، وانا هنا بجانبك لا تقلقي،
-فقالت له "تينا" : أخي من هاجمني كان مصاص دماء، ثم غابت عن الوعي مره أخرى.
صدم "إيرام" من ما قالته أخته، ويفكر كيف ظهر مصاصين الدماء مره أخرى، لقد ذهبوا منذ سنوات عديده.


كانت تجلس"دانا" في شرفه غرفتها، وتكتب في مزكراتها( ظننت انه بأستطاعتي الأبتسام، والتمايل بطريقه مثاليه، والتظاهر بان كل شيء على ما يرام، لكن الامر ليس هكذا ابدا، الحياه ليست عادله، ودائما الأمور السيئه هي التي تلزمني، ولكن كل ما باستطاعتك فعله هو ان تستعد للأمور الجيده، لذلك عندما تأتي إليها، نقوم بدعوتها للداخل، لأنك بحاجه إليها)

وفي ذات الوقت كان يجلس إيفان ويكتب في مزكراته( لقد أردت تغيير ما انا عليه، وإنشاء حياه كشخص جديد، شخص بلا ماضي، شخص بلا ألم، شخص حي، ولكن لا يمكنك الفرار من مشكلاتك، إنها تلاحقك دائما وكأنك تريدها أن تلاحقك)، ثم أغلق دفتره وذهب مسرعا إلى بيت "دانا".

عندما وصل البيت، وجدنا "دانا" تجلس عند الشرفه، وعندما رأته تركت ما في يدها، ونزلت إليه مسرعه، وعندما فتحت الباب قال لها:
-أعرف أن الوقت متأخر، ولكن أردت أن أطمئن عليكي.
-فقالت له: هل تعرف، طوال الاشهر الماضيه، كان الجميع يتسألون عني إن كنت سأكون بخير أم لا؟
-فقال: وبماذا تجيبيهم؟
-ردت عليه قائله: بأنني سأكون بخير، المكان بالداخل دافئ، هل تريد الدخول؟
أبتسم وقال لها: بالطبع، ثم دخل الى المنزل معها، جلس معها قليلا ثم ذهب إلى بيته.


وفي صباح يوماً جديد، مليئ بالحيويه والهدوء، أستيقظت "دانا" وقامت بأرتداء ملابسها بشكل جميل، ثم مسكت دفتر مزكراتها وكتبت به( مزكراتي العزيزه، هذا الصباح، صباح مختلف، هناك تغيير يمكنني الشعور بذلك، انا مستيقظه لأول مره منذ فتره كبيره، أشعر بالكمال، والراحه كثيرا، لأول مره، لا اندم على اليوم قبل بدايته، وأرحب باليوم الجديد لانني أعلم، أنني سأراه.)

ثم أغلقت دفترها، وقامت لكي تتناول القهوه، وتذهب إلى الجامعه، نادت عليها خالتها وقالت لها:
-أنظري"دانا" إلى ملابسي هل تليق بي؟
هل أبدو كراشده بما يكفي لأكون وليه أمر لائقه بكم؟

-فقالت لها "دانا": هذا معتمد علي المكان الذي سوف تذهبين اليه.
-فقالت خالتها: سوف اذهب من اجل الاجتماع بين اولياء الامور من اجل "بولند"

ضحكت "دانا" ثم قبلتها فقالت لها خالتها:
-يبدو أنكي نشيطه اليوم كثيرا.

فقالت لها "دانا":
-أشعر بالراحه كثيرا، والتي نادرا ما اشعر بها، لذلك قررت ان انطلق بهذا الشعور هكذا، أن انطلق حره، وأشعر بشروق الشمس على وجهي.
-أين "بولند" لكي نذهب إلى الجامعه معاً؟

أجابتها خالتها قائله:
-لقد ذهب في الصباح الباكر، بحجه أنه سيذهب مع أصدقائه، ولكن أنا أعرف أنه ليس لديه أصدقاء، ولكنني لم أريد أن أضغط عليه ابدا، لذلك تركته.

-فقالت لها "دانا"
-حسنا، سوف أذهب أراكي بالأمس خالتي، إلى القاء.

وصل "بولند" إلى المستشفى لكي يرى "تينا"، ثم وجدها نائمه، فدخلت الممرضه وقال له:
-لا يجب أن تكون هنا الان، إنه ليس موعد الزياره، يمكنك الخروج الان.

فقال لها "بولند":
-أنا أريد فقط أن أسأل كيف حالها الان؟
- هل هي بخير؟

فقالت له الممرضه:
- إنها فقدت الكثير من الدماء، ولكنها ستكون بخير لا تقلق، ولكنها بحاجه إلى المزيد من الراحه، لذلك عليك أن تذهب الان وتأتي لها في وقت لاحق، ثم أخرجته الممرضه من الغرفه وأغلقت الباب خلفها، وكان "بولند" حزين للغايه، ولكنه كان مجبر على تركها والذهاب

كان يجلس الجميع في المحاضره الدراسيه، وكان الجميع منتبه إلى شرح المعلم، لكن "دانا"و "إيفان" لا يفعلوا شئ إلا أنهم ينظرون إلى بعضهم البعض ويبتسمون، ولا يركزوا فيما يقوله المعلم، فلاحظ المعلم ذاك وجاء بجانبهم ووقف بينهم وقال:
-هل يا ترى نحن نسبب لكن إزعاج شديد بشرحنا هذا أليس كذلك؟

-فقالت له "دانا" :
-نحن نتأسف على ذلك أيها المعلم، لن تتكرر مره أخرى.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي